لما نظرت إلي أمس مشيحة
بين الجموع بلحظك المرتاب
وجرت على شفتيك بسمة حائر
ما بين شبه رضا وشبه عتاب
أبصرت في عينيك عمري كله
وعرفت أني قد أضعت شبابي
ورأيت نفسي في الحياة وضيعها
أشكو إغترابي في ندي صحابي
وهتفت بي:من أنت؟ لما أنكرت
عيناي شخصي وهو غض إهاب
ولقيتني ألقى الورى وكأنني
منهم على وهم ولمع سراب
وسمعت قلبي في الضلوع معاتبي
بوجيبه يا صفوة الأحباب
ولمست في الأجفان وكف مدامعي
كالجدول المترقرق المنساب
ورجعت للمحراب أنشد عزلتي
لكن خيالك كان في محرابي
أين المفر(( ومنك ثم إليك ما
أسعى)) وما بي في غرامك ما بي