قصــــةيمنععلييمنعبابايمنعوالأربعونيمنعلصاً
في قديم الزمان بإحدى البلاد البعيدة كان يعيش رجلا طيب القلب فقير الحال، يصرف أمور يومه من خلال امتهانه مهنة الحطابة، كان بكل يوم باكراً يصلي صلاة الفجر حاضرا ويحمل فأسه ويتوجه ناحية الغابة، والتي يقوم فيها بتقطيع الأشجار وتقليمها، وبيع الحطب الذي يستخلصه من عمله الشاق؛ كان ذلك الرجل يعرف بعلي بابا، ولديه أخ شقيق واحد اسمه قاسم، والذي كان ميسور الحال ولا يعاني من أي مشاكل مادية، وعلى الرغم من ذلك إلا إنه كان جشعاً وطامعاً للغاية.
وذات يوم بينما كان “علي بابا” بالغابة بمكان نائي بها لاحظ اقتراب بعض الفرسان منه، انتابه القلق فصعد لأعلى شجرة، ومن بعيد قام بعد هؤلاء الفرسان فوجد عددهم أربعين، علم حينها أنهم الأربعونيمنعلصاًيمنعالذين تعج البلاد بالحديث عنهم.
لم يصدر أي صوت من شدة خوفه حتى أن حماره المسكين اختبأ خلف بعض الشجيرات، التزم “علي بابا” الصمت حتى توقف الأربعونيمنعلصاًيمنعبالقرب من كهف كبير بقلب جبل، نزل كبيرهم وقال بصوت مرتفع: “افتح يا سمسم”، وإذا بصخرة كبيرة بصوت مدوي تفتح، لقد كانت مغارة وتفتح بهذه الكلمة السحرية، دخل اللصوص وكل منهم يحمل خلف ظهره كيسا يبدو عليه الثقل.
قال “علي بابا” في نفسه: “لابد أنها المسروقات التي يجمعونها من بلادنا والبلاد المحيطة بها، هكذا إذاً يجمعونها ويضعونها بهذه المغارة السحرية”.
وبعد قليل من الوقت خرج الأربعونيمنعلصاًيمنعمن داخل المغارة، ومن جديد صرخ زعيم العصابة بصوت مرتفع قائلا: “اغلق يا سمسم”.
وبمجرد ابتعادهم وغيابهم عن الأنظار، نزل “علي بابا” من أعلى الشجرة، وتوجه ناحية المغارة، وقال بصوت عال: “افتح يا سمسم”، فتزلزلت الأرض من أسفل قدميه وانزاحت الصخرة الكبيرة من أمام فتحة المغارة، دخل “علي بابا” المغارة وذهل من كثرة الذهب والمجوهرات التي وجدها بداخلها، أخذ كيسا مملوء بقطع الذهب النقدية ورحل، وضعه على ظهر حماره، وقال بصوت عالٍ: “اغلق يا سمسم”.
عاد فرحاً لزوجته والتي سرت كثيرا لرؤيتها الذهب ولكنها سألته أيضا في تعجب وحيرة من أمرها: “أين لنا بهذه القطع الذهبية الكثيرة؟!”
فسرد لها زوجها القصة التي حدثت معه كاملة، فقالت زوجته: “إذاً هذه الكنوز لست لنا، أعتقد أنه من الأفضل لنا أن نقوم بدفنها بحديقة منزلنا حتى لا نصاب بأذى ولا تطمع أنفسنا بها ريثما نجد لها حلا”.
وافقها زوجها “علي بابا” الرأي، ولكنه اقترح عليها أن يزنان الذهب قبل دفنه، فأخبرته بأنها ستذهب لمنزل أخيه “قاسم” المجاور لهما وتستعير الميزان من زوجته.
وبالفعل ذهبت لمنزل “قاسم” وطرقت الباب، وعندما خرجت زوجته طلبت منها استعارة الميزان، ونظرا لفضول أخيه الغير مشهود قام بوضع بعض الغراء أسفل الميزان حتى يعلم من خلاله ماذا يريد أن يزن أخاه.
وبعدما قام “علي بابا” وزوجته بوزن الذهب، قاما بحفر حفرة ضخمة بالسر ووضع الذهب بداخلها، وقامت زوجة “علي بابا” بإعادة الميزان لزوجة قاسم، وقد التقطه من يد زوجته “قاسم” بفارغ الصبر، وما إن وجد قطعة الذهب بأسفله حتى جن جنونه، وصار يتساءل في استغراب: “من أين حصل هذا الحطاب الفقير المعدم على قطع ذهبية كثيرة لدرجة أنه يزنها؟!”
لم يستطع أن يقاوم فضوله، فذهب في الحال لأخيه ليستجوبه فيخبره عن طبيعة حصوله على القطع الذهبية، طرق على الباب بلهفة، وتحدث لأخيه بلهجة المهدد، في البداية لم يرد “علي بابا” الإفصاح عن سره الكبير، ولكنه لم يكن ليكذب على أحد مهما كلفه الأمر، كان “قاسم” يعلم مدى صدقه، لذلك جعله يحدثه بسره.
لمعت عيني “قاسم” ولاحظ ذلك “علي بابا”، لذلك حذره من عواقب الأمر الوخيمة إذا فكر في الذهاب هناك، ولكن “قاسم” كان متكبرا متعجرفا لا يقبل النصح من غيره: “أتعلم يايمنععلييمنعبابايمنعستظل طوال عمرك فقيرا معدما، وذلك لأنك جبان؛ أما أنا فشجاع ولا أخاف المخاطر”.
جر حمارين وذهب بهما للمغارة، وعندما وصل قال: “افتح يا سمسم”، ففتح باب المغارة بهذه العبارة السحرية، ودخل “قاسم” والذي رأى ما جعل عقله يتزحزح من موضعه وقلبه يرقص فرحاً، أخذ يتدحرج على الذهب ويتقلب بين المجوهرات واللآلئ.
أخذ يجمع في الزكائب المليئة بالذهب والمجوهرات، ويقربها بجانب الباب، وما إن انتهى من جمع الكثير أراد أن يخرج ولكن الحظ لم يحالفه وخانته ذاكرته بأن نسي كليا كلمة السر السحرية؛ أخذ يجرب ويجرب في الكلمات المألوفة والقريبة من كلمة السر ولكنه لم ينجح، وفجأة فتح باب المغارة وإذا بالأربعينيمنعلصاًيدخلون فوجدوه أمامهم!
أخذ يبعد نفسه عن التهمة ويلصقها بأخيه “علي بابا” عله يجد النجاة بعمره..
قاسم: “إنني لست بلص، أنا مجرد رسول لأخييمنععليبابايمنعالذي علم الكلمة السحرية، فبعث بي إلى هنا لأسرق كل الكنوز الثمينة وأعود بها إليه”.
كانت في هذا الوقت زوجة قاسم قد أصابها قلقل وذعر على زوجها، فذهبت لمنزل أخيه تشكو إليه ما أصابها، اقترحت زوجيمنععلييمنعبابايمنعأن يعودوا جميعا لمنزل قاسم ويظلوا في انتظاره، وبينما كانوا خارجين من داره وجدوا علامة غريبة على باب منزل “علي بابا”، استشفت زوجته بذكائها المتقد أن هذه العلامة من فعل عصابة الأربعين لص.
فقامت بعمل نفس العلامة على كل المنازل القريبة والمحيطة بمنزلها حتى يختلط الأمر على اللصوص، وبالفعل نجحت في ذلك حيث أنه بمنتصف الليل جاء اللصوص ليقتلوا “علي بابا” ويتمكنوا من دفن سرهم معه، ولكنهم عادوا خاويين اليدين بسبب ما فعلته الزوجة الذكية.
وصباح اليوم التالي تنكر زعيمهم على أنه تاجر زيت للطعام، وكان قد أحضر معه أربعين برميلا كبيرا، جعل رجاله التسعة وثلاثين يختبئون داخل البراميل، أما البرميل الأربعون فقد وضع بداخله زيت، سأل عن “علي بابا” حتى وصل إليه، وهناك أوهمه بأنه تاجر قادم من بلاد بعيدة، ويريد أن يأوي لمنزله ببضاعته، وقدم له برميل الزيت هدية لجميل صنعه معه.
قبل ضيافته “علي بابا” بنفس راضية، ودعاه للطعام؛ ولكن زوجته كانت ذكية للغاية فتفقدت البراميل وتحققت كل شكوكها ومخاوفها، فقامت بغلي الزيت ووضعته على اللصوص بالبراميل فاحترقوا وماتوا مكانهم، أما عن زعيمهم قتلهيمنععلييمنعبابايمنععندما هم بقتله وسبق في ذلك.
ذهب “علي بابا” للمغارة وأخرج أخاه “قاسم؛ وأخذ الكنوز التي بداخلها ووزعها على كل البلاد فعم الرخاء ونعم الجميع بعيش حياة سعيدة ومفعمة بكل الترف.
تعلم “قاسم” درسا قاسيا في عاقبة الطمع والجشع الذي كان يتحلى بهما