بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله حمداً يليق بوجهه الكريم
والصلاة والسلام على خير المرسلين
محمد وعلى آله وصحبه وسلم أتم التسليم
ونحن نتصفح القرآن الكريم ..
نقرأ آياته نقف عند حروفه ..
نعلم أن لكل حرف معنى وسبباً لوجوده ..
الحرف هو ما دل على معنى في غيره بقرينة ، فإن لم يقترن بغيره فلا معنى له ،
وحتى يفهم معناه الذي وضع له يجب أن يقترن بلفظ آخر دال على معنى ،
ولذا لا بد من تفسير بعض الحروف التي وردت في القرآن الكريم
الهمزة
تكون حرفاً ينادي به القريب والمتوسط وتكون للإستفهام ،
وحقيقة طلب الفهم وقد تدخل الفاء نحو (( أفمن كان على بينة من ربه ))
وعلى الواو نحو (( أو لم يسيروا في الأرض ))
وقد تخرج عن الإستفهام الحقيقي فترد معاني الإنكار الإبطالي نحو
((أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا ))
أو الإنكار التوبيخي (( أتعبدون ما تنحتون )) ؟
أو التعجب (( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ))!
أو التحقيق (( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )) ؟
إذ
قد تكون ظرفاً نحو قوله تعالى (( فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ))
أو يكون مضافاً إليه في زمان صالح للإستغناء عنه نحو
يومئذٍ وحينئذٍ (( وانشقت السماء فهي يومئذٍ واهية))
والأصل فهي يوم تنشقّ واهية
ونحو (( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ))
ونحو (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد ))
إذا
تأتي على وجهين
الأول أن تكون للمفجاءة فتختص بالجمل الأسمية ولا تحتاج إلى جواب الشرط
نحو (( فإذا هي حية تسعى .. فإذا هم خامدون .. فإذا هم بالساهرة )
والثاني : أن تكون ظرفاً للمستقبل متضمنة معنى الشرط وتختص بالدخول على الجملة الفعالية ،
نحو (( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ))
وقوله (( فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ))
ألا
تكون للتنبيه نحو قوله تعالى : (( ألا إنهم هم السفهاء ))
وتكون للتحضيض (( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ))
إلاّ
للإستثناء نحو : (( فشربوا منه إلاّ قليلاً ))
وبمنزلة غير نحو قوله تعالى (( لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا ))
أي لو كان فيهما غير الله لفسدتا .
وتأتي شرطية نحو قوله تعالى : (( إلاّ تنصروه فقد نصره الله ))
وهذه الكلمة مؤلفة من إن ولا ،
إن : الشرطية ؛
ولا : النافية .
إلى
حرف جر انتهاء الغاية والمراد ..
تكون زمانية نحو (( أتموا الصيام إلى الليل ))
أي إلى أول الليل
ومكانية نحو (( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ))
وتكون بمعنى المعية نحو (( من أنصاري إلى الله )) ؟
أي مع الله
ونحو قوله تعالى (( ولا تأكلوا أموالكم إلى أموالهم ))
أي مع أموالهم
أم
تكون عاطفة وتكون متصلة ، يتقدم عليها همزة التسوية نحو
(( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ))
ونحو (( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ))
وتكون منقطعة فتكون مسبوقة بالخبر المحض ،
نحو (( تنزيل الكتابِ لا ريب فيه من ربّ العالمين ... أم يقولون افتراه ))
ومسبوقة بهمزة لغير الإستفهام بل للإنكار ،
يسمى الإستفهام الإنكاري نحو قوله تعالى :
(( ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيْدٍ يبطشون بها)) .
ومسبوقة باستفهام نحو قوله تعالى
(( هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ))
أمّا
حرف شرط وتفصيل نحو وقوله تعالى
(( أمّا السفينة فكانت لمساكين ... وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين
... وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ))
وقد يترك تكرارها نحو قوله تعالى
(( فأمّا الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ))
أي وأمّا الذين كفروا فسينالهم غضب وذلة إلى آخره
إمّا
مركبة من (إن ؛ ما)
وهي للإبهام نحو قوله تعالى
(( وآخرون مُرجون لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم ))
وهي لتتخير نحو قوله تعالى (( قلنا ياذا القرنين إمّ أن تعذب وإمّا أن تتخذ فيهم حسنا ))
ونحو (( إمّا أن تلقي وإمّا أن نكون أول من ألقى ))
وللتفصيل نحو قوله تعالى (( إنّا هديناه السبيل إمّا شاكرا وإمّا كفوراً ))
أو
حرف عطف : الشكّ من جهة المتكلم نحو قوله تعالى
(( قال كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم ))
وللإبهام وهو إخفاء المتكلم مراده عن السامع
نحو قوله تعالى (( إنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلالٍ مبين ))
وللتخيير ، ولا يجوز فيه الجمع فتقول هذا أو ذاك ، والإباحة
ويجوز فيه الجمع نحو قوله تعالى
(( فهي كالحجارة أو أشد قسوة ))
وتكون بمعنى (لا)
إذا وقعت بين نفيين نحو قوله تعالى
(( ولا تطع منهم آثماً أوكفوراً ))
أي ولا كفوراً
أيّ
تكون شرطاً نحو (( أيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ))
وتكون استفهاماً نحو قوله تعالى (( أيّكم زادته هذه إيماناً ))
وتكون موصولاً نحو قوله تعالى (( لننزعن من كل شيعة أيّهم ألأشد على الرحمن عتيّاً ))
أي الذي هو أشدّ
وتكون صفة للنكرة نحو قوله تعالى (( وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت ))
منقول للأستفادة ،،
نفعني الله وأياكم لكل خير .