:: تهنئه بـ الالفيه الرابعه للشاعر حمد فهد والف مبروك (آخر رد :الــســاهر)       :: قصيدة غريبة شكل (آخر رد :الــســاهر)       :: قصيدة الإعجاب يسرني والتعليق يزيد الطاقة (آخر رد :حمدفهد)       :: وتكبر الدنيا بعيوني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: اللحوم والدهون تسرطن الجلد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حين يكسرك القريب ويجبرك الغريب (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة احداث السيرة النبوية/الحلقة السادسة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سفراء النبي صلى الله عليه وسلم/5/العلاء بن الخضرمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الشاعرة والاديبة الفلسطينية مي زيادة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علماء وعباقرة العرب/10/ابن ابي اصبيعة اخلاقيات الطب وتاريخه (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/البابليين يلجاون للاختباء خوفا من الاشوريين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/اتفاقيات الاشوريين للتجارة مع الاناضول (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بغداد ياحسرة قلوب السلاطين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه نور في غسق الدجى (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: روايةقلب المحب دليله رواية سعودية رومنسية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة هيضت خافي أحزاني (آخر رد :حمدفهد)       :: ابسط وجهك للناس تكسب ودهم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/سعدي يونس/لزوم ما لا يلزم (آخر رد :الــســاهر)       :: روائع الشعر العراقي/نازك الملائكة/اغنية الهاوية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/كريم العراقي/سبحان الله الغفار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: يا نصفي الثاني من العمر مسموح (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدة شوقي وذوقي (آخر رد :حمدفهد)       :: حدود دول وأقاليم غريبة تقع فعليًا داخل دول أخرى/بارل هرتوغ وبارل ناسو (آخر رد :عيونها لك)       :: توائم عن أشهر المعالم السياحية التاريخية في العالم/معبد أنغكور وات / معبد بوروبودور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قبائل منسية اختار البقاء بعيدا عن الحضارة /قبيلة تورومونا السكان الاصليين في بوليفيا (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علاجات غريبة كان يعالجون فيها قديمًا /علاج جميع الامراض المزمنة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الأصيله (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بر الوالدين (وبالوالدين إحساناً) (آخر رد :عيونها لك)       :: التفسير الموضوعي للجهل في القرآن: دراسة لآية “يحسبهم الجاهل أغنياء” (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدةفي الجو الرهيب (آخر رد :حمدفهد)       :: قصيدة هلاك المحبين (آخر رد :حمدفهد)       :: طريقة عمل خبز الثريد (آخر رد :عيونها لك)       :: هل خطر ببالك يوما الأعمى ماذا يرى (آخر رد :عيونها لك)       :: عظمة بعض الكلمات (آخر رد :عيونها لك)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ابو طلال (آخر رد :الــســاهر)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ثلوج دافئة (آخر رد :الــســاهر)       :: قصيدة عزاه لمن دكه الهوجاس (آخر رد :حمدفهد)       :: سلسلة اعلام المسلمين/الامام الثقة عبدالله بن ابي نجيح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ السلالات في التاريخ/11/الصفويون (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة العشرة المبشرة/11/عمر بن الخطاب/ج2 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم/سورة العصر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تفسير اسماء الله الحسنى/الحكيم (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: كلمات متوهجه (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: أصدقاؤك مثل أسنانك (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رواية ليتني عرفتك باول العمر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايةسئمت المثاليه فقررت الانحراف (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية ذكريات قصر عمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سالم يقود الأخضر في خليجي 26والعقيدي يعودويعتذر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: التفاوت بين البشر وأعمالهم (آخر رد :حوريه)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا أسير الصمت (آخر رد :عيونها لك)       :: رواية لو كرر التاريخ امرأه اخرى مـثلك لـعشقت الخيانة ياسيدتي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا فيرتي سبيرم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: جنود مجندة (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: لك غلا واحساس صادق مع البوح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية جبروت الأبتسامة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية امراة في ظل الاسلام (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/تعرف على السفن النهرية البابلية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الشيخة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ماعرفت افسر اسراره (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الى لندن (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ياليل فيك أسرار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حمدفهد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: لحظات مختلفة (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: يكفي حنيني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: فقدنا في ليالينا مواعيد وفقدنا ناس (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حل مشكلة هاك الشكر عند ترقية النسخه الى 3.8.11 او 3.8.12 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ياسر بريمادر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا وطن قلبك (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا شبية الريح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا نجـــــــم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا برستيج انثى (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حُلم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حيرتني يا ضنيني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الكنز الداخلى (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا نور سعيد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: كفو الملامة (آخر رد :عيونها لك)       :: السلام عليكم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: انا المتيم لم اتب (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا دانه سعيد (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: رواية شكيت من حظي وخيبتني ظنوني للكاتبة بحر الغلا (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصص من التراث العراقي/الف ليلة وليلة/الدرويش الاول (آخر رد :عيونها لك)       :: معركة فتح الاندلس بين المسلمين والصليبيين (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة التابعي الجليل/ جعفر بن موسى (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة الصحابية الجليلة/14/اروى بنت عبدالمطلب (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة الصحابي الجليل/17/الضحاك بن قيس (آخر رد :عيونها لك)       :: تفسير أيات سورة الشعراء (آخر رد :عيونها لك)       :: سلسلة الاخلاق الاسلامية/12/التعاون (آخر رد :حوريه)       :: شريان تدفقي (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: من منا قام بشكر اخطاءه يوما (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: كن ناصحا لا فاضحا (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: تاريخ العراق القديم الملك شمش شوم اوكين واستلامه المنحة المالية (آخر رد :البارونة)       :: بهذه الحياه من المستحيل (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: الحياة مجرد كتاب (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: روائع الشعر العراقي اديب كمال الدين قرر ان يذهب اليها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي بدر شاكر السياب سوف امضي اسمع الريح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد واخيرا نطقت بها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه ما فادني زينه كامله (آخر رد :عيونها لك)       :: في بحر الحياة (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رفقاً بأناملناوعطفاً على أعيننا (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)      

 

{ شبكة همس الشوق  )
   
 
 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للقصص وحكايات وروايات خاص بشتى انواع القصص الواقعيه والخياليه



وش رجعك الكاتبة بقايا امل

همس للقصص وحكايات وروايات


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم احباب اموات في حادثة اغتصابي كرهت حياتي عشرا
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 7 - 8 - 2014, 04:30 AM   #41


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ بيـــان ]

اعتليت عتبات السلم .. وأنا أنظر إلى ذلك الرجـل الواقف عند بداية السلم وهو ينظر بغضب .. نزل أربع عتبات .. ثم سألني : من انتي ؟

لا أكذب عليكم إن قلت أنني خفت عندما رأيته يحدق بي .. نظراته مخيفة : بيان .. صديقة منتهى ..

رمقني قليلا ثم قال : وشنو تسوين هني ؟

ابتلعت ريقي .. نبرته مرعبة : متصلة فيني من أمس أجي أزورها .. بس ما كان عندي مجال .. فجيت اليوم ..

لم يسألني شيء آخر فأكملت : مسامحة إذا أزعجتكم .. بس أنا اتصلت فيها وما ردت علي .. فعلى طول ركبت ..

نزل عدة عتبات .. ووصل لنهاية الدرج .. حركت قدماي لمواصلة طريقي .. لكنه استوقفني حينما قال : ما انصحج تروحين لها .. بس ..

التفت له : شنو ؟

هز رأسه بالنفي ومشى : ولا شي ..

راقبته لحين أن غاب عن نظري .. أكملت طريقي بإتجاه غرفتها وأنا مستغربة من هذا الشخص .. من يكون ؟ أيعقل ؟!

وصلت إلى دارها .. طرقت الباب بهدوء .. واستغربت أن المزلاج مكسور .. أعوذ بلله .. لابد أن يكون مازن ! لما يفعل كل هذا ؟ والديها مسافرين .. واستفرد بها .. مؤكــد ..

فتحت الباب بذعر .. ولم أبحث عنها مطولا .. لأنني رأيتها .. بجانب الجدار .. مرمية على الأرض .. على وجهها ..

اقتربت منها .. وأنا أهمس : منتهى ..

لم تجبني .. وصلت ناحيتها .. ورأيت دما بجانب وجها .. اطرب نبضي .. أهي ميتة ؟ أقتلها ذالك اللعين ؟!

جلست جانبها .. وضعت رأسها في حجري .. ودموعي بدأت بالسيل : منتهى .. منتهى قعدي .. منتهى شفييج ؟ شسوى فيييج الحقير ؟ منتهى .....

غاب صوتي .. وارتفع صوت بكائي .. ضممتها إلي .. لم أتخيل يوما أن تموت .. قبل رؤية أحمــدهـــا .. هززتها : منتهى .. منتهى صحي .. صدقيني طلع .. قومي .. كاهو محمود تحت ينطرنا .. جهزي أغراضج وتعالي عيشي عندنا .. منتهى بغلاة أحمد قومي ..

ذكرت أن محمود موجودا بجانب البيت .. صرخت على الخادمات .. وبعد مدة أتت احداهن .. طلبت منها مساعدتي على حملها للأسفل .. وبعد مدة من الرفض .. قبلت .. حملتها .. ومشيت خلفها كـ المجنونة .. وأنا لم أستوعب بعد .. أن صديقتي .. ارتفعت روحهـا الحـالمة إلى السمـــــــاء ..

==

[ أحمـد ]

كنت مكتئبا .. وقلبي يدق بسرعة جنونية .. لا أعلم ما سبب هذا الوجـع .. الذي داهمني فجأة .. صليت على محمد وآله .. وذهبت نحو قسم الطوارئ .. فأحـد معارفي جيء به قبل قليل .. وما إن انتهيت من زيارته .. حتى قصدت خارج المشفى .. فقد انتهى عملي وسأعود إلى البيت .. لكنه اتصل بي المسؤول .. وأخبرني أن الذي سيكون مكاني .. لم يأتي بعد .. وطلب مني البقاء لحين قدومه .. تأففت .. ألا يكفي أنني أشعر بالضيق من دون أية أسباب ؟

حركت قدماي قاصدا غرفتي .. لكن شدني رؤية تلك الفتاة .. وهي تقاد إلى قسم الطوارئ .. على سرير أبيض متحرك .. ورجـل وفتاة يركضون خلف ذلك السرير ..

مهــلا .. أليس هذا محمود ؟ أوليست هذه بيــان ؟

لا أعلـــم لما اطرب قلبي أكثــر .. قادتني قدماي نحوهم .. والدمـع بدأ بالتجمع بعيناي .. فهذه الفتــاة الملقاة على السرير .. رغم أن وجها غير ظاهر .. إلا أنها تذكــرني بــ منتهـى ..

وصلت إليهم .. وسمعت بكاء بيــان .. وذِكـر محمود .. ارتجف قلبي أكثر وأكثر .. قلت لهم بخوف : شنو صاير ؟ من هذي الي جايبينها ؟

التفتا إلي .. زاد نحيبها .. ونهض نحوي محمود : أحمـد تكفى .. ادخل وشوف شنو صار لها .. بيان تقول ماتت .. بس أنا حسيت لها نبض ..

ارتبكت : لا ان شاء الله للحين عايشة .. بس .. من هذي ؟

قال محمود بعجل : صديقة بيان ..

هززت رأسي بإيجاب .. وتبسمت مطمئنا : ان شاء الله ما فيها إلا الخير .. انت روح هدي اختك .. وأنا بشوفها ..

طرقت الباب .. فتحته .. خطوت الخطوة الأولى داخل هذه الغرفة .. لم يلتفت لي أي من الممرضات .. ولا الطبيبة التي كانت تعالج تلك الفتاة .. مشيت خطوة ثانية .. وثــالثة .. وأنا أشعر برجـفة .. نظرت إليهــا .. نظرت إلى وجها الملطخ بالدم .. والمحمر من الكدمات .. تأملت بوجهها السماوي .. وعينيها المغمضتين .. اللتان لم تشهدا في هذه الدنيا إلا على الأســى ..

اقتربت منها .. ودمعي بدأ بالجــريـــان على خداي .. اقتربت منها .. وأنا أكتم غصة أخفيتها لمدة عامين وعدة أشهر .. اقتربت منها .. وأنا لا أنظـر لأحد سواها .. ولا أرجــوا إلا أن تفتح عينيها .. وتبتسم لي ..

لم أتوقع .. أن يكــــون هذا اللقاء .. الذي سيجمـع بيننا .. لم أتصـــور .. أن أراها يوما .. بيــــن الحيــــاة والمــوت .. وأنا .. أنظــر إليهـا .. مكبل اليدين .. لا أستطــيع عمل شيء ..

وصلت إلى رأسها .. دنوت منها .. طبعت قبلة باردة على رأسها المغطى بالشاش الأبيض .. ورفعت رأسي إلى الطبيبة : شلونها ؟

قالت لي : نجت بأعجوبة .. راسها واجد نزف .. بس قدرنا نوقف النزيف .. تعرضت للضرب .. وعندها سوء تغذية .. سكرها وضغطها نازل .. وفقدت دم كثير .. هذا كله .. أدى إلى الإغمـاء ..

لأقول وأنا أمسح دمعي : يعني هي بخير ؟ متى بتصحى ؟

تبسمت : احنا بنجناها لين ما نخيط الجرح .. وهذا تأثير البنج .. في حدود الساعتين .. بتصحى ..

ابتسمت بسعادة : يعني بتفتح عيونها ؟

ضحكت بخفة : اكييد .. ما قلت لي .. من تكون ؟

ألقيت عليها نظرة خاطفة .. ثم اللتفت للطبية : حبيبتي ..

ابتسمت : الله يخليها لك .. بس انتبه عليها .. شنو سبب الي صار لها ؟

ارتبكت : والله ما ادري .. أنا انصدمت لما شفتها ..

لتقول : أهلها برى .. اذا صحت .. بطلب منها ترفع شكوى عليهم .. في وين احنا قاعدين علشان يضربونها بهـ الوحشية ؟

قلت لها : هايلين مو أهلها .. واذا على الشكوى .. إذا هي ما رضت ترفع .. أنا بقنعها .. ضروري ينسجنون هايلين الي ما يخافون ربهم ..

==

[ بيــان ]

توقفت عن البكــاء .. حينما خرج أحمد مسرعا من الغرفة .. السعادة بادية على وجهه .. وابتسامة يصعب إزاحتها ملتصقة بفمه .. ظم محمود .. وأخـذ يبكي ويضحك في آن واحد .. وكنت أنا كـ البلهاء .. لم أفهم ما يقولانه ؟!

فمحمود قال : توقعت إنها هي .. وكنت بكلمها عنك اليوم .. بس صار الي صار ..

رد عليه أحمد : ما اني مصدق اني شفتها .. محمود أنا في حلم ولا بواقع ؟

ضحك محود ثم قال : بواقع .. انت صبرت .. والله جازاك على صبرك .. شلونها هي اللحين ؟ بخير ؟

مسح دمعه وقال : بخير .. تتوقع انها أول ما بتصحى بتعرفني ؟ بترجع لي مثل قبل ؟ للحين تحبني ؟

ابتسم له : ان شاء الله .. انت بس هدي روحك اللحين ..

نهضت وأتيت نحوهم : شسالفة ؟ عن شنو تتكلمون ؟ منتهى شخبارها ؟ حية ولا ميتة ؟

التفت لي أحمد وهو مازال مبتسما : منتهى بخير .. شوي وتصحى .. بيان قولي من وين تعرفينها ؟ ومن متى ؟ وشلون صرتوا أصحاب ؟ في وين ساكنة ؟ ومن هـ الحقير الي مد يده عليها ؟ و ..

قاطعته : الحمد لله .. بس ليش تسأل كل هـ الأسئلة ؟ يعني لأنها مضروبة بتسوون معاي تحقيق ؟

ضحك بخفة : لا .. هي ما قالت لج عن واحــد اسمه أحمـد ؟

تأملته بعدم استيعاب .. مهـلا .. أيعني أنه !

وبسرعة قلت : انت أحمد الي منتهى تحبه ؟

تبسم وهز رأسه : ايي .. هي كلمتج عني ؟ شنو قالت لج ؟

أبعدت عيناي اللتان امتلأتان بالدمع عنه .. لم أستطع أن أتفوه بحرف .. مهـلا .. انتــظر يا أحمـد حتى أتفهم ما تقوله .. انتــظر .. حتى يقبل قلبي بكـل هذا .. انتـــظر .. ولا تهدم قصر أحلامي دفعة واحـدة .. دعني أتخلى عن حلمي شيئا فشيئا ..

ولكــن .. لم أستطع أن أفرغ أية شحنـة .. لم أظهـر شيئا سوى السعادة .. أجـل .. السعادة التي رغما عن وجعي شعرت بها .. سعادة لقاءه بها .. سعادة حضور المنجـي لها من بيت الوحـوش ذاك ..

تبسمت بألم : صج ؟ واخيرا شفتهـا .. وهي شافتك ؟

==
[ عـادل ]

فتحت الباب بهدوء .. ودخلت الغرفة عليه .. رأيته نائما .. جلست عند رأسه .. سأنتظره لحين أن يصحو .. فهـذا الاسبوع بأكمله .. لم أحيه كما يحيي النــاس .. قضيته تائها .. محتـــارا .. بين التصديق وعدمــه .. حــاولت التمسك بطوق نجــاة .. لكنني لم أجــد إلا الخيــبة ..

اتصلت على هاتف أمها مرارا .. تجيبني والدتها .. وأقطــع الخـط .. موقن أنا أنها تعلم أنني المتصـل لكنها لا تجيب .. لكنني أكرر المحــاولة .. فقلبي لا يرغب بتصديق هذه الحقيقة .. حقيقة عشق الوهـــم .. حقيقة استــرخــاص الكــرامة .. من أجــل فتـــاة اعترفت بأنها تخـــدني ..

ضربت بيدي على حديد السرير بقوة .. ليستيقظ فزعـا .. ويراني بجواره .. كنت محطمـا .. حزينــا .. ثائرا .. وعيناه الغضبتين .. أصابتني بأضعاف ما أشعــر به .. قال لي : شجيبك هنــي ؟ ما بتبعد عنا إلا اذا قتلتني ..

أثر في نفسي ما قـاله .. لما يعتبرني مجرما لأنني أخلصت في مشاعري ناحية ابنته الماكرة : أنا مو جـاي أتوسل لكم مثل كـل مرة علشانها .. أنا جــاي .. أقـولك إن ماله داعي تعذب بنتك .. وتعاقبها .. تراها كـل الي سوته علشانك .. حبت تنتقم من أبوي فيني .. تضن إني إذا تعذبت .. أبوي بحس .. وبيتعذب .. ( ضحكت ساخرا على حـالي .. وهو ينظر لي مستغربا لأكمل ) تصور .. أنا الي كلمت ألف وحــدة غيرهـا .. ما صدقت إلا معاها .. ما حبيت إلا هي .. ما وفيت وأخلصت إلا لها ( تجمـع الدمع بعيناي ) ما ضنيت إني أحب وحـدة جـذابة .. وحــدة ألمها قلبها على الي ستوى لأبوها من ظلم .. وأفرغت حرتها بواحـد ماله ذنب .. سوى إن أبوه مذنب .. ليش تحملوني ذنب مو ذنبي ؟ الله ما يعاقب إلا الي يعصيه .. وما ينتقم من أهل العاصي .. بس انتو يبني آدم .. تـاخذون بثاركم من النـاس الي ما سوت شي ..

سكت أجمـع أنفاسي .. حرك فاه ليتحدث لكنني أسرعت وقلت : انتظرني أكمل كلامي بعدين قول الي تبي .. أنا يا ( بسخرية قلت ) عمي .. أبيهـا .. قبل كـنت بعد أبيها .. حبا فيها .. لكن اللحين .. عافها الخــاطر .. بس وربي إذا ما رضيت إن زواجي بها يتم .. أنا أقدر أسوي لكم بلوة .. ومو بس جذي .. بأذيهــا .. وبنتقم لي منها بالي يرضيني .. كلكم بتتعبون معــاي .. ومثـل ما عاقبتني بذنب أبوي .. بعاقبكم كلكم بذنبها ..

نهضت من على المقعد .. ليقول : لا يمكن أصدقك .. تدري ليش ؟ لأن بنتي أكبر من انها تسوي هـ السوات .. انت لعبت في مخهـا .. وخـانت ثقتنا وكلمتك .. وهي تعرف إذا درينا عنها شنو بنسوي فيها .. مستحيل تعرض روحها لهـ الموقف .. علشان ..

قاطعته : صدقت ولا ما صدقت .. هذا مو شغلي .. هذا الكلام قالته بالسانها .. وأكدت عليه بفعالها .. وأنا مو قاعد أتبلي عليها .. على العموم .. فكــر بكلامي زيــن .. بكــرة أنا بمرك .. وبشوف ردك .. إذا ما رديت علي بلي أبي أسمعه .. تأكــد إن كـل شي قلته .. بنفذه .. سلام ..

==

[ منتهـى ]

ببطئ .. فتحت عيناي .. وبدأ النور بالتسلل إليهما .. رفعت كفي .. وغطيت بها عيناي .. ومـا إن اعتادتا على النور .. أبعدت كفي .. لأرى نفسي بغرفة بيضاء .. آلمتني عيناي .. يبدو أنني نسيت خـلع العدسـات قبل أن أنــام .. خـلعتهما .. أدرت وجهي أبحـث عن شيء أضعه فيهما .. لم أجـد شيئا .. مهــلا .. أيــن أنــا ؟ ولمـا أنا في هذه الغرفة البيضاء ؟

أغمضت عيناي .. شعرت بوجـع في رأسي .. رفعت يدي .. وتحسست بها موضع الألــم .. ليؤلمني أكثـر .. دلكت الموضع بخفة .. واسترجــعت ما جرى ......

لكـن .. من الذي أتى بي إلى هنا ؟ يبدو أنه مشفى .. تنهدت بضيق .. وما إن رفعت يدي لأضرب الجرس كي تأتتي الممرضات .. حتى دخـل أحدهم ..

دخــل .. ووقف عند الباب .. لم أرى ملامحه .. لأن نظري ضعيف .. ولا أستطيع رؤية الأشياء البعيدة .. حرك قدميه .. وأتى نحوي .. لتتضح ملامحه .. تــــلك الملامح التي حفرت تقاسيمها في ذاكرتي .. تلك الملامح .. التي أعشقها بعنف .. ملامح الإنسان .. الذي ملك قلبي وروحي ..

تقدم مني .. ووقف بجانب رأسي .. أخذت أنظر إليه .. أتأمل بعينيه الممتلئتين بالدمـع .. أحــدق بوجهه .. وأنا غير مصدقــة .. كيف أتى إلى هنــا ؟ كيف علم أنني بالمشفى ؟ أهذا هو اللقاء الذي كنت أحـــلم به منذ أمــد بعيد ؟

لم أنتبه لنفسي .. إلى حينما سقطت دمعة حـائرة على خدي .. هل هو حـقا الذي واقف بجانبي ؟ أم أنني لكثرة ما أحبه .. وانتظره .. أتخيل وجــوده ؟

أغمضت عيناي .. فتحتهما ثانية .. هطـلت دمـعة أخرى .. تليها وابـل من الدمـوع .. أخـذت أشهق .. أود أصرخ .. وأنـــاديه .. أن أهتــف بحروف اسمــه .. لكـــن لا صــوت لي .. لا أستطيـــع الكـــلام !

اقترب مني .. وأمسك كفي .. أما كفي الأخرى فكـانت مقيدة بالمغذي .. رفع كفي إليه .. قبلها .. جلس على الكرسي الذي بجانبي .. وضع كفي على صدره .. وبدأت أسمــع دقــات قلبه السريعة ... ليضج قلبي بالحيـــاة .. تضج روحي بالسعــادة .. ولا أعــلم كيف نطق لساني .. وهمست : واخيــرا .. التقينــا ..

==

[ عادل ]

خرجت من غرفة أبو رنــا .. إلى خــارج المشفــى وأنا محــطم كليا .. لا تنظروا إلي على أنني مجـرم .. لا تقولوا بأن تصرفي خطأ .. ولا أمتلك الحــق في فعل هذا .. يقولون .. احذر الحليــم إذا غضب .. وأنــــا رغمـا عني أفقــد كل صبري .. وأطيــع غضبي .. ألا يكفي أنها أنها جعلتني أحيــى في وهـم حبهـا سنين ؟ ألا يكفي أن أطاردها كـ اللص .. وأترجـى أهلها وأتوسلهم كي أظفر بهـا .. بما كافئتني ؟ بالاهـانة ؟! بــالكذب ؟ بالخــداع !

وما إن وصلت المنزل .. حتى اتصل بي أحمـد .. رددت عليه وأنا في أوج ضيقي : خير ؟ شبغيت ؟

وصلني صوته المليء بالحيوية : عـادل .. تعال اللحين المستشفى الي أشتغل فيه .. وجيب معاك أميرة ودعاء ..

استغربت فرحه .. وطلبه : وليــش ؟ أبوي مسوي حـادث ؟

ضحك : لا .. الموضوع يتعلق فيني ..

قلت له : وشنو هـ الموضوع إلي مفرحك هـ الكثر ؟

ليقول : منتهـى .. لقيتها .. تعالو أبيكم تشوفونها وأعرفها عليكم ..

منتهى ؟! ومن هذه المنتهى التي تقلب حـال أخي ألف درجة : ومن هذي ؟ أول مرة أسمع اسمها ..

ليقول : الي شافتها دعـاء في اللوحـة ..

سكت قليلا أستوعب ماقاله .. أيعني أنه عثـر على ضالته ؟ أيعني أن أبواب السعادة فتحت له أخيرا : صج ؟ ألف مبروك .. اللحين جايينك ..

أغلقت هاتفي .. وصعدت نحو غرفة دعـاء .. وأنا أتمنى أن يفرج الله ما أهمني .. طرقت الباب .. وما إن سمعت صوتها تدعوني للدخـول .. دخـلت وقلت : تجهزي وقولي لأختج تجهز .. عشـر دقايق لكم .. إذا ما لبستو .. بمشي عنكم ..

فقالت مستغربة : وين بنروح ؟

ابتسمت : بتشوفين البنت إلي شفتيها في اللوحة إلي بغرفة أخوج على الحقيقة ..

ابتسمت ابتسامة واسعة : صج ؟ مرة وحـدة بنشـوفها ؟! احنــا ما نعرف قصتها حتى ..

هززت كتفي بحيرة : وانا شدراني .. هو اتصل فيني وقالي آخذكم معاي لها ..

بعـــد نصف ساعة .. وصلنا المستشفى .. اتصلت بأحمـد .. ودلني على الغرفة .. مشينا نحن الثلاثة .. وما إن وصلنا .. حتى رأينا محمود وبيـان خارجين .. سلمت على محمود .. وناديت بيان .. وما إن أجابتني حتى قلت لها : سلمي على رنـا .. وقولي لها .. إني خطبتها من أبوها ووافق .. وبعـد سبوع بنملج ..

قالت بسعادة : والله ؟ ألف مبروك .. اليوم يوم الأخبـار الحلوة ..

ضحكت بخفة : اييي .. لا تنسين ها ..

لتقول : ان شاء الله ..

مشت مع محمود .. وبقيت واقفا أمام باب الغرفة .. أفكـر بمـا أفعله .. وبعد ثوان .. طرقت الباب .. وهممت بالدخـول .. لأرى أحمـد جالسا بالمقعد الذي جانب سرير يتوسط الغرفة .. وعلى السرير تجلس أميرة ودعـاء .. وكلهم يضحكون .. لم ألتفت لتلك الفتاة بعـد .. فقد قال أحمد : منتهـى .. هذا عـادل .. أخـوي .. وصديقي ..

أدرت وجهي إليها .. لأنصدم مما رأيت .. حركت قدماي .. واقتربت منها .. وأذناي أصابهما الصم .. لا أسمع ما يقول أحمد ولا غيــره .. فشكلها ذهلني .. ملامحهـا ربطت لساني : انتي توأم جميـــل ؟!

تغيرت ملامحها .. وبدا الحـزن باديا على وجهها الجميل : لا ..

قلت مصرا : بلا .. انتي اخته .. نفس الشكل .. بس لون عيونج غير ..

لم تجب .. وزاد ضيقها .. ليقول أحمد : منتهى ما عندها اخوان .. مشبه عليها ..

لأقول : متأكد أنا مئة بالمئة .. واذا مو مصدقيني .. بناديه .. وبراويكم وياه .. ( التفت لها .. رأيتها ناكسة رأسها ) جميل أخوج صح ؟

لا أعــلم لما انفعلت .. أخــذت تبكي بصوت مرتفع .. تجمـع الممرضـات عليها .. صرخ عليّ أحمـد وطردني خـارج الغرفة .. خرجت أنا .. أبحث عن ذاك المعتــوه .. وأنــا مستغرب .. عن علاقــــة جميـــل بهذه المنتهـى .. لانفعالها .. سبب سأعرفه إن التقيت بجميــل !

==








[ جميل ]

خرجت من المشفى .. وما إن ركبت سيارتي .. حتى سمعت طرقا على نافذتها .. رفعت رأسي .. لأتفاجئ بعـادل .. فتحت النافذة .. وقلت له باستياء : شنـو تبي ؟ ما خلصنا منك ؟ تراك غثيتنا ..

ليقول بحدة : لا حبيبي .. مو آنا إلي أذل نفسي لناس ما تسوى .. أنا جـاي أقـولك .. ممكن تخـلع العدسات الي لابسنها ؟

ماذا يقول ؟! وكيف علم أنني أرتديها أصلا : أقــول .. شكلك مضيـع ..

ليقول : لا .. لا مضيع ولا شي .. انت الي ناسي إن لون عيونك أزرق .. مو أسود .. بس صدقني .. الأســود لايق عليك أكثــر .. مثل حياتك وعمايلك السودة ..

صرخت عليه : احتــرم نفسك .. ولا تغلط على خلق الله .. وبعدين شدخلك بعيوني ؟ لوعساها حمرة .. مالك دخل ..

ضحك بصوت مرتفع : معاك حق .. بس أنا قلت لك هـ الكلام .. علشان تسأل روحك .. شدراني إنك لابس عدسات ؟ تبي جــواب ؟

لم أجبــه .. فهـذا ما يحيرني .. ليقول : لأني يا حباب أعرف أختك .. أوه .. قصدي توأمتك .. تصدق عـاد .. شكيت إنك هي من كثـر الشبه ..

أثـــار أعصابي : تراني مو فاضي لجنـونك وخرافاتك ..

قاطعني : وما بتفضى لما أقولك إن اسمهـا منتهى ؟ وحـالتها حـالة بين الموت والحياة في المستشفى .. وانت موب داري عنها ؟

ترجلت من السيارة .. أمسكته من بلوزته .. كيف عرفها : أذبحك إذا كنت جذاب ..

تبسم بانتصار : يعني تعترف انها اختك .. قولي .. شسالفتكم ؟ ليش كل واحـد يسوي روحه ما يعرف الثاني ؟

تركته وشأنه .. وسندت جسدي على باب السيارة : انت شنو تبي بالضبط ؟ وليش جـاي تقولي هـ الكلام ؟

قال : إلي أبيه .. أعرف حقيقتك .. منتهى مو من عائلة بسيطة مثلك .. يا إنها مو في عائلتها الأصلية .. أو انت ..

رفعت عيناي له .. وهما ملأتان بالدمع : ليش تنبش بأشياء منتهية ؟ ( بحزم قلت ) عـادل .. إياني وياك تروح لها وتقول إنك تعرفني ..

رمقني باستغراب : وليش ان شاء الله ؟ متبري منها مثلا ؟

صرخت عليه : مو شغلك ..

ليقول بصوت هادئ : اوكي .. اذا ما خبرتني شنو سالفتكم ؟ وما قلت لعمك الكلام الي بقوله لك اللحين .. تأكد إني مو بس بقولها .. بدلها على مكانك .. فاهمني ؟

قلت له : وشنو تبيني أقول لعمي ؟

فقال : أبيك بس تقنعه يوافق إني آخذ بنت عمك .. وتبين له إني صج أحبها وما ألعب مثل ما يتوقع ..

قلت له : بس هي ما تحبك .. هي تلعب عليك ..

صرخ عليّ : ما يهمني .. إذا ما قلت لها هـ الكلام .. تأكـد إني كل شي ما تبيه يوصل لأختك بوصل لها ..

قلت بضعف : ما أقدر أقنعه ..

ليقول : اوكي .. أنا أعلمك شلون تقدر ..

استخرج هاتفه .. واتصل بأحدهم .. وما إن أجاب الطرف الآخر .. حتى وضع الاتصـال على السماعة الخارجية .. وقال : شخبارها منتهى ؟

ليقول الطرف الآخر : وربي إذا صار لها شي ما بسامحك .. تشوفها تعبانة .. تسألها عن خرابيطك ..

تبسم : يعني هي ما عندها توأم ؟

فأجاب : لا .. ما مرة جـابت لي سيرة إن عندها أخو من أبوها .. الي أعرفه إن عندها أخوين من عمها ..

فقال : واذا قلت لك إني أعرف توأمها .. ما تصدقني ؟

سحبت هاتفه ورميته على الأرض : أقولك لا تقول .. ما تفهم ؟

تناول هاتفه وقال : ها ؟ تقدر تقنعه ؟

قلت بضعف مرة أخرى : بحـاول .. بس إذا سويت لها شي .. بذمتك ..

==

[ بيان ]

عدت إلى المنــزل .. أقفلت عليّ باب الغرفة .. أشغلت النور والمكيف .. ورميت جسدي على السرير .. حـاولت أن أفرغ ما أشعر به .. حــاولت أن أظهـر وجعي .. صدمتي .. حـاولت أن أبكي ضياع أحلامي .. أن أبكي حبا نمـى بقلبي من دون إرادتي .. نمــى .. ولم يعلم أنه سيحترق يومـا بهذه الطريقة ..

أغمضت عيناي .. أرجو ذرف دمعة واحــدة .. لم أستطع .. أشعــر بغثيــان .. بحرارة تشتعل بجـوف قلبي .. وليس لدي القدرة على الشهيق والزفير بحرية ..

نهضت بتعب .. دخلت الحمام .. فتحت الماء البارد .. علها تسلل البرودة إليّ .. وتخمـد ثورة الوجـع .. وكأنني لم أفعل شيئا .. ألقيت نفسي على السرير مرة أخرى .. بملابسي المبللة .. بشعري المبلل .. لا طـاقة لدي ّ لتبديل ملابسي حتى .. أشعر بأحاسيس مختلفة .. أشعر بـ تقطـع شرياني بسكاكين حــادة ..

ولـــم أجـد نفسي .. إلا غفيت .. واتجهت لعـالم الأحـلام والكـوابيس !

==

مضى يومان .. سأخبركم .. عمـا جرى في هذين اليومين ..

عم منتهى ، مـازن ........ في السجـن .. فمنتهى لم تتنازل عن قضية اعتداهما بالضرب عليها ..

أم منتهـى ...... تحـــاول في ابنتها أن تتنازل .. تـزورها بعض الأحيـان ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:32 AM   #42


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



أحمـد ، منتهـى ..... يقضون الوقت معـا .. يحـكون لبعضهما مـا حدث لهما في تـلك الأيـام .. ومـا زالت علاقتهما قويـة ..

عـادل ، رنــا ..... وافق أبو رنـا على زواج ابنته من عـادل .. ضننا منه أن عـادل ما زال متمسكا بها .. وبعد اقتناعه من جميل .. أن عادل ما زال يحبها .. ورنـا تطيـر من الفرح .. فقد حدد عقد قرانهما بعـد اسبوع من اليوم ..

جميـل ....... ما زلت أجهـل ما يفكـر به هذا الشخـص .. ما هي حقيقته .. ربما سيتضح ما يخفيه لاحقــا ..

والآن .. فلنــذهب لبيــــــان ..

رفعت فطوم الكمـادة من فوق رأسها والدموع تتلألأ بعينيها : خـالتي قولي لمحمود ياخذها المستشفى .. حرارتها موب راضية تنزل ..

مدت أم محمود كمادة باردة أخرى لفطوم : حـاولنا معاها .. موب راضية تروح المستشفى .. حـاولي تقنعينها .. ما ادري شفيها .. مرة وحـدة انقلب حـالها .. ومرضت ..

هزتها فطوم بخفة : بيييون .. بيــان فتحي عيونج ..

فتحت عينيها ببطء : همم ..

قالت لها : بيــان قومي المستشفى ..

أغمضت عينيها ثانية وقالت بتعب : ما يحتاج .. بتنزل الحرارة بروحهـا .. أنا بقوم أسبح ..

قالت أم محمود وهي تساعد ابنتها على النهوض : فطوم جهزي لها ثياب ..

قالت فطوم وهي قاصدة خزانة ملابس بيان : ان شاء الله خالتي ..

==

[ عادل ]

كنت جالسا مع بعض الأصدقـاء .. حينما بدأ هاتفي بالرنين برقم أجهله .. وما إن أجبت .. حتى وصلني صوته الرجولي .. فقلت باستياء : خيـر ؟ شبغيت ؟

أجابني : أبي أشوفك ضروري ..

حركت فمي لأتكلم .. لكنه كان أسرع مني وأكمل : بموضوع يخصني ..

قلت له : اوكي .. أنا في كورنيش الغوص ..

أغلقت هاتفي .. والتفت لبشار .. وسألته : شنو اللحين عن موضوع دراستك ؟ بتسجل بأي جامعة ؟

ليقول : سجلت وقبلوني .. توقع في وين ..

تبسمت : والله ؟ في وين ؟ بتكمل دراسة ولا بتدرس تخصص ثاني ؟

ضحك وقال : لا وين أكمل .. بدرس بلأردن .. صيدلة ..

فتحت عيناي على وسعهما : نــعم ؟ في الصحـافة ما فلحت بتفلح بـالصيدلة ؟

ليقول : لا هـ المرة أنا جـاد ... أنا ما دخلت الصحـافة إلا جذي .. علشان أسكت بيتنا .. ومن جذي كنت مستهتر وطردوني .. وزين جت منهم .. بس أنا خـاطري من قبل بالصيدلة .. وبعدين .. أنا ما بروح بروحي .. ولد عمي يدرس هناك من كم سنة .. واخته بتدرس معاي من السنة الي بتجي ..

غمزت له : ايييي .. وأنا أقـول من وين جته الشطـارة .. طلع بنت العم ..

ضحك : يعني تتوقع ما بقدر على الدراسة هناك ؟

تبسمت له : انت دامك دارس علمي .. وكنت متفوق قبل .. فأتوقع تقدر .. يعني لو مثلا أنا .. طبعـا لا .. وبقوة بعد ..

تبسم وقال : بس مو كأني كبير ؟

ضربته على كتفه بخفة : لا .. بالعكس .. أحسه الوقت المنـاسب للدراسة .. بس يمكن شـاذ .. بتلاقيهم كلهم 18 و 19 وانت 22 . ههههههه

ولم أشعـر بالوقت .. إلا حينما رأيت جميل يقف أمامي .. لكن .. لم يكن جميلا الذي رأيته قبل يومين .. نهضت من مكاني .. ومشيت معه بعيدا .. وأنا أسأله : شصاير فيك ؟ ليش شكلك جذي ؟

تبسم بألم وقال : انت السبب .. ذكرتني بأشيــاء قديمــة .. ذكرتني بذكريات عانيت لين ما قدرت ما تطرى على بالي .. ( بتعب قال ) عـادل .. طلبتك .. خـذني لمنتهى ..

\

[ جميل ]

بدى مستغربـا .. وقرأت الحيرة في عينيه .. وألف سؤال وسؤال يود أن يسأل .. اختصرت الطريق .. صحيح أنه الشخص الغيـر مناسب لأضهر حقيقتي أمامه .. لكنني إن لم أتكلم سأنفجـر .. إن لم أفرغ ما بهذا القلب سأختنق من بطش الذكـــرى ..

جلسنا على الحـاجز الحديدي الذي بيننا وبين الموج .. كنت أنظر إلى البحـر .. وهو ينظر إلي .. ينتظرني أن أبدأ بالحديث .. فقلت بألـم السجيـن الذي منعت عنه الحريـة : شفت البحـر شلون كبير .. بس رغم ما هو كبير .. إلا إن له حــد .. لكــن ارفع راسك .. وطـالع السمـا .. تقدر تلاقي لها حـد ؟ تشوف لها نهـاية ؟ ما تقــدر .. ( التفت له وأنا ابتسم ) جذي أنا .. والهم الي أحمـله بصدري .. مـاله حـد .. مثـل السمـا ..

فقال : وشنـو هـ الهم الي يبعدك عن أختك ؟

ضحكت بتعب : من قـالك إنه بس بعدني عن اختي .. هـ الهم .. بعدني عن الحيــاة الي عشتها ..هـ الهم .. خـلاني أبدل اسمي .. عائلتي .. هـ الهم .. قيدني ومنعني من أبسط حقوقي .. وإنه أقـول لناس من أنا .. ومن هو ابوي .. تبي تعرف شنو هـ الهم ؟

قال : أكيييد ..

قلت له .. والدمع بدأ يتجمهر في عيناي : من يوم وأنا صغير .. كنت عند عمي .. كنت أعتبر عمي أبوي .. لأني توأم .. كـان أبوي وأمي يربون واحـد .. وبيت جدي واحـد .. أنا ربيت في بيت جدي .. في حضن جدتي .. وأمي ربت منتهى .. لأنها أول ما ولدوها كان عندها مشكلة بالقلب .. فتحتاج عناية أكثـر .. جدي ميت .. وجدتي عندها ولدين .. أبوي وعمي .. وأول ما ماتت جدتي .. انتقلت لبيتنا .. لأن جدتي رفضت تعطيني أمي وأبوي وهي حيـة .. وتقول لهم إني مو ولدهم .. ولدها .. ما كنت أحب أمي وأبوي .. بالكلام الي كـانت جدتي تعلمني وياه .. ما كنت أحبهم .. لأني أشوف عمي الي كل شي أطلبه يعطيني وياه متعذب .. ويحب أمي .. وأمي خطبوها لأبوي بما أنه الكبير ..

سألني : كم كان عمرك لما رحت بيتكم ؟

تنهدت وذاكرتي أخذتني لذالك اليوم : 15 سنـة .. يعني أفهـم .. وبعدهـا بكم شهـر .. توفى أبوي .. ما تضايقت .. فرحت .. لأن عمي يقدر وقتها يتزوج أمي .. ويعيش معانا بالبيت .. لكن منتهى .. كانت موب راضية .. كانت مضايقة .. كانت منهارة .. منتهى كانت تكره عمي .. تكره أمي .. وتقولهم انكم السبب في موت أبوي .. أنا ما كنت أحبها .. لأني ما عشت معاها إلا كم شهـر .. وشفتها شلون متعلقة بأبوي .. وشلون أبوي يحبها ويدلعها .. وقلت صدمة .. وشي طبيعي بتقول إنه السبب دام تعرف إن عمي يحب أمي .. قال عمي بسفرها تدرس بمدرسة داخلية بأمريكا .. يمكن تلهى وتنسى .. وتخلينا نعيش طبيعين .. لكنها ما رضت .. وأجبروها .. حـاولت إني أعارض .. بس أنا ما عارضت .. بالعكـس .. أنا ما أرضى على عمي .. وأبيها تسافر .. علشان ما تغلط عليه ..

سكت أجمـع أنفاسي .. ليقول : وبعدين شنو صـار بعد مـا سافرت ؟

أكملت وبقلبي غصـة لا تود أن تنتهي : سـافرت منتهى .. وسـافرت معاها راحة البال إلي ما لقيتها في هالدنيا .. سافرت .. وبعد سفرها بكم سبوع .. اكتشفت إن عمي ناهب أبوي حقـه بالشركة .. كانت شركة جدتي .. ولما توفت ورثوها اثنتينهم .. لما مات أبوي .. صارت كلها ملكه .. بس شلون ما ادري ؟ احنا وين نصيبنا ؟ سألته .. هاوشني .. وقـالي إن أمي هي الي قالت له ياخذ نصيبنا لأنه بمثابة أبونا والي له يعني لنا .. ولأني أثق فيه .. ما عطيت الموضوع أهميــة .. لكن إني أكتشف إن عمي قدوتي .. بمثابة أبوي .. حتى كانو ينادونه أبو جـاسم ..

قاطعني وهو منصدم : اسمــك جـــاسم ؟

تبسمت : ايي .. جـاسم .. ( وبضيق ) كتب البيت باسمه .. وأمي بكل سهولة تنازلت .. وقلنا ما عليه .. لأنه عمي وأبوي .. لكن يكون نصاب .. يعيشنا بفلوس حـرام .. هـذا الشي الي ما نرضى فيه .. يمكن تستغرب .. صحيح إن جدتي الله يرحمها كل مساوء الدنيا فيها .. لكنها أبدا ما أكلتني شي حـرام ..

سألني : ليش شنو كـان عمك يسوي ؟

قلت له : اكتشفت إنه قـاطع أرزاق كم واحـد .. يتلاعب بالشيكـات .. جمـع ثروته في فترة قصيرة .. ومصادر الفلوس لما سألته عنها مجهولة .. وما رضى يقول لي من ويـن .. كلمت أمي .. قلت لها مو بالعقل .. من بيت إلا فيلا أشبه بقصر .. صحيح إن بيتنا كبير .. بس لو باعه ما بجيب له 10 بالمئة من فلوس هـ الفلة .. ومن وين له كل هـ الفلوس ؟ هاوشتني .. وقالت لي إن عمي شريف وما يروح للحرام .. بس أنا فكرت فيها من جـانب ثاني .. شفت الي قـاعد يصير بعيون منتهى .. تذكرت لما كانت تقول إن السبب بوفـاة أبوي عمي .. كانت تقول إنه كان يتغزل بأمي وأبوي سمع .. كان بين عمي وأمي لقاءات وسوالف وأبوي عايش .. وبالصدفة سمع وشـاف وجته سكتة قلبية ومات .. يعني الي عادي عنده يخـون ثقة أخوه .. الي عنده عادي يمتع عيونه بالي رزقه أخوه .. ويسفر وحـدة يتيمة بدون رضاها لبلد غريب بروحهـا .. ضميره بيصحى .. وما بيجمـع ثروته من طريق ثاني ؟

تنهدت بارهـاق .. وأكملت : سألت وسألت .. وعرفت إنه يسلف وياخـذ مبلغ مضاعف .. واذا ما ردو عليه فلوسه .. يشتكي عليهم .. ويسجنونهم .. عرفت إنه ياخـذ ربــى .. عرفت وعرفت .. واجهته .. صفعني .. تصور يا عـادل .. الصورة الحـلوة الي راسمها له ببالي تلاشت .. وصارت صورة قبيحة لواحـد نصاب يلعب على النـاس السذج .. طلعت من البيت بذيك الليلة .. طلعت منهـار .. شـلون يتجرأ ويمد يده علي ؟ هـربت .. وما كنت أعرف أحـد .. فكرت أسافر .. بس وين بنروح ؟ قلت يمكن إذا طلعت من البيت يحس على دمه هو وأمي .. وعلشاني يترك هـ الطريق .. ما سكنت بفندق .. ولا بشقة .. لأني أعرف إنه بدور عني كل مكـان .. كنت أنـام على البحـر .. وآكل سندويشة وعصير من كفتريا بسيطة .. تغيرت حياتي لدرجة إني ما شفت ولا ملمح من حياتي القبلية .. لين ما اللتقيت أبوي عم رنــا .. كـان صيـاد .. ولأنه كثرت شوفاته لي .. سألني .. وحكيت له قصتي .. ورحب فيني في بيته .. ما كان عنده عيال .. فعتبرني ولده ..

ليقول : وليش ما رديت بيتكم بعدين ؟

تبسمت بوجـع : لأن عمي دور علي يمكن شهـر .. أو أكثر بكم يوم .. وبعدهـا .. لقيت خبـر موتي بالجريدة .. موتني وأنا حي .. تتوقع شنو معناة هـالكلام ؟ معناته إنهم ما يبوني .. مثل ما تخلصو من منتهى .. يبيون يتخلصون مني .. يمكن تقول ليش ما رديت .. وأثبت للكل إني عايش وعمي يجذب .. بجاوبك لأني أول ما طلعت من بيتنا .. رغم بساطة العيش .. رغم إن كل شي كنت أحبه ومتعود عليه ما عدت أسويه .. إلا أني رضيت على نفسي .. رضيت على حياتي .. ما عدت أحس بتأنيب الضمير وأنا أكل وأشرب وأنـام ومرتـاح .. بشقى غيري .. بتعب غيري .. وعم رنـا ما قصر .. دور لي نـاس وبدلو اسمي .. وصرت جميــل .. ولده .. لبست هـ العدسات أغطي بهم عيوني .. ربيت لي لحية .. علشان أخفي بعض ملامحي .. ما توقعت أحـد بقولي يوم من الأيـام عن منتهى .. لأني أعرف إنها تدرس بأمريكـا .. وبحسبتي إنها للحين هنــاك .. المفروض بعد كم سنة ترد .. وطبعا أنا ما درست بالجامعة .. لسببين .. الأول .. أخـاف يلاقيني عمي .. والثـاني .. لأن ما في امكانية ..

/

[ عادل ]

سألته وأنا متأثر بقصته : واللحين شنو ناوي تسوي ؟

تبسمت : أشــوف منتهـى .. اشتقت لهـا واجـد .. من يوم كلمتني وعيوني ما غمضت .. نـاوي أصحح كـل أخطاءي .. ناوي أرد لهـا .. وأكـون أبوهـا وأمهـا .. لأني متأكد إنها مو مرتـاحة معاهم .. ( وبرجاء قـال ) عادل قوم خذني لها ..

قلت له : طيب .. بس مو اللحين .. هي بالمستشفى .. شكله عمك ضاربنها .. بكرة الصبح ان شاء الله .. على الساعة 8 اوكي ؟

تنهد بضيق : اوكي ..

نهضنـا قاصدين سياراتنـا .. وسألته : بتـرجع جـاسم .. ولا بتستمر بجميـل ..

التفت لي .. وقال بحيرة : هذا الشي بقرره مع منتهـى .. لأني محتــار ..

ركبت سيارتي .. وتحركت قاصدا المنــزل .. وأنــا افكــر بمـا قــاله .. كــم ما أعــانيه ليس شيئا أمام ما يجري عليه .. الحمـــدلله ..
==







[ بيان ]

صرخت عليها بتعب : عطيني تلفوني ..

مدت يدها لي بالهاتف : بيون ما ابي أروح .. قلت لج ما بروح إلا معاج ..

قاطعتها وأنا أضغط زر الاتصال : جب ولا كلمة .. ما عندنا عرايس يتكلمون ..

قالت لي برجـاء : بييون .. تكفييين .. استحي أروح معاه بروحي ..

وكأنني لم أسمع ما قالته وقلت له حينما سمعت صوته : شلونه المعرس ؟

ضحك بخفة : عال العال .. شخبارج انتي ؟ للحين ما خفيتين ..

تبسمت على شكل فطوم الراجي : لا الحمد لله أحسن من قبل .. المهم .. أنا متصلة فيك أقولك إنك تقدر تمر بيتنا تاخذ فطوم تروحون تشترون الدبل والذهب .. لمتى تأجلون ؟ ما باقي إلا سبوعين عن الملجة ..

قال لي : لا مو اللحين .. إذا صرتي بكل عافيتج نروح نشتري وانتي معانا .. أنا أعرف فطوم ما تتحرك إلا وانتي معاها ..

ضحكت عليه : اوه يعقوب .. لا يكون حاسبني أمكم وأنا ما ادري ؟ قول لأختك تروح معاكم .. ويلله نص ساعة وفطوم جاهزة ..

وما إن قال : بس ..

حتى قطعت عليه حديثه : لا بس ولا شي .. بعد نص ساعة تعال .. سلام ..

أغلقت الهاتف ونهضت من على السرير بتعب وأنا أكح : تعالي اختاري لج بدلة .. بعد نص ساعة ريلج بجي لج ..

وبعد نقـاش طويـل .. رضخت للأمر الواقع .. وبـعد نصف سـاعة .. جـاءنا يعقوب مع أخته عهـود ..

واختـلى المنزل .. أمي ذهبت لزيـارة جـارتنا التي أنجبت ابنتها الكبيرة مولودهـا الأول بعد إلحـاحٍ مني مع أختـاي .. ومحمود وعـلي خرجـا من المنزل .. وبقيت أنـا .. مستلقية على سريري .. أستـرجـع ذكرى ما حصـل في اليومين السابقين .. لا أتـذكر أنني بكيت .. لا أتــذكر أنني أفـرغت ما بصدري من وجـع .. لم أبــح لفطوم حتـى .. أليست هي التي تشاركني كـل شيء .. عـــذرا .. لم أرغب أن أشغلها عن سعـادتها واستعدادها ليوم عقــد قرانهـا ..

تنهدت بضيق .. عندما رن هاتفي .. تنــاولت وإذا المتصل رقـم غريب أراه للولهة الأولى .. ضغطت زر الرد .. وأجبت : نعم ؟

وصلني صوتها المفعم بالحيوية : يقولون الحـلوة مريضة ؟ شلونج حبيبتي .. عسى ما شـر ..

تبسمت : اهلين منتهى .. الشر ما يجيج ..

لتقول : صج بيون .. انتي زعلانة مني صح .. انتي ..

قاطعتها وأنا أشعر بالضيق : اششش .. لا تفتحين هـ الموضوع .. كل ما في الأمر ان المكيف الله يهديه مرضني .. كنت سابحة ودخلت الغرفة وهي باردة ..

لتقول : بيان متأكدة إن مو مني ؟ أنـا آسفـة .. وربي لما عرفت إن أحمـد هو نـ ..

قاطعتها مرة أخـرى والدمـوع بدأت بالتجمهر في عيناي : رديــنا ؟ أصلا أنا ما أعتبره مثل ما انتي تفكرين .. ( قلت بوجـع ) تعرفيني مراهقة وأعجبت في ليس أكثـر ..

سمعت صوت تنهدها : عن جد بيان ؟

قلت لها بألم : ايوة .. ليش أجذب عليج ؟ ما تدرين أي كثـر فرحت لما عرفت إنج لقيتي أحمد .. ولو كنت أدري من قبل إنه هو الي تحبينه كان سحبته من يده وجبته لج ..

ضحكت : فديتج .. ريحتيني .. لو مو أنا بالمستفى كـان جيت زرتج ..

تبسمت : ما تقصرين .. إلا ما قلتين .. شخبارهم عمج الحقير ومازن الـ ...

ضحكت : بخير .. يوصلون لج سلاماتهم بالسجن ..

قلت لها : والله ؟ تصدقيين شفته هـ المازن خرعني .. ليش شكله جذي يخوف ؟ أحس عيونه نارية .. تطلع شرار ..

ضحكت : سيماهم في وجوههم ..

ضحكت أنا : اووه .. قمتي تحفضي آيات .. تطــور ..

قالت : لا هذي عمي كل يقولها .. إلا ما قلت لج .. اليوم قلت لأحمد إني أسلمت وشرى لي حجاب علشان ألبسه بالمستشفى ..

تبسمت : والله ؟ ان شاء الله فرح ؟

لتقول : واااجد .. أقول بيون .. أخليج اللحين كاهو أحمد جـاي .. ويسلم عليج ..

أرغمت نفسي على أن أبتسم : سلمي عليه .. أخليج اللحين .. سي يو ..

أغلقت الهاتف .. وسقطت في بئـر السكوت مرة أخـرى .. أشعـر بالضعـف .. بالفــراغ .. بهدوء إجتاحني بغتة .. أشعـر بأن كـل شرياني ما عادت تستطيع حمل ذرات الأوكسجين ..

لا أرغــب برؤيته .. لا أحتمـل سمـاع خبــر عنــه .. الهي ارحمنـــي ..

نهضت بتعب نحو الحمام .. استحممت بمـاء بارد .. وعدت مرة أخـرى إلى السرير .. وعظامي تؤلمني .. أشـعـر بنيران تشتعل بأعمـاقي .. عكــس البــرودة التي تنخـر عظامي .. غطيت جسدي باللحـاف .. وأنـا أرتجــف ..

==

[ صفاء ]

طرقت الجرس ألف مرة .. لم يجب أحـد .. رفعت هاتفي لأتصل بحسن كي أرجع .. لكن وصلني صوت الرصيد المتبقي لا يسمح بإجراء مكالمة .. تأففت بضيق .. ماذا أفعل الآن ؟ أنا الغبية التي لم أتصل لها قبل مجيئي .. وقلت سأفاجئها بزيارتي ..

فتحت الباب .. والحمد لله لم يكن مقفلا .. سأجلس بفناء دارهم على الأقل لحين عودتهم .. وما إن جلست على الكرسي .. حتى انتبهت للنور في غرفة بيـان مضــاءا .. ربمـا تكون هنا ؟

نهضت .. خلعت حذائي .. ودخلت المنزل .. قصدت باب غرفتها .. فقد زرتها قبل هذا .. طرقت الباب .. ولم أجـد ردا .. فتحته بهدوء .. ورأيت المكـان غارقا بالصمت عدا صوت المكيف الذي يثير الضجيج .. ورأيتها مستلقية على سريرها .. ما إن رأتني حتى نهضت وصرخت بصوت أرهقه التعب : صفــاء ..

حركت ساعدي نحوها وضممتها : هلاوي بييون .. ويينج ما تبينين على المسن ؟

ضحكت : الله يسلمج أنا بزنز وومن مو فاضية للمسن ..

جلست على طرف السرير وأنا انظر إليها باستغراب : بيون ؟ مريضة ؟ أحس وجهج أصفر ؟ وشكلج ما ادري شلون ..

تبسمت : شوية سخونة جت في غير وقتها ..

رفعت كفي ولمست جبينها .. لتصل إلي حرارتها : مبيي بيون .. شكلها حرارتج مرتفعة واجد ..

غطت نفسها باللحاف : لا واجد ولا شي .. المهم قولي لي .. شلونج شخبارج ؟ سجلتي بأي جامعة ؟

تبسمت بسعادة : عطوني بعثـة إلى الأردن .. احم .. بدرس طب ..

صرخت بفرح : والله ؟ ألف مليييون مبرووك ..

عبست : توج تباركين ؟ مالت عليج هذا وآنا صديقتج ..

تبسمت : شسوي وقت ما أعلنو وجذي كنت مسافرة .. وبجامعة البحرين ما عطوني رغبتي .. تدرين شنو عاطيني ؟ سياحة .. هذا آخر ما فكرت فيه .. وما اني دارسة سياحة ..

قلت لها : واللحين شنو بتسوين ؟ في وين بتدرسين ؟ وفطوم ؟ شخبارها ؟

لتقول : ما ادري .. قالي محمود بسجلني بـ ama بس ما ادري .. أما فطوم .. عندي لج أخبار لها ..

قلت بسعادة : شنو الأخبار ؟ في وين بتدرس بأمريكا ؟

ضحكت : لا ماما .. طلعت لها بعثة دراسة للكويت .. بس ما رضت .. تقول ما تبي تتغرب .. بتدرس في الجامعة الملكية للبنات .. بس للحين ما استقرت .. محاسبة ولا أزياء ما ادري ديكور ..

قلت بدعوة صادقة : الله يوفقها ..

وما إن حركت فمها لتتكلم .. حتى رن هاتفها بنغمة مسج .. تناولت الهاتف .. وما إن قرأت الرسـالة .. حتى تغيرت معالم وجهها .. أغلقت الهاتف .. ورفعت رأسها لي وعينيها دامعتين : عن اذنج لحـظة ..

استغربت حالها هذا .. فهي نهضت قاصدة الحمام .. وأنا بقيت أفكر .. ما بها بيان ؟ لما تغيرت فجـأة ؟ لما أشعر بأن شيئا ما يحدث لها ولا تظهره .. لتعود .. ووجها ملطخ بالماء : صفوي طلبتج .. قولي تم ..

تبسمت : آمري .. تدللي .. كم بيون عندنا ؟

ضحكت وهي تجلس بجانبي : أنا خاطري من زمان أدرس عن dna وهـ السوالف .. الجـامعة الي انتي بتدرسين فيها فيها دراسة جذي ؟

قلت : اييي اكييد .. أخوي تخصصه جذي ..

تبسمت : زين عجـل .. قولي لي شنو اجراءات التسجيل والسفر والاقامة .. أنا قررت .. بدرس معاج بالأردن ..

فتحت عيناي على وسعهما : نــعم ؟ الدراسة صعبة .. وانتي بيون مو جدية بالدراسة ..

ما زالت محافظة على ابتسامتها : بس اذا الواحد عنده دافع وارادة يسوي الشي الي ما يقدر عليه .. أنا مصرة اني أدرس هنـاك ولا ما بدرس بالجامعة ..

قلت بفرح : زييين والله .. وأخيرا حصت أحـد معاي يونسني ..
==

[ جميل / جاسم ]

حـل الصبـــاح .. عنـــد الســاعة الثـــامنة .. كان صاحبنا مع عـادل قد ترجل من السيارة .. وقلبه يدق بعنف .. يمشي .. ومع كـل خطوة يتقدمها نحـو تـلك الغـرفة .. تـزيد دقــات قلبــه .. ويقــل صبـره .. تضعـف ارادته .. ويزداد خــوفه من هذا اللقاء ..

وصــل نحــو الباب .. تقدمه عادل : جسوم شفيك ؟ مو ناوي تدخل ؟

ابتلع ريقه : لحــظة شوي .. بهدي أعصابي .. وبضبط روحي وبدخـل ..

سمـى اسم الله بداخله .. صلى على الرسول وآله .. وطرق البـــــــــــــاب ..


/

[ أحمد ]


مددت لها كفي بالملعقة : يلله حبيبتي .. كلي هذي بعـد ..

قالت لي : امتلى بطني .. بس حمودي والله شبعت ..

قلت لها بزعل مصطنع : أفــا .. تكسرين بخـاطري ؟

تبسمت : لا .. ما عاش من يكسر خـاطرك .. بس صدقني شبعت ..

وضعت الملعقة في الصحن : براحتج .. بس لا تكلميني .. أنا زعلان ..

ضحكت : طيب شلون أراضيك ؟

قلت وأنا أبتسم : امممم .. ما تلبسين هـ العدسات مرة ثانية لأنها تضر بعيونج .. وبعدين انتي نظرج ضعيف .. ليش ما تلبسين طبية ؟

لتقول : لما رحت بآخذ طبية .. قالي الدكتور لبسي نظارة في البداية أحسن .. لأن نظري واجد ضعيف .. وأنا ما ابي ألبس نظارة .. أصير قبيحة ..

قلت لها : انتي حـلوة بكل شي .. بعدين ليش عدساتج سودان ؟ ليش تخبين لون عيونج ؟ انتي تعرفين إني أموت بلونها السمـاوي ..

نكست رأسها بضيق : من يوم ما رديت بيتنا وأنا ألبس هـ العدسات .. مرت سنتين وأنا ما أخلعهم إلا وقت النوم ..

سألتها باستغراب : ليش عمري ؟

تبسمت بوجـع : لأن كل شي أســود أشوفه من يوم ما عدت معاي ..

احتضنت كفها : بس أنا معاج اللحين .. ولا يمكن أخلييج ..

تنهدت : عمي بصير له يومين وبطلعونه من السجن .. شلون بتبقى معاي وهو للحين فيه الروح ؟

قلت بضيق : عيوني .. لا يمكن أسمح له ولا لأحـد غيره يبعدنا عن بعض .. تأكدي إن أول مكان بتخلين فيه رجولج أول ما بتطلعين من المستشفى هو المحـكمة .. بنملج .. ولا اشرايج ؟

تبسمت .. وقالت : الله يخليك لي ..

لأسمع طرقا على الباب .. التفتا إلى الباب .. ليدخل عـادل : صباح الخير لعصافير الحب ..

ضحكت : هلا عدول .. ما تجـوز عن سواليفك ..

ليقول : نونو .. ( التفت لمنتهى ) منتهـى أنا جايب لي معاج مفاجئة .. غمضي عيونج ..

ضحكنا معا : شنو هي ؟ كيكة ؟

ليقول : لا .. يمكن أحـلى من الكيكة بالنسبة لها ؟

فقالت : شنو ؟

تبسم بغموض : قلت لج غمضي عيونج ..

أغمضت عينيها .. ليقول : ادخـــل جســـوم ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:38 AM   #43


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



استغربت .. أي مفاجئة هذه ؟ لكــن استغرابي زاد .. ونهضت على قدمـاي .. حينما دخـل شابا يقارب عمره العشرين .. يمتــلك ملامح منتهـى .. وله رسمـة العينين ذاتها .. وطبق الأصــل أصبحت عيناه من عينيها .. وهي ترتدي العدستين .. وهمست : من انت ؟!

==

أين سترك الجميل .. أين عفوك الجليل .. أين فرجك القريب .. أين غياثك السريع .. أين رحمتك الواسعة ..

.

،

؟

نهاية الجـزء التــــــاسـع عشــر ..




[ 20 ]

ماذا أقـــول عنك يا هذا ؟!

وكيف لي أن أصف مقــدار حبي إيـــاك ..

فإن قلت أنك الشمس التي ترشدني الطريق ..

غـارت النجـوم ..

وإن قلت بأن ريحــانة قلبي ..

احتجت بقية الأزهـــار ..

فلا يسعني .. إلا أن أقول بأنك كل شيء بالنسبة لي ..

[ منتهـــــى ]

هززت ذراع أحمد : قول له يتقرب .. ما اشوفه من بعيد ..

لم يعرني انتباها .. فهو يتأمل بالرجـل الذي دخـل توا .. وبدخــوله اطرب نبضي .. نهضت من على السرير .. ومشيت نحوه .. أما عيناي فلم تنظرا لشيء غير وجهه الذي لا أحفــظ معــالمه ..

أغمضت عيناي .. فتحتهما ثانيــة .. أحقـا هذا هــو ؟ أم أحـــد يشبهه ؟ لكـــنه قــال " جســوم " يعني .. أخي جــاسم .. أخــي أنا ؟! كيف ؟ أليس راقــدا تحت التراب : جـــاسم ؟

اقترب مني .. احتضن كفــاي .. وعيناه تفيض دمعـا .. ضمني إليه .. أخــذ يبكي بصوت مرتفــع .. يطلب مني السمــاح على ما بذر منه .. كنت أسمــع انتحابه .. أصغي لما يقول .. لكنني لست في وعيي .. أهذا هو أخي ؟ كـلا .. أخي لديه عينان زرقــاوان .. أخــي ليس بهـذا القدر من الحنـــان ..

هزني : منتهـى .. أنــا جـاسم .. أنا حي .. طول هـالسنين وآنا أتنفس .. لكن عمنـا أعلــن خبـر موتي ..

رفعت كفي .. تحسست وجهه .. أدرتها على عينيه الدامعتين .. على خـده الرطب .. أنفــه الطويـل .. ولحيته الخفيفة .. إنــه هــو .. هـذا هــو الذي كـلما نظرت لنفسي في المرآة تذكرته .. هذا هو الذي أجبرت على تغطية عينــاي .. كي لا أحـرق فؤاد أمـي .. إنــه أمـامي .. جــاء إلي بعــد أن تركني .. جــاء يعتذر مني ..

همست له بصوت أجهدته الأيــام : جــاسم ..

لم أشعــر بعدهـا بـشيء .. فقد فقدت وعيي وأنا بين أحضـــان [ أخـــي ]

==

[ محمـــود ]

رفعت رأسي حينما جـاءني عمار وهو يسأل فزعا : شصاير ؟ عسى ما شر ؟

قلت له بضيق : دخلت غرفتها اطمأن عليها اليوم الصبح .. إلا أشـوف حرارتها جهنــم .. جبتها المستشفى واللحين خـالين عليها مغذي .. اتصلت بالشغل باخذ إجـازة .. وما رضو لأن حسين إلي معاي ماخذ إجـازة .. وعلي شغل واجد ..

تبسم لي : لا تشيل هم .. أول ما بخلص المغذي .. بردهـا البيت .. اللحين هي شخبارها ؟

تنهدت : هذي هي .. حرارتها ترتفع وتنزل .. مرة وحـدة مرضت .. وصـار لها 3 أيــام .. ما ادري متى بتصحى ؟

ربت على كتفي : ان شاء الله ما يجي الليل إلا وهي بعافيتها ..

قلت له وأنا أنهض : ان شاء الله .. ( وبحـذر ) عمـار ما أوصيك .. أبي أروح وآنا مطمئن عليها .. حتى لو رمت عليك كلمة مني مناك .. اصبر عليها .. علشاني ..

تبسم : لا تخــاف .. ما باكلها أنا ..

ضحكت بخفة .. ومشيت عنه .. وأنــا أفكــر بحـالها .. وبكــلامها الغــريب ليلة الأمس .. حينما قـالت أنـها تود إخبــاري بشيء مهم اليوم ..

تـــرى هــل هذا الشيء المهم هو سبب تدهـور حـالها ؟!

الهي .. أنت الطبيب .. فشافهـا بشفائك .. وداوهــا من دوائك ..

==

[ بيــــــان ]

فتحت عيناي بإرهـاق شديد .. لا أتذكر كيف مضت ليلة الأمس .. كل الذي أذكـره هو أنه أرسـل لي مسجـا كتب فيه " ما تشوفين شـر .. ليته فيني ولا فيج " .. وبعدهـا .. انقلب حـالي إلى الأســوء .. وتـلك الدموع التي حبستها .. أعلنت ثورتها علي .. وبكيت داخل الحمام .. غسلت وجهي .. وقلت لصفـاء بأني أود السفـر معهـا ..

وما إن خرجت .. حتى بكيت لحيـــن أن اكتفيت .. وصـاحب بكائي ارتـفـاع درجـة حرارتي مرة أخـرى ..

تنهدت بضعف .. ألا يكــف هذا عن اللعب بأقــداري ؟ ألا يكف عن اللعب بمشــاعري ؟ ما يحسبني ؟ ألا أمتلك قلبا يشعـر .. ولم يهـزه أحـد ســواه .. لما يعبث معي ؟ لمــا يقلل احتــرامي لنفسي .. ماذا أنــا ؟ ألا أكتفي بهذا القــدر من الوجـع والآلام ؟ ألا أكتفي من احتســاء الوهـــم .. تبـــا لهـا مشاعري المجنونة ..

جـاءني عمـار .. ووقف عند الجـدار .. ينـظر نحوي بعينان يملأهمـا الخـوف .. كم أشفق عليه .. كم يعــاني فؤاده ؟ وكــم أنــا قـاسيــة .. أستحــق مــا يحـــدث لي ..

قال لي : ليش تصيحين اللحين ؟

قلت له بلسان عجـز عن الكتمان : أحـس روحي بمــوت ..

تبسم : شصاير لج مع أحمـد ؟

أجبته بتعب : مثــل الي صــارلك معـاي ..

سكت ولم يتكلم فأكملت : شفت شلون الله جـازاني ؟

ليقول : بس أنا مو شايـل عليج بقلبي شي ..

قلت له بضعف : كـل الي صـار لي منــك ..

قـال منصدما : أنــا ؟

هززت رأسي بقوة ودمعي يندفع بتلك القوة : ايي .. أنــا كنت متجاهلة .. لكــن انت الي نبهتني .. انت الي خليت هـ الشي في بــالي .. واللحين المفروض تتحمل ..

/

[ عمــــار ]

صدمتنــي .. ماذا تقول هذه ؟ أكـل هذا حصـل بسبب بعض كلمات : أتحمـل شنو ؟

قالت وهي تبكي : تقنـع محمود يخليني أســافر ..

صدمتي هذه المرة كـانت أكبــر : تسافرين ؟ ويـــن ؟

لتقول : بسـافر الأردن .. بكمـل دراستي ..

ضحكت على جنونها : جنيتي انتي ؟ تروحين بروحج ؟ حتى لو قنعت فيه من اليوم لبعد سنة ما بيرضى ..

بكت أكثر : مو بروحي .. صديقتي بتدرس هنـاك ..

اقتربت منها وجلست على طرف السرير عند نهايته : وشنو بتدرسين ؟

قالت : أبي أدرس هندسـة وراثيــة ..

لأقــول : انتي وأخوج بكيفكم .. حـاولي فيه .. ويمكن يرضى .. ( نهضت ) عن اذنج ..

كنت سأخـرج من الغرفـة .. فأنفاسهـا السـريعة تخنقني : لحـظة ..

أدرت وجهي لها : أوامر ثـانية ؟

قالت : أبي كلينيس ..

تبسمت : ان شاء الله .. ما عندج طلب ثاني بعد ؟

صرخت : بس ما ابي شي .. أنا بموت وانت تطنز ..

ضحكت : شتبيني أقول يعني ؟ ان شاء الله عمتي ؟

لتبكي أكثر : عمــار ..

ستقتلني دموعهـا .. لكن جلوسي هنـا يقتلني أكثـر : ما عليه بيون .. تحملي .. ( سكت قليلا ثم أكملت ) دقايق ويكون الكلينس عندج ..
==

[ أحمــــد ]

كنت خـارج الغرفة .. جالسا مـع عـادل .. وغـارقين في الصمت .. أخبرني بقصة أخيهـا .. لكنني منزعج بعض الشيء .. لم تذكـره أبــدا لي طول تـلك السنين .. ربمـا كـان لا يهمها لدرجة أنها تناست أن لديها أخ .. لكــن لقاءهـا به .. وحـرارته هذه .. أكدت لي أن كلاهما يحمل للآخــر معــزة خبأتهـا أقنعـة التجــاهل .. والتظــاهر بعدم الاكتراث ..

/

[ جميـل أو جـــاسم ]

قبلت رأسها : ما عليه حبيبتي .. لا تقولين حتى لأمي انج شفتيني ..

لتقول برفض : لا .. أنا ما برد البيت .. بروح معـاك .. ما اقدر أقعــد في بيتنا دقيقة وحـدة ..

قلت لها : قلت لج شوي شوي .. أنـا أبي أجمـع الوثـائق وكـل شي يدل على صدق كلامي .. وبعدهـا بواجه عمي وأمي والمحـكمة بهم .. اللحين أنا ما عندي شي .. وطـول ذيك السنين ما استفدت بهروبي شي .. اللحين دام شفتج بنصير يد وحـدة .. انتي تحـاولين تدخلين مكتب عمي .. وتجيبين لي كـل المستندات الي عنده .. واذا تلقين بعد مفتاح الخزنة مالته يكون أحسـن ..

قالت لي : ما اقدر جاسم .. أنـا اذا قعدت عندهم بالبيت بيذبحوني .. اقولك دخلتهم السجن ويمكن اليوم أو بكرة بيطلعون ..

قلت لها : تحملي .. جـاملي .. تظـاهري انج ندمانة .. ومثل ما له كم وجه .. صيري مثـله .. اخذي الي تبين .. وبعدين تقدرين تطلعين ..

لتقول : وأمي ؟

قلت بضيق : وهي متى حسستنا ان احنـا ولادهـا ؟ دائما واقفة مع زوجهـا ضدنا ؟ احنـا بنفضحه جدامها .. وبنثبت لها إنه مو كفو تخون أبونـا علشانه .. نبيها تندم .. يمكن بعدهـا تحس باحساس الأم تجـاه عيـالها .. وتعرف إن احنـا الي باقين لها من الدنيــا ..

وكأنها اقتنعب بكلامي .. لكنها قالت : وأحمـد ؟ أخـاف يجبروني آخـذ ذاك الحقيـر ..

تبسمت لها : دامه يبيج بيصبر لين ما تنتهي خطتنا ..

قالت بسرعة : بس أخـاف يصير شي ويفرقنـا عن بعض مرة ثانية ..

ضممتها لي : لا تـخافين .. أنـا موجود .. وما بصير إلا تبينه ..

==

مضــى اسبــوع .. ولم يبقـــى إلا اسبـــوع عن ليلة عقــد قران يعقـوب وفطــوم ..

وفي هذا اليـــوم .. لالا .. لن أخــبركم .. سأتركه يخبركم بنفسه عمـا يجري ...

[ عـــــادل ]

كنت واقفا مع أبو رنـا .. وهـو يهزأني تارة وتــارة أخـرى يوصيني على ابنته .. وأنا .. أمثـل دور العـاشق الذي فرح قلبه بقرب اقتراب لحـظة ارتباطه بهــا شــرعـــا ..

ومـا إن تركني وشأني .. حتى جلست على مقعدي فوق تلك الجلسة الشعبية البسيطة .. وجـــاء الشيخ بعــد ثوان .. كـــان المجلس قد امتلأ من أقاربهـا .. ليس لأن عدد الحـــاضرين كان كبيرا وإنمـا لضيق المكـان .. ربمـا كـان عددهم سبعة إلى ثمانية أشخــاص ..

وكمـا قلت لكم .. جـاء الشيخ .. وقـال لي الصيغة التي يقولونها .. قلتهـا .. وفكاي ترتجفــان .. فقد أقدمت على خطـوة جريئـة .. أشعــر بأنني سأتراجــع بأية لحــظة ..

ولا أعـــلم ما حـدث بعدهـا .. كي يبارك لي الجميـع .. ولم أعرف منهم إلا أبو رنـا وأخــاه .. وجميـل .. أو قل جــاسم ..

ستسألونني .. أيــن أحمــد ؟ أيـــن بشــار ؟ أيـــن أهلك ومعارفك ؟ سأجيبكم بأنني لم أخبــر أحـدا بشيء .. لأنني إن أخبرتهم سيعنفوني .. وسيمنعونني من ما أريــــد فعله ....

وجـــاءت اللحــظة الحــــاسمـة .. فقــد خرج الجميـع .. وستدخــل هي الآن .. ستأتي إلي برجليهـا .. لا يستطيع أحدهــم منعنهـا .. ولا يستطيـع أحــد منعـي ....

/

[ رنـــــا ]

والحمـد لله .. خــرج والدي من المشفى .. وحينما ذهبت له .. قبلت رأسه .. وطلبت منه السمـاح .. عاتبني .. وسألني لمـا أردت الانتقـــام من عـادل .. وعرفت أن لهذا السبب وافق والدي عليه .. كم أنــا فــرحـة .. أشعـــر بأن الحيــــاة بعــــــد ليــــل طويــل .. وعــواصف عنيــفة .. ابتسمت إلي .. وفتحت أبواب السعــادة بطريقي ..

وهـا أنــا الآن .. أهــم بدخــول المجلس .. كي تلتقي عينـــأي المتلهفتــان بعينيه .. كم اشتقت إليك ..

حينمـــا دخــلت المجـلس .. كـــان طـلال جــاسا على أحـد المقــاعـد .. أما معشوقي .. فكـان جالسا على أحـد المقـاعد .. يتنــاول بعضا من المكســرات ..

ومـا إن رآني .. حتــى رفع نظره إليّ .. كم كــــان رائعـا .. ببدلته الرسميه .. والذي جذبني إليه أكثـر تلك الوردة الحمراء .. المعلقة بجيب ستــرته ..

تقــدم نحــوي .. ونكســت رأسي خجــلا .. أشعـــر بأنني أحتــرق من نظــراته .. لم أعتـــد أن يراني هكذا بكـــل زينتي ..

\

[ عـــادل ]

بلحـظة طيش .. قررت التــراجـع عن كــل مخططاتي .. بلحــظة تهـور .. قررت ظمهـــا إلي .. وأن أتنـــاسى ما فعلته بي .. قررت أن أختلق لهــا ألف عذر وعــذر .. فقـــد أسرتني .. بعينيهـــا .. وعذبت فؤادي .. بطلتهـــا الرائـعة ..

تقدمت نحوهــا .. وأنــا لا أنظــر لشيء سواهــا .. فنكست رأسهـا .. وصلت نحـوهـا .. رفعت وجهها .. أجبرتهـا على النظـر إلى عيني ..

ومــا إن تبادلنـــا النظــر .. مــا إن رسمت تلك البسمة الخجلة التي أعشهــا .. اطرب نبضي .. أود صفعهــا .. أود تعجيــل العقــوبة .. لكنـني لا أستطيــع .. لا أستطيــع تأذيتها .. لا أستطيـــع أن أجــرح قلبهـا الذي جرحني بالصميم ..

بقيت محتـارا .. لم ترمش عينـــاي .. فقط .. أتأملهــا .. أشبــع غرور قلبي .. ومضــت دقائق .. وأنــا على هذا الحـال .. لحين أن همست : عــادل ؟ شفيــك ؟

صوتهـا .. أعــادني للواقــع .. الواقـــع الذي يفــرض علي أن أضـع حـــدا لهـذا التحيـــر .. إمـــا أفــرغ شحناتي الآن .. أو أتنـــاسى كل مـا حصـل .. وأعــود عــادلا .. كما تضن هي ..

واتخذت قراري : شتتوقعين بصير فيني ؟

قالت باستغراب : ما ادري .. بس احسك مو طبيعي ..

قلت بضيق : اكيد مو طبيعي .. ليش انتي اللحين بطبيعتج ؟ ولا لابسة قنــاع ثاني ؟

لتقول : أي قنــاع ؟ عـادل صاير شي ؟

ضحكت بقهر : يا مســرع نسيتي .. أكييد الظـــالم ينــام ولا عليه .. لكن المظـلوم هو الي تظل عيونه مفتحة ويدعي على الي ظالمه ..

فقالت : أي ظـالم ؟ وأي مظلـوم ؟ انت عن شنو تتكلم ؟

قلت لها : عن شنــو ؟ عنــا احنـا الاثنين .. ( كنت سأعاتبهـا .. لكن لا أعـلم من أين أتت هذه القسوة ) انتي ..

قالت : أنـا شنو ؟

لن أتراجـــع .. لن أفكــر بما سأقــوله .. سأفـرغ كــل شيء وسأنسحب : انتي طـــالق ..

لم تجبني .. لم أرى الصدمة على وجهها .. رأيتهـا هادئة .. ساكته .. ربمــا تستوعب ما قلته : لا تتوقعين إني أخذتج علشانج .. أخذتج علشان أخليج طول عمرج تحملين لقب مطلقة .. أبيج تحسيين بلي أحس فيه .. مع إني أشك إن عندج قلب واحساس ..

لم تتحرك .. لم تنكس نظرهـا عني .. لم تتفوه بشيء .. أثــارت غضبي بهذا البرود فأكملت : شفيج بلعتي اللسانج ؟ روحي لجميل خـل ينفعج .. ولا علمج .. تـراه مو ولــد عمج .. اسمـه جـاسم .. ( وبوجع قلت ) وحتى لو كـان يحبج .. ما راح يحبج مثلي .. أصلا ما يباج .. لأن يقولون كمـــا تدين تدان .. ومثل ما لعبتين معاي لعبتج الوسخـة .. يارب يلعبها معاج ..

حركت ساقي كي أبتعــد .. أشعـر بأنني سأنفجــر .. أشعـر بأنني سأذهب لها .. أعتذر عن كـل ما قلته .. أقبلها وأضمها إلي .. لكن .. لم يحــصل كل هذا .. ولم أخــرج لأنهـا همست : خلصت كلامك ؟

قلت لها بغضب : لا .. ضل شي ما قلته لج .. تأكدي كثــر ما حبيتج بكــرهج ..

لتقول بصوت يكـاد ينسمع : الله يســـامحك ..

تجمدت أطرافي .. أود المغـادرة .. لكــن نبرتهـا التي تحمـل كثيـرا من الغصـة جعلتني أعيــد التفكيــر بمـا قلته .. أعيــد التفكــير بمــا جـــرى .. لتهـم هي بالخـروج .. لكنني أحطت بذراعي ظهرها .. وشددتها نحوي .. ضممتها من الخلف .. وقلت لهـا بصوت مهزوز : ليش سويتي فيني جذي ؟ ليش خليتيني أجرد من الرحمـة وأسوي الي سويته ؟ حـرام عليج رنـا ..

حررت نفسهـا مني .. ومشت ناحية الباب .. وأنـا جلست فوق الطـاولة .. أبكي .. أجــل .. لا أعــلم لمــا بكيت .. لكنني في النهـــاية بكيت .. ولم أتوقف عن البكــاء إلى حينمـا رأيت المكـــان خــاليا منها ومن عبقها .. ومن أنفــــاسهــــا ..
==







[ منتهــــى ]

قبلت رأسه وأنا أتقزز : سامحتني ؟

تبسم باستغراب : منتهـى ؟ هذي انتي منتهى الي أعرفها ؟

أود أن أتفل على وجهه لكن سأحتمل : لا .. منتهى الي تعرفهـا ماتت .. أنـا فهمت إني مالي غيركم .. وانت عمي وبمثابة أبوي الله يرحمه .. والي سويته معاك خطأ .. مهما سويت فيني لازم ما ارفع صوتي عليك ولا ادخلك السجن .. لأن لازم تصير مشاكل بين الأب وبنته ..

كــادت عيناه تخرجـان من مكانهما من فرط الدهشة : حبيبتي والله .. هذي انتي شحلاتج .. تعالي لحضني ..

ضمني إليه .. أكــاد أتقيأ .. فبــعد لقائي بجـاسم .. كرهته أكثــر .. ابتعدت عنه .. واتحهت نحو والدتي .. ضمتني إليها .. وأخذت تمسح على شعري وتقـــول كمـا تقول أي أم .. لكنني لا اشعــر كمـا تشعر أي ابنته بحضن والدتهـا .. أشعـر بالغثيـان لا بالسعـــادة والــراحـة والأمــــان ..

ونهضت بضيق من تلك الجلسة المقرفة .. اتجهت نحـو حديقة المنــزل .. واتصلت بأحمــد .. وقضيت ســـاعة ونصف بالحديــث معــــه ..

==

[ محمـــود ]

انت جنيت ؟ تبيني أرضى أخلي اختي تدرس بروحهـا بالغربة ؟

فقال لي : لا .. انت الي جنيت ؟ ليش مو راضي تفهم إنها ما بتكون بروحهـا .. قالت لك صديقتها بتروح معـاها .. وبعدين بالأردن ألف طـالب بحريني .. يعني مو بروحهـا .. والبلد مسلمة .. يعني أمــان .. وهي بتسكن بسكن طالبات .. ولا تنسى إنهـا رايحة تدرس مو سيــاحة ..

قلت له وأنـــا أفتح باب غرفة عمـار بغيض : لا يعني لا .. لو كـان أبوي عايش الله يرحمه ما عليه .. بس دامها أمـانة عندي .. مستحيــل .. أنا شدراني شيصير لها هنــاك ؟ هني وهي تحت عيني وأنا أخـاف عليهـا .. تبيني أطمأن وهي بعيدة عني ؟

ليقول : محمـود هذا مستقبلها .. المفروض تساعدها وتوقف بصفهـا مو توقف عثرة بطريقهـا ..

أفقدني صوابي : اللحين أنا عثــرة بطريقهـا ؟ لأني أخـاف عليها صرت عثـرة ؟

قاطعني وهو ينهض ويغلق الباب : أنا آسف .. ما أقصد .. بس لو كنت مكانها .. تبي تدرس وترفع راس أهلك وهم مو عاطينك الفرصة ..

قلت له : وما بترفع راسنا إلا إذا سافرت ؟ وجـامعات البحرين شفيهم ؟ قالت ما عطوهـا الي تبي بجامعة البحرين قلت لها بسجبها بـ ama أو أي جـامعة تبي .. لكن انهـا تروح هنــاك .. لا ..

فقال : انت هدي أعصابك .. وصل على النبي ..

جلست على السرير : اللهم صل على محمد وآل محمـد ..

جلس بجانبي : أول ما قالت لي إنهـا تبي تدرس بره .. أنا قمت أضحك عليها .. توقعتها تمزح ولا تستهبل .. ولما شفتهـا مصرة استغربت .. بيـان مو من النــوع الي يهتم بدراسته .. أو تكون الدراسة أهم شي بالنسبة لها .. وهي تعرف هـ الشي .. سألتهـا ليش انتي مصرة ؟ قــالت لي إنهـا من زمـان خـاطرهـا تدرس هندسة وراثية .. بس دخلت تجـاري لأنها ماتحب تدرس .. لكن لما ما عطوهـا الي كانت تبيه محـاسبة ما ادري شنو .. وقالت لها صديقتها انها بتدرس طب في الأردن جت في بالها فكرة انها تدرس معاها .. انت تعرف إن بالبحرين ما عندنا هـ التخصص .. ولو بتقول لها تدرس طب بشري ما في إلا بجـامعة الخليــج .. صحيح إن يبي لهـا مصاريف واجد .. بس انت فكــر .. لو كــان أبوك حي الله يرحمه .. وبيدري إن رغبة بنته تكون دكتورة .. ما بحققها لها ؟ صحيح بعارض بالبداية لأن يألمه فراقها .. لكنه بيقبل لأن يعرف إن سعادتها بهـ الشي ..

سكت قليلا .. وأخـذت أفكــر بكلامه .. لحين أن قــال : محمود أنـا ما أجبرك إنك توافق ولا لا .. انت ولي أمرهـا .. ورايك هو الي بيمشي عليها .. أنـا ما ألومك إنك ترفض .. لأني يمكن لو كنت مكانك بتخـذ مثل القرار .. بس تخيـلهـا بالمستشفى .. تخـدم مجتمعهـا .. تخـدم أهـل ديرتهـا .. وتكـون دكتورة الكـل يعرفهـا .. بقولون بنت منو هذي ؟ موب هي تحمل اسم أبوهـا ؟ ما بتحس بالفخـر وان اختك تقدم أكبر خدمة انسانية ؟ محمود لا تنـظر للمستقبل القريب .. إنهـا بتتغرب عنكم كم سنـة .. شوف الي بصير بعدين .. بـعد ما تحصـل الشهـادة .. بعـــد ما تتوظف .. ويكون لها مركزهـا واسمهـا ..

بعــد أن قـال كـل ما عنده .. غـادر الغرفة .. وتركني غــارق بدوامة من الصـراع بيــن قلبي وعقلي .. محتــــار أنـــا .. ماذا أقـــول ؟ لمـــا علي أن أقرر .. وأحـــــزم الأمـــــر ؟!

==

[ فطـــوم ]

كانت أمي وأخـواتي وخالتاي وبناتهم كلهم متجمعـون .. فلــم يبقى شيء عــلى ليلة العقـــد .. وها نحن نعلق الزينة .. نرتب سفــرة العجــم .. وبيــــان وجهــاد وعهـود يغلفون الحـلوى بجـلادة شفـافة .. وكثيـر من الأعمـال " خخخ "

أغلقت هاتفي بعـد أن تحدثت ليعقوب ربع ســاعة .. واتجهـت نحو بيـان التي بدأت برمي النغـزات علي .. وبينما كنا نضحك .. جـاء عمـار .. وأخــذ يسخـر هو الآخـر .. وجلس بجـانبنــا .. ثم همس لبيـان شيئا ..

/

[ ضيـــــاء ]

كنت أراقبها منذ أن حطت قدماها أرض الدار .. أود خنقهــا بيداي هاتين .. كم أكرهها .. وأحتقــر حركاتها التي تحـاول اقناعي بأنها عفوية .. وهـاهو عمـار أتى وجلس بجانبها .. الـ ..... ألا تستحي ؟ أحقـا لم تتأثر بمـا قلته لها ؟ ألا تشعــر هذه الفتــــاة ؟!

كـــانـا يتبادلان الحديث .. حينمـــا نهضت واتجهت ناحيتهم .. وقلت لها من طرف أنفي : وانتي ما تشبعين من الهذرة ؟ اذا ما تبين تساعدينا .. لمي أغراضج وذلفي بيتكم .. غثيتينا مع هـ الصوت ..

رفعت نظرهـا إلي .. رمقتني بنظرات احتقـار .. ولم تتفوه بحـرف .. لحين أن قـال عمـار : عن الغلط .. اللحين هي كافة خيرها وشرها عنج .. وشلج بهـا ؟

ارتفع ضغطي : وانت ليش قاعد معاها ؟ فاضي ؟ ما عندك شي تسويه ؟ روح اشتر ليتات الي بنعلقهم على البيت نسينا نشتريهم ..

ليقول : والله بقعـد ما بقعـد هذا مو شغلج .. وبعدين تراج مصختيها .. شهـ القلب الي عندج ؟ ممتلي حقـد ؟ بيضي قلبج أحسن لج .. ترى في النهـاية بتندمين ..

أثــارني حديثه .. فقد ابتسمت تلك التافهة شماته : وجابت راسك ؟ قدرت تقلبك علينا ؟ خلهــا تنفعك .. مالت عليك .. وعليهـا الخمـة ..

/

[ بيــــان ]

كـان سيمد يده عليها .. لكنني قلت له : عمـار لا .. لا ترد عليها .. ولا تنــزل لمستواها ..

قال لي : لازم نوقفها عند حدها .. لمتى بتظل جذي تهينج وتسكتين ؟

لتقول تلك الحرباء : ليش يعورك قلبك على الحبيبـة ؟

صرخ عليها : جب .. لمي ثمج وثمني كلامج ..

فانتبه الجميــع لصراخـه .. ولت عنـــا .. وتركتنــا بعـد أن سألت خالتي : شصاير ؟ ليش ترفع صوتك على اختك ؟

قال لها بضيق : انتي تعرفيـــن ليش ..

سكت الجميـع .. وتوجهت نحوي الأنــظار .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني .. وفرحتي بالذي قـــاله لي عمـار بأن محمود يبدو أنه اقتنــع تلاشت .. نهضت من مكاني بعد أن تركت الذي بيدي .. ومشيت مغـادرة .. لكن صوب محمود خلفي .. جعلني أتوقف .. وجـاءني وهو مبتسم بألم .. ضمني إليه .. وقـــال : أتمنــى يكون لهـ السفر حسنة وحــدة .. وهي انج تعتمدين على نفسج .. وتتقربين من ربج .. ويكون هو الوحيـــد الي تلجأين له إذا حسيتي بخوف .. علشان تتغلبين على خوفج .. وتردين بيـــــان الي نعـرفهـــا ..

أأفهم من كلامه أنه رضي بسفري .. كم أحبه أخي : يعني رضيت ؟

ما زال محافظا على ابتسامته : وأنا أقدر أقولج لا ؟

ارتميت بحضنه .. قبلت وجهه ورأسه : مشكور مشكور .. الله يخلييك يا احسن أخ بالدنيا ..

ضحك : بس عاد ذبحتيني .. ( همس لي ) اللحين لا تفتحين لأمي الموضوع .. أنا بكلمها .. وبقنعها اوكي ؟

هززت رأسي بفرحة : اوكي اوكي ..

ثم سألني : رادة البيت ؟

قلت له : كنت .. متهاوشة مع الغثـة ضياء .. بس اللحين برد أرجـع ..

ضحك : طيب .. اذا تبون تردون البيت اتصلي فيني .. أنا بروح لأحمد وبجي ..

تبسمت بضيق : اوكي ..

==







[ يعقـــوب ]

مددت لها بقائمة الطعـــام .. انتظرهــا تختار شيئا .. وأنا أتأمل بملامحهــا التي أحفظها عن ظهر قلب .. رفعت رأسها لي .. وهي تبتسم بخجل .. سألتها : اخترتي ؟

هزت رأسها وقالت لي ما تريد .. ناديت النادل .. وطلبت منه إحظار الطعـام .. واللتفت لها : مستانسة حبيبتي ؟

تبسمت : ايي ..

أسندت بكفي وجهي ونظرت نحوها : أي كثـر ؟

ضحكت ضحكتها الهادئة : كثرك ..

تبسمت : يعني انتي تدرين أي كثر أنا مستانس ؟

قالت : ايي ..

سألتها : أي كثر ؟

ضحكت : كثري ..

ضحكت أنا : يعني انتي ما تدرين .. انزين قولي لي .. شنو شعورج ؟

تبسمت بخجل : أي شعور ؟

قلت لها : لا تستهبلين .. قولي لي .. شنو شعورج اتجاهي ..

نكست رأسها .. أشك أنها ستبكي .. فنهضت من مقعدي .. وجلست بجوارها .. سألتها : ما جاوبتيني ..

فقالت : انت تعرف ..

فقلت : أعرف ؟ ( تبسمت بشيطانية ) أعرف اني أحبج .. وشعوري ما ينوصف ..

توردت خديها .. ولم تقل شيئا .. قلت لها برجـاء : فطومتي .. لمتى بتستحين مني ؟ آنا خطيبج .. وحبيبج ..

قالت بخجل : وأنا بعد شعوري ما ينوصف ..

قلت لها : لا تقلديني .. قولي لي تكفييين ..

ضحكت : شنو أقول ؟

تبسمت ابتسامة واسعة : أحبــك ..

ستبكي من فرط الحياء : ما اعرف ..

ضحكت : بعلمج .. أول شي .. قولي أ ..

ضحكت : أ ..

أكملت : ك ..

قالت خلفي وهي ما تزال تضحك : ك ..

ضحكت : أحبك ..

همست بخجل : أحبك ..

شعرت بأن روحي تطير بالسماء : عيديها ..

قالت : ليش ؟

غمزت لها : علشان ما تنسينها ..

ضحكت : أحبــك ..

سأرقص فرحـا : فديت الي بسرعة تتعلم .. أنا كنت أحبج .. بس اللحين .. صرت أعشقــج ..

==

وأشرقت الشمس مرة أخـرى .. معلنة قدوم يوم جديد وفــرصـة جديدة .. كي يصلح النــاس أحـوالهم .. ويطهروا أفئدتهم من ما يدنسهـا ..

وهـاهي منتهـى .. تبحث عن مفتـاح مكتب عمهـا .. وقلبها يدق بسرعة جنونية .. تنظر إلى الساعة التي تطوق معصمها بين فترة وفتـرة .. تسلي نفسها بذكر الله .. محـال أن تسمح للخوف أن يعطل مخططاتها هي وأخـاها ..

/

وبنفس الوقت بمكان آخـر .. خرجت بيان من المستشفى وابتسامة كبيرة عالقة على فمها .. وكيف لا تبتسم ؟ وهاهي استلمت توا نتائج التحاليل .. وانهت كافة الإجراءات الازمة لسفرهـا .. بعـد قبـول والدتها .. وسعـادتها بطموح ابنتها التي لم تتوقعـــه ..

وبقي فؤاد بيـان منشغـلا لسبب واحـد .. وهو كيف تخـبر فطوم بأمر سفرها ؟ فكل شيء حـدث سريعا .. ولم يعلم أحـد بالأمر غير والدتها وأخويهـا .. وابن خالتها عمــار ..

محتــارة .. تخشى اخبارها وتزعـل .. فقد تعاهدتا أن تعيشا أيامهما معـا .. وتوكــلت على الله .. ستخبرهـا غـدا .. فالليلة هي ليلة حفـلة خطوبة فطوم ..

==

سـرعـان ما ولت الشمس .. وانتشرت الظلمـة بالمكان .. وهـاهي القـاعة قـد امتلأت بالنسوة والفتيات .. وأصوات ضجيج الـ دي جي .. تصم الآذان .. فالنذهب لتـــلك الطـاولة .. التي تجلس حولها صديقات فطوم ..

شربت دعـاء شربة من العصير وهي تضحك : احـم .. ما قلت لكم ؟

قالت صفـاء : شنـو ؟

قالت دعاء : سبرايــــز ..

لتقول رنـا : كأني عرفت ..

قالت دعاء : أكيييد قالج .. أصلا أنا ما اكلمج .. لا تطالعيني ..

ضحكت بيان : عرفت .. أكيد سالفة مرت أبوج القديمة ..

فقالت بنقمة : انتييي ليش قلتين ؟

ففتحت عينيها صفاء بدهشة : أخـذ أبوج الرابعة ؟

ضحكت : ايييوة .. من زمان .. بس مو هاذية المفاجئة ..

ضحكت رنا : المفاجئة إن في بطنها نونو ..

لم تستطع بيان وصفـاء أن تتوقفا عن الضحك .. وقالت : تدرين صفوي من العروس ؟

قالت صفاء وهي تكتم ضحكاتها : من ؟

لتقول بيان : تعرفينها .. وكلنا نكرها ..

لتقول : حمستوني .. من ؟

غمزت رنا : معلمة بمدرستنا ..

تحمست : من ؟ قووولو لي ؟

لتقول دعـاء : أبــــلة ســـارة ..

انفجرن بالضحك .. وقالت صفاء : من صدقها هاي ؟ ومن وين شافها أبوج ؟ لا يكون كان مارج بالغلط وأعجب بها ..

ضحكن أكثر لتقول رنا : قالت لكم من وين لقت ابوج ولة لا ؟

لتقول : سألنها وكـل تقول سـر ..

لتقول بيان : دعووي .. ليش ما تجيبينها لنا نتوحـد بها ونأدبها .. الحقيرة الي سوته فيني لا يمكن أنساه ..

لتقول دعاء : جي احنا مقصرين ؟ أنا وأميرة وعدول مو خالينها في حالها .. وهي عن يازعم تترفع تخلي بالها وبال يهـال ..

لتقول صفاء : ايي على طـاري عـادل اخوج .. ( أدارت بصرها لرنـا ) انتي ليش ما قلتي لي انج انخطبتي ؟ ولة تعزمين ناس وناس ..

فالتفت لها دعاء بقهر : أقولج أنا زعلانة منها ما اكلمها لا هي ولا ذاك اللوح الي بالبيت .. تصوري حتى آنا .. العمة ما ادري ..

لتقول رنا بضيق : شتبوني أقول ؟ أخوج قال لا نعزم أحـد .. وما جو إلا ناس قليلين .. تاليها طلع مخطط .. ما يبي فضايح ..

استغربتا كلامها وانزعاجها .. لتقول صفاء : ما فاهمة عليج ؟ شالي صاير ؟

قالت بنفس الضيق : خلوها على ربكم .. بس لا تكلموني عنه .. أنا ودي اليوم قبل باجر أطلق وأرتاح من هـ العذاب ..

سكتا وهما تكتمان الدهشة والاستغراب .. فقد لمحتا الدموع بعينيها .. لتقول بيان : عندي لكم خبر بمليون ..

التفت الجميع لها : شنو ؟

وقالت صفاء : تعيس ولة سعيد ؟

ضحكت : نص نص ..

تبسمت رنا : كأني عرفته ..

لتقول دعاء : ما يصير بيون .. تقولين الأخبار لناس وناس ..

لتقول : والله محد قالكم ليلة ملجة فطوم ما تجون .. بس رنا الي جت وقلت لها السالفة ..

فقالت رنا : احم احم .. أنا راعية واجب ..

رمت صفاء علبة المحارم الورقية عليها : أقول انجبي لا ترفعين ضغطي .. شنو السالفة ؟

تبسمت بيان : السالفة وما فيها .. ( أرادت احراق أعصابهن فأشارت لصفاء ) تخصج انتي ..

استغربت صفاء : تخصني أني ؟ ليش أخوج محمود خطبني ؟

ضحك الجميع .. ورمقتها دعاء : هيي انتي .. أخوهـا محجوز لي ..

ضحكت بيان : ويييينك يا محمود .. فدييتني عندي أخو يتهاوشون عليه لووول ..

لتقول صفاء : مالت عليج ( وأشارت لدعاء ) وعليها .. أنا انسانة مكافحة لا أفكر إلا بدراستي ..

لتقول رنا : عدااال على الدراسة .. مشكل .. نسينا أيـــام قبل ..

احمرت وجنتاها : انتييي هيي .. لازم تنبشيين بالأوراق ..

تحمست دعاء : أي أوراق ؟ تكلمي رنووي شمسوية هـ الخبلة من ورانا ؟

لتقول صفاء : رنا والله ان تكلمتي صفعتج بالبيبسي ..

فقالت بيان : ما عليج منها .. كلنا بنصد الضربة .. يلله تكلمي ..

تبسمت رنا : احم .. شفتي من قدي ؟ كلهم بصيرون حراس مرمى ..

ضحك الجميع .. وقالت صفاء : دامكم مصريين .. السالفة وما فيها إني معجبة ..

قاطعتها بيان : اوووه اووه .. من هذا تعيس ( ضحكت عندما رأت نظراتها النارية ) سوري سوري .. سعيد الحظ صفوي معجبة به ؟

لتقول رنا وهي تضحك : ولــــــــد العم ..

احمرت وجنتا صفاء : مالت عليييج يالسبالة .. اللحين وش يخلصنا من معاير هذي ..

فقالت بيان : اللحين عاد انتي تستحين ؟ وطايحة لنا اعجاب في ( اللتفت لرنا ) شنو اسمه ؟

غمزت رنا : بشــــار ..

صفقت دعاء : واووو .. اسمه حلو .. أبي أشوفه ..

رمقتها صفاء : انتي خلج بالمحمود مالج .. وخلي بشاري لي ..

ضحك الجميع واللتفت صفاء لبيان : يعني انتي تبين تقنعينا ان ما وراج سوالف ؟

فتحت عينيها أي بيان بذعر : اللحين آنا شدخلني ؟

لتقول : شدخلج ها ؟ ما بتقولين لي من الي كان مطرش لج مسج ذاك اليوم علشان تروحين الحمام وتموتين من الصياح ؟

تغيرت ملامح بيان .. وأدارت دعاء ورنا وجيهما باهتمام : شنو السالفة ؟

تبسمت صفاء بشماتة : يلله .. مثل ما ورطينا دافعي عن روحج ..

استطاعت عدم اظهـار انفعالاتها كما تفعل دائما وضحكت : الي كان مطرش المسج عـمار أخو فطوم .. واذا بتقولون إن بينا سالفة .. بقولج لا .. انتو تعرفون إنا اثنينا نكره بعض .. وكنا وقتها مسوين صلح إن نعامل بعض اوكي .. بس اخته إلا هي خت فطوم تكرهني وهي سبب الي يصير .. قامت سوت مشكلة جديدة ولما طرش لي مسج قمت أصيح .. بس هذا كل الموضوع ..

لتقول دعاء بفضول : ورينا المسج علشان نصدقج ..

تبسمت ابتسامة واسعة : بشرط .. اذا وريتكم اياه ما اقولكم السالفة الخطيرة الي تعرفها رنا ..

فضحكت رنا على بيان و قالت صفاء : أنا مصدقتج .. قولي لي الشي الي يخصني ..

تبسمت : تذكرين ذاك اليوم الي جيتي بيتنا وقلتي لي انج بتدرسين بالأردن وقلت لج بجي معاج ؟

تبسمت : اييي .. ( ثم سكتت قليلا وصرخت ) لا يكون ..

ضحكت : ايييي .. بيتنا وافقو .. بسافر وياج أدرس ..

نهضت من مكانها ونهضت وضمت بيان : فديييتج .. فديييتج .. تسلمي والله .. احبج .. ههههههاي ..

ضحك الجميع .. وقالت دعاء : بس هـذا الخبر مؤسف .. لأن أحمد قال انج بتدرسين معاي في ama وفرحت .. اللحين خسارة بكون بروحي ..

تبسمت رنا : ما بتصيرين بروحج .. أنا بدرس بـ ama ..

فرحت : يااااي وناسة .. مرت أخوي بتدرس معاي ..

زفرت بضيق : لا تخليني أغير رايي ..

ضحكت : خلاص .. لا لا .. تكفييين .. ما بجيييب طاريه مرة ثانية ..
==










[ فطــــوم ]

كـانت دقات قلبي تدق بمقدار ليس لحدود .. ماذا أصف لكم ؟ عن ماذا أخبركم ؟ هل عن السـعـادة التي اجتاحت قلبي منذ ذلك اليوم الذي صرح لي بحبه ؟ أم بالخوف والخجل الذي أشعر به .. وأنا أسيــر الآن في القــاعة .. وأبي ممسك بذراعي .. يأخذني إليـــه ..

صحيح أنني خائفة من تلك الأعيــن التي تنظر نحوي .. لكنني بذات الوقت .. أشعــر بأنني سأرقص من فرط الفرح .. فكم هو رائع هذا الشعـور .. عندما تتحقق أحـد أحلامك .. وأيهـا ؟ أولهـا .. أقدسهــا .. وهو ارتباطي بمن خلقت لكي أتنفس هـــواه ..

كــل الخـوف الذي أشعــر به .. تــلاشى .. حينما اتضحت لي ملامحه .. وتعلقت عيناي بعينيه .. وهو يقف عند المسرح .. ينتظر وصولي إليه .. ضغطت على ذراع والدي .. وابتسامة يصعب تفسيرها ملتصقة بفمي .. وأنا أسمـــع .. قصيــدا بصـــوته أزف به إليـــه ..

وصلت أخيرا .. ووقفت أمامه .. بصعوبة .. رفع عينيه عني .. وقبل رأس والدي .. ثم التفت لي .. توقعت أنه سيقبل رأسي .. لكنني لم أتوقع .. أن يضمني .. أمـــام كــل هذه النـــاس ..

ضمني إليــه .. لتتجمع الدموع بعيني .. لا تستغربوا .. فالموقف أصعب من أن يحتمله قلبي .. فقد شعرت بأحاسيس مختــلفة .. علمت أن للأمــان طعم آخـر وأنا بين أحضــانه ..

ابتعـد عني .. وأصوات النـاس وتصفيقهم لا يصل إلى سمعي .. فأنا محـلقة .. بجنة عشقه .. منصهرة .. كجليد بنيران الهـــوى ..

همست له بعيـــدا عن الخجــل : أحبــــــــك ..

==

وانقضـت تلك الليلـة على خيــر .. وبقيت ملامحهـا لا تفارق الذاكرة أبـدا .. وها هو اليوم التـالي قـد أقبل .. وكما افتتحنا الأمس بمنتهـى .. سنفتحه اليوم أيضــا بهـا ..

فقد دست الملفات تحت ملابسها .. بعد أن نسختها بالطابعة الموجودة بالمكتب .. أقفلت المكتب بذعر .. وضعت المفتاح أسفل السجـادة حيثما عثرت عليه .. وركضت نحو غرفتها .. أقفلت الباب .. وضعت الملفات على السرير .. واتصلت بجاسم .. بشرته بالبشرى .. بدلت ملابسها .. وضعت الملفات بحقيبتها


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:39 AM   #44


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



.. وخرجت من المنـزل للقاءه ..

ناولته الملفات : أعجبك ؟

تبسم : تسلمي والله .. الليلة بشوفهم .. وان شاء الله باجر موعدنا بنروح المحكمة ..

فقالت : بس انت وعدتني وعـد ..

تبسم : وانا عند وعدي لج .. اتصلي بأحمد وقولي له موعدنا باجر .. أول شي تملجون .. وبعدين نخلص سالفة عمي ..

احتضنت كفيه : مشكوور ..

ابتسم ثانية : لا تتوقعين لو كان مو اوكيه بخليج تاحذينه .. أنا ما أحب هـ السوالف .. بس لأني عارف ان محد علمج إن هـ الشي خطأ ..

نكست رأسها : بس أحمد ..

قاطعتها : أحمد ما ينعاب .. عجبني اختيارج .. بس توقعي لو كان واحد لعاب .. شنو بكون مصيرج وقتها ؟

تبسمت : معاك حق .. بس يلله الي صار صار ..

هز رأسه وهو يقلب بالملفات .. لتتغير ملامحه : منتهى .. هذا الملف انتي جايبة الأصل مو النسخة ..

فتحت عينيها بذعر : شنو ؟

قال بخوف : لازم تردينه .. وتجيبين النسخة .. ترى اذا درى عمي بنروح فيها ملح ..

ابتعلت ريقها : شنو بسوي يعني ؟ شلون بيدري اني الي أخذت الملف ؟

ليقول : يالغبية بيشتكي عند الشرطة .. بيرفعون البصمات .. وبيدرون انج الي أخذتيه ..

لتقول : بس أكييد بيدري دام احنا بنشتكي عليه بالمحكمة ..

فقال لها : وتضنين بس بنشتكي مباشرة بحققون معاه ؟ حبيبتي .. أول شي بيدرسون القضية .. وبعدين بنادونه وبتصير جلسات .. وبعدين يصدر الحكم ..

فقالت : وطول هـ الفترة أبقى معاه ؟

فقال : مو وقتها بيدري اني حي .. وبتكونين معاي .. بس اللحين لازم تردين الملف .. ترى هو علام أذكر كان كل يوم قبل ما ينام يفتش بمكتبه كل الملفات والمستندات ..

فقالت : ما ادري .. انا ما اتقرب من المكتب ولا ادري متى يدخل ..

مد لها ذراعه بالملف : عموما انتي لازم اللحين تردينه مكانه .. وتاخذين النسخة .. أكيد هو اللحين بالشركة صح ؟

رمقت ساعتها : ايي .. ما يرد إلا 3 الضهر ..

قال لها : يلله ردي البيت .. وسرعي .. وخلج حذرة ..

نهضت : اوكي ..

قال بخوف : طمنيني وش صار معاج ...

تبسمت : لا تخاف .. اختك قدهـا ..

==

لكــن .. الذي لا ترفعه منتهـى .. أن هنـاك من دخـل المكتب .. فقـد احتـاج لبعض الأوراق .. ولعب القدر لعبته .. كـانت الأوراق التي يحتاجها .. في ذلك الملف .. تناوله .. وهو يتصفحه .. استغرب أنه النسخـة وليس الأصل .. منذ متى والعم أبو جاسم ينسخ ملفاته ؟ اتصل به .. وأتى العم منصدما غاضبا .. وبقي الاثنان متحيران .. وهــا هي منتهى .. تسوقها قدماها حيث المكتب .. لم تنتبه للأصوات بالداخل .. فصوت دقات قلبها صمّت أذناها .. رفعت السجـادة تبحث عن المفتاح .. ولم تجده مكانه .. ضغطت زر الاتصال لجاسم .. وهي ما تزال تبحث عنه ..

وذب الرعب بقلبها حينما سمعت صوتا خلفها : عن شنو تدورين ؟!

==

يا من إذا سأله عبده أعطـاه .. وإذا أمل ما عنده بلغه منـاه .. وإذا أقبل عليه قربه وأدنـاه

،

.

؟

نهـاية الجـزء العشـرون ..








[ 21 ]

وهاهي أجنحة الموت .. تحلق فوق رأسي مجددا ..

أرفع رأسي .. أرجو ملك الموت الإسـراع بقبض روحي إلى الملكوت ..

لكنه يرفض .. يمــاطل .. ويقول : لم يحن الوقت بعـد !

أيعني أنه كتب لي عمـر آخـر ؟!

شقـــاء آخـر ؟!

إلهي .. أخرجني من هذه الدنيـــا ..

أنت تعلم أنني لا أطيق صبـرا ..

فبعـــد أن فقدت أمــلي ..

وسلمت نفسي إلى الجـلاد لشنقي ..

وربط حبــال الموت على رقبتي ..

أخمـد أنفاسي يا ربي ..

لا تدعني أواصل المسيــر ..

ببقايا أشـلاء أنثـى .. مزقهـــا القدر !

[ بيــــان ]

وصلنا توا مجمع المارينا .. وقصدنا سبلاش .. كنت أختار لي ملابس وأنا أشعر بضيق .. هذه المرة الأولى التي أذهب بها للتسوق بدون فطوم .. أوصلنا محمود .. أتيت برفقة دعـاء .. ففطوم اليوم ذاهبة لبيت خالتي أم يعقوب .. وأنا مطرة للذهـاب بدونها .. فلم يبقى على سفري إلا خمسة أيـام .. وأنـا لم أتجهـز بعـــد ..

كنت واقفة مع دعاء ندفع الحساب .. لتقول دعاء : كأن هذي التي شيرت شريتي منها قطعتين ؟

تبسمت : متعودة آخذ لي وحـدة صفرة ولفطوم وردية ..

ضحكت : الله يخليكم لبعض ..

/

[ محمود ]

جلست بالكوفي .. انتظر أن تنتهيان من التسوق .. كي نقصد مجمعا آخـر .. كنت حينها أشعـر بمشـاعر متعاكسة .. بالضيق .. بالراحـة .. أشعـر باختناق .. وبسعة في التنفس .. ضربت على الطاولة التي أمامي .. وزفرت بقهـر على نفسي .. وعلى تفكيري التــافه ..

ومـا إن أتى النـادل بكوب عصير الفواكه " كوكتيل " .. حتى شربته بعجل .. أود أن تبرد تلك الأحاسيس التي لا أجني منها إلا المشقـة ..

كنت أشرب آخـر شربة .. حينما رأيتها جاءت نحوي .. وجلست بالمقعد المقابل لي .. وضعت أكياسها بجانب الطاولة .. سألتها : وينها بيون ؟

فقالت : بعد ما طلعنا من لايف استابل .. قالت نست تشتري هدايا لأخواتها .. وردت رجعت مرة ثانية ..

قلت لها بضيق : وليش خليتيها بروحها ؟

تبسمت : لأن وياي حساسية .. ومن دخلت بلاعيمي ألمتني ..

تبسمت : ايي .. داخل في ريحة غير طبيعة .. كأنها ريحة ورد مجفف أو شي مشابه ..

فقالت : أنا أحب هـ المكان فيه أشياء واجد حلوة .. بس ما اقدر أظل واجد .. اختنق ..

هززت رأسي بإيجاب وسألتها : شنو تبين ؟

فقالت : أي شي ..

قلت لها : بارد ولة حـار ؟

ضحكت : في الصيف أحـد يقدر يشرب شي حـار ؟ أكيد بارد ..

ناديت النـادل .. وطلبت كوبين عصير ليمون .. لها ولبيان ..

لتلتفت للخلف : كأنها تأخرت ؟

تبسمت : بيون ما ينخاف عليها ..

ضحكت : اييي .. اختك تخوف بدل ما تخاف ..

لأقول : دامها صاحبتج .. أكيد ..

فتحت عينيها بصدمة : بل .. شايفني مجرمة ؟

ضحكت : عجل اختي مجرمة ؟

تبسمت بخجل : لا .. أنا ما قلت جذي ..

وكلها ثوان .. وتأتي بيان : الأكياس واجد .. ما اقدر أحملهم لين السيارة .. عليك تحملهم كلهم ..

ضحكت : ان شاء الله .. اشربي عصيرج وخلينا نقوم .. باقي علينا لفة في اللولو ..

==








فـلنعد للوراء قليلا ..

/

وذب الرعب بقلبها حينما سمعت صوتا خلفها : عن شنو تدورين ؟!

[ منتهـى ]

أدرت وجهي .. واذا بي أرى مازن واقفا خلفي .. والشرار يتطاير من عينيه .. ارتبكت وقلت : ها ؟

دنى مني خطوة وقال بهدوء : سألتج .. عن شنو تدورين ؟

صرخت عليه : ما لك دخل ..

ليخرج عمي من المكتب : منتهى ؟ شنو تسوين هني ؟

ارتبكت أكثر : سمعت أصواتكم هني .. ضنيت أمي بعد موجودة .. ( وببراءة ) إلا وينها أمي ؟

ليقول عمي : أمج رايحة الشاليه .. وأخذت معاها العيال ..

قلت له : اهاا .. زين عن اذنكم ..

كنت سأحرك قدماي .. لكن مازن أوقفني : ما جاوبتيني ؟

حاولت أن أخفي خوفي : أجوابك على شنو ؟ ومن انت علشان تسألني شنو أسوي ؟ مالك دخـل فيني .. فاهم ..

فقال عمي : شصاير ؟

ليقول المتعجرف : عمي .. أنا متأكد إن ( أشار لي ) هذي لها دخل بالموضوع .. خالو وولادك رايحين الشاليه من الصبح .. وما في بالبيت إلا هي والخـدم ..

نظر نحوي أي عمي .. فقلت له : أي موضوع ؟ شنو صاير ؟

فقال عمي : فايل من الفايلات اختفى وبداله نسخة ..

مثلت الصدمة : بييه .. وين راح ؟ لا يكون مهم ؟

ليقول عمي : مهم واجد .. ووين راح .. جاوبيني على هذا السؤال ..

ابتلعت ريقي : وآنا شدخلني ؟ يعني تشك فيني إني أخذت الملف ؟

فقال مازن : وليش ما يشك ؟ انتي من متى مع عمج وامج زينة ؟ ما تجاوبيني شلي غير معاملتج لهم ؟

رمقته بغضب : انت من علشان تحاسبني .. ( اللتفت لعمي ) عمو اذا هذا في بيتنا أنا مالي قعدة هني ..

كنت سأهرب .. لكن يده التي أمسكت بذراعي منعتني : هيي انت .. في وين قاعدين احنا ؟ ترك يدي ..

ليقول عمي : جاوبيه وبعدين بخليه يطلع من البيت ..

قلت : اضني اعتذرت لك وقلت لك اني ندمانة ..

ليقول الأفعى مازن : ليش انتي عندج ضمير علشان تندمين ؟ ( لمس كفي وأحـاط بأنامله الحلق المطوق اصبعي ) من وين لج هذا ؟

لا استطيع احتمال كل هذا .. سحبت يدي منه : بأي حق تستجوبني .. لو عساني بايقتنه ما تتكلم ..

فقال عمي : منتهى .. أنا واثق فيج .. وما تسلل الشك بقلبي .. إلا بأسئلة مازن .. جاوبيه وريحيني ..

فقلت : خاتم .. من وين لي ؟ أكيد من السوق .. رحت دكان الذهب .. وشريته ..

ليقول مازن : وما بتشترين إلا دبــلة ؟

ارتبكت : والله عاد كيفي .. الي أبي أشتريه بشتريه ..

فقال مازن : طيب ممكن تفسخينه أشوف شنو مكتوب داخل ..

سيقتلني هذا : لا مو ممكن ..

مشيت مغادرة .. وللمرة الثالثة يوقفني : ما بتمشين إلا اذا خلعتينه ..

سأبكي .. قسما انني سأبكي .. كنت سأخلعه .. سأريه ما كتب بداخله .. لكنه كان أسـرع مني .. ورفعه عند عينيه .. وقرأ بصوت مرتفع : أحمـــد ..

صرخ والدي : هذي من أحمد ؟

ارتبكت : لا ..

صرخ بصوت أعلى : لا تجذبين ..

ليرتفع صوتي : يعني لازم اذا مكتوبة عليه اسمه .. تكون منه ؟ أنا أحبه .. وشريتها وكتبت اسمه عليها .. علشان اثبت لكم اني مستحيل افكر بواحد غيره .. وارضى اكمل حياتي مع غيره ..

رمى مازن الدبلة على الأرض وصرخ هو الآخر : جـذابة .. انتي أخذتي الملفات ووديتيها لأحمـد .. الحقيـــر في وين شفتيه ؟

صرخت : لا تسوي فيها رجـال وتحاسبني ..

ليقترب مني عمي .. وتراجعت للخلف .. فقال عمي : عطيني شنطتج ..

صرخت عليه : لو تدحن جدامي ما بعطيك اياها ..

ارتفع صوته أكثر : بتعطيني وياها بالطيب أحسن ..

ضممت الشنطة إلي : قلت لك مستحيل ..

أطلقت ساقي .. سأهرب إلى غرفتي .. فهذين سيذبحونني إن وقع الملف بأيديهم ..

لكن مازن بسهولة استطاع اللحاق بي .. جر الحقيبة .. وجررتها أنا من الجهة الأخرى .. لكن كونه رجـل .. وبنيته أقوى مني بكثير .. استطـاع أخـذها مني .. فتحتها .. وأخرج الملف .. أراني إياه : شنو هذا ؟

لا أستطيع الإنكـار .. لا استطيـــع الدفـاع عن نفسي .. شعرت بأن نهايتي قريبة .. وأن حبل الموت .. سيلتف حول عنقي ..

تناول عمي الملف .. وأخذ يقلب صفحاته .. ومازن يمسك بيده الخشنة ذراعي .. رفع عمي بصره إلي .. ووجهه لا يبشر بخير .. لتسيل الدموع التي حبستها في عيناي منذ أول هذا اللقاء .. أخذت أشهق : تبي تقتلني ؟ اقتلني .. شنو تنتظر ؟

دنى مني .. رفع ذراعه وصفعني .. أوقعني على الأرض .. ارتفع صوت نحيبي .. وذاك الحقير ينظر إلي شماتة .. ليقول عمي : لمنو ماخذة الملف ؟

كنت غارقة بالعويل .. ولم أجبه .. وكرر سؤاله ثانية بصوت أعلى .. لأصرخ : ما اني قايلة ..

جلس بجانبي .. سحبني من شالي .. رماه جانبا .. أمسك شعري : بتقولين ولا شنو ؟

زاد بكائي : ما بقول .. ما بقول ..

ليقول ذاك الذي لا أود النطق بسمه : كل شي واضح .. ماخذتنه لأحمد ..

صرخت عليه : انت جب .. الله ياخذك ويرحني منك ..

ضحك : لا حبيبتي .. دامج وقفتي مع الخمة أحمد ضد شركتنا .. مستحيل ترتاحين .. مو لأنج منتهى بنت أبو جاسم بتطلعين منها سالمة .. أنا اقدر أتصل بالشرطة وتنسجنين لج كم سنة تتأدبين .. وتتعلمين شلون تثمنين كلامج ..

صرخت ثانية : الخمة انت يـ .... أحمد أشرف منك ..

صفعني عمي مرة أخرى : تكلمي وفكي نفسج من هـ العذاب .. جاوبيني .. لمن ماخذة الفايل ؟

لم أتكلم .. جرني من شعري ثانية .. ضرب رأسي بالجدار .. كنت أبكي بصوت مرتفع .. كل الخدم تجمعوا .. لكن .. لا أحـد منهم قادرا على أن يخلصني من بطشه .. استرجعت ذكرى ذاك اليوم .. لكن اليوم كان عذابه أقسى .. كم يستحق عمي بطاقة تهنئة .. كم هو جدير بها .. فهو يفوق الجميــع بطرق تعذيبـــه ..

أعــاد السؤال ثانية : لمن ماخذة الفايل ؟

كنت بين صحوتي وفقدي للوعي .. وأنا أرى دمي يسيل من رأسي ومن فمي ... ولا أعلم .. إن سمعت صوت أخي حقا وهو يقول : لي طبعـــا ..

أم كنت في عـــداد الموتــــى ..

==

[ أبو جـاسم ]

تركتها تموت .. أو تحيى .. لا يهمني هذا .. الذي يهمني .. هـل حقـا هذا الذي أراه أمامي .. جـــاسم .. أم أنني أتخيل وجوده ..

نهضت من على الأرض : جـاسم ؟

رمقني باحتقار .. ومشى ناحية اخته .. انتشلها من فوق الأرض وصرخ علي : والي خلقني .. اذا ما رحت السجن والسبب آنا ما اكون جـاسم .. يـــا ( بسخـرية ) عمـي ..

مشى مغادرا .. وأنا هرولت خلفه : لحـظة .. انت جـاسم ؟

لم يلتفت إلي وهو يقول : ايي .. جـاسم الي قسيت قلبه على اخته .. جاسم الي تبيه يشاركك اثم موتها ..

وضعت يدي على كتفه ودموعي سالت على خدي : وينك فيه ؟ وينك عني طول هـ السنين ؟ ما تتصور أي كثر فقدتك ..

لم يلتفت لي بعد .. لكنه كان يضحك : فقدتني ؟ انت من شنو مخلوق ؟ تقتل .. وتمشي بجنازة قتيلك ؟

قلت له : لا .. أنا لو شنو أسوي .. إلا انت ما اقدر أأذيك .. انت ولدي .. تعالي بضمك ..

صرخ بي : بسك تمثيل .. تلعب على منو انت ؟ آنا ماعدت الجـاهل الي تقص عليه بهـ الكلام .. آنا باخذ منتهى المستفى .. وما لي كلام معاك .. الشرطة هي الي تقدر تتعامل مع أشكالك .. انت والخايس الي معاك ..

مشــى .. ابتعـد عن ناظري .. لم أعـــد أستطيع رؤيته .. لا .. لا تبتعـــد .. لا ترحـــل عني ارجــــوك ..

/

[ جاسم / جميل ]

أتعلمون لما لم يلتفت له ؟ أتعلمون لما يرغب أن يقابل وجهه ؟ بكل بساطة .. لأنه لا يرغب أن يرى الدمع الذي لطخ وجهه .. لا يــرغب أن يرى نظرة الإنكسار بعينيه .. لا يــرغب أن يرى مدى تأثير سهامه بقلب عمه الذي بمثابة والده ..

جـاءت له الدكتورة .. وهو يمسح دمعه : شلونها اللحين ؟

قالت الدكتورة وهي غاضبة : احنا اتصلنا بالشرطة .. وبسوون معاكم تحقيق .. هذي مو أول مرة تجينا معتدين عليها بالضرب ..

قلت لها بتعب : بكيفكم ..

سألتني : انت توأمها ؟

هززت رأسي بارهاق : ايي ..

جلست بالمقعد الذي جانبي : ممكن أعرف قصتكم ؟

أدرت وجهي لها وأنا أضحك بسخرية : كل شي صار لها وبصير لها سببه آنا .. آنا الي تخليت عنها .. آنا الي خليتها بين يدينه .. ما خاف ربه فيها .. بس الأوراق عندي .. وان شاء الله ما يجي باجر إلا وهو بالسجن ..

استغربت هذياني : احم .. ما فهمت ؟

تبسمت وأنا أبكي : ما بتفهمين شي .. قولي لي .. متى بتصحى ؟

قالت وهي تنهض : من ساعتين لين أربع ساعات ..

تنهدت باستياء .. وضغطت زر الإتصـال .. لذالك المسمى عـادل ..

==





[ بيــان ]

جلست جانبها : شرايج ؟ عجبوج ؟

تبسمت : حلوين .. بس ما قلتي لي .. ليش مشترية لج هـ الكثر ؟

قلت لها بحذر : أقولج وما تزعلين مني ؟

هزت رأسها بايجاب : وليش أزعل ؟

قلت لها : الله يسلمج أنا ما حبيت اقولج علشان ما تكدرين خاطرج وتكون فرحتج ناقصة ..

قالت باستغراب : ليش شنو صاير ؟

تبسمت : الله يسلمج سجلت بجامعة بالأردن .. وبدرس هناك هندسة وراثية ..

تلاشت ابتسامتها : من صدقج ؟

هززت رأسي : اييي ..

سكتت ثوان وبعدها صرخت علي : يـ الكريييهة .. تروحين وتخليني ؟

قلت لها : لو قلت لج بتجيين ويااي ؟

قالت : لا .. بس حرام تخليني بروحي ..

قلت لها : انتي مو بروحج .. معاج يعقوب اللحين .. يعني ما ينخاق عليج ..

فقالت : بس ولو .. انتي اختي .. والاخت ما تتعوض بشخص ثاني ..

قلت لها والدمع لمع بعيناي : ما اتخيل روحي هناك بروحي .. ما اعرف شلون بقعد من النوم وما بصبح بوحه أمي وما بجننوني خواتي .. ما ادري شلون بعيش .. بس ..

ضمتني فطوم وهي تبكي : لا تقولين جذي .. يعني كان لازم تروحين هناك ؟

بكيت : تعبت فطوم .. قلبي يألمني .. كل يوم يجيبون طاريه .. كل مرة وشفته .. ما اقدر .. ما اقدر اعيش وآنا اسمع باسمه .. أبي انسى .. أبي أتجـاهل هـ الشعور .. وربي تعبت ..

لتقول وهي تبكي : لا تعورين قلبي بيون .. وربي حاسة فيج .. ومتأكدة إن هـ الشعور يألم .. بس الله ما يكتب شي إلا وفيه صلاح ..

مسحت دمعي : كلامج صحيح .. ( غمزت لها ) إلا ما قلتي لي .. شخبارج مع يعقوب ؟

ضحكت بخجل : فديييته .. ينحط على الجرح يبرى ..

==

[ أحمــد ]

ركضت ناحية جاسم .. أمسكته من كتفيه : وينها ؟ شخبارها ؟

أجابني بدمع ساخن : تقول الدكتورة ساعتين وتصحى ..

ليقول وهو يشير إلى الغرفة : في هذي الغرفة هي ؟

هزز رأسه .. فدخلت الغرفة بدون استئذان .. وكما رأيتها ذاك اليوم .. رأيتها اليوم .. أشبه بالأموات .. شفتيها مزرقتان .. وعلامات الكدمات واضحة على وجهها .. ورأسها ملفوف بالشاش .. قرأت التقرير الذي فوق الطاولة جانب السرير .. وعلمت أن أصابها نزيف بالرأس .. لتثيـر براكيني .. سأريــه ذاك الأحمـــق من يكون !

خرجت من الغرفة .. وقلت لمازن : عندك الملفات صح ؟

قال لي بهدوء : ايي ..

قلت له : قوم معاي ..

سألني : لوين ؟

قلت له : في السيارة أقولك ..

وصلنا إلى منزل منتهى .. ترجلنا من السيارة .. ودخلنا داخل المنزل .. صرخت بأعلى صوتي : عبـــد الرحمن يـالــ ..... اذا انت رجـــال اطلــع وريني وجهـك ..

ليأتي لنا رجـل في العشرين من عمره .. يبدو أنه مــازن .. هو سبب كل البلاء .. تقدمت منه .. وأمسكته من بلوزته : تدري إن لو أذبحك .. القتل فيك حلال ..

ضحك بصوت مرتفع : عـاشو .. مـاخذ الدور بجدية ..

صرخت عليه : جب .. انت شسالفتك ؟ شنو تبي منها ؟ المسكينة هذي ثاني مرة تشوف الموت والسبب انت ؟ انت تحبها ؟ انت تجذب على نفسك ؟ انت واحد مريض نفسي ما تحب إلا روحك ..

أبعد يداي عنه : خليت الحب لك .. يا الـ ....

صرخت عليه : جب .. ما ابي أسمع حسك .. أنا مالي كلام معاك .. تدري ليش .. لأني ببساطة .. جاي أكلم رجـال .. مو واحــد مثلك الرجولة تتبرى منه ..

رفع يده ليصفعني .. لكنني أمسكتها وضغطت عليها بقوة .. وبفعل الغضب .. تمكنت من لفهـا .. ليصرخ : آآي .. اترك يدي يـالـ ..

ضغطت عليها أكثر : هذا حسب تحترم أسيادك يا مسود الوجـه .. وينه عمك عمت عيونك ان شاء الله ..

أخذت أفتح الأبواب .. أبحث فيها عن غرفة ذلك العم الوحش .. وأخيرا .. عثرت على غرفته .. رأيته ممددا على السرير .. اقتحمت الغرفة .. رمقته بشفقة : عساها ان شاء الله آخر الدقايق الي ينبض فيها قلبك الخراب ..

ضحك وهو ينظر لجـاسم : ما ترد عليه ؟

قلت له بهدوء قاتل : تذكر قبل سنتين وشوي .. لما كنت أجيك أترجاك تعطيني منتهى ؟ أبي تجاوبني على هـ السؤال قبل لا ياخك ملك الموت ويفكنا منك .. ليش سويت جذي ؟ ليش ما سمحت لي آخـذها ؟

تبسم وهو ينظر لجاسم : لأن أبوك هو سبب كـل الي صار .. أبوك هو الي جابني لهـ الطريق .. قبل سنين .. كنت أتاجر بفلوس أخوي .. أقنعني إنها اذا ما صار بسمي ما بيرتفع شأني وما بتصير لي هيبة .. دلاني على درب الحـرام .. ومهد لي الطريق .. علمني شلون أشتري وأبيع وأتاجر بالشيكات .. شلون أقدر أستغل حاجة الناس .. علمني شلون أجمـع ثروة بفترة قصيرة .. لكن كــان ثمن هـ الثروة .. إني أخســر ولدي .. أخسر الولد الي مو من صلبي .. لكنه أحب لي من ولادي .. ايي يا جاسم ( دمعت عيناه ) لما هربت دورتك وما لقيتك .. سألته شنو اسوي .. قال لي أخلي خبر موتك بالجريدة لأن لو قلت لشرطة يدورونك أو خليت خبر بالجريدة بسيئ لسمعتي واسمي بالسوق بطيح .. هذا كان كلامه .. طعته .. وانقطعت اخبارك .. ما عدت أشوفك .. وينك عني يوليدي طول هـ السنين ؟ وينك ما تسأل عن أبوك ؟ ما تدري إنه يموت باليوم ألف مرة وهو يشوف اختك ؟ ( التفت لي ) يا احمد .. بعد الي صار لي .. بعد خسارتي لجاسم .. صار بينا آنا وابوك خلاف .. ومنه انقطعت علاقتنا .. ولو عطيتك منتهى .. معناتها اني راضي على الي سواه أبوك فيني .. أبي أحرق قلبه على عياله مثل ما حرق قلبي .. مستحيل يا احمد تاخذ منتهى .. لو تنقلب السمــا على الأرض .. دام راس أبوك مرفوع ويشم الهـوا .. بنتي ما تصيـــر لك ..

وكأن أحـدا ما كب ماءا باردا على رأسي : بس أنا شنو ذنبي ؟

ضحك : ذنبك انه أبوك ..

ليقول جاسم : لا تلوم غيرك .. وتبرأ نفسك .. ما بتقول لي ليش سفرت منتهى ؟ لا تقول لي علشان تكمل دراستها .. لأنها كانت تعرف الشي الي آنا ما اعرفه .. انت أناني .. أخذت حرمة أخوك وولده .. بس بنته ما قدرت تاخذها فسفرتها علشان يفضى لك الجو .. انت لو ما كنت جشع .. وطماع .. وتحب الفلوس .. كان ما طعت أبو أحمد .. صحيح الشيطان شاطر .. لكن ليش الله خلق لنا العقل ؟ فلوسك هذي كلها حرام بحرام .. ولا يمكن أخلي اختي تعيش بالحرام .. اختي آنا باخذها .. أنا ولي أمرها .. وبخليها تاخذ أحمـد .. وزوجتك إلا هي ( بسخرية ) أمي .. أضنها ما تقدر تعيش بدونك .. خلكم مع بعض تحرقكم نار جهنم .. ( التفت لي ) يلله أحمـد .. مشينـا ..

ليقول عم منتهى : لحـظة جـاسم .. قبل لا تروح ..

قاطعه جاسم : أنا اسمي مو جـاسم .. جاسم الي ربيته مات .. وانت الي قتلته .. أنا اسمي جميـل .. جميل ...... ...... هذا اسمي الثاني .. بتسألني شلون عشت وفي وين سكنت ؟ بقولك كنت بالجنـة .. لأن هـذا البيت بالنسبة للمكان الي عايش فيه .. زريبــــة .. زريبة حيوانات .. لا .. أخس من حيوانات .. على الأقـل .. الحيوانات ما عندها مخ .. بس ( بسخرية ) استغفر الله ربي ..
==


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:40 AM   #45


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



بيـــن جنـــح الظــلام .. وعتمــة الليل .. هنـــاك مؤامرة تحـــك .. عــذرا .. ليست واحـــدة .. بل اثنتين .. واحـــدة .. ستكشف فصولهــا في القريب العــاجل .. والأخــرى .. تطهــى على نـــــار هـــادئــــة !

/

[ منتهـى ]

بصعوبة .. سمحوا لي الخروج من المشفى .. بشرط أن أعـود له بعد عودتي من المحكمـة .. ركبت السيارة مع أحمـد وجـاسم .. وأنا لا أصدق .. أن بعد لحـظات .. سأكون لأحمـد .. ولن يستطيع مـازن بعد ذلك اصابتي بسوء .. وصلنا المحـكمة .. وترجل أخي من السيارة .. ساعدني على النهوض .. وقفنا ننتظر أحمد يغلق سيارته .. ومشينا ناحية باب المحـكمة .. ونبضاتي بزياد .. لكن .. قبل دخـولنا .. استوقفنا شرطيان ..

فقال لهم أحمد : نعم ؟ بغيتوا شي ؟

قال أحدهم وهو يشير لجاسم : انت جميل .... ....

ارتبك جاسم : اي ... خير ؟

فقال الشرطي : بس لو سمحت تعال معانا المركز ..

ليقول أحمد : وعلى أي أساس تاخذونه ؟

فقال الشرطي الآخر : في بلاغ مقدم ضده ..

قال جاسم : بلاغ ؟ مِن من ؟ ليش أنا شنو مسوي ؟

فقال الشرطي الأول : في المركز بتعرف ..

وما إن مسك الشرطي الثاني ذراع أخي .. حتى احتضنت ذراعه الآخر ودمعي بعيناي : وين بياخذونك ؟ بتروح وبتخليني مرة ثانية ؟

تبسم لي مطمئنا : لا تخافين .. يمكن فيه تشابه بالأسماء أو من هـ القبيل .. ( وجه نظره لأحمد ) خلها بعيونك .. الملفات عندك .. وادخل للقاضي وسو الي كنت أنا بسويه ..

تبسم أحمد : لا .. نجي معاك .. أول ما نخلص موضوعك نكمل سالفة هـ الأوراق ..

لم يستطع أن يجيب .. فقد جراه الشرطيان لسيارة الشرطة .. لتسيل الدموع على خداي .. فاحتضن كفي : ما عليه منتهاي .. كل تأخيرة فيها خيرة ..

مشينا قاصدين السيارة .. لكن قبل أن ندخل .. أتى لنا عمي ومازن .. وكـل منهما ابتسامته أوسع من الآخر ..

صرخت على عمي : يالحقير .. أكيد بسببك أخذوه الشرطة .. شنو مسوي له ..

ضحك عمي ضحكة دوى صداها بأذناي مطولا : ليش بس انتو تعرفون تلعبون ؟ تراكم ما دريتوا من تواجهون ..

فقال له أحمد : بلا .. عارفينك .. انسان مثلك .. غني عن التعريف .. لأن مثل ما يقولون .. الكتاب واضح من عنوانه ..

فقال مازن وهو يرمقني بنظراته الحـادة : وما تبون تعرفون بأي جريمة الغالي جسوم بينقط بالسجن ؟

قلت له بلهفة وقهر : بأي تهمة نسبتوها له ؟

فضحك مازن وقال عمي : بتهمـة التزوير ..

رفعت نظري لأحمد أطلب تفسيرا .. فكان أحمد غاضبا : يبن الـ ...

فتبسم عمي : هـ المرة اختر مصطلحاتك بعناية .. ماله داعي المفردات السوقية .. ( ورفع نظره لي ) ها منتهى ؟ وينه أخوج عنج اللحين ؟ تتوقعين هذا الي يمج بيقدر يسوي له شي وبيطلع من السجن ؟ يا بابا تعرفين شنو بسوون له اللحين ؟

قلت له ورأسي سينفجر : موب فاهمة شي .. جاسم شنو مزور ؟

فقال مازن : مزور هويته .. مزور كل أوراقه .. وبعذبونه لين يعترف من هـ الجماعة والناس الي قدمو له هـ الخدمة العظيمة ..

سأشعر بانهيار .. محـال هذا .. أتفهمون ما قيل ؟ يعني أنني عدت كما كنت .. بلا سنـد .. بلا انسان أرمي عليه بأثقالي .. يا ربي .. لم أعــد الصبــر أكثـر .. يا ربي لم يعـد لي طـاقة على الاحتمـال .. بت هشة .. سهـلة الكسـر .. بل أكثـر من ذلك ..

جلست بجانب السيارة .. واستسلمت لمواويلي وعويلي .. جلس بجانبي أحمد يهدأني .. ثم نهض .. ضرب مازن .. ولم يتوقف عن ضربه إلا حينما قال عمي : أنا أقـدر أخلصه من الي هو فيه .. بس .. لازم مقابل ..

تبادلنا النـظرات أنا وأحمد .. وقال أحمد : وشنــو المقــــابل ؟!

==

[ جميـــل / جــاسم ]

وقبعت بزنزانتي .. بعــد أن شاب رأسي .. باتهاماتهم ..

مخـرب .. مـزور .. والكثيـــر ..

لم أتصــور أن أصـل إلى هذا المنعطف يوما ما ..

لم يخطر بذهني .. أن أقيـد بالسلاسل .. وأزج بين القطبان ..

بـلا ذنب ارتكبته ..

وهـا هو السحـر .. انقلب على ســاحره ..

كنت أود مجازاته بما اقترف بحق أسرتي ..

فجازاني الزمـان بانقلاب مكيدتي علي ..

ما جرمي ؟ ما خطأي ؟

ألا أستطيــع الدفــاع عن نفسي ؟

ألا يحكم القانون بأنني بريئ ؟!

تنهدت بضيق .. أخذت أضرب الجدار بقدمي .. عله الشعور بالقهر والظلم .. يخرج من قلبي .. أخذت أبكي .. كطفل ضربته أمه من دون ذنب جنـاه .. وإنمـا تود إفـراغ قهـرهـا وحـزنها وضيقهـا بضربه ..

أشعــر بأن حياتي توقفت عند هذا القدر .. من سيخصلني ؟ من سيدافـع عني ؟ ويعترف بحقيقة براءتي .. وبات قلبي ينبض تحت رحمـة الأيـــام ..

إلهــي .. وسيدي ومولاي .. أنــا عبدك المذنب .. أنــا عبدك المقصـر .. الذي فرط بحق نفسه .. أنت وحدك الذي تستطيع اظهـار براءتي .. أنت معتمدي ورجـاي .. أنت أنيسي .. في غياهب السجــن هذه ..

==

[ أحمــد ]


رفعت رأسي لها .. وأنا لا أراها بوضوح لكثرة الدمع المتجمع بعيناي .. حينما قالت : أنــا موافقة ..

نهضت من مكاني عاجزا وأمسكتها من كتفيها : جنيتي ؟ لا تضعفين وتستسلمين لهم ..

بكت بضعف : أحمـد هذا اخوي .. تفهم يعني شنو أخوي .. ما اقدر أخليه متعذب بالسجن وآنا أقدر أطلعه منه ..

صرخت عليها وأنا أشعر بالضياع : وينه عنج طول ذيك السنين ؟ وينه عنج لما كنت بحاجته ؟ في ألف طريقة نطلعه من السجن .. بس مو هذي ..

بكت أكثر : لا تقول جذي .. صحيح انه غلط .. بس أنا سامحته .. أحمد اذا أنا ماضحيت علشانه من بضحي ؟ هو الي بقى لي بهـ الدنيا .. ما يصير أضل أنا والزمن عليه ..

سالت دموعي على خدي : بخلي له أحسن محامي بس لا تتنازلين ..

هزت رأسها بأسى : وشنو بسوي المحامي ؟ الذنب راكبه من فوقه لين تحته ..

أمسح دموعها ويداي ترتجف : وشنو بسوي عمج ؟ تتوقعين بخلونكم في حالكم اذا تنازلتوا لهم ؟

فقال عمي : حبيبي .. أنـا أقدر أسوي الي كل محامينك ما يقدرون يسوونه ..

التفت له وأنا أصرخ وأبكي : انت جب .. ( دززته على السيارة ) تباعد عنا .. خلنا في حالنا .. ليش تسوي فينا جذي ؟

ضحك بنقمة : وانت شنو دخلك ؟ أنا بمزاجي سامح لك واقف معاها .. وخالنكم تتناقشون .. لو كان في حـل ثاني غير الي بسويه كان ما دخلته السجن من الأساس ..

قلت بعجز لمنتهى : عمج يحبه .. وحتى لو ما قبلتي بلي يبي بطلعه .. مو ينادونه بسمه ؟ النـاس اللحين درت انه عايش .. اذا ما طلعه من السجن مو من صالحه ..

فقال عمي : إذا طلعته هذا الي مو من صالحي .. ولا نسيت إنه متهم بتزوير مستندات وهوية ؟

صرخت عليه ثانية : ما كلمتك .. ما ابي أسمع صوتك .. ( أدرت وجهي لمنتهى وبوجع الدنيا كلها ) بتتخلين عني يا منتهى ؟

هزت رأسها بالرفض ودموعها تجري : لا .. انا أتنفس هواك .. أنا لو ما حبك الي بقلبي كان أنا من زمان ميتة .. ( شهقت ) أحمد لا تقول جذي ..

احتضنت وجهها : منتهى لا تصيحين .. ترى دموعج بتخليني أتهور وأقتله ..

رفعت كفيها ودمعي : وانت بعد لا تصيح .. تأكد اني ما بعيش معاه يوم واحد .. تأكد انه مثل ما بياخذني بالغصب بخليه يطلقني بالغصب .. أنا ما بقدم على هـ الخطوة إلا علشان أخوي ..

ضممت كفيها : تأكدي إني معاج على طول .. ولا يمكن أتركج .. تأكدي إن قلبي ما يبنض إلا بسمج .. اتأكدي إن لا مازن ولا غيره يخلوني أتنازل عن حلم إنج تكونين لي ..

بكت أكثر : أحمـد أنـا أحبـــك .. ولا تتوقع إني لأني استسلمت اللحين بستسلم مرة ثانية .. بظل طول عمري أحبك .. وبرجع لك .. انت أملي بهـ الحياة ..

جرهـا عمها بعيدا عني .. أخذها إلى داخـل المحكمة .. وأنــا أنظر إلى طيفها محلقا حولي .. أنظر إلى بقايا أنفاسها وعطرهـا عالقا بملابسي .. أظم نفسي إلي .. وأحمل شتات جسدي وروحي ومشاعري إلى داخل السيارة .. أغلق باب السيارة .. وأضرب رأسي بالمقود .. علها روحي تفارقني .. وترتفــع إلى السمـــــــــاء ..

==






[ منتهـى ]

أتيت إلى هنــا .. والسعـادة تغمرني .. بأن حلمنـا على وشك أن يكون حقيقة .. ونكون لبعضنا .. لا يستطيع أي انسان التفريق بيننا .. أتيت إلى هنـا .. بقلب طفـلة همها الوحيــد هو عشقــه .. وخرجت من هنـــا .. بهم عجــوز قــد دارت بهـا الدنيـــا .. تخلى عنها عيالها .. ولم يبقى لهـا سوى الأحــزان ..

هـا أنـا .. أركب بسيارة مـازن .. برفقة عمي .. قاصدين مركز الشرطـة .. أترجـل من السيارة .. أدخـل معهم المركز .. أجلس على المقعـد .. لا أسمـع ما يقولون .. لا أرى ما ينظرون .. فبعد أن قيدت بأغلال مازن .. أصبحت جثـة هـامدة .. هربت روحهـا إلى حيث تشــاء .. فلا تسألوني عن ما أشعر به الآن .. لأنه لم يعــد لدي أية مشاعر ..

البقــــاء لله يا روحي .. يـــا مشــاعري .. يــا قلبي .. ويــــا حبي الأزلــــي ..

==

[ جميـل / جـاسم ]

ســرعــان ما استجاب الله لدعائي .. لم أتوقــع أن أبواب السمـاء مفتوحـة لمناجاتي وابتهـالي .. ليزيد إيماني .. وتكثـر قناعتي .. بأن الله أرحــم الراحمين .. لا يرد عبدا استغاث بـه .. ولم يأمل ســـواه ..

دخلت زنزانتي مرة أخرى .. بـعد أن قال لي الضابط .. أنه خلال ثلاثة أيام سأخرج من السجن ... وفي هذه الأيـام .. سينظرون بقضيتي .. وهم موقنون أنني لم أرتبك ذنبـا ..

تـرى .. من أين قذفت على قلوبهم الرحمة ؟ وكيف اقتنعوا ببراءتي .. ومن أيـــن لهم بالانصـاف ؟!

أتمنى أن تنقشع هذه الأيام الثلاث .. وأعـود لمنتهى .. نكمـل ما بدأنــا به .. موقن أنها الآن .. بأمـان .. تحت ظـل رحمة الله ومعشوقهـا أحمــد !

==

[ رنـــا ]

لممنا أغراضنا من الشقة .. بعـد أن استطـاع والدي وعمي شراء منزل متوسط الحجم يسعنا جميعا .. مكون من طابقين .. طابق لعائلتنا .. والطابق الآخر .. لعائلة عمي ..

تحركت السيارة قاصدين المنزل .. لنضع أغراضنا فيه .. نرتبها .. فقد وعد أبي أن خلال هذا الاسبوع سننتقل للعيش في المنزل ..

ومنذ اسبوع .. أود رؤية جميل .. أود أن يصارحني بما قاله عادل .. أود أن أعرف حقيقته .. وأشكي له ما فعل بي عادل .. لكنه لم يزورنا .. ولم أره ببيت عمي أيضا ..

ومنذ ذلك الصباح .. وعـادل يحاول أن يرجعني إليه .. ويرجـع الحب القديم .. الثقـة القديمة .. والشوق القديم .. وقد قلت له أنه إن استطـاع لمس السمـاء .. والتحليق بهـا كما تفعل الطيور .. سأعــود له ..

فليخسأ .. فكـل الأمور تجري كمـا أحب .. يخشى أن يضغط علي .. فقد هددته أن أخبر أهلي .. وإن علموا .. سيقومون بإجراءات الطلاق .. وهذا ما يخشاه هــو ..

اليوم .. لم أره .. لم يأتي كي يعتذر كما يفعل في كل يوم .. اشتقت له .. اشتقت لجنونه .. لكلامه وحنانه الذي يأخذني فوق السحـاب .. لكنني لن أسمـح له بإهانتي مجددا .. لن أسمح له بقتلي مرة أخـرى ..

سأعـذبه .. سأجعــله يفقد الأمــل برجوع تلك الأيــام .. أريــده أن يندم بقدر الندم الذي شعرت به تلك الليلة .. لن أسامحه على ما فعل بقلبي .. إلا حينما أشعــر بأن روحي اغتسلت بمـاء العفــو ..

عـادل .. يا اسطـورة عشق عجبت لأجلهـا الحيـاة .. كم أحبـــك .. وأكرهـك !

/

[ عـــادل ]

كنت مغمضا عيناي .. غــارق بالتفكير بهـا .. وأنـا ممدد جسدي على عشـب حديقة المنزل .. لم أذهب لزيارتها اليوم .. لأنني ذهبت للعمل بالجريدة .. كم أتمنـى .. أن تقرأ ما نشرته اهداءا لهـا .. كم أتمنى أن تسامحني .. وتعفو عني .. فقــد هلكت روحي بسبب ذالك الانكســار الذي أراه في عينيها .. كلما رأيتها .. وانقطعت أنفاسي .. وأنا أراها تمثل القــوة ..

أي قــوة تملكها فتاتي ؟ وهي كـ النور .. مخلوقة من ذرات المشـاعر .. حطمتهـا بيدي القذرتين ..

توقفت عن التفكير .. حينما سمعت صوت خطوات تمشي على الأرض .. من سيأتي في هذا الوقت ؟ إنهـا الثانية فجـرا ؟!

رفعت رأسي .. لأرى أحمـد .. يمشي نحـو داخل المنزل .. غيــر متوازن بمشيته .. وكـأنه أشبه برجـل شرب حتى ثمل .. هرولت إليه .. ناديته : أحمـد .. شفيك ؟

أدار وجهه إلي .. وليتني لم أرى وجهه .. كــان الدم يلطخ رأسه .. عيناه محمرتان .. وملامحـه هـادئة .. همست له بخوف : شالي سوى لك جذي ؟

لم يجبني .. لكنه جلس على عتبات البيت .. غطى بوجهه كفاه .. وأخــذ يبكي ..

مهـلا .. أتــرون الذي أراه .. أحمـــد يبكي .. أحمــد قدوتي .. الذي أضرب به المثــل بالقوة .. يبكي بضعف أمام ناظري .. هززت كتفه بحيرة وقلت بتساؤل : أحمـد شفيك ؟ شصاير ؟

ارتفع صوت بكاءه .. ضممته إلي .. وأنا أمسح على رأسه .. أخذت أدلك رأسه .. ربمـا يوجعه موضع الألم : آخذك المستشفى ؟

لينطق أخيرا : عـادل مو قـــادر أتحمـل .. أحس الموت قريب مني بس مو راضية الروح تطلع من هـ الجسد .. ( جمـع أنفاسه وانخفظ صوته ) راحت يـ عادل .. منتهى راحت مني ..

ما حدث لها ؟ كي أراه بهذا الضعف .. أيعقل أنها .. قلت بصدمة : ماتت ؟

ابتعـد عن أحضاني .. وهز رأسه نافيا : يمكن موتهـا أرحــم ..

تسائلت بين نفسي ونفسي .. ما سيكون أعظم من الموت ؟ قلت له والدمع بدأ بالتجمع بعيناي : شلي صار لها ؟ تكلم ..

قال لي وهو يضرب نفسه : كــل من أبوي .. كــل من أبوي .. لكن أنا مالي قاعدة بهـ البيت ..

جـن جنونه .. دخل داخل البيت .. ولم يأبه لصراخي وأنا أناديه .. فتح غرفته .. لم حاجبته .. وضعها بحقيبة سفر .. وولى مغادرا .. وعلى صوتي .. استيقظت أميرة ودعــاء .. وساعدوني على إيقافه ..

فقالت أميرة : شفيك أحمد ؟ تكلم قول .. مو احنا أخوانك ؟

ليبكي مرة أخرى : شقول ؟ أقولكم إن ودي آخـذ سكين وأغرسها يا بقلب أبوي ولا بقلبي ..

لتقول دعاء : بقلب أبوي أرحم ..

ليس هذا وقت المزاح .. لكننا ضحكنا على ما قالته .. حـاولنا تهدأته .. وجلس على الدرج يقص عليها ما حدث : اتصل عمها بالشرطة .. وخبرهم إن ولد أخوه مزور هويته .. وإنه اختفى سنين وظنو إنه مات .. ورد مرة ثانية باسم جديد وشخصية جديدة .. استغربو الشرطة .. وتأكدو من الموضوع .. لين ما لقو فعلا شخصا بالاسم الجديد .. وشهادة الوفاة موجودة لشخصيته الحقيقة .. كنا رايحين المحكمة .. بنرفع قضية على عمها .. وبنملج آنا وهي .. لكن جو الشرطة وأخذو أخوهـا .. رحنا بنرك السيارة بنشوف شنو السالفة .. لكن عمها جى وقال لنا ليش ماخذينه الشرطة .. سكر كـل الأبواب بوجهنا .. لأن قضيته صعبة .. تزوير معناتها سنين بالسجن .. وتعذيب لين ما يعرفون لأي جماعة هو ينتسب والأسباب الي خلته يطلع بشخصية جديدة .. ما بصدقون إنه ما سوى جذي إلا علشان يرتاح من هـ العم .. وبقولون أكيد السالفة فيها يمكن تهريب مخدرات .. أو قاتل انسان أو شي من هـ القبيل .. لكن عمها حسبهـا صح .. هو الوحيــد الي يقدر يطلعه من السجن .. بعد ما يقول لهم الحقيقة إنه كان بمشاكل مع ولد أخوه ولأنه كان مراهق هرب من البيت ولأنه عند فلوس لعبو عليه ناس وزورو له شخصية جديدة وهوية جديدة ..

إنه يتكلم عن جميـل .. عن جـاسم .. أمازال قابعا بين القطبان : وبيمشي هـ الكلام على الشرطة ؟

رفع رأسه إلي وهو يبتسم بألم : انت ما عرفته .. عم ( بألم ) منتهى خبيث .. وأتوقعه بيرشي ليه كم موظف هناك .. وبيفرجون عنه ..

فقالت أميرة : واذا يبي يطلعه ليش دخله في البداية ؟

لم يعد في وجه أحمد أية تعابير .. رفع إليها نظره وأشعر بأنه يفارق : علشان المقابل ..

قالت دعاء : والمقابل ؟

نكس بصره .. وهمس بصوت يملأه الوجـع : إن منتهى تقبل بولد شريكه ..

ابتلعت ألسنتنا الصدمة .. يعني أنهـا .. لم تعــد له .. واقترن اسمهـا باسم رجـل آخـر .. فمهمـا كان هذا صعبا .. إلا أنهـا لن تقبل بأن تبنى سعادتها مع أحمد .. على حطـام أخيها بالسجن ..

أمسك حقيبته .. جرهـا خلفه .. وولــى مغــادرا .. لم أستطع اللحاق به .. فأنا لا أجرأ على أن أضع عيناي يعيناه .. لا أحتمل رؤية وجعـه .. فليرحــل .. فليذهب بآلامه بعيــدا عنــا .. فنحن نستمــد قوتنا منه .. ولا نقــدر على رؤيته ضعيفا عاجــزا .. قــد كسر الزمـــان قلبــــه ..

==





في اليوم التـــالي .. ارتفع صوت صراخ الأم ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:42 AM   #46


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



وعويلها .. فهاهي علمت .. بأن فلذة كبدهـا .. فرحتهـا الأولى بهذه الحياة .. ما زال حيــا .. أخـذت تبكي .. وتلوم زوجهـا لزج ابنهـا بالسجن .. أخبرهـا أنه بعد ثلاثة أيــام .. سيعود إلى أحضانهــا .. ولمـــا هذه الأيـــام الثلاثة ؟ هذا ما قالته الأم بجزع .. فقال لها وهو مبتسم بالنتصار : لأن بكرة راح يكون زواج منتهى .. عزمي كل الي تبين .. وولدج معارض لهـ الزواج .. أول ما تسافر منتهى مع مازن .. أطلعه من السجن ..

ضربت الأم على رأسها .. لا تعلم ما تفعل ؟ أتضحك أم تبكي ؟ لمــا وصلت الأمــور لهذه الدرجــة .. لمــا ظهـر ابنها مجددا .. ما الحكمــة في اصرار بعلها على تزويج ابنتها من ذاك المـازن .. وحبهـا لأحمــد ؟! كيـف قبلت ابنتهـا بمـازن ؟

أسئــلة كثيــرة طرحتهـا على زوجهـا الذي أخلصت له بكـل جوارحهـا .. وأجوبة تلك الأسئلة لم تكن إلا أكــاذيب اقتنع بهـا قلبها .. ولم يقتنع العقـــل .. بأن منتهــى .. بعــد كــل ذالك التمرد والعصيـان تخضع لما يريده عمهـا ..

سكــن أنينهـا .. هدأ روعهـا .. تنــاولت بطـاقات الدعـوة .. الذي أحضرهـا زوجهـا .. وبدأت تكتب بها أسماء معارفها .. كي تدعوهم لحفــل زفاف ابنتهـــا ..

وعـادت السعـادة لقلبها .. فكـل أم منذ ولادة بناتها .. تنتظر اليوم الذي ستزفهن لأزواجهن .. وأي سعادة هي سعادتها ؟ وعما قريب .. ستــرى ولدهــا الذي لم تضمــه أحضانهـا .. ولم يشعــر بأمان كلمة الأمومـــة ؟!

/

من جــانب آخـر .. كانت تلك المســماة منتهـى .. بغرفة الضيوف .. احداهن تقايس عليها الفساتين .. وأخـرى تطلب أخـذ رأيهـا بالاكسسوارات .. و الكثيـر ..

أمــا ذالك العريس .. أفـــلا يشعر بتأنيب الضميــر ؟ أمــا زال يضن أنه يحب تلك الفتاة ؟ أي حب هذا الذي يخول لصاحبه أن يفعل ما فعله هذا المـازن ؟!

التجهيــزات تقوم على قدم وســاق .. الزينة قد علقت على القصـر .. وهاهو يتصل بأخيه المسافر إلى ايطاليا .. يدعوه إلى حفل زفافه .. ويطلب منه أن يقــول لزوجته أن تختار لعروسه فساتين من مصميمي الأزيـــاء هنــاك ..

\

[ منـى ]

تسلل الخوف إلى أعمــاقها : بنــرد البحرين ؟

تبسم بفرح : ايي .. أقولج عرس أخوي ..

لتقول له بخوف : وأحمد وعادل ؟ اذا درو إنا ردينا ؟

تبسم لها مطمئنا : لا تخــافين .. ترى مازن أدبهم .. وخلاهم يعرفون قدرهم ..

قالت بخوف على أخوانها : شسوى لهم ؟

فقال : زوجته .. يحبهـا أحمد أخوج .. وراح المحكمة علشان يملج عليها .. وإلا تطلع من المحكمة وهي لمازن موب للحبيب ..

شعرت ببعض الحزن : واللحين شخباره أحمد ؟

رمقها : وليش تسألين عنه ؟ عورج قلبج عليه ؟ نسيتي لو ما سافرنا كان أنا وانتي بخبر كان ؟ حبيبتي .. أخوانج هايلين واجد شايفين نفسهم .. الغرور راكبنهم من راسهم لين رجايلهم .. يبي لهم من يكسر راسهم .. وما يرفعونه مرة ثانية ..

سكتت عنه .. لا تجـد من مفردات اللغة .. مفردا تقوله له .. فزوجهــا .. كـ الحجر الأصــم ..

تنهدت بضيق .. وهي تراه يتصل بأحد مكاتب الطيران .. يحجز لهما تذاكر السفر .. مسحت بكفها على بطنها الذي يضم ولدهـا أو ابنتها ذا الخمسة شهــور .. وتمنت من كـل قلبها .. ألا يكون كـ أبيـــه !

==

[ بيــان ]

خرجت لمحمود من غرفتي وأنا أبكي : محمود .. مازن الحقير بكرة زواجه من منتهى ..

لم تكن صدمتي أشد من صدمته : شنــو ؟! من وين جايبة هـ الكلام ؟

قلت له : توها اللحين متصلة فيني .. محمود أشك ان منتهى جتها صدمة عصبية .. أحسها مو هذي هي .. ما كانت تصيح .. كانت هادية .. قالت لي أجي ..

نهض من مكانه .. واتصل بأحمد وقال بغضب : تلفونه مغلق ..

قلت له : اتصل بأخوه .. اكيييد عنده خبـر ..

فقال : ما عندي رقم عادل .. اتصلي بدعاء انتي ..

ضغطت زر الاتصال وأنا أمسح دمعي .. وبعد قليل .. أجابتني وهي تبكي : بيون أحمد أمس الليل طلع من البيت وما ندري وين راح ..

لا أعرف ما أقــول .. لا أدري كيف أستطيع مواساتها .. مددت كفي لمحمود بالهاتف .. واتجهت لغرفتي .. أقفلت الباب .. وبكيت بصمـــت !

/

[ محمـود ]

قلت لها : بس دعـاء .. ان شاء الله بحصله .. انتي بس لا تصيحين ..

قالت لي : محمود والي يسلمك .. انت صديقه واكيييد تعرف هو في وينه اللحين .. محمود روح له رجعه البيت .. البيت منقلب فوق تحت ..

قلت لها بأسى : شصاير في بيتكم بعد ؟

قالت لي : عـادل رفع صوته على ابوي .. وقـاله إن أحمد طلع من البيت كل بسببه .. وتهاوش أبوي وعادل .. وطرد عادل من البيت .. عاد عادل أخذ أغراضه وطلع .. وضلينا بس أنا وأميرة .. وما ندري شنو نسوي .. مرت أبوي الجديدة تشوشه علينا .. وأمي وزوجات أبوي البقايا ما يقدرون يسوون شي .. وأبوي مسوي لنا تحقيق قبل شوي .. يبي يعرف ليش طلع أحمد من البيت ..

قلت لها : وقلتو له ؟

قالت لي : اييي .. قلنا له عن منتهى ..

فقلت : وشنو سوى ؟

فقالت : قـام يصارخ .. وقـال للحارس محد يطلع من البيت .. وطلع ..

قلت لها : اوكي .. أنا بروح اللحين أدور عليه .. وان شاء الله اذا لقيته .. بتصل فيج .. بس انتي لا تصيحين .. وهدي اختج ..

أغلقت هاتف بيان .. وحملته معي .. دخلت سيارتي .. وتحركت لذالك البحـر .. موقن أنه في قاربه يرقـــد ..

==

[ عـــادل ]

طرقت باب الشقة مرارا .. ولم يجبني أحـد .. أين هـم ؟ أين ذهبوا ؟ ذهبت للشقة التي بجوارها .. وطرقت الجرس .. لتخرج لي فتاة ربما في الثانية عشر من عمرها .. تبسمت وسألتها : جيرانكم .. وينهم ؟

تبسمت بخجل : اليوم الصبح سلمو علينا .. وطلعو انتقلو ببيت جديد .. هم وبيت عمهم ..

تلاشت ابتسامتي : وما عطوكم العنوان ؟

فقالت : كانو بيعطونا إيـاه .. بس نسو ..

فقلت : والمفتاح مال الشقة .. وينه ؟

تبسمت : عند البابا .. لحـظة شوي ..

بعد دقائق .. أتت .. وبيدها المفتاح .. قلت لها : مشكورة ..

قالت وهي تغلق الباب : عفوا ..

فتحت باب الشقة .. وفعلا .. حينما دخلتها .. لم أجــد شيئا من حاجياتهم .. تنهدت بضيق .. وأنا أفتح الأبواب .. بحـثا عن غرفتهـا .. واستنتجنت أن الغرفة ذات الجدران الوردية .. تكون لها .. أشغلت الضوء .. وجبت ببصري المكـان .. رميت حقيبتي على السرير لأنها كانت شقة مفروشة .. وأخذت أفتش بالخزانة .. علها نست شيئا .. ولم أعثر على شيء .. استلقيت على السرير .. رفعت الوسادة .. وغطيت بها وجهي .. كم أحتــاج لهـا في هذا الوقت .. أيـــن هي عني ؟ ألا تشعــر بأن روحي تتعذب ؟

نهضت بقهر .. رميت الوسادة على الأرض .. لأرى ورقة بيضاء مطوية .. تناولتها بسرعة .. وقرأت سطورهــا .. والدمـع قــد لطخ خــداي ..

==








[ محمـود ]

صفعته على وجهه : كم مرة قلت لك لا تضعف .. ولا تقول هـ الكلام ..

صرخ علي : مالك حق تمد يدك علي .. صحيح إنك صاحبي بس ما اسمح لك ..

صرخت عليه : وأنا ما احتاج آخذ الإذن منك .. انت غلطان .. وهذي نتيجة خطأك ..

قال لي والدمع يسيل على خديه : غلطان ؟ بلله عليك لأني كنت مخلص بحبي .. ارتبكأت غلط ؟

هززت رأسي مصرا على رأيي : اييي .. الحب مشاعر .. الحب احساس من قلب لقلب ثاني .. الحب معناته شي مقدس يربط بين شخصين .. وهـ الشي المقدس هو عقـد شرعي .. بذمتك .. انت مع منتهى .. ما تخطيت حدودك ؟ لأنك تربيت على إن عادي تحب والناس كلهـا تدري بأنك تحب .. وتلتقي بالي تحبها .. تطلع وترد معاها .. تكلمها بالتلفون .. تلمس وجها ويدها .. تقبلها .. هذا بنظرك الحب ؟

بكى : يعني شتبيني أسوي ؟ أنا تعلمت إن مافي شي اسمه حــدود .. مافي شي اسمه خطأ .. محمود لا تحاسبني على شي ما أملكه .. انت عندك ناس ربتك .. بس أنا عندي ناس بس تصرف علي ..

ضممته : أنـا آسف .. بس لازم تفهم إن الله عادل .. واذا بلى انسان بالدنيا علشان تطيح ذنوبة ويقل عذابه بلآخرة .. الله ما كتبها من نصيبك علشان يبي ينبهك إنك عايش بغفلة .. وهذي نتيجة الحرية الي كنت عايش بها ..

جلس على الأرض : طيب قولي .. شسوي ؟ شلون أنسى ؟ شلون أشيلها من بالي ؟ لو كان برضاها .. لو كان انسان زين وبخليها بعيونه كان ما عليه .. بس هذا مـازن .. أخذها علشان يقهرني ..

قلت له : وشنو الي بينك وبينه علشان يقهرك ؟

هز رأسه : ما ادري ما ادري ..

جلست مقابلا له وقلت : أنا أدري .. مـازن تقريبا بشكل شبه يومي أشوفه بالشركة .. معاملته مع الكل اوكي .. وما أضن إن شخص مثله بأذيهـا ..

ليقول : يعني معنى كلامك إنه يناسبها أكثر مني .. إني أنا الي مو زين .. وما اصلح لها .. ولو كان زين مثل ما تقول .. كان ما فكر ياخذها ويدري إنها تحبني أنا .. وتبيني أنا ..

قلت له : أنا ما سويت بينكم مقارنة واستنتجت من يناسبها أكثر .. هذي أشياء احنا ما نعرفها .. أشياء مكتوبة ومحفوظة عند الله .. الله اذا ما كتبها لك .. معناتها إن في هـ الشي حكمة ومصلحة .. صحيح إنه غلط .. وغلط كبير بعد .. إنه يجبرها عليه .. بس هذا مو معناته إن نحكم عليه إنه بعيشها بجحيم ..

لم يرد على قلته .. فربت على كتفه : لا تتوقع إني ضدك .. معاك حق في انك تضايق .. انك تصيح .. بس مو معاك الحق .. إن كل مرة تخسر شي تحبه تفكر بالانتـحار .. صحيح اني قسيت عليك .. وسامحني لأني مديت يدي .. بس قبل لا تفكر بنفسك .. فكر بأهلك .. اختك تكلمني وهي تصيح .. أبوك قلب البيت فوق روسهم .. طرد عادل من البيت .. يعني لو ما لحقت عليك والله لا يقوله مت .. شنو مصير أخوانك ؟

لم يتكلم .. مددت له ذراعي وأنا أنهض : قوم .. قوم خلنا نسبح .. يمكن برودة الماي تهديك ..

نهض معي .. سبحنا لمكان بعيد .. وعدنا إلى الشاطئ ثانية .. رمينا بثقل اجسادنا على التراب .. أغمضت عيناي وأنا أشعر بتعب .. يبدو أن ذالك الفايروس اللعين .. لم يرحـل بعد عن جسدي ..

قلت له بضيق : شوف شلون خليتني أسبح معاك .. وكاني ما اني قادر ..

رفع جسده وقال بخوف : تعبان ؟ بشنو تحس ؟

تبسمت : لا تخـاف .. شوية ارهـاق وبروح ..

استرخى مرة أخرى : أنا اسف .. خليتك تجهـد نفسك معاي ..

قلت له وأنا أغمض عيناي : احنا ما بينا اعتذارات .. ولا نسيت ..

ضحك بخفة .. ثم قال : اقترح علي ..

أدرت وجهي إليه : روح اعتمـر .. اختلي بينك وبين نفسك عند ربك .. صارح نفسك بمعاصيك .. تقرب من الله لأنك اذا تقربت منه بتقدر تنسى أي شي ..

لم يجبني فأكملت وأنا أغمض عيني مرة أخرى : بسألك .. انت تروح تصلي بالمسجد ؟

قال هامسا : لا ..

سألته ثانية : متى آخـر مرة صليت صلاة حسيت براحه بعدها .. صلاة خاشعة .. نهتك عن المعصية ..

فقال بذات الهمس : ما اذكر صليت صلاة جذي ..

نهضت وأنا أقول : خـلاص عجـل .. من اليوم ابدأ .. وصدقني بتستفيد دنيا وآخـرة ..

رد علي الابتسامة : تروح معاي العمرة ؟

قلت له : وبيون ؟ سفرهـا بعد ثلاثة أيـام .. وما كو أحـد يروح معاها غيري ..

هز رأسه متفهما : بتقعد معاها كم يوم ؟

أجبته : سبوع .. وبالغصب حصلت اجازة هـ السبوع ..

فقال : يعني ما كو أمل تروح معاي ..

تبسمت : ليش ما تروح بروحك ؟

فقال : ما ادري ..

قلت له : تبي تجي معاي الأردن ؟ تغير جو .. وبعدهـا تروح العمرة ؟

تبسم : فكرة .. بس أنا خاطري بلبنان ..

ضحكت : ردينا .. من مكلحين للحين أأذن بخرابة أنا ؟

ضحك : أنا خلاص .. باخذ اجازة شهـر .. سبوع معاك بالأردن .. والسبوع الثاني لبنان .. وسبوع مكة .. وسبوع المدينة ..

تبسمت له : ايوة .. جذي اوكي ..

ثم قال : خسارة الجامعات بتبدأ .. كان خذيت معاي دعوي .. مع اني أشك إن أبو وليد يوافق ..

قلت له : وليش ما تقول ابوي ؟

ضحك : عن المثالية محمود .. ( نهض واقفا ) يلله قوم خلنا نمشي ..

مشينا قاصدا كل منا سيارته : بترد البيت ؟

فقال : لا .. بشوف عـادل وينه فيه بروح معاه ..

قلت له : وخواتك ؟

قال : اتصل فيهم .. انت لا تشغل بالك ..

تبسمت له : أشوفك على خير ..

لوح بيده : تلاقي كل خير ..

==

اللهم املأ قلبي حبا لك .. وخشية منك .. وتصديقا وإيمـانا بك .. وشوقا إليك ..

.

،

؟

نهـاية الجـزء الواحـد والعشرون ..








السلام عليكم ..

صبـــاح الخير ..

شلونكم ؟؟

يمكن البارت ما عجبكم .. وضايقكم ..

لكن .. يقولون .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..

ومو كل شي الشخص يبيه يحصله ..

=)

*
.
.

تقرؤون في الجزء الجديد ..

" محمود جاوبني .. انت تحبني ولا لا ؟ "

.
.
انتظروني .. فما زال للحكاية بقية ..

كل الود ..





[ 22 ]

لم أترك كوخ عرافة إلا وزرته ..

لم أدع علما في التنجيم إلا وفتشت فيه ..

عشقت احتساء القهوة ..

كي أقرأ فنجاني ..

وحفظت خطوط يدي ..

كي أصفها لكل قارئي الكف ..

ولم أنسى شراء الجريدة يوما ..

فأول شيء أقوم به صباح كل يوم ..

هو قراءة برجي ..

/

تعبت من كل هذا ..

فقدت المتعة في عمل هذه الأشياء ..

بعد أن أجمعت كل العلوم ..

أننــا لن نكـــــون معـــا !

[ منتهـــى ]

عندمـا انتشر الظلام بالقاعــة .. واتجهت بقعة الضوء حيث أقف أنا و .. مازن .. سميت اسم الله بداخلي .. ومشيت ببطئ .. يقودني مازن حيث يجب أن نقف .. لم أكــن أسمـع صوت الأغاني الصاخب .. ولا أرى أحـدا من النـاس غير الورد الأحمر الذي يتساقط علينا .. أمشي .. كالميتة .. أقــاد إلى يوم الحشـر .. أنــاس كثيرون .. لكنهم لا يجرؤون على الكلام إلا همسـا ..

وصلنـا إلى المسرح .. واشتغلت الأضواء بطريقة رائعة .. وارتجفت أوصالي حينما أحـاط بذراعه وسطي .. أحس بما أشعر به .. فقرب فاه نحو أذني : أنـا آسف ..

رفعت نظري إليه .. وكانت هي المرة الأولى من بعد ذاك اليوم أنظر نحوه .. بل .. أنظر نحو انسان .. رأيته يبتسم .. نكست نظري .. قبل رأسي .. وجلسنا على المقاعـــد ..

بدأ النــاس بالمجيء نحونا لكي يباركون لنـا .. وأولهم والدته .. مددت كفي لها .. ولا أرغب إلا بصفعهـا .. لكنني تمالكت نفسي .. ضمتني .. قبلتني .. وأنـا .. لم أحرك ساكنا .. وجاءت أمي .. فعلت كما فعلت والدته .. لكنها بكت .. تطلب مني أن أقـول لها شيئا .. أن ألقي عليها ولو نظرة .. لكنني لا استطيع .. فالذنب ذنبهـا .. والحق كله عليها .. عذرا أمي .. انني لا أحمـل لكِ بقلبي غير الكـراهية ..

وها أنـا أصافح النـاس .. ولم أستطع حتى أن أرسم ابتسامة مجـاملة .. انتظر فقط .. قدوم بيـان .. ربمـا أشعر إن رأيتهـا .. ببعض الراحة والأمــان ..

/

[ منـــى ]

كنت جالسة على طاولة بمفردي .. أتحسس بكفاي جنيني .. وأنظر إلى أختي التي اشتقت لها اشياق يعقوب ليوسف .. أود أن أتجرأ .. أن أنهض نحوها .. أود أن أضمها .. أن أبكي في احضانها .. وأشكو لها عشقا رماني في الحضيض ..

كنت انظر إليها .. والدمع غشى بصري .. حاولت كتم زفرة .. لكنها تمكنت من الفرار .. واللتفت لي بعض النسوة .. تبسمت لهن بعصوبة .. وواصلت تأملي بها وبأختي الأخرى دعاء ..

" أخوة " لما لم أفهم هذه الكلمة إلا توا ؟ لما لم أقدر أخوتنا وأضع لها اعتبار إلا حينما فرقتنا الأيام ؟ لما لم أتذكر أنها أختي حينما خنتها ووجهت لها طعنة محال أن تضمد جراحها ؟ لما أحببت بعلها ؟ ولما انصاع إلى رغباتي وخانها هو الآخر ؟ أهذا هو الحب ؟! من يعشق لا يخون .. لكنه يحبها .. وخانها .. فأنا في كل يوم أرى بعينيه حبا لها لم تستطع الأيام هدم بنيانه ..

كم أعجب لحالنا .. أنا وهو .. نحبها .. نتلهف شوقا للقائها .. ظمئين لابتسامة منها .. ورغبة جامحة بالاعتذار تقبلها .. حتى لو عفرنا وجهنا بالتراب تحت قدميها .. لكننا .. لا نجرأ .. بأن نتقدم خطوة .. بل .. نواصل في النكران .. ونستمر في العيش تحت عذاب الضمير .. والهروب من حقيقة مرة ..

\

وبعيدا عن المسرح .. تناولت حقيبتها ونهضت مع فطوم ودعـاء وأميرة .. كي يسلمو على منتهـى .. الخــالية روحها من الحيـاة ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:43 AM   #47


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ومشى الأربعة .. بصمت .. كل منهن .. يشعــر بأطنــان من الضيق .. لهذا العـرس الحـزين ..

وصلت نحوهـا .. وقبل أن تمـد كفهـا للمصافحـة .. نادتها : منتهى ..

رفعت منتهى رأسها .. ولأول مرة في هذا اليوم تبتسم .. وقالت هامسة : كنت أنتظرج من زمان ..

ضمتها .. وهطلت دموع منتهى .. لكن بيـان حاولت تهدأتها : ما عليه .. كل شي بيتصلح .. بس انتي لا تضايقين روحج ..

تنهدت بوجع : الله كريم ..

سلمت على فطوم .. ولم يقل اللقاء حرارة .. ثم أميــرة .. ودعــاء .. التي ما إن رأتهم .. حتى تذكرت وجه معشوقهـا .. وقالت بحزن : شخباره ؟

تبسمت دعـاء : انتي لا تشغلين بالج .. ولا تضايقين .. لأنج اذا تضايقتين بحس وما بصير بحير ..

هزت رأسها بهدوء .. واقترب الأربع من ذاك المسمى مازن .. الذي كان مستغربا من لقائهم بمنتهى .. رمقوه باحتقار .. ومشو عنه .. تـــاركيه .. يعيـــد حســاباته ..

/

[ أميـرة ]

هزت ذراعي : أميرة .. مو هذي الـ ... اختج ؟

وجهت بصري إلى حيث أشارت .. ورأيتها تنظر نحو هاتفها المحمول ووجهها خال من السعادة : عيب .. مشي خلينا نروح ..

قالت لي : شنو نروح ؟ تعالي نروح لها نهزأها ونفشلها شوي .. أنا بتصل لعدول يجي يسحبها من كشتها ..

قاطعتها وأنا أشيح وجهي عنها بضيق : اياني وياج تقولين لأخوانج .. خلها في حالها .. ما نبي مشاكل ..

رمقتني بغضب : لا تصيرين مثالية زيادة عن اللزوم .. يعني تبين تفهميني إنج خلاص سامحتيها ؟ وما تبين ننتقم لج منها ؟

قلت لها بألم وأنا أجرها قاصدين بوابة القاعة : صحيح اني ما نسيت .. وما سامحتها .. بس بعد .. الي فينا كافينا .. أخوانج كل واحد مو ناقصه مشاكل وعوار قلب .. ليش أزيد عليهم ..

سكتت قليلا ثم قالت : على الأقل خليني أبرد حرتي فيها .. بسبها شوي وبمشي ..

قلت لها بصرامة وأنا أحاول عدم البكاء : بتروحين .. روحي لها بروحج .. أنا ما ابي أشوفها .. ( وبوجع ) للحين ما نسيتها شلون كانت ذيك الليلة .. دعاء والي يسلمج خلينا نمشي ..

انصاعت لما قلته .. حينما رأت مقدار وجعي .. وقصدنا السيارة .. وكل منا غارقة في الصمت .. اتجهنا للمنزل .. وكررت عليها أوامري بأن لا تتفوه بحرف لأحمد و عادل ..

أغلقت باب الغرفة ورميت جسدي على السرير .. بكيت بحرقة .. وأنا أتمنى من كل قلبي .. أن يعوضني الله خيرا .. وينسيني إياهما ..

ليتني أصرخ وبقوة " لست تهمني "

ليتني أتمالك نفسي .. وتغسل ذاكرتي ..

وأنســـاك ..

وأنسى بعدها كل الأوهام / الأحــلام ..

ومــاضٍ .. لياليه / صباحاته ..

حفر فيها حروف اسمك ..

القبيحة بنسبة لي ..







[ عادل ]

لن أتحــدث عن هذه الليلة أكثــر .. أضنكم تعلمون .. أن ما عادت القلوب تحتمل كثافة الحـزن .. ولا .. وجـع أول الفـراق ..

وها هي الشمس تشرق من جديد .. وباشراقتهـا .. حلقت الطــائرة نحـو سويسرا .. تحمل جسد تلك الفتاة .. وروحهـا .. ظلت باقية مـع الواقف تحت المـاء .. يغسـل جسده وروحه من الألـــم القــاتل ..

طرق عادل الباب : حمودي يالله سرع .. بتأخر على الشغل ..

وصله صوت أخيه : دقايق وبطلع ..

ركض عادل نحو غرفته .. رفع وسادته .. وأعاد قراءة الرسالة ثانية .. صحيح أن ما تحتويه طعن بروحه آلاف المرات .. لكنه يكفي أنها منها .. خطتها بيمينها .. وأفرغت ما بمكنونها من أوجاع .. لم يكن أحـد غيره سببها ..

/

[ أحمـد ]

خرجت من الحمام .. وأنا أنشف رأسي بالمنشفة .. ناديت عادل أخبره بأنني انتهيت .. لكنه لم يجب .. قصدت غرفته .. لم يكن الباب المغلق .. فرأيته جالسا على سريره يقرأ ورقة بيده .. بصوت هادئ حزين :

بسم الله مقلب القلوب ..

السلام عليك يا من أخلصت له فشك في اخلاصي .. ويا من عشقته لحـد تجاهل أخطائه .. وغفران زلاته .. ففتش عن زلة يحاسبني عليها .. ويلقي بأوزار أوهامه واهتزاز ثقته .. وقلة اخلاصه .. على كتف طفلة تائهة في مدن حبه ..

" عــادل " لن أقول المزيد .. ولن أملأ السطور أكثر .. أكتفي بقول بأنك من بدأت هذه المأساة .. وأنت من ينهينها .. أنا ما زلت على العهـد .. لكن ما يخصك الموجود بقلبي .. اهتز التوازن فيه .. فلم يعد كما كان .. بات يستصعب الوثوق بك .. ويخشى وضع كفه بكفك ثانية ..

نحن راحلون .. مغادرون إلى منزل عمي أبا جميل .. وتأكد أنني لم أشي بك بعد لأهلي .. ربما يكون هذا خطأ آخر ارتكبه .. وسأنال جزاءه منك قريبا .. ربما سأندم .. ولكن ليس بقدر الندم الذي أشعر به الآن .. بعد أن سلمت لك زمام نفسي .. وربطت قدري بك .. فبات مجهول المصيـر ..

لي رجـاء .. إن كنت تشعر بالذنب كما تقول .. وتود بنيل رضاي .. وترغب بأن أسامحك .. وأتناسى ما جنيته بحقي .. فابتعــد .. ولا تحاول اللحاق بي .. ومطاردتي ..

فعلني إن لم أراك .. يعود الشوق القديم .. ويتجدد الحب الذي سفكت دمه .. فبت بنظري قاتلا .. فترقب .. فالطريق طويل .. لموعـــد المحاكمة ..

" رنــــا .. تلميذتك التي علمتها فن الأحـزان .. "

انسحبت بهدوء .. ربما لا يحق لي سماع ما يقرأه .. لكن حالته تلك .. أجبرتني لأن أسترق السمع .. فتحت خزانة الملابس .. وسليت نفسي بحزمها في حقيبة السفر .. رغم أنني أفرغتها ليلة الأمس .. لا أستطيع البقاء هنا .. مللت من دور العاشق المنهك قواه من الفراق .. ولم يعد قلبي يحمل ذرة أمل في الوصـال .. لم يعد لي شيء هنـا .. فـ الأنسى .. فعلاما يبدو .. أنهـا ليست قدري .. فليسعدهــــا الله .. ويعينيني على سنين أخرى .. بانتظار قافلة النسيــــان ..

==

وحــل الليل .. وفي منزل فطوم تحديدا .. كانت هناك مفاجئة بانتظار بيان .. الجميع متواجدون .. أي أفراد العائلة .. باستثناء ضيـاء .. وكانت هناك حفلة لتوديع بيان .. أعدها فطوم ويعقوب .. كانت الأجواء صاخبة .. الضوضاء منتشرة في كل مكان .. بعضهم ينظرون إليها بحزن فغدا في هذا الوقت لن تكون بينهم .. والبعض الآخر .. يتهامسون بسخرية .. ويقولون بأنها لا تستطيع تحمل مشقة الدراسة ..

أما هي .. بقدر سعادتها بالمفاجئة .. تحمل بقلبها خوفا من الغد وما سينتظرها .. ووجعـا .. لفراق كل هؤلاء .. وتحديدا .. والدتها .. التي تحاول التظاهر بالرضى ورسم الابتسامة ..

ومن بين هؤلاء .. كانت دعاء جالسة وهي ترسم ابتسامة على فمها .. فصفاء ورنا لم تحضران .. وتشعر بأن وجودها " خطأ " بين هذه العائلة ..

كانوا ينظرون إليها باستغراب .. وهي تكتفي بالابتسام .. وتناقص أعداد الناس .. بعد أن هموا بالمغادرة .. وبقيت هي والبعض .. تنتظر اتصال أحمد ..

وما إن رفعت هاتفها لتتصل له .. حتى رأت بيان قادمة نحوها : دعوووي .. محمود ينتظرج بالسيارة بوصلج بيتكم ..

قالت لها باستغراب : وأحمد ؟ وينه ؟

تبسمت : يقول محمود .. أحمد بس سلم ومشى .. واتصل فيه قبل شوي وقاله يوصلج .. لأنه بالمستشفى .. اتصلو له يروح ضروري ..

عبست بضيق : ما يحتاج .. بتصل في عادل ..

قاطعتها : انزين ليش تتصلين ومحمود بوديج ؟ تخلينه يجي مشوار على الفاضي ؟ يالله بلا دلاعة قومي ..

رمقتها : ما اني قايمة .. استحي من اخوج شوي أني ..

ضحكت بيان : اوه .. من متى ؟

لتقول : اففف .. قلت لج ما بروح مع أخوج قولي له مشكور ..

وضغطت على زر الاتصال لعادل .. فسحبت بيان الهاتف ..

قالت دعاء : بيااانو يالكريييهة .. بلا سخافة ..

غمزت لها : انتي شفيييج .. ( سمعت صوت عادل فتبسمت ) سلام عليكم ..

وصلها صوته الهادئ : وعليكم السلام .. دعاء ؟ من متى تسلمين تحية الاسلام ؟

ضحكت : أنا مو دعاء .. أنا بيان ..

سكت قليلا ثم قال : اخت محمود ؟

تبسمت : ايي .. صديقة رنا ..

سكت ثانية وبعد سكوته قال : هلا .. آمري ؟

فقالت : يمكن ما يحق لي أقولك الي بقوله .. بس لأن رنا واجد قريبة مني .. ولها معزة بقلبي مثل اختي .. وانت كونك خطيبها .. فافترض انك خطيب اختي .. ( ضحكت ) سوري ما اعرف اقول مقدمات .. بس ..

ضحك بخفة : شنو ؟

تبسمت : ما عليك منها اذا قالت لك طلقها .. رنا تحبك .. وشي طبيعي بعد الي صار تطلب الطلاق .. كل الي تبيه سوه .. وخف عليها شوي .. تراها تحتاج وقت تنسى ..

تبسم : وهذا الي بسويه ..

فأكملت : تحمل بها .. ولا تأذيها .. تراها ما تتحمل شي أكثر .. كفاية الي صار من بداية علاقتكم للحين .. خلها بعيونك .. اوعدني إلي بينكم بيتصلح .. وبترجع علاقتكم أحسن من قبل .. أبي أسافر .. وأنا مرتاحة إن اختي بخير .. وما احاتيها ..

قال بصدق : أوعدج .. انتي لا تخافين عليها .. لأني لا يمكن أفرط فيها .. تأكدي .. إن اذا رجعت لي .. راح أكون مثل ما تبي .. خلها تعطيني فرصة .. وبعوضها عن كل الأيام الي راحت ..










[ دعـــاء ]

متى ستعرف كم أهواك يا رجلا

أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مدنـا

بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه

أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أغلقت باب السيارة بعد أن جلست بالمقعد الخلفي بجانب زهور الصغيرة وأنا أهمس : السلام عليكم ..

أدار وجهه للخلف وهو يبتسم : وعليكم السلام .. شخبارج ؟

تبسمت : تمام ..

التفت للأمام .. وحرك السيارة نحو منزلنا .. وأنا اتجهت انظاري لزهور التي لم تكف عن الحديث معه .. كان يمازحها .. يسألها ما تطلب أن يأتي به لها من الأردن .. كانا يضحكان .. وأنا أنظر إليه تارة وتارة أخرى لها .. أود أن يكلمني .. أن يبادلني أطراف الحديث .. أن يسألني عن دراستي .. عن أي شيء يخصني .. ما يهمني أن يعيرني اهتمامه ..

تنهدت بضيق .. وأنا ألتفت إلى النافذة .. أتأمل الطريق .. بقي الكثير من الأميال لأن نصل إلى البيت .. وأنا أشعر بالضجر .. فتجاهله إياي .. يحرقني من الداخل .. ويشعل حرائق بقلبي .. ترفض بأن تنطفئ ..

لما أشعر بهذا الشعور نحوه هو فقط ؟ لما أريده هو رغم أنني على يقين بأن لا يود بقرب واحدة مثلي .. لما أحاول التقرب منه وهو لا يتوانى على أن يخطو مزيدا من الخطوات في شوارع البعد عني ؟!

تجمع الدمع بعيناي .. أرغب بأن أفصح له عما بقلبي .. لكنني متأكدة من أنه سيصدني .. فلأتشبث بالأمل .. وأحاول عدم النظر إليه .. كي لا تخونني قدرتي على الكتمان .. وأجهر بأحاسيسي اتجاهه ..

كنت هادئة .. وكل شيء فيّ ساكن .. عدى دمعي الذي بدأ بالهطول .. مسحته بظاهر يدي .. والتهمت الطريق بنظراتي وأنا أزفر بضيق .. رأيته يلتفت لي .. يبدو أنه انتبه أخيرا أنني أبكي .. أرجوك يا هذا استمر في تجاهلك .. ولا تسألني شيئا .. فقد ظهر على نبرته الخوف وهو يقول : تصيحين دعاء ؟ صاير شي ؟

لم أجبه .. أساسا ماذا أقول له ؟ ابتلعت غصتي وواصلت النظر للطريق .. لحين أن توقفت السيارة بجانب الاشارة الحمراء .. ليدور برأسه للخلف .. ويسألن مجددا : دعاء شفيج ؟ يألمج شي ؟

قلت له بهدوء : ماله داعي تعب نفسك وتسأل ..

رمقني باستغراب : أتعب روحي ؟

==

[ محمود ]

لما أسألها إن كانت هي لا تود أن تجيب ؟! لما شعرت بالضيق بمجرد أن رأيت دمعها ؟ أدرت وجهي عنها وواصلت طريقي .. لكن حينما سمعت صوت شهقاتها .. ثار وجعي .. أدرت وجهي ثانية وقلت بغضب : للمرة الأخيرة أسلج شفيج ؟ شنو هو لعب جهال ؟ تكلمي .. أحد ضايقج في بيت خالتي ؟

لتصرخ بوجهي وهي تمسح دمعها : يعني هذا الي قاهرك ؟ خايف أحد من هلك ضايقني ؟ ليش يعني ؟ أهمك ؟

قلت لها وأنا أوقف السيارة بجانب الطريق : اكيد .. مو انتي اخت أحمد ؟ ما ابيج تطلعين من عندنا وخاطرج مكسور ..

لتقول : وخاطري مكسور .. شنو بتسوي مثلا ؟

قلت لها بهدوء : شنو صار ؟ من الي ضايقج ؟ تكلمي ..

مسحت دمعها وقالت بنفس الهدوء : اخاف اتكلم .. واطيح من عيونك ..

لم أفهم ما تعنيه : لا تخافين من شي .. كوني واثقة مثل ما أحمد يخاف عليج ويضايقه يشوفج جذي .. أنا بعد نفس الشي ..

لتقول : وليش ؟

سكت قليلا .. ثم قلت : لأنا اخوان .. وكل أخ ما يقدر يشوف اخته تصيح وما يعرف ليش ؟

لتثور : تبي تعرف ليش اصيح ؟ تبي تعرف ليش أنا مضايقة ؟ تبي تعرف ليش خاطري مكسور ؟ كل الي فيني سببه انت ..

قلت لها بصدمة : أنا ؟ ليش شنو سويت ؟

زاد بكاءها : ليش تسوي نفسك ما تفهم ؟ ليش تتجاهلني ؟ ليش تجرحني بكلامك ؟ انت تدري اني ما اعتبرك اخوي ولا يمكن بعد .. تدري ليش ؟

مضت في نوبة بكاء حادة .. وأنا حواسي كلها تحت تأثير المخدر .. ما تقول هذه ؟ ما تعني بكلامها ؟

همست لها بهدوء : مسحي دموعج .. هدي ..

قاطتني وهي ما تزال تبكي : حرام عليك محمود .. ارحمني شوي .. أنا تعبت .. من متى وأنا أكتم ؟ من متى وأنا اتمسك بأمل انك بتحس على دمك وبتحس فيني .. أنا ادري اني ما اعني لك .. أدري اني مو مثل ما تتمنى .. بس أنا مالي ذنب .. ما لي ذنب اني حبيتك ..

اصرخوا عليها بكفى .. لا أحتمل سماع المزيد .. ماذا تضنني ؟ بليد ؟ لا أشعر ؟ ماذا تتوقع مني أن أفعل ؟ أطرق باب قصرها ؟ وأطلب من والدها يدها كي يرميني إلى خلف الشمس ؟ أم أعيش معها بحكاية حب عقيمة ؟ مصيرها محتوم وهو الفــراق : دعاء فكري بعقلج .. الشخص اذا خلى قلبه وهواه يسيره ما بيصحى إلا وهو بالهاوية .. دعاء أنا وانتي مثل شمس وقمر .. مستحيل نتجتمع .. أنا ما اقدر أخطو أي خطوة .. لأن أعرف إني بعدها بندم ..

وهي تمسح دمعها : تندم ؟ أنا الي أعرفه اذا الواحد يبي شي .. يترك أشياء .. ولو كنت تحبني .. بجزء من حبي لك .. كان تقدر تضحي علشان أكون لك .. ما يهمك أبوي ..

قاطعتها : أضحي بشنو ؟ دعاء افهميني .. شلون ما يهمني أبوج ؟ أبوج بس لأني صديق أحمد مو خالني بحالي .. تبيني أروح له برجولي ؟ قولي لي .. وقتها من لأمي وأخواني ؟ أنا نادر نفسي لهم .. فلا تتوقعين مني شي ..

قالت بهدوء : أفهم من كلامك انك تبيني بس ما تبي تتورط مع أبوي ؟ محمود جاوبني .. انت تحبني ولا لا ؟

أدرت وجهي للأمام .. أتسألني إن كنت أحبها أم لا ؟ مهلا .. لم أسأل نفسي هذا السؤال قبلا .. أأحبها أنا ؟ أما أمر به يسمى حبا ؟ أم أنها تعجبني وكفى .. وإن كنت أحبها .. ماذا سأجني إن أعترفت لنفسي ولها ؟ غير العذاب لكلينا .. فقلت بعد تردد كبير : قلت لج .. أنا أعيش حياتي علشان أخدم أمي وأخواني .. وحتى لو كان راح يكون انسان جديد أعيش علشانه .. بتكون زوجتي .. وبعد سنين طبعا .. وما أضنها تكون انتي .. تدرين ليش ؟

لم تجبني .. ولم أتجرأ أن ألقي عليها نظرة .. كي لا أتراجع .. لا بد لي من حسم الأمر .. لا بد لي أن أضع لمشاعري هذه حدا .. إلى أين سأصل بها ؟ أإلى الجحيم : لأني قبل ما أبيها حبيبة .. أبيها تكون أم لولادي .. وما أضن انج .. تقدرين تتحملين مسؤلية تربية .. وانتي ..

قاطعتني بصوت هادئ .. خال من الحياة : مو متربية ..

هزتني كلمتها .. لا أرضى أن تقول هكذا .. لكنني مجبر .. على أن ألبس قناع القسوة : ماله داعي هـ المسطلح .. بس أضنج .. تعرفين .. إن الانسانة الي بتقتحم حياتي أبيها تكون لي بروحي .. ما يشاركني فيها أحد .. محد غيري طالعها ..

لا أعلم كيف رصصت الكلمات ببعضها .. أود الإفصاح .. أود الاعتراف .. لكنني لا أستطيع .. توقعت أنها ستبكي .. واستعديت لسماع صوت انتحابها .. حركت السيارة .. ولم أسمع إلا صوتا هادئا فيه قوة غريبة : معاك حق .. أنا غلطانة بأني فتحت معاك هـ الموضوع .. أنا كنت واثقة من أن ردك راح يكون أقسى من جذي .. قلت بقول رقاصة .. ومن هـ القبيل .. بس طلعت شهم صراحة .. بارع باختيار مفرداتك .. وأنا .. للمرة ثانية أعترف لك بأني غلطانة .. لأن كل كلامك صحيح .. ولا شلون أنزل نفسي لمستواك ؟ وتراك غلطان بس بشي واحد .. احنا مو شمس وقمر .. احنا سما وأرض .. لا يمكن تركب لي .. وتوصل لوين ساكنة .. ومستحيل أفكر .. اني أنزل لك ..

لم أرد عليها .. لأننا وصلنا إلى منزلهم .. ليس ضعفا مني .. ليس لأنني لا أمتلك ردا .. وإنما لأن لساني انعقد .. فمنذ متى .. كان الذي يعشق يتفنن بجرح حبيبه ؟ هذا نحن .. أنا وهي .. فلكل عاشق .. طريقته الخاصة بتعبير عن مشاعره ..

ولكنها لم تكتفي بهذا القدر .. فبعد أن أغلقت باب السيارة .. طرقت على النافذة وما إن فتحتها حتى همست : أوعدك إذا تفنشت من شغلك بعد .. وما لقيت لك شغل .. تجي عندي .. وأشغلك سواقي الخاص .. تصدق .. الشغلة لايقة عليك ..

دخلت المنزل وهي تضحك .. أو قل تمثل الضحك .. وأنا أخذت أتأمل بظلالها الراحل .. وبداخلي غصة .. ورغبة تخنقني بالبكاء .. سامحكِ الله .. قبل قليل أحييتي قلبي .. وبعد حين .. أمتيه ..

[شكراً ، فلقد أهديتني جرحـاً ما زلت أبحث عن علاجه !!]

==

[ أميرة ]

كنت في الصالة العلوية .. أقرأ مجلة سيدتي .. حينما أأتت دعاء متوجهة لغرفتها ووجها تتضح عليه آثار الدموع .. ناديتها : دعاء .. شفيج ؟

التفت لي وهي تبتسم : مضايقة شوي .. تعرفين بيان باجر بتسافر .. وما بتجي إلا بعيد الأضحى ..

تبسمت : ما عليه .. في اختراع اسمه تلفون .. ( قلت بفرح ) المهم ما قلت لج ؟

جلست جانبي : شنو ؟

اتسعت ابتسامتي : اتصلو لي قبلوني بشركة اتصالات .. وبداوم يوم الأحد ..

تبسمت بسعادة : صج ؟ أحسن لج من قعدة البيت المملة ..

قلت لها وأنا أهز رأسي مؤيدة : اييي .. دعوي بكره بنروح أشتري لي ثياب اوكي ؟

ضحكت : اوكييي .. بس شنو بتشتغلين ؟

قلت لها : سكرتيرة ..

بعد عشر دقائق استئذنت وذهبت لغرفتها .. ونهضت أنا نحو غرفتي .. بانتـــظار الأحــد المقبل .. الذي لم يتبقى على أن يأتي إلا يوم واحد ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:45 AM   #48


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ بيان ]

وحـــــل الصبـــــاح .. الصبـــاح الذي شهدت طلوعـه عيني الأم وابنتها .. وكلاهما .. يعتصر فؤادهما خوفا .. وهمـا من البــعد ..

فتحت باب غرفتها .. مشت بخطوات هادئة نحو المطبخ .. قررت اعداد الفطور اليوم بدلا من والدتها .. وبينما هي تعد الشاي .. دخلت الأم المطبخ .. وعلى فمها ابتسامة حزينة .. أخذت تتأمل بابنتها بضيق كبير .. وما إن رأتها ابنتها .. حتى هرولت ناحيتها .. ضمتها .. وجلستا تعدان الفطور .. والأم مستمرة بتقديم نصائحها التي لم تكف عن قولها منذ أن تحدد موعــد السفر ..

دخل محمود المطبخ .. ولم تنتبها له .. فهما منشغلتين بالحديث .. صرخ بصوت مرتفع : صبـاح الخير ..

التفتا إليه مذعورتين .. وهزأته أمه : بسم الله الرحمن الرحيم .. محمود ! شهـ الحركات ؟

ضحك بخفة : شفيج يا أم محمود انزهقتي ؟ حبيت أسوي شوية أكشن من الصبح ..

ضحك الجميع .. وأتى علي وهو يتثائب : ماما جوعان .. أمس ما عرفت أنام من الجوع ..

لتقول الوالدة : الفطور جاهز .. غسل وجهك وتعال تفطر ..

فقال محمود : أمداك جعت ؟ أمس محد خلص العشا غيره .. يبلع من عرض .. الي يشوفه يقول مجوع .. من مئة سنة مو ماكل ..

قهقه ضاحكا : حدك سخيف .. وما تضحك .. تبيني أصير مثلك ؟ عظم على جلد ؟ أنا يا حبيبي مستقبلي مشرق .. بصير ملاكم .. ولازم أنمي عظلاتي ..

ضحك محمود وبيان بسخرية وقالت الأم : شنو ملاكم ؟ أنا ما عندي عيال ملاكمين .. تبي تصير من هذلين إلي ما عندهم دين ولا مذهب ؟ بس بيعطونك ضربة بتموت ..

ضحك الجميع .. واستمر علي في نقاش عقيم .. محاولا اقناع أمه برغبته .. لكنه يأس أخيرا بأنها لن ترضى .. ومضى الوقت سريعا .. أذن مؤذن يعلن حلول وقت صلاة الضهر .. وتوجه النــاس إلى مناجاة بارئهم .. وبعد انتهاء الصلاة .. لملمت بيان آخر حاجياتها .. قرآن أزرق صغير .. بعض الصور .. وسادة صغيرة .. دميتها التي أهداها إياها والدها .. أقفلت الحقيبة مرة أخرى .. جددت وضوئها .. بدلت ملابسها .. ألقت نظرة أخيرة على حقيبة اليد .. لم تنسى شيئا .. ارتدت شالها وعبائتها .. تأملت جدران غرفتها الصفراء .. حاجياتها .. تأملت كمبيوترها الذي استبدلته الآن بكمبيوتر محمول .. ودعت كل هذا على أمل اللقاء .. أغلقت الغرفة بعد أن جرت حقيبتي السفر .. ونادت محمود : محموود .. كاني طلعت أغراضي .. ثقيلة الشنطات ..

أتى علي وهو يسخر : ثقال ؟ في هـ الوقت تعرفون قيمة صاحب العظلات .. بعدي .. خليني أشوف شغلي ..

رمقته بسخرية : عدال .. أخاف عظلاتك تخاف وتشرد ..

ضحك سخرية : ما برد عليج .. تردين ليش ؟ لأنج غايرة ..

قطعت حديثه : من ويش يحضي ؟ هذا وانت عظامة بدون لحم جذي .. ما يندرى أرد أشوفك بالون ولا للحين جذي ..

طنشها ومشى يجر الحقائب .. وما إن وصلت الصالة .. حتى رأت خالتها أم فطوم .. وفطوم .. تبسمت بسعادة .. وخرج الجميع .. قاصدين المطـــار ..

/

وفي المطار .. كانت في أحضان والدتها .. والدمع متجمع بعينيها .. تنظر نحو أحبتها ..

أمها .. خالتها .. فطوم .. علاوي .. عماد .. يعقوب .. زهور ومروة ..

سلمت على الجميع .. وكانت تقبل أختيها : تحملو بالماما .. لا تعاندوها .. لأني اذا اتصلت وقالت لي انكم عاندتوها .. ما بجيب لكم هدايا ..

قالت مروة : متى بتجين ؟ بتروحين واجد عن البيت ؟

تبسمت : امممم مو واجد .. غمضي وفتحي عيونج .. وبتشوفيني عندكم بالبيت ..

أغمضت عينيها وفتحتهما مرة أخرى : كاني فتحت .. وينج اللحين ؟

ضحكت بخفة : مو اللحين .. اذا رديتو البيت ..

ابتعدت عن أختيها .. وضمت كفي توأم روحها فطوم : تحملي بأمي .. كل تعالي البيت .. لا يخلى البيت منا ثنتينا ..

تبسمت بوجع : لا توصيين .. انتي تحملي بروحج .. بيون اذا خفتين بس ذكري الله .. تذكرى ان الله وياج .. ( تلألأت الدموع بعينيها ) بيون ما ادري شلون بعيش بدونج ..

ضمتها إليها : ولا اني .. يالله يعقوب بياخذ مكاني .. صح ولا لا ؟

ضحكت بخجل : مكانج محفوظ بالقلب .. راجعي عدل .. ولا تستهترين بالدراسة ..

تبسمت : ان شاء الله جدتي .. ايي صح .. على طاري جدتي .. كل ما تشوفينها بوسي راسها عني ..

تبسمت : اوكيي .. وانتي سلمي على صفوي .. وقولي لها اذا ما تحملت فيج يا ويلها مني ..

ضحكت : افا عليج .. يوصل ..

قال لها محمود : يالله بيون .. تأخرنا ..

ألقت نظرة علي الجميع .. شعرت بأن هناك من لم يأتي لويدعها .. بحثت عنه بعينيها .. فلم تره .. أدارت وجهها لفطوم كي تسألها عنه .. لكنها لم تستطع لأن فطوم كانت تبكي .. لوحت بيدها .. حركت قدميها ماشية خلف محمود .. أدارت وجهها للخلف .. وما إن رأت دموع أمها .. حتى هرولت إلى أحضانها .. بكت .. وعادت الأم تكرار نصائحها .. وبصعوبة .. حررت الأم ابنتها .. وجعلتها تسير خلف محمود الواقف بالنتظارها ..

مشت وهي تمسح دمعها .. أتموا الاجراءات .. وجلست بانتظار سماع اسم رحلتهم .. لكنها بدلا من أن تسمع اسم الرحلة .. سمعت أحدا ما ينادي باسمها ..

أدارت وجهها .. رأته واقف بين كثير من الناس .. ينظر نحوها .. وابتسامة عالقة على فمه .. اللتفت لمحمود .. فرأته منشغلا بالحديث مع أحمد .. مهلا .. ماذا يفعل أحمد هنا ؟

لم تشغل نفسها بالتفكير لسبب وجوده .. ونهضت متجهة لذالك الذي تعنى للقدوم .. وقفت أمامه وقالت معاتبة : كان لا جيت .. وربي حطيب بخاطري عليك ..

تبسم متألما : كنت ما بجي .. لأني ما أعرف أودع ناس غاليين علي .. بس جييت علشان أعطيج شي ..

تبسمت بوجع : يعني ضميرك ما يأنبك أسافر وما تسلم علي ؟

قال لها : بلا .. يمكن لهسبب جييت .. ( اقترب منها خطوتين .. ومد ذراعه بمسبحة ) تفضلي ..

تناولت المسبحة وهي تقلبها بيدها : مشكور .. تراها أحلى هدية ..

تبسم : انتبهي لنفسج .. ولا تنسين ذكر الله .. حطي بالج على دراستج .. لا تشغلين بالج بأشياء ثانية .. الجو هناك برد شوي .. دفي نفسج .. ما ابي أسمع انج مريضة ..

تبسمت : ما اوصيك على امي .. دام محمود مو في البيت بات عندها .. لا تقصر عليها بشي ..

هز رأسه : أمج هي أمي .. ويالله روحي .. محمود ينادييج .. الطائرة بتطير عنكم ..

رفعت كفها ملوحة : مع السلامة ..

تبسم : بأمان الله وحفظه ..

\

[ عمار ]

رآها تسير .. وتختفي من بين النـــاس .. وقف يستـرجع كل ذكرياته معها .. لحين أن شعر بكف وضعت على كتفه .. التفت فإذا به شرطي الأمن الذي استغفله ودخل إلى هنا .. عاد أدراجه .. وهو يشعر بكثير من الضيــق .. عـــاد .. وهو يدعــو لهـــا بكـــل الخيــر ..

==

[ جاسم ]

في مثل هذا الوقت .. خرج صاحبنا من السجن .. رفع كفه يغطي بها عينيه من ضوء الشمس .. التفت يمينا ويسارا .. ألم يأتي أحد لاستقباله ؟ فكرا قليلا .. من ذا الذي سيأتي ؟

تبسم بألم .. ومشى ببطئ .. وصل الشارع العـام .. أوقف سيارة أجرة .. توقفت عند منزل عمه .. ترجل من السيارة .. تشابك مع حارسي البوابة .. لحين أن تمكن من الدخول .. مشى متثاقلا .. دخل داخل المنزل .. أخذ يناديها .. كرر اسمها مرارا .. ولم يجبه إلا صدى صوته .. وبعد دقائق .. أتت احدى الخادمات .. وقالت له بلهجتها المكسرة .. أن منتهى غادرت .. وأمه وعمه واخوته خارجين في نزهــة ..

خرج من المنزل .. جلس بجانب بركة السباحة .. خلع حذائه .. ومد رجليه في الماء .. منتهى غادرت .. إلى أين ؟ أيعقل أنها تزوجت أحمد .. وارتاحت من عذاب هذا البيت ..

تبسمت على هذه الفكرة .. الحمد لله .. صحيح أن الله لم يكتب رنا من نصيبي .. لكنه عوضني بفرحتي بأختي ..

تذكرت أن الشرطي عند خروجي أعطاني هاتفي .. أخرجته بسرعة من جيب بنطالي .. وبحثت في قائمة الأسماء .. اسمها .. ضغطت زر الاتصال لكنه وصلني : لا يمكن الاتصـال حاليا بالرقم الذي طلبته ..

تأففت بضجر .. واتصلت بعادل .. الذي رد من بداية الرنين : جميل ؟ طلعوك من السجن ..

تبسمت على نبرته الوالهة : اي .. قبل شوي ..

فقال : شخبارك ؟ بخير ؟ عذبوك ؟ في وينك اللحين ؟

قلت له وأنا أخفي ضحكتي : في بيت عمي .. كنت جاي آخذ منتهى .. بس تقول الخدامة طلعت .. بس ما ادري وين ؟ وعمي ومرته طالعين الله لا يردهم ..

فقال لي موبخا : مرته هي أمك .. مهما سوت تظل أمك فلا تتكلم عنها جذي ..

قلت بغضب : الأم الي تربي الي تتعب .. الأم مو اسم وكناية .. ( بضيق ) والي يسلمك لا تضايقني كثر ما انا مضايق .. تدري وينها منتهى ؟

سكت قليلا وقال بهدوء غريب : انتظر دقايق .. مسافة الطريق وبجييك ..

قلت له : أنا بروح بيتنا .. وحشوني أبوي وأمي .. تعال لي هناك ..

فقال بنفس الهدوء : اوكي .. بسوي لك مسكولين واطلع لي ..




[ منتهـى ]

واقفة في شرفة الغرفة .. تشهد على هطول المطر .. تناجي ربها مناجاة صامتة .. لا يسمع لها صوت .. تدعـوه أن يسكن أنينها .. ويرزقها الصبر .. والقدرة على تحمل هذه العيشة المستحيلة ..

كان الجوء باردا عندها .. أطرافها متجمدة .. لكن .. وخزات العظام بردا .. أفظل لديها من وجع القلب .. مع ذالك الموجود داخل الغرفة ..

وهكذا يشاء الله .. كلما تمر مرور الكرام بالتفكير به .. يأتي إليها .. فها هو يضع ذراعيه فوق كتفيها ويقول هامسا : الجو بارد .. دخلي داخل ..

لم تجبه .. ليس لأنها لا تود الكلام .. وإنمــا أوجــاعها لا تسمح لها بالرد عليه .. وحينما أقول أوجاعها لا أقصد وجع قلبها وحده .. بل منذ مدة وهي تشعر بالضعف .. ودوران في الرأس ..

أجلسها على الكنبة .. وهي ما تزال صامتة .. لمح اصفرار وجهها : تبين تروحين المستشفى ؟

وأخيرا قامت بردة فعل .. فقد تنهدت .. واتجهت نحو السرير .. تدفأت باللحاف .. وغمضت عينيها .. تحاول الهرب من التفكير بكل شيء .. تحاول ارخاء عقلها ولو للحظـــات ..

زفر هو الآخر يائسا منها .. وخرج من الغرفة ..

==

[ رنــا ]

سمعت صوت الجرس .. فنهضت أفتح الباب .. فالجميع نائمون في هذا الوقت من الضهيرة .. عداي أنا .. التي ليس لدي جامعة اليوم ..

اتجهت للباب .. وقلت بصوت هادئ : مين ؟

وصلني صوت جميل : أنا جميل .. فتحي الباب ..

تذكرته .. منذ مدة لم أره .. أين اختفى كل هذه المدة ؟ أيعقل أنه حينما علم بوجودي هنا قرر الذهاب لمكان آخر ؟ ولم أصحى من أفكاري إلى حينما سمعت صوته علا : رنــا أنا جميل .. فجي الباب ..

غطيت شعري بشالي الأسود .. وفتحت الباب .. وما إن دخل .. ألقى علي نظرة لم أستطع تفسرها .. ومشى داخل المنزل ..

وقفت متجمدة .. ليس لنظراته .. بل لمظهره .. فقد بدا متعبا .. ولم ينم منذ أيام .. لأتذكر ما قاله لي عادل تلك الليلة .. جميل .. جــاسم .. مهــلا .. هل ما قاله صحيح ؟

مشيت خلفه .. رأيته يصعد الدرج .. ركبت خلفه .. دخل غرفته .. وأغلق الباب بقوة .. مشيت لناحية الباب .. أأطرق الباب ؟ أأسأله عن صحة ما قيل ؟ كــلا .. يبدو مرهقا .. فليرتح .. وسأجل استجوابي وتوبيخه لي لوقت آخـــر ..

/

[ عـادل ]

طرقت الجرس .. وسندت جسدي على الباب .. وأنا أفكر فيما سأقوله لجميل .. ما ستكون ردة فعله ؟ لأسمع صوتا من خلف الباب اشتقت لصاحبه كثيرا .. لم أجب .. انتظرها تفح الباب وأكحل ناظري بها .. وكلها ثوان .. ويتحقق ما أصبو اليه .. تفتح الباب .. أدير وجهي ناحيتها .. تلتقي عيناي بعينيها الجميلتين .. ابتسم لنشوة اللقاء .. أراها ما تزال مصدومة بي .. فأهمس بشوق : وحشتيني ..

تغلق الباب بوجهي .. فتتلاشى ابتسامتي .. اقرب أذني من الباب .. انصت لأنفاسها الاهثة .. وأقول : أدري انج ورى الباب .. اشتقت لج رنوي .. متى بترحميني ..

فيصلني صوتها الغاضب : لو رحمتني ذاك اليوم .. رحمتك .. روح .. ولا تجي مرة ثانية ..

قلت لها بوجع : أنا غلطت .. وقلت لج مليون مرة آسف وسامحيني .. رنـا أنا هـ الوقت بالذات أحتاجج أكثر من قبل .. متورط .. وما أعرف شنو أقول لجميل ..

لتقول : أنا مالي دخل فيك .. حل مشاكلك بنفسك ..

قاطعتها : هذي مو مشكلتي .. ولد عمج طالع من السجن اللحين .. وما يدري شنو صاير من وراه ..

فتحت الباب بصدمة : شتقول ؟ جميل طالع من السجن ؟ ليش ؟ شنو مسوي ؟

تبسمت حينما رأيتها منفعلة : أحبـج ..

توردت خديها : انقــــلع .. قاعد تتبلى على جميل ليش ..

وما إن همت بإغلاق الباب .. حتى كنت أسرع منها وفتحته : أنا ما اتبلى عليه .. اذا أنا أجذب .. روحي له واسأليه .. قولي له في وين كنت هـ الأيام ؟ اذا سكت .. أو قالج مالج دخل .. افهمي انه بالسجن ..

رمقتني بغضب : وانت شدراك ؟

تبسمت : ممكن أدخل وأفهمج الموضوع ؟ أنا قبل ما اجي .. اتصل فيني .. وقال لي أجي له هني ..

سكتت قليلا .. ثم قالت : ادخـل ..

==

[ منتهى ]

فتحت عيناي بصعوبة .. فرغم أنني نمت نوما عميقا .. إلا أنني ما زلت أشعر بالارهـاق .. حاولت النهوض .. أريد أن أصلي ما فاتني من الصلاة .. لكنني لم أستطيع .. فجسدي كله يؤلمني .. وأشعر بغمامة على عيناي .. رأسي يكاد ينفجر .. خلعت العدستين بصعوبة .. فقد نسيت أن أخلعها قبل أن أنام .. وضعت رأسي على الوسادة .. وأنا أرى كل شيء حولي يدور ..

وما إن خف الدوار .. نهضت بهدوء .. مشيت بتثاقل .. توظأت .. وحينما انتهيت من الصلاة .. فتحت الثلاجة لأتناول شيئا .. وانتبهت لأن المكان خاليا منه .. تذكرت أنني خبأت هاتفي في حقيبة السفر .. أسرعت نحو الحقيبة .. واتصلت ببيان ..

بعد عدة رنين أجابتني بلهفة وخوف : منتهى .. شخبارج ؟

قلت لها بذات الخوف مع كثير من الوجع : انا بخير .. اخوي شخباره ؟ طلعوه من السجن ؟

لتقول : ما ادري .. المفروض اليوم يطلع .. لحظة بسأل ..

سكت قليلا .. انتظرها ترد علي .. ليصلني صوت معشوقي : منتهى ..

سكـر سمعي .. وشعرت براحة ليس لها نظير حينما سمعت صوته : أحمد أخوي .. طلع من السجن ؟

لا أعلم لما سألته عن جاسم ولم أسأله عن أحواله .. ربما بسبب ذالك العقد أو الصفقة التي وقعتها بالحكمة .. وربما هو تسائل سؤالي فقد أجابني بشيء من البرود عكس نبرته السابقة : اليوم بطلعونه .. ويمكن حتى طلع ..

لم أعرف ماذا أقول .. فكل الكلام الذي أود قوله له .. طـار من يدي : سلم عليه ..

ليقول : الله يسلمج .. أنا مو في البحرين .. اذا رديت وشفته بوصله سلامج ..

مهلا .. إنه مسافر .. وبيــان معه .. لماذا ؟ سألته بضيق : ليش مسافر ؟

قال لي : أغير جو .. كلها سبوعين وبعتمر ان شاء الله ..

قلت له بضيق أكبر : وبيان معاك ؟

لا أدري كيف نطقت بهذا الكلام .. وما الحكمة في طرحه ولكن : ايي .. بتدرس بالأردن .. وأنا رايح مع أخوها ..

لم يطمئن قلبي .. قلت له والدمع متجمع بعيناي : طيب أنا بسكر اللحين .. سلم عليهم ..

وصلني صوته الحاني : انتبهي لنفسج ..

ألقيت الهاتف على الجدار .. وأخذت أبكي بقوة .. لما أشعر وكأنه خانني ؟ لما أشعر بأنها تعدت على شيء يخصني .. بيان .. أرجوكِ .. لا تقتربي منه .. فهـــو لي أنــا .. يحبني أنــا ..

ولم أنتبه لظل مازن إلا مؤخرا .. لأفرغ غضبي ووجعي عليه حينما قال لي : تراه خاين مثلج .. ما بغاج تتباعدين .. حتى راح لوحدة الثانية .. مسكينة .. تضنينه يحبج يعني ؟ انتي ما تعرفين الرجــال .. كل يوم نحب وحدة .. إلا أنا تصدقين .. محد يملي عيوني غيرج ..

/

[ مازن ]

سمعت صوتا في غرفتها .. يبدو أنها استيقضت .. طرقت الباب .. وحينما لم أسمع ردا .. فتحته بهدوء .. رأيت سريرها خاليا .. مشيت نحو الشرفة التي تتواجد فيها دوما .. ولم تكن فيها .. قصدت غرفة الملابس .. رأيتها تتحدث بالهاتف .. هاتف ؟! ألم أمنعها من استخدامه ؟ تكلم من ؟ اقتربت منها ولم تلحظ وجودي .. وايقنت أنها تكلم حبيبها .. الخائنة ..

لتنهض كـ المجنونة .. تصرخ .. تهذي بكلام أغلبه لم أفهمه .. أيعقل .. أن منتهى .. الهادئة .. تنفلت أعصابها هكذا ؟ ألهذا القدر تعشقه ؟

صرخت عليها : بس .. جب .. انتي ما تستحين ؟ على ذمتي وتكلمينه ؟ اذا ما تستحين هو يستحي .. وشنو تبين يسوي يعني ؟ ينتظرج لما أطلقج وياخذج ؟ حبيبتي .. هذا الشي مستحيل يصير .. خليه يروح في حال سبيله .. لش تعلقينه بأمل ما له بالواقع صلة .. أنا زوجج .. رضيتي ولا لا .. واذا تحبينه .. خليه ينساج .. الي لقاه كافي .. خليه يعيش حياته ..

تمسح دموعها وتصرخ : ما يحق لك تقولي هـ الكلام .. وأحمد يحبني .. ولا انت ولا غيرك بخلوني أشكك في هـ الشي .. بجي يوم وبتخلص فيه منك .. بجي يوم وبنكون أنا وأحمد مع بعض ..

استفزتني .. فصفعتها : عييييب .. والله ما الومج اذا قلتي هـ الكلام .. انتي ما تربيني مثل الأوادم علشان تعرفين الغلط من الصح ..

قاطعتني : الي رباني أحمد .. رباني أحبه .. رباني أوفي له .. رباني ما أخونه مع غيره .. صحيح انك تحديت حدودك وغصب عني تباعدت عنه .. بس طول عمري بظل وفية له .. عمري ما بحب غيره .. انت زوجي عند الناس .. وكلمة اني لك .. جملة تسكت بها روحك .. وتقنع نفسك بالراحة .. حط في بالك شي .. اني لو أحصل فرصة وحدة بس .. أرفع عليك قضية طلاق وأخلعك .. ولا احد بيجبرني أبقى معاك .. أخوي وبيطلع أو طلع اليوم .. ولا تضن انك بتقدر تمنعني .. لأن عندي عادي أقتلك .. واتحرر بعدها من الصفقة الي تربطنا ..

أود خنقها .. ما تقول هذه المجنونة ؟ بل .. خنقتها فعلا .. طوقت بكفاي عنقها .. كانت تموت .. وأنا أتلذذ بسماع صوت استغاثها .. كانت تموت .. وأنا أبكي وأضحك .. فليأخذها الموت .. فليريحني من التفكير بأنها ستكون لذاك يوما .. سحقا لكِ .. ولليوم الذي أحببتكِ فيه ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:46 AM   #49


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ جــاسم ]

رأيته من نافذة غرفتي حينما دخل .. نزلت كي أذهب له ويخبرني ما حدث لمنتهى .. وصلت إلى حيث كانا موجودين .. لكنني لم أدخل .. فقد سمعته يقول : رنا ما انا عارف شلون أقوله منتهى تزوجت مازن علشان تطلع من السجن ؟

دارت بي الدنيا .. شعرت بهبوط بالسكر .. شعرت بأن كتلة حديد رميت بثقلها فوق رأسي .. فتحت الباب بهدوء .. ألقيت عليه نظره انسان فقد الحياة من جديد : قول انك تمزح ..

نهض من مكانه .. وتقدم نحوي .. وضع كفه فوق كتفي : خلك قوي .. انتو أخوان .. ولازم كل واحد فيكم .. يضحي علشان الثاني ..

أبعدت كفه .. وصرخت بانهيار : بس أنا شنو سويت لها علشان تضحي علشاني ؟ أنا تخليت عنها وقت ما كانت بأمس الحاجة لي .. أنا ما عطيتها شي بيوم .. علشان ترضى انها تتخلى عن حلم حياتها .. ( هطلت دموعي .. وقلت بجنون ) وين أحمد ؟ أنا قلت له يتحمل فيها .. أنا قلت له لو شنو صار ما يتخلى عنها .. ليش خلاها تاخذ ذاك الحقير ؟ شلون طاوعه ضميره ؟

أتى لي يهدأني .. وأنا أبتعد عنه .. كنت منهارا .. أشعر نفسي صغيرا أمامها .. أنا لا أستحق هذه التضحية .. لا أستحق محبتها .. حتى لو قضيت كل عمري بالسجن .. لا أستحق أن تحزن علي حتى .. لما هذا يا منتهى ؟ لما تقتليني هكذا ؟!

أتى والدايّ .. عمي وزوجته .. تجمع الجميع حولي .. لم أستطع أن أبقى معهم للحظة .. انسحبت نحو غرفتي .. أجر أذيــــال الخيبة .. وفقـــــدانٌ قسم ظهري ثانية ..

==

[ بيـان ]

تتابع الأحــزان .. تكبــر المشـاكل .. يصل اليأس إلى ذروته .. ولكــن .. يبقى هنـــاك بصيص أمل ..

أستغرب ما كتبته .. ربما لأنني ساخطة الآن على لوحة مفاتيحي .. التي لا تكتفي برسم مزيدا من الأوجـاع ..

دعوكم من ثرثرتي هذه التي أتت في غير وقتها .. ولنذهب للتي وصلت إلى الشقة التي ستعيش فيها أعوام .. بعيـــدا عن أحـــضان الوطن ..

رفعت بصري أنظر نحو الطابق الثالث .. الذي يضم مكان سكني .. ولم أنتبه إلى ليد محمود تجر ذراعي : تعالي ندخل داخل .. اذا ما عجبتج الشقة ترى عادي نبدلها ..

تبسمت له وأنا أصعد الدرج : انت قلت هذي قريبة من الجامعة صح ؟ يعني حتى لو ما عجبتني بقبل فيها ..

ضحك بخفة : زيين .. ريحتيني ..

تبسمت ثانية وقلت وأنا أقف لارتاح : تعبت .. ما وصلنا الطابق الثالث للحين ..

ضحك ثانية : الطابق الثالث وتعبتي .. عجل لو كانت بالسادس ..

رمقته : كان ما أطلع منها .. حتى الجامعة ما أروح ..

ضحكنا .. وواصلنا ركوب الدرج .. نزل الحقيبة التي بيده .. وفتح الشقة .. وقال : تفضلي ..

سميت باسم الله .. وخطوت خطوتي الأولى داخل بيتي الصغير .. الذي ستشاركني فيه صفاء القادمة بعد اسبوع .. أخذت أتأمل المكان .. صالة متوسطة الحجم .. تحتوي على 3 كنبات .. وتلفزيون .. وبها أربعة أبواب .. فتحت الباب الأول .. فإذا به مطبخ متوسط الحجم أيضا كاملة معداته .. خرجت من المطبخ .. وقصدت الباب الآخر .. فكانت غرفة تحتوي سرير لشخص واحد .. خزانة ملابس .. طاولة .. وكانت جدرانها بيضاء .. والغرفة الأخرى تشبهها والاختلاف هو جدرانها الزرقاء .. والباب الرابع .. كان حماما ..

دخل أحمد وهو يحمل الحقيبة الأخرى .. وحقيبته المتوسطة الحجم .. وقال : أي غرفة عجبتج ؟

تبسمت : ثنتينهم مو حليوين .. بس البيضا أشوى ..

ضحك محمود : شكلج ناوية تبدلين الشقة ..

قلت له وأنا أجلس على الكنبة : لا .. قلت لك دامها قريبة للجامعة موافقة .. بس برتب المكان وبصير حلو وبيعجبني ..

قال محمود : زين .. خلاص اللحين .. ندخل أغراضج الغرفة ..

تبسمت : ايي ..

==

[ رنـا ]

حـــالــة استنفـــار .. هذا ما أستطيع قوله لأصف هذه الليلة .. فـجميل .. عذرا .. لم أعتد على أن أناديه بجاسم .. قد أقفل عليه غرفته منذ الضهيرة لهذا الوقت .. ولا صوت بالغرفة .. وعمي .. قرر الآن خلع الباب .. فهو لم يكن بخير .. ولا أضن بعد الذي عرفه سيكون بخير ..

كنت أنظر إلى الجميع .. عمي .. زوجته .. أبواي .. حتى عادل .. كان كلهم خائفون عليه .. تمنيت أن يخرج بنفسه .. ويرى ماذا فعل بهم .. تمنيت أن يخرج ويعلم أن هناك من يحبوه .. ولا تغفو لهم عين وهو ليس بخير ..

كسر الباب .. دخل الجميع إلى داخل الغرفة .. عداي أنا .. سمعت صوت شهقاتهم .. صوت صرخة امرأة عمي .. لا أسمع شيئا آخر .. ربما لجم ما رأوه ألسنتهم ..

كنت خائفة .. خائفة عليه .. فهما حدث بيننا .. يضل بنظري ابن عمي .. فساقني الفضول والخوف إلى أن أقف أمام الباب .. ولم أتمكن من رؤية شيء .. فبأجاسدهم التي تحيطه .. حجبت عن عيني رؤيته ..

دخلت داخل الغرفة .. وهمست لعادل المتجمد بمكانه : عادل شصاير .. بعد خلني أشوفه ..

التفت لي .. وعيناه محمرتان .. أمسكني من ذراعي .. وسحبني إلى خارج الغرفة .. وأنا أسير خارجا .. أدرت بوجهي .. لأرى جسدا ملقا على الأرض ..

ليس هذا كل ما رأيته .. فقد دار رأسي .. ولولا عادل الذي أمسكني لسقطت على الأرض .. حينما رأيت سكينا بكفه .. والدم يغطي كفه الأخرى ..

==

[ أحمـد ]

في الشقة المقابلة لشقة بيان وصديقتها .. كنت أنا .. أطل من النافذة .. أنظر إلى المباني .. إلى الطرقات الخالية من المارة .. أفكــر بمشاعري الميتة .. بقلبي الذي ما عدت أسمع صوت دقاته العنيفة ..

فلست أنا الميت الوحيد .. فهي ميتتة أيضا .. كلنا ميتون .. كلنا سنعيش بقية عمرنا .. بلا هدف .. بلا حافز يدفعنا لتفكير بالغد ..

تنهدت بوجع .. وسالت دموعي على خداي .. فهذه الصفعة الثانية التي أتلقاها .. ففي تلك المرة .. كنت قويا .. تمكنت من الصمود .. وعدم اظهار أشجاني .. أما هذه المرة .. فالصدمة أقوى من أن تحتمل ..

جلست على طرف النافذة .. أنظر إلى الأسفل .. ماذا سيحدث لو ألقيت جسدي على الأرض ؟ ماذا سيكون مصيري ؟ أسيبكيني أحدهم ؟ أسيشعر البعض أن ثغرة ثقبت بحياته ؟

نهضت .. ووقفت أمام النافذة مرة أخرى .. تعوذت من الشيطان .. وتذكرت محمود .. لن يسامحني إن فعلت هذا .. بل لن يترحم علي حتى .. لأجل محمود .. لأجل حبه الكبير لي .. لأجل صداقتنا القوية .. سأحاول مواصلة المسير ..

لأجل أختاي .. اللتان إن رحلت ستتلهان .. لأجل عادل .. لجنون عادل .. لتهور عادل .. ومن أجل دين ما زال برقبتي .. دين انتقامي لذالك المسمى طــارق ..

الآن .. سأتفرغ له .. وسيرى .. من هم نحن .....

[ أحبكِ منتهى .. أحبكِ يا انسانة جعلتني أنذر عمري كله في انتظارهــا ]






[ محمود ]

في الشقة المقابلة .. كنت مستلقيا على فراشي .. أتامل بسقف الغرفة .. أفكر بأشياء كثيرة .. فالهموم كثرت .. والطريق طويل للتخلص منها .. فأول همومي ستكون هنا .. فلن يهدأ روعي .. إلا عندما تعود إلى الوطن .. وهي تحمل بيمنيها شهادتها ..

أما الثاني .. فهو هم مؤقت .. أفكر بوالدتي .. بأخوتي .. أتمنى أن يتقلص حجمه حينما أعود بعد اسبوع ..

وهم أحمد .. كيف أستطيع أن أنسيه ؟ كيف أخرجه من قوقعة الحزن هذه ؟ كيف أتركه يعود إلى سابق عهده ؟

والوجــع الأكبر .. لا أحتــاج لأن أفصح عنه .. فقد تمكنت ساحرتي بتعويذتها قتلي بهـدوء .. واثــارة جنوني .. وايقاض مشاعري من سبـــاتها العميق ..

كم أخشى .. أن أقدم على شيء لم يكــــن بالحسبـــان !

==

[ بيان ]

بالغرفة التي بجوار تلك .. كانت قد أغلقت هاتفها توا .. قد أكملت مكالمتها مع ابنة خالتها .. وضعت رأسها على الوسادة .. تفكر بكل ما حدث هذا اليوم .. كان يوما طويلا .. مضى سريعا .. وحدث فيه الكثير من الأشياء الغير متوقعة .. كـ وجود أحمد هنا !

كم أعجب لمشيئة القدر .. أقرر الابتعـاد عنه .. فيلحقني هو .. وكأنه يريد اقناعي أن لا مفر من التفكير به .. والحمد لله .. أنه سيبقى هنا اسبوعا فقط .. لأنني لا أستطيع الاحتمال .. أن أراه دومــا .. أخشى علي أن أرتكب حماقة .. وأندم لاحقـــا بعد لحظة طيش !

لأتذكر اتصال منتهى .. كم توجعت حينما سمعت صوتها الخالِ من الحياة .. أجهل لما ناولت أحمد الهاتف .. فقد كنا في المطار .. وحينما هتفت باسمها أدار وجهه إلي .. وكأن قلبه بدأ بالنبض توا ..

قلبت جسدي الجهة الأخرى .. تحسست الوسادة .. القرآن بجانبي .. والمسبحة أيضا .. أغمضت عيناي .. بعد أن تناولت المسبحة .. أخذت أقلب خرزاتها .. أتذكر تقاسيم وجهه وهو يعطيني إيــاها .. لأتناول هاتفي .. وأرسل له مسجا ..

أدور جسدي الجهة الأولى .. أرغب بأن أنام .. فمنذ صلاة الفجر لم تغفو عيناي .. أشعر بارهاق .. لكن .. كل ما أغمضت عيني .. تتدافع صور اليوم أمام ناظري .. كشريط مسجل بذاكرتي يتكرر مرارا ..

قرأت الفاتحة .. والاخلاص ثلاث مرات .. أهديت ثوابها لروح والدي .. قرأت المعوذتين .. سورة الكرسي .. وآخر أية من سورة الكهف .. سبحت تسبيحة الزهراء .. الصلاة عليه وآله خمسة عشر مرة .. وارتحلت بعدها لعالم الأحلام !

==

[ أميـرة ]

وانقشعت ليلة الأمس .. بــعد ليلة غاب بدرها .. وها أنا الآن أقف أمام المرآة .. أضع اللمسات الأخيرة لمظهري .. فاليوم سأبدأ العمل ..

أغلقت حقيبتي بعد أن وضعت الكحل ومرطب الشفاه .. حملت هاتفي ومفتاح سيارتي .. وخرجت من الغرفة ..

قصدت غرفة دعاء .. طرقت الباب .. فلم تجب .. يبدو أنها اليوم لن تذهب إلى الجامعة .. نزلت من على الدرج .. وصلت غرفة الطعام .. سلمت على زوجات أبي .. وكانت تنقصهم تلك التي سأطرق رأسها يوما بمطرقة .. " سأحدثكم عنها لاحقا " تناولت الفطور وسريعا .. وأنا أسمع توصياتهم ودعائهم لي .. ودعتهم .. وخرجت قاصدة سيارتي .. وكم أأمل .. أن أرتاح في عملي .. ويمضي اليوم بخيـــــر ..

ترجلت من السيارة بعد أن وصلت .. مشيت بهدوء وثبات .. وقلبي يدق بعنف .. خائفة قليلا .. ومرتبكة .. دخلت المصعد الكهربائي .. وحينما توقف حيث أريد .. خرجت وقصدت قسم شؤون الموظفين .. سلمت على الموظفة .. وأخبرتها أنني موظفة جديدة .. طلبت مني الانتظار لحظات بعد أن أخذت بطاقة هويتي لتدخل بعض البيانات في الحاسوب .. نادت أحد الموظفين ليرشدني إلى مكان عملي .. مشيت خلفه .. وخفقان قلبي بازياد ..

وأخيرا .. جلست انتظر دخولي على مدير القسم .. فأنا سأصبح سكرتيرته الجديدة .. لا أعلم كيف عثر لي عادل على هذا العمل ؟ وخرج ذلك الموظف الذي أرشدني إلى هناك .. وقال لي بأن المدير بانتظاري ..

نهضت .. سميت باسم الله .. وحركت قدماي نحو الغرفة .. طرقت الباب .. فسمعت صوته : ادخل ..

فتحت الباب بهدوء .. ورأيته جالسا على كرسي جلدي .. أمامه طاولة كبيرة .. في غرفة واسعة .. مشغول بأعماله .. مشيت بعض خطوات .. ولم يرفع رأسه بعد .. فقلت هامسة : سلام عليكم ..

/

[ نـــافع ]

وعليكم السلام ..

قلت هذا وأنا أقرأ الملف الذي بيدي .. الممتلئ بالتجاوزات .. كنت غضبا حينها مما أقرأ .. لكن حينما انتبهت أن هناك من يشاركني الشهيق والزفير .. رفعت رأسي .. ورأيت فتاة في العشرين من عمرها .. ترتدي الزي الرسمي .. وتحمل حقيبتها بيدها .. وتنظر نحوي بملل ..

تركت الملف الذي بيدي وتبسمت : مسامحة .. كنت مشغول وما انتبهت ..

تبسمت : لا عادي ..

قلت لها : انتي السكرتيرة الجديدة ؟

هزت رأسها بإيجاب : اي ..

لأقول : يا هلا بيج .. ( أشرت لها لتجلس ) تفضلي ..

جلست وقلت : شنو تشربين ؟

تبسمت : شكرا ..

فقلت : لا .. هذا اليوم الأول لج هني ولازم نفطرج على حسابنا ..

ضحكت بخفة : مشكور .. تفطرت بالبيت ..

لأقول لها : اوكي .. عجل بنبدأ الشغل .. صار لي سبوع بدون سكرتيرة والله ضعت ..

تبسمت وأكملت : أنا نافع مدير قسم الحسابات المالية .. ما عرفتينا باسمج ؟

تبسمت : أميرة ..

قلت لها وأنا أنهض : عاشت الأسامي اخت أميرة .. تفضلي معاي بعلمج على الشغل .. بس باختصار لأن ما عندي وقت .. وباين عليج شاطرة وبسرعة بتتعلمين ..

==

[ مازن ]

دخلت بهدوء .. رأيتها ما زالت نائمة .. مشيت نحوها .. وجلست على طرف السرير وهمست لها : منتهى ..

فمنذ أن أخذتها إلى المشفى وهي في العناية القسوى .. فقد هزأني الطبيب .. ولولا ان رشيته لوشى بي للشرطة ..

حركت جفنيها فقلت فرحا : منتهـــى ..

لم تجبني .. نهضت وجلست عند رأسها .. قلت بخوف : شخبارج اللحين ؟ أحسن حبيبتي ؟ ( قلت بحرج صادق ) أنا اسف والله اسف .. ما كان قصدي ..

لم تجب .. وإنما زادت في بكاءها .. فكسرت بدموعها ما لم يكسر بقلبي من قبل .. رفعت كفي .. ومسحت دمعها .. لم تعارض .. لم تقاوم .. وهذا الذي أذهلني .. نكست رأسي وقبلت كفها وقلت بصدق : أنا اسف .. أدري إني خطأت والمفروض ما يصير كل الي صار .. بس وربي مو بيدي .. أنا أحبج .. ولو ما صرتي لي كان أنا اللحين ميت .. أدري انج ما تحبيني .. وانج تكرهيني وما تبين قربي .. بس ما عليه .. أنا موافق .. لا تحبيني .. بس خليني أحبج .. أنا غلطان .. أنا ندمان .. بس ما اقدر أسوي الي يرضيج ..

توقعتها ستشتمني .. ستنهض أو ستطلب مني الخروج .. لكنها لم تفتح عينيها حتى ! وما إن حركت فمي لأتكلم .. حتى قالت لي بصوت حزين : تحبني ؟ الي يحب يسوي بحبيبه جذي ؟ انت كنت بتقتلني .. شنو ناوي تسوي فيني أكثر ؟

لم أجبها .. لأن لا جواب لدي ..

فتحت عينيها .. وقالت بنفس الهدوء : ليش ما تجاوب ؟ لأنك تعرف انك غلطان ..

انتفض قلبي وأنا أرى عيني زرقاوين : فصخي العدسات .. أحب عيونج على بطبيعتها .. أنا اعترفت لج اني غلطان .. بس لا تعاتبيني .. أنا ما اتحمل عتابج ..

فضحكت باستهزاء : فصختهم .. اكيييد ما تتحمل .. ليش الحرامي اذا باق يتحمل يحاكمونه ؟ يتحمل ظلمة السجن .. انت حرامي ..

قاطعتها : فصختيهم ؟

رفعت كفاها تتحس عينيها ودموعها تسيل : لا تسوي روحك ما تدري .. تتذكر الصور الي أخذتهم .. الصور الي بسببهم انضربت .. الصور الي خلوني أشك بأحمد للحظة .. الصور الي عن طريقهم تقربت من عمي .. تذكرهم ؟ ولا يحتاج أذكرك أكثر ؟!

رجعت بذاكرتي إلى الوراء .. عندما كنت في القطار ورأيت حقيبة جليدية .. عبث بمحتوياتها بملل .. ووجدت مجموعة صور .. كانت لمنتهى التي أحببتها من خلال هذه الصور .. فاحتفظت بصورها مع أحمد .. كـذكرى .. أساسا أنا لا أعلم لما أخذت الصور من الحقيبة .. أذكر أنني رأيتها صدفة في شركة والدي وعمها .. وحينما سألت عنها .. تأكدت أنها هي التي بالصور .. ثار جنوني .. ورغبت بالارتباط بها .. ذهبت إليها .. وصارحتها بمشاعري لكنها رفضت .. هددتها بالصور .. فنكرت بشدة .. وفي اليوم التالي أريت عمها الصور .. وزعمت أن الذي بالصور معها صديق قديم .. وبالصدفة رأيت الصور لديه وأخذتهم منه بعد أن قرر نشرهم وفضح ابنتك ..

غضب بشدة .. وبعد هذه الحادثة تقربت منه أكثر .. وضمنت أكثر أنها لي .. ولا أعلم كيف التقت بأحمد ليهدم كل الذي بنيته ..

مهلا .. أملهلوني دقيقة واحدة فقط .. ألم تكن عينيها بالصور زرقاوان ؟! كانت مجرد صور فلم أدقق وأعي إن كانتا عدستان أم لا ؟

تأملت عينيها المحمرتان .. وحينما وصلت لي المعلومة أخيرا : هذي عيونج ؟! يعني طول هـ الفترة تلبسين عدسات ؟ ليش ؟

قالت بهدوء : لأن أمي وعمي من يشوفوني يذكرون جاسم .. فعلشانهم لبست عدسات .. صار لي سنتين وكم شهر .. ما اشيلهم إلا لما أنام .. ( وبكت ) نظري ضعيف .. فصرت ألبس ساعات طبية .. لكن .. من ذاك اليوم لين اللحين ما فصختهم .. ما يكون لي خلق .. أنا اقتنعت إن حياتي سودة .. لكن بعد ما اتربطت فيك .. اكتشفت انها حلوة مقارنة بحياتي معاك ..

نزف قلبي .. خرت قدرتي على تعذيبها أكثر .. أيقنت كم أنا حقير .. وليس بقلبي أية رحمة ..

ضممتها إلي .. وأنا أبكي .. على حالي .. على صحوتي المتأخرة .. وهمست بصدق : سامحيني منتهى ..

==

[ بيان ]

كنا في المطار .. ننتظر قدوم صفاء .. كنت أحدق بكل القادمين .. أحاول تجنب سماع حديثهما ..

بعد دقائق .. كنت جالسة مع محمود وأحمد .. يطلب مني محمود أن أكتب قائمة الأشياء التي تنقصني كي نذهب لشراءها الليلة .. وغدا سأذهب إلى الجامعة .. فقد أجلنا الذهاب ليوم غد كي نذهب سويا أنا وصفاء ..

في هذا الوقت .. سمعت أحدهم يناديني .. فأدرت وجهي .. لأرى صفاء واقفة خلفي مبتسمة .. لأصرخ بسعادة : صفووي ..

وأنا أعانقها .. رأيت رجلا ينظر نحوي .. كنت أرى قدميه فقط .. حينما رفعت رأسي .. رأيت وجهه .. الذي أحفظ تقاسيمه .. تمسكت بصفاء .. وعيناي لم أرفعهما عنه .. تجمهرت دموعي .. دق قلبي بسرعة كبيرة .. كانت صفاء تناديني .. لكنني لا أسمع ما تقول .. فقط كل الذي أسمع وأراه ..

عينين محمرتين ..

رائحــة كريهـــة ..

حضن دافئ ..

صوت هادئ كسير ..

دمــوع ..

بكـــاء من فقد أمله في الحياة ..

/

[ حسن ]

ابتسمت حينما رأيتها .. كم هي صدفة جميلة .. أن أراها هنـــا .. كم هي صغيرة الحياة .. رأيتها مرتين .. ولم أعرف من هي .. وهذه المرة .. أصدم بأنها من تتحدث عنها صفاء ..

والعجب في كل هذا .. أنني كلما أراها .. أجدها باكية ..

تقدمت من صفاء الواقفة بحيرة : شفيها صديقتج ؟

لتقول بخوف : ما ادري شفيها .. هذي ثاني مرة أشوفها جذي ..

قلت لها : لحظة بسأل أخوها ..

سلام عليكم ..

رفع رأسه لي وهو مرتبك : وعليكم السلام .. مسامحة أخوي ..

قاطعته : لا عادي كله واحد .. مـا ..

ليقطع حديثي صوتها : هذا هو .. محمود قوله يتباعد .. هذا هو ..

استغربت انفعالها وقال محمود : بيان هدي .. صلي على النبي .. منو هذا ؟

رفعت رأسها من حضن أخيها وأشارت إلي : هذا .. أقولكم ما مات .. ليش تجذبون علي .. ليش لاحقني لهني ؟

==

من أنس بالله استوحش من الناس ..

،

؟

.

نهاية الجزء الثاني والعشرون






.
.

.
.

[ 23 ]

أحلامهم ليست سوى ..

أحلام مزيفة ...!

قـــد نهشتها ... أنياب الدهر ..

وهشمت أضلعها .. حوافر الخيل ..

أحلامهم .. ليست سوى ..

تراهات .. أكاذيب ملفقة ..

باختصار ..

أحلامهم .. ســراب !

[ عــــادل ]

كنت أنظر إلى عمار الذي اتصلت به قبل ساعة وأخبرته بما جرى .. فجاء وأخذ أهل رنا .. وأعادهم إلى المنزل بعدما قضو طول ليلة الأمس واقفين على أقدامهم .. ينتظرون خروج الطبيب من غرفة العمليات ..

كنت أنظر إليه بعينان تجمعت فيهما الدموع .. جراء شعوري بالحيرة .. بالضيــاع .. بالضعف .. فلا حيلة لي لأتركه ينهض مرة أخرى .. وأعيد لقلبه الهادئ .. النبض السريع ثانية ..

خرجنا من غرفة الطبيب .. بعد أن أخبرنا بأنه سيظل في الغيبوبة لحين أن يصحو .. فبالكاد تمكنو من إيقاف النزيف من يده ..

لعنة الله عليك مازن .. ماذا فعلت ؟! إنه لم يقتل شخصا .. بل قتل ثلاثة .. منتهى وأحمـد .. وها هو جاسم في طريقه إلى الموت .....!

ربت على كتفي وهو يبتسم : ما عليه .. توكل على الله .. وان شاء الله ما بصير إلا كل خير ..

قلت له بضعف : الله يسمع منك .. ( وبصدق ) ادعي له .. ادعي له يصحى ويرجع لأمه وأبوه .. وربي ماشفت واحد كثره تعذب ..

ما زال مبتسما : الله أرحم على عباده منا .. ما بلاه إلا لأنه يبي يختبره يصبر ولا يجزع .. صحيح إنه جزع وأقدم على الانتحار .. بس اذا الله كاتب له حياة ثانية .. وكاتب له يستغفر ويتوب .. برده .. وحتى لو كانت حياته الجديدة هذي .. من عاشر المستحيلات ..

==

[ حسن ]

أغلقت باب الشقة .. وأنا أسترجع كل ما حدث .. منذ أن رأيتها ذاك اليوم عند الرصيف .. لما شعرت بأن القدر قذفها في طريقي .. أتذكر حينما التقت عينيها بعيني يوم حفل التخرج .. تبدلت سعادتها إلى حزن .. وابتسامتها الجذابة إلى عبوس .. وضحكاتها إلى بكاء .. لما كل هذا ؟!

لما بكت حينما رأتني اليوم ؟! لما انفعلت هكذا ؟ ما كانت تقصد بما قالته ؟ لما تغيرت ملامح أخيها .. وبدا الضجر عليه ؟! لما أخذها وغادرا المطار .. من دون أن يقول شيئا .. وترك أحمد يوصلنا إلى هنا ؟!

هناك سر في الأمر .. فقد لمحت الضيق على ملامح أحمد .. والحيرة في عيني صفاء .. يبدو أنها مثلي .. تجهل ما يدور .. أما بشار فاستغرب ذلك .. وأثارني أكثر وهو يقول بأنها تقصدك أنت ...!

تقصدني أنا ؟! ما فعلت لها أنا ؟! قالت بأنني لست ميت .. يعني أنهم أخبروها بأنني فارقت الحياة ؟! ولما أساسا يتجادلون بأمر حياتي وموتي ؟! وإن كنت ميت .. مالذي سيحدث ؟!

مهلا .. قالت بأنني لحقتها إلى هنا .. أتعرفني هي ؟ أم ان ذاك اليوم ما زال عالقا بذاكرتها ورؤيتي تذكرها يوم رأيتها وحدها في الطريق ؟!!

هزني بشار فالتفت له : هلا ..

تبسم : شفيك سرحان ؟ أحمد صار له ساعة يناديك ..

رفعت رأسي إلى أحمد وابتسمت محرجا : مسامحة .. كنت سرحان شوي .. خير ؟

فقال لي : أقولك شوف اختك شنو تبي .. بروح أشتري غذا ..

تبسمت له : مشكور .. ما يحتاج تعب حالك .. بصلي وبروح أشتري أنا ..

ليقول : لا .. اقعد مكانك .. توك جاي تعبان ..

قلت له وأنا أفتح باب الشقة : مشكور ما تقصر .. دقايق وأجيك ..

طرقت باب الشقة المقابلة .. وفتحت صفاء الباب وهي عابسة .. دخلت وأنا أتنهد : شفيها صاحبتج ؟ من شافتني انقلب حالها ؟

جلست على الكنبة وقالت بضيق : والله ما ادري بها .. ما ادري شفيها .. هي أصلا جيتها لهني مو طبيعية .. والي صار اليوم مو طبيعي .. ان شاء الله اذا رجعت بستجوبها وبقول لك ..

تبسمت : انزين شنو تبين غداج ؟

فقالت : أبي أي شي خفيف .. وسريع .. ترى اذا خلصت صلاة والغذا مو موجود كلوه انتوا .. أنا بنام ..

تبسمت لها : تحلمين .. جي قالو لج احنا بالبحرين تدلعين على أمي وما ابي غدا ؟ لا يا بابا .. هني الوجبات الثلاث اجبارية لا أردج من المكان الي جيتي منه ..

رمقتني بغضب : لا ؟ هذا الناقص .. أنا محد يتحكم فيني .. ولا تدري .. عناد فيك ما ابي غدا ..

ضحكت عليها وأنا أنهض : اوكي .. برايج .. بس عقاب لج .. باجر ما كو جامعة .. وضلي بحسرتج .. خاطرج تشوفينها ..

رمقتني منصدمة : حرام عليييك .. خاطري أشوفها .. انزييين .. خذ لي سندويشة ..

لأقول : سندويشة ؟ على جبن ولا بيض ؟

صرخت : اطلع برى ..

ضحكت : هذا مو غدا .. باخذ لج عيش .. تبين تمرضين ويقولون مني أنا الفقير المسكين ..

ومضينا في جدال عقيم .. لحين أن خرجت وأخبرت أحمد بما نريد ..

==

[ محمود ]

بس بيان .. هذا مو حل .. انتي قلتي بنفسج انج تبين تتغلبين على خوفج بهـ التجربة .. أنا ما كنت موافق بس لأني ما احب أقولج لا .. قبلت .. لكن اللحين بكل سهولة تقولين برد .. لو تنقلب السما على الأرض .. ما ارضى .. أنا اللحين اقتنعت وأبيج تضليين ..

قالت وهي تبكي : محمود فهمني .. ما اقدر أشوف وجهه .. كل ما أشوف أذكر الي صار .. يعني شنو فايدة طول ذيك السنين وأنا أنسى وأتناسى ؟ في الأخير .. أشوفه بوجهي 24 ساعة ؟

قلت لها : فاهمج .. أعرف ان الشي صعب .. بس مو هذا هو .. هذا حسن .. وذاك حسين .. يصير له يمكن .. بس هو ماله دخل بالموضوع .. اذا ردينا معناته شي واحد .. انج جبانة .. وثقتي الي عطيتج اياها لما رضيت تدرسين هني ما تستحقينها .. تأكدي انها آخر مرة أطاوعج في شي ..

سكتت .. ولم أسمع إلا صوت أنفاسها السريعة .. قلت لها بهدوء : بيان لا تتسرعين .. تعرفين اني ما احب أجبرج على شي .. وكل الي تبينه حتى لو مو مقتنع فيه أعطيج إياه .. لأني ما ابي أفرض رايي عليج .. انتي قولي لي .. ليش جاية تدرسين هني ؟ مو علشان تحصلين شهادة ؟ مو علشان ترفعين راس امي وأبوي ؟ مو علشان تعيشين تجربة بتنمي شخصيتج ؟ كل هـ الأسباب .. خليها بكفة .. والكفة الثانية خوفج من هذا حسن .. قولي لي .. أي كفة الأهم بنظرج ؟ تكافحين .. ولا تستسلمين لأوهامج وتنسحبين ؟

سكت قليلا أنتظر جوابها .. لكنها لم تتكلم فأكملت : انتظر قرارج .. عندج ساعة تفكرين .. علشان اذا ما تبين نظل هني .. بروح أحجر لنا تذاكر .. ومن اليوم بنرد .. لأن قعدتنا هني مالها داعي ..

مشيت عنها .. وتركتها لوحدها تفكر كما تشاء .. وأنا قلق .. متأكد أنها اقتنعت نوعا ما .. فهي حينما لا ترغب بشيء لا تفكر فيه حتى .. لكني خائف بعض الشيء من تهورها ..

جلست على مقعد آخر .. انظر إلى الحديقة التي خلت من الناس .. فالوقت ظهيرة .. وكل الأطفال عادوا إلى بيوتهم .. رفعت رأسي إلى السماء .. تأملت ببياض الغيم .. ارتسمت ابتسامة على فمي .. فعندما كنت صغيرا .. كنت أحلم دوما أن أجلس فوق السحاب .. وأسافر من بلد لآخر ..

لكنني الآن لا أود أن أركبها لوحدي .. أحتاج لمن يشاركني السفر .. وسرعان ما تحولت ابتسامتي إلى عبوس .. فمن أتمناها أن تشاركني سفر الحيــاة .. وجودها معي أكثر صعوبة تحققه من جلوسي فوق الغيم ..






[ أميرة ]

كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة وعشرون دقيقة .. حينما جمعت أشيائي .. فبعد عشر دقائق سينتهي عملي .. وأنا أضع هاتفي في الحقيبة .. خرج الأستاذ نافع من غرفته .. وتقدم نحوي وهو يبتسم : شلونج مع الشغل ؟ مرتاحة ؟

تبسمت : الشغل ما عليه كلام .. الحمد لله .. واجد مرتاحة ..

اتسعت ابتسامته وهو يجلس على أحد المقعدين اللذان جانب الطاولة : الحمد لله .. والله أنا منحرج منج .. المفروض طول هـ السبوع يا أعلمج بالشغل أو أوكل أحد .. بس من كثر الشغل نسيت ..

ما زلت محافظة على ابتسامتي : ما يحتاج .. شغلي سهل ..

ضحك بخفة : مو شغلج سهل .. انتي ما شاء الله عليج بسرعة عرفتين .. الي يشوفج ما يقول من يومين متوظفة ..

وما إن هممت بالرد عليه .. حتى بدأ هاتفه بالرنين .. التفت لي وهو يبتسم : عن اذنج لحظة ..

فألقيت نظره على الساعة .. ورأيتها الواحدة والنصف .. حملت حقيبتي .. ونهضت لأغادر .. مشيت نحو المصعد الكهربائي .. وهناك رأيت تجمعا للموظفين .. وأحدهم بيده علبة شوكلا جواهر وكلهم يتناولون الحلوى وهم يضحكون على ما يقول ..

وفتح المصعد .. خرج موظف التنظيف .. ودخلوا هم إلى المصعد .. كانوا خمسة أو ستة أشخاص .. والتفتت لي واحدة : يكفيج تعالي ..

كان يوجد متسع لنصف شخص وليس شخص " ههه " : مشكورة .. اللحين بجي المصعد الثاني ..

ليقول صاحب علبة الحلوى : عجل لحظة ( التفت للتي تحدثت ) نجوى لا تسكرينه ..

تبسمت له : اوكي ..

أتى نحوي وهو يمد يده بالعلبة : تفضلي ..

تناولت قطعة واحدة وأنا خجلة : مشكور .. شنو المناسبة ؟

قال وهو يبتسم بخجل : بمناسبة ملجتي ..

قلت له : مبروك ..

غمز لي : عقبالج ..

وعاد إلى داخل المصعد .. وما إن أغلق الباب .. حتى استوعبت ما قاله .. تجمعت الدموع بعيني .. وددت لو ألحقه وأكسر رأسه .. لكن .. ما ذنبه .. لا يعلم بمـــا جرى علي .. يجهــل أنني كرهت كل الرجــال بعد ذاك الخائن !

[ نجوى : 18 سنة ]

==

[ نـــافع ]

رفعت رأسها بعد أن ناديتها أكثر من ثلاث مرات وهي لم تنتبه : نعم ؟

تبسمت لها : شفيج مسرحة ؟ كاهو اللفت وصل ..

دخلت .. ووقفت في الجهة الأخرى ولم يكن أحد سوانا موجودا .. أغلقت المصعد .. وضغطت على زر الطابق الأرضي .. أدرت وجهي إليها فرأيها ما تزال شاردة الذهن .. لم تنتبه لنظراتي .. لذلك .. تأملتها .. فوجهها ليس غريبا علي .. لا أذكر أين رأيتها : أميرة .. شايفج أنا من قبل ؟

رفعت رأسها وقالت هامسة : لا ..

لأقول لها : بس وجهج مألوف ..

وبنفس الهمس : وانت بعد ..

تبسمت : أميرة شنو ؟ شسم أبوج ؟

وفتح المصعد في هذا الوقت .. لتخرج .. وأخرج خلفها .. أود معرفة من هي .. فقد رأيتها قبل هذا لكني لا أذكر أين .. لم تجب على سؤالي .. وإنما توجهت نحو سيارتها .. وتوجهت أنا نحو سيارتي .. وأنا أفكر أين التقيتها .. وأنا أغلق باب السيارة .. تذكرت أحمد .. ألا تأخذ بعضا من ملامحه ؟

حركت سيارتي نحو المنزل .. وأنا محتار قليلا .. لكنها سرعان ما تبددت تلك الحيرة .. وعدت إلى سابق عهدي ^^

==

سأجــل حديثي عن التوأميـــن .. وهيــا معي ..

لنذهب إلى شخصية .. أطلعتكم عليها ولكن لم أدعها تتحدث عن نفسها .. فقــد حـــان وقت ظهورها الآن ..

[ ليــــلى ]

عشر دقايق عندج .. ما جيتي وربي بنام ..

لتقول : ليول شسوي .. وصلت البيت الساعة ثنتين .. لين ما تغذيت وصليت وبدلت صارت ثلاث شوي ..

قلت لها : اللحين الساعة أربع .. لمتى يعني ؟ أبي أرد البيت قبل الصلاة .. تعبانة حدي وأبي أنام ..

فقالت : ما عليه مسحيها بوجهي .. عشر دقايق وأكون عندج ..

أغلقت هاتفي .. وقفت أمام المرآة أضع آخر لمسات " الميك آب " وحينما سمعت صوت رنين الهاتف .. تناولت العطر .. رششت نفسي للمرة الأخيرة .. أغلقت باب الغرفة .. وخرجت من المنزل ..

أغلقت باب السيارة والتفت لها : كان لا جيتي بعد ..

ضحكت : للحين زعلانة .. ( أخرجت من حقيبتها قطعة جواهر ) هاج .. أدري انج تحبين هذي صح ؟

تناولت القطعة وأنا ابتسم : زييين رضيييت عليج .. مشكورة ..

تبسمت : حاضرين .. اليوم واحد معانا بالشغل مالج ليلة أمس .. وجاب لنا حلاوة اليوم ..

قلت لها : نجوي قنعي أمي أشتغل معاج .. وربي مالي خلق دراسة .. طفش الجامعة .. وكل يوم والثاني شفت وجه دعاء السخيفة ..

لتقول : والله امج تعرف مصلحتج .. الدراسة أحسن لج .. وبعدين من هذي دعاء ؟

قلت لها وأنا أعبث بهاتفي : انتي آخر وحدة تتكلمين .. عجل ليش يا ماما ما سجلتي بالجامعة واشتغلتي ؟

لتقول : لأن نسبتي يا حلوة في الستين .. وأنا وجهي مو وجه دراسة .. وبعدين أنا ضامنة الوظيفة .. لا تنسين إن أبوي يشتغل بهـ الشركة الي اشتغل فيها .. فليش أضيع عمري بالدراسة ..

قلت لها : والله الكلام معاج ضايع ..

لتقول : انزين ما قلتي لي .. من ذي دعاء ؟

لأقول : هذي صديقة بيان وفطوم .. بنت راشـد .....

فتحت عينيها بصدمة : ذاك الي عنده شركات أبو ولـيد ..

قلت بسخرية : اييي .. واجد شايفة روحها .. يع .. عاد هـ اليومين مو مداومة .. فكة من وجهها .. اللحين أبوها عنده ملايين .. وجاية تدرس هني .. كان درست بمكان عدل مالت عليها ..

وصلنا المجمع .. أخذنا نتسوق هنا وهنـاك .. ثم جلسنا في أحد الكافيات ..

/

[ نجوى ]

كنت أشرب الشاي .. حينما دخل شخصان .. والعبوس واضح على أحدهما .. جلسا بالجهة المقابلة لي .. كنت أنظر إليهما .. بل .. أنظر إليه .. حقيقة عجبني .. التفت لليلى : لولو .. شوفي هايلين الي توهم جايين ..

أدارت وجهها .. ولم تتمكن إلا من رأية أحدهما .. أما الذي أعجبني فكان تراه من الخلف فقط : عادي شكله .. وباين عليه مو ولد عز .. شليج فيه ..

قلت لها : لا مو هذا .. أقصد الي معاه .. عجبني ليوول .. قومي بعطيه رقمي ..

فقالت لي : وأنا شكو ؟ باين علي توه في بداية عمره .. وأنا ما احب الجهالو .. لأن أبوه للحين يصرف عليه ..

ضحكت : أقولج مو الي تشوفينه .. الي أشوفه أنا شكله عذاب .. وشكله متضايق .. بروح له ..

قالت لي بعدم اهتمام : روحي ..

وقفت أمام طاولتهما .. قلت بدلع : هاي ..

رمقني بسخرية : خير ؟ مضيعة شي ؟

يبدوا أنه صعب المنال .. بنفس الدلع : ايوة حبيبي .. مضيعة قلبي ..

التفت لصاحبه .. وانفجرا ضحكا .. والتفت الجميع نحونا .. حمرت وجنتاي خجلا .. أيها الحقير : قلت شي يضحك ؟

عدل جلسته .. وابتسم ابتسامة أذابتني بعد أن بانت غمازاته : حبابة .. طالعي المكان حولج .. مليان شباب .. تراج جاية لرجل الخطأ ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:47 AM   #50


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



تبسمت بصدق : بس أنا ما علي منهم .. انت عجبتني .. وأبيك ..

رمقني ساخرا : تنقلعين ولا شلون ؟

سحبت الكرسي .. وجلست معهم : شنو بتسوي مثلا ؟

التفت لصاحبه : قوم غسان .. يقولون إذا حضرت الشياطين .. ذهبت الملائكة ..

أمسكت ذراعه : وانت صادق .. في حياتي ما التقيت بملاك يمشي على الأرض ..

سحب يدي وألقاها في الهواء بقوة .. نهض من كرسيه وقال بغضب : صج انج وقحة ..

ومشى مغادرا مع صاحبه .. وعيناي تشيعهما : وربي بتندم ..








[ عمـار ]

بخاطري أن أصفعها .. أوصلت بهن الوقاحة إلى هذا الحد ؟! التفت لغسان الذي يسخر من مما حدث .. وما إن حركت فمي للحديث .. حتى رن هاتفي .. وكان المتصل .. مسجل باسم " البيـــــان "

ضغطت زر الرد من دون تفكير .. وارتسمت على فمي ابتسامة شوق باهتة : هلا بيون .. شخبارج ؟

وصلني صوتها خال من أي تعابير : اهلين عمار .. أنا بخير .. شخبارك ؟ شخبارها أمي ؟ وفطوم ؟

رفعت نظري لغسان الذي يقوم بحركات لإضحاكي : الحمد لله .. كلنا بخير .. شفيج بيان ؟ صايحة ؟

لتقول : عمار ما ادري شنو اسوي .. محتارة .. محمود عطاني ساعة وحدة افكر بس .. أرد ولا أبقى ..

قلت لها بانفعال : شنو تردين ؟ مجنونة انتي ؟ ما صار لج شي من رحتين .. لا تخافين .. صدقيني بتتأقلمين على الوضع ..

لتقول : مو سالفة خوف أو تأقلم .. عمار تتذكر الي شفته في حفلة التخرج ؟ هذا هو .. معاي .. طلع أخو صديقتي .. ( خنقتها العبرة ) ما اقدر أشوفه .. شكله كوبي من حسين ..

أمعقول ما تقوله : من صدقج ؟!

لتقول : اييي .. أنا ما كنت أتخيل .. قلت لكم اني شفته .. وطلع صج .. يصيرون لبعض ولاد عم .. لكن نفس الشكل ..

قلت لها وأنا ما زلت مصدوما من ما أخبرتنيه : ومن صدقج بتردين علشان الشبه الي بينهم ؟ بيان لين متى بتكبرين ؟ دامج تعرفين إنه مو نفسه .. وإن ذاك تحت التراب .. خلاص .. انسي ..

قالت لي بصوت مخنوق : أقولك من أشوفه أذكر .. أحس روحي خايفة .. والصورة الي في بالي كل حين تكرر ..

قلت لها بحنان : لا تخافين .. الله بيحفظج .. وبعدين انتي ما عليج منه .. هو بحاله وانتي بحالج .. حاولي تتجنبينه .. وحتى لو شفتينه .. لا تنفعلين وتصيحين .. سوي نفسج عادية .. ومو مهتمة .. يوم يومين .. بعدين بتتعودين وبتنسين .. وبصير شكله عادي بالنسبة لج .. وما بتضايقين ..

سكتت ولم تجب فأكملت : عمره الهروب ما جاب نتيجة .. انتي هربتي من هني علشان تنسين أحمد .. وكاه جى وراج .. وصدقيني .. إذا رديتين .. اكيد بجي اليوم الي بتلتقين بهذا مرة ثانية .. ما راح تتخلصين من خوفج إذا ما واجهتين الخوف بشجاعة ..

فردت بعد ثوان : شكرا عمار ..

تبسمت بصدق : العفوو .. كل يوم تعالي ..

فقالت : اخلييك .. بروح لمحمود .. سلم على أمي وااجد .. وعلى خالتي وفطوم وكلهم ..

قلت لها : الله يسلمج .. تحملي بحالج .. وطمنيني ..

فأجابت : ان شاء الله ..

حينما أغلقت السماعة .. همست بضعف : وحشتيني ..

سمعت صوتا خلفي : تخسي تاخذك مني ..

التفت خلفي أبحث عن مصدر الصوت .. فكانت تلك الوقحة .. أثارت غضبي واشمئزازي .. مشيت ناحيتها نظرت نحو عينيها مباشرة .. شعرت بارتباكها .. أمطرت عليها نظرة استحقار وشفقة .. وخرجت قاصدا السيارة وأنا اتصل لغسان الذي اختفى ..

==

[ صفـــاء ]

فتحت باب الشقة عندما سمعت قرع الجرس .. وخمنت أنها هي التي خلف الباب .. وفعلا كانت هي .. تركت الباب مفتوحا .. وسارعت الدخول إلى غرفتي .. لتتبعني .. وتفتح الباب .. قالت بهدوء : زعلانة مني صفوي ؟

قلت لها بذات الهدوء : شتتوقعين يعني ؟

أتت وجلست على السرير : أنا اسفة .. بس لو كنتي تدرين شفيني كان عذرتيني ..

أجبتها : وشلون حبابة بعرف ؟ دامني صديقتج عن يازعم .. وما كلفتي نفسج تفهميني شلي يصير ..

تنهدت : رغم إن الشي يضايقني وما احب أقوله .. وما قلته لكم لأنه شي ماضي .. وزمان صار .. وما راح أستفيد إني أعيد المواجع .. لكن علشان ما تتحسيين مني .. وتضنين إني أخلي حواجز بيني وبينج .. احنا صديقات .. ومن اليوم بنصير خوات .. بنظل 4 سنوات مع بعض .. ولازم كل وحدة فينا تتحمل الثانية وتعذرها ..

قلت لها : صحيح كلامج .. انا ما اجبرج تقولين شي .. دامج موب حابة تقولين لا تقولين ..

لتقول : أبيج توعديني أخوج ما يوصله خبر ..

لأقول : يعني مثل ما توقعت السالفة فيها أخويي .. أوعدج .. بس قولي لي ..

تبسمت .. ثم تلاشت بسمتها .. وقصت علي حادثا .. ندمت لأنني أصريت عليها إخباري إيـــاه ..

مضت عشر دقائق من الصمت .. كل منا غارقة بدوامة أفكارها .. فأنا أحلل ما قالته .. مستغربة من هذه الصدف .. وهي .. ربما تعود مراجعة حساباتها .. والعزم على نسيان ماضٍ في طريقه للعودة ..

تحادثنا بعض الوقت .. وذهبت كل واحدة منا لتأخذ قسطا من النوم .. راجين المولى .. أنا يمر الغد على خير ...

==

جـــاء نهار اليوم التـــالي .. ولا شيء جديد .. فلم يفق جاسم من سباته .. في هذه الأثنـــاء .. في منزل يعقوب .. دخل عمار والغضب باد على ملامحه .. سلم على خالته .. واستأذنها .. قصد غرفة يعقوب .. طرق الباب .. أيقضه يضيق وأفرغ عليه نيران غضبه : قوله يرجع بمنتهى أحسن له .. أخوها بموت .. يمكن اذا حس بوجودها ترد فيه الروح .. مو حالة هذي ..

غسل يعقوب وجهه والتفت لعمار : انزين ليش تصارخ ؟ أنا ما ادري بشي .. وبعدين أنا مالي ذنب ..

فقال عمار : مو صديقك .. مو المفروض تنصحه .. البنية وبيقتلها ما عليه .. أخوها شذنبه ؟ كفاية ما ترقع بحياته .. من شي لشي ..

ليقطع عليه كلامه يعقوب : بعد شسوي اذا ما يسمع كلامي .. تضن اني راضي على الي يسويه .. أقوله لا تسوي جذي .. موب زين .. الله ما يرضى .. ما يطاوع ..

فتح الباب عمار ليخرج : عموما أنا جييت أقولك علشان توقفه عند حده .. ووصل له هـ العبارة .. يقوله عادل .. اذا مات جاسم .. خله يتأكد إن عمره راح يكون قصير .. سلام ..

تناول يعقوب الهاتف بضيق .. ماذا يفعل ؟ لما يعاقب بجريرة صديقه .. مهلا .. أليس بالصديق يعرف المرأ .. أما كان عليه اختيار صديق جدير بحمل هذا اللقب ؟!

وبعد مدة من الرنين .. وصله صوت مازن المرهق : هلا يعقوب ..

فصرخ عليه يعقوب : يالمجنون أخوها طلع من السجن ودرى إنك أخذتها وكاه في المستشفى .. انتحر .. تعرف يعني شنو انتحر ؟!

فقال مازن بصدمة : شنو ؟! وليش انتحر ؟

عاود الصراخ عليه : وليش ان شاء الله ؟ فرحان بزواج اخته .. مـــازن .. بسك لعب بالنار .. أخوها بين الحياة والموت .. ارجع إياها يمكن يحس أخوها بوجودها ويصحى ..

فأجابه مازن : تلعب علي ؟ تضني بهـ السهولة بصدق ؟

ثار غضب يعقوب : وليش ان شاء الله بلعب عليك ؟ وليش بضيع وقتي وبتصل فيك من صباح الله خير .. حبيبي .. تراك ما تهمني .. يعقوب الأولي الطيب الي يسكت عن الغلط راح .. أنا ما ابي الناس تلومني بوفاته والسبب انت ..

أغلق يعقوب هاتفه .. ورماه على الجدار من قهره .. يشعر بالمهانة .. فرغم أنه أخلص له .. وصبر على تحمل أخطاءه الكثيرة والكبيرة .. رغم عدم استجابته لمناصحته .. إلا أن محبته تظل عالقة في قلبه .. ترى .. لما الذين نخلص لهم .. ونثق بهم ثقة عمياء .. يشككون في اخلاصنا .. ويضنون بثقتنا السوء .. لماذا يا ترى يخونون الوعد .. وينكثون العهــد ؟! الأننا أحببناهم بصدق .. أم لأننا أفرطنا في تجاهل أخطائهم .. فتمادو في الطعن هذه المرة ؟!







[ فطوم ]

قال لي : اليوم بجي ميثم ومرته من الكويت .. وبيستقرون في بيتنا .. تبين نروح بيتنا نتغذى ونسلم وعليهم مرة وحدة ولا آخذج بيتكم ؟

قلت له وأنا ابتسم : بروح بيتكم .. خاطري أشوف مرته .. كل أسمع عنها بس ما شفتها ..

ضحك بخفة : تصدقين حتى أنا .. بس حتى اسمها ما عرفه !

قلت له : واختك ؟ خلاص .. بتعيش بالكويت ؟

هز رأسه : اييي .. زوجها قال لها بكيفج هناك ولا اهني .. بس هي تقول تبي تجرب تعييش هناك .. وكل سبوع سبوعين بتجي تزورنا .. وأمي فاتحة مناحة .. بعد سبوع بتنتقل هناك ..

وصلنا إلى بيت خالتي .. قبلت رأسها .. واتجهت لغرفة يعقوب .. بدلت ملابسي .. وخرجت لنتغذى سويا .. وهناك رأيت زوجة ميثم جالسة بجانبه .. استغربت عندما رأيتها لا تغطي رأسها بشيء .. قلت ربما لأن يعقوب لم يأتي بعد .. سلمت عليها .. وجلست بجانب عهود .. ليأتي يعقوب .. ويجلس بالجهة الأخرى بجانبي .. وبدا الذهول عليه هو الآخر !

انتهينا من تناول الطعام .. وأنا كلما رفعت نظري إليها أراها تنظر نحونا أنا ويعقوب .. ذهبت للمطبخ أساعد عهود بغسيل الأواني .. وهناك سألتها : بسألج .. مرت ميثم شسمها ؟

قالت : لمياء ..

قلت لها : انزين ليش ما تغطي شعرها عن يعقوب ؟

قالت وهي تبتسم : ميثم عنده عادي .. هي تلبس شال بس ما تغطي شعرها كله ..

هززت رأسي بتفهم ولم أتكلم .. لتقول لي : تغارين ؟

ضحكت بحرج : مو سالفة غيرة .. بس انا استغربت ..

قالت لي : بيت عمي عاداتهم جذي .. وهي اقنعت ميثم ورضى بكلامها ..

قلت لها : يعني انتي بعد هناك بتسوين مثلها ؟

ضحكت : لا .. عبدالله غير .. يغار علي .. وما يبيني حتى أقعد مع أخوانه ..

تبسمت : الغيرة الزايدة بعد ما تنفع !

لتقول : أنا ما اضايق من غيرته .. بالعكس .. أستانس ..

تبسمت : الله يوفقكم ..

[ لمياء : 24 سنة ]

==

[ بيان ]

وضعت كوب الميرندا على الطاولة وقلت لصفاء : من باجر بنبدأ دراسة .. أحس واجد من وقت !

قالت لي : اييي .. المفروض السبوع الأول بس يداورن بنا في الجامعة ..

قلت لها : جدولي واجد زحمة .. من ثمان لين ثلاث وأنا ادرس .. تصدقين .. للحين ما بدينا وأنا متمللة .. أشك اني بنسحب من أول كورس ..

ضحكت : اييي واضح عليج .. بس ما يصيير جذي .. جدي على روحج ..

قلت لها : ان شاء الله .. ( نظرت إلى الساعة ) كأن تأخرو ؟

وما أتممت جملتي إلا حسن وبشار قادمان نحونا ..

سلما .. فرددنا السلام .. ونهضنا عائدين إلى الشقة .. وأنا أمسك بكف صفاء .. التي تبتسم لي ..

كنت أمشي وأنا أحاول حفظ الطريق .. فمنذ الغد سأحاول العودة لوحدي .. فأوقاتي تختلف عن صفاء .. ولكي أتجنب التفكير بالذي يسير أمامي شغلت نفسي بالتفكير بما سأشتريه لأختاي ^^

==

في مثل هذا الوقت .. دخلت أميرة شقة أخاها .. وأغلقت الباب .. سلمت على دعاء التي تشاهد فلما .. ثم اتجهت للمطبخ .. تضع الطعام الذي اشترته في الصحون .. كي يوقضوا عادل الذي أتى توا من المستشفى ..

وما إن انتهت .. حتى أيقضته .. وسمعوا صوت الجرس .. صرخ عليهم عادل أن يفتحوا الباب .. دام أنه يغسل وجهه .. واتجهت دعاء بتثاقل نحو الباب .. فتحته وهي تقول : ميـــن ..

لم تكمل جملتها .. لأن كل مفردات اللغة ابتلعها الخوف .. وهمست : بابا ..

رمقها بسخرية .. ودخل الشقة .. مشى ورأى أميرة تتناول السلطة .. رمقها بسخرية أيضا .. وجلس بجبروته فوق المقعد .. ينتظر خروج عادل ..

خرج عادل من الحمام وهو يصرخ : من جاي ؟

نشف وجهه وهو ينتظر سماع رد .. لكن ما من جواب .. وما إن رفع الفوطة عن وجهه .. حتى رأى أباه .. ابتلع ريقه .. وقال بهدوء : هلا يبه ..

قال أبو وليد : شفيكم جذي خايفين ؟ يلله تعالوا تغذو .. أنا جوعان ..

أتى الثلاثة نحو طاولة الطعام .. وجلسوا من دون أن يقولوا شيئا .. وزعت أميرة الطعام في صحونهم .. وتناولوا الطعام بهدوء .. وهم بين الحين والآخر ينظرون لأباهم ..

وأخيـــرا .. وضعت ملعقته فوق الصحن .. ليتوقفوا عن التمثيل أنهم يأكلون .. أنزلوا معالقهم .. ونهض الجميع لغسل يديده ..

أخذ يفتح الأبواب .. ويرمق الشقة بسخرية وهو يضحك : أحد عاقل يخلي كل العز في بيتي .. ويجي يقعد بهـ القوطي ؟

لم يتكلم أحد منهم فأكمل وصوته قد ارتفع : لما أسكت عنكم .. مو معناته إني ما أدري بشنو تسوون من وراي .. أنا .. أدري بكل صغيرة وكبيرة بحياتكم .. أدري وين تروحون ووين تجون .. وبشنو تفكرون حتى .. لما أحمد يتمرد علي ويكسر كلمتي .. وأنا ما أخلي لتصرفاته حد .. أبي أختبركم تتشجعون وتتمردون .. ولا تفكرون بعقلانية وتقولون إن أبوي مو ساذج لهدرجة بيتغاضى عن أخطائنا .. أنا طول ذيك الفترة ساكت وعاطنكم فرصة تصححون أخطائكم لكن .. ولا واحد فيكم شغل مخه عدل وحسبها صح ..

جلس بجانب التلفاز .. ووضع رجله اليمنى على الأخرى .. وقال بهدوء : عادل ..

مشى متثاقلا جهة والده : نعم ..

قال له : اقعد ..

جلس بجانبه .. ليقول الأب : موب ناوي تعتذر ؟

ليقول عادل : أنا ما خطأت علشان أعتذر .. المفروض انت تعتذر لنا .. انت مقصر بحقنا .. بتقول أعطيكم فلوس ..

قاطعه : مو هذا موضوعنا .. انت قلت انك ما خطأت صح ؟

سكت قليلا ثم قال : ايي .. أنا ما غلطت .. وكل واحد بشوف اخوه ميت والسبب أبوه .. بسوي أكثر من الي بسويه ..

ليقول أبو وليد : والأب الي يشوف ولده يتصرف معاه هـ التصرف شنو تبي يسوي لولده ؟ يمسح عليه ؟ انت مالك حق تسوي أي شي بخصوص أحمد .. هو كبير .. وعنده اللسان ويقدر يتكلم .. ( سكت قليلا ثم قال ) أنا ما بحاسبك على الي صار ذاك اليوم .. أنا جاي أوقفك عند حدك .. لا تفتح لنا دار ترعي فيها المساكين والمحتالين .. ( وبانفعال ) أنا احذرك .. تطلق الخمة الي ماخذنها أحسن لك .. أنا مو مستعد أحد يطالبني بعد موتك بنفقة وهرار .. أنا ما اصرف ثروتي على هـ الأشكال ..

قال عادل بنفس الانفعال : وأنا ما جبرتك وقلت لك اصرف عليهم .. رنا زوجتي .. وأنا الي أقرر لمتى أخليها على ذمتي ومتى أطلقها ..

ليترفع صوته : وتقولها بكل وقاحة .. شكلك ما تعلمت من الي صار لأخوك .. اسمع .. أنا لما أأمرك بشي .. تقول ان شاء الله وتنفذ كلامي بدون أي اعتراض .. ولما أقولك طلقها .. تقول تامر يبه .. لأن إذا ماوصلتني ورقة انك طلقتها .. يا أخوها الميت .. بموته أكثر بيديني .. أو أنا الي بخليها تخلعك ..

نهض عادل من مكانه غاضبا : أعلى ما بخيلك اركبه .. أنا طلاق ما انا مطلق ..

اشتد غضب الأب واتجه لفريسته الثانية أميرة : وانتي ! سالفتح انتي واختج على كل اللسان .. واللحين فاضحتنا تشتغلين بشركة .. وين أودي وجهي من الناس ؟! يقولون محتاجة .. مقصر عليها بشي أنا علشان تمد يدها إلى الناس ..

قالت بهدوء : أنا ما مديت يدي للناس .. أنا اشتغل شغلة محترمة .. وبتعبي أحصل معاشي .. لين متى يبه بنعتمد عليك ؟ لازم ..

قاطعها وهو يصرخ : وعلموج ترادديني ؟ لازم شنو ؟ تأمنون مستقبلكم مثلا ؟ والفلوس الي أجمعها ؟ لمن ؟ باخذها معاي بالقبر ؟ ما بتصيير لكم ؟

قالت له دعاء : بتصير لمرتك الجديدة وولي العهد الجديد ..

رمقها بغضب : انتي بعد طلع اللسانج يـالــ .... تراج انتي أكثر وحدة مسودة وجهي .. تضنين ما دريت عنج ذاك اليوم لما تجين البيت مع محمود ؟ قلو السواق علشان يوصلج ؟

شعرت بالوجع .. فقد ذكرها بتلك الليلة التي فقدت الأمل بنسيانها : حبيب ويبي يوصل حبيبته .. ما فيها شي ..

انصدم الثلاثة مما قالته .. بل لمعت الدموع بعينيها حينما صفعها أباها : انتي ما تستحين ؟ لا يكون بتعيدين لنا سالفة منى ؟ ذيك تاخذ زوج اختها وانتي بتاخذين واحد من الشارع ؟ صج اني ما عرفت أربيكم زين .. وكلكم ماعندكم ذوق .. بس ما الومكم .. دام أخوكم كان حاط عيونه على المسيحية .. ما استغرب عيالي يناسبون عيال الشوارع ..

بكت دعاء : محمود مو ولد شوارع .. محمود ولد ناس ومحترم ومربى .. أنا بنت الشوارع .. أنا الي ما لقيت أحد يربيني ..

صرخ ثانية : جب .. لو كان مربى ما خلى عيونه على فلوسج .. تضنينه يبيج حبا فيج ؟ شفيج غير عن الناس ؟ حلاتج مثلا ؟ ومن وين يا حسرة ؟ من امج القبيحة ؟

قاطعته وهي تبكي : لا تغلط على امي وعلى محمود .. انا ما اسمح لـ ..

قاطعها : تسمحين ولة ما تسمحين .. ما طلبت الإذن منج .. ويلله جدامي على البيت .. طلعة من البيت ماكوا .. وأنا ما اقصدج انتي بس ( التفت لأميرة ) انتي بعد .. شغل ماكو .. اذا احترمتوا نفسكم .. وعرفتوا شلون تقولون ان شاء الله .. وقتها أفكر أخليكم تشوفون الشمس ..

قال عادل : دام أنا موجود مستحيل أخليك تسوي فيهم الي تبي .. خواتي بيبقون معاي .. والي يبونه بصير .. انت ما يحق لك تدخل بخصوصياتنا .. وروح لشركاتك .. أخاف أجي أحد يبوقك وانت ما تدري ..

سحبه من بلوزته : تدري شنو خاطري ؟ أشوفك وانت تبجي بعد كم يوم ..

خرج من الشقة .. وقبل أن يغلق الباب قال : مو بس هو .. كلكم .. بتبجون دم بدل الدموع .. حطوا في بالكم شي واحد .. إني ما راح أخليكم في حالكم .. بعذبكم .. وما برتاح إلا لما أشوفكم داخلين بيتي .. تبون تبوسون رجولي علشان أسامحكم .. بطردكم برى .. وبقول لكم جيتوا متأخرين ..

ليقول عادل : عجل ما بترتاح طول عمرك .. لأن لا يمكن يصير هـ الشي .. لو متنا من الجــوع ..







[ ســـارة – زوجة أبو وليد الجديدة ]

تمسح رأسه بمنديل : حبيبي لا تكدر خاطرك .. هايلين جهال .. أمهاتهم هم الي يخلونهم يسوون كل هذا ..

قال لها بانفعال : عجل أنا يراددوني ؟ آنا الي من يدخل نفسي البيت يوقفون احترام يرفعون صوتهم علي ؟ منى وعذرناها لأنها مو عاقلة .. وأنا متأكد إنها اللحين بمصح عقلي .. أما هايلين .. أنا بشنو قصرت عليهم علشان يتمردون علي ؟! هذا جزاي ؟

ربتت على كفه : لا تفكر فيهم .. هايلين ناكرين نعمة .. الله يخلي لك وليد وولدي يبردون خاطرك ..

تبسم لها بمحبة : شلونه ولدي ؟ متى بيطلع ؟

قالت له بحياء كاذب : امممم بعد ( تناولت يده وأخذت تعد باصبعه ) واحد .. اثنين .. ثلاثة ..

ضحك بخفة : فديتج .. قولي لي كم وخلصيني ؟

بهمس قالت : ستة شهور ..

تبسم لها : باقي واجد .. تراني واجد مشتاق له .. ما يصير يطلع قبل ..

قالت له ببتسامة مصطنعة : ما يصير حبيبي .. قولي .. شنو بتكون هدية ولادته ؟

قال لها : الي تامر عليه أمه ..

تبسمت بحقد : حبيبي .. أنا لقيت فكرة أخلي فيها ولادك يخضعون لك بسرعة ..

قال لها باهتمام : شنو ؟

لتقول : تقول لأمهاتهم إذا ما مشو عيالهم سيدة بتطلقهم وبتحرمهم من شوفتهم ..

==

تمشي بالمطـــار بهدوء يختلف كليا عن الضجيج الذي بقلبها .. رفعت بصرها لمازن حينما قال لها بأنهم قد أعلنوا توا نداء رحلتهم .. طوق بكفه كفها .. ومشيا معا نحو الطـــائرة ..

جلست بالمقعد الذي قرب النافذة .. حلقت الطـــائرة .. وهي ما تزال تنظر إلى النافذة .. كي لا يرى مازن عينيها الممتلئتين من الدمع ..

فكلما تشعر بقرب لقاءها بأخيها .. يزداد خوفها .. لا تود أن تفقده .. إن فقدته ستموت ..

كانت تدعو له بسريرتها .. تدعوا نجاته وتسهيل معيشتها مع مازن .. وهي غارقة بأفكارها .. غفت عينيها .. ولم تستيقظ إلا على قبلة مازن ..

فتحت عينيها بضيق .. تناولت حقيبة يدها .. ومشت خلفه .. وهاهما قد انتهيا من كل اجراءات المطار .. مشوا .. وإذا بها ترى رجل وامرأة بانتظارهم .. رجـــل نسخة ثانية من مازن .. ليس الشبه .. وإنما رسمة العينين .. حدة نظرهما .. رسمة الأنف .. طبق عرض الكتفين .. نفس طريقة اللباس التي بها الكثير من المغالاة ..

عانق الرجل .. وصافح المرأة .. ثم عرفهما على منتهى .. وعرفها عليهما .. فكان الرجل أخـاه طــارق .. والمرأة زوجته .. منــى ..

فكانت تمشي مع منى التي تعرفت عليها توا .. شعرت من ابتسامتها البائسة .. أنها تعاني مع طـارق .. يبدوا أن طارق مثل مازن .. حاد الطباع أيضا !

وأوصلوهما إلى قصر كبير .. كان منزلهما .. وهذه المرة الأولى التي تراه .. المكان الذي ستسكن فيه .. وسيظم معاناتها مع مازن .. وربما ستموت هنا .. لكثرة الاختنــــاق !

سلمت على أبوي مازن .. بدو طيبين .. عكس أبنائهم ! وأوصلها مازن إلى جناحهم لتقول له بضيق : مازن متى بتاخذني المستشفى لأخوي ؟

قال لها بضيق أيضا : صبري باجر الصبح اللحين الساعة 12 .. وما بخلونج تدخلين ..

جلست على السرير بعد أن أدمعت عينيها .. ولم تتفوه بحرف ..

جلس بجانبها : منتهاي .. اللحين ليش تصيحين ؟ أنا ما قلت ما بوديج ؟ حتى لو رحنا ما بنستفيد شي .. برجعونا ..

مسحت دمعها : انزين اوكي .. أنا بروح أسبح ..

مشت عنه .. وهو رمى بجسده على السرير .. تنهد بعنف .. عله تأنيب الضمير ينتهي بهذه التنهيدة !


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة, بقايا, رجعك

جديد منتدى همس للقصص وحكايات وروايات

وش رجعك الكاتبة بقايا امل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: وش رجعك الكاتبة بقايا امل لموضوع: وش رجعك الكاتبة بقايا امل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية جثة في المكتبة الكاتبة جاثا كريستي همس الشوق همس أجاثا كريستي 3 25 - 1 - 2024 10:00 PM
الكاتبة البريطانية غاثا كريستي ملكة الغموض والجريمة ورائدة الروايات البوليسية همس الشوق همس أجاثا كريستي 3 19 - 1 - 2024 10:27 AM
وش رجعك بالله بعدك تبيني هيبة أنثى همس الشعر والقوافي 10 16 - 9 - 2013 06:38 PM
وش رجعك توني بديت اقوى همسه همس عالم حواء 9 3 - 2 - 2013 03:53 PM
على بالي حبيبي اغمرك ماتركك اسرقك ما رجعك عشق.. همس موبايلات الاندرويد 13 8 - 12 - 2011 09:04 AM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 07:22 AM



شبكة همس الشوق ترحب بكل العرب

SEO by vBSEO