خَمْسَ قَـوَاعِد أسَاسِية لِحِفْظ الْقُـرْآن وَإِتْقَانِه:
مَنْ أَخَلَّ بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا فَإِنْ حِفْظَهُ لَنْ يَكُونَ قَوِيًّا وَلَن يُؤْتِي الثَّمَرَة الْمَطْلُوبَة.
إلَيْك هَذِهِ الْقَوَاعِدِ:
١- الإِخْلاصِ لِلَّهِ تَعَالَى:
وَلَا يَخْفَى عَلَيْك حَدِيثَ النَّبِيِّ ﷺ « إنما الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نوى » وَقَوْلُه ﷺ « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وشركه »
وَقَدْ ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ الْقَارِئَ الْمُرَائِي هُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ أَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهَا؛ لِذَلِك أُوصِيك وَنَفْسِي بِتَصْحِيح النِّيَّةِ مِنْ بِدَايَةِ طَرِيق حِفْظِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمُحَاسَبَة النَّفْسِ عَلَى ذَلِكَ.
٢- الدُّعَاءُ وَالتَّضَرُّعُ بِالْأَسْحَار:
وَهَذَا سَبَبٌ عَظِيمٌ غَفَلَ عَنْهُ الْكَثِير، فَالدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَةُ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ فِيهِ الْعَبْدُ إلَى اللَّهِ وَأَعْظَم سَبَبٌ تَتَفَتَّح فِيهِ الْأَبْوَابُ وتتيسر فِيه الْأُمُور؛ فَلَا تَغْفُلْ عَنْ الدُّعَاءِ بِأَنْ يَجْعَلَكِ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ.
٣- الْقِرَاءَةِ عَلَى شَيْخٍ مُتْقِنٌ:
فَالْقُرْآن يُؤْخَذ بِالتَّلَقِّي والمشافهة وَلَن تَسْتَطِيع ضَبْط الْقُرْآنِ إلَّا إذَا أَخَذْته مِنْ فَمِ الشَّيْخُ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ فَمِ شَيْخِهِ إلَى نَبِيٍّ اللَّهِ ﷺ،
لِذَلِكَ لَا تَحْفَظْ وَحْدَك مَهْمَا كَانَتْ الظُّرُوف، فَلَو تَقْتَصِرُ عَلَى الْقِرَاءَةِ خَيْرٌ مِنْ الْحِفْظِ مِنْ غَيْرِ شَيْخ، وَهُنَاك أُمُورٍ لَا تُعْرَفُ إلَّا بِالْمُشَافَهَة كَالرُّوم وَالْإِشْمَام وَالْإِمَالَة وَزَمَن الغنن وَزَمَن المدود وَكَيْفِيَّة الْإِخْفَاء وَغَيْرِهَا مِنْ الْأَحْكَامِ.
٤- تَحْدِيدٌ مِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ لِلْحِفْظ:
كُلُّ إنْسَانٍ قَدْ وَهَبَهُ اللَّهِ مَقْدِرَةٌ عَلَى الْحِفْظِ وَهَذِه الْمُقَدَّرَة تَخْتَلِفُ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ، وَهِي تتطور بالممارسة وَالتَّدْرِيب، وَلَكِنْ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْرِفَ مَقْدِرَتُه وَلَا يُكَلَّفُ نَفْسَهُ فَوْقَ طَاقَتِهَا حَتَّى لَا تَمَلُّ نَفْسِه وَيُتْرَكَ الْحِفْظُ بِالْكُلِّيَّة،
فَإِذَا بَدَأَت فأنصحك أَنْ تَبْدَأَ بِنِصْف وَجْه يَوْمِيًّا فَإِذَا عَسُرَ عَلَيْك فَأَرْبَعٌ أَسْطُر يَوْمِيًّا، وَهَذَا مِقْدَارُ مُنَاسِبٌ لِلْمُبْتَدِئِين، وَكَذَلِك عَلَيْك الْبَدْء مِنْ جُزْءٍ عَمّ وَلَيْسَ مِنْ الْبَقَرَةِ.
٥- تَحْدِيدٌ زَمَنٍ مُعَيَّنٍ فِي الْيَوْمِ:
عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يُنْظَم وَقْتِه وَيُعْطِي كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلِلْقِرَان عَلَيْك حَقّ فَاجْعَل لِلْقُرْآن نَصِيبًا مِنْ يَوْمِك، وَبِحَسَب وَقْتِك وعملك وَلَكِنْ لَيْسَ أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ ساعَةٍ يَوْمِيًّا لِلْقُرْآن، أَنْت تختارها بَعْدَ الْفَجْرِ أَوْ أَيُّ وَقْتَ يناسبك.
وَلَا تَجْعَلْ لِلْقُرْآن وَقْت فَرَاغِك بَلْ أَجْعَلُهُ هُوَ مِنْ أساسيات يَوْمِك وَسَتَرَى الْبَرَكَةُ فِي حَيَاتِك وَيَوْمُك.