هاهو الذكرى الثامنة والستون لوحدتنا الوطنية، وفي هذه المناسبة العزيزة، لا يمكننا أن نغفل توجيه التحية والفخر والاعتزاز لجنودنا المرابطين على الحدود، يحملون أرواحهم على أكفهم فداء لوطنهم، فهم بما يقدمونه من تضحيات يرسلون أجمل رسائل الحب للوطن، ويرسمون بصمودهم أسمى دلائل الولاء والإخلاص للأرض التي احتضنت آباءهم وأجدادهم.
الاحتفال
باليوم الوطني يعني الاحتفال بذكرى اليوم الذي أعلن فيه توحيد أجزاء المملكة المتفرقة وجمعها في كتلة واحدة متينة متماسكة عام (1351هـ - 1932م)، في ذلك اليوم أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله مرسوما ينص على تسمية البلاد (المملكة العربية السعودية) بعد أن كانت تسمى (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها).
هذه الدلالة التاريخية المهمة لذلك اليوم الذي اتحدت فيه أجزاء الوطن، تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز كلما مرت بنا هذه الذكرى، فالوحدة التي حققها الوطن هي سر قوته وعظمته، وهي القاعدة المتينة لكل ما حققه من نمو وتطور وتقدم.
إن من ينظر إلى المملكة في بداية توحيدها وما آلت إليه اليوم يدرك النهضة التي حققتها والتقدم الذي أحرزته عبر ستة وثمانين عاما، لقد تسنى لها عبر هذه المدة القصيرة في تاريخ الأمم، أن تنتقل من دولة صغيرة مجهولة إلى دولة كبرى استطاعت أن تفرض نفسها بلدا له هيبته ومكانته المرموقة في العالم، وصار لها صوت مسموع في السياسة والاقتصاد العالمي، وما كان ليتحقق لها ذلك لولا التكاتف والانسجام القائم بين أجزائها.
في هذا العام ونحن
نحتفل بيومنا الوطني، من المهم أن نتذكر أن وطننا اليوم تواجهه تحديات عسيرة، وتهدد سلمه وأمنه أعاصير خبيثة، ومن مسئوليتنا تجاهه وواجبنا نحوه، أن نحرص على وحدته وأن نحافظ على أمنه، فنقف صفا واحدا في وجه من يتربص بسلامته ويهدف إلى هدم مكاسبه التي ظللنا نبنيها لأكثر من ثمانية عقود.
حفظ الله بلادنا من كل شر، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، وكل يوم وطني وأنتم في عز وشموخ وافتخار ببلدكم