التصدي السعودي الناجح لـ"كورونا" يدفع الاتحاد الأوروبي لتلك الخطوة.. تعرَّف عليها
انضمت المملكة العربية السعودية إلى قائمة شملت 10 دول أخرى، سيسمح الاتحاد الأوروبي بالسفر منها دون عوائق، على أن تسري تلك التغييرات في الأيام القليلة القادمة.
ووافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة على إضافة 11 دولة إلى قائمة الدول التي يُسمح بالسفر منها، جاءت السعودية على رأسها، فيما لم تشمل القائمة بريطانيا العضو السابق في الاتحاد الأوروبي؛ إذ تسبب "متحور دلتا" شديد العدوى لفيروس كورونا في ارتفاع حاد في حالات "كوفيد - 19"، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" في وقت سابق.
شهادة نجاح
ولم يكن مستغربًا ورود اسم السعودية على قمة تلك القائمة التي أعدها الاتحاد الأوروبي نظرًا لما اتخذته القيادة السعودية الرشيدة من تدابير وإجراءات احترازية عالية المستوى لكبح جماح الجائحة، ونجحت على إثرها في السيطرة على الفيروس والحالات الحرجة من جراء الإصابة به.
كما كان لمبادرة السعودية بالمسارعة كإحدى أولى الدول حول العالم بتلقيح المواطنين والمقيمين بلقاحات كورونا المعتمدة والموثوقة عالميًّا الأثر البالغ في تراجع منحنى الإصابات النشطة والحالات الحرجة؛ إذ تبلغ الحالات النشطة حاليًا نحو 12 ألف حالة، فيما وصلت الحالات الحرجة التي تستدعي دخول المستشفى إلى نحو ألف حالة ونيف فقط.. وهو نجاح يُشهد له في التعامل مع الأزمة.
أدوار دولية إنسانية
ولا يمكن بأي حال من الأحوال التغافل عن الإسهام الكبير للمملكة في تعزيز الجهود الدولية في التصدي للجائحة؛ فقد كانت السعودية سبّاقة للاستجابة للنداءات الإنسانية؛ فلم تركن إلى التصدي للجائحة في محيطها، بل تعدت ذلك لمساعدة الآخرين؛ فمنذ بداية الجائحة سارعت السعودية إلى دعم دولة الصين، ووجَّه خادم الحرمين الشريفين إلى تقديم مساعدات عاجلة، وذلك بتوقيع ستة عقود مشتركة مع شركات عالمية لتأمين أجهزة ومستلزمات طبية لمكافحة الفيروس، ومساعدة الصين على تخطي الأزمة، وذلك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وشملت مساعدات السعودية توفير 1159 جهازًا طبيًّا تشخيصيًّا ووقائيًّا وعلاجيًّا، و300 ألف كمامة من نوع N95، 1000 من الألبسة العازلة، وغيرها من المواد المهمة التي تُستخدم في مثل هذه الأزمات.
وكانت كذلك من أولى الدول استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية لجميع الدول، والرامي إلى تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا. وعلى إثر ذلك النداء وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم دعم مالي قدره 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا "كوفيد – 19".
كما قدمت مساعدات إنسانية عدة، شملت الإسهام بمبلغ 500 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة الدولية لمكافحة كورونا، منها 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI)، و150 مليون دولار للتحالف العالمي للتطعيم والتحصين (Gavi)، و200 مليون دولار للمنظمات والبرامج الصحية الدولية والإقليمية الأخرى.
واستغلت السعودية رئاستها لمجموعة العشرين للمساعدة في تحصيل مبلغ 8 مليارات دولار لمكافحة فيروس كورونا، الذي حددته منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، وتبرعت بنحو 30 ألف قناع من نوع (KN95) لفِرق الإسعاف في هيوستن الأمريكية، وبالأدوات الطبية للصين، وأعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تقديم أكثر من مليونَيْ دولار لدعم الفلسطينيين في جهود مكافحة وباء كورونا.
كما سارعت السعودية إلى تقدم مساعدات صحية لليمن بقيمة 3.5 مليون دولار لمواجهة الفيروس. ويتضمن الدعم أدوية ومعدات طبية متنوعة، ومستلزمات صحية ومعقمات، تلبي احتياجات وزارة الصحة اليمنية وفِرقها في مواجهة الوباء المتفشي في أغلب دول العالم.
كل تلك الصور من الاستجابات الإنسانية للتصدي للجائحة كانت شاهدًا على ما مارسته السعودية من دور قيادي دولي، والعمل مع شركائها الدوليين عن قرب لتقديم المساعدات للدول المتضررة من الفيروس سريع الانتشار في تواؤم تام مع ما تؤمن به السعودية تجاه محيطها الخارجي، والمسؤولية التي تقع على كاهلها كإحدى الدول الرائدة عالميًّا.