لقد اختلف الفلاسفة والعلماء والفنّانون على مرّ الزمان في تحديد مفهوم الحبّ بدقّة، وذلك بسبب طبيعته غير المفهومة لما يتضمنّه من مشاعر استثنائيّة يتعرّض لها الفرد مرّات قليلة في حياته ولا يستطيع تحديد ماهيّتها على الفور؛ بل إنّه يواجه صعوبة في أغلب الأحيان في فهم هذا الشعور الذي يراوده، ويجدر لفت النّظر إلى أنّ الحبّ لا يقتصر فقط على حب شخص لشخص آخر وحسب؛ بل إنّ الإنسان قد يحبّ حيواناً على سبيل المثال، أو قد يحبّ مفهوماً مجرّداً كالحرّيّة، ولذلك فإنّ للحبّ تعريفات متعدّدة نجمت عن هذه الاختلافات، فيعرّفه البعض على أنّه: "شعور قويّ بالتعلّق والحاجة والتأثّر"، ويعرّفه آخرون بأنّه: "استعداد الشخص لتفضيل شخص آخر على نفسه"، أو أنّه: "اختيار الشخص للالتزام بمساعدة شخص معيّن واحترامه والاهتمام به"، وهكذا فإنّ للحبّ مفاهيم كثيرة تختلف باختلاف الزاوية التي يُنظر منها إلى هذا الشعور الفريد.[1] تعريف الزواج يعرف الزواج في كلّ المجتمعات الإنسانيّة على أنّه إشهار ارتباط شخصين ببعضهما البعض وذلك بغرض تكوين أسرة مستقلّة جديدة تنطوي داخل المجتمع الإنسانيّ الكبير، وتتأسّس على التفاهم والتواصل الصحّي والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة جميعهم الذين يربطهم الحبّ بدءاً من أساس الأسرة ألا وهما الزوجان المسؤولان بشكل أساسيّ عن جودة حياتيهما وحياة أطفالهما، ويعرف الزواج أيضاً على أنّه انتقال المرء من حياة العزوبيّة والفرديّة إلى حياة الشراكة التامّة وهو ما سيحتاج الكثير من الجهد لإبقاء هذه الشراكة على مستوى عالٍ من النجاح والوفاق ممّا سينعكس إيجاباً على أطراف العلاقة المعنيّين وعلى المجتمع ككل، ويعرف الزواج أيضاً بأنّه عقد رباط بين رجل وامرأة يستمرّ مدى الحياة -كما يفترض- ولا ينفسخ إلّا بالطلاق أو الهجر بقرار أحد الطرفين أو بالاتّفاق بينهما، ولكنّه في الأساس يعرف على أنّه عقد يقوم على الأبديّة، وعلى الزوجين احترام هذا المفهوم احتراماً تامّاً وإعطائه ما يجب من أجل تحقيق استقراره واستمراريّته، وبالطّبع فقد اختلفت الآراء حول تعريف الزواج تعريفاً موحّداً ولكنّه في النهاية يؤدّي الي نفس المفهوم |
|
|
|