كان أحد الملوك يعيش في مملكته وكان يجب أن يكون هذا الملك ممتنًا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة، ولكنه كان غير راضٍ عن نفسه وعما هو فيه.
واستيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة، فتطلع هذا الملك نحو صاحب هذا الصوت، فوجده خادمًا يعمل لديه في الحديقة، وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة.
فاستدعاه الملك وسأله لما هو سعيد هكذا مع أنه خادم ودخله قليل لا يكاد يكفيه، فرد عليه هذا الخادم بأنه يعمل لدى الملك ويشعر بالأمان بتأمين طعامه ومأواه.
فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وسعيد بما هو فيه ! فنادى الملك وزيره وروى له حكاية هذا الرجل فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير فقام الملك وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك.
بعدها وجد الرجل الفقير الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما في الكيس، ثم قفل باب بيته وأمر أولاده بالنوم، وجلس إلى طاولته يعدّ القطع الذهبية فوجدها 99 قطعة فاعتقد أن القطعة المائة قد وقعت في مكان ما، فقام يبحث عنها ولكن دون جدوى حتى أنهكه التعب، فقال لنفسه سوف أعمل وأشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية.
وذهب لينام فانشغل باله بالقطع الذهبية واستيقظ متأخرًا في اليوم التالي، فأخذ يسبّ ويلعن زوجته ويصرخ على أولاده، وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تمامًا، ولم يقم بالغناء كعادته، بل كان يعمل بتذمر وعصبية ونهم يريد جمع المال لشراء القطعة الناقصة.
فأخبر الملك وزيره بما حدث وكان في غاية التعجب فقال الملك للوزير أن السعادة تكون أحيانًا بالقناعة، فإذا سيطر الطمع على النفوس دمّرها وأنهكها، فالطموح مشروع ومحبب، ولكن الطمع مهلك فالمطلوب قناعة بلا ضعف ولا كسل، وطموح بلا نهم ولا طمع.
تصبحون على خيررر وقناعة