أفرز التعلُّم
الإلكتروني تغيرات كبرى في الأسلوب التنظيمي للممارسة التعليمية التعلُّمية؛ حيث لم يعد مشترطًا حضور الطالب إلى الجامعة او المدرسة على فترات منتظمة، فيمكن للطالب أن يحمل محيطه الرقمي في ِحله وترحاله، وقد ارتبط ذلك بتطور كبير في الخدمات التي تقدمها الشبكات، ظهرت ملامحه في مساحات تخزينية واسعة وسرعات كبيرة للإنترنت، بالإضافة إلى إتاحة عدد كبير من البرمجيات التي بإمكان الطالب أن يستخدمها دون حاجة إلى أن تكون برامج تشغيلها مهيأة على الجهاز الذي يستخدمه. وعلى ذلك تعد المرونة من الخصائص المهمة في منظومة التعلُّم الإلكتروني، فهي كما يشير (خميس 2011) مرونة في تحكم المتعلم فيما يريد تعلمه ومعرفته لأداء الأنشطة والفعاليات التعليمية بشكل أكثر فاعلية. من هنا فقد أصبحت
التوجهات العالمية لتطوير
التعليم عموماً والتعليم الجامعي على وجه الخصوص مرتبطة ارتباطا وثيقًا بالتحّول نحو دمج التقنية في
التعليم سيما بعدما أصبحت نظم
التعليم التقليدية لا تفي بمتطلبات التحول بالمجتمع إلى مجتمع قائم على نشر المعرفة، وإكساب المهارات، وتطوير الذات لكل من يرغب في التعلم في أي سن؛ تحقيقًا لفكرة
التعليم المستمر أو التعلم مدى الحياة (Chine, 2009, p752) وقد أفضى هذا التطور إلى ظهور
الحوسبة السحابية Cloud Computing حيث تعتمد على عملية نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بجهاز الحاسوب إلى ما يسمى بالسحابة، والتي تعتبر بمثابة خادم يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت؛ لتتحول تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى ِخدمات (زكي543ص :2012). وعليه وفي ظل منظومة
الحوسبة السحابية Cloud Computing System يقل اعتماد مستخدمي الحاسوب أو مستخدمي الشبكات المحلية على التطبيقات والبرامج وكذلك إمكانيات الأجزاء المادية Hard Ware الموجودة في أجهزتهم وبدلاً من ذلك يتم الاعتماد على إمكانيات الأجهزة المكونة لنظام
الحوسبة السحابية. فكل ما يحتاجه الفرد في الشبكات هو جهاز حاسوب متصل بالإنترنت، أي أن منظومة العمل ستنتقل من أجهزة توجد في مكان محدد إلى أجهزة أخرى تسبح في فضاء الإنترنت، ومن هنا جاءت التسمية ”
الحوسبة السحابية (عطا، 2011). وتعتبر
الحوسبة السحابية نموذجاً جديداً من
الحوسبة حيث تعتمد على
الحوسبة الشبكية، كما تعتبر البيئة والمنصة الأساسيتان لمستقبل
التعليم الإلكتروني بما توفره من تخزين للبيانات وخدمات إنترنت فضلاً عن قوة حوسبية كبيرة (Hui&et.al,2010)، فالتعاون والمشاركة هما أحد المفاهيم الأساسية في بيئة
الحوسبة السحابية، فالموارد في السحابة يمكن الوصول إليها ومشاركتها في أي مكان شريطة أن يكون متصلاً بالإنترنت.
مشكلة البحث:
أصبح استخدام
الحوسبة السحابية في
التعليم ضرورة ملحة لما يتمتع به من مميزات جعلته خيارا اقتصاديا لا يتطلب نفقات كبيرة نظير ما يقدمه من خدمات مشاركة تحرير وإدارة المستندات، فهي تعد إحدى التطبيقات الأكثر إثارة للاهتمام والتي يمكن أن تصبح اتجاها جديدا في
التعليم الإلكتروني فهي الوصول السريع لمختلف التطبيقات والنظم والموارد من خلال شبكة الإنترنت. في ضوء ما سبق، تبرز الحاجة إلى الاستفادة من خدمات
الحوسبة السحابية في
التعليم بغية تحسين العملية التعلمية التعليمية لدى الطالب وزيادة دافعيته.
أهمية البحث:
يؤدي
التعليم دورا مهما في تحقيق نمو اقتصادي للدول بالوقت الراهن، فنمط التدريس بالصف الدراسي قد تغير حيث ينجذب الطلاب أكثر نحو التكنولوجيا، لذا ففي بيئة متغيرة كهذه من المهم أن نفكر في أحدث التقنيات التي تساعد المجتمع على تحقيق عملية تعلم وتعليم أفضل. وتمثل
الحوسبة السحابية واحدة من تلك التقنيات الحديثة، فالحاجة للتعلم في هذا الوقت أصبح ضرورة ملحة وكذلك تطوير وتحسين
التعليم الإلكتروني eLearning ومن ثم فنحن في حاجة إلى
التعليم الإلكتروني لمواكبة التكنولوجيا والاتجاه الحديث هو استخدام
الحوسبة السحابية، فالحوسبة
السحابية تتسم بقابلية عالية للتطوير لما تهيئه من مصادر افتراضية يمكن أن تتوافر للمستخدمين ولها بالغ التأثير على البيئة التعليمية في المستقبل