نجزم أن العام الذي مضى من حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز كان ضمن أكثر الأعوام تأثيراً في عهد الدولة السعودية الثالثة، ولذلك مسوغات وأسباب تجعلنا نقول بذلك متيقنين وجازمين، فحجم التحديات التي برزت خلال هذا العام دعت الصحافة الأجنبية والمهتمين بشأن المملكة إلى اعتباره بالنسبة لها عام الصعوبات.. لكن ليس هذا ما يهمنا، بل إن من نهتم لأجله هو الفعل والإجراء الذي تم اتخاذه تجاه جملة من القضايا وجدتها القيادة بحكم الأمر الواقع أمامها، أو إجراءات تم اتخاذها لأغراض تخص الداخل أو الخارج. ،/ لقد بدأ الملك سلمان بن عبدالعزيز فترة حكمه للمملكة بجملة من القرارات عندما أراد تمكين الاستقرار في مفاصل الدولة على المدى الاستراتيجي بإدخال أبناء الجيل الثاني من أحفاد المؤسس في مؤسسة الحكم السعودية، حدث ذلك بسلاسة كما يجري دائماً داخل بيت الحكم. وبعد أن أتم تغييراته في مؤسسة الحكم، توجه الملك سلمان للحكومة فأحدث تغييرات هيكلية على مستوى الوزارات وبعض الهيئات من خلال عملية إصلاح إدارية واضحة توّجت بإنشاء مجلسين؛ الأول للشؤون السياسية، والآخر للاقتصادية، وفي خضم هذه العملية ضُخّت دماء شابة ذات كفاءة تشبه ملامح الدولة المتطلعة لغد أفضل في جسد الحكومة. ،/ تقلد الملك سلمان بن عبدالعزيز في مثل هذا اليوم قبل عام مقاليد الحكم في المملكة، في ظرف دقيق وصعب لا نزال نعيش تبعاته؛ ذلك الظرف الذي لحقت به جملة من التحديات التي أظهرت قدرة المملكة على التعامل مع الصعوبات، وأن باستطاعتها التأقلم مع عقبات نشأت من واقع إقليمي مأزوم على مستوياته السياسية والاقتصادية، بل استطاعت اتخاذ مبادرات نوعية ومختلفة، فكانت «عاصفة الحزم» التي صارت بلاشك علامة فارقة في تاريخ الوطن العربي، فهذه هي المرة الأولى التي ينخرط العرب فيها في تحالف عسكري منذ عقود طويلة، وأمام تحدي الانقلاب الحوثي وتبعاته على المنطقة واصلت المملكة والتحالف العربي جهودهم لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي. لكن هذا التحدي كان يخفي وراءه تحدياً من نوع آخر، فهبوط أسعار النفط لم يكن خبراً جيداً، ولأجل ذلك كان ولا بد من تفعيل حالة الاتقاد والنشاط التي تعلو منظر الحكومة الشابة، فنشأت خلية «التحوّل»؛ لسن جملة من الأنظمة والتشريعات الهدف منها إصلاح اقتصاد معتمد على النفط، والحفاظ على المملكة كقوة اقتصادية دولية. ،/ في خضم ما يجري داخلياً وخارجياً شهدت المملكة بعض الأعمال الإرهابية فكان الحزم حاضراً هذه المرة أيضاً من خلال عمليات استباقية ناجحة استطاعت المؤسسة الأمنية في المملكة درء خطر كثير من العمليات التي كان الأعداء يحيكونها في الظلام من أجل زعزعة بلدنا، وإحداث الفتنة الطائفية بين مكوناته، لكن المواطن كان واعياً لمثل هذه الأفعال مدركاً ما تخبئه خلفها من تداعيات؛ فكان متعاوناً مترابطاً مسدداً ضربة قاضية في وجه دعاة الفتن والإرهاب، ولأن هذا الفعل الإجرامي بات آفة دولية ألقت بظلالها الثقيلة على الإسلام وأتباعه كان لا بد للمملكة أن تأخذ زمام مكافحته فأعلنت تشكيل تحالف إسلامي عسكري لدرء الإرهاب على جميع المستويات. ،/ في يوم البيعة غصّ قصر الحكم بالعلماء والفضلاء ووجوه الناس وعامة المواطنين الذين وقفوا في صف طويل ليصافحوا ويبايعوا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقفوا ليعطوا العالم درساً في وحدة المملكة وعن خصوصية تجمع الحاكم بالمحكوم، حاكم جعل المواطن والوطن أولوية، ففتح بابه وأصغى وحثّ وترحّم على من أهداه عيوبه. |
|
|
|