حب لغيرك ما تحب لنفسك .. تجد في سعادته سعادتك !!!
القصة التي بصدد سردها لكم لم يكن لها عنوان.. فاستوحيت لها هذا العنوان: " حب لغيرك ما تحب لنفسك ..تجد في سعادته سعادتك"، قرأتها فأثَّرت فيَّ، ليس لحسن صياغتها وروعة بلاغتها، بل ولا لزخم الأحداث والمعاني التي تضمَّنتها، ولكن لأنَّها أعطتني تفسيراً عمليَّاً لحديث شريف، فمُنذُ نُعومة أظفارنا ونحن نحفظ حديث النَّبيِّ صلى الله عليه وآله سلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (متفق عليه)،يمنعولكن كم تَمَثَّلنا هذا الحديث الشريف في حياتنا العملية؟
ليس في الحديث الشريف ما يُشير ولو من بعيد أن يتجرد المرء من حبِّ ذاته، بل على العكس من ذلك يقرر حقيقة فطرية: إنَّ الإنسان يحبُّ الخير لنفسه، ولكن الحديث يريد منه أن يرتقي ويتسامى فيضيف إلى جانب ذلك حبَّ الخير للآخرين، ويُرَغِّبُ فيه فيَعدَّه من كمال الإيمان.
إذاً فالحديث يقرر أصلاً من أصول رُقيّ المجتمع وسعادته:يمنعساعد غيرك في بحثه عن سعادته أثناء بحثك عن سعادتك، وبذلك سيجد كل فرد في المجتمع من يساعده في بحثه عن سعادته، فقصتنا هذه تجلى فيها معنى هذا الحديث الشريف، أترككم مع القصة:
في دورة تدريبية في أحد المعاهد كان الحضور خمسين متدرباً، وفجأة.. وأثناء المحاضرة سكت المدرب!
وإذا به يقوم بتوزيع خمسين بالوناً على المتدربين الذين أثارهم الاستغراب، وانتابتهم الدهشة من صنيعه، ثمَّ طلب منهم أن ينفخوها ويربطوها ويكتب كلُّ متدرب اسمه على البالون بخط واضح، ثمَّ جمع البالونات ووضعها في غرفة صغيرة فامتلأت بها تقريباً.
بعد ذلك طلب من المتدربين دخول الغرفة جميعاً، وأوعز إليهم أن يحاول كلُّ متدرب العثور على البالون الذي يحمل اسمه خلال أقلَّ من خمس دقائق فقط!
عند ذاك هاج المتدربون وماجوا في محاولة العثور على بالوناتهم، وتعرض بعضهم للدفع، وآخرون سقطوا على الأرض، انتهت الدقائق الخمس، ولم يستطع أيٌّ منهم الوصول إلى غايته، بل إنَّ قسماً منها انفجر أثناء التدافع، هنا شعر المتدربون بالحرج والخجل، وبعضهم ينظر إلى بعض نظرة عتب ولوم.
ثمَّ أعاد المحاضر عليهم الكَرَّة، وقبل أن يدخلوا الغرفة طلب منهم أن يأخذَ كلُّ متدرب بالوناً أيَّاً كان الاسم الذي يحمله، ويعطيه لصاحبه، وخلال أقلَّ من دقيقتين إذا بكل متدرب يحمل البالون الذي عليه اسمه وكان الجميع سعداء.
فهذه البالونات تمثل سعادتنا التي نبحث عنها،يمنعوعندما نبحث عن سعادتنا فقط سيتعذر علينا أن نجدها، ولكن عندما نقدّم السعادة للآخرين، سنجد بدورنا مَنْ يمنحنا السعادة، فضلاً عن السعادة بما نقدمه لمَنْ نحبّ ومَنْ يحتاج، فيفرح ويبتسم، فنجد سعادتنا في ابتسامته، وفرحنا في فرحه.
فهذه دعوة لكل مَنْ يبحث عن السعادة.. قدِّم السعادة لغيرك يُقدم لك سعادتك، قدِّم السعادة لعائلتك لأصدقائك لزملائك في العمل، يقدموا لك سعادتك.
أسأل الله العليَّ العظيم ربّ العرش الكريم أن يسعدكم في الدنيا والآخرة...
ملحوظة:يمنعالقصة فيها تصرف، تصحيحاً وإضافةً