تفسير آية الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم}
قال تعالى: ﴿يمنعالْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِيمنع*يمنعوَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌيمنع*يمنعوَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَيمنع*لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌيمنع﴾ [الحج: 56 - 59].
الغَرَض الذي سِيقَتْ له هذه الآيات: تقرير التوحيد وبشارة المؤمنين بالنعيم المقيم في الجنة، ووعيد الكفار بالعذاب المهين في النار، وبيان ثواب المهاجرين.
ومناسبتها لما قبلها: أنه لما بيَّن في الآية السابقة أن مَن سبقتْ شقاوته لا يزال مكذبًا بالقرآن إلى الموت؛ أثنى على المؤمنين ووَعَدَهُم جزيل الثواب، وهدَّد الكافرين وتوعدهم بأليم العقاب.
وقوله تعالى: ﴿يمنعالْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْيمنع﴾ تقرير للبعث والجزاء، وتحقيق لألوهية خالق السماوات والأرض وربوبيته، وأنه هو مالك يوم الدين يفصل بين عباده بالحق.
ومعنى ﴿يمنعيَوْمَئِذٍيمنع﴾؛ أي: يوم القيامة.
وقوله: ﴿يمنعفَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِيمنع﴾ إلى آخر الآية، بيان للحكم.
ومعنى ﴿يمنعهَاجَرُوايمنع﴾: فارقوا أوطانهم وعشائرهم في طاعة الله.
ومعنى ﴿يمنعقُتِلُوايمنع﴾؛ أي: بذلوا أرواحهم في الجهاد.
وقوله: ﴿يمنعمَاتُوايمنع﴾؛ يعني على فرشهم مِن غير قتال.
وقوله: ﴿يمنعلَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًايمنع﴾؛ أي: ليجرين عليهم من فضله ورزقه من الجنة ما تقر به أعينهم.
وقوله: ﴿يمنعوَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ تذييل لتقرير ما قبله وتأكيده.
وقوله: ﴿يمنعلَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ﴾؛ يعني: ليسكننهم الجنة التي فيها لهم من النعيم والراحة والسعادة؛ ما لا عين رأتْ، ولا أُذُن سمِعَتْ، ولا خطر ببال مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
وقوله: ﴿يمنعوَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌيمنع﴾ تذييل للترغيب والترهيب.
الأحكام:يمنع
1 -يمنعأن الهجرة تكفر الذنوب.
2 -يمنعوأنها من أعظم أسباب علو الدرجات.