نُورٌ تجلَّى حُسنُهُ وهَدانِي
وأضَاءَ في قلبِي وفِي وجْدانِي
لمَّا رأيتُ البَدرَ في كبدِ السَّما
سَالَتْ دُموعِي فارتَوتْ أحزَاني
وذَكرتُ في ذاكَ المَساءِ أحبَّتي
فكتبتُ شِعريَ بالبُكاءِ القَاني
ومَضَت إِليَّ الذِكرَياتُ تهُزَّني
وتُعيدُ جُرحاً ذِكرهُ أبكَاني
يا ليلُ قد زدتَ الدُّموعَ غزارةً
والشَّوقُ في الوِجدانِ قد أَعيانِي
ونَكأَتَ في القلبِ اليتيمِ مَرارةً
فَبكَى الفؤادُ بلوعةٍ وكَوانِي
ضاعَ الحبيبُ وضاعَ قلبِي بعدَهُ
وفَقَدتُ طَعمَ الحُبِّ في إخْوانِي
ذاكَ الحبيبُ مضَى لِسائرِ شأنِهِ
حتَّى يعيشَ بجنَّةِ الرَّضوانِ
قد ضَاقَ ذرعاً بالحياةِ وغَدرِها
حتَّى من اﻷَصحابِ والخِلاَّنِ
هُو صورةٌ للبَدرِ في كَبدِ السَّما
فِي حُسنِهِ وضِيائِِه الرَّبانِي
قد حازَ باﻷَخلاقِ كلَّ فضيلةٍ
ومَضى لِيعبُدَ رَبَّهُ بِتفانِ
هو في جَمالِ الخَلقِ صُورةُ (يُوسُفٍ)
فإذا تجلَّى حُسنَهُ أحيَِاني
وإذا تكلَّم كَانَ يَبسُمُ ضاحكاً
بالحُبِّ يشدُو أعذَبَ الأَلحانِ
قد كانَ في هذِي الحياةِ منارةً
للحُسنِ واﻹِحسانِ واﻹِيمانِ
سَاظلُّ أذكُرُ في الحياةِ جمَالَهُ
حتَّى تُوسَّدَ في الثَّرى أَكفانِي