الأنف الذي يسيل، احتقان الأنف، الصداع، صعوبة التنفس، إفرازات أنفية... هي أعراص التهاب الأنف، وكذلك أعراض التهاب
الجيوب الأنفية؛ فإنَّ الأعراض تتشابه في الغالب. ورغم ذلك، فإنَّ السبب وكذلك
العلاج بناء عليه مختلفان تماماً في الحالتين.
ومن الناحية الطبية، فإنَّ التهاب
الأنف هو التهاب الغشاء المخاطي للأنف، بينما
الجيوب الأنفية هو التهاب الغشاء المخاطي للجيوب. ولكن كيف يمكن التفريق بينهما؟ وكيف يمكن التخلص منهما؟
التهاب الأنف: التهاب الغشاء المخاطي للتجويف الأنفي
نزلة البرد وسيلان الأنف، والتي تسمى التهاب الأنف، هو التهاب في الغشاء المخاطي في تجويفي الأنف. فالأنف مغطى بطبقة من الخلايا الوقائية التي تنتج المخاط ، بعبارة أخرى الإفرازات الأنفية، وهذه الأغشية المخاطية تحتوي على أوعية دموية تتوسع عندما يكون
الأنف مسدوداً، وهذا بدوره له تأثير يسبب سيلان
الأنف أكثر من المعتاد، ويعمل على تورم أو انتفاخ الأغشية المخاطية. وبالتالي يصبح التنفس من خلال
الأنف أكثر صعوبة.
يظهر التهاب
الأنف على ثلاثة أشكال:
• التهاب
الأنف التحسسي (الحساسية)
• التهاب
الأنف غير التحسسي.
• التهاب
الأنف المعدي.
أسباب التهاب الأنف
مسببات الحساسية هي التي تطلق التهاب
الأنف التحسسي. فعندما تدخل هذه المواد إلى تجويف
الأنف وتلامس الغشاء المخاطي، فإنها تتفاعل معه. ويُترجم ذلك على شكل سيلان
الأنف أو انسداد
الأنف والعطس المتكرر. وقد يكون التهاب
الأنف التحسسي موسمياً، وخصوصاً عندما يكون سببه حبوب اللقاح والمعروفة أكثر على شكل حمى القش. وسبب التهاب
الأنف التحسسي المزمن هو العث وشعر الحيوانات.
وفي حالة التهاب
الأنف غير التحسسي، يتفاعل الجسم بطريقة مفرطة مع بعض العوامل غير المواتية: مثل التدخين أو العطور أو بعض منتجات التنظيف أو حتى بعض الأدوية على سبيل المثال. ويتفاعل الأشخاص الآخرون كذلك مع هذه العوامل المهيجة، ولكن بدرجة أقل. وتسمى ردود الفعل هذه أيضاً فرط النشاط غير المحدد.
التهاب
الأنف المعدي سببه بكتيري أو فيروسي، ويتطور نتيجة الإصابة بنزلة البرد. تسكن الفيروسات في الغشاء المخاطي للأنف، حيث تتكاثر إلى ملايين الأضعاف. وبعد يومين أو ثلاثة أيام من الحضانة، يظهر التهاب
الأنف على شكل احتقان أنفي وعطس وصداع.
التهاب
الجيوب الأنفية
التهاب
الجيوب الأنفية هو التهاب في
الجيوب الأنفية، التي هي تجاويف عظمية مملوءة بالهواء. وتقع
الجيوب الأنفية على كل جانب من وفوق
الأنف والعينين، في عظم الفك العلوي والجبهة. وتتصل
الجيوب الأنفية بالأنف، وتضمن تدفق الهواء بشكل طبيعي. وفي حال الإصابة بالتهاب
الجيوب الأنفية، فقد تتم إعاقة امدادات الهواء، الأمر الذي يعطي الانطباع بأنه التهاب في الأنف.
يقتضي الأمر التمييز بين ما يلي:
• التهاب
الجيوب الأنفية الحاد.
• التهاب
الجيوب الأنفية المزمن.
سبب التهاب
الجيوب الأنفية
نزلة البرد هي السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب
الجيوب الأنفية الحادّ. وفي حال الإصابة بنزلة البرد يلتهب الغشاء المخاطي للأنف، مما يؤدي إلى سد فتحات
الجيوب الأنفية ومنع تصريف المخاط إلى الأنف.
علاوة على ذلك يكون أداء الشعيرات - التي تلعب دوراً في نقل المخاط إلى التجويف الأنفي – منخفضاً أو أقل في حالة الإصابة بنزلة البرد. ويترجم ذلك بالتالي على شكل تراكم السوائل في
الجيوب الأنفية، الأمر الذي يخلق بيئة مثالة لجميع أنواع البكتيريا. وإذا استطاعت البكتيريا التكاثر، فإنها تسبب التهاب
الجيوب الأنفية. ولدى البالغين، فإنَّ نسبة 2.5 في المائة من نزلات البرد تؤدي إلى التهاب
الجيوب الأنفية الحادّ. أما لدى الأطفال، فإنَّ هذا الرقم يرتفع إلى 10 في المائة.
وفي حالة التهاب
الجيوب الأنفية المزمن، فإنَّ الالتهاب يستمر إلى أكثر من ثلاثة أشهر أو يحدث أكثر من 3 مرات في السنة. وقد يكون سبب التهاب
الجيوب الأنفية المزمن هو الزوائد
الأنفية أو انحراف الجدار الأنفي (الحاجز). وبالتالي قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية في بعض الحالات.
الأعراض: كيف يمكن التمييز بين الحالتين؟
أعراض التهاب
الأنف والتهاب الجيوب الأنفية تكون متشابهة في الغالب. ويفسّر ذلك سبب الخلط بينهما.
تظهر الأعراض التالية غالباً بشكل واضح في حالة الإصابة بكلّ من التهاب
الأنف والتهاب الجيوب الأنفية:
• احتقان أو انسداد
الأنف أو سيلان الأنف.
• العطس.
• السعال.
• تغير في المذاق والشم.
أما الأشخاص الذين يعانون من التهاب
الأنف التحسسي فسوف تظهر عليهم الأعراض التالية:
• انسداد الأذنين.
• انتفاخ الجفون.
• احمرار العينين.
• فرط الحساسية تجاه الضوء.
في المقابل يبدو من المناسب أن نذكر بعض الأعراض التي تميز التهاب
الجيوب الأنفية:
• ألم خفيف أو نابض حول العينين أو
الأنف أو الفك العلوي، والذي يزداد عند الانحناء.
• حمى خفيفة في أغلب الأحيان.
• في بعض الأحيان ألم في الأسنان.
• الشعور بالتوعك بشكل عام.
حساسية
الأنف والتهاب الجيوب الأنفية: كيف يمكن التخلص منهما؟
الوقاية خير من العلاج. وبناء عليه، وفي حالة الإصابة بالتهاب
الأنف غير المعدي علينا محاولة تقليل الاحتكاك مع العوامل المسببة للحساسية أو المهيجة التي من شأنها أن تسبب تفاقم رد الفعل التحسسي. وكذلك يجب تهوئة المنزل جيداً، ومسح الغبار بانتظام وكذلك غسل الشراشف والبرادي باستمرار. وإذا شعرت بانزعاج شديد، يمكنك استخدام غسول
الأنف (قطرات) او رذاذ أنفي، لتخفيف انتفاخ الغشاء المخاطي للأنف.
في حالة التهاب
الأنف المعدي، من الأفضل الانتظار إلى أن تنتهي الحالة. ومع ذلك يمكن تخفيف الأعراض غير المرغوبة بمساعدة قطرات
الأنف أو الرذاذ الأنفي. وإضافة إلى ذلك يجب أن نمنح الجسم أكبر قدر من الراحة وشرب الكثير من الماء وتناول الأكل الصحي.
وبشكل عام، فإنَّ التهاب
الجيوب الأنفية الحادّ يُشفى تلقائياً بعد أسبوع إلى 4 أسابيع. وحوالي 10 في المائة من الناس تظهر عليهم الأعراض بشكل دائم، وفي هذه الحالة أيضاً يمكن لقطرات
الأنف أو الرذاذ الأنفي أن يزيل هذه الأعراض. وبالإضافة إلى ذلك يفضل شرب السوائل الساخنة مثل الشاي والشوربات، حيث أنها تساعد على التخلص من المخاط. وإذا كان هناك عدوى بكتيرية فسوف يصف لك الطبيب المضادات الحيوية.