ملكة أنا رغم أنوفكم
المصدر/المؤلف: موقع طريق الإسلام
أقولها وتقولها غيري كثيرات.. ملكة أنا أتبختر وأدوس بقدماي على أنف كل متبجّح ناعق ينازعني مملكتي.. على أنف كل ساقطة تافهة تنادي بحريّتي المزعومة لينتهي بها الحال إمامة في الصلاة للرجال تنادي بحريّتي المظلومة.. كذبت وكذبوا، بل خابوا وخسئوا.. فأنا الملكة على عرشي، وهبني الله جل وعلا مملكة دعائمها الحب والوئام، رعاياها من ينهلون عذب الإيمان والإسلام.. مملكة تمنحني السعادة الحقيقة؛ وليست الزائفة، وطريقاً ممهده إلى جنان ربي، فاسارع بالخطوات بالأعمال الصالحات وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .. ملكة أنا لزوجي، محبة في بحر حبّه بكل جدارة، مبحرة مجدافي الطهارة والعفة.. اللقمة تأتي إلى فمي يضعها لي بكسبه وعمل يديه وعرق جبينه، فتكون له صدقة كما قال عليه الصلاة والسلام { واللقمة تضعها في في زوجتك صدقة }، فآكلها هنيئاً مريئاً أتقوّى بها على عبادة ربّي لا أذل لسواه، ولا أذرف دموعي إلا من خشيته. تتدفق عليّ الأشعار وكلمات الحب والحنان من زوجي الحبيب الذي ملك قلبي وعقلي بعد حب ربي ونبيي فأفوز برضاه.. وأيما فوز !! قال عليه الصلاة والسلام { أيما امراة ماتت وزوجها عنها راض قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت } الله أكبر.. سعادة تنتظرني عشتها في دنياي، وتنتظرني بإذن ربي ومنّه وفضله في الآخرة على رؤوس الخلائق، أتوّج أنا لأدخل من أي أبواب الجنة.. بشّرني نبيي عليه الصلاة والسلام { إذا صلّت المرأة فرضها وصامت شهرها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي أي أبواب الجنة الثمانية شئت } تغبطني، بل تحسدني عليها كثيرات، وكثيرات محرومات، للتعاسة والشقاء أسيرات، يحاولون إخراجي من مملكتي فنادوا بقيادة السيارة لأختنق بدخان السيارات بعد أن كنت أنعم بأزكى وأزهى العطورات، فهل من المعقول أن أجلس أنا خلف مقود السيارة؟ لا والله ماخلقني ربي للمهانة بل جعلني ملكة مصانة.. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ... وحتى إن اضطررت للخروج فإن خروجي بتاج الوقار.. حجابي الكامل لي مهابة وبعد ذكر ربي ضد أعين الذئاب حصانة.. قادت سيارة، وقفت أمام إشارة، بشعر مكشوف وعينان تغطيها نظارة، نظر إليها كل ذئب حتى عامل النظافة، كالحلوى المكشوفة اشتهوها ليلفظوها دون ندامة، قادت غيري السيارة ووأدت حياء وتركت مملكة وكرامة، وتساوت مع رجل فما ربحت غير حسرات وآهات وندامة.. قالوا متشدقين متبجحين بأنني ومثيلاتي يجب أن تكون لنا قيادات فنادوا بانتخابات، وهنا تعالت مني الضحكات؛ يوم أن تذكّرت تلك الرسائل التي تأتيني من أزواج وزوجات وفشلهم في حل المشكلات، فشلت الزوجة أن تتعامل مع زوجها فرد واحد، فبالله أسألكم كيف ستنجح مع عدد الرجال؟ بأي نجاح موهوم تمنّي نفسها وهي تجلس حول طاولة تناقش فلان وتقنع فلان وهي فشلت في التعامل مع زوجها وتفهّم رغباته وإرضائه، وهي فشلت مع ابنتها وخسرت ثقتها وصداقتها حتى ذهبت تبحث عن صديق أو صديقة. كما ذهب أخوها يبحث عن الصديقة والعشيقة.. قد تقول ناعقة أنها في تربية أسرتها وتنشئتهم ناجحة، وتملك من القدرات أن تكون في الانتخابات.. وهنا أقول لها خدعوك فقالوا: أنت بدر الدجى فلا تحجبيه *** بقتام يصدّ نور البهاء
اكشفي وجهك الجميل وغنّي *** إنما السعد في ليال الغناء
يا دعاة التغريب إنا أناس *** قد رفعنا جباهنا للسماء
عزّنا بالإله والفخر فينا *** بالنبي الكريم والأنبياء نداء عاجل أوجهه لكل ملكة.. حافظي على مملكتك، ويكفيك فخراً أن تفتح لك أبواب الجنة الثمانية يوم تموتين وزوجك عنك راض، فبشراك يوم تتوّجين ملكة على سائر الخلائق يوم القيامة؛ فأنت ملكة قَرَنَ الله عز وجل رضاك بعد التوحيد وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وندائي أيضاً لكل أب وزوج وأخ وولي، أن يساعد هذه الملكة ويقف بجانبها ويؤازرها بما يمنحه لها من حب وحنان وعون على طاعة الله وثبات..