.
ظواهـر تقــلق المضـاجع !!
ديمومة الطيبة أصبحت مستحيلة في بلاد الطيبة ..
والنيل قد أصبح مسلوب الإرادة حيث يخذل الأهل والعشيرة ..
لا يفي رغداً في حال الجدب أو ( الدميرة) ..
جدل يغـــم النفوس حزناً رغم عطر السيرة ..
وأهل النيل قد تنازلوا عن صفات كانت هي الطيبة الأصيلة .. وتوشحوا بوشاح الغدر والصفات الذميمة ..
أين دماثة الأخلاق وأين صدق السرائر وجواهر الفضيلة ؟..
لقد تواترت بدائل النعوت علينا وكلها عقيمة ..
وتفشت سوالب الأخلاق في مسارات الحياة كجذوة الحريقة ..
غش وخداع واحتيال وكل ألوان الرذيلة ..
وقد نما الهوان فينا حين أصبح الصمت هو الحجةً والذريعة ..
تناسينا عروة الفضائل الموروثة عن الأجداد والآباء وقد عرفوا بالجد والشكيمة ..
وفي غفلة الأعين تركنا الأبواب مفتوحة وسائبة حتى ولجت علينا المعطيات الوخيمة ..
لا حارس يصد غيرةً ونخوةً وشهامة ليمنع نوازل الرياح الدخيلة ..
ولا واعظ يتقي الله في الخلائق ويجاهد بفضائل النصيحة والشريعة ..
والشك قد أصبح إرثـــا في كل من لا يلازم التقوى ويجاهر بالتكبيرة ..
لأن النفوس في هذا الزمان قد أصبحت ترائي لمجرد الإيهام والخديعة ..
تبدي البراءة وتتقي بزيف المظاهر الرزينة ..
نفوس خادعة في جوهرها تبرم حبال الغدر تيلة بتيلة ..
لا أمن ولا أمان في ملامح الوجوه مهما تبذل زيف البراءة والبسمات الرقيقة ..
ولا أمن ولا أمان في أيدي ممدودة بالترحاب حيث تكمن في طيها بوائق الأذية ..
مظاهر كلها مطلية بطلاء الزيف والخداع رغم اللمحة البريئة ..
خدعة تغري بنعومة الملامس كملمس الأفعى الذي يغدر باللدغة الأليمة ..
إرباك في مسميات تخالف الطبيعة وتخالف الحقيقة ..
فالأخ يعني الإخاء في المسمى والمعاجم ولكنه يمثل العدو عند الحاجة والعزيمة ..
كم من مستغل للإخاء يراوغ بخلاً وكيداً لينفرد بخيرات الوليمة !..
وكم من ملازم يلازم الإخاء مكراً ودهاءً لحاجة في النفس مسبوقة بالخريطة ..
وعيون الأخ المرائي تذرف دموع التماسيح والأيدي ما زالت تسلخ جلد الأخ الضحية !..
عجبا ويا عجباً من زمان تبدلت فيه بدائع المثل بقدر يمخول العقول الرصينة ..
زمن فيه الكل يرائي بالمحبة والمودة ثم الكل يضمر بالمكائد الدفينة ..
ماذا أصاب الناس وقد اسودت الطبائع بين ليلة وعشية ؟,,
وذاك التردي في التعامل قد أصاب البين سوادا وقتامه حيث الأذى بالفطرة والسجية ..
أين أيام الملائكة في أرض الملائكة حيث أيام الطهر والعفاف والفطرة الأبية ؟..
كان الإخاء بمعنى الإخاء دون الطعن في الخلفية ..
وكانت الجيرة بمعنى الجيرة دون التلميحات والسخرية ..
وكان الإخلاص والمودة صدقاً في القلوب دون علامات تفرق بين الجهر والنية ..
وكان المدلول في العين هو المدلول في القلب حيث الواجهة التي تماثل الخلفية ..
وكانت النعوت تطابق الأسماء بقدر يوافق النسخة الأصلية ..
عمرو هو ذاك عمرو وزيد هو ذاك زيد دون تبديل في الألوان والمزية ..
أما اليوم فعمرو قد لا يكون عمرو عند الحاجة الضرورية ..
وزيد قد لا يكون زيد صاحب الصيت الرضية
|
.
. |
|
. |