نسبة انتشاره كبيرة والأدوية الحديثة لا تؤدي إلى نقصه بشكل حاد
انخفاض سكر الدم عادة ما يكون مصحوباً بتشنج أو غيبوبة
الشعور بالدوخة من أعراض نقص السكر د.بسام صالح بن عباس تشكل مسألة انخفاض سكر الدم لدى مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني تحديا كبيرا للطبيب قبل المريض. كما أن نسبة حدوثها كبيرة جدا حسب الدراسات العلمية المتعاقبة، وليس كما هو معتقد بأن نسبة انتشارها محدودة. والجدير بالذكر أن هناك نسبة كبيرة من حالات انخفاض سكر لا يعلم عنها المريض، وبالتالي لا يدركها الطبيب. وسنتطرق في هذه المقالة إلى التحدث عن نسبة حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم سواء حالات الانخفاض البسيطة أو حالات الانخفاض الشديدة وهي التي تكون مصحوبة بتشنج أو غيبوبة أو يحتاج مريض السكري بموجبها إلى مساعدة خارجية. وأيضا سنتحدث عن كيفية الوقاية منها، وهذا هو الأهم وهو الواجب فعله وكذلك كيفية علاج هذه الانخفاضات. كما سيكون حديثنا في نهاية المقالة عن العلاجات الحديثة والتي نجحت في تخفيض عدد حالات انخفاض سكر الدم لدى مرضى السكري النوع الأول والنوع الثاني والتجربة المحلية في المملكة العربية السعودية لمعاجلة ومتابعة هذه الحالات. نسبة انخفاض سكر الدم لدى مرضى السكري: وفق إحدى الدراسات العلمية التابعة للجمعية الأميركية لمرض السكري، أوضحت أن مريض السكري يتعرض إلى حالتين من انخفاض السكر في الأسبوع الواحد وتكون هاتان الحالتان مصاحبتين لأعراض الانخفاض المعهودة ومنها الشعور بالرعشة والجوع والاعياء والتعب. وهي نسبة عالية جدا إذا ما عرفنا أن بعض حالات الانخفاض هذه قد تكون شديدة، وبالتالي تكون مصاحبة للتشنج أو الغيبوبة. ولا تقتصر مشكلة انخفاض سكر الدم لدى مريض السكري على أعراض هذا الانخفاض وما قد يصاحبه من مشكلات مختلفة تم التطرق لها آنفا، ولكن مشكلة الانخفاض تمتد لتشمل تقييد الطبيب والمريض في التحكم الأمثل في العلاج، وذلك لأن الطبيب والمريض لا يستطيعان ضبط جرعات الإنسولين ولا زيادة جرعة الإنسولين في ظل وجود انخفاضات في مستوى سكر الدم. وتجد الطبيب يرضخ للأمر الواقع وينصح المريض إلى الاستمرار على نفس جرعات الإنسولين لكي لا يصاب المريض بمزيد من الانخفاض. بداية نود الإشارة إلى أعراض انخفاض سكر الدم لدى مريض السكري. أعراض انخفاض سكر الدم: تشمل أعراض انخفاض سكر الدم لدى مريض السكري علامات عدة، ولكن قبل سردها لابد من التنويه أنه في بعض الأحيان تكون هذه الانخفاضات غير مصحوبة بأعراض، ولا تكتشف إلا بتحليل السكر المنزلي عبر أجهزة تحليل السكر المعتادة. وخاصة لدى الأطفال. ولذا ينبه دوما على الحرص على عمل التحليل السكري المنزلي وعدم الاعتماد على الأعراض فقط، والتي قد لا تحدث مطلقا خاصة لو كانت هناك انخفاضات سكر متكررة تفقد مريض السكري هذا الشعور بالانخفاض وتصيبه بما يعرف التبلد تجاه نقص السكر. ولمن أراد التعرف على أعراض انخفاض السكر فهي تشمل التالي: الاحساس بالجوع والشعور بالرعشة وخفقان القلب وسرعة ضربات القلب وزيادة نبضاته. ومن الأعراض أيضا الاحساس بالتعب والارهاق والضعف وعدم التركيز. وكما أن هذه الأعراض قد تشمل أعراضا عصبية ومثال ذلك الصداع والتنميل والقلق والتعرق والعصبية والارتجاف والدوخة وعدم الاتزان ونحوها من الأعراض التي قد لا يجد لها الشخص تفسيرا في بداية الأمر. وإن حدثت هذه الانخفاضات في مستوى السكر في الدم أثناء النوم أصيب الشخص بأحلام مزعجة متكررة في بعض الأحيان. وقد تظهر على الشخص بعض الأعراض العصبية مثل الغضب المفاجئ أو العصبية المفاجئة وهي بسبب انخفاض السكر المفاجئ. ونود التنويه هنا أن العصبية لا تسبب مرض السكري ولكن ارتفاع السكر قد يسبب العصبية كما أن انخفاض السكر قد يسبب العصبية أيضا. وحيث إننا نتحدث عن العصبية هنا، لابد أن نذكر أن الكثير من مرضى السكري يبرر غضبه على الأخرين وزعله بأن مرض السكري هو السبب وهذا أمر غير مبرر. لا شك أن مرض السكري قد يؤثر سلبا على شخصية المصاب به ولكن لا يعني ذلك أن ترفع سكر الآخرين وتغضبهم وتسبب لهم مرض الضغط والسكر والإرهاق والتعب. وكذلك هو الحال مع الأطفال الذين يتخذون مرضهم وإصابتهم بمرض السكري وسيلة للتدلل والتسلط على الأهل والمبالغة في الطلبات. ماهي مستويات نقص السكر المتعارف عليها: ليس هناك حد معين لمستوى السكر في الدم يعرف بموجبه أنه منخفض، ولكن جرت العادة أن يعرف مستوى السكر الذي يكون أقل من 40 مللي جرام منخفضا. وهذا لا يعني أنه لا تتخذ أية ردة فعل دون الأربعين مللي جرام. حيث يجب معالجة الأمر إن كان مستوى السكر قارب السبعين أو حولها. أما بالنسبة للأطفال، فقد يكون الأمر أكثر خطورة ويجب معالجة الانخفاض إن قارب مستوى السكر الثمانين وخاصة عند النوم ويفضل أن يكون مستوى السكر أكثر من المائة عند النوم حتى لا ينخفض السكر أثناء النوم ويحدث التشنج أو الغيبوبة لا سمح الله. وقد ساعد تواجد أجهزة تحليل السكر المستمرة على التنبؤ بهذه الانخفاضات قبل وقوعها. حيث تحدثنا من قبل عن هذه الأجهزة التي تستطيع تحليل مستوى السكر بصفة مستمرة وتعطي تنبيهات في حالة الارتفاع أو في حالة الانخفاض. وقد ساعدت هذه الأجهزة في خفض عدد تحليلات السكر المنزلية المفترض عملها. كما أنها تعطي مؤشرات ومنحنيات بيانية مختلفة يمكن للمريض بموجبها التعرف مواطن الانخفاض والارتفاع واحتياجه الحقيقي والفعلي من الإنسولين. تبلد الإحساس بانخفاض السكر لدى مريض السكري تعتبر ظاهرة تبلد الاحساس بانخفاض السكر لدى مريض السكري من الظواهر المنتشرة بين المرضى. والسبب يعود في ذلك إلى تعود الجسم على حالات انخفاض السكر وبالتالي لا يتفاعل الجسم مع الانخفاض مرة أخرى. و يتساءل البعض عن سبب ذلك. وللتوضيح نقول إنه في حالة انخفاض السكر ترتفع أربعة هرمونات وهي هرمون النمو وهرمون الكلوكاجون وهرمون الكورتيزون وهرمون الأدرينالين. هذه هي الهرمونات التي تعتبر الهرمونات المنقذة لمريض السكري في حالة انخفاض السكر. هذه الهرمونات تفقد تفاعلها إن كانت هناك انخفاضات متكررة في مستوى السكر في الدم. والحل الوحيد لرجوع هذه الهرمونات إلى تفاعلها هو الحد من انخفاض السكر وبالتالي يستعيد الجسم حساسية لانخفاض السكر. ماهي أنواع الإنسولين التي لا تحدث انخفاضا شديدا في مستوى السكر: تعتبر أنواع الإنسولين الحديثة ممتازة نسبيا في خفض معدل انخفاضات السكر الحادة وخاصة أنواع الإنسولين طويلة المفعول ومنها إنسولين الليفيمير أو ما يعرف بإنسولين الديتيمير وإنسولين اللانتوس أو ما يعرف بالجلارجين. وعملت الكثير من الدراسات والأبحاث المحلية والعالمية بخصوص هذه الأنواع من الإنسولين وتأثيرها على خفض مستوى السكر في الدم وهنا نقصد الخفض المعتدل غير الحاد وكذلك وخفض معدل السكر التراكمي وخفض عدد مرات الارتفاع والانخفاض في سكر الدم وقدرتها على ضبط السكر بين الوجبات وكذلك أثناء النوم. وأثبتت هذه الدراسات فعاليتها وجودتها مقارنة بأنواع الإنسولين القديمة وخاصة الإنسولين المخلوط الذي له أوج عمل والذي قد يخفض السكر في الدم أو أثناء النوم. كما أننا في مجال السكري في الأطفال أجرينا نفس الأبحاث العالمية وتأكدنا من القدرات السابقة لهذه لأنواع من ا الإنسولين. وهناك إنسولين الترسيبيا أو الذي عرف باسم الديقولوديك الذي يعمل لأكثر من 48 ساعة وله القدرة على خفض السكر دون إحداث انخفاضات حادة. إن الدراسات المتعاقبة أوضحت أن هذه الأنواع الحديثة تحدث ضبط لمستوى السكر في الدم ولكن في نفس الوقت لا تحدث انخفاضا شديدا في مستوى السكر في الدم حيث أنها ليس لها أوج عمل حاد كما ذكرنا. كما أن استخدام مضخة الانسولين قد تؤدي إلى ضبط السكر عند بعض الأطفال وعند كبار السن من مرضى السكر المعتمد على الإنسولين. كما أن الانتظام في التحليل المتكرر وضبط الجرعات المستخدمة وخاصة جرعة ما قبل العشاء والجرعة المستمرة في المضخة أثناء النوم قد تقلل من عدد انخفاضات السكر أثناء النوم. والجدير بالذكر أن مريض السكري وخاصة المريض الذي لديه انخفاضات في سكر الدم يجب أن يزود بإبرة الجلوكاجون، وهي الإبرة التي تعطى عند انخفاض السكر المصاحب للتشنج أو الإغماء وينصح أيضا بتناول وجبة خفيفة عندما يفيق المريض من التشنج أو الإغماء ومراجعة غرفة الإسعاف بعد ذلك. إن المتابعة الدقيقة والفحص المتكرر يبقى العلاج الأمثل لنقص السكر, كما ان مشاركة الطبيب لنتائج هذه التحليلات المنزلية مهمة للحد من التذبذب في مستوى السكر في الدم والعمل على إيجاد نظام دوائي معين للاقلال من انخفاضات السكر.
تحليل السكر بانتظام يكشف عن انخفاض السكر المتوقع