ملاحظة صغيرة:
هناك من يقول أن هذه المواضيع
التي نتطرق إليها مكررة، وهي
فعلًا كذلك ونقصد ذلك، فهي
أجناس أدبية موجودة، والحركة المنبثقة
من الذرائعية تعيد الجنس الأدبي
المهجور من جديد، وتشير إلى حدوده
بأطلس الأجناس المرفق مع كل مقالة،
هذا هو الهدف لذا يرجى الانتباه
لحدود كل جنس أدبي، وأخذه بعين الاعتبار.
- المقامة:
المقامة بخطوطها الكبرى شبه محضر
لجلسة أدبية خيالية يتبارى فيها
الأدباء في معرفة أوابد اللغة،
ونظم فرائد القصائد، وتدبيج غرائب
الرسائل، ورواية طرائف الأخبار، وقد
عرف زكي مبارك فن المقامات بأّنه
": القصص القصيرة التي يودعها
الكاتب ما يشاء من فكرة أدبية،
أو فلسفية، أو خاطرة وجدانية،
أو لمحة من لمحات الدعابة والمجون"
، إلا إن شوقي ضيف استبعد أن
تكون المقامة قصة، فهي عنده
حديث أدبي بليغ، وأقرب إلى الحيلة،
وتقدم حادثة معينة بأسلوب أنيق،
فالجوهر ليس أساسًا في المقامة،
وإّنما الأساس العرض الخارجي،
والحلية اللفظية،. أما عبد الملك مرتاض
فعرفها بأّنها ":جنس أدبي يتخذ الشكل
السردي نسيجًا له، ومن الشَّخصيات
المكررة الوجوه، والمختلفة الأدوار،
والطَّريفة الطِّباع أساسًا له"
ومن الذين كتبوا المقامات في
العصر الحديث أحمد البربير، ونقولا
الّترك، وحسن العطار في مصر،
والألوسي في العراق، وناصيف
اليازجي وفارس الشِّدياق في الشام،
وتعد مقامات اليازجي والشِّدياق
من أنضج المقامات في العصر
الحديث، ومن أشهر المحاولات
التي ظهرت حديثًا في كتابة المقامة
محاولة محمد المويلحي و حافظ إبراهيم ...
عناصر المقامة:
تتكون المقامة من العناصر التالية:
الراوي:
شخص يروي المقامة، فالراوي في
مقامات بديع الزمان الهمذاني
هو عيسى بن هشام، ووظيفته
نقل أحداث المقامة، عن طريق متابعته
لسيرها بالاعتماد على معرفته ببطل
المقامة، وتأثيره في الأحداث الخاصة
بها، وأيضاً يقوم الراوي بإبداء رأيه
أحيانًا ببعض التصرفات التي يقوم
بها البطل، مثل: الاحتيال، والخداع.
والراوي يتكرر دائمًا....الخ.
الشخصية الرئيسية:
هو الشخص الذي ترتبط به كافة
أحداث المقامة، وينتهي كل حدثٍ
بتحقيقه للانتصار دائمًا، والبطل في
مقامات بديع الزمان الهمذاني هو أبو الفتح الاسكندراني، ووظيفته التأثير في
المقامة، ويتكرر في كافة المقامات،
وتتميز شخصيتهُ بأنه رجلٌ مخادعٌ،
ومحتال، ويعتمد على الدهاء في
الاستيلاء على أغراضِ وأموال الناس.
قصة المقامة:
هي الأحداث التي تدور المقامة
حولَها، والتي ترتبط بالراوي، والبطل،
وكافة الشخصيات الثانويّة الأخرى،
وعادةً قد تشير هذه القصة إلى
مزحة، أو مغامرة أو فكاهة معينة،
أو قد ترتبط بسلوكٍ إنساني معين،
أو بموضوع ما، سواءً أكان لغويًا،
أو أدبيًا، أو بلاغيًا أو غيرها، وتنتهي
الفكرة الرئيسية للمقامة مع انتهائها.
د. عبير خالد يحيي
من كتاب الذرائعية في التطبيق
لمؤلفه عبد الرزاق عودة الغالبي
إصدار مؤسسة الكرمة الثقافية . |
|
|