عقدة النقص
مرض نفسي خطير يصاب به كثير من البشر وهم لا يشعرون ، هذا المرض نفثة من نفثات إبليس ، وسهم من سهامه يصوبه نحو قلوبهم ، فيصيب مقاتلهم ، ويدمر فاعليتهم ، ويهدم طموحاتهم ويحط من هممهم.
المصاب بهذا المرض لا يعترض على ان يكون هملاً وذيلاً في قافلة الحياة ، فلا يكون لبنة في صناعة مستقبله ، ولا يحرك ساكناً إلا بإيعاز من الآخرين ، فهو يعيش في محيطة على هامش التأثير فقط.
هذه العقدة المعقدة هي عقدة النقص ، حيث يشعر هذا المريض ، أو يخيل له انه ناقص ، يفتقد شيئاً يراه في الآخرين ويعجز عن رؤية هذا الشيء في نفسه
أسباب عقدة الإحساس بالنقص
هناك أسباب ودوافع كثيرة تجعل الإنسان غير سوي في علاقته مع نفسه. ولكن الابتعاد عن المنهج الرباني الذي تمثل في تعاليم القران الكريم والسنة النبوية الشريفة هو مفتاح سر الكثير من العقد النفسية.
فالنفس البشرية ليست بحاجة إلى توفير متطلباتها المادية وحاجاتها فحسب، بل ان الانشداد إلى الخالق الواحد عبر التزام اوامره ونواهيه هو الركيزة الاساس.
وقد يقع عالم النفس في مطبات كثيرة خلال مراحل تشخيصه للعقد النفسية، بسبب جهله وعدم اعتنائه بما يدور في النفس البشرية من كوامن فطرية تشد الانسان إلى اشباعها.
وهنا لا بد من الاشارة إلى ان غير الملتزمين بالشريعة الاسلامية من المتخصصين في علم النفس، يشخصون بين فترة واخرى عوامل متداخلة ومتشابكة في نشوء عقدة نفسية ما، ولكنهم يجهلون العلة الاساس، فيسعون إلى بذل جهود جبارة لملاحقة هذه العوامل ومعالجة كل واحدة منها على انفراد. واخيرا يصلون إلى ان عدم استقرار واطمئنان النفس وتوترها عامل رئيسي في نشوء اغلب العقد النفسية، ثم يرجعون الحل إلى انتماء او اتجاه روحي يتوجب على المعقد نفسيا اللجوء إليه
الوقاية والعلاج
من الصعوبة بمكان ان يدعي علم نفس انه استطاع ان يضع حلولا علمية لعقدة
الاحساس بالنقص، ذلك ان العقد النفسية لا يمكن التعامل معها بطريقة التعالم مع الظواهر العلمية المادية الاخرى. لان العقد النفسية لا تخضع لقانون علمي ثابت. وإرادة الانسان كما هو مشهور، انها تحقق المعجزات
فان الشعور بالفقر والحرمان والاخفاق قد يسلم صاحبه إلى اليأس من الحياة او الانتحار هربا من مواجهتها، وقد يؤدي الشعور نفسه عند فرد آخر إلى التمسك بالأمل ومضاعفة العمل لتغيير الظروف الكئيبة التي تكتنفه، ومرد الامر في الحالين إلى اختلاف هذين الفردين في مدى حظهما من سداد الفكر، وسلامة الجسم وسعة الثقافة، ونوع التربية، وسائر المقومات الشخصية. وقريب من هذا يمكن ان يقال عن الظاهرة الاجتماعية، انها لاتخضع لمثل الجبرية التي تخضع لها الظواهر الطبيعية. فالفقر ظاهرة اجتماعية قد تفرض على افراد احد المجتمعات الاقبال على الانتحار. بينما يتوافر هذا الفقر في بيئة اخرى تكاد تخلو من ظاهرة الانتحار. بل ان الفقر يختلف تاثيره في افراد البيئة الواحدة، يدفع احدهم إلى الاجرام بينما يدفع الاخر إلى الصلاح ايمانا بما قدر الله من حظ، او استجابة لنوع سليم من التربية يؤدي إلى الترحيب بمواجهة التبعات.
دمتم دائما بنفسيات سوية وسليمة