:: قصيدة الإعجاب يسرني والتعليق يزيد الطاقة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: وتكبر الدنيا بعيوني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: اللحوم والدهون تسرطن الجلد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حين يكسرك القريب ويجبرك الغريب (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة احداث السيرة النبوية/الحلقة السادسة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سفراء النبي صلى الله عليه وسلم/5/العلاء بن الخضرمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الشاعرة والاديبة الفلسطينية مي زيادة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علماء وعباقرة العرب/10/ابن ابي اصبيعة اخلاقيات الطب وتاريخه (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/البابليين يلجاون للاختباء خوفا من الاشوريين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/اتفاقيات الاشوريين للتجارة مع الاناضول (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بغداد ياحسرة قلوب السلاطين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه نور في غسق الدجى (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: روايةقلب المحب دليله رواية سعودية رومنسية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة هيضت خافي أحزاني (آخر رد :حمدفهد)       :: ابسط وجهك للناس تكسب ودهم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/سعدي يونس/لزوم ما لا يلزم (آخر رد :الــســاهر)       :: روائع الشعر العراقي/نازك الملائكة/اغنية الهاوية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/كريم العراقي/سبحان الله الغفار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: يا نصفي الثاني من العمر مسموح (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدة شوقي وذوقي (آخر رد :حمدفهد)       :: حدود دول وأقاليم غريبة تقع فعليًا داخل دول أخرى/بارل هرتوغ وبارل ناسو (آخر رد :عيونها لك)       :: توائم عن أشهر المعالم السياحية التاريخية في العالم/معبد أنغكور وات / معبد بوروبودور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قبائل منسية اختار البقاء بعيدا عن الحضارة /قبيلة تورومونا السكان الاصليين في بوليفيا (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علاجات غريبة كان يعالجون فيها قديمًا /علاج جميع الامراض المزمنة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الأصيله (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بر الوالدين (وبالوالدين إحساناً) (آخر رد :عيونها لك)       :: التفسير الموضوعي للجهل في القرآن: دراسة لآية “يحسبهم الجاهل أغنياء” (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدةفي الجو الرهيب (آخر رد :حمدفهد)       :: قصيدة هلاك المحبين (آخر رد :حمدفهد)       :: طريقة عمل خبز الثريد (آخر رد :عيونها لك)       :: هل خطر ببالك يوما الأعمى ماذا يرى (آخر رد :عيونها لك)       :: عظمة بعض الكلمات (آخر رد :عيونها لك)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ابو طلال (آخر رد :الــســاهر)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ثلوج دافئة (آخر رد :الــســاهر)       :: قصيدة عزاه لمن دكه الهوجاس (آخر رد :حمدفهد)       :: سلسلة اعلام المسلمين/الامام الثقة عبدالله بن ابي نجيح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ السلالات في التاريخ/11/الصفويون (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة العشرة المبشرة/11/عمر بن الخطاب/ج2 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم/سورة العصر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تفسير اسماء الله الحسنى/الحكيم (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: كلمات متوهجه (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: أصدقاؤك مثل أسنانك (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رواية ليتني عرفتك باول العمر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايةسئمت المثاليه فقررت الانحراف (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية ذكريات قصر عمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سالم يقود الأخضر في خليجي 26والعقيدي يعودويعتذر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: التفاوت بين البشر وأعمالهم (آخر رد :حوريه)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا أسير الصمت (آخر رد :عيونها لك)       :: رواية لو كرر التاريخ امرأه اخرى مـثلك لـعشقت الخيانة ياسيدتي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا فيرتي سبيرم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: جنود مجندة (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: لك غلا واحساس صادق مع البوح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية جبروت الأبتسامة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية امراة في ظل الاسلام (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/تعرف على السفن النهرية البابلية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الشيخة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ماعرفت افسر اسراره (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الى لندن (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ياليل فيك أسرار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حمدفهد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: لحظات مختلفة (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: يكفي حنيني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: فقدنا في ليالينا مواعيد وفقدنا ناس (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حل مشكلة هاك الشكر عند ترقية النسخه الى 3.8.11 او 3.8.12 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ياسر بريمادر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا وطن قلبك (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا شبية الريح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا نجـــــــم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا برستيج انثى (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حُلم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حيرتني يا ضنيني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الكنز الداخلى (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا نور سعيد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: كفو الملامة (آخر رد :عيونها لك)       :: السلام عليكم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: انا المتيم لم اتب (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا دانه سعيد (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: رواية شكيت من حظي وخيبتني ظنوني للكاتبة بحر الغلا (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصص من التراث العراقي/الف ليلة وليلة/الدرويش الاول (آخر رد :عيونها لك)       :: معركة فتح الاندلس بين المسلمين والصليبيين (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة التابعي الجليل/ جعفر بن موسى (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة الصحابية الجليلة/14/اروى بنت عبدالمطلب (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة الصحابي الجليل/17/الضحاك بن قيس (آخر رد :عيونها لك)       :: تفسير أيات سورة الشعراء (آخر رد :عيونها لك)       :: سلسلة الاخلاق الاسلامية/12/التعاون (آخر رد :حوريه)       :: شريان تدفقي (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: من منا قام بشكر اخطاءه يوما (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: كن ناصحا لا فاضحا (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: تاريخ العراق القديم الملك شمش شوم اوكين واستلامه المنحة المالية (آخر رد :البارونة)       :: بهذه الحياه من المستحيل (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: الحياة مجرد كتاب (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: روائع الشعر العراقي اديب كمال الدين قرر ان يذهب اليها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي بدر شاكر السياب سوف امضي اسمع الريح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد واخيرا نطقت بها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه ما فادني زينه كامله (آخر رد :عيونها لك)       :: في بحر الحياة (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رفقاً بأناملناوعطفاً على أعيننا (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: قالو صاحبك رحل (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/اول تعداد سكاني جرى في عهد السومريين (آخر رد :تووفه الحربي)      

 

{ شبكة همس الشوق  )
   
 
 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للقصص وحكايات وروايات خاص بشتى انواع القصص الواقعيه والخياليه



وش رجعك الكاتبة بقايا امل

همس للقصص وحكايات وروايات


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم احباب اموات في حادثة اغتصابي كرهت حياتي عشرا
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 7 - 8 - 2014, 04:19 AM   #31


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



قال بنفس الضيق : بس انا خايف ..

ابتسمت ثانية : خايف من شنو ؟ اذا من انها ما بتبادلك الشعور .. فجرب .. ما راح تخسر شي .. واذا قالت لك انها ما تبي هـ الشي .. راح تكون تجربة لك .. أما اذا انت خايف من نفسك .. ومني أنا وضياء .. بما انا ما نميل لها .. فلا تخاف من هـ الناحية .. لأنا عارفين روحها شلون .. وانت أدرى بأن الي صار هو السبب الي خلانا نحمل عليها بقلبنا شوي ..

رفعه كفه ملوحا : أنا بطلع شوي .. لا تنسين الي قلت لج عليه ..

لم أجبه .. لأنه غادر المنزل .. وبقيت أنا حائرة مكاني ..

==







أنزل من على عتبات الدرج .. بملل .. فوالدتي وعمي المتعجرف .. أصرا عليّ النزول .. والتواجد معهما في حديقة المنزل الليلة .. بحجة أن ضيوفا مقربين سيزوروننا .. ويجب أن لا أحرجهما عندهم .. فعدم تواجدي .. يعني أنهم سيسألون عن سبب لغيابي ..

فتحت باب الصالة .. ونزلت الثلاث العتبات .. وأنا في أي لحظة سأقرر العودة إلى غرفتي .. وقفت أبحث في أي الجهات يجلسون .. وما إن رأيت أصوات الضحك من جهة الشلال .. قصدتهم .. وأنا أعبث بجوالي ..

اقتربت منهم .. وأنا لم أنظر إليهم بعد .. رفعت بصري للحظة ورأيت رجلا وامرأة .. يجلسان مع والدتي وعمي .. همست : هاي ..

وجلست بالمقعد الذي بجانب عمي .. فلم أجد إلا مقعدين خاليين .. الأول بجانب الرجل .. والآخر .. بجانب عمي .. فوالدتي تتوسط عمي وتلك المرأة .. التي تكاد تلتهمني بنظراتها ..

ردا عليّ معا : هاي منتهى .. ..

وقالت المرأة : شلونج منتهى ؟

رمقتها : بخير ..

ثم أعدت بصري إلى هاتفي .. وأنا أسمعهم عادوا لإكمال حديثهم .. وأنا مقهورة بل أستشيط غضبا .. فأنا أكره الجلوس بجانب عمي هذا ! لكنني مرغمة الآن .. وحينما شعرت بخطوات تقترب مني .. وشممت عطرا رجاليا يداعب حاسة الشم لدي .. ورأيت رجلين تنتعلهما فردتا حذاء سوداء ملكي .. رفعت رأسي لأرى هذا الواقف أمامي .. لتلتقي عيناي بوجهه .. بل .. بعيناه السوداوين .. الحادتين .. وابتسامته الحالمة ..

فيتضارب النبض .. وتنقطع الأنفاس .. حينما دق نـــاقوس الخطر بقلبي .. وأهمس :

==

يارب .. أنت القادر على كل شيء .. أنا عبدك الذي يعترف إليك بالعبودية ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الثالث عشـر ..


ها لله هالله بردود ..

بكرهـ ان شاء الله بارتين ..

سلام ..







[ 14 ]

لـــن أقول يا

[ أنت ]

ولن أقول يا

[ أنا ]

لن أنادي أحدا ..

ولن أتحدث مع نفسي ..

لن أتفوه بحرف ..

ولن أكتب كلم ..

لا يهمني شيئا بعد الآن ..

حتى لو احترقت أنا ومن في الحياة ..

في نار [ جهنم ] !

كم صعب علي أن أخفي ابتسامتي .. وأنا أراها أشبه بحورية نزلت علينا من السماء .. بملابسها التي تشبه حليب الفراولة .. وشال حليبي اللون مطرز بورود وردية .. مغط شعرها .. فلا تستطيع الهرب من تحته أية شعرة .. زادت ابتسامتي .. حينما رفعت رأسها لي .. وبدت على ملامحها الصدمة .. وهمست بصوتها العذب : مـازن ؟

قلت لها بذات الهمس : عيون مازن ..

نكست رأسها .. فمددت ذراعي لها .. رفعت رأسها لي .. ونظرت في يدي التي تطلب مصافحتها .. لكنها قالت بهمس أيضا : صرت مسلمة اللحين .. وأضن ما يصير أصافح رجال مو من محارمي ..

حجة .. ما قالته حجة كل لا تحتضن كفي كفها الدافئة .. لكن سأصدقها : مبروك .. وأخيرا اقتنعتي ؟

جلست بالمقعد الذي جانبها .. ولم تجبني .. رفعت نظري لوالدي الذي اكتفى بابتسامة .. أما والدتي فما زالت غارقة بالحديث مع أم منتهى ..

مر بعض الوقت .. وأنا لم أرفع عيني عنها .. أنتظر أن ترفع رأسها وتلتقي عيناي العطشتان لعينيها .. لكنها لم تفعل .. وكأنها تحرمني حتى من هذه الفرصة ..

وقطع صمتها .. حينما سألها والدي : شلون نتائج الجامعة ؟

رفعت رأسها .. وقالت : زينة .. نجحت في ثلاث مواد ورسبت في الرابعة ..

ذهل الجميع .. وصدمت أنا .. لم أتوقع أن تقول مثل هذا الجواب .. فسألها والدي ثانية : باين عليج ذكية .. شكلج ما اهتميتي واجد ..

ضحكت بخفة .. ثم قالت : أنا المادة الي رسبت فيها المنتيرن اقزام ما قدمته ..

تفاجأ والدي وقال لها : ليش ؟

تبسمت .. وما أجمل ابتسامتها : كنت تعبانة شوي .. والدكتور ما رضى يعيده لي ..

ليقول والدي وهو يهز رأسه بتفهم : ما عليه .. الكورس الجاي اهتمي أكثر .. وبتنجحين بكل المواد ..

تبسمت ثانية .. يبدو أنها تريد قتلي بتلك الابتسامات : ان شاء الله ..

بعد ذلك ببعض ثوان .. قالت أم منتهى : تفضلو .. العشـا جاهز ..

نهضنا لتناول العشاء .. لكن منتهى .. لم تمشي باتجاه البوفيه الموجود بالحديقة .. بل قصدت الباب المؤدي لداخل المنزل .. لحقتها .. وناديتها .. التفت إلي .. وبدا الضيق الذي أخفته طول الوقت : خير ؟ شبغيت ؟

تبسمت لها : ما بتتعشين ؟

رمقتني : لا يكون الأكل بعد بالغصب ؟

ضحكت : ايوة .. ممكن تجين معاي آنستي ؟

ضحكت .. ثم رمقتني بنظراتها المعتادة : شسبب هـ الزيارة ؟ تبي تقهرني يعني ؟

تبسمت لها : تراني أنا مالي دخل بالموضوع .. انتي تعرفين ان أبوج شريك أبوي .. وعازمين بعض .. يعني أنا أذنب لأنهم قالو لي احضر وحضرت ؟

صرخت بي : اييي .. تدري اني ما احب أشوفك ..

قلت لها بحدة : لا ترفعين صوتج .. ( عادت نبرتي كالمعتاد لكن ببعض السخرية ) تضنين ان بالكلام الي قلتيه لأبوي بتراجع ؟ وما بتم الي بينا ؟ ( تبسمت ) تراهم يعرفون كل شي عنج .. يدرون انج مسيحية .. وأمي ما عارضت .. بلعكس .. عندها الأمر عادي .. وبما انج اللحين اسلمتين خير وبركة .. أما عن استهتارج .. فما بغير ولا شي بالموضوع .. يبونج لي .. بكل ما فيج من عيوب .. آنسة منتهى ..

بقيت ساكته .. وتنظر نحوي لدقائق .. ثم همست لها : تصدقين .. كل مرة أشوفج فيها .. أشوفج أحلى .. وأتمسك أكثر بقراري .. بالرتباط فيج .. ويتقين قلبي أكثر انه يحبج .. ويموت فيج ..

مسحت دمعة انسكبت على خدها .. وقالت وبعينيها نظرة الحقد : أكرهك ..

==

كان الجميع يحيطون بي .. وأنا احجز مقاعد للسفر إلى ألمانيا .. بعد وافق والدي سفر فطوم .. وأنا برفقتها ..

وبعد أن انتهيت من حجز التذكرة الثانية .. رفعت نظري لوالدي : يبه .. حجزت لي ولفطوم .. أحجز لعمادو الي ذبحني من الحنة ؟

ضحك والدي : هو ما يستاهل .. رسب في مادتين ..

قاطعه عماد .. وهو ينهض قاصدا إيـاه : يبه .. يبه يا احسن أب في العالم .. ( قبل رأس أبي بقوة ) مو كفاية سيارة ما شريت لي .. تحرمني من السفر .. يبه أنا دلوعك .. آخر العنقود .. تكسر بخاطري ..

احتجت فطوم : لا ؟ وأنا وين رحت ؟ بابا ما عليك منه .. لا ترضى ..

ضحك أبي .. ووجه نظره لوالدتي : ها يا ام عمار .. شرايج بالموضوع ؟

ركض عماد لها .. وقبل جبينها .. وخديها .. لحين أن أبعدته عنه : بس .. ذبحتني ..

قال لها وهو ما يزال يقبلها : ما بتباعد عنج إلا اذا قلتي لأبوي انج موافقة ..

قالت له وهي تحاول أن تحرر نفسها منه : انزيييين .. بس بشرط ..

قال لها وهو يبتسم بسعادة : امري .. تدللي يا كل هلي انتي ..

ضحكت : تحط على روحك السنة الجاية .. وتدرس زين .. وتبطل دوارة بالشوارع لأنصاص الليالي .. وما تتهاوش مع عيال خلق الله .. و ..

قاطعها وهو يفتح عينيه بصدمة : يمه .. ما باقي إلا تقولين اقعد في البيت ولا تطلع .. أبييج عون .. صرتي لي فرعون ..

ضحكنا جميعا على تعليقه .. وقال والدي : كلام امك صحيح .. اذا قبلت فيه أنا بوافق ..

هزت رأسه باستلام : أمرنا لله .. تامرون أمر .. طول الوقت بحبس روحي بالغرفة وبذاكر .. لين ما أعمى وتصير عيوني شهيدة الدراسة ..

ضحكنا جميعا وقال والدي : مع اني اشك .. بس يلله .. احجز له ..

عاد وقبل رأس أبي .. وأمطره بوابل من كلمات الشكر .. أما أنا فناديته : بتجيب لي بطاقتك ولة شلون ..

ركض نحوي .. وأخرج من جيبه محفظة نقوده .. أخرج البطاقة .. ومد ذراعه لي بها : هاك .. سـرع ..

أخذت البطاقة .. رفعت – الاب توب – من حضني .. ووضعته على الطاولة التي أمامي .. عدلت جلستي .. وحجزت له .. ثم رفعت بصري لأبي : يوم الجمعة السفر ..

ففرح فطوم وعماد .. وأخذا ينطان من فرط السعادة .. أما أنا فاكتفيت بالضحك عليهم مع والداي وجهاد .. لتقول أمي : بياكلني البيت من دونكم ..

قالت جهاد : وأنا وين رحت ؟ أفهم من كلامج معناتها طردة ؟ ترى آخذ أغراضي وأرد بيتنا ..

ضحكت أمي : البيت بيتج حبيبتي .. بس انتي تعرفين .. عماد وفطوم .. بعدهم صغار .. ومو متعودة على فراقهم .. وخصوصا فطوم ..

ركضت فطوم إلى حضن أمي : فديتج مام .. يلله تزودي مني ..

ضحكنا معا .. وأخذت كمبيوتري المحمول .. واتجهت إلى غرفتي أتصل بغسان .. الذي زرته قبل قليل .. ولم يفتح لي أحد باب داره ..
==

ومضى هذا الاسبوع على عائلتي محمود وعمار .. بالتسوق لشراء حاجات السفر .. وهاهو يوم الخميس قد أقبل .. وفي منزل الجدة .. كان الجميع متواجدين لتناول العشـاء .. والمكان مزدحم بأصوات العائلة .. والجميع يرحب ويهلل بعهود وميثم .. فكان الحريم بالصالة .. والرجال كـ العادة .. متواجدين بالمجلس ..

وفي الصالة .. كانت بيان وفطوم وليلى جالسين بجانب بعضهم يتناولون الطعام .. لتقول ليلى : لو حاولت أحجز لي .. تتوقعون ألاقي حجز ؟

فقالت بيان : ما اتوقع .. لأن علاوي بالغصب لقينا له تذكرة .. وكان يوم الاحد .. ما بالج اليوم الخميس ..

لتقول ليلى : خسارة .. السنة ما بنسافر .. لأن يرممون البيت .. وما يقدر البابا يسافر .. لازم يشرف على العمال ..

تبسمت لها فطوم : ما عليه .. في الاجازة الي بين الكورسين .. سافري ..

قالت : ان شاء الله .. ( وبزهو قالت ) ما قلت لكم .. واخيرا حصلت لي مدرب .. وبدربني الشهر الجاي ..

قال لها الفتاتين : والله ؟ مبروك ..

تبسمت بسعادة : الله يبارك فيكم ..

لتقول بيان : متى يجي شهر 12 واصير 18 ..

تبسمت فطوم : أنا قبلج .. أنا شهر تسعة ..

لتتسع ابتسامة ليلى أكثر : يعني انتو لين اللحين جهال .. أنا 2-6 دخلت 18 ..

قالت لها بيان : مشكل .. الي يسمع ما كأنج أكبر منا بكم شهر ..

ضحكت فطوم .. وانقهرت ليلى .. لحين أن انتهى العشاء .. ورفعت أواني الطعام .. وحينما انتهو من تنظيف المكان .. جلسوا ثانية .. بالقرب من عهود ..

فقالت بيان : عهود .. حلوة الدراسة بقطر ؟

ضحكت : وااجد حلوة .. مو يكفي اني تعرفت على سالم هناك ..

ضحكنا معا .. وسألتها فطوم : اللحين انتو تزوجتوا ؟

تبسمت بخجل : بس عقدنا قرانا .. وللحين احنا محتارين نسكن بقطر ولا البحرين ..

لتقول ليلى : وامج وابوج ؟ شلون رضو تاخذين لج واحد موب بحريني واحتمال كبير تعيشين برى البحرين ..

قالت عهود وهي ما زالت محافظة على بسمتها : في البداية عارضو .. وبعدين قنعهم ميثم لأن شاف سالم شلون طيب وحبوب ويعتمد عليه .. وقبلو ..

لتقول بيان : حتى ميثم خطب صح ؟

هزت رأسها بإيجاب : ايي .. خطب اخت سالم .. وما يدري بعد .. يعيش بقطر ولا بالبحرين ..

فقالت فطوم : المسافة قريبة .. يعني حتى لو سكنتوا بقطر .. ما في مشكلة انكم كل سبوع تزورونا ..

==

أما أنا .. فأحترق .. أرغب بأن ألتقي بفطوم قبل سفرها .. ولم يخطر ببالي إلا بيان .. فهي من ستساعدني على اللقاء بها .. فأرسلت لها مسجا " هلا بيان .. طلبتج .. قولي تم "

بعد لحظات .. رن هاتفي معلنا وصول مسج .. فتحته .. وكان منها " اهلين بالفارس الملثم .. تامر امر .. تبي أدبر لك خطة وتشوف فطوم صحيح "

ضحكت بخفة .. وأرسلت لها " أيوة .. ذكية تفهميها وهي طايرة "

لترسل لي " أنا بساعدك .. بس بشرط "

أرسلت لها " كل الي تبينه بنفذه .. شنو شروطج ؟ "

لترسل لي " احنا بكرة بنسافر .. وماما بتجي تقعد مع عودوه .. وانت يتوجب عليك كل شي تبيه تجيبه لها .. وتطلعها للمكان الي تبي .. وما ترفض لها شي لو قالت لك احرق روحك بالنار "

ضحكت بصوت مرتفع .. ليلتفت لي عمار : شفيك ؟ من مكلحين لين اللحين وانت تتبسم .. لا يكون ..

قاطعته وأنا أضحك : لا .. صحيح اذا قالو كل من يرى الناس بعين طبعه ..

رماني بعلبة المحارم الورقية : مالت علييك .. انا شاك فيك .. بس بصدقك ..

أمسكت بها قبل أن تصدمني .. ولم أجبه .. وأرسلت لها " ما طلبتي شي .. اعتبريه صار "

لترسل لي بعد دقائق " زين .. بعد عشر دقايق .. تعال ورى البيت صوب شجرة الكنار "

لأرسل لها وأنا ابتسم " تسلمين والله "

وبعد عشر دقائق .. استأذنتهم .. ونهضت .. خرجت من المجلس .. وقصدت خلف المنزل .. لأرى بيان وفطوم واقفتين وتضحكان .. وما إن رأتني بيان .. حتى قالت لفطوم : فطوم بروح أشرب ماي وبجي .. لا تتحركين .. بعد تشوفنا ليلى اللصقة ..

ضحكت فطوم : انزين .. سرعي ..

مشيت باتجاها حينما ذهبت بيان .. وأنا أمشي على أوراق الشجر المتناثرة على الأرض .. انتبهت إلي .. والتفت لي : يعقوب ؟

تبسمت لها وأنا أقترب منها : ممكن عشر دقايق من وقتج ؟

==

أمسكت بجذع الشجرة أخفي توتري .. كان قادما نحوي .. وهو يرتدي ثوبا أبيض اللون .. وعلى رأسه غترة بيضاء مخططة بلأحمر .. ملقاة على رأسه بعدم اهتمام .. كانت عيناه تنظران نحوي .. وفيهما الكثير من الكلام .. فقلت له وأنا أشعر ببعض الخوف : اوكي .. تفضل ..

وصل إلي .. ووقف أمامي .. تبسم لي : شخبارج ؟

ابتسمت له بصعوبة : طيبة .. أسأل عنك ..

ما زال مبتسما : سألت عنج العافية ( سكت قليلا ثم قال ) فطومة ..

تبسمت بصدق هذه المرة .. فمنذ أن كنا أطفالا .. لا يناديني أحد بفطومة غيره : نعم ..

ليقول : بتسافرين بكرة ؟

هززت رأسي بإيجاب : ايوة .. شنو تبي نشتري لك من هدية ؟

سكت ثانية ثم قال : تشترون ولا تشترين ؟

لم أعرف بما أجيبه : مثل الشي ..

ضحك بخفة : لا .. نشتري .. يعني جماعة .. يعني كلكم .. أما أشتري .. يعني بروحج .. انتي .. تشترين لي ..

ضحكت : المهم ان الشي الي خاطرك فيه بتحصله .. سواءا كان جماعة ولا مفرد ..

ابتسم ابتسامته المميزة : لا .. اذا جماعة .. بطلب شي غير .. واذا انتي بطلب شي غير ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:21 AM   #32


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ارتبكت : طيب شنو تبي اشتري لك ؟

ما زالت البسمة التي أعهدها راسية على ثغره : اممم .. أبي شيئين ..

قلت له بسرعة : شنو هم ؟

ليقول : أول شي .. أبي سلامتج .. وتردين ( ركز على هذه الكلمة ) لي سالمة ..

نكست رأسي بخجل .. فأنا أشعر بأن خداي توردا : تسلم ..

وأكمل : يسلمج ربي .. أما الشي الثاني .. فأبيج تشترين لي شي على ذوقج .. ما يخترب .. ولا يصير فيه شي .. احتفظ فيه طول عمري .. وأقول هذا من فطومة ..

اتسعت ابتسامتي .. ورفعت رأسي : اوكي .. ( وبارتباك ) أنا بروح اللحين .. مع السلامة ..

وما إن حركت قدمي .. حتى قال : وين ؟ ما كملت العشر دقايق ؟

رفعت عيناي .. فالتقتا بعينيه ورأيت أنهما ما زالتا تحتفظان بالمزيد من الحديث : سـرع .. بروح أشوف بيان .. تأخرت ..

تبسم لي : مليتين مني ؟

هززت رأسي بالنفي بسرعة .. ثم نكست رأسي احراجا : لا ..

ليقول وهو يضحك : لين اللحين ما قلت لج الشي الي جاي أكلمج علشانه ..

اطرب قلبي .. ورفعت بصري متسائلة : شنو ؟

فابتسم ابتسامة تلفضت بعدها انفاسي : لو تقدمت لج بعد ما تردين من السفر .. تقبلين فيني ؟

أشعر أن أحدهم يدوس بفرسه جسدي .. سأموت حياءا .. نكست رأسي بخجل .. ولم أجبه بأي شيء ..

ليتقدم مني خطوة .. ويقول هامسا : فطومة انتي ما تعرفين اني من أول ما خلقني ربي وأنا احبج ؟

رفعت رأسي إليه .. وعيناه معلقتين بعيناي .. لا أعلم ما أقول .. أحتاج وقتا لأصف مشاعري .. رغم أنني أعرف بهذا .. لكنني لم أتوقع أن يصرح بقولها إلي .. هذه الكلمة .. التي بعثرتني .. وشتت النبض بقلبي .. عبثت بكل مالدي من قوة .. وبقيت أمام عيناه التي تنظراني انتظارا لأن أبادله القول .. وأنا محتارة .. أأبقى .. أم أطلق ساقي للريح .. فأنا محرجة .. وسأسقط على الأرض من فرط الخجل ..

ليقول وهو يبتسم : جاوبيني .. تقبلين فيني ؟ تقبلين تبادليني هذا الحب وكل المشاعر الي أحتفظ بها بقلبي لج ؟

سالت دمعة على خدي .. لا أجرأ على الكلام .. ليقول : فطومة .. ليش كل هـ الخوف .. اذا قلتي لا .. ما بزعل منج .. هذا قرارج .. وأنا أقبل فيه ..

شجعتني أبجدياته .. فهمست له : ممكن أروح ..

ليقول لي : ممكن .. بس بعد ما تجاوبيني ..

نكست بصري .. وهمست له : اوكي ..

ضحك بخفة : شنو اوكيه ؟ موافقة ولة لا ..

هززت رأسي بإيجاب وأنا استعد للهرب : موافـــ ق ــة ..

وركضت بسرعة عنه .. ولم ألتفت للوراء .. وأنا اسمع وقع خطواتي على أوراق الشجـر ..

==

كنت أرتب حقيبة سفري .. ودعاء جالسة بجانبي : عــاد .. بسافر معاكم ..

رفعت بصري لها .. فهذه المرة الألف أفهمها بأنني لا أستطيع : دعوي .. اللحين صار لي سبوع أفهمج ان عادل حجز لج معاه لايطاليا من بداية الاجازة .. أنا ابيج تجيين معانا .. بس ما بقدر اهتم فيج وأنا بكون أغلب وقتي مع محمود بالمستشفى ..

قالت لي : انزين وعاادل .. ليش ما يجي معانا ؟

قلت لها : روحي قولي له .. حاولت فيه .. قال شنو يسوي في ألمانيا .. يبي يروح ايطاليا ..

لتبكي : أنا بتملل بروحي ..

قلت لها وأنا أحاول ضبط أعصابي : دعوي ليش هـ الدموع اللحين ؟ تدرين ان السفر مع عادل شحلاته .. ما بخلي شي بخاطرج .. وبعدين أميرة بعد بتسافر معاكم ..

لتقول لي : وانتو متى بترجعون ؟

قلت لها : كلها ثلاثة اسابيع .. وانتو بتظلون شهر وانص .. بتتجولون في كل مكان حلو بايطاليا ..

لتقول : لكن اذا رجعت من المانيا تجي لنا ..

قلت لها وأنا أخذ أدوات الحلاقة : ان شاء الله بحاول ..

قالت لي : مو تحاول .. قول اكيييد ..

تنهدت وأنا أضع أدوات الحلاقة بالحقيبة : ما اقدر اقولج اكييد .. اجازتي كلها شهر .. بحاول اذا رضو بروح لكم ..

==

كنت حينها جالسة على الأرجوحة .. أهزها بملل .. أنتظر قدوم فطوم .. فتحت هاتفي .. ونظرت إلى الساعة .. وكانت التاسعة والنصف مساءا .. أغلقته .. ووضعته فوق قدماي .. وما إن رفعت بصري .. حتى رأيت ضياء قادمة نحوي وبين يديها طفلتها مريم .. استغربت قدومها .. لكنني لم أعرها اهتماما .. وأخذت أحرك الأرجوحة بنفس الملل ..

لكنني رفعت رأسي مرة أخرى حينما اقتربت مني .. ونادتني : نعم ؟

وضعت مريم على الأرجوحة التي بجانبي .. وهزتها بلطف ثم قالت : أبي أقولج شي .. بس مو عارفة شلون أفتح معاج الموضوع ..

انتفض قلبي .. أيعقل أنها ستحذني عن ذاك الميت .. فقلت بسخرية : ليش مو عارفة ؟ خايفة تجرحين شعوري مثلا ؟

ضحكت بخفة .. وقالت بحدة : ليش انتي عندج شعور علشان ينجرح ؟ لو كان عندج ذرة احساس .. ما لصقتي في فطوم وعماد .. واللحين عمار بعد .. علشان تبعدينهم عنا ..

رمقتها بغير تصديق .. ما تقول هذه المريضة النفسية وبذات النبرة قلت : ايوة .. خليت الشعور لج يا ام الاحساس انتي ..

رأيت وجهها يشتعل غضبا .. مما دفعني إلى الضحك .. فقالت لي : ويلوموني ليش أكرهج .. قالو شنو .. بيان طيبة وتحبج .. في حياتي ما التقيت بناس وقحين مثلج ..

قلت وأنا أضحك : وأنا أموت فيج .. هههههههه .. ( توقفت عن الضحك ) انتي من علشان أحمل بقلبي عليج أي شعور .. انتي وحدة مجنونة فيها عقد نفسية .. تطلع خبالها علي .. روحي ماما .. قولي لزوجج ياخذج الطب النفسي ..

وغرقت في الضحك .. لا لشيء .. وإنما لأقهرها .. فقالت وهي تأخذ ابنتها من فوق الأرجوحة : أنا ما اني مضيعة وقتي معاج .. بس جاية أحذرج .. وأقولج إن لعبتج هـ المرة بتنقلب عليج .. يكفيج فطوم وعماد .. أما عمار .. الي لعبتي عليه بكلمتين .. تراه هو الي قنع أبوي علشان يسافر هو وفطوم معاكم .. تدرين ليش ؟ علشان يعلقج .. ويرمييج .. علشان يرد لج الصاع يا بيان صاعين ..

سكت .. أستوعب ما تقوله هذه الحرباء .. أيعقل أنه عرف أنني هي التي تحدثه في الدردشة .. وعرف بخطتي وأراد أن يقلبها علي .. لكنني .. سامحته .. وقررت أن لا أأذيه .. ولا أأذي مشاعره .. قلت لها بهدوء .. عكس العواصف التي تحطم السكينة بقلبي : وانتي ليش تقولين لي هـ الكلام ؟ غير هو يبي ينتقم لج مني ؟ غير هو يبي يرد الفرج لقلبج الي اخترب بسببي ذاك اليوم ؟

يبدو أنها انصدمت مما قلته .. لأنها غرقت بالصمت .. فأنا ولا أحد غيري ذكر ذاك الأمر قبل الآن : ما يحتاج تحذريني .. ما يحتاج تقولين لي شي .. واذا عمـار يبي يأذيني علشان حسين .. اوكي .. أنا موافقة .. يا حلاتها هـ الأذية ..

زادت صدمتها وقالت بصوت مرتفع : قلت لهم وما صدقوني .. قلت لهم انج الي أثرتيه وبعدين سويتي روحج خايفة وخليتيه ينجن عليج لين ما مات .. حسين مات بسببج .. وحفلة عرسي اختربت بسببج .. وتأكدي يا بيان .. انج بتدفعين الثمن غالي ..

ضحكت .. وأنا أرتجف من الداخل .. أحترق .. أختنق : روحي قولي لهم اني قلت لج بنفسي اني الغلطانة .. واني أعترف ان كل شي مو زين بحياتكم سببه أنا .. بعد شنو تبين أكثر ؟

سكتت .. وحملت ابنتها .. وذهبت عني .. نكست رأسي أحاول أن أتغلب على رغبتي بالبكاء .. حقنت نفسي بالصلاة عليه وآله .. ونهضت من مكاني .. قصدت داخل المنزل .. وقلبي ينزف .. وما إن هممت بالدخول .. حتى فتح الباب .. ورأيته يخرج .. خرج ببلوزته الصفراء .. المكتوب عليها بعض الكلمات بلانحليزية .. وبنطاله الجينس .. نظر لي وتبسم : شلونج بيان ؟

" ما لهم كلهم هكذا ؟

ما لهم لا يشعرون ؟

أيعقل .. أن هناك أناس معدومو الإحساس ؟

ربما كنت لا أصدق هذا سابقا ..

لكنني الآن .. أنتخبك وبكل جدارة ..

للميدالية الذهبية ..

فأنت أولهم ..

بليــــد ..

لا تشعر ..

رمقته مطولا .. ورغما عني ذرفت دمعة قهر .. مسحتها بسرعة وقلت له بين أسناني : تستاهل الميدالية الذهبية على نجاحك .. مبروك عليك ..

ودفعت الباب للدخول .. لكنه أمسكني من ذراعي وأدارني له : ما فهمت ؟ ليش الدموع ؟ وليش هـ الكلام ؟

تبسمت بوجع : فرحانة لك .. دموع الفرح ذي ..

سكت .. يبدو أنه يفكر بكلامي .. همست له : ممكن تترك يدي ؟

ليقول : بيان شفيج ؟ موب فاهم عليج ؟

رفعت يدي الأخرى وحررت ذراعي من قبضته .. هززت رأسي بالرفض .. كنت سأنفجر أمامه .. لكنني تمالكت أعصابي كما أفعل دوما .. ودخلت داخل المنزل ..

==

جلس عمار بجانبي .. وما إن حركت فمي للحديث .. حتى رن هاتفي نغمة وصول مسج .. فتحتها وكانت من بيان " محمود .. متى بنرجع البيت ؟ لين اللحين ما جهزت بقايا أغراضي "

فأرسلت لها " قولي لأمي بنمشي اللحين "

أغلقت هاتفي والتفت لعمار : لقيت يعقوب ؟ أبي اسلم عليه .. يمكن ما أشوفه بكرة ..

يبدو أنه ليس معي .. فقلت له : هييي .. عمار ..

التفت لي : هلا ..

تبسمت له : الي ماخذ بالك يتهنى فيه ..

ضحك بخفة : لا .. كنت بس افكر شوي .. شنو قلت ؟

ابتسمت ثانية : كنت أسألك عن يعقوب .. أبي اسلم عليه ..

قال لي : ايي .. نسييت .. لا .. أقصد ما لقيته ..

استغربت ارتباكه .. وما إن هممت بسؤاله قال لي وهو ينهض : أنا برد البيت .. مصدع شوي .. وغسان صار لي كم يوم ما ادري شنو اخباره ..

قاطعته : يعني طول الوقت مشغول بالك عليه ؟

تبسم لي : ايي .. بديت اشك انه مسجون ولة شي ..

ضحكت : ليش ؟ شنو مسوي ؟

ضحك : لا .. اضرب لك مثال اني خايف عليه ..

هززت رأسي بتفهم وأنا أنهض : اهاا .. الله يخليكم لبعض .. أنا بعد بمشي .. بيان ما كملت تجهيز أغراضها .. وعلينا قعدة من الصبح ..

تبسم لي : ويخليك ..

ثم سلمت على خيلاني وأزواج خالتي .. وخرجت خلف عمار .. لأرى يعقوب أمامي : وييينك ؟ صار لي ساعة أسأل عنك ..

ضحك بخفة : كنت عند الحريم .. تعرفهم اشتاقو لي ..

تبسمت له : اهاا .. اشتاقو لك .. ولة انت اشتقت لوحدة منهم ..

ضحك مرة أخرى : انت ما تجوز عن سوالفك ؟

رفعت كتفي ببراءة : أنا ما قلت شي .. بس يقولون الي على راسه بطحة ..

ضحك وأكمل : يتحسسها ..
==







أغلقت القرآن .. قبلته .. ووضعته فوق الرف .. نهضت من على سجادتي .. ورميت بجسدي المرهق من التفكير على السرير .. أخذت أحدق بسقف الغرفة .. أتأمل بالثرية المعلقة .. الممتلأة أضواء .. أشعر أن وجودها بغرفتي أكبر خطأ .. فهي لا تتناسب .. لا مع ديكور الغرفة وظلمته .. ولا إلى قلبي والعتمة الموجودة فيه .. وهي تنشر أضواء لا أحب رؤيتها .. فقد اعتادت عيناي على الظــلام ..

اوه .. نسيت أن أخلع العدستين .. وبملل .. رفعتهما من عيناي .. ونهضت لأضعهما في المحلول الخاص .. وما إن قررت العودة للسرير ثانية .. حتى سمعت طرقا على الباب .. اتجهت له .. وقفت خلف الباب وقلت : مين ؟

وصلني صوت عمي النشاز : أنا .. أبوج ..

ضحكت : أبوي بالجنة .. كم مرة تبيني أذكرك ؟

فقال لي : ممكن أدخل منتهى ؟

قلت له : لا .. واذا تبي تقولي شي .. سرع .. أبي أنام ..

قال لي : أبي أكلمج بموضوع ما ينقال ورى الباب ..

لأقول : وهـ الموضوع ما يتأجل لبكرة ؟

ليقول : لا .. افتحي الباب ..

قلت له بضيق : انزييين ..

فتحت الباب .. وقلت له : خير .. شنو الموضوع ؟

لا أعلم لما نظر إلي هكذا .. نظرات أجهل تفسيرها .. كان يتأمل بوجهي تحديدا .. والدمع بدأ يلمع بعيناه .. ثم همس : شنو هذا ؟

مهلا .. لا .. أيعقل أنني نسيت ؟

رفعت كفاي .. وتحسست عيناي .. صرخت عليه : اطلع برى ..

قال لي وهو يحاول ابتلاع غصته : لـيش ؟ ليش منتهى ؟

صرخت عليه وأنا على وشك البكاء : اطلـــــــع برى ..

أخرجته .. وأغلقت الباب .. سندت جسدي على الباب .. وتجدد عويلي .. تجدد فقدي .. تجدد شعوري بالضيـــــاع ..

==

احتضنتني أمي .. وأخذت أبكي .. وأخرج كل ما بقلبي .. فمنذ ليلة الأمس .. وأنا أحبس هذا الدمع .. منذ ليلة الأمس .. وأنا أحاول التصبر .. وعدم السخط .. والقبول بقراري وهو عدم ذرف دمعة واحدة على ماضٍ ذهب وولى .. لكنني الآن بكيت في أحضانها لسبب مختلف .. أجل .. انها العاشرة صباحا .. وبعد ساعة ونصف .. سأكون في الطائرة بعيدة عن أمي .. ولن أراها قرابة الشهر .. فلأتزود منها الآن ..

ابتعدت عنها .. ومسحت الدمع الملطخ وجههي .. وأخذت توصيني وتوصي محمودا علي .. بعدها بدأ الوداع على أمل اللقاء بين محمود ووالدتي .. وأنا ذهبت لصغيرتين الجالستين على الأرجوحة .. أنتبهوا .. فنحن في منزل جدتي لأن أمي ستسكن هنا لحين عودتنا ..

وصلت لهما .. وفتحت ذراعي : من تبيني أدورها قبل ؟

ركضت لي زهور : أنا ..

تبسمت .. ورفعتها من على الأرض .. ضممتها إلي .. وأخذت أدور بها .. ورأسي يدور .. فلم أكل شيئا منذ الأمس .. أساسا .. أنا لا أشعر بالجــوع .. فكلام تلك المسماة ضيــاء أفقدني شهيتي ..

وأنزلتها على الأرض .. جلست بجانبها .. قبلت خديها : زهور الحلوة بتطاوع الماما وما بتعاندها صح ؟

هزت رأسها وهي تمسك بكفاي : بتشترين لي هدايا ؟

قلت لها : ايي .. كم هدية تبين أشتري لج ؟

مدت كفيها : هـ الكثر ..

ضممتها لي ثانية .. وقبلت وجنتيها المتوردان : تامرين امر يالحلوة ..

ورفعت بصري لمروة : والقمر ما بتجي تسلم علي ؟

أشاحت بوجهها عني : القمر عليج زعلان اليوم ..

ضحكت بخفة .. مروة .. رغم أنها توأم زهور .. إلا أن تفكيرها وعقليتها أكبر من زهور بكثير .. وتبدو أكبر منها سننا .. رغم أنهما متشابهتان بكل شيء .. ويصعب التفريق بينهما .. تقدمت نحوها .. رفعتها من على الأرجوحة .. رفعت رأسها إلي : ليش زعلانة مني ؟

قالت لي وهي على وشك البكاء : خذوني معاكم ..

قبلت خدها : وتخلين الماما بروحها ؟

قالت : ناخذ معانا الماما ..

قلت لها : قلنا لها .. وقالت ما تبي تروح ..

سكتت ولم تقل شيئا .. قبلتها ثانية : رضيتي علي ؟

قالت لي : اذا درتيني واااجد .. لين ما اقولج بس .. برضى عليج ..

ضحكت .. وقلت لها : انزيين ..

أمسكتها بإحكام .. وأخذت أدورها .. وأدورها .. لحين أن شعرت بالدوار : مروي تعبت .. أوقف ؟

صرخت : لا .. ترى ما ارضى عليج ..

درتها أكثر .. وأنا أشعر بالدوار أكثر .. جلست على الأرض .. وبقيت هي جالسة بأحضاني .. أخذت تبكي لأنني توفقت .. وأنا أحاول اسكاتها .. كنت أتنفس بسرعة .. لحين رأيت فطوم قادمة نحوي .. وعلى فمها ابتسامة .. خديتها متوردين .. بادلتها الابتسام .. ورفعت بصري إلى أبعد من فطوم .. حيث كان واقفا مع أحمد ويعقوب ومحمود وجدتي وأمي .. كان ينظر نحوي .. تجاهلت نظراته .. وقلت لفطوم : صبـــاح الورد للورد ..

==

جلس الجميع بمقاعدهم في الطائرة .. وكان أحمد بجانب محمود .. وبعد أحمد ومحمود بمقعدين .. توجد بالوسط بيان وفطوم .. وعمار وعماد .. لكن عماد .. بدل مكانه وجلس قرب علي الذي كرسيه خلفهم مباشرة ..

وأقلعت الطائرة .. وباقلاعها .. كان محمود وأحمد يتبادلان الحديث عن المشفى والدكتور الذي سيستلم معالجة محمود .. وأخذ أحمد يحدث محمود عن أميرة .. والسكوت الذي يلازمها منذ طلاقها ..

أما بيان وفطوم .. فمنذ أن أقلعت الطائرة .. وهما تتهامسان كي لا يسمع عمار ما تقولان .. ثم تضحكان .. فقد اعترفتا بأن كليهما لم تناما ليلة أمس .. أخبرت فطوم بيان بما حدث لها مع يعقوب .. ونظراته المميتة لفؤادها الصغير اليوم وهو يودعها بالمطار .. أما بيان فقالت لها بعضا من ما قلته ضياء .. وتحفضت بالجزء الآخر .. ولفرط سعادة فطوم لم تنتبه بأن " السالفة " ينقصها بعض الكلام .. ونصحتها بعدم الاكتراث لما قالته ..

أما عمار .. فهو يغط بالنوم .. بعد أن تعمق بتفكيره كثيرا .. وكان محور تفكيره .. تلك .. الصغيـــرة بيان .. التي لا يعلم كيف ومتى توغلت لجـــوف القــلب ..

وشيء مختلف .. ما يحدث بين علي وعماد .. اللذان ما إن حطت قدميهما الطائرة .. لم يجلسا إلا حين اقلاعها


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:21 AM   #33


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



.. ويدوران في ارجائها .. يمازحان الركاب .. ويطفشونهم بأسئلتهم " السخيفة " ..

فلأعرض لكم شيئا مما يحدث ..

اقتربا من سيدتين أجنبتين .. وقال عماد : هــاي ..

تبسمت له التي تجلس بجانب النافذة وقالتا معا : هاي ..

فقال علي : how are you ?

تبسمتا وقالتا : fine ..

ليقول عماد لعلي : قول لهم نبي نتعرف عليهم ..

ضحك علي : ما اعرف وش يقولون بس بحاول .. احم احم .. friend me ?

ضحكت السيدة الشقراء وقالت : whats ?

سحب عماد علي : سووري ..

ومشيا وهم يضحكان : يالغبي ما تعرف تصف كلمتين ورى بعض ؟

قال علي : مشكل كان قلت لها انت .. تعرف اني ما اعرف انجليزي ..

==




ركنت سيارتي بجانب البناية التي تقبع فيها .. وعيناي معلقتين بالنافذة أنتظر خروجها أو دخولها .. مرت ساعات .. وأنا لم أتزحزح من مكاني .. فبعد يومين سنسافر أنا وأميرة ودعاء إلى ايطاليا .. وأرغب بالحديث معها .. مضت ساعة أخرى .. ولم أرها .. وبتهور .. ضغطت على اسمها المخزن بهاتفي باسم " فتاة أحلامي " وضغطت على زر الاتصال .. لم تجب .. فكررت الاتصال بها ثانية وعاشرة .. لحين أن أرسلت لها مسجا ..

/

كنت واقفة أمام النافذة .. منذ ساعتين وأنا واقفة مكاني .. أنظر إليه وهو في سيارته الحمراء وعينيه معلقتين في باب المبنى .. فقد كنت كعادتي أطل من النافذة حينما رأيت سيارة جيب حمراء واقفة بالقرب من البناية .. ويتضح أنها كلفت صاحبها الكثير .. لحين أن تأكدت أنه هو .. عندما ترجل .. وركل باب السيارة .. ثم دخل ثانية .. وأخذ يعبث بهاتفه المحمول .. لا أعلم لما ركضت لأخذ جوالي .. وكأنني على علم بأنه سيتصل لي .. وفعلا .. اتصل مرارا .. ولم أجب عليه .. لحين أن أرسل مسجا كان مضمونه " احلف بربي .. اذا ما طلعتي من بيتكم .. أو بس فتحتي الدريشة وخليتيني أشوفج .. بتهور .. وبركب لج شقتكم .. وقولي اني ما قلت "

مجنون .. ولا أستبعد هذا عنه .. وبجنون .. فتحت النافذة .. بعد أن ارتديت شالا ورديا .. ووجهت نظري عليه .. رأيته يرفع رأسه لي .. يلوح بذراعه .. بل .. يصرخ ..

\

كنت متأكدا من أن هذا ينفع معها .. وأنها ستطيع أوامري وستطل من النافذة .. رأيتها تقف أمام النافذة .. وعينيها مصوبتان نحوي .. وابتسامتها الساحرة لاصقة على ثغرها .. ما أجملها فتاة أحلامي .. بعينيها البنيتان الصغيرتان .. أنفها الصغير .. وفمها الصغير أيضا .. وكأنها خلقت كما أتمنى .. فقد خلقها الله لي .. وستكون لي .. يوما ما .. هذا ما صرخت به : الله خلقها لي ..

رأيت ابتسامتها تتسع .. ثم تلاشت تلك الابتسامة .. وأخذت تشير لي بأن أبتعد ..

التفت للخلف .. حيث عينيها معلقتين .. ورأيت رجلا .. في العشرين من عمره .. يترجل من سيارته ... ويقترب مني ..

/

أغلقت النافذة .. وغطيتها بالستارة .. وبدأ نبضي يطرب .. ويدق قلبي بسرعة جنونية .. فهذا ابن عمي .. جميل .. وجاء لزيارة والدي كما يفعل في كل ليلة .. يا الله .. ساعدني .. متأكدة أنا من أن الليلة لن تمر بخير .. تلطف علي يا ربي .. واقشع غمام السوء عني ..

\

صرخ بي : شنو تسوي هني ؟

رمقته بحقد .. فقد أخاف رنا : انت الي شنو تسوي هني ..

ضحك .. وأثار اشمئزازي بصوت ضحكاته المرتفعة : شكلك ماخذ في نفسك مقلب .. ( أمسكني من بلوزتي الحمراء ) مرة ثانية اذا شفتك واقف هـ المكان .. وتطالع في ( أشار على نافذة رنا ) عيونك بطزها .. فاهم ..

حررت نفسي من قبضته وزاد غضبي : وانت من علشان تقولي هـ الكلام ؟ انت من علشان تهددني ؟

صرخ بي ثانية : أنا من ؟ أنا ولد عمها يالكلب .. تحسبني ما شفتك وانت تطالع فيها وهي راضية وعاجبها ؟ اياني وياك تقرب منها ولا بتشوف شي ما صار ولا ستوى ..

وكأن أحدا ضربني بعصاة ممتلئة بالمسامير : انت ولد عمها ؟ ما قالت لي ..

قال بين أسنانه : واللحين عرفت .. يلله انقلع ..

رمقته بغضب : أنا تقولي انقلع ؟ شكلك ما عرفت من أكون ؟

قال بنفس النبرة : ما يهمني .. يالله انقلع .. لا تفقدني اعصابي وتخليني أسوي شي اندم عليه ..

ضحكت بحرقة : مسوي فيها تغار عليها ؟ مسوي نفسك محترم وما ترضى بالغلط ؟ وينك عنها يوم طردهم أبوي من البيت ؟ وينك عنها يوم طاح أبوها بالمستشفى وما لقو مكان يروحون له ؟ ولا اللحين توك منتبه لنفسك ولد عمها ولازم تحميها من أمثالي ؟

صفعني .. ورأيت الدم يسيل من أنفي .. وقال : قلت لك انقلع ..

همست له : أنا بروح اللحين .. بس يكون بعلمك .. يا ويلك اذا أذيتها .. يا ويلك إذا قلت لأبوها شي .. تدري ليش ؟ لأن وقتها بتعرف من يكون عادل ولد أبو وليــــــد ..

[ جميل : 19 سنة ]

==

نزلنا من الطائرة .. بعد أن أنهينا كافة الاجراءات .. وما إن حطت قدمي أرض المطار .. حتى شعرت بوغزة بقلبي .. شعرت بأن شيئا ما يحدث لمنتهى الآن .. ماذا يحدث لكِ يا منتهى ؟ أيـــن أنتِ ؟ وأي أقدار ستجمعني بكِ ثانية ؟!

رفعت بصري لمحمود القادم نحوي وهو يجر العربة التي بها الحقائب .. وعمار وفطوم وبيان بجانبه .. أما علي وعماد .. فهما شيء خاص .. كانا يركضان .. وهما يدفعان العربة الثانية .. ورغما عن وجعي .. ضحكت على منظرهما .. وشعرت بأن هذه الرحلة ستكون ممتعة دام أن مثل هؤلاء معنا ..

/

الحـال معي يشبه حـال أحمد .. رغم أنني متضايق بعض الشيء .. والمشاعر الجديدة تربكني وتقيدني بمراقبة حركاتي ونظراتي .. إلا أن فترة لنقاهة .. والضحك على خبال عماد وعلي .. كفيلة بالشعور بأن أوقاتا رائعة سنقضيها برفقتهم ..

\

وصلنا إلى خارج المطار .. فرفعت عيناي للسماء .. وضغطت على كف بيان التي تحتضن كفي : بيون .. طالعي السما .. تهبل ..

لتقول : بس تهبل .. إلا تطير العقل ..

كانت السماء ملونة باللونين الأزرق والأصفر .. يبدو أنها اقتربت ساعة الغروب .. لأني لم أرها .. بل رأيت مكانها .. بدر خجول .. مختبأ بين الغيوم البيضاء .. ما أجملها السماء هكـذا .. صافية .. ليت قلوبنا .. صافية كصفائها ..

/

أحذت أتأمل بالمكان حولي .. وعيناي تكادان أن تنطبقا لفرط الارهاق .. فمنذ الأمس لم تغفو عيناي .. والشعور بأن قدماي ما عدتا تحتملان حملي مسيطر علي .. لكنني عاهدت نفسي بأن أستمتع بكل لحظة .. لذلك .. أخرجت الكاميرا من حقيبتي .. وبدأت بالتصوير .. فقد وعدت الصغيرتان أن أريهما كل شيء .. لذلك .. صورت فطوم وهي تتأمل السماء .. محمود وأحمد وعمار وهم واقفين أمام الشارع يتحدثون مع سائق التاكسي .. وعماد وعلي اللذان لا يكفان عن الضحك .. وصورت المطار .. ثم اتجهت بقدمي لهم جانب التاكسي .. أطلب من أحدهم أن يلتقط لنا صورة أنا وفطوم .. والتفت لي عمار .. وددت ضربه حينما التقت عيناه بعيناي .. لكنني أجهل سبب رسمي لابتسامة على فمي .. ومد يدي له بالكاميرا : ممكن تصورنا أنا وفطوم ؟

تبسم لي : اوكي ..

أخذ الكاميرا .. واتجهت لفطوم : بسج .. السما بتخلص كثر ما تطالعينها .. طالعي الكاميرا .. بصورنا عمار ..

\

أغلقت باب السيارة الذي بجانبي وطلب منه أحمد الذي يجلس في الأمام بجانبه أن يتحرك .. وتحركنا قاصدين الفندق الذي سنقيم فيه .. سندت رأسي على النافذة .. وغططت في النوم ..

استيقضت على صوت عماد الذي يهزني : محمود .. باعد راسك .. ما اشوف شي .. وية هـ الراس ..

قلت له : الساعة كم ..

ضحك علي : محمود .. احنا بالسيارة .. مو في البيت ..

استرجعت ما حدث .. وأبعدت رأسي عن النافذة .. لتقول بيان : ما في سيارة أكبر من هـ السيارة .. واجد زحمة قاعدين على بعض ..

لتقول فطوم : اييي .. حتى مو عارفين نتنفس عدل ..

فقال عمار : بسكم انتي وياها .. لو حصلنا سيارة أكبر كان ما ركبنا في هذي ..

وقال عماد : انت خلك في تصويرك .. لا تخرب لنا الشريط بهـ الصوت ..

ليقول عمار : بالكاميرا على راسك اللحين ..

ضحكت بخفة .. وأغمضت عيناي ثانية .. كيف سأنام ثانية وهم لا يكفون عن الكلام !

==

أحتسي كوب الشاي .. وعيناي تتصفحان الجريدة .. وحين سمعت صوت طرق الباب .. قلت : ادخل ..

ليطل حسين علي وهو يبتسم ابتسامته المعهودة : صبـاح الخير أبو جاسم ..

تبسمت له بصعوبة : صباح النور ..

قال لي وهو يضع الخريطة على الطاولة : هذي آخر خريطة رسمها محمود .. أمس كملها .. وجى لك براويك اياها .. لكن كنت تكوك طالع .. وقالي أجيبها لك اليوم ..

قلت له : وليش ما جابها لي اليوم بنفسه ؟

تبسمت له : اليوم هو سافر ..

قلت بضيق : زين .. خلها وبشوفها بعد شوي ..

وقف : اخليك اللحين .. تامر على شي ؟

قلت له : ايي .. ناد لي مازن الله يخليك ..

تبسم لي : ان شاء الله .. عن اذنك

قلت له : اذنك معاك ..

وما إن أغلق الباب .. حتى فتحت الخريطة .. شيء ما يشدني إلى ما يرسمه هذا المحمود .. أشعر وكأنه يقرأ أفكاري .. يفهم ما أريد أن يكون في الخريطة من دون أن أقول .. ووجهه يشبه شخص أعرفه .. كم أود لقاءه ثانية لأسله عن والده ..

أغلقت الخريطة بضيق .. واحتسيت شربة أخرى من الكوب .. وأنا أستذكر ما رأيته بلأمس .. لا تستغربوا .. فقد رأيت عينيها .. عينيها الزرقاوين التي تخفيهما بالعدسات .. تخفيهما عني .. رأيتهما بلأمس .. ليستجد الوجــع .. وأختنق بعذاب الضميــــــر ..

==

ربي .. أنت أعلم بحاجتي إليك .. فلا تحرمني من عطاءك يا كريم ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الرابـع عشـر ..








[ 15 ]

لا ضيـــر في قضـاء بعض الراحة ..

لا ضيــر بقليل من النســيان ..

لا ضيــــر ببعض الهدوء ..

لا ضيــر بالتجـــاهل ..

فــلديك أيها الزمـــان ..

الكثيــر من الوقت ..

والكثيــر من الليالي ..

بإمكانك مجازاتي لاحقــا ..

والآن ..

دعني .. وحدي ..

أتنفس بحريـــة ..

بدون قيود ..

المشـــــــاعـــر ..

احترت بما أفتتح هذا الجزء .. وأي من أبطال الرواية سأترك له مجال الحديث عن مشاعره وكيف قضى وقته .. كثيرون هم أبطالي .. كثيرون هم من سمحت لهم بالتحدث .. لكنني أتمنى أن أمسك مكبر الصوت .. وأخبركم عنهم تارة واحدة .. فكلهم يتزاحمون على هذه المساحة البيضاء ..

عذرا .. أطلت الحديث عليكم .. وكلكم تودون معرفة ما يجري الآن لهم .. أستميحكم عذرا لأنني أهمل بعضا من شخصياتي قليلا .. ولكن .. الوقت .. والأسطر القادمة كفيلة بأن تحدثكم عما يشغل لبكم الآن ..

والآن .. أترككم مع المســـافرين ..

رفعت كفي .. وغطيت بها عيناي .. ياه .. من أشغل المصباح هنا ؟ صرخت بارهاق : زهووور .. مروة .. تعالو سكروا الشمسية لا جييت لكم وضربتكم ضرب ..

لم يجبني أحدهم .. أغمضت عيناي .. ونهضت من على السرير لإغلاق الضوء .. لكن ما إن لامست قدمي برودة الأرض .. حتى رفعتها وجسدي كله يرتعش .. واجبرت على فتح عيناي .. لأرى المكان مختلف .. غرفة بنية الجدران .. محتوياتها بنية أيضا .. تحتوي سريرين .. وكنبة متوسطة الحجم .. أمامها طاولة .. وعليها تلفاز ..

أدرت بصري .. لأرى نافذة .. كبيرة الحجم .. تقدمت نحوها .. أبعدت الستار .. لأرى منظرا لم يخطر بذهني أنني سأراه .. كانت الشمس نجمة حفل السماء .. والغيم الأبيض المتعانق كانو ضيوف تلك الحفلة .. مباني شاهقة الارتفاع .. ترتفع إلى عنان السماء .. تحاول لمس نقاء الغيم .. وشوارع مزدحمة من المارة والسيارات ..

تحمست للنزول .. لذلك .. دخلت الحمام بسرعة كبيرة .. استحممت .. وتوضأت .. ألقيت نظرة على الساعة من هاتفي .. فرأيتها الثامنة صباحا .. كيف ؟ اوه .. كم الفرق بالتوقيت بين البحرين وألمانيا ؟ لا أضنه كثيرا .. ربما ساعتين إلى ثلاث ساعات .. لذلك .. اتجهت لحقيبتي .. أخرجت منها مصلاتي .. فرشتها على الأرضية الخشبية الباردة .. ارتديت احرامي الأصفر الفاتح .. وصليت صلاة الصبح قضاءا .. وما إن فرغت من الصلاة .. تناولت المسباح .. وبدأت بتسبيح .. سجدت سجدة الشكر .. استغفرت لأنني صليتها قضاءا ..

ثم اتجهت لفطوم وأيقضتها : فطووم قومي .. طلعت الشمس ..

رفعت رأسها بصعوبة : ليش ما قعدتيني .. اللحين بصير يومي نحس .. بصلي قضاء ..

قلت لها بضيق وأنا أجلس على طرف السرير : يعني لو قعدت قبل ما بقعدج ؟

حكت عينيها : عطيني تلفوني بشوف الساعة كم ..

قلت لها بطفش : بتوقيت البحرين اللحين ثمان وشوي .. بس هني الساعة كم ما ادري .. لأن ما أعرف كم الفرق بالتوقيت ..

حكت رأسها الآن : ايي صح .. ( ونهضت ) بروح اسبح .. وبنشوف بعدين شنو نسوي ..

ألقيت بجسدي على السرير : انزين سرعي ..

لم تجبني .. بل فتحت الحقيبة أخرجت لها ملابس .. ودخلت الحمام ..

==

[ يعقـــوب ]

قلبت جسدي الناحية الأخرى .. يا الله لما لم تتصل ؟ ولما تتصل ؟ أنا الغبي لم أقل لها تتصل بي حينما تصل .. افف .. أنا متأكد من أنها الآن نائمة .. لا .. لا بد أنها مستمتعة بوقتها الآن .. ربما تتناول الفطور .. ربما أنها توا مستيقضة من النوم .. أأتصل لها ؟ لالا .. ماذا ستقول ؟ يا الله ماذا أفعل ؟

نهضت من على سريري .. وخرجت من الغرفة وأنا أحمل هاتفي .. خرجت من المنزل .. وجلست في فناء الحوش .. ساند جسدي على جذع شجرة .. أغمضت عيناي .. يبدو أنني غفوت قليلا .. لأنني أفقت مفزوعا على صوت رنين الهاتف ..

ضغطت زر الرد وأنا لم أقرأ اسم المتصل : فطوم ؟ هذي انتي ..

وصلني صوته الضاحك : ايوة .. شلونك حبيبي ؟

حككت لحيتي وقلت بضيق : هذا انت ..

قال لي : ايوة .. مازن بلحمه وعضمه ..

قلت له : شنو تبي متصل من صباح الله خير؟

وصلتني صوت ضحكاته : وفطوم شنو تبي تتصل هـ الوقت ؟

قلت له : لا حول الله .. اخلص .. شنو تبي ؟

وصلني صوته ولكنه الآن مختلف مكتسٍ بعض الجدية : للحين زعلان مني ؟

قلت له بضيق : ليش ؟ يهمك ؟

قال لي : اكيد .. مو انت صديقي الأول والأخير ..

ضحكت بسخرية : ودام أنا صديقك مثل ما تقول .. ليش ما تترك البنت في حالها مثل ما قلت لك ؟

قال لي بصوت أجهده التعب : لو أفهم فيك من اليوم لين يوم القيامة ما بتفهم .. تدري ليش ؟ لأنك ما تحس بالي أحس فيه .. لو كانت تعنيك مثل ما تعنيني أنا .. كان ما قلت هـ الكلام .. لو كنت تعتبرها الهوا الي تتنفسه والماي الي تموت اذا ما شربته .. كان حسيت أي كثر صعب ومستحيل تتخذ مثل هـ القرار ..

نهضت من مكاني .. واتجهت إلى الحوض الصغير المملوء بالماء .. غسلت وجهي منه مرتين .. وقلت له : خلصت كلامك ؟

قال لي بضيق : شفت شلون ؟ هذا وانت صديقي ومليت لما شكيت لك الحال .. شلون هي ؟ وهي تعتبرني عدوها اللذوذ وخاطف حبيبها منها ..

قلت له وأنا أصرخ : لأنك غبي .. وما تفهم .. أنا أول مرة أشوف واحد يحب .. ويموت بالي يحبها .. ما يقدر يعيش من دونها .. وما تهمه سعادتها ...

قاطعني : شلون ما تهمني سعادتها .. أنا أدفع لها عمري علشان تبتسم لي ..

قلت له : اذا تهمك سعادتها مثل ما تقول .. ليش ما تتركها في حالها .. ليش اذا تعرف وين هـ الأحمد تاخذه لها أو تاخذها له .. انت أكثر واحد تعرف أي كثر بتطير من الفرح اذا شافته .. لا .. بتكبر بعيونها بعد .. وبتسوي خير في حياتك انك رجعت البسمة لوحدة يتيمة ما شافت السعادة إلا مع هـ المخلوق ..

قال لي : تأكد .. اني أتمنى أسوي هـ الشي .. لكن .. لو


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:22 AM   #34


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



أقوم بهـ العمل .. راح يكون بعده ان خبر موتي انتشر .. تأكد اني ما بقدر أعيش ثانية وحدة بعدها .. أنا أعيش أتنفس هواها .. افهم .. منتهى هي الحياة والموت بالنسبة لي ..

سكت عنه .. الحوار مع هذا الإنسان عقيم .. دام أنه متمسك برأيه .. محال .. محال .. محال أن يتغير !

==
[ فطــــوم ]

ضغطت على زر اغلاق باب المصعد وقلت لبيان : الصراحة .. أنا خايفة نضيع ..

قالت لي : وين نضيع ؟ احنا ما بنطلع من الفندق .. بنقعد نفطر .. ولا تبينا ننطرهم لين ما يفكرون يصحون من النوم ؟

وما إن حركت فمي للرد عليها .. حتى توقف المصعد فقلت : اففف .. من اللحين الي بيركب بعد ؟

لتقول لي : شرايج نجود الباب ونسكره عن يدخل أحد ..

أعجبتني الفكرة نحتاج لبعض من الجنون ^^ لكنه سرعـان ما فتح .. وهم أحدهم بالدخول ..

كنا واقفتين بجانب الأزرار .. ولم نترك له مجالا ليضغط على الزر الذي يرديه .. وما إن وصل المصعد إلى الطابق الأرضي .. حتى ترجلنا .. وخرج خلفنا ..

لتقول لي بيان : خنقة .. الواحد ما ياخذ راحته في هـ الدنيا يعني ؟ في كل مكان العرب منتشرين ..

ضحكت : شناوية تسوين مثلا ؟

قالت لي وهي تضحك : شبسوي مثلا ؟ امممم .. اركض بالشارع .. تذكرين الكورس الأول يوم تمرضين وتغيبين ؟

قلت لها : اييي ..

قالت لي : كان في باص يوصلنا لة .. المهم .. أنا كنت متحججة بمعلمة البدن .. وسوو لي سالفة وأخذوني الاشراف .. وطلعت متأخرة شوي .. وشفت ان الباص بيمشي .. وركضت ههههه صدقيني ركضت بـ براءة .. علشان ما يمشي عني وأتوهق .. لكن ما دخلت .. إلا كل الناس يضحكون علي .. وراعي الباص الحقير .. ما اذكر شنو قال بالضبط لكنه كان يطنز ..

كنا حينها خرجنا من الفندق .. وجلسنا على الكراسي المصفوفة بجانبه : ههههههههههه ..

وجاء النادل ( الكلام مترجم لأني ما اعرف انجليزي عدل هع ) أعطانا قائمة الأطعمة ووقف بانتظار اخباره بما نريد .. سألتني بيان : شتبين ؟

قلت لها : امممم .. عصير برتقال و ( قلبت المنيو ) سندويشة ..

قاطعتني : أنا أبي كورنفليكس وشاي .. وجبن وزيتون .. قولي له ..

ضحكت : انزيييين .. ( التفت لنادل ) عصير برتقال واحد .. سندويشة جبن واحد .. كوب حليب وكورنفليكس .. صحن جبن وزيتون ..

قال النادل وهو يبتسم : فقط ؟

تبسمت له : نعم ..

كنا نتناول الطعام حينما قالت لي بيان : فطوووووم .. طالعي هذا الي قاعد على الطاولة الي بعد طاولتنا ..

رفعت بصري إليه .. رأيته رجلا في بداية العشرين من عمره .. يرتدي بلوزة بيضاء فيها حروف بلانجليزية .. وجينس أزرق .. كان يقابلنا .. لذلك .. استطعت النظر إلى ملامحه .. كان مألوفا : مو هذا الي كان معانا بالفت ؟

قالت لي : ايوووة .. وأنا اقول في وين شايفته ..

ضحكت : وانتي شعلييج منه ؟

قالت لي : شوفي الناس القاعدين .. كلهم أجانب .. إلا احنا وهذا .. خله يقوم .. علشان نصير مميزين ..

ضحكت ثانية : احنا جذي جذي مميزين .. واحنا لابسين شيلات ..

قالت لي : ايي صح .. ( رفعت نظرها لذلك الرجل ثم قالت ) فطوم .. يطالعنا ..

التفت له .. فرأيته يبتسم .. تجاهلته والتفت لبيان : ويييه .. يوزع ابتسامات ..

==

[ غســــان ]

نهضت من مقعدي وأنا موقن بأنني أعرفهما .. اتجهت لهما وقلت : صباح الخير ..

رمقاني .. وقالت ذات الملابس الخضراء : خيـــر ؟

ضحكت بخفة : الخير بويهج ( التفت لثانية ) أنا شايفنكم من قبل صحيح ؟

لتقول الثانية ذات الملابس الوردية : لا .. ممكن تتباعد ..

ضحكت بنفس الهدوء وقلت لها : شكلج مو غريب علي .. تعرفين واحد اسمه عمار ؟

رأيتهما تتبادلنا النظرات .. وقالت الأولى : في الحياة عمارات وااااجد ..

ضحكت : ايوة .. أنا أقصد عمار صديقي .. ( تبسمت ) أنا غسان .. اذا كنتو تقصدون عمار الي أعرفه فأكيد تعرفون واحد اسمه غسان ..

تبادلتا النظرات ثانية وقالت الثانية : ايوة .. عرفناك ..

تبسمت لها : انتي اخته ؟ فطوم ؟

رمقتني : فاطمة ..

اتسعت ابتسامتي : ايوة .. بس أخوج اذا يسولف لي .. ما عمره قال إلا فطوم ..

لتقول وبدا عليها الخجل : زيين .. ممكن تروح ؟

تبسمت لها : ما قال لي عمار انكم مسافرين ؟ خير ان شاء الله ؟

رأيتها تنظر إلى الأولى برجاء .. فقالت الأولى : هي انت .. أخ غسان .. خير يا طير تعرفنا .. ممكن تتباعد .. ترى وقفتك هني .. تسبب لنا ضيقة .. ما نقدر نتنفس يا اخي ..

تبسمت لها : ان شاء الله اللحين بروح .. بس بسأل سؤال أخير .. في أي طابق ساكنين ؟

لتقول الأولى : التاسع .. جاوبناك .. مع السلامة ..

ضحكت ورفعت كفي ألوح لهما : اوكيه .. أشوفكم على خير ..
==



[ عمــــار ]

منذ عشر دقائق و أنا أطرق على باب غرفتهم : فطوووووم .. بياااان .. بسكم نوم .. يلله قومو ..

تقدم نحوي محمود الذي خرج من غرفتنا توا : ما قعدو للحين ؟

قلت له بضيق : لا .. سببو لي ارتفاع في السكر وأنا أطق على بابهم .. حشى .. كل هذا نوم ..

خرج أحمد وبعده عماد وهو يتثائب : سكر فمك .. وربي فشلتنا .. احنا مو في البيت ..

ليقول : لم فمك احسن لك .. مالك دخل فيني ..

وتثائب ثانية ولم يضع يده على فمه .. ليضحك أحمد ومحمود .. وقلت له : ما ادري متى بتكبر ..

فقال : اذا شرو لي سيارة ..

ليقول أحمد : وين البنات ؟ صحو علشان نروح نفطر ؟

قلت له : طفشت وأنا اقعد فيهم ..

ليقول : يمكن صحو قبلنا وهم اللحين يفطرون ..

فقلت له : يبي لهم ذباح .. أنا قايل لفطوم لا تتحرك بدونا ..

ضحك محمود : دام هم مع بعض .. أشك يسمعون الكلام ..

وما إن تحركنا لدخول المصعد الذي فتح .. حتى قال محمود : وين علي ؟

قال عماد : لحظة .. لا يسكر هذا .. نسيناه بالغرفة ..

لنراه يأتي راكضا نحونا وهو ممسك حزام بنطاله : وقفو .. لا تهربون عني ..

ضحكنا جميعا .. وما إن دخل حتى أغلقت المصعد .. فقال علي : هذي اخر مرة تدخلون الحمام قبلي .. كلكم تجهزون .. وأنا ما اتهنى ؟ ما مداني أسبح إلا انتو كلكم طلعتو ؟

ضحكنا مرة أخرى .. وخرجنا من المصعد قاصدين المطعم .. ونحن نتبادل الأحاديث ..

==

[ عـــادل ]

استيقضت باكرا على صوت دعاء : قوم .. عادل بسك نوم ..

قلت لها بضيق : شتبييين ؟ رااح أحمد واستلمتيني بالحنة ؟

قالت لي : مو محتاجة لك .. أميرة ما ادري شفيها ..

نهضت بفزع : شفيها اميرة ؟

قالت لي : ما ادري .. قاعدة تصيح ..

خرجت من غرفتي بسرعة .. وقصدت غرفة أميرة التي على مقربة من غرفة دعاء .. دخلت .. وقصدتها على سريرها الأبيض .. رأيتها تبكي بصمت .. قلت لها بخوف : أميرة شفيج ..

قالت لي بين دموعها : حلمت فيه ..

ضمير " هـ " يعود على شخص أود أن أقتله .. وألوث يداي بدمه .. ضممتها إلي .. وجعلتها تفرغ ما بمكنونها .. أسقيتها الماء الذي أتت به دعـاء .. وما إن هدأت .. حتى سمعنا طرقا على الباب ..

التفتنا جميعا وقلت : ادخل ..

دخلت الخادمة : بابا .. يبي كلو انت ينزل تحت ضروري ..

قلت لها : وشنو يبي ؟

قالت : ما في يعرف أنا .. انت ضروري ينزل تحت ..

قلت لها بضيق : انزين .. اللحين بننزل ..

التفت لأميرة : تقدرين تنزلين ؟

تبسمت وهي تمسح دمعها : اييي .. أصلا أبي أنزل وأغير جو عن جو الغرفة ..

نهضت : اوكي .. بس بننزل كلنا مع بعض .. نطروني .. ما بتأخر .. بسبح عشر دقايق وأنا جاي ..

اتجهت لغرفتي .. وأنا أفكــر .. بأمريـن .. كلا .. ثلاثة أمور .. الأول ماذا يريـــد أبي منا ؟ ولما طلب اجتماعنا ؟ الثاني .. هو كيف سأتصرف مـع طـارق .. وأيــن سأجــده في ايطاليا .. فقد علمت أنه سافر إلى هناك .. لذلك أنا عزمت السفر إلى ايطاليا .. والثالث .. أفكــر في تلـــك التي أذيتها من دون قصـــد .. ولا أعــلم كيف تجري الأمور معها .. فليحفضها الله .. ويحرسها من ذالك اللعيـــــن ..

==

[ أبـــو جـــاسم ]

أرخيت رأسي على الكنبة .. بعد أن تناولت حبة بندول .. فسألتني : شفيك حبيبي ؟

تبسمت لها رغم وجعي : ارهاق من الشغـل ..

قالت لي : ارحم روحك .. وخذ لك اجازة شهر .. نسافر مع العيـــال ..

قلت لها : بفكر ..

تبسمت لي : لا .. قرر .. أنا من زمان ما سافرت ..

اعتدلت في جلستي .. وأحطت بذراعي كتفيها : ودج نسافر ؟

تبسمت : ايي ..

قلت لها : لوين ؟

قالت : أي مكان .. أهم شي نكون مع بعض ..

ضحكت بخفة : هذا كلامج .. من أول ما اخذتج ..

تبسمت بخجل : وهذا انت حنون وطيب معاي من أول ما تزوجنا .. الله لا يغيرك علي ..

قبلت رأسها .. وقلت لها بضيق : متأكدة اني حنون ؟

هزت رأسها بإيجاب : مافيها شك ..

قلت لها بنفس الضيق : عجل ليش منتهى تكرهني هـ الكثر ؟ ليش منتهى ما حست بيوم بهـ الحنان ؟

تبسمت لي : انت أدرى بـ الأسباب .. لا تضايق نفسك علشان منتهى .. يوم من الأيام بتكبر .. وبتعرف انها خطآنة ..

لأقول : أتمنى .. بس يعلم ربي .. ان مــازن مافي منه .. هي ليش مصرة على أحمد ما ادري ..

تبسمت : أحمد عوضها عن فقدنا كلنا بالغربة .. شي طبيعي بتكون متمسكة فيه هـ الكثر .. والي تمر فيه فترة صدمة لأنها فقدته ..

قلت لها : تتوقعينها بتحب مازن ولا لا ؟

قالت : أكيد بتحبه .. منتهى حبت أحمـد بمراهقتها .. حبته لأنه الوحيــد الي وجه لها حبه بذيك الفترة .. ولما بتلاقي الاهتمام والحب من غيره .. أكيــد بتميل له ..

سكت .. لست مقتنعا بكلامها كليا .. لكنني لا أجــد ما أقولــه .. لما أشعر بالذنب الآن ؟ لما أحاسب نفسي على أفعالي الآن ؟ لما أشعر بأن كل أحزان تلك الفتاة سببها أنا ؟ أليس أنا من حرمتها من والدها كما تقول ؟ أليس أنا من حرمتها من أحمد ؟ أي .. كل من تحبهم فقدتهم بسببي ..

==

[ بيــان ]

كنـا جالسين على العشب الأخضر في احدى حدائق برلين .. على شكل دائرة .. نتناول الغذاء .. كنا وقتها في غاية السعادة .. وحتى كلام ضياء الذي ضاق له صدري .. تجاهلته مؤقتا .. لأنهم يقولون أن تترك بصمة مميزة في كل يوم من أيام حياتك .. لأنك في يوم من الأيام حين تعود بذاكرتك للخلف .. ستبتسم لطيف تلك الذكريات ..

انتهينا من الغذاء .. وسندت جسدي على غصن شجرة .. وبالجانب الآخر .. كانت فطوم ساندة جسدها على نفس الغصن .. كان وقتها الجو رائعا .. وكأن عرسا للشمس أقيــم في السمـــاء ..

/

[ فطــوم ]

بيـــان .. شرايج بجلسة استرخـاء ؟

فقالت لي : حـلو .. يلله ابدأي ..

تبسمت : غمضي عيونج ..

قالت لي : مغمضة .. يلله بدأي بالجلسة ..

ضحكت : الساعة بعشرة دينـــار ..

لتقول : افا ما في تخفيض .. أنا بنت خالتج ..

ضحكت بخفة .. وقلت بعد أن أغمضت عيناي : خـلنا نتخيل ان احنا طيرين .. نحلق بالسمـا .. نروح من مكان لثاني ندور أكل لعيالنا ..

لتكمل : امممم ماحددتي نوعية الطير .. لو افترضنا انا كنا بلابل .. واحنا نطير .. فرحانين لقينا الدود .. لقينا صقر يلحقنا ..

تبسمت : نزلنا بسرعة .. واختبأنا بين الأشجـــار .. لكــن لأن حضنا موب زين .. لقينا ثعبان .. ويبي ياكلنا ..

فقالت : كنا عند نخلة .. أخذنا كم رطبة .. ورميناها على الثعبان .. لين ما خاف وراح عنا ..

انفجرت ضحكا : هههههههههههههههه صارت هذي فلم كارتون .. موب جلسة استرخاء ..

لتقول : لأنج يا حلوة .. ما دورتي موضوع حلو .. ما تخيلتي إلا ان احنا طيور ؟ من حلاتهم عاد ..

تبسمت .. كم أعشق الطيـــور أنـــا .. وأتمنى أن أكون طيرا كي أحلق يوما مـــا ..

==

[ أحمــــد ]

رمينا بثقل أجسادنا على العشب الأخضر .. أنا .. ومحمود .. وعمـار .. كنا قد أغمضنا أعيننا .. كم أشعر بالسعادة .. بين هؤلاء .. وأتمنى في اليوم ألف مرة أن يكونوا أقاربي .. لا تربطني بينهم الصداقة فحسب ..

لأقول لمحمود : محمود ..

فقال لي : هلا ..

ارتسمت ابتسامة على فمي : لو كنا اخوان ؟

التفت له .. فرأيته يبتسم : حـلو ..

فقلت : عن جـد ما امزح .. ما يصير تتبنوني وأصير أخوكم ؟

ضحك .. وضحك معه عمار الذي قال : أنا بتبناك .. شرايك ؟

تبسمت له : بشرط .. أكون حفيدك موب ولدك ..

ضحك .. وقال محمود : شنو مناسبة هـ الكلام ؟

قلت له وأنا أشعر ببعض الضيق : ما ادري .. عندي احساس لو كنتوا أخواني .. أقصد اني ولدت في بيت مثلكم .. عائلة مرتبطة عائلة .. أهل واجد .. كان حياتي بتكون غير ..

ليقول : اكيييد راح تختلف .. بس الله ما يسوي شي إلا فيه حكمة ..

تبسمت : ايوة ..

سكتنا مجددا .. لحين أن قلت : صحيح محمود .. بكرة راح نروح المستشفى ..

قال لي : أنا مستعد ..

تبسمت له : لا تخوف روحك .. وخل الموضوع عندك عادي .. مثل ما قلت لك .. مرضك مو معقد ولا يحتاج لأي خوف ..

ليقول : الحمد لله ..

وقال عمار وهو ينهض : مو تتأخرون بالمستشفى .. تخلص أموركم وتردون .. أنا ما أقدر أتحمل بروحي صدعة الراس ..

ضحكنا أنا ومحمود .. الذي قال : الله يساعدك .. كفاية علي وعماد جنون ..

ليقول عماد : واختك وفطوم ؟ خلني ساكت أحسن ..

تبسمت .. أقول لكم .. أنني أود أن أكون من هذه العائلة


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:23 AM   #35


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



[ دعــــاء ]

نزلت مع أميرة وعـادل .. ووصلنا إلى الصالة .. حيث كان والدي جالس .. وزوجاته الثلاث .. وبجانبه امرأة .. مهلا .. أليس هذه !

تقدمت منهم .. أقصد منها .. وقلت لها بذهول : معلمة سـارة ؟

تبسمت لي .. ونهضت واقفة .. مدت يدها لي : هلا دعــاء ..

بصعوبة وضعت كفي بكفها وصافحتها : هلا ..

ليقول والدي وهو يبتسم : زين انج تعرفينها .. ( التفت لأميرة وعـادل الواقفين ) تعالو سلمو على العـروس ..

زاد استغرابي .. وتعجبي وقلت : عروس ؟

تبسم والدي مرة أخرى : أيوة .. أنا مناديكم .. علشان أعرفكم على زوجتي الجديدة .. ســـارة ..

أغمضت عيناي .. وفتحتهما ثانية أستوعب ما يقول .. منذ سنتين لم يتزوج .. ورفعت بصري لها فرأيتها تنكس رأسها بخجل .. أدرت وجهي لأميـرة وعـادل .. فرأيتها غارقين بالصدمة .. لكنهما سرعان ما تقدموا منها .. وسلمو عليها .. وباركو للعروسيــــــن !

جلسنا على ذات المقعـــد أنا وأميرة وعـادل .. والتفت لوالدتي فرأيتها تبتسم .. أما بدرية .. فهي آخر زوجات أبي .. فرأيتها تبتسم بحزن .. وأنيسـة .. كأن الأمر لا يهمها .. وكأن المتزوج حديثا هذا .. ليس بزوجهـا ..

التفت لأميرة الهادئة .. وإلى عادل السـاخر .. كنت بوسطهم .. لذلك قلت هامسة : ومن أي خمة لقاها ؟

فقال عادل وهو على وشك الضحك : يا حلاة أبوي .. عارف شلون يتهنى بكل دقيقة من حياته ..

أما أميرة فقالت : قصروا حسكم لا يسمعون ..

فقال عادل : طقاق .. وسمعو ؟

فقلت وأنا ابتسم لها : شرايكم ؟

قالو معا : في شنو ؟

قلت وأنا أحاول عدم الضحك : نطفشها في حياتها لين ما تنقلع بيت أهلها .. كفاية انا فاضين وما عندنا شغلة ..

ضحك عادل : شرايكم ناخذها ويانا ايطاليا شهر عـسل ..

ضحكنا أنا وأميرة معا .. لحين أن قال والدي : شفيكم تتهامسون وتضحكون ؟ ضحكونا معاكم ؟

قال عادل : كنت أقولهم لو تسافر معانا يبه ايطاليا .. مع العروس ..

لم نتمالك أنفسنا .. وقمنا نضحك على كلمة " العــروس "

لحين أن توقفنا عن الضحك حينما نهض والدي وهو يمسك بذراع عروسه : زين .. بفكر بالموضوع .. بكرة بتسافرون صح ؟

تبادلنا النضرات .. وقالت أميرة : ايي ..

فقال : شرايج عروسة ؟

أشعر بأنها تمثل الخجل حينما قالت : برايك ..

فقال وهو يبتسم : احجز لنا عجل ..

ليقول عادل : كم كرسي ؟

فقال : كم يعني ؟ أكيييد اثنين ..

فقال : والعرايس الثلاث ؟

شعرت حينها أنني سأنفجر ضحكا .. لذلك قلت : اووه تلفوني يرن .. بروح ..

وركضت وأنا أسمع صوت أبي الغاضب وهو يهزأ عــادل ..

==

[ رنــــا ]

منذ ذاك اللحين الذي تشاجر فيه مع عادل لم أره .. لكنني الآن مجبرة .. فوالدتي خرجت من المنزل مدعوة على عرس .. وأنا ووالدي وأخي بالمنزل لوحدنا .. حينما زارنا عمي .. وابنه جميـــل .. ودخل علي طلال يقول لي بأن والدي يريد أن أجهز العشاء لهم ..

خرجت من غرفتي بخوف .. واتجهت نحو المطبخ .. الحمد لله أنهم جالسين بالغرفة وليس في الصـالة .. جهزت الطعـام .. وما إن انتهيت .. قررت أن أذهب لغرفتي .. وحينما سيرون أنني تأخرت .. سيأخذ أبي العشاء بنفسه لهم .. وفعلا .. حركت قدمي قاصدة الخروج من المطبخ .. لكن دخوله سبقني .. واصطدام عيناه الغاضبتين بعيني الخائفتين شلني .. وأفقدني القدرة على مواصلة طريقي إلى غرفتي ..

رمقني مطولا .. بدون أن يتفوه بحرف .. وأنا .. بعد أن تشبعت من الخوف منه .. نكست بصري .. وهمست له : ممكن أطوف ..

لم يجبني .. حركت ساعدي .. صحيح أن المكان ضيق .. فهو يقف بجانب الباب .. ولابد أنني سأدعم جسده .. لكن .. أهون من يفترسني بنظراته هذه .. وهذا القليل مما أتوقعه ..

ما إن خطوت خطوة واحدة .. حتى أحاط بيده ذراعي .. وأوقفني أمامه مباشرة .. لا شيء بفصل بيننا .. عدا بعض ذرات الهواء .. أغمضت عيناي .. أخشى نضراته هذه .. لكنه أجبرني على فتحهما كما أنا مجبرة الآن على الاستماع له حينما قال : فتحي عيونج وطالعيني ..

نكست نضري .. وهمست له : شتبي ؟

قال لي بين أسنانه وهو ما زال يمسك ذراعي : شنو أبي منج مثلا ؟ شنو أبي من وحـدة خاينة خانت ثقة أهلها ؟

رفعت بصري له .. مؤلمة سهامه .. صحيح أنني أخطأت في البداية حينما التقيته في المرة الأولى .. عند منزلنا .. حينما كان يطلب من والدي توقيع ورقة ما .. عندها استغفل والدي .. وأعطاني بطاقة كتب فيها اسمه ورقم هاتفه وبريده .. رقمني كما يقولون .. وأنا أطعت الشيطــان بعد اسبوع كامل .. واتصلت فيه .. كان غرضي فقط هو سماع صوته .. لكنني خضعت له .. واستسلمت لحبه .. ولم أمسك زمام نفسي .. إلا مؤخرا .. فمنذ الولهة الأولى وأنا مولعة به .. بطيشه .. بطيبة قلبه .. وحنــــانه ..

صحوت من أفكاري .. حينما ضغط على ذراعي أكثر : يألـــم ..

تبسم بسخرية : نار جهنم تألم أكثـــر ..

تجمع الدمع بعيناي .. ماذا يقول هذا المعتوه : فك يدي .. انت مو مسؤول عني .. ما يحق ..

قاطعني صوته البارد : ما يحق لي ؟ بس يحق لغيري ؟ صحيح ؟ قولي لي .. من متى تعرفينه ؟

أغمضت عيناي .. ألا يكف هذا عن التجريح ؟ ضغط أكثر : آآي ..

همس بغضب : تكلمي لا أكسرها لج ..

قلت له : من كم سنة ..

قال : حددي .. كم سنة ؟ لا تقولين نسيتين .. لأني ما بصدقج .. بس يمكن ليش لا .. من كثرهم ما تذكرين ..

ذرفت دمعة مرغمة : وربي ما أعرف غيره ..

همس : قالو للحرامي احلف قال جى الفرج ..

ذرفت دمعة أخرى : والي يرحم والديك خلني أروح ..

قال بسخرية : ليش ؟ خايفة أبوج يجي ويشوفج معاي ؟ ( سكت قليلا ثم قال ) ما اضن .. بس يقولون .. ولد العم أولى من الغريب ..

رفعت نظري إليه .. زادت هطول أمطار دمعي .. ألهذا الحــد يعتبرني رخيصة ؟ رفعت كفي الأخرى .. وحاولت تحرير ذراعي .. لكنه طوقها بكفه أيضا .. وأخذ يضغط عليهما بشدة .. نكست رأسي .. وكتمت شهقة تحاول الفرار .. لكنه رفع وجهي وأجبر عيني بالنظر لعينيه : تعرفين الطريق لغرفتج ؟ تروحين بسرعة .. تاخذين تلفونج .. وتعطيني اياه .. ( حركت فمي للحديث لكنه قاطعني وهو يضع كفه على فمي ) اششش .. ولا كلمة .. لج وجه تتكلمين ؟ عندج دقيقة .. دقيقة بس .. مع اني متأكد انج من البارح حاذفة أرقامهم .. أوه .. سوري .. أقصد رقمه .. بس ما يخالف .. بيتصل لحبيبته يطمن عليها .. صحيح ولا أنا غلطان ؟
==




[ محمـــود ]

حـل صبـــاح آخــر .. انتــظره صاحبنا على عجل .. وببعض الرهبة .. هـذا الصبـــاح .. الذي راقب فيه من نافذته شروق شمسه .. وكيف زالت بخيوطها عتمة الليـــل .. كم تفائل بهذا المشهـد .. ربما بعدد الدقائق التي ظل فيها رافعا يده تضرعا لبارءه .. وهو على سجادة صلاته ..

" إلهي قلبي محجوب .. ونفسي معيوب .. وعقلي مغلوب .. وهوائي غالب .. وطاعتي قليلة .. ومعصيتي كثيرة .. ولساني مقر بالذنوب .. فكيف حيلتي يا ستار العيوب .. ويا علام الغيوب .. ويا كاشف الكروب .. إغفر ذنوبي كلها بحرمة محمد وآل محمد .. يا غفار يا غفار يا غفار "

رفع رأسه من على الأرض .. بعــد أن سجد السجدة التي يقولون بها هذا الدعـاء عقب دعـاء الصبــاح .. اتجه نحو أحمد وأيقضه : همممم ..

تبسم له : أحمد بسك نوم .. اللحين الساعة سبع ونص ..

رفع اللحاف من على وجهه وقال : محمود ؟

تبسم ثانية : ولد عمه ..

حك رأسه .. بعد أن ضحك : السـاعة كم ؟

قال وهو ما زال مبتسما : سبع ونص ..

نهض من على السرير : اوكي جهز روحك .. بسبح وبنفطر وبنمشي ..

ليقول له : أنا جاهـز .. أنطرك ..

بعد أن جهـز أحمــد .. اتجه محمود إلى عمار .. وأيقضه : تباعد عني .. ان قمت لك وربي بذبحك ..

ضحك بهدوء : أنا مو عمـاد .. أنا محمود .. احنا رايحين المستشفى .. انتبه لبيان وفطوم وعلاوي وعماد ..

ليقول : انزييين .. خلني أنام .. وسكر الستاير .. ضوا المكـــان ..

قال بنفس الهدوء : اوكي .. بسكرهم .. بس ما وصيك .. كلهم أمانة عندك .. وحتى لو ضايقوك .. تحملهم علشاني ..

قال : يا اخي فمهنا .. تكفى سكر الستاير .. أبي أنـــام ..

ضحك : كاني بسكرهم اللحين ..

==

[ عـــادل ]

وصلنا المطـــار .. وها نحن نركب درج الطائرة .. جلسنا على مقاعدنا .. وكانت أميرة عند النافذة .. دعـاء بالوسط .. وأنا بالمقعد الثالث .. وأبي وزوجته .. يتقدمونا بمقعدين .. جلسنا .. ونحن نضحك .. بل .. منذ الأمس .. لم نكف عن الضحك .. فقد تعاهدنا نحن الثلاثة على الاستمرار بالضحك .. التعامل بسذاجة .. وافتعال أي شيء .. يثير غضب العروسين .. سنجعله شهر عسل مميز .. لكليهما ..

كنت سعيدا بعض الشيء .. فما يحدث .. ينسي أميرة ما تعانيه وما تشعر به .. ويجعلها رغما عنها تبتسم .. بل تضحك !

وأتت المضيفة .. أخذ كل واحد منا وجبته .. ونحن نأكل .. خطرت بذهني فكرة .. فقلت لدعاء : اسمعي .. سوي روحج غصيتي بلأكل .. خلنا نفشل الوالد شوي ..

ضحكنا .. وقالت دعاء : اوكي .. كل شي بنغص عليهم حياتهم موافقة عليه ..

قلت لها : انزين يلله .. سوي روحج غاصة بلأكل ومو قادرة تتنفسين .. ( وقلت لأميرة ) هـ الله هـ الله بالدموع ها .. تراج خايفة على اختج تموت ..

قالت دعاء : بسم الله علي .. جعل يومك قبلي ..

ضحكت : شفييج انتي .. احنا نتخيل .. يلله غصي ..

ضحكتا .. فقلت : هييي .. مو تخربون الخطة بضحكم .. ترى يا ويلكم ان درى أبوي انا نلعب عليهم ..

قالتا معا : لا تخاف ..

تبسمت بطمأنينة .. وفعلا .. أخذت تكح بصوت مرتفع .. وأخذت أضرب على ضهرها وأهمس : طلعي دموع .. ولا أطز عيونج ..

ذرفت بعض الدمع وبكت أميرة .. وأنا صرخت على والدي : يبه .. يبه دعـــاء بتمـــوت ..

الجميــع حدق بنا .. وأبي الذي نهض على عجل .. لا لأنه خائف عليها .. ولكنه محرج من الأعين التي تحدق بما يجري .. ومن زوجته .. التي يخدعها بطيبته الزائـــدة ..

جاء نحونا .. وقال بخوف مصطنع : شفيها ؟

قلت له وأنا أحاول عدم الضحك : غصت .. غصت بطماطة ..

نكست دعاء رأسها .. وأخذت تكح بقوة أكثر .. وأنا أضرب على ضهرها : يبه الحقنــا .. شكلها ما تقدر تتنفس ..

قال أبي وهو محرج : عطها ماي ..

قلت له : عطييتها قلاصين .. شكلها الطماطة مو راضية تنبلع ..

وأميرة تبكي : يبه خلو الطائرة توقف .. يويلللي اختييي ..

ياه .. أبدعت هذه .. فقال والدي : شلون توقف الطائرة بنص الرحلة ؟ ( قال لي ) تباعد خلني أشوفها ( وبهمس ) فشلتونا ..

==

[ دعـــاء ]

حينما اقترب مني والدي .. وأخذ يضرب على ضهري .. ويطلب مني أن أفتح فمي ليخرج الطماطة .. حقيقة بكيت .. ورميت نفسي في أحضانه .. وتوقفت عن السعال المزيف .. لا تسألوني لما .. فأنا للمرة الأولى أرى والدي مهتما .. أشعر بقربه منا .. أشعر بأن لي أبا يحبني ويحميني .. حتى وإن كان حنانه هذا مزيفا .. حتى وإن كان هذا عكس الحقيقة .. تمثيله بحنانه الأبوي أرهق قلبي .. وأشعرني بالضعف والقوة .. فكيف يكون الحنان الحقيقي ؟ كيف سيكون احساسي عندها ؟ وما هو الشعور ؟ لا بـد أنني سأشعر أنني أمتلك الدنيا وما فيها ..

انتبهت له حينما قال وهو يبعدني عن أحضانه : بلعتيها ؟

تبسمت .. بل انفجرت ضحكا : اييي .. ههههههههه .. انبلعت ..

نهض عني وهو يبتسم .. أقــصد يمثل البسمة : الحمد لله .. مرة ثانية لا تاكلين طماطم علشان ما تموتين .. ( وبهمس ) علشان ما تفشلينا .. يقولون بنت أبو وليد ما تعرف تاكل ..

ولى والدي إلى حيث زوجته .. ونحن لم نتمالك أنفسنا .. وأفرغنا كل ما بجعبتنا من الضحك .. ضحكنا لحين أن لفتنا الأنظار .. وأخذو يضحكون لضحكنا ..

قال عادل وهو يضحك : هههه .. فديتها هـ الطماطة .. خاطري أبوسها هههههههههه وأحلى شي .. وقفو الطائرة ..

قالت أميرة : هههههههههه تخيلو يوقفون الطائرة بنت أبو وليد موب عارفة تبلع طماطة هههههههههه

لأقول : هههههه .. شفت خواتك شلون ممثلين بارعين ..

قال : اييييوة .. تعجبوني والله .. وأنا أقول طالعين على من ؟

ضحكنا معا .. وقلنا بصوت واحد : عـــلى الوالــــد ..
==










[ عمـــار ]

ضممته إلي : خوفتني عليك .. أروح بيتكم ما القى أحـد .. أتصل فيك وما ترد ..

تبسم لي : صار كل شي على السريع .. وما مداني أقول لك .. وقلت بتصل فيك .. بس نسيت تلفوني في البيت .. وما اعرف رقمك ..

قلت له بعد أن جلسنا على طاولة بعيدة عن الجميع : قولي .. شصاير ؟ وليش انت هني ؟

ليقول : الله يسلمك عمي صار له سنتين يتعالج عن عيونه .. من صار له الحـادث .. ونضره كل ما جى له يضعف .. وتصيره دوره ويطيح علينا واذا راح المستشفى كل مرة يقولون له شي .. لين ما قالو له ان نضره ضعيق .. والقرنية ما ادري الشبكية .. المهم شي بالعيون فيه شي .. وقالو احتمال يفقد البصر .. وفعلا .. ما صار شهر إلا وهو ما يشوف .. كان هذا قبل سبوع .. واطريت أسافر معاه لهني لأن قالو له ان فيه دكاترة اوكي ..

قلت : أي عم ؟ وليش ما راح معاه أحد من عياله ؟

ليقول : عمي مصطفى .. ما عنده عيال .. عنده خمس بنات .. من جذي قال لي أبوي .. وما حبيت أرفض ..

قلت : انزين شخباره اللحين ؟

تبسم : الحمد لله .. بكرة بسوون له العملية .. وانت ؟ شمجيبنك هني ؟

تبسمت : الله يشافيه ويرد النور لعيونه .. احنا جاين مع محمود ..

قال بخوف : شفيه محمود ؟

تبسمت بألم : يوم يتوفى أبو محمود الله يرحمه .. محمود سوى حادث .. وقتها كانت حالته حرجة .. فما كان فيه وقت أحد يتبرع له بدم .. أخذو دم من عندهم .. وانتقل له فايروس التهاب الكبد الوبائي ..

فتح عينيه بصدمة : والله ؟ بس انا اشوفه بخير ؟

تبسمت : كلنا نشوفه جذي .. هو اشوى ان نوعه الي وياه مو خطير .. وقال له الدكتور ان الفايروس ميت .. وله تطعيم بين فترة وفترة .. بس بعد مضرر منه .. ما يقدر يقوم بمجهود كبير لأنه يتعب ويغمى عليه .. دائما يجيه صداع .. ويتقيأ ويعني ..

قاطعني : وشنو بسوون له هني مثلا ؟

قلت : ما ادري الصراحة .. ما افهم في هـ الأمور .. بس أكيد طريقة علشان يطلع من جسمه ..

==

[ منتهــــى ]

فتحت باب ثلاجتها الصغيرة .. تناولت حبة كرز .. أكلت خلفها الثانية .. أغلقت باب الثلاجة .. ومشت بارهاق شديد نحو سريرها .. ألقت بجسدها على السرير .. غطت جسدها .. فـ البرد ينهش عضامها .. ترفض اغلاق التكييف .. راضية بأنها تموت بردا .. لا قتلا بيدي عمها القاتل ..

غطت وجهها .. لا تحتاج لصور لتستذكر صورة والدها .. ولا صورة أخيهـا .. الذي لم تشعر يوما بأنهما يتبادلان المحبة .. أخيها .. الذي تخلى عنها .. ورضي بقرار عمه .. وقَبَلَ بأن تسافر وحدها إلى أمريكا .. أخيها الذي رفض تصديقها حينما أخبرته بأن عمها هو سبب موت والده .. بل عنفها وضربها .. أخيها الذي لم تراه منذ ذلك اليوم المشؤوم .. الذي غادرت فيه المنزل .. لم يودعها في المطــار كما يفعل أي أخ لأخته .. لم .. يطلب منها الاهتمام بنفسها وذكر الله حينما تشعر بالوحدة .. أخيها الذي شاركها بطن أمها تسعة أشهر .. شاركها طفولتها .. وتقاسم معها حضن أبيها الدافئ .. أحيها الذي .. تخلى عنها بأول فرصة .. ونسي بأنها توأمه ..

أخيها الذي .. حينما عادت إلى الديـــار .. حينما هبطت من جنة أحمد إلى نــار عمها .. لم تجــده يستقبلها .. كما ودعها .. وحينما سئلت عنه .. أجيبت بدمع ساخن ذرفه قلب والدتها المعذب لفقده .. أجـــل .. رحــــل أخاها .. إلى حيــاة أخرى .. إلى حيـــاة .. يحاسب فيها على اشتراكه بذنب قتل بذرة السعادة من قلبها .. رحـــل .. ولم تشعر برحيله .. لأنها .. لم تشعر بوجوده أساسا لتجزم بأنه ما عـــاد موجودا ..

" جــــاســم .. توأم منتهى .. النسخة الثانية لها .. بالشكــل فقط .. أم بـ المضمون .. لو رأيناه بعينين منتهى .. السوداوين .. سنرى بأنه مختلف .. لكن .. ماذا لو رأيناه .. بعينيها السماويتان .. ترى هل سيكون مثلها ؟ ضحية .. ليس أكــــثر ؟!

==

الهي .. لا تخرجني من هذه الدنيـــا حتى ترضى عني ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الخـامس عشـر ..






[ 16 ]

أتنفس هواك ..

وأنت تتنفس غيــري ..

أعشق عينيك ..

وأنت تتأمل بهما نور عيني غيري ..

أبحث عنك بين أضلعي ..

فأراك متربع على عرش النبض ..

أسألك عني في أزقة روحك ..

فأراك تقول اسأل غيري ..

[ حَ ــاجَ ــتك ]

[ أحمـــد ]

كنا خارجين أنا ومحمود من المشفى .. وبيدي علبة الأقراص التي كتبها الطبيب لمحمود .. على أن يتناولها شهر كامل .. وبعد انتهاء هذا الشهر .. سيجرون له تحليل آخر إن شفي من مرضه أم لا ..

ونحن نمشي : شرايك نتمشى للفندق ؟

تبسم لي : اوكي .. بس مو للفندق .. لمكان ثاني لأن أكيد ماكو أحـد هناك ..

تبسمت : وين قالو بروحون اليوم ؟

قال لي : كأن قاعة التزلج ..

قلت له بسعادة : خلنا نلحقهم .. من زمان عن التزلج ..

ضحك بخفة : يذكرك التزلج بأيام أمريكا ؟

تبسمت له .. بعد أن مر بخاطري طيفها الجميل : ايوة .. وأنا أقدر أنسى ؟

ليقول : اوكي .. نوقف تاكسي ونروح ..

وما إن استقلينا سيارة الأجرة .. ومشينا باتجاه صـالة التزلج .. حتى رن هاتفي .. الذي لم يتوقف عن الرنين منذ اسبوع .. فمنذ أن وصل اخوتي مع أبي وزوجته إلى ايطاليا وهم لم يكفو عن اخباري بآخر مستجدات مشاغباتهم .. ضغطت على زر الرد : هلا والله بعــادل ..

وصلتني صوت ضحكاته : ههههههههههههههههههه .. هههههههههه

ضحكت : شفيك ؟

قال ضاحكا : هههههههههههه الحق الحق .. ما دريت آخر مقلب ..

ضحكت ثانية : مقلب من صباح الله خير ؟

قال لي : ههههههه اليوم عزمناهم على الفطور .. تعرف ان جناح لنا وجناح لهم بنفس الطابق .. عزمناهم على جناحنا .. وسوينا الفطور بنفسنا .. شاي بارد وفيه في كل كوب خمس قطع سكر .. هههههههههه وبسكويت مفتوح من يومين وذابل .. هههههههههه أبوي تفشل مرة .. هو ما كان يبي يجي .. بس العروس قالت له تبي تتذوق طباخنا ..

ضحكت : ههههههه غربل الله بليسكم .. شنو صار بعدين ؟

ليقول : هههههههههه عاد أميرة تفننت وسوت بيض .. مفرغة فيه المملحة كامل .. العروس تذوقت البيض وكان تكح .. ههههههههه خاف الوالد عليها وقال جيبو ماي .. قلنا له الماي خلص .. خلها تشرب الشاي .. شربته وزادت كحتها مرة حالي .. ههههههههههه وبعدها قام طرش دعاء لجناحه تجيب ماي .. ودعوي راحت تعفس بالجناح .. وبعد مدة جت بالماي .. هههههه

تبسمت : امبييييه .. راحت عليكم .. شنو بسوي فيكم أبوي ؟

فقال : أول ما طلعو .. رجع لنا .. وتوعدنا .. قال لنا بيحبسنا بالجناح يومين .. اللحين احنا محبوسين .. بس دعاء قالت بتتصل للعروس .. هههههههههه وبتخليها تتوسط لنا هههه

ما إن أنهيت المكالمة .. حتى التفت لمحمود الشارد الذاهن وهو يتأمل الشارع من النافذة .. كنت سأتكلم وأقص عليه ما يجري .. لكن .. لم أود أن أقطع عليه خلوته .. و أدرت بصري إلى النافذة .. مضى اسبوع على مكوثنا هنا .. اسبوع هادئ .. خـال من أي عواصف .. ترى .. هل سيستمر هذا الهدوء ؟ أم سأدفع الثمن غاليا هذه المرة ؟!

==

[ بيـــان ]

كنت أمسك كف فطوم .. وأمشي ببطء على الجليـــد .. وأراهم جميعهم .. عمار .. علي .. عماد .. وغسان أيضا .. يتسابقون .. وكل واحد منهم يضهر مهاراته للآخر .. تبسمت على أشكالهم .. وعلى مظهري المضحك أنا وفطوم .. لأقول لها : تركي يدي ..

فقالت : ليش ؟

قلت لها : انتي اللحين تزلجي .. وأنا بسوي مثلج ..

قالت لي وهي تبتسم : بس أخاف عليج تطيحين ( وغمزت ) تذكرين ذاك اليوم ؟

صرخت عليها بإحراج : ولا تنسيييين ..

ضحكت : اذا نسيت أنا .. بعض الناس ما بينسون ..

سحبت يدي : وليييي عني .. ما ابيييج ..

ضحكت : ههههههههههه .. تبين منو عجل ؟ أناديييه ينتبه لج ؟

صرخت عليها : يالسخــيفة ..

ضحكت وهي تستعرض بعض الحركات : بكييفج .. بروح لهم وبتزلج معاهم .. وبخليج بروحج .. تدربين ..

وقفت بجانب الجدار : أحســــن .. فكة منج ..

مشت عني وهي تضحك .. حقــا انها نجحت بإثارة أعصابي .. مشيت بجانب الجدار .. كنت أمشي ببطء .. وأفكاري أخذتني إلى ذالك اليوم .. لا أعلـم لما حينما أنفرد مع نفسي .. تكرر ذكرى ذاك اليوم .. ألا أستطيع النسيان لحين عودتي ؟ مهلا .. إنه لم يفعل أي شيء مما قالته .. فقد مضى اسبوع .. وهو ما يزال عمـار الذي أعرفه .. أيعقل أنها كاذبة ؟ وغرضها من ما قالته استفزازي ؟

معنى هذا أنني تسرعت بالحكم عليه .. أنني أسأت الضن فيه .. أنني الخاطئة هذه المرة ..

جلست على الأرض الباردة .. وأنا ألوم نفسي .. ماذا فعلت ؟ لقـــد أرسلت له رســـالة على بريده .. إن قرأهــا .. لن أستطيع أن أضع عيني في عينيه مجــددا .. يا الله .. ماذا أفعل ؟!

==

[ عمــار ]

وصل محمود وأحمد منذ سـاعة .. وكنا كلنا نتسابق .. ونضحك على حركات علي وعماد .. حينما أقول كلنا أقصد أننا جميعا .. لكن تنقصها هي .. التي رفضت أن يساعدها أحدنا .. وقالت بأنها تخـاف السقوط .. لا أعلـم لما أراها تنظر نحوي اليوم باستمرار .. وبنظراتها شيء مختلف لم يسبق لي أن رأيته بعينيها ..

ضحكت على نفسي .. يبدو أنني لكثـرة ما أفكـر بها .. أصبحت أتخيل أشياءا ليس لها وجـود .. لتحتد نظراتي .. وتتجه لها .. وهي تتمشى بقرب ذاك الجدار .. فقد اتجـه لها أحمـد .. وها هو يحادثها .. وهي تضحك .. يبدو أنه يطلب منها المحــاولة .. لما تطيعه ؟ لما تسمــع ما يقول ؟

فهاهي تتزلج ببطء في الوســط .. وليس على الأطراف كما تفعل منذ قدومنا .. أفٍ لك أيها الـ أحمـد ..

رفعت بصري عنها .. سأتجاهلها .. سأمنع قلبي عن التفكيــر بها .. كفــى جنونا .. كفــى خيـالا .. فبيــــان .. حــلم مستحيــل .. نحن مختــلفــان .. في كل شيء .. الحــواجــز بيننــا كثيــرة .. لما أعذب هذا القلب .. بــ .. حبهـا !

==

ولــت الشمس .. وحط الظلام رحــاله على الأرض .. أصحابنا جالسين حـول النــار .. وهم يتنـاولون الشـواء .. فالشمس ما إن تغيب .. يغيب الدفء .. ويكون مكانه بردا .. تقشعر له الأبــدان ..

كان الجميع يتسامرون .. يضحكون .. ويستمعون إلى عزف غسان المميز على العود .. ليقطع استماعهم .. صوت رنين هاتف بيان ..

أخرجت الهاتف من حقيبتها .. ورأت اسم المتصل " يعقوب " تبسمت .. تعرف كل حركاته .. ضغطت زر الرد ونادت فطوم : فطووم .. رنـــا متصلة .. تعالي ..

نهضت الاثنتان .. وابتعدتا عن المجموعة قليلا .. أجابت بيان : هلا رنـوي .. شلونج ؟

قال لها وهو يضحك : رنا بعييينج .. شخبارج بيوونة ؟

ضحكت : مالت عليييج .. وأنا الي بسوي لج خدمة بالمجــان ..

قال بسعادة : حلفي .. فطووومة معاااج ؟ عطيييني اياها سريع ..

زادت ضحكاتها : اول شي قولي لي .. الماما شخبارها ؟

قال لها : بخيييييير .. وربي طول الوقت بيت جدتي .. وكل شي تبيه أسويييه .. عطيني فطووم ..

قالت بسعادة : سلمي عليها واااجد .. وحبي مروي وزهور عني ..

فقال : انزيييين .. ذليييتييينا ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:24 AM   #36


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ضحكت .. ومدت الهاتف لفطوم : أوقـــات سعيييدة ..

استغربت : ليش تكلميها جذي ؟ يعني ما قلتي لها شخبارج ؟ شنو تبي من هدية ؟

ضحكت بصوت عال : كلميها وبتعرفين ليش ...

==








[ فطـــوم ]

وضعت الهاتف بجانب أذني وقلت : هلا رنووي .. وحشتييني ..

لكنه وصلها صوت رجولي : اهليين حبيبتي .. انتي أكثر يلغلا ..

رفعت نضري لبيان التي جلست مكانها وهي تضحك .. إنه صوته .. الكريهة .. خدعتني .. بارتباك قلت : هلا ..

ليقول : شلونج فطومة ؟

أجابت : بخير .. شلونك ؟

قال : بخيير دامج بخييير ..

التزمت الصمت .. لا أعرف ما أقول .. لكنه سبقني وقال : فطووم ..

قلت له : نعم ؟

فقال : انتي زعلانة لأني كلمتج ؟

قلت بسرعة : لا .. ( وبهمس ) بس ..

ليقول : بس شنو ؟

تبسمت بخجل : ما ادري ..

فقال لي : انا بعد ما ادري شنو اقول لج .. من يوم سافرتي وأنا محتار .. أتصل فيج ولا لا ؟ صح ولا غلط ؟ لكن أنا كلمت أمي اني أبيج .. وأمي كلمت أمج .. وأمج قالت اذا رديتي من السفر نجي نسوي الخطبة الرسمية ..

أغمضت عيناي .. أشعر بأن وجنتاي تحترقان خجلا .. أشعر بوجوده أمامي .. أستذكر عيناه المحتضنتان عيناي .. وهو يعترف لي بحبه ..

ليكمل : أنا مشتاق لج .. مشتاق لج وااجد .. تسمحين أتصل فيج هـ الفترة ؟ على الأقل مرة بالسبوع .. موب متعود اني ما ألتقي فيج ..

همست له : اوكي ..

فقال بسعادة : أفهم انج راضية اتصل فيج ؟

تبسمت بخجل : اي ..

قال لي : طيب اللحين بسكر .. انتبهي لنفسج .. ولا تقعدين بمكان بروحج .. أخاف يخطفونج .. وبعدين ما يصير عندي فطومة ..

ضحكت بخفة : ان شاء الله ..

فقال : تصبحين على خير ..

همست له : تلاقي خير ..

أغلقت الهاتف .. ضممته إلي .. ضحكت على جنوني هذا .. ومشيت ناحيتهم .. وأشعر بأن جميعهم يسمعون صوت دقات قلبي .. لقوتهـــــا ..

==

[ رنــــا ]

سمعت صوت طرق خفيف على باب داري .. نهضت .. وفتحته .. لأتفاجأ بأنه الطــارق .. أغلقت الباب بسرعة .. لكنه كان أسرع عندما وضع يده على المزلاج .. وفتحه بسهولة ..

قلت له : شنــو تبي ؟ تلفوني وعندك ..

قاطعني وهو يتعمد النظر إلى عيناي تحديدا : هـ المرة .. جــاي أقولج .. ان أبوج .. بكلمج .. وبقولج .. إن واحـــد متقدم لج .. ما تقولين له بفكر .. ولا تسألينه من يكون .. على طـــول تقولين موافقة .. سـامعة ..

فتحت عيناي على وسعهما .. ماذا يقول : جنيييت انت ؟ تبي أي واحد من الشارع يجي أقط روحي عليه ؟

همس بحدة : الي يسمعج .. ما يقول انج بايعة ومخلصة .. ( ارتفع صوته قليلا ) حبيبتي .. احمدي ربج .. ان أحد طق الباب .. غيرج .. الي مثلج .. يحمدون ربهم .. إن أحــد راغب فيهم وهم كــلهم عيوب ..

كنت سأصرخ في وجهه .. لكنه وضع كفه على فمي .. وهمس : سكتي .. تراج مو بروحج هني .. ولا تبين الكل يدري عن فضايحج .. لعلمج .. إن فكرتي مجرد تفكير ترفضين .. أو تعتذرين بأشياء تافهة .. الي أعرفه عن بلاويج .. بوصل لأبوج .. ويقولون .. اعذر من أنذر ..

أبعد يده عني .. وأنا ما زلت أحدق به بغير تصديق .. ألهذه الدرجة أنا سقطت من عينيه ؟ ألهذه الدرجة يعتبرني عـارا قـــد لوث سمعة العائلة ؟ كل ما في الأمـر أنني استسلمت للحب حينما غزى قلبي .. حب طــاهر .. حــب عذري .. لكن هذا الحب .. تلوث .. بكلامــه !

==

[ عمــار ]

وصلنا توا إلى الفندق .. كنت أتأكد من دخول فطوم وبيان إلى غرفتهما لأدخل لغرفتنا .. وما إن أدرت ظهري قاصدا غرفتنا .. حتى سمعت صوتها يناديني .. أدرت وجهي لها : نعم ؟

اقتربت مني .. ونكست رأسها .. يبدو أنها تود قول شيء ما .. لا أعلم لما طرأ بخاطري أنها ستقول لي أحبك .. كم أنا غبي .. تبسمت على ما مر بذهني وقلت لها : تبين تقولين شي ؟

رفعت رأسها إلي : ايي .. عادي بكرة الصبح .. تقعد قبل بساعة .. أنتظرك تحت بـ المطعم .. أبي أقولك شي مهم .. و ..

قاطعتها باهتمام : وشنو ؟

تبسمت : وعلى انفراد ..

قلت لها بفضول : ما يصير هـ الشي ينقال اللحين ؟

هزت رأسها بالنفي : لا ...

تبسمت : اوكي .. اللحين روحي نامي ..

تبسمت هي الأخرى : طيب .. هبي دريمز ..

همست لها : يو تو ..

راقبتها لحين أن دخلت غرفتها .. وأغلقت الباب .. أطبقت جفناي .. وأنـــا أفكــر بالشيء المهم الذي تـود قولــه لي ..

==

[ رنــــا ]

" جميــــل ؟ "

تبسم والدي : ايوة يبه .. جميل متقدم لج .. شرايج يبه ؟

قلت بصدمة : ليش متقدم لي ؟

ضحك والدي : ليش ؟ يبيج تكونين زوجته ..

قلت بتعلثم : بس هو للحين صغير .. أقصد هو .. من وين بيصرف علي ..

استمر بضحكه : هو ما قال يبيج .. إلا انه مستعد لهـ الأمور .. وبعدين ما بصير إلا خطوبة .. لين ما يكمل دراسته ..

قلت له وقلبي ينتفض : أنا للحين صغيرة .. وو وما افكر بالزواج وهـ السوالف ..

تبسم والدي وهو يمسح على شعري : اسمعيني يبه .. أنا موب دايم لج .. تشوفيني دائما مريض .. وفي أي لحظة بيرتفع علي السكر أو الضغط وبموت ..

قاطعته : الله يخليك لنا ان شاء الله ..

قال وهو ما زال مبتسم : أبيج تفكرين .. تراج ما بتلقين أحسن منه .. جميل رجـال وما ينعاب ..

قلت له وأنا أهز رأسي : ان شاء الله يبه .. بفكــر ..

خرج والدي .. بعد أن قبل رأسي .. لأرمي بجسدي المرهق على سريري .. وأجهش بالبكــــاء .. لما يتقدم لخطبتي ؟ لما يريد تعذيبي ؟ أكـــل هذا ثمن محبتي لعــــادل ؟

أيـــنك عني ؟ أينك لتراني محتارة لا أعلـــم ما أختـــار .. أأختـــارك أنت .. وانتــظاري الطويــل لحين تفي بوعدك .. أم القبول به .. والاستســـلام لسجنه .. وخضـــوعي لأوامره ..
==






[ بيـــان ]

منذ أن صليت صلاة الصبح .. وأنا لم أنم .. أساسا أنني ليلة الأمس لم تغفو عيني إلا بــعد عناء كبير ..

نهضت من على سريري عند السادسة صباحا .. تحممت .. ارتديت بلوزة مخططة بالأصفر والبرتقالي .. تصل إلى ركبتي .. وجينيس أســود .. شــال أصفر .. وحـذاء أصفــر ..

لم أحدد عيني بالكحل كما أفعل دوما .. فالحمد لله أنني تذكرت أنني لم أتعطر .. رششت رشة عطر خفيفة .. خرجت من الغرفة بهدوء .. وضغطت على زر المصعـــد بهدوء أيضا ..

/

[ عمـار ]

خرجت من الغرفة عند السابعة صباحا .. وصلت المطعم .. بحثت عنها .. فرأيتها تجلس بسكون في الزاوية .. وتحتسي كوب شاي .. قادتني قدماي لها .. وقفت خلفها وما إن همست لها : صبــاح الخير ..

رفعت رأسها لي .. وتبسمت بارتباك : صباح النور ..

جلست أمامها .. رسمت بسمة على فمي : أسمـــعج ..

فقالت : ما تبي تشرب شي ؟

قلت لها : على حسابج ؟

ضحكت : ايي ..

فقلت : اممممم .. قهــوة ..

قالت : قهوة من الصبح ؟

ضحكت : أساسا أنا ما نمت من البارح .. أفكر بالي تقولينه .. خبرج ولد خالتج فضولي ..

ضحكت بخفة : سوري ..

تبسمت لها : لا عــادي ..

\

[ بيــان ]

جـاء النادل له بكوب القهوة .. وما إن شرب منه شربة .. حتى جاء النادل مرة أخرى وهو يمد ذراعه بـ لاب توب .. تناولته منه .. وشكرته .. فتحته تحت أنظار عمار المستغربة .. وضعته أمامه .. وقلت له : افتح ايميلك ..

قال لي باستغراب : شـ السالفة ؟

تبسمت له : توقعت انك ما قريت الرسـالة .. ( وبعد صمت ) قبل ما تجي قلت لنادل يعطيني لاب توب وفيه نت .. وجابه لي ..

سألني : طيب ليش ؟ وأي رسـالة ؟

قلت له : افتح ايميلك .. راح تلقى رسالة من شخص ما تعرفه .. ما عندك اياه على المسن .. اقراها .. واذا خلصت قراءتها .. تعال لي نادني .. ( نهضت ) أنا برى ..

أمسك كفي : لحــظة .. شلون تطلعين برى بروحج ؟ قعدي معاي .. لين ما اخلص .. بقراها بصوت عالي ..

تبسمت له بإحراج وأنا أسحب يدي : لا تخاف .. انتظرك عند الباب ..

/

[ عمار ]

فتحت " الهوتمل " رأيت الكثير من الرسائل .. ضغطت على الصفحة الثانية .. ورأيت رسالة على ما يبدو أنها من فتاة .. ارتجفت يدي وأنا أضغط عليها .. شعرت أنها تخص بيان .. سميت اسم الله بداخلي .. وبدأت أقرأ الأسطـــر .. وأنا في حـــالة من الذهول ..

لم تكن إلا عشرة سطور تقريبا .. مكتوبة باللون الأسود القاتم .. وبهمس بدأت القراءة ..

في البداية ما أدري شنو أكتب لك .. أقول لك صباح الخير .. ولا على طول ادخل بالموضوع .. أنا " أتحـداك " الي تكلمك بالجـات .. تذكرتني ؟ عموما ما أبي أطول عليك .. أكيد عرفتني لأني الوحيـدة الي بالجات الي أعرفك عنك كل شي .. ومتأكدة انك ما تعرف من أكون .. ولا بيخرط على بالك اني أنا ..

أبي أقولك من أكون بس مترددة .. تصدق عمــار .. كنت بلعب معاك نفس اللعبة الي بتلعبها معي .. كنت أبي أبين لك اني أحبك .. أبيك تتعلق فيني .. وبعدين بصدك .. وبقول لك اني ألعب عليك .. بقولك من أكون وبيبين لك يا كثر كرهي لك .. لكن .. من ذاك اليوم .. الي قلت لك فيه اني سامحتك .. فعلا .. أنا سامحتك .. وقررت اني أنسحب بهدوء .. بس ليش عمـار تخليني أحمل بقلبي عليك مرة ثانية وبعد ما طاح الحطب بينا ترجعه ؟

أنا بقوم اللحين .. ما أدري شنو كتبت لك فوق .. بس ما ودي أقرأ .. تأكد عمـار .. انك ما بتهزني .. فرجـاءا .. لا تعب حالك وتمثل لأني أدري بكل نواياك .. ترى الي يحبونك ما قصرو .. خبروني بكل شي ..

سفرة سعيدة .. بيـــان ..

قرأتها ثانية وثـــالثة .. لم أفهم شيئا .. سوى أن " أتحـداك " هي ذاتها " بيـــان " أطبقت جفناي .. نكست رأسي بضيق كبير .. ماذا تقول هذه ؟ ماذا تريــد أن توصل لي ؟

نهضت من على المقعد .. بعد أن أغلقت الاب توب .. وحملته إلى النادل .. خرجت من المطعم .. ورأيتها واقفة عند باب الفندق .. لم تنبته لوجودي .. قلت لها بعتاب : بيـان ..


==

[ بيـــان ]

أدرت وجهي إليه .. والدمع قد غشى بصري .. همست له : قريتها ؟

وقف أمامي : ليش ؟

تبسمت بصعوبة : نتمشى ؟

لم يجبني .. لكنه تقدمني .. ومشى بخطوات هادئة أمامي .. مشيت خلفه .. ولم تتوقف عيناي عن سكب المزيد من الدموع .. رفعت كمي .. ومسحت دموعي .. قال لي وهو يمشي أمامي : أسمعج ..

قلت له بصوت مهزوز : تذكر اليوم الي تأخر فيه محمود عن الردة وأمي مرضت ؟ قبلها كانت المعلمة حارجتني جدام الكل لما قلت لها انكم تبون تباعدون فطوم عني .. عرفت وقتها انك تدخل هـ الجات .. وأنا كنت أدخله من زمان .. دخلته باسم أتحداك .. كنت أدور طريقة أضايقك فيها وأخليك تحس بشعوري ذاك الوقت .. لكنك ما اكتفيت .. ويوم الي تركتني فيه بالشارع بروحي .. أنا عرفت اللحين انك كنت مضايق بسبب عادل .. بس المفروض انك تتمالك أعصابك وما تطلع حرتك فيني ..

سكت قليلا .. أجمع أنفاسي .. لأكمل .. لكنه قال : للحين ما عطيتيني سبب مقنع ؟

قلت له بألم : هذا كله في كفة .. والي صار بكفة ثانية .. عمار أنا يوم الي قلت لك سامحتك .. فعلا سامحتك .. صحيح اني جبريت معاك وأي شي تسويه لي أرده لك .. لكن ما جذبت .. ونسيت كل شي صار .. بس يوم ليلة سفرنا .. يوم كنا في بيت جدتي .. كنت قاعدة انطر فطوم على المراجحين .. لما جت لي ضياء ..

هذه المرة سكت لأنه دار ناحيتي .. وبانت على ملامحه الصدمة : ضياء ؟ شقالت لج ؟

مشيت بعض خطوات .. وجلست على الرصيف : الي قالته مستحيل أنساه ..

تقدم مني .. وجلس بجانبي : عــن حسين ؟

رفعت بصري إليه .. قلت له بوجع : لو كان عن حسين بس .. ما عليه قابلة .. مات والله يرحمه .. لكنها قالت لي انك أقنعت بيتكم بان فطوم تسافر معانا .. علشان تجي وياها .. و ..

نكست بصري .. ومسحت الدمع الذي لطخ وجهي .. فقال : وشنو ؟

همست له : تخليني أحبك وبعدها تقول لي انك تلعب علي علشان تنتقم لها مني ..

لم أرى منه جوابا .. رفعت بصري إليه .. ورأيت عيناه تلمعان .. قلت له بحزن : ما ادري ليش صدقتها .. يمكن لأني استغربت انك مهتم تسافر معانا .. بس اكتشفت اني خطآنة ..

قال لي : وشلون اكتشفتي ؟

قلت له : لأن .. لأنك أكبر من هذا كله ..

==

[ عمـار ]

نهضت من مكاني .. مذهول مما تقوله .. أيعقل أن جهاد أخبرت ضياء بما قلته لها وافتعلت ضياء هذا الكلام لتحول بيني وبين بيان ؟

همست لها : وانتي ليش تقولين هـ الكلام ؟

رأيتها تقف .. وتتقدم نحوي : علشان اعتذر لك .. واقولك انها بتكون المرة الأخيرة الي أسوء الضن فيك ..

تبسمت بوجع : بس أنا ما اقبل اعتذارج ..

نكست رأسها : اهم شي اني اعترفت بذنبي .. وطلبت السماح .. ما اقدر أجبرك على شي ما تبيه ..

مشيت عائدة أدراجها .. لكنني أوقفتها : وما عرفتي ليش أصريت اني أسافر معاج ؟

لم تجبني .. مشيت ناحيتها لحين أن أصبحت خلفها : ضنيت ان الي بقلبي ما بقدر اعترف فيه بيوم .. لأني متأكد انج ما بتسمعين .. ولا بتستجيبين .. بس دامج محتارة .. وودج تعرفين ليش .. علشان يتأكد عقلج .. وقلبج .. اني لا يمكن أخدعج بيوم .. صحيح أذيتج .. بس مو هذا معناته اني نذل .. والعب بشعور ناس قريبين مني ..

لم تتكلم .. خطوت لحين أصبحت أمامها : اضنج فهمتي قصدي .. وعرفتين اني ما اقدر اكون بمكان وانتي بمكان ثاني .. عرفتين ان الي اجبرني على السفر هو قلبي الي يشتاق لج بوجودج .. فما بالج بالشوق اذا كنتي بعيدة عنه ؟

رفعت عينيها إلي .. رأيتها تذرف الدمع .. لم أجــد لذلك الدمع تفسيرا .. أسببه السعادة ؟ أم الحـــزن !

قلت لها بتعب : ودي أقولها لج .. ودي أفرغ لج بكل الي بصدري .. بس لأني فاهمج عدل .. وعارف بلي بقلبج .. ما اقدر .. لأني أعرف اذا قلتها .. راح تكون يتيمة .. وما بتبادليني إياها ..

شهقت .. وأنا رفعت كفي لأمسح دمعة متمردة .. قالت برجفة : أنا اسفة عمـار ..

تبسمت بعذاب : لا تتأسفين .. انتي مالج ذنب ..

قالت بنفس تلك النبرة : لا تصيح .. لا تخليني أكره نفسي زيادة ..

ضحكت بخفة .. وأنا أمسح دمعا آخر : يعورج قلبج اذا شفتي دموعي ؟ تحسين بعذابي ؟

قاطعتني : ما يحتاج هـ الدموع علشان أحس فيك .. وقلبي ألمني من شفت نظرة الحزن بعيونك ..

تبسمت لها : انتي ما تعرفيها .. هذي مو نظرة حزن .. هذي نظرة ثانية .. بس مختلطة بحزن ..

مشيت عنها .. أغمضت عيناي بتعب .. وأنا انصت لوقع خطاها على الأرض خلفي .. قلت بنفس التعب : أنا ما بقول انج تحبين .. بس بقول انج معجبة أو تفكرين بشخص صحيح ؟

لم تجبني فأكملت : ما ادري اذا يحق لي أقولج هـ الكلام أولا .. بس كوني أراقب تصرفاتج .. نظراتج .. ابتساماتج .. أحسج تميلين ( بوجع ) لأحمـد .. أنا ما اقولج حبيني .. ولا لا تحبينه .. أنا أقولج نصيحة .. سواءا كان أحمد الي تتمنينه أو غيره .. لا تعتبرينه المستقبل .. وتضيعين مستقبلج انتظار ان هـ الحب يثمر بنتيجة .. اعتبريه حلم جميل .. احتمال يوم من الأيام يتحول لواقع .. ولا راح يستمر حلم جميل بعد .. بس الله ما كتب يتحقق ..

==






[ منتهـى ]

مضى اسبـوع آخـر .. مر رائع على البعض .. وحزين على الآخر .. فلنذهب إلى من على أرض الوطن .. إلى تلك المعذبة .. الحبيسة دارها منذ اسبوعين .. ولا أحــــد يعلم بأمرها ..

أتـــراك أحببتني يوما ؟!

أتراك تتذكرني كما أتذكرك أنا ؟

فكلما نظرت إلى نفسي في المرآة ..

كلما أزلت هتين العدستين اللعينتين عن عيني ..

رأيتك فيهما .. مراهقا رجلا ..

وعلى فمك ابتسامة التحدي ..

التي لا تفارق شفتيك اطلاقا ..

أخي ..

ياه .. ما أعذبها من كلمة ..

أتراك ميت حقا ؟

أتراك الآن تحت التراب ؟!

أتسمـع مناجاتي هذه ؟

أتدرك حقيقة مشاعري إليك ؟

أتشعر بقلبي الحزين ؟

أم بروحي المعذبة التي لم تنل الوصل بعد ؟

أخي ..

اشتقت إليك ..

رغم أنني موقنة أنك لم تشتق إلي ..

أحتاجك بعنف ..

لتخلصني من بطش عمي .. الذي تعتبره والدك ..

فانظر من نافذة عيني إلى ما يفعله بي ..

وما يرتكبه من آثام بحقي ..

أخي ..

أتعلم ؟ أنه ما إن رأى لون البحر ..

شعر بقوة الموج ..

فارتجف حزنا .. لمعت عيناه وجعا ..

لا أعرف من أين له الشعور ؟

فأنا أخبرت بأن الحيوانات لا قلب لها ..

وهو .. أحدهــا .. فلما يحــزن لفقدك ؟

أخي ..

أحبك جــــدا ..

أغلقت دفترها .. ونهضت بارهاق لترتمي على سريرها النــاعم .. أغمضت عينيها .. غطت جسدها .. لحين أن شعرت بالسكون بعد هذه الفضفة .. واستسلمت للنـــــوم ..

/

[ أم منتهـى ]

الذي لا تعرفه هذه الفتاة .. أن ذويها كانو يستعدون للسفر .. فنسو أمرها .. وككل سنة يسافرون فيها .. ترفض أن تكون معهم .. وتبقى لوحدها بالمنزل ..

طرقت والدتها الباب .. استمرت بالطرق حتى الساعة .. سيتأخرون على الطائرة .. هذا ما قاله العم الأب .. تبسمت الوالدة بوجـــع على ما آلت إليه العلاقة بينها وبين ابنتها .. اخرجت ورقة من حقيبتها .. كتبت عليها ملاحظة بسيطة .. ألصقتها على باب غرقة ابنتها .. وولت مغادرة لقضاء شهر في طبيعة ماليزيا .. متجاهلين عتاب الضميـــر .. والشعـــور بالذنب ..

==

[ رنـــا ]

دخلت إلى غرفتي .. أغلقت الباب بالقفل مرتين .. أسندت جسدي على الباب مخافة من أن يدخل .. أخرجت من تحت ستري هاتف والدتي .. وضربت رقم هاتفه الذي حفضته عن ظهر قلب ..

وانقطع الرنين .. لم ألق جوابا منه .. اتصلت ثانية .. ورابعة .. لحين أن وصلني صوته المليء بالنوم : ألو ؟

تبسمت بألم .. وارتمت دمعة شوق إلى هذه النبرة على خدي : صباح الخير عادل ..

/

[ عـادل ]

كنت مستغرقا في النوم .. حينما رن هاتفي .. تجاهلت رنينه .. لكــن .. لكثــرة الرنين .. ضغطت زر الرد .. وأنا بخاطري أن أصفع المتصل على كل هذا الاصــرار .. لكن حينما وصلني صوتها الهادىء .. الذي يبعث السكينة إلى النفس .. نهضت من على السرير بسرعة .. وهمست لها : حبيبتي رنا ؟

قالت لي : شلونك عادل ؟

قلت بغير تصديق : بخييير .. بخييير من سمعت صوتج .. متأكدة انج رنا ؟ ذاك المجنون شسوى لج ؟ أتصل دائما التلفون مغلق ؟ رنا انتي بخير ؟

\

[ رنـــا ]

حينما سمعت كل هذا الكم من الأسئلة .. رغما عني ضحكت : بخير حبيبي .. بخير ..

ليقول : لا تجذبين علي .. صوتج وااضح .. فيج شي صحيح ؟ قولي لي .. شسوى لج ؟

قلت له بألم : هزأني .. ما خلى كلام ما قاله لي .. عادل وينك ؟ تصور .. أخــذ تلفوني .. وزيادة عن ذلك .. مو مصدق اني ما اعرف غيرك .. يقول لي اني اجذب .. وان عندي الف واحد .. و ..
/

[ عـادل ]

اسألوني .. ما هو مقدار العذاب الذي أشعر به .. اسألوني .. عن شعوري هذه اللحظـة .. وأنا أشعر بأن كل ما يحدث لها .. سببه طيشي .. وتهوري .. همست لها بحزن : أنا اسف حياتي .. تأكدي اني بخليه يدفع الثمن .. وغلاتج عندي .. لو ما آنا منجن أدور على هـ الحمار طـارق هني .. كان رديت اليوم البحرين وعلمته شلون يتعدى عليج ..

قالت لي بألم : حبيبي أنا مو كلمتك علشان جذي .. أنا في مشكلة .. أنا خايفة انا نفترق ..

قلت لها باندفاع : شنو نفترق ؟ بتخلينه يأثر عليج وتطاوعينه وتنسيني ؟

لتقول : لا .. انت مو فاهم شي .. جميل خطبني من أبوي .. ويبوني اليوم أرد عليهم .. هو مهددني اذا ما قبلت فيه بقول كل شي لأبوي ..

جلست على الأرض .. أغمضت عيناي .. والشعور بأن لا قدرة لي على الشهيق والزفير .. أثارت أعصابي أكثر : رنا .. حاولي تضيعين الوقت شوي .. جاينج .. علشان أأكد لذاك الحقير .. ولج .. اني متأكد من شعوري ناحيتج .. اني أبيج .. رنا .. ان شاء الله اليوم أو بكرة انا بالبحرين ..

\

[ رنـــا ]

أغلقت الهاتف .. وضعت رأسي بين ركبتي .. وغرقت في البكـــاء ..

رغـــم أنني أنتظر عودته .. وأرى فيها الفـــرج .. إلا أنني أشعــر بأن لحـــظة شنقي اقتربت .. تــرى هـل أعـــدم .. أم سيعفى عنـــي ؟!

رحمـــــــــــاك ربــــــــي ..

==

[ حسيـــن ]

قلت لها بتأنيب : المفروض انج ما تقولين لها .. انتي تعرفين انها ما تحب بنت خالتج ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:25 AM   #37


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



قالت بحزن : بس أنا ما أخبي عنها شي .. وبعدين هي بنفسها عرفت ان ودي أقول لها كلام بس ما أبي أقوله .. وسألتني .. حاولت أنكر في البداية بس بعدين قلت ..

تبسم لها : بس تقدرين تصلحين الأمور اللحين .. هو شنو قالج ؟

قالت لي : طرش لي مسج .. وقالي لي انه فقد ثقته فينا .. أنا ما أعرف شنو قالت ضياء لبيان .. بس ضياء لما دخلت البيت مرة ثانية كانت مرة مضايقة ومعصبة .. أما بيان فعادي .. ما كأن صاير شي ..

قلت لها : تتوقعين بيان قالت له عن الي صار وهو عصب وطرش لج هـ المسج ؟

قالت : ما ادري .. بس شلون بتقول له ؟ بيان ما تنقل كلام .. وأتوقع انها ما اهتمت أصلا ..

قلت : ما يصير ما تهتم .. يمكن هي تبين العكس بس من داخلها مضايقة .. اسمعيني .. اتصلي في اخوج .. وقولي له كل الي صار بينج وبين ضياء .. واذا ضياء راحت لبيان وكلمتها .. انتي مالج ذنب ..

قالت : بلا .. كل الذنب ذنبي .. أنا المفروض ما أقولها .. لأنه سر بيني وبينه .. ولأني أعرف انها تكره بيان ..

قلت : عموما .. الي صار صار .. اذا تبين تكفرين عن خطأج .. اتصلي فيه وكلميه .. وعاتبي اختج .. خلها تخف عليهم شوي .. علشان ما يصير لها شي بسبب ظلمها لبيان ..

قالت بحزن : أنا ألومها وما ألومها بنفس الوقت .. هي مجروحة .. لأن حسين الله يرحمه من مات .. أمك وأبوك والناس الي يعرفون .. كلهم صارو يناظرونها ما ادري شلون وكأنها السبب في موته ..

تبسمت لها وأنا أضمها لي : الله يرحمه .. بس اللحين الكل نسى .. المفروض هي بعد تنسى .. واذا تبين .. أنا بكلم عيسى أخوي يكلمها ويفهمها ان هذا شي طبيعي بالبداية من حرقة قلب الوالدين على ولدهم ..

تبسمت : مشكور حبيبي ما تقصر .. الله يحرمني منك ..

قبلت رأسها .. وأنا أتذكر حسين .. هو أكبر اخوتي .. كان الأفضل بنظري والأقرب إلي .. لكنه في تلك الفترة الي صار فيها عرس أخي عيسى وضياء .. كان قد مر على فقده لزوجته سنة كاملة .. ومنذ ذاك الوقت وهو لا يكف عن الشرب .. وقد أقفل عليه والديّ المخزن كي لا يحرجهم أمام الضيوف .. لكن الأقدار شائت أن تدخل تلك الفتاة إليه .. ويراها .. لا أعلم بالضبط ما حدث له .. لكنه حينما خرج للبحث عنها .. رأيت في عينيه أملا مقتــول .. ربما وجـد فيهـا ما يدفعه للاستمرار في الحيــاة .. لكــن الموت .. كان أقرب إليه .. ومات بعد أن رمى نفسه من النافذة بعد أن أقفل عليه باب المخزن ..

رحمك الله أخي " حسيـــن " .. ربما ستتسائلون .. كيف أننا نحمل نفس الاسم .. لأنه في ذاك الوقت كانو سيبدلون اسم بشار إلى حسين .. لكنه رفض ذلك .. واقترحت عليهم أن أكون بدلا منه .. غير والديّ اسمي .. وأسموني اسمه .. كي لا ينســـوه .. ويترحموه كل ما رأوني ..

لكـــن .. هناك من له الأحقية في امتلاك هـذا المسمى .. وهو " حســـن " ابن عمي .. وكأنه النسخة الحيـــة له .. نفس الشكل .. نفس الصفـــات .. نفس النــظرات .. نفس الصـــوت .. والاختـــلاف بينهما ضئيل جـــدا ..

==

[ أحمـــد ]

كنت حينها أشرب عصير البرتقال .. وأنا أفكر في بيـان وعمـار .. اللذان لا يتبادلان إلا الابتسامة منذ اسبوع .. ففي الاسبوع الأول .. بدو لي كأخوين .. مشاغبين .. لا يكفو عن الشجـار .. أما الاسبوع الماضي .. وكأن الحرب الباردة تجري بينهما .. عتــاب ربمــا .. تفسير نظرات عمـار .. وبيـــان .. الاعتــذار ..

التفت لمحمود .. رأيته يضحك مع غسان .. واخيه الأكبر الذي أتى اليوم صباحا " نـافع " .. حينما أتأمل في محمود .. وفي صفات محمود .. في أفعــال محمود .. أتسائل .. كيف رُبِـيّ هذا المحمـود ؟! حقا انه اسم على مسمى .. هنيئا لوالدته به .. هنيئا لي بأنني ضفرت على صديق مثله ..

صحيح أنني الأكبر سنـا .. لكنه الأكـبر .. أخلاقا .. تحمـلا .. وعـقلا .. حينما أستشيره في أمر ما .. سرعـان ما يعثر لي على حل .. وكأنه قابع في أعماقي .. يراقب ما أفكر به .. وما ينال اعجابي ..

رفعت بصري من على محمود .. وانتقلت إلى فطوم .. تلك الفتاة التي تعجبني بهدوئها .. بخجلها .. تختلف كليا عن بيان .. فتلك مشاغبة .. فوضوية .. جريئة .. أشعر بأن كلاهما مكملة للأخرى .. فـ الهدوء .. والخجل .. والجرأة .. صفات صعب أن تجتمع معا في آن واحــــد .. وأنا أقول بأن هتين الفتاتين .. روحين بجســد واحــدة .. لا فرق الله بينهما ..

" احم " لا تنظروا نحوي هكذا .. ما بالكم ؟ أنا أعشق تحليل الناس الذي يحيطون بي .. أحب أن أغوص بأرواحهم .. أن أقرأهم وكأنهم سطــور بكتـــاب مشوق ..

ليقطع عليّ تحليلي .. اتصـال عـادل .. استأذنتهم .. وأجبت عليه ..

==

[ عـــادل ]

اهلييين بالقاطع .. يوم كامل ما اتصلت .. غريبة ؟

قلت له وأنا أخرج من مكتب الحجز : برد البحرين بكرة .. ما لقيت لي حجز لليوم .. وبطرش لك أميرة ودعاء ..

قال باستغراب : ليش ؟ ما صار لكم شي ؟ وبعدين ليش بترد البحرين ؟

قلت له بضيق : بتروح مني رنـا .. ولد عمها الحقير يحسبني ألعب عليها وخطبها .. ومهددنها اذا ما وافقت بقول لأبوها كل شي ..

قال لي بصدمة : واللحين ؟ وش ناوي عليه ؟

قلت له : بروح أكلم أبوها .. بخطبها منه ..

ليقول : ما يصير تخطب وحدة مخطوبة ..

صرخت عليه بانفعال : رنا لي .. وباخذها .. وبعدين من هو علشان يوقف بطريقي .. أول شي بأدبه ما يتقرب منن شي يخصني .. بعدين بكلم أبوها ..

قال لي بتحذير : عادل .. لا تتهور .. تهورك وصلك لهـ الطريق .. أخاف توصل لطريق مسدود ..

قلت له : لا .. ما بصير إلا الخيـــر .. لا تخــاف .. بس أهم شي خواتك يكونون عندك ..

ليقول : والوالد ؟ بكمل شهر العسل مع عروسه ؟

قلت له وأنا أقهقه : لأن عليه حـظ يكسر الصخر .. اذا ردو البحرين بنتفرغ ليهم .. تصدق .. شكلها من تحت لتحت .. تسوي روحها طيبة وما ادري شنو .. أحسها طمعانة بفلوس أبوي ..

ضحك : عليها بـ العافية .. ان شاء الله لين ما تفلسه ..

قلت : وبعدين بالله انت بتصرف علينا ؟

ليقول : بتشتغل بعد ما تكمل دراستك وبتصرف على روحك ..

قلت له : أتخيل روحي حامل كاميراتي وأصور .. أحس الصحافة ما تنفع معاي .. ما ادري ليش قاص على روحي فيها ..

ضحك ثانية : التمثيل يناسبك أحسنا .. لأني ما شفت صحفي خليجي .. السلاسل على صدره .. والاساور بيده ..

رغما عني ضحكت : يحمدون ربهم اني عاطيهم وجـه .. المهم .. بكرة الصبح انتظرهم بالمطـار .. لأن بكونون بروحهم .. انتبه لهم ..

قال لي : لا تشيل هم .. انت روح وخلص أمورك .. إلا ما قلت لي .. شخبار الزفت طـارق ؟

قلت له بضيق : كأنه ابرة في قش .. وين ألاقيه أنا ؟ رحت سألت عنه في فنادق واااجد .. ما لقيته .. ورحت عمارات .. بس بعد ما شفته .. لكن وين بروح منــا ؟ مردنا يوم من الأيــام نلاقيه .. ونلعن خيـــره ..
==



[ بيـــان ]
أن ألتفت لأحمـد .. هذا شيء محـــرم علي .. أن أكلـمه .. أو ابتسم له .. هذا يعني الموت لا محــال .. فمنذ ذلك اليوم .. وأنا زاد تعلقي بهذا الوهـــم .. وزاد الوجـــع بهذه الروح التي بين جنبي .. عمـار من دون لا يعلم .. قتلني من الداخل بما قاله .. أشعرني بأني لا شيء .. فإن يعشقني أحدهم .. وأنا لا أستطيع مبادلته هذا الشعور .. أن يعترف لي هذا الشخص بما يكنه لي .. وهو متيقن بأني لن أستجيب لنداءات قلبه .. ماذا يعني ؟ يعني أنني عديمة احساس .. يعني أنني مجردة من الشعـور .. أن لا قلب لي .. كل هذا أنــــا ..

أخبروني ما أفعــل .. لا أستطيع أن أحبه .. ليس لأنه عمــار تحديدا .. وإنما لأنه كـ محمود .. كـ يعقوب .. كـ عماد .. اخوة لي .. أعتمد عليهم .. أثق بهم .. لم أتوقع يوما ما أن ينظر لي أحدهم على أنني لست أختا له .. بل يحمل بقلبه لي مشاعر أكثــر ..

وخصوصا " عمـــار " ربما لأن اخوته شيء مختــلف .. لا أعلــم كيف أصفها .. لكنها مختــلفة ..

أطرق على الطاولة الكبيرة .. باصابعي .. وأنا أشعر برغبة كبيرة في البكــاء .. فعمــار .. أيقضني لنقطة أتجاهلها .. وهي أحمــد .. لم أتوقع يوما أنه سينتبه أنني أستلطفه .. ربما هذه المفردة الصحيحة التي توصف بها مشاعري ناحية أحمـد .. لكنه نعتني بأني معجبة به .. أميــل ناحيته .. أي .. بدايـــة حب ..

حتى وإن استطعت أن أتجاهله سابقا .. عيني عمــار المؤنبتين .. تدفعاني للتفكير به .. لمراقبته من دون قصد .. ومراقبة أفعــالي .. كي لا أخطأ بشيء عفــــوي ..

عمــار .. ليتك لم تدفعني لهذا الجنـــون .. ليتك لم تخبرني بحقيقة مستحيلة ..

==

[ دعـاء ]

كنا جالسين نحن الثلاثة على طاولة في أحد المطاعم نتناول العشاء .. وهو يقص علينا حكايته مع رنـا .. انصدمت فعلا .. من هذه التصرفات التي قام بها عادل .. وردود فعل رنـا .. لم أتوقع يوما أنها تحمل بقلبها مشاعر لأخي .. لم تخبرني .. لم تظهر ذلك مطلقا ..

وفجأة .. اطفأت الأنـوار .. وأشعـلو الشمـوع .. وارتفع صوت أحـد الأغاني الأجنبية .. ونهض الجميـع للرقص .. تبسمت .. والتفت لأميرة التي تنظر إليهم وتضحك .. وكأنها تحاول التظاهر بالنسيـان .. وإلى عـادل .. الذي بدأ جسده يهتز مع الألحــان .. لأنهض .. وبدأت بهز جسدي .. أخذت أرقص بهدوء .. وأنا أنظر إلى أميرة المستغربة من تصرفي .. وعــادل الذي نهض .. وبدأ بالرقص معي .. واكتفت أميرة بالضحك وتصويرنــــا ..

/

[ عــادل ]

كنت أضحك .. وأنا أنزف من الداخل .. الذي يراني .. يقول بأن الموسيقى الصاخبـة .. وصوت المغنية النـاعم الفرح .. قـــد جــاء بوقته .. لكنني كنت أفرغ قهــري .. شعـــوري بالضيــاع .. حـــزني .. خوفي من الفقـــدان .. بالرقص .. ربما لم يكن هذا سببا مقنعا .. لكنني أغمضت جفنــاي .. وزادت سرعتي .. وصورة تلك الفتاة .. المسماة رنا .. أراها ماثلة أمامي .. أراها تبتسم .. تضحك لي .. وتمـــد يداها .. احتياجا لمجيئي ..

انتظريني رنـــا ..

==

الهي ما أضنك تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك ..

,

.

؟

نهاية الجـزء السادس عشـر ..






صباح الخير ..

شلونكم ؟!

أتمنى إن 3 الباتات اعجبتكم..

تقرؤون بـ الجزء السابع عشـر ..

.

*

.

قال لي بهدوء : يبنيتي البسي حجابج .. ولد عمج يبي يكلمج ..

~

فقالت بعدما ذرفت دمعة أخرى : أسامحك ؟ تراك جيت متأخر ..

~

هززت كتفي بحيرة : الله يستـــر ..

~

لم ترفع رأسها .. دنوت منها .. وقلت بصوت أرفع : لو سمحتي اختي .. ضايعة عن أهلج ؟

~

مسكت ذراعه بقوة : بدفنك وانت حي ..

~

وضعت رأسه فوق قدماي .. وأنا أحاول التحكم بمجرى الدمع .. ليقول لي : دلكي راسي .. أحسه بينفجر ..

~

تبسمت بيأس .. ونطقت بتثاقل : أنـا مـــوافـــقـة ..

~

وصلني صوت انسان شبه ميت : الحق علي .. بموت ..

~

.. قلت لها : دعــاء .. دعــاء وقفي مهزلة ..

.

*

.

=)

اتمني اشوف ردود ..





[ 17 ]

كنت طفلة ..

حينما سألني أحدهم ..

ماذا يعني الفــراق ؟!

تبسمت بشقاوة .. وأجبته :

" حينما يقول لك الشخص الذي ستفارقه وداعــا "

تبسمت على هذه الذكرى ..

وسألت نفسي ..

ما هو الفراق ؟!

سكت لبرهة .. وقلت :

" حينما تمشي للأمام ..

ولا تستطيع النظر للخلف ..

حيث الشخص الذي أحببت ..

واقف ينتظرك أن تلتفت له "
[ دعــــاء ]

حطت بنا الطائرة في مطار برلين توا .. ترجلنا وقمنا بكافة الاجراءات .. ومشينا نبحث عن أحمد الذي ينتظرنا هنا .. ليأخذنا معه .. كنت حزينة بعض الشيء .. رغم أنني أشعر بالفرح .. فحزني يعود إلى قلقي على عادل الذي عاد إلى البلاد .. وهل سيظفر بها أم لا .. والسبب الآخر .. هو أننا تركنا والدي وزوجته لوحديهما .. وهذا يسبب السعادة لكليهما ..

أما فرحي .. فسببه أنني سأتواجد مع مجموعة كبيرة .. بيان .. فطوم .. ومحمود أيضا .. فالسفر .. يكون رائعا حينما يتواجد الكثير من الاشخاص .. ^^

هزتني أميرة : دعوووي .. مو هذا أحمـد ؟

أدرت بصري لحيثما أشارت .. ورأيته واقفا يلوح لنا مع صاحب دربه " محمود " تبسمت بسعادة .. وهرولنا إليه ..

ضمته أميرة .. وجــاء دوري .. اختبأت بأحضانه .. فهـو الأقرب إلي .. هو سندي .. هو أبي .. هو سبب السعـادة بقلوبنا جميعا .. أنا .. وأميرة وعـــادل ..

وبعد أن مسحت دمعي .. رفعت نضري إلى ذاك الذي يسلم على أميرة وهو مبتسم .. قال لي : الحمد لله على السلامة ..

تبسمت له : الله يسلمك ..

ليقول أحمد : يلله اللحين عندكم ساعتين تنامون .. ترانا اليوم بنروح البحر ..

لتقول أميرة : حرام عليك .. ساعتين ؟ أنا عيوني بروحها تسكر ..

ضحك أحمد : انزين .. ثلاث ساعات ..

ليقول محمود : اليوم يرتاحون .. بنأجل الطلعة لين بكرة ..

قالت أميرة : ايي .. جذي حلو ..

لحين أن ركبنا سيارة الأجرة والثلاثة يتحدثون .. وأميرة .. تحكي لهم ما فعلنا بوالدي وزوجته .. أما أنا فالتزمت الصمت .. لا لشيء .. وإنما اكتفيت لسماع صوته الذي يسبب لي السكينة والضجيج .. في آن واحــــد ..

==

[ منتهـى ]

رشتت بعض العطر .. واتجهت نحو سريري .. تناولت هاتفي .. فتحت قفل الباب .. خرجت من الغرفة .. أقفلتها ثانية .. وأنا انتزع المفتاح .. رأيت ورقة صفراء .. لصقت على باب الغرفة .. سحبتها .. وقرأت ..

" حبيبتي منتهى .. انتبهي لحالج .. كلي زين .. ولا تروحين مكان بعيد بروحج ..

طقيت عليج الباب علشان أودعج .. بس ما رديتين .. احنا رايحين ماليزيا ..

اذا اتصلت فيج ردي علي ..

امج .. "

ضغطت على الورقة بكامل قوتي .. كرفستها .. ورميتها على الأرض .. أخذت المفتاج .. وضعته في جيب بنطالي .. وذهبت للمطبخ ..

أتناول الغذاء .. وأنا أشاهد فلم كوميدي .. أكلت معلقتين .. ونهضت بشبع .. اتجهت للحديقة .. جلست بجانب المسبح .. وضعت قدماي في الماء البارد .. ودموعي التي حبستها .. خرت على وجنتاي بضعف ..

مسحتها بقهر .. أخذت جوالي .. واتصلت على بيان ..

==

[ عـادل ]

انتهيت من صلاتي .. وألقيت جسدي على السرير بارهاق شديد .. أغمضت عيناي .. لم أكن أود أنا أنام .. أريــد تعجيل الذهاب لها .. لكن النوم باغتني .. وسافرت إلى عــالم الأحــلام ..

استبقضت فزعـا .. نهضت على عجل .. رفعت نظري نحو الساعة الجدارية .. رأيتها معطلة .. انتهت بطاريتها .. بحثت عن هاتفي لم أجده .. فاشغلت كمبيوتري المحمول .. لأرى الساعة كم الآن .. متناسيا أن خزانتي مليئة بالساعات ..

اتجهت لنافذة .. رأيت الليل قد حـل .. والظلمة تملئ المكـان .. اتجهت نحو كمبيوتري المحمول .. فرأيت الساعة تشير إلى التاسعة مساءا .. ضربت جبيني بقهر .. كيف تغفو عيناي .. وأستلذ بالنوم .. وهي فؤادها في قلق دائم .. وعينيها لا يزورهما النوم أبــدا ..

اتجهت صوب الحمام .. توضأت .. صليت المغرب والعشاء .. رفعت كفي بالدعــاء .. بدلت ملابسي .. حملت مفاتيحي .. بحثت عن هاتفي مجددا .. ورأيته في بنطالي الذي بسلة الملابس .. أخذته بضيق .. أغلقت النور .. وخرجت من الغرفة على عجل ..

ما إن حطت قدماي أرض الصالة حتى استقبلتني أمي وزوجات أبي .. وبدأو باستجوابي .. أجبتهم باختصار .. سألوني عن سبب عودتي .. فقلت لهم بأن الفتاة التي أحبهما خطبت .. تأسفو لحالي .. وتمنو لي التوفيق ..

خرجت من الدار .. شغلت سيارتي .. وكلي أمل .. بأن يجبــر كل ما كســـر .. وتعـــود فتاتي إلي .. إلي وحــدي ..

==

[ رنــا ]

ليش يبنيتي ما انتي موافقة عليه ؟ قلتين تبين سبوع تفكرين .. وبدل السبوع تسعة أيام .. الرجـال ينطر وهو ضامن انج من نصيبه .. ما اعرف اقوله انج رافضة ..

قلت لوالدي وأنا أحاول عدم الانفجار بالبكاء : انا استخرت .. وما ارتحت .. بابا الله يخليك .. لا تجبرني على شي ما ابيه ..

تبسم والدي : أنا اشوف مصلحتج مع ولد عمج .. وانه فرصة المفروض ما تضيعينها .. لكن هذا الشي راجـع لج .. وأنا رايح لهم اللحين .. ومخبرنهم برايج ..

تبسمت له باختناق : مشكور .. الله يخليك لنا ..

قبلت رأسه .. ونهض إلى المجلس .. جاءتني والدتي تأنبني .. وأنا التزمت الصمت .. لم أستطع الرد عليها .. لأن لا طاقة لي على عمل شيء .. فكل تفكيري مع المسافر الذي انتظر عودته الذي سيخلصني مما سيحـــدث الآن !

دخلت إلى غرفتي .. وأغلقت الباب مرتين .. حينما سمعت صوت والدي ارتفع .. سندت جسدي على الباب كما أفعل حينما أشعر بالخوف .. سال الدمع على خداي .. وأنا أصغي .. لخطوات والدي التي تدنو من الباب .. صوت أنفاسه المطربة .. ودقات قلبه التي لا تصدق ما سمـع ربما ..

طرق الباب .. ليس بهدوء .. ولا قوة .. باعتدال .. ومع كل طرقة .. يزداد معدل النبض لدي .. ويقل الأوكسجين .. نهضت من مكاني .. مسحت دمعي .. وفتحت الباب : خير بابا ؟

قال لي بهدوء : يبنيتي البسي حجابج .. ولد عمج يبي يكلمج ..

قلت له بسرعة : تكفى .. ما ابي اكلمه ..

تبسم لي : ليش خايفة ؟ أنا سألته شنو يبي منج .. وقال شي مصيري .. ( وبتردد ) يبنيتي صاير شي مع ولد عمج ؟

تغير لون وجهي .. ثقل سمعي ولساني .. لم أستطع الاجابة .. فقال ثانية وهو يربت على كتفي : الانسان اذا واثق من نفسه .. ما يهمه شي .. واذا مقتنع من رايه .. ويحس انه هو الصح .. ما يخلي أي أحـد يأثر عليه .. أو يسبب له قلق ..

تبسمت له بصعوبة : اوكي .. دقايق وأكون عندك ..

أغلقت الباب .. أخذت شالي الأسود .. ارتديته بصمت .. خرجت من الغرفة .. واسم الله لم يغادر قلبي ولساني ..

طرقت باب المجلس .. فتحته بهدوء .. ورأيت عمي جالس بجانب والدي .. وذاك واقف أمام النافذة .. همست برجفة : السلام عليكم ..

تبسم عمي : وعليكم السلام .. هلا يبنيتي .. شلونج ؟

اتجهت نحوه .. قبلت رأسه باحترام : بخير عمي .. شلونك ؟ وشلون أم العيال ؟

قال : كلنا بخير .. ( قال بتأنيب ) ليش يبنيتي رافضة القرب منا ؟

" خـارج النص " تصوروا انكم مكانها اللحين .. شنو راح يكون ردكم ؟!

يسألني أنا ؟ ألا يعلم أنني من أن طلب يدي ابنه المعتوه وأنا أخجل أن أضع عيناي في عيني عمي .. كيف يريد أن أجيبه على سؤاله هذا ؟

قلت بارتباك وخوف وخجل وكل شيء : الله يخليك عمي .. انتو الخير والبركة .. بس أنا سويت خيرة وما ارتحت ..

تبسم عمي : الخيرة في ما اختاره الله .. ( التفت لوالدي ) يلله عجل أنا بقوم ..

قال له والدي : وين توى الناس ؟

ليقول : ام جميل تنطرنا على العشا .. ( التفت لجميل ) انا في السيارة انطرك ..

قطع صيام الصمت وقال : اوكي يبه ..





[ جميـل ]

أدرت وجهي إليها .. حينما خرج والدي وعمي .. رأيتها منكسة رأسها .. وتنظر نحو صينية الشاي والقهوة .. قلت لها بقهر مكبوت .. وحـزن دفيــن .. قلب حطمته خيانتها .. وعين .. لم تبصر أحدا من النساء غيرها : شلونها الي ما تسمع الكلام ؟

وصلني صوتها الهامس : مو بخير .. وهي معاك بنفس المكان ..

ضحكت بقوة الضيق الذي تحتفظ به أضلعي : وطلع لها بنت العم الخاينة صوت ..

قالت لي بنفس الهمس : ما يهمني كلامك .. خاينة ولا لا .. أهم شي اني واثقة من روحي .. اني ما سويت شي خطأ ..

مشيت نحوها .. تقهرني قوتها .. فأنا أعشق الضعف .. الدموع : ودامج يا الواثقة واثقة من نفسج هـ الكثر .. وتحسين انج ما سويتي شي خطأ .. ما تمانعين صح أقول لعمي شلون شفتج واقفة تطلين من الدريشة مع ذاك الحقير ..

سكتت لبرهة .. ثم قالت : يعني أجرمت لأني حبيت رغم عني ؟ صرت مرتبكة جريمة بس لأني ما قدرت اتحكم بمشاعري وحبيته ؟

أخبروها بأنها تقتلني .. أخبروها بأنها تقطع أنفاسي : مو عيب الواحد يحب .. بس العيب .. انج تكلمين واحد غريب .. ويطلطل عليج واحد غريب من الدرايش .. انتي مو برضاج حبيتيه .. بس برضاج عطيتيه رقمج .. برضاج سمحتي له يعرف عنج كل شي .. برضاج خليتيه يشوفج ..

قاطعتني ودمعها فضح ضعفها : لا تحكم على الشي وانت ما تدري شنو الموضوع .. من قالك ان كل شي صار برضاي ؟ ( أدارت وجهها إلي وتبسمت بألم ) دامك تدري اني وحدة خاينة .. ولعبت بثقة أهلها ليش تخطبني ؟

تبسمت بوجع : اعترفي انج خطآنة .. ما احد ضربج على يدج .. وقال لج عطيه رقمج .. وسالفة ليش خطبتج ؟ هذي مالج شغل فيها ..

قالت لي بعجز : اييي .. أنا غلطانة .. أنا غبية وساذجة ..

تبسمت بانتصار : وخاينة بعـد .. قوليها ..

جلست على الكنبة .. وغطت وجهها بكفيها : بس جميل .. حرام عليك .. ليش تسوي فيني جذي ..

قهقهت بألم : لأنج تستاهلين .. واللحين بما انج اعترفتي بذنبج .. بعطيج فرصة ثانية .. تروحين لأبوج .. وتقولين له انج موافقة على جميل .. وغبية لانج رفضتينه ..

رفعت رأسها .. وهي تمسح دمعها الخائن : تحــلم .. مستحيل أروح وأقول له هـ الكلام ..

قلت لها بعذاب : اوكي .. لا تقولين .. بس لا تعاتبيني اذا قلت لأبوج .. وصار فيه شي ..

صرخت علي : مجنون انت .. شنو تبي فيني ؟ شلون ترضى تاخذ وحدة تكلم ألف واحد مثل ما تقول ؟

تبسمت : كيفي .. هذا الشي راجع لي .. آنا مسامحج هـ المرة على هـ الكلمة .. بس لا تعيديها .. ولا تغلطي على شخص بخليج تعيشين عمرج كله ندمانة ..

صرخت ثانية : اطلع برى بيتنا .. ما نبيييك .. ما ابي أشوف وجهك ..

ضحكت بوجع : اوكي .. أنا عطيتج فرصة .. ومشيت معاج بالهدوء .. شكله الطيب ما ينفع معاج .. فعلشان جذي .. لازم أمشي للخطوة الثانية ..

كنت سأخرج .. كي لا أتهور وأأذيهـا .. لكن عمي سبق ذلك .. دخل المجلس .. ورآها تبكي .. ورآني واقفا عندها .. قال بتساؤل : شصاير ؟

رفعت رأسها وركضت
نحو والدها : بابا تكفى .. ما ابييه ..

قال الوالد مذعورا وهو يضمها إليه : خلاص حبيبتي .. ما تبينه ما تبينه .. ليش هـ الدموع ؟

خبأت رأسها بين أحضانه .. وارتفع صوت نحيبها .. مشيت لأنسحب .. لكنه أمسك ذراعي : جميل ! شقايل لها ؟ ليش تصيح بنت عمك ؟

تنهدت بضيق : اسألها .. وتجاوبك ..

ليقول : الزواج قسمة ونصيب .. وفي ألف وحدة تتمناك .. ماليه داعي هـ السوات ..

تبسمت بألم .. أداري أوجاعي .. أداري فؤادي الذي ينزف .. أداري دموعي التي على وشك الانهمـار .. أداري الذكريات التي توالت على ذاكرتي الآن .. وكأن ما يحدث لي من وجـع ليس كافيا ..

كنت أسمعه يهزأني .. معه حق .. يخاف على ابنته .. لا يحتمل رأية دموع ابنته .. فهي ابنته .. سقاها من دم روحه .. رباها في حجره .. أما أنا .. فمن أكون أنـا .. ليسمح لي بأن أكون سببا لتعاستها ؟

الشعور بالحرمـــان أحرق فؤادي .. الشعور بالفقد عذب كياني .. الشعور بالضيــاع هشم روحي .. لأدافع عن نفسي .. أدافع عن حبي .. أدافع عن أحلام نسجتها لتسليني عن المـاضي .. وأفرغت كل ما بالقلب : تدري ليش أنا مصر أبيها ؟ تدري ليش هي تصيح اللحين ؟ تدري ليش هي مو موافقة علي ؟ كل هذا .. لأن بنتك المصون يا عمي .. خانت ثقتكم .. متعرفة لها على واحد من كم سنة .. وتكلمه .. وتشوفه ويشوفها .. باعت سمعتها وسمعتكم بالرخيص .. ونست ان عندها أهل يغارون عليها .. و يخافون عليها من نسمة الهوا .. ما خافت من كلام الناس .. ما خافت من الله .. وأنا جييت .. تقدمت لها علشان استر عليها .. جذي جزاي ؟ هذا جزاي يا عمي ؟

توقفت عن الكلام .. حينما داهمني كف قوي .. جراءه نزف فمي .. رفعت ذراعي .. ومسحت بكمي الدم .. وقال برجفة : عييب عليك تقول هـ الكلام ..

تردد صدى الأوجــاع .. لن يصدقني .. ومن أنا ليصدق ما يقول ؟ من أنا ليثق بكلامي ؟ همست له بوجع : مشكور .. عيب علي اني أقول هـ الكلام .. كلامك صحيح .. بس مو عيب على بنتكم الي سوته ..

مشيت خارجا من المجلس .. ألقيت عليها نظرة معذبة .. كانت تشهق بالبكاء .. كانت تبكي بكل قدرتها على البكاء .. خرجت من المجلس .. وما إن قمت بفتح الباب .. حتى سمعت صرختها : بابا ..

==

[ عـادل ]

طرقت باب الشقة .. وأنا أسلي نفسي بذكر الله الذي بت قريبا منه هذه الفترة .. وأنا منكس رأسي .. رأيت طفلا في العاشرة من عمره يفتح لي الباب .. عيناه حمراوان .. ويبدو أنه أجهد نفسه بالبكاء .. انتفض قلبي على تلك الفتاة .. لكنني تبسمت : مساء الخير ..

قال لي بهدوء : خير شبغيت ؟ طلعنا من بيتكم .. شتبي لاحقنا لين هني ؟

تبسمت بألم ربما .. لا أحد يحمل ذكرى طيبة عنا .. رفعت كفي .. وعبثت بشعره : جاي لأبوك .. لا تخاف حبيبي .. تراني جاي ..

قاطعني : شنو تبي منه ؟

تبسمت .. ودنونت منه .. همست باذنه : اقولك وما تقول لأحد ..

قال بحماس : قول ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:26 AM   #38


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



لأقول : جاي أخطب اختك رنا لي ..

رمقني باستغراب : انت ؟ تخطب اختي ؟ ليش ..

تبسمت : لأني أبيها .. شرايك فيني ؟

قال لي بعد صمت : ما تناسبها .. اختي طيبة .. لكن باين عليك شرير ..

ضحكت بخفة : شرير ؟ شنو الدليل ؟

تبسم بشقاوة : لأن أبوك شرير .. وهذا الشبل من ذاك الأسد ..

تلاشت ابتسامتي .. قلت له بهدوء : طيب ممكن أدخل ؟

قال لي : لا ..

قلت له : ليش ؟

قال بحزن : لأن أبوي قبل نص ساعة .. طاح علينا .. وخذاه جميل وعمي المستشفى ..

وما إن حركت شفتاي للحديث .. حتى سمعت صوتها مع بحة حزن قوية : طلال .. من عند الباب ..

أدار وجهه ناحيتها خلف الباب : هذا واحد يبي أبوي جاي يخطبج ..

بجنون .. فتحت الباب .. تحت استغراب طلال .. رأيتها تقف مذهولة .. هادئة .. قـد خط الحزن تقاسيمه واضحة على وجهها الملائكي .. همست لها : شلونج ؟

ذرفت دمعة وبذات الهمس : وينك ؟ ليش توك جاي ؟

قلت لها بوجـع : سامحيني ..

فقالت بعدما ذرفت دمعة أخرى : أسامحك ؟ تراك جيت متأخر ..

[ طلال : 10 سنوات ]






أن تشرق الشمس بعد ليلة مظلمة .. حزينة .. مرت على البعض بصعوبة الانتظار .. مرت .. بدون أن تغفو عين .. القلوب وجـلة .. والأكف مرفوعة للباري .. بتعجيل الفــرج .. وتخليص ذاك المريض الملقى على فراشه الأبيض .. ليس له من ذنب .. سوى أنه مصاب بأمراض العصـر .. الضغط والسكر .. والسبب .. هو الهموم المتراكمة .. من أين سيأتي بقوت عياله ؟ أين سيسكنهم ؟ من سيعيلهم إن قبض الله روحه .. وكأنه نسي .. أو تناسى .. أن له رب .. قادر .. معطي .. كريم .. رؤوف .. رحيم .. أرحم عليهم منه ..

مضى الوقت بطيئا .. هادئا .. ولم تتخله أي عواصف .. سوى .. تبادل نظرات الاتهام .. الذنب .. والندم !

لن أحدثكم عن ما سيجري الآن عليهم .. وسأنتقل للمسافرين .. سأعطيكم جرعـة فرح .. فتتابع الأحــزان .. يؤدي إلى الهـــلاك !

/

فلأبدأ بغسان .. وأخيه نافع .. الذين اطمأنت قلوبهم .. فقد نجحت العملية .. وعـاد النور إلى عيني عمهم الضرير .. وبعد خمسة أيام .. سيعودون إلى الوطــن ..

أما محمود .. فهو يواضب على شرب الأقراص .. صحيح أنها ترهقه .. وتشعره بالفتور .. لكن دام أنها سببا للعلاج .. فسيرضى بتناولها ..

وهاهم .. جميعهم [ أحمد – أميرة – دعاء – محمود – بيان - علي – عمار – عماد – فطوم – نافع – غسان ] وصلو إلى الشاطئ .. ليتسابق علي وعماد في من سيبقى أطول وقت تحت الماء .. استعد الفتيان للسباحة .. وجلست الفتيات .. على رمال الشاطئ .. تحت أشعة الشمس المعتدلة الحــرارة ..

مضى الوقت سريعا .. وجـاء وقت الغذاء .. تناولو طعامهم .. واستلقو على رمال الشاطئ ..

استأذنتهم أميرة .. حينما ناداها أحمد .. وذهبا يتمشيان ..

فلنستمع لما يقولان ..

قال أحمد وهو يضع ذراعه على كتفها : مرتاحة ؟

تبسمت أميرة : واجد .. عادل ودعاء .. ما خلوني أفكر فيه أبدا .. ما اقولك اني نسيته .. ونسيت الي سواه فيني .. لكن لما تغير الروتين .. والمكان .. خلاني ألهي عن التفكير فيه ..

قبلها بخدها بحب : الله يحرسج .. الحمد لله ان سفرج عطى نتيجة ..

فقالت له : تصدق أحمد .. أحس إن زواج أبوي هـ المرة زين .. على الأقل نتسلى ..

ليضحك : حلوة هاي .. نتسلى .. ( وببتسامة ) قولي لي .. برى جرحج ؟

وجهت نظرها إلى البحر .. وقالت بهدوء : اتمنـى ..

ليقول : أعرف اني مقصر بحقج ما انتقمت لج منه للحين .. بس شسوي ؟ عادل قلب الدنيا يدوره في ايطاليا وما لقاه .. وصارت سالفته مع رنا واطر يرد ..

فقالت : لا تحسس روحك انك مقصر .. أنا ما ابيكم تسوون له شي .. الله هو الي بياخـذ حقي منه ..

احتضنها : تكلمي أميرتي .. قولي لي كل الي بقلبج ..

جلسا أمام البحر .. وضعت رأسها فوق صدره .. قصت عليه ما حدث تلك الليلة .. روت له ما جرى بالتفصيل .. وكأن ما حدث ليس قبل شهر وأكثر ربما .. وإنما البارحة .. ضمها إليه .. جفف دمعها .. شعر بأن نار الإنتقام لقلبها المجروح ستحرقه .. إن لم يلفظ ذاك الخـائن أنفاسه الأخيـــره على يديه ..

==

[ بيــان ]

كنا نبني قصرا بالرمل .. حينما سألتنا دعاء : تتوقعون رنا تحب ؟

رفعنا رؤسنا إليها وقالت فطوم : شلي طرى على بالج هـ السؤال ؟

نفضت يديها عن الرمل .. وأخرجت من جيبها ربطة شعر صغيرة برتقالية اللون من جيب بنطالها : امممم .. ما ادري .. بس جذي ..

قلت لها : ما يصير بس جذي .. قولي لنا .. شلي خلاج تسألين هـ السؤال ؟

رفعت شعرها البني وقالت : أنا متأكدة انكم تعرفون شنو بقلبها .. وأكيد تقول لكم شنو يصير لها دامكم ربع من زمان .. ويمكن تقولون ان ما يحق لي أعرف بلي يصير لكم لأني توني منضمة لمجموعتكم .. بس ..

قاطعتها فطوم : لا تقولين جذي .. لو كنا ما نبيج كان قلنا لج .. وما رحبنا فيج بينا .. بس هذي الأمور .. الواحد قبل ما يتكلم فيها .. لازم يستأذن من صاحب الموضوع .. صح ولا احنا خطآنين ؟

تبسمت : صحيح كلامكم .. أفهم من كلامكم .. انها تحب .. تحب عادل صحيح ؟

تبادلنا النظرات أنا وفطوم .. وقلت لها : شلون عرفتي ؟

قالت وهي تبتسم : يعني ما بتوافق على ولد عمها ؟

قلت لها باستغراب : أي ولد عم ؟

قالت بثقة : شكلكم ما تدرون .. ولد عمها درى انها تكلم عادل .. وخطبها وقال لها اذا ما وافقت بقول لأبوها ..

لتقول فطوم : من جذي أخوج رد البحرين ؟

هزت رأسها .. لأقول أنا : عادل الي قال لج ؟

قالت : ايييوة ..

لأقول : متأكدة انه يحبها ؟

تبسمت : ايييوة .. إلا يموت عليها .. يا رب تكون من نصيبه ..

أخرجت هاتفي من حقيبتي .. واتصلت لها .. ليصلني الصوت : الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به ..

وقالت دعاء : أخذ تلفونها ..

لتقول فطوم : تتوقعين شنو يصير لها ؟

هززت كتفي بحيرة : الله يستـــر ..

نهضت دعاء : شرايكم نروح نشتري لنا شي بارد ..

قالت فطوم : مالي نفس ..

لأقول : قومي خلينا نبرد على قلبنا .. أنا خايفة عليها ..

مشينا نحن الثلاثة .. ووصلنا إلى المتجر الصغير .. أخذنا ثلاثة أكواب من عصير البرتقال – الليمون – الرمان ..

لأرى مسدسات الماء .. تبسمت بسعادة .. اشتريت ثلاثة ..

قالت لي فطوم وهي تضحك : لا تقولين نلعب بهايلين ؟

قلت لها : شطورة .. تفهمين ..

أخذت دعاء المسدس : يلله تعالو نشحنهم ماي ..

ركضنا نحو البحر .. ملأنا المسدسات بالماء .. وقمنا نلعب مع بعضنا .. لحين رأينا الشباب مقبلين نحونا .. إلتفت لعماد وعلي .. وبدأت أرشهما بالماء .. لحين أن وصلنا لمحمود .. عمــار الذي رأيته يبتسم .. والجميــع !






[ عمـار ]

ستقولون سخيف .. أبله .. مجنون ! انعتوني بما تريدون .. صحيح أنها حركة تافهة .. لكنها تعني لي الكثير .. تبسمت بشقاوة .. حينما رشتني بالماء .. ركضت نحو المتجر الصغير .. واشتريت لنا .. وبدأت الحرب .. ولأن عددنا أكثر .. نحن أربعة .. وهم ثلاثة .. فغسان ونافع رفضا المشاركة .. وانتصرنا ..

كانت تضحك معي .. تتعمد أن ترشني أنا .. تتعمد اغاضتي .. واثارة سخطي .. تريد أن تنسيني مشاعري الجديدة .. وتفهمني بأنها كانت وما تزال وستبقى اختا لي ..

لا يهم من تكون .. المهم عندي .. أن نكون معا ..

/

[ نــــافع ]

حــل المســاء .. ونحن ما زلنا في الشاطئ .. بعض منا يرغب بالعودة .. والبعض الآخر يريد البقاء .. عملنا تصويت .. وصوت واحد غلب الطرف الآخر .. وكانت النتيجة .. البقــــــاء ..

كان كل منا يقوم بشيء مختلف عن الآخر .. وأنا كنت أسير جانبئ الشاطئ .. أفكـر أن نعجل العودة .. فلم أعتد على السفر .. ولا على النزهات .. فأنا أعشق عملي .. وأحـــن إليه .. تسألوني من يكون أنا .. أنا نافع .. موظف في شركة اتصالات .. أعيش فراغا كبيرا .. لا أهتم إلا بيومي .. كيف سأقضيه .. وما الذي اغتنمته منه .. في السادسة والعشرين .. عازب ..

جلست على الرمال .. أرمي بعض الحجارة في جوف البحر .. لأسمع صوت من جانبي .. التفت لذاك الصوت .. فرأيتها فتاة ترتدي حجابا .. تجلس قريبا مني أو قل أنا أجلس بالقرب منها .. وتفصل بيننا خطوات ربما .. يبدو أنها لم تنتبه لوجودي .. فهي لم تلتفت إلي .. وإنما ضلت على ما هي عليه .. ترمي حصاها في البحر .. متجاهلة الدموع التي تلطخ وجنتيها ..

لا أجد سببا يدفعها لمثل هذا .. نهضت من مكاني .. وقفت بجوارها .. ربما تكون ضائعة .. ربما لم تعثر على اهلها وهي خائفة الآن .. سألتها بهدوء : لو سمحتي اختي ..

لم ترفع رأسها .. دنوت منها .. وقلت بصوت أرفع : لو سمحتي اختي .. ضايعة عن أهلج ؟

رفعت رأسها لي .. ورأيت ملامحها قد كستها الصدمة .. رمقتني بغضب : انت ؟ تطنز حضرتك ..

تبسمت باستغراب : ليش أطنز .. أبي أساعدج أنا ..

صرخت وهي تمسح دمعها : ما ابي مساعدة من احد .. تباعد عني ..

قلت بذهول : انزين ليش تصارخين ؟ قلت ضايعة ومو لاقية أهلها .. ما كان قصدي شي ثاني ..

نهضت من مكانها ونفضت ثيابها من التراب : حدك سخيف ..

ومشت عني .. وأنا أراقبها .. لماذا تعاملني هكذا ؟ لم أفعل شيئا .. فقط ! كنت أود تقديم العــون ..

[ نافع : 26 سنة ]

==

انقضى يوم بأكمله .. ولم أذكرهم بشيء .. أضنكم تتسائلون عن ما يجري هناك ..

حل صباح جديد .. ويوم جديد .. بعد أن انقضت ليلة أخرى .. من الترقب والانتــظار .. والشيء الجديد في هذا الصباح .. أن كل العائلة علمت بمرض العم أبو طلال ورنـــا .. لكنهم لم يعلمو السبب .. عدا الأم التي لم تكف عن تأنيب ابنتها .. وتوجيد الشتائم لها .. وضربها حتى .. أعذرها أنا .. وهي ترى زوجها .. أب عيالها .. ملقى على فراش الموت .. والأجهزة تحيطه من كل صوب .. لم يفق بعد من غيبوبته .. والأطباء لا يأملون خيرا ..

والآخرين الذين يعلمون .. هم جميل .. ووالده .. الذان لم يتكلما في ما حصل أبدا .. وكأنما ما حدث لأبا طلال يكفيهم !

أما أنا .. فخرجت من المنزل باكرا .. ركبت سيارتي .. وتوجهت للمستشفى .. فمنذ أن علمت بما حدث وعيناي لم تغفوان أبدا .. الشعور بالذنب .. تأنيب الضمير .. كم وكم قلت لو .. ولو .. وليتها لو هذه تقوم بتغير الواقع !

وصلت المستشفى .. رأيت عم رنا جالس بعد مقعدين من أم رنا .. وجميل واقف أمام الغرفة .. أما رنـــا .. فلم أجدها بينهم .. اتجهت نحو الغرفة .. وأنا اسمي باسم الله .. قلت لجميل : سلام عليكم ..

انتبه لوجودي .. رمقني بحدة .. وقال بين أسنانه : صدق انك حقير .. وما تحس على دمك .. جاي تخلص عليه يالكلب ؟

تبسمت بوجع : ما راح أرد عليك .. معذور .. بس لا تقط كل شي علي .. انت لو ما عقليتك الغبية .. كان كل شي بخير .. ليش تخبره وهو مريض ؟

قال لي بغضب : اقول انقلع عن وجهي ورد من المكان الي جيت منه .. ويكون لعلمك اذا صار لعمي شي .. نجوم الظهر .. بتشوفها على يدي .. ســامع ..

قلت له هامسا : لا تهددني .. ولا ترفع صوتك علي .. تراك واجد تغلط وأنا ساكت عنك ..

قال لي وهو يضحك : شنو بتسوي يعني ؟ بتضربني ؟ بتذبحني ؟ ولا بتأذي حبيبة القلب ؟

مسكت ذراعه بقوة : بدفنك وانت حي ..

عدت أدراجي .. وذهبت لتلك الأم المفجوعة .. سلمت عليها .. وجلست بجانبها : آنا اسف على كل شي .. بس لا تتوقعون إن رنا غلطت .. أنا السبب في كل شي .. أنا الي أجبرتها تكلمني .. وأجبرتها تطل علي علشان أشوفها ..

سكتت الأم .. وقال العم بغضب : حسابك بعدين .. لا تضن بنطوفها لك على خير ..

تبسمت بألم : من حقكم تسوون فيني إلا تبون .. بس لا تأذونها .. أنا ما أطلع لنفسي أعذار .. بس أنا ما اشوف فيها عيب ان الانسان يحب .. ويتواصل مع محبوبه .. اذا كان صادق بهـ الحب ..

قالت أم رنا بصوت حزين : والي يرحم والديك .. قوم .. ولا تجي مرة ثانية .. حياتك غير وحياتنا غير .. عاداتكم غير وعاداتنا غير .. انتو عدكم مافيها شي .. بس احنا عندنا فيها أشياء واجد .. البنت تحب زوجها .. وما يحق لها تحب واحد غيره .. وجميل أنا وأبوها موافقين عليه .. وبس بتصحى .. كل شي بتم ..

أغمضت عيناي بحرقة .. قلت بحزن الدنيا كلها : بس أنا احبها .. وأبيها .. ومستعد أعطيكم إلا تبون .. إذا تبون أجيب الشيخ هني بجيبه علشان نملج .. تكفون .. لا تحرموني من رنا ..

قالت أم رنا بنفس الصوت : البنت مخطوبة لولد عمها .. واحنا موافقين .. مالك نصيب .. توكل على الله يوليدي .. والله يرزقك ببنت الحلال الي تناسبك ..

نهضت بتثاقل .. رمقت ذاك الذي يبتسم لي بانتصار بعجز .. همست للعم بحرقة : بس هي ما تبيه .. تبيني أنا ..

قال العم بعد نهض ومسكني من ذراعي : يلله يولدي .. روح من هني .. اذا كنت تحبها مثل ما تقول .. ما تبي أذيتها صح ؟ فتركها في حالها أحسن ..

مسكت ثوبه برجاء وأنا أحاول منع دمعي من الهطول : بغلاة ولدك .. عطني فرصة ثانية .. أعترف اني خطأت .. المفروض من زمان أخطبها .. بس الله يسامح .. ويعطي عبده فرصة توبة .. انتو ما تسامحون ؟ وما تخلون الواحد يصحح خطاه ؟

ربت على كتفي وتبسم : انت توك ببداية عمرك .. والدنيا جدامك .. صدقني بتلاقي الي أحسن منها .. والي تحي بقلبك من جديد ..

حركت فمي لأنطق .. لكنه أشار لي بأن لا يريد أن يسمع المزيد .. مشيت بعجز .. أجر قدماي بعيدا عن هؤلاء .. أشعر بانهيـــار أحلامي .. بانتحــار آمالي .. بأن المســافات التي بيننا أنـا ورنــا .. اتسعــت .. وأنها بعيـــدة عني جدا .. في النصف الثاني من الأرض ..

وصلت سيارتي .. ركلتها بقدمي ألف مرة .. وكل ذاك الدمع الذي حبسته .. انفجر الآن .. بكيت بحرقة .. لكنني لم أفقد الأمل بعد .. دخلت السيارة .. وانطلقت نحو رنـــا .. في منزلها ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:28 AM   #39


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



بيـان ]

كنت أطل من النافذة .. حينما رأيت أحمد يحتضن محمود .. وينتظرون قدوم التاكسي .. محمود ليس بخير .. لبست شالي على عجل .. وخرجت مسرعة .. وصلت الطابق الأرضي .. ركضت نحو الشارع .. ورأيت السيارة ستنطلق .. أشرت لأحمد .. فتوقفت السيارة .. وقفت أمام النافذة .. وقلت له بذعر : محمود شفيه ؟

تبسم لي : ما فيه إلا الخير .. انتي ردي دارج ..

فتحت باب السيارة : بجي معاكم ..

دخلت السيارة .. والتفت لمحمود الذي يسند جسده على المقعد بارهاق .. ووجه مصفر .. رفعت كفي .. ووضعتها على جبينه .. لم يكن ساخنا .. دنوت منه .. قبلت رأسه .. وهمست له : شفيك محمود ؟

قال لي هامسا : تعبان ..

وضعت رأسه فوق قدماي .. وأنا أحاول التحكم بمجرى الدمع .. ليقول لي : دلكي راسي .. أحسه بينفجر ..

تبسمت له : ان شاء الله ..

/

[ أحمـد ]

كنت أراقبهما .. وأنا مبتسم .. هنيئا لهما ببعضهما البعض .. لأدعو في سريرتي .. أن يتعافى .. وأن يكون بخير ..
ضغطت زر الاتصال لعادل .. فهو لم يتصل .. ولم يخبرني بما جرى له ..

أدرت بصري إلى النافذة .. وطيف منتهى عاد مجددا .. تبسمت للطيف .. وأوصلته سلاما لها .. وكأنني أشعر بما يجري لها الآن !

==










[ عـادل ]

ضربت الجرس مرارا .. طرقت الباب ألف مرة .. لكن ما من جيب .. لأيقن حينها أن ما عادت في الشقة .. قصدت سيارتي .. وأنا منهك من الوجـع .. وصلت المنزل .. صعدت غرفتي .. وألقيت بثقل أوجـاعي على السرير ..

/

[ رنـا ]

كنت بمنزل عمي .. حابسة نفسي بغرفة فارغة .. فعمي ليس لديه أحد سواه جميل .. زوجته لم تقصر معنا أنا وطلال .. ولم تلمني على شيء .. وكأنها تفهمت أن حكاية العشق صعبة .. والضفر بالمعشوق أمر ليس بالهين ..

مسحت دمعي الذي لم يتوقف عن الجريان .. أشعر بحرقة في عيناي .. يبدو أنهما تورمتان وسيصيبهما العمى في النهاية .. كم آمل أن يستيقظ والدي .. ويخلصني من هذا العذاب .. ولا أعلم .. إن كنت سأدخل في عذاب من نوع آخر ..

سمعت طرقا على الباب .. رأيت زوجة عمي تدخل وعلى فمها ابتسامة : رنا .. أبوج صحى ..

سرعان ما استجاب الله دعوتي .. خريت على الأرض ساجدة شكرا لله .. نهضت لها .. احتضنتها وأنا أبكي .. وأحمد الله في سريرتي ..

لكنها قالت : جميل يبي يكلمج يبنيتي ..

تبسمت بوجع : شنو يبي عمة ؟ قولي له ما عاد فيني أسمع شي ..

تبسمت لي بقلة حيلة : بس هو قالي بوصل لج كلام أبوج ..

قلت لها بضعف : اوكي .. بلبس حجابي ..

وما انتهيت من ارتداءه .. حتى دخل الغرفة .. وهو يبتسم : صباح الخير رنــا ..

قلت هامسة : صباح النور ..

جلس على الكنبة بجانبي : شلونج ؟

قلت له : خلصني .. شقال لك أبوي ؟

اتسعت ابتسامته : قال لي .. قول لرنا .. اني بسامحها على سواتها ..

نهضت بفرح : والله ؟ أبوي مو زعلان مني ..

رأيته يهز رأسه بإيجاب : هو زعلان .. بس بيرضى اذا طاوعتيه ..

قلت له بسرعة : في شنو ؟ قووول ..

تبسم : إن أول ما يتعفى كليا .. نعقد قرانا أنا وانتي ..

صاعقة .. أجـــل .. كـ الصاعقة نزل هذا الخبر علي .. جلست ثانية .. رددت اسم الله بوجـل .. رغما عني بكيت .. حاولت أن أجد خيارا آخر .. لأشتري رضا والدي .. حاولت أن أجد منفذا بين كل هذه الأحـزان .. لم أعثر إلا على الخيبة .. ورغما عني قبلت .. رغمــا عني .. استسلمت لما يريد .. وتخليت عن حـلم .. بنيناه كلينا ..

دنى مني .. وهمس لي : ليش تصيحين اللحين ؟

تبسمت بيأس .. ونطقت بتثاقل : أنـا مـــوافـــقـة ..

==

[ فطــوم ]

تمضي عجــلة الأيـــام .. بيـن اشراق وغروب .. كان هذا اليوم الأخيــر لنـا على أراضي برلين .. فقد وصلنا توا إلى مدينة الألعـاب .. فكل تلك السابقة .. كان محمود يتعافى .. ثم يسوء حـاله .. مرت الأيام ثقيلة علينا .. لكنه منذ الأمس .. بأحسن حــال .. وكـأنه حينما استبشر بالعودة إلى الديــار .. ولى عنه المرض ..

منذ اسبوع نافع وغسان عادا برفقة عمهم الذي تماثل للشفاء .. ومنذ اسبوع .. ونحن نتسوق .. ومنذ اسبوع ونحن نعيش بقلق دائم .. رنــا لا تملك هاتفا الآن .. وعـــادل لا يجيب على أحــــد .. فليجمعهما الله ..

منذ اسبوع .. واتصالات يعقوب في ازياد .. أصبحت أستيقظ على صوته .. وتغفو عيناي بعد أن يهمس لي " تلقين خير " ما أجملها من أيـــام عشتها هنــا .. فوجوده لا يفارقني .. ليس جسدا .. وإنمــا روحه باتت الآن .. تسكن بالقرب مني .. أشعر بوجودها ..

ومنذ اسبوع .. أخبرتني بيان بما حدث بينها وبين عمـار .. كم تألمت لحـاله أخـي .. وإلى حبه الذي صحى مؤخرا .. كنت أتوقع ذلك .. بعد رأيته ذاك اليوم يشم شالها .. لكنني لم أتخيل أن يعترف لها .. لأنه يعلم .. ما هو شعورها ناحيته .. بل ناحية أفراد العائلة جميعهم ..

انتبهت حينما هزتني بيان .. وسألتني إن كنت أود ركوب هذه اللعبة معا .. وافقت رغم أنني لم أنتبه إلى أيهم أشارت .. وركبنا .. كانت قطــار الموت .. صرخت لحين أن شعرت أني ما عدت أستطيع الكلام ..

/

[ أحمـــد ]

رن هاتفي حينما كنت أشتري لنا الآيسكريم .. مددت كفي بكوبين الآيسكريم لبيان : هذا لج ولفطوم ..

تبسمت : مشكور ..

غمزت لها : ولو ..

أخرجت هاتفي من جيبي .. وكان المتصل " عـــادل " .. ضغطت زر الرد بسرعة : عـادل .. وينك فيه ؟

لترتفع أنظار الجميع إلي .. " أميرة – دعاء – فطوم – بيان – وعمـار أيضا "

ابتعدت عنهم قليلا وأنا لم أسمع صوته بعد : عــادل ؟؟

وصلني صوت انسان شبه ميت : الحق علي .. بموت ..

تجمع الدمع بعيناي : شفيك عادل ؟ خوفتنا عليك .. قولي شصار ؟ شصار معاها ؟

قال لي بانهيار : أقولك بموت .. فرقونا عن بعض ..

أغمضت عيناي .. وأنا أسمعه يقص لي ما حدث له .. وروحي .. عادت لما قبل سنتين .. عادت لذلك الوقت .. حيث منتهى .. حيث فراق منتهى .. حيثما توقف النبض .. ومـات القلب .. وانقطعت الأنفـــاس ..

تتكرر الحـكاية .. تتكـرر الأحــداث .. تتكـرر المصائب .. ويتكرر الفـــراق .. كل شيء .. طبق بعضه .. المسرحية ذاتها .. الأدوار متشابهة .. والاختــلاف .. في من قام بتمثيل الدور ..

جلست على الأرض .. وهمست له : ما قلت لك ؟ ليش ما سمعت كلامي ؟ ليش ما طعتني ؟

قال لي وهو ينتحب : ما توقعت جذي بصير .. ما توقعت إن ناس قلوبهم متحجرة .. يعرفون إني أحبها وأبيها .. ويحرموني منها .. أحمد أنا أبيها .. أحمد أنا ما اقدر أعيش بدونها ..

ذرفت دمعة ساخنة .. كم أشفق عليه .. كم يتعذب قلبي لما يجري عليه .. أشعر بشعوره الآن .. فأحاسيسه هذه .. ذقت مرها يوما ما .. لكنني لم أشكو لأحــد .. لم أبح لأحــد .. لم أبكي أمام أحــد .. لم أضعف عند أحــد .. بل .. مت ببطء .. وشيئا فشيئا تنتزع الــروح منــي ..

قلت له بعذاب : هدي روحك .. المفروض تكون أقوى من جذي .. فكر فيها .. فكر انها تتعذب اللحين أكثر منك ..

قال لي : شلون أهدي ؟ أحمد أنا خايف أقتل روحي .. خــايف انتحر .. الوجــع ما اني متعود عليه .. وما اقدر اتحمله .. أحمد تكفى .. كلمهم .. روح لأبوها .. فهمه إنها الحياة بالنسبة لي .. قوله إني بجن إذا أخذها جميل .. قوله إني بتهور وبقتله ..

وضعت كفي على رأسي أطرد الوجع : لا عــادل .. لا تقوم هـ الكلام .. ولا تفكـر هـ التفكير .. كل شي وله حــل .. احنا بكرة رادين .. أوعدك اني بروح لأبوها وبكلمه .. انت اللحين اسبح بماي بارد .. واقرأ قرآن .. صل ركعتين .. وان شاء الله بتهدأ ..

بصعوبة .. أغلقت الهاتف .. أحسست بانفاس قريبة مني .. أدرت وجهي للخلف .. ورأيتها واقفة أمامي .. والدمع يسيل على خديها : شفيه عادل ؟

ضممت دعاء إلي .. وخرجنا من مدينة الألعــاب .. وقــد خيم الصمت والحــزن علينـــــا ..

==

[ محمـــود ]

كنا جالسين في المطعم .. نتناول العشاء .. حينما نهض علي وعماد .. وقالا بأنهما سيقصدان متجر قريب يبيع أفلام وألعاب .. وجلسنا نحن بإنتظار عودتهم .. تأخروا .. فنهض عمار ليرى سبب تأخرهم .. وقصدت أميرة الحمام ..

كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ليلا .. أنا لا أحبذ البقاء هنا .. لكننا مطرون .. لحين عودة عماد وعلي .. ففي هذا الوقت من كل ليلة .. ينقلب المطعم إلى " مرقص " ..

وكما توقعت .. شغلت الموسيقى الصاخبة .. ونهض أحدهم للغنــاء .. أما الباقي .. فاتكفو بالرقص .. وشرب الخمور .. نكست رأسي .. لا أحب مشاهدة هذا .. لكن الذي أجبرني على رفعه .. حينما رأيتها تنهض وتبدأ بالرقص .. رغما عني .. تعلقت عيناي بها .. ليس معجبا .. وإنما مذهولا .. ماذا تفعل هذه ؟

التفت لأحمد .. فرأيته يشرب كأس خمر .. يحتسيه .. وكأنه منذ مئة عام لم يشرب ماء .. كأنه ظمأ في صحراء قاحلة .. قلت له مأنبا : أحمــد .. تشرب ؟

تبسم لي بوجع : قلاص واحد بس ..

صرخت عليه : قلاص يعني مو حرام ؟

هز رأسه بلا .. وشرب شربة أخرى .. أثار غضبي .. سحبت الكأس منه .. ورميته على الأرض .. قال لي بلا مبالاة : زين سويت ..

نهضت بضيق .. والتفت لتلك التي لم تكف عن تمايل أعضاء جسدها أمام ناظري .. قلت لها : دعــاء .. دعــاء وقفي مهزلة ..

لم تجبني .. بل لم تلتفت لي .. أثارت غضبي .. قهرتني حينما دارت وجهها ناحيتي .. وزادت رقصها .. وهي تبتسم برضا عما تفعل ..

لا أعلم كيف رفعت ذراعي .. ربما لأنني رأيت أنظار بعض الخليجين اتجهت لها .. ووضعت كفاي على خصرها التي يهتز .. أمسكتها بقوة .. ونظرت إليها بحزم .. وأنا ارتجف من الداخل .. وقلبي ينبض بعنف .. وبارتبــــــاك ..

/

[ دعــاء ]

رقصت كي أنسى التفكير بعادل .. وتوقفت لأنني شعرت بعد أن أحاطتني كفاه .. بقشعريرة .. بلمسة كهربائية قاتلة .. نظراته كانت قاضية .. ورجفته تدل على مقدار الغضب الذي يشعر به ..

تركني .. ونهض نحو الباب : بيان فطوم .. يلله مشينا ..

التفت لهما .. ورأيتهما تنظراني باحتقار .. وتمشيان خلفه .. بعد أن رمقت بيان أحمد بنظرة ماذا أقول لكم تفسيرها .. تأنيب .. لوم .. أم احتــقار ؟ لا أعــلم .. ولم أفهم سبب ذلك .. لكنني علمت بعد هذا أنه قــد شـرب خمرا ..

\

[ بيــان ]

خرجنا .. وأنا أضغط على كف فطوم بقوة .. كنت أحاول عدم اظهـار غضبي .. فأنــا على وشك البكــاء .. شيء مؤلـم .. أن تكتشف أن من يرتجف قلبك حين ذكره .. وتلهف عيناك لرؤية ظلاله .. هو سبب ابتساماتك كلها .. هو سبب سعادة الروح .. هو من لأجله تحيى .. هو أميــر قلعة الأحلام .. وتراه ملاكا أبيضا .. يرفرف بجناحين .. دائما هو على الحق .. دائما رأيه صواب .. يكون سوى إنسان اسودت روحه بالمعاصي .. وسيعذب يوما ما جسده تحت التراب .. على هذه الآثـــــام ..

==

الهي اليك اشكوا نفسا بالسوء امارة .. والي الخطيئة مبادرة .. وبالمعاصي مولعة

,

.

؟

نهاية الجـزء السابع عشـر ..


\





مرحبـــا ..

شلونكم ؟

أتمنى ان البارت عجبكم ..

وتقرؤون بالبارت الثامن عشر ..

/

صرخ بي : اييي .. مجنون .. ليش في أحد في هـ البيت صاحي ؟

\

همست بتعب : ما صار شي يستحق إني أقوله .. الي صار شي واحد .. صفعة .. نبهتني .. إني ما أتمادى بـرسم أحلامي .. وانتبه إنها أحـلام .. ما تمد للواقع بصــلة ..

/

تبسمت بحزن : تتعودين يا حياتي .. المر جاينج قريب ..

\

لتقول وهي تبكي : أحبه .. أحبه بيييون ..

/

لأقطع حديثها : شرايج نهرب ؟ ونروح المحكمة ؟ ونكتب عقدنا هناك ؟

\


قاطعته وأنا أكثر ألما : لا .. ما اجذب .. هذي الحقيقة .. أنا اسفة .. لأني اكتشفت انك انسان ما تستاهل الي سويته فيك ..

/

وصرخت : بعــد عني .. بعـــد عني يالحقير ..

\

إلى اللقاء بكرهـ او اليوم في الليل....

اختكم محتآجكـ خفوقي..}





[ 18 ]

وقضيت عمري كلــه بـ انتـــظارك ..

لم أأبه لشيء ..

يكفيني .. أننا سنلتقي يوما ما ..

لأبتســم .. وأقـــاوم الموت ..

من أجـــلك ..

وكم أفخــر ..

أن أموت ..

ويقولون .. ماتت .. شهيــــدة حبهــا ..

أحبـــــك يا من ستنقطع أنفاسي بسببه ..

وصلنا إلى الديـــار .. والتقت أبصارنا بعيون الأحبــة .. ولم يهدأ غليل الشوق إليهم .. إلا حينما لذنا بأحضانهم موطنا ..

قبلت أختاي باشتياق .. وأنا أجلس على سريري : شريت لكم هدايا واااجد ..

قالت مروة : راوينا اياهم ..

تبسمت لها : اوكيي ..

نهضت من على سريري .. وفتحت حقيبة سفري .. وأخرجت هداياهم : شرايكم ؟

تناولت الصغيرتان الهدايا بسعادة وقالتا بصوت واحد : مشكورة بيان ..

ضممتهما إلي : الله يخليكم حبيباتي ..

خرجتا مسرعتين وهما تحملان هداياتهما ليروها والدتي .. وأنا أغلقت باب الغرفة .. أرخيت جسدي على السرير .. أغمضت جفناي .. وحــاولت النوم ..

فمنـذ تلك الليلة الظلماء .. وأنا لم أنم جيدا .. فصدمتي بأحمـد ليست قليلة .. وبقدرها .. أنا متألمة .. فمحمود غير راضٍ عنه والاستياء بادٍ عليه .. رغم محاولات أحمـد الكثيــرة .. واعتذاراته !

أحمــد .. من دون أن يعلــم .. كسـّر أشياءا يصعب جبرها .. صحيح أنه كان يرغب بالنسيان .. صحيح أنه كان يحمل بقلبه الضيق على ما حدث لأخيــه .. لكــن .. ليس العصيـان هو الحـل .. ولو كـان هو الحـل الأنسب .. لعصـى المرسـلون .. لعصـى الأوليــاء .. لمـا كـان هنــاك داعٍ للتضـرع إلى الله وطلب الرحمـة والنسيــــان ..

قلبت جسدي الناحية الأخـرى .. أشعر بوخزات تنهش صدري .. أشعر بالغثيان من نفسي .. لا يحـق لي أن ألومه .. لا يحق لي أن أغضب مما فعل .. فمن أنا ؟ وما هو رصيـد أعمـالي .. لست سوى انسانة عاصية .. لست قريبة من خالقي بالقدر الذي يسمح لي بانتقاد الآخرين والسخط عليهم .. أهذا بدلا من أنظر إلى ما حصدت طول هذه السنين ؟ سأبلغ 18 قريبا .. وأنا لم أجني إلا الذنـــوب .. كيف سأقابل ربي ؟ أأخـاف البقاء لوحدي ؟ أأخـاف الظـلام ؟ أأخــاف من الذهاب لمكان أجهله ؟ أفــلا أخــاف ربي ؟ والبقــاء في تلك الحفرة المظلمة الضيقة .. وحيــدة .. مـع عملي ؟!

[ الهي .. ارحم في هذه الدنيا غربتي.. وعند الموت كربتي ..وفي القبر وحدتي.. وفي اللحد وحشتي.. واغفر لي ماخفي على الادميين من عملي..وادم لي مابه سترتني ..وارحمني صريعا على الفراش تقلبني ايدي احبتي..
وتفضل عليا ممدودا على المغتسل يقلبني صالح جيرتي.. وتحنن عليا محمولاً قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي..وجد عليّ منقولاً.. قد نزلت بك وحيدا في حفرتي.. وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي .. حتى لااستأنس بغيرك ياسيدي.. ]

==

أمسكت ذراعه : مجنون انت ؟

صرخ بي : اييي .. مجنون .. ليش في أحد في هـ البيت صاحي ؟

فقدت أعصابي : في هذي انت صادق .. كلنا مجانين .. لو كنا عقل ما ركضنا ورى الشقى والعذاب .. أنا نصحتك وانت الي ما طعتني .. اللحين جاي تشكي لنا ليش ؟ روح لها .. روح ذل نفسك لأهلها أكثر .. روح استسمح وبين لهم مدى غباءك وتهورك وطيشك .. روح .. وقول لهم أي كثر انت تحبها .. يمكن حبها يشفع لك زلتك ..

ارتمى على الأرض .. صرخ والدمع غطى وجهه الحزين : بس .. بسك أحمد .. ذبحتني ..

قلته له وأنا أحترق من الداخل : ذبحتك ؟ أنا الي ذبحتك ولا غرورك هو ذبحك ؟ قلت لك .. لا تشوف حالك وتقول انت ولد أبوك وما بوقف بوجهك شي .. الناس حتى لو ما كانت تملك الفلوس .. لكن عندها عزة نفس .. ما تبيع عيالها بالرخيص .. الناس الي انت شفت حالك عليهم .. واستهنت بهم .. عندها عادات .. عندها تقاليد احنا ما تربينا عليها .. هم الصح .. واحنا الخطأ .. المفروض نتعلم منهم .. المفروض ندفن راسنا بالتراب .. لأنا ما عندنا الي عندهم .. على الأقل .. عندهم ظهر .. عندهم قدوة .. عندهم أب يحبهم يخاف عليهم .. يعزهم .. ويفتخر بأنهم من عيالهم .. مو نفسنا .. أب بالاسم فقط .. اسم تهتز الناس لما تسمعه .. شنو استفدنا من هـ الاسم ؟ وشنو جنينا من هـ الهيبة ؟ غير الخسارة .. غير الفقـد والحرمـان ..

بعد هذا السيل الذي أفرغته .. سكت الجميع .. كنا نحن الأربعة جالسين في غرفتي .. حينما جن جنون عادل .. وقرر الذهاب لها .. يقول .. بأنه مشتاق لها .. وأنا أقـول .. يجب عليه أن يعتاد على هذا الشوق .. أن يعتاد على هذا الألــم .. كي يتعلم درس عدم التمسك بأمل كاذب ..

تنهدت بتعب .. ونهضت من على السرير .. جلست بجانبه .. قلت له بحنان أخوي : امسح دموعك يا خوك .. اذا كان لك نصيب فيها بتاخذها .. وما بيوقف بطريقك أحـد .. إذا كان الله كاتبها لك .. لو مهما صار .. راح تكون لك ..

لتقول أميرة بعد هدوء : بس لازم تاخذ بلأسباب .. الانسان يسعى .. ويجيه رزقه .. ما يصير تقعد وخال يدك على خدك وتصيح مثل الحريم .. وتندب حالك .. قوم .. حرك دمك .. حـارب علشان توصل لها .. حـاول تكلم أبوها .. حاول تبرر موقفك .. اذا شافك مصر وما استسلمت بيستسلمون ..

لتكمل دعاء : عـادل ما عليك من أحمد .. مثل ما يقولون .. الي يبي الصلاة ما تفوته .. اذا كنت تبيها صدق .. اذا كنت تحس انك تحبها بصدق .. اذا كنت واثق من مشاعرك ناحيتها .. توكل على الله .. وبين انك قوي .. بين انك رجـال ..

فقالت أميرة : لا تعتمد على أبوي .. انت تخرجت .. دور لك على شغل .. اعتمد على نفسك .. أمن مستقبلها بمالك .. بين لأهلها ولها انك تغيرت .. وما عدت عادل المراهق الي يهدد ويوعد .. بين لهم انك اذا قلت شي نفذته .. ما اقصد الشـر .. أقصد الخير الي لازم يطيلها ويطيل أهلها ..

تأملت بعـادل .. فرأيته غارقا بالصمت يفكر بما قلناه .. لأقول بتأني : بس خل في بالك انك ما تقدر تغير القدر .. توقع الخسارة بنسبة النجـاح .. علشان ما تنصدم .. في النهاية ..

لتقول دعاء : شفيك انت ؟ يائس من حياتك وتبعث اليأس بقلوبنا ؟ يا اخي تفائل .. الي يفكر في شنو بيخسر ما بحصل شي .. لأن الي يبي شي .. يترك أشياء ..

تبسمت بوجع لها وطيفها لا يفارقني : الي شفته .. الي عشته .. الي جربته .. هو الي زرع هـ اليأس بقلبي .. ومن خوفي عليكم .. من حبي لكم .. أنبهكم .. وأقول لكم احترسوا .. علشان ما تذوقون إلي ذقته ..

قالت بحذر : تقصد الي باللوحة المخبية بغرفتك ؟

ارتبك النبض .. قلت بغضب : وانتي متى تفتشين بأغراضي ؟ الغرفة 24 ساعة مقفولة ؟

ارتبكت : مرة انت نسيت المفتاح بالباب وفتحتها وشفت ..

قاطعتها بعصبية : ترضيت أفتش في خصوصياتج ؟ ما يحق لج ولا إلى واحد منكم يعبث بأغراضي .. سمعتوا !

سكت الجميع .. ليقول عادل : احنا كلنا نشكي لك .. احنا كلنا نثق فيك ونقولك بالي يصير لنا .. لكنك ولا مرة .. فكرت تثق فينا .. وتفتح لنا قلبك ..

نهضت من عنده .. وجلست على السرير منصدم مما يقول .. ليكمل : حسبالك ما ندري بسالفتك معاها ؟ احنا ما ندري شنو صار ومن هي ؟ بس نعرف ان صاير لك شي .. وشي قوي بعد .. شي خلاك تتغير 360 درجة .. شي هزك من داخل .. ويهزنا كل ما نشوف الألم بعيونك ..

لتقول أميرة : تكلم يا خوي .. احنا مالنا غنى عن بعض .. لأن أربعتنا عشنا نفس التجربة .. عشنا بنفس البيئة .. ذقنا نفس العذاب .. فقدنا الحنان .. تربينا على أيدي المربيات .. ما كأن لنا أم .. بس احنا إلا نفهم بعض .. ونعرف إن الشي الي يصير لنا والي نسويه مو بإرادتنا .. أعرف انك موب عارف شلون ترضي محمود وشلون تبين له انك ما كنت تقصد تغضب ربك .. أعرف إن شربك مو سببه إنك ما تخاف من الله وعادي عندك تعصيه .. بس لأن هذا نتيجة التربية .. البيئة .. احنا تعلمنا إن ما في شي يسمونه حرام .. ما في شي يسمونه حساب .. وكل شي فيه لذة .. كل شي حلو .. كل شي يفرحنا نسويه ..

رمقتها بضعف .. قرأت بسهولة ما يدور بعقلي .. قرأت بسهولة ما كنت أود قوله لمحمود .. لتأتي دعـاء .. وتجلس بجانبي .. تضع رأسها على كتفي : بعترف لكم بشي .. من زمان أنا معجبة بمحمود .. وبعد ما سافرنا حسيت إني أحبه .. ما ادري اذا كان هذا الشي صح ولا خطأ .. بس الي أحس فيه مثل الي ينطبق عليكم .. مثل شعور عادل تجاه رنا .. مثل عذابك يا احمد .. ومثل ألمج يا أميرة .. ( تنهدت ) ما ادري شلون أوضح .. بس أنا أحس انه شخص مهم بحياتي .. وأتمنى قربــه ..

رمقناها نحن الثلاثة .. ليس بغضب وإنما نحـاول أن نكتم ضحكاتنا .. رفعت رأسها من على كتفي : شفيكم ؟ علقوا على كلامي .. قولو لي شي ..

تبسمت أميرة : حبيبتي شعورج مو حب .. يسمونه ..

قاطعتها : وهم الحب ..

ليكمل عادل : محمود هذا انسان حتى ابليس يحبه من جذي ما يوسوس له ..

ضحكنا .. لتقول : يعني تبون تحبطوني ؟ انتو كلكم جربتون الحب .. ومحد قالكم لا .. خلوني أجرب .. واذا كان وهم مثل ما تقولون .. أنا بسويه حقيقة ..

قاطعتها بسخرية : وما دورتي تحبين يا آنسة إلا محمود ؟

لتقول : وشنو فيه ؟ مو صديقك ؟ مو هو أكثر انسان تثق فيه ويعرف كل الي بقلبك ؟ يعني ما انت واثق إنه بحافظ على قلب اختك ..

ضحكنا وقلت لها : يا حبابة .. محمود ما يفكر بهذه الأمور أولا .. ثانيا .. انتي اختي .. ومستحيل يحبج .. وحتى لو حباج .. ما بعيش معاج قصة حب مثل عادل ورنا .. بجيج مباشرة من الباب موب من الدريشة .. لأنه يعتبر هذي خيانة .. ومحمود أكبر من إنه يخون .. وأخيرا .. تذكري من أبوج .. وإن حبج لمحمود خطر عليه .. إذا كنتي تحبينه صج .. بعدي عنه .. علشان تضمني سلامته من ظلم أبوي ..

لم أتوقع أن أرى الدمع بعينيها الصغيرتين : أنا ما علي منكم .. أنا عطيتكم خبر علشان ما تقولون إني سويت شي من وراكم .. أنا احبه .. وبخليه يحبني .. ويتزوجني وبرتاح من هـ البيت ..

ضحكنا عليها .. ربمـا .. بقوة .. ليس أننا نستهتر بمشاعرها .. إنما نشفق عليها .. مسكينة هذه المراهقة .. تضن أن الحب يقذف إلى القلوب .. لا يولـد منها .. وإليهـــا ..

[ أحبكِ منتهــى قلبي .. أحبـــكِ إلى إنقطـاع آخـر أنفاسي ]
==









[ عمـــار ]

نهضت بضيق : لا تفتحين هذا الموضوع رجـاءا .. كل شي انتهى .. وماله داعي هـ الكلام ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 04:29 AM   #40


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



لتقول لي بندم : آنا اسفة .. وربي آسفة .. كل شي صار بسببي .. عمار لا تاخذ بخاطرك علي ..

رغما عني ابتسمت لها .. مهما كان .. تظل أختي .. وأقرب قلب إلي بعد غسان وتلك الصغيرة : مسامحج .. وعاذرج .. أدري انج سويتي كل هذا من حرصج علي .. وبدل ما تكحلينها عميتيها ..

قالت والدمع تلألأ بعينيها : وربي ما ادري شنو اقول لك .. بس صدقني أنا مستعدة أقولها بحقيقة مشاعرك ناحيتها .. أقولها بحقيقة الي صار ..

تبسمت بوجع هذه المرة : ما له داعي .. مثل ما قلت لج .. كل شي انتهى .. وبعدين أنا ماكنت متوقع شي .. صحيح إني أرتاح لها .. صحيح اني حبيتها .. ما ادري اذا كانو يسمونه حب ولا لا .. بس ما كنت خال في بالي إنها تكون لي .. لو كنت متوقع هذا الشي .. وأبيه .. ( تلاشت ابتسامتي ) كنت انصدمت .. وتأثرت ..

احتضنت كفي : عمار تكلم .. فضفض .. قولي شصار بينكم ؟

همست بتعب : ما صار شي يستحق إني أقوله .. الي صار شي واحد .. صفعة .. نبهتني .. إني ما أتمادى بـرسم أحلامي .. وانتبه إنها أحـلام .. ما تمد للواقع بصــلة ..

تركتها تترجم ما قلته من ألغاز .. وخرجت من المنزل .. ركبت السيارة بجانب غسان .. وتحركنا إلى النادي .. قال لي بفكاهة : يا عمري الدنيا ما تسوى تنام وخاطرك زعلان .. ولاشي يستاهل يخلي قلبك يعاني ..

قهقهت له : سكر فمك .. وربي مالك خلقك ..

ليكمل بابتسامة صادقة : طلبتك إن كان لي خـاطر تبعد عنك الأحـزان .. فديت عيونك الحلوة .. تبسم لو علشاني ..

تبسمت بصدق .. وذرفت دمعة .. أقسمت بعدها .. أن أطوي هذه الصفحة .. أن أطوي هذه التجربة .. فالحياة مدرسة .. نرسب باختبار .. وننجح في الآخر .. أقسمت أن تكون هذه آخر دمعة أذرفها في سبيل الحب .. أقسمت .. أن أنسى .. أن أتنـاسى .. وأتجـاهل كل شي يربطني بتلك الروح ..

التفت له : فتح الدرايش ..

فهم ما أقصده .. تبسم بشيطانية .. فتح النوافذ الأربعة كلها .. وضعت ( السي دي ) بمكانه .. رفعت على الصوت .. وبدأنا " بـ الاستهبال " !

[ حفظك الله صديقي العزيز " غسان " ]

==

[ منتهـى ]

أن يعيش الإنسان في قصر واسـع كبير بمفرده .. مع الخـدم .. أمر مخيف للغاية .. لكـن .. حينما يكون هذا الإنسان .. قد اعتاد على هذا الأمـر .. لأنه بكل بساطة ما من شخص آخر يقاسمه العيش .. يكون سهـلا .. كـشرب الماء ..

كنت جالسة أمام المسبح أستمع لمحـاظرة أحـد الشيوخ .. وأنا أتنـاول الطعـام من غير نفس ! فمنذ ساعتين .. اتصلت أمي .. وقطعت الخط بوجهها .. لأبين لها أنني لست راضية .. وأنها لو قتلت نفسها ووضعت روحها بين يدي .. لن أرضى عنها ولا عن عمي التافه ذاك !

أحقا هذا الكلام ؟ ضغطت على زر الإيقاف .. وأغمضت جفناي .. كل ما أقوله هراء .. لو أن أمي تسألني ما تريدين لكي تسامحيني .. لأقول لها .. قبلة .. قبلة واحدة منها تكفيني .. وترضي غرور قلبي ..

سالت دمعة متعجرفة على خدي .. مسحتها قبل أن يهطل المزيد .. ولم أشعر .. إلا بكفين دافئتين .. وضعتا على عيناي .. وحجبتا الرؤية ..

قلت بضيق : من هذا الفاضي ؟

ولم أجـد إلا قبلة دافئة أيضا .. طبعت على رأسي ..

أيعقل أن ملاكا مر .. وسمع ما كنت أفكر به .. وجـاء بأمي فوق جناحيه .. وأجبرها على تقبيلي .. هذه ليست قبلة أمي .. هذه الكفان .. ليست راحتا أمي ..

رفعت كفاي .. واحتضنت بهما تلك الكفين .. سحبتها للأمام .. وانصدمت بالشخـص الواقف أمامي .. وهو يبتسم بحـالمية !

/

[ مـازن ]

أن تكون منتهى أمامي .. وباستطاعتي التأمل بها قدر ما أشاء .. هذا شيء جميل وأشكر ربي عليه .. وأن أراها تمسك بكفاي .. هذا ما أتمناه .. وأن تلتقي عيناي بعينيها العذبتين .. هذا يستحق أن أسجد سجدة الشكر .. وأن تبادلني المشاعر .. هذا يدفعني بالتصدق بنصف ثروتي إلى الفقراء ..

تبسمت بسخرية على أفكاري .. وانتبهت لواقع نظراتها الساخرة والحاقدة : انت ؟ شنو تسوي هنا ؟

تبسمت لها : اتصل فيني باباتج .. وقال لي .. انهم بردون بعد سبوع .. لأن ماماتج خايفة عليج واجد .. وقالو لي .. أقعد معاج لين يردون .. علشان يضمنون انج بخير وسالمة ..

رأيتها تزفر بضيق .. وتقوم بقهر : انت تقعد معاي ؟ بأي صفة ؟

اتسعت ابتسامتي : بصفتي خطيبج .. وزوجج قريبا ..

قالت لي بحدة : بس للحين ما صار شي .. ما في عقد بينا .. يعني ما يصير تقعد معاي ..

ضحكت بخفة : خلج فري .. وبعدين يا حبيبتي البيت واسع .. ويسع لنا كلنا ..

جمعت حاجياتها من فوق الطاولة .. وصرخت علي : ما يسع .. تفضل اطلع .. لأن فكرة انك معاي بمكان واحد تجنني .. مو تعيش معاي سبوع .. تبيني أموت ؟

تبسمت بحزن : تتعودين يا حياتي .. المر جاينج قريب ..

لتقول : اطلع برى .. ما تفهم .. أنا ما ابيك بحياتي .. ما ابيك في بيتي ..

بنفس تلك الابتسامة : اسف يا عمري انتي .. أنا ملزوم فيج اللحين .. وبعدين عيب يا قمر أطلع من حياتج وأنا خطيبج .. ما تعرفين إن أيام الخطوبة أحلى أيام العمر ؟

مشت بخطوات مبعثرة نحو داخل المنزل .. وتوقفت في نصف الطريق : أحلى أيام عمري الي عشتها مع أحمد .. ومن شفتك ما لقيت إلا الغثيان .. يا كرهي لك ..

ضحكت بوجع : ويا حبي لج ..
==

[ يعقـوب ]

مضت نصف ساعة .. وأنا ما أزال واقفا أمام المرآة أرتدي الشماغ .. لا أعرف كيف يلبسونه .. أف ! خرجت من الغرفة وذهبت لغرفة هيثم .. وما هممت بفتح الباب حتى خرج .. وبرفقته عهود قلت له بضيق : لبسني إياه .. من نص ساعة وأنا أحاول ألبسه ..

ضحكا معا .. وقالت عهود : هذا انت ما عارف تلبس الشماغ .. عجل فطوم المسكينة ..

لأقول بنفاذ صبر : بسكم ضحك .. بتسويه ولا لا ؟

قال لي من بين ضحكاته : تعال اشوف ..

وكلها ثوان وهو كما أحببت أن يكون .. قلت ببتسامة رضا وأنا انظر لنفسي في المرآة : الله يخلييك لي .. تسلم هـ الأيادي ..

ضحكا .. وقال : ويخليييك لـ ..

قالا معا : فطووومة ..

رمقتهما بعضب : بسكم طنـــاز .. مسووين روحكم ما عندكم حركات .. ولا تضنون إني غافل ؟

ضحكا مرة أخرى .. ولم يتوقفا عن الضحك إلا حينما سمعا صوت أمي تنادينا ..

خرجنا كلنا من البيت .. تحت أصوات ضحك والداي .. وأخواي .. الجميع فرحون .. وأنا .. أطير سعـادة .. هذه الليلة مميزة بعمري .. ألا يكفي .. أنني انتظرتها حتى شاب رأسي من الإنتظار .....

وصلنا إلى منزل خالتي .. دخلت المجلس مع والدي وأخي .. سلمت على زوج خـالتي .. على عمـار .. عمـاد .. وأنا أشعر بأني أراهم هذه المرة بشكل مختلف .. وهم يسلمون علي سلام آخر .. وكيف لا .. وأنا سأكون قريبا " نسيبهم " ربما كنت أبالغ بلأمر .. لكن .. بعيناي الفرحتين هذه .. أصبحت أرى كل شيء مختلف .. حتى أنها لذة السعادة .. هذه المرة مختلفة تماما .. أكثر روعة .. طعمها لذيذ " يم يم "

لم أكن أسمع ما يقولون .. لأنني كنت " كـ الأبله " أكتفي بتوزيع الابتسامات .. وتفكري كله بـ اللحظة التي سأقابلها فيها .. لأنني لم أستطع استقبالهم في المطـار .. مضى شهر وثلاثة أيام على آخر لقاء بيننا وجها لوجه .. اشتقت لتقاسيمها .. اشتقت لعينيها .. اشتقت لابتسامتها ..

هزني هيثم وهو يهمس لي : يعقوب .. يعقوب .. يكلمك ابو عمار ..

نهضت بفزعة وأنا أمسك شماغي : ها ؟ وين ؟

ارتفعت أصواتهم ضحكا علي .. شعرت بالاحراج .. يا الله .. كم أنا غبي : مسامحة .. بس سرحت شوي ..

تبس أباها إلي : أقولك تفضل الصالة مع عماد علشان تشوفها ..

نهضت بعجل : شكرا ..

ضحك الجميع .. لا أعلم السبب .. لكن ليس هذا ما يهمني .. مشيت خلف عماد الذي لم يتركني وشأني بتعليقاته .. لحين أن وصلت الصالة .. ورأيتها جالسة .. منكسة رأسها .. ترتدي بدلة وردية .. وشال بلون الفراولة .. يغطي رأسهـا ..

دنوت منها .. وهمست : السلام عليكم ..
==











[ فطـــوم ]

رفعت رأسي بصعوبة .. وبهمس أجبته : وعليكم السلام ..

جلس بالمقعد الذي جانبي .. ياه .. ألا يفهم هذا أنني أكاد أن أموت حرجا ؟ انتبهت حينما خرج عماد وهو يضحك ..

وقال لي يعقوب : الحمد لله على السلامة ..

تبسمت له : الله يسلمك ..

ليقول : شلونج ؟ شخبارج ؟

ما زلت محافظة على ابتسامتي : الحمد لله .. ( وبعد صمت ) شلونك ؟

قال لي بنبرة صوته الهادئة : بخير دامج قبالي ..

نظرت إليه بخجل : دوم ان شاء الله ..

اتسعت ابتسامته : ان شاء الله دوم انتي معاي ..

نكست رأسي بإحراج .. سأموت اليوم .. على يديه ..

قال هامسا : فطوومة ..

قلت له وأنا لم أرفع رأسي بعد : نعم ..

ليقول بذات الهمس : اشتقت لج ..

سأبكي .. أجل سأبكي حرجـــا .. كم أحب هذا الجريء : اشتاقت لك العافية ..

فقال : وانتي ؟

رفعت رأسي إليه : شنو أنا ؟

غمز لي : اشتقتي ؟

حمرت وجنتاي .. فأكمل : اشتقتي لي فطومة ؟

ولكي أتخلص من نظراته التي لا تتركني أتنفس بحرية .. هززت رأسي بإيجاب .. ليقول : قوليها فطوم ..

همست بارتباك : ايوة ..

ضحك بخفة : فديت الي تستحي .. حبيبتي رفعي راسج ..

لم أجبه .. ولم أرفع رأسي .. كي لا تلتق عيناي العطشتان بعيناه .. أخشى الذوبان .. ليرفع رأسي : طالعيني .. طالعي عيوني فطومتي ..

وكأن كل شيء لا أرغب به .. يجبرني قلبي وساكن هذا القلب على فعله .. نظرت في عينيه .. فهمس لي : عندي لج سؤال واحد بس ..

همست : شنو ؟

تبسم ابتسامته العذبة : تحبيني ؟

أغمضت عيناي .. سأبكي .. محــال أن أتفوه بحرف وأنا مقيدة بنظراته ..

احتضن كفاي وقال مازحا : ترى اذا ما جاوبتيني أفهم من كلامج انج ما تبيني .. وباخذ أبوي وبمشي ..

رفعت رأسي إليه لا اراديا .. لأراه يضحك بخفة .. ثم ابتسم : فطومة تحب عاشق روحها ولا لا ؟

أطلت الصمت .. وأنا انظر إلى عينيه السوداوين .. إلى لمعانهما الجميل وبخجل : ايي ..

ضغط على كفاي أكثر : شنو أي ؟ ما تحبه ؟

هززت رأسي بالنفس : لا ..

ضحك علي : جاوبيني فطوم ..

تبسمت .. ثم همست له : تحبه ..

أطــال النظـر إلى عيناي .. وأطلت التأمل في عينيه .. شعرت باهتزاز الروح .. شعرت أن قلبي ما عاد جالسا مكانه .. نكست رأسي .. بخجل وفرح .. ودموعي قد تجمهرت ما بين الأهداب .. نهضت بسرعة .. ليقف معي : وين ؟

قلت له : بروح ..

ليقول : بس للحين ما سألتيني ولا سؤال .. وأنا للحين ما شبعت منج ..

ضحكت بإحراج : ما عندي أسئلة ..

تبسم لي : تدرين فطوم ؟ بعقد مع بيان اتفاق .. تعلمج جرأة شوي .. أموت فيج أنا .. أموت في حياج وخجلج .. بس نقصيه حبة ..

تبسمت : اوكي .. ( رفعت رأسي اليه ) ممكن تترك يدي ..

ليقول : ممكن .. بس أول شي .. ( رفعهما بالقرب من فمه .. قبلهما .. وهمس ) أعشقج فطومة ..

==

[ بيــــان ]

كنت جالسة على سرير فطوم .. أقرأ قصة بوليسية .. وأنا انتظر عودتها .. وبينما أنا مندمجة مع الأحداث .. فتح الباب .. ودخلت الغرفة .. وهي تبتسم .. أغلقت الكتاب .. ووضعته على السرير : شصار فطوم ؟

ركضت إلي .. ضمتني .. وارتفع صوتها بالبكاء .. استغربت بكاءها .. ضننت أنه حدث شيء لا سمح الله : فطووم ؟ شصار ؟ ليش تصيحين ؟

لتقول وهي تبكي : أحبه .. أحبه بيييون ..

تبسمت بسعادة : والله ؟ حلفي ..

رفعت رأسها وضحكت وهي تمسح الدمع : وربي .. أموت فيه ..

ضحكت : يعني نقول مبروك ..

تبسمت بخجل : قولي ..

قبلت خديها : ألف مليييون مبروووك .. منج العيال ومنه المال ..

ضربتني : هيييييييي .. استحي ..

ضحكت بصوت مرتفع : ولا يخلص هـ المستحى ؟ قولي لي بسرعة شنو قالج وشنو قلتي له ..

توردت خديها .. ورفعت كفيها إلي : باسني ..

ضحكت وأنا أصفق : اوووه .. ما أقدر على الرومانسية ..

ضربتني مرة أخرى : بياااااااااانو .. اذا ما سكتي والله ما اقولج شنو صار ..

لأقول وأنا أضحك : أتحدااااااااج .. وهذا وجهي من الليلة لين ليلة الملجة وانتي بتتكلمين عن الليلة ..

رمتني بالوسادة : مالت عليييييييج ..

وبعد نصف ساعة .. دخلت جهاد الغرفة .. توقفت عن الضحك .. الليلة سأبيت عند فطوم .. ولسوء حظي .. ستنام جهاد هنا الليلة .. يعني أن لا مفر من رؤيتها .. لتقول : سلام عليكم ..

قلت لها : عليكم السلام ..

جلست على كرسي الكمبيوتر .. وقالت إلي : الحمد على السلامة ..

أدرت وجهي عنها وقلت من دون نفس : الله يسلمج ..

وأخذت الرواية .. ومثلت أنني أقرأ .. لحين أن سمعتها تناديني : نعم ؟

لتقول : زعلانة ؟

رمقتها : من شنو ؟ وعلى شنو ؟

لتقول : على الي صار .. أنا ما اعرف شلون أعتذر لج ..

تبسمت بسخرية : ما صار شي .. وبعدين ماله داعي تتأسفين .. لأني ما أذكر ان حصل شي يستحق ..

قاطعتني : انتي فاهمتني ..

ما زلت مبتسمة : بس انتي مو فاهمتني .. أنا أقصد الي تقصدينه .. عادي .. مو مهم ..

نهضت من على الكرسي .. وجلست بجانبي : ليش تبين تحسسيني بالذنب ؟

رفعت رأسي إليها : جهـاد رجاءا .. لا تفتحين صفحات قديمة .. كل شي صار وانتهى .. خـلاص .. ماله داعي ..

عدت ببصري إلى الكتاب .. وأنا أسمعها تحدثني تبرر وتبحث لها عن أعذار .. يا الله .. حقـا انني احاول النسيان .. بأي حق تذكرني ما أود نسيانه : جهـاد .. أنا مسامحتج .. بس والي يرحم والديج سكري الموضوع ..

قلت هذا وأنا لم أنظر إليها .. لكنها حينما قبلت رأسي .. رفعت عيناي لها .. ورأيتها تبتسم .. وفي عينيها الدمع .. تبسمت لها .. لا أحب أن يعتذر لي أحدهم .. كما لا أحب أن أعتذر لأحد ما .. قبلتها أنا الأخرى : مهما صار .. نظل بنات خالة ..

قالت لي : مشكورة بيون .. ريحتي قلبي .. اللحين أحس بطعم فرح خطبة فطووم ..

ضحكت بخفة .. وقالت فطوم : نعم ؟ يعني انتي قبل مو فرحانة لي ؟

ضحكنا معا وقالت : ويبي لها شك ؟ معقولة آخر العنقود ما افرح لها وأنا قريب بشوفها عروس ؟


==







[ عـادل ]

كنت كعادتي أزور البناية التي تسكن فيها .. انتظر عودتها .. اشتقت لها .. وما إن أوقفت السيارة .. حتى رأيت النور مضاء في الشقة .. تبسمت بسعادة .. وتجدد الأمل بداخلي .. ترجلت بسرعة .. اعتلوت الدرجات .. وما إن باشرت بطرق الجرس .. حتى سمعت صوتها تدعوني للدخـــول ..

/

[ رنــــا ]

ربما ستسألوني كيف قضيت تلك الأيــام ؟ قضيتها في منزل عمي .. حبيسة .. لم يسمحوا لي بزيارة والدي .. فوالدي لا يرغب برؤيتي .. قضيتها .. تحت وقع نظرات اللوم من الجميع .. قضيتها بكاءا رثـاءا على أعوام شيدت فيها حب ذاك الفتى .. الذي أجبروه على البعد عني .. وأجبروني .. على أن أكون لغيـــره .. إلى ذاك الإنسان .. الذي أكرهه بكل معنى الكلمة .. ألا يكفي أنه هو سبب كل ما أعانيه ؟

واليوم .. رأف لحـالي سجـاني .. وأشفق علي .. أخذني إلى هنـا لأجمع ملابس لي وبعض الحاجيات .. خرج قبل خمس دقائق .. وقال بأنه سيشتري لوالدتي ما طلبته .. وسيعود بسرعة .. أقفل علي الشقة .. وخـرج .. لكنه .. يجهـل .. بأني لدي مفتــــاح آخــر ..

كنت أجمـع ملابسي .. وأضعها بالحقيبة وأنا في منتهى الضيق .. شيء مؤلم ما أمر به .. بل أنه أكثــر من ذلك .. زفرت بضيق حينما سمعت صوت الجرس .. أيتظاهر بأنه لم يقفل الباب .. اتجهت نحو الباب وقلت : ادخل .. المفتاح مو عندي ..

لكـــن .. لم يصلني صوته الذي أبغضه .. بل .. وصلني صوت أحـــن لصاحبه .. صوت ذاك الذي استوطن روحي .. وأثــار فيّ العصيـــــان والتمــرد لغيــره ..

سالت دموعي على خداي وهمست له : عـــادل ؟

ليقول : حبيبتي ؟ فتحي الباب .. مشتااااق لج ..

قلت له وأنا أبكي : الحقير قافل علي الباب .. لكـن .. لكـن لحـظة .. صبر حبيبي .. دقيقة وجـاية ..

ركضت نحو غرفتي .. فتحت خزانة ملابسي .. أخرجت الصندوق الخشبي الذي أحتفظ فيه بلأشياء المهمة .. نثرت ما فيه على السرير .. تناولت المفتاح .. وهرولت ناحية الباب .. فتحته بسرعة .. وأنا أمسح الدمع الذي لطخ وجنتاي ..

\

أدرت وجهي إليها .. والتقت عيناي الظمئتين بعينيها .. احتضنت كفاي كفيها .. وهمست لها : وحشتيني ..

شهقت .. وقالت : وآنا اكثر ..

لأقول : حبيبتي لا تصيحين .. ما اقدر أشوفج دموعج ..

حاولت تحرير كفها مني لتمسح الدمع .. لكنني ضغطت عليهما أكثر .. ورفعت كفي الأخرى ومسحت دمعها : خلاص حبيبتي .. آنا معاج اللحين .. ولا يمكن أتركج ..

أبعدت كفي وقالت بصوت حزين وهي تجلس بجانب الباب : تعبانة عادل ..

جلست بجانبها : وأنا مثلج وأكثر .. بس لازم نصبر ونتحمل ..

لتقول وهي تسند رأسها على الجدار : لمتى ؟ ( التفت إلي ) أول ما بيصحى أبوي بزوجوني إيـاه ..

وكأن صخرة كبيرة رميت على رأسي : مستحيل تكونين له .. عيوني ما راح يصير شي انتي ما تبينه ..

لتقول : شلون ؟ أبوي مستحيل يسمع كلامي .. وأمي موب راضية عني وتبي ترتاح مني ..

لأقطع حديثها : شرايج نهرب ؟ ونروح المحكمة ؟ ونكتب عقدنا هناك ؟

/

[ رنـــا ]

أدرت وجهي إليه .. وعلامة تعجب كبيرة على وجهي .. أهرب ؟ أيعقل أن أصـل لهذه المرحـلة من الجنون ؟ أأشتري سعادتي بسخط والدي .. قلت له بسرعة : لا لا .. مستحيل أسوي هـ الشي ..

تبسم لي وما إن حرك فاه ليتحدث .. حتى جـاء الآخـر .. وعلامات الغضب بادية على ملامحه .. نهض عادل .. وبقيت بمكاني .. لا أقوى على النهوض ..

==

[ جميـل ]

متأكد أنا أنني قفلت عليها الباب .. الحقيـــرة الصغيـرة .. ضننتها كفت عن الجنون .. وأيقنت أن علاقتهما عقيمة .. كيف تخوننا مجددا ؟ كيف تحدثه من دون أي خوف ولا استحياء .. حاولت ضبط أعصابي : رنـا .. يلله روحي السيارة ..

لم تجبني .. بل أجابني ذاك الذئب : رنا ما بتروح معاك ..

قهقت ساخرا : ومن انت علشان تقرر وين تروح ومع من ؟

ليقول : ماله داعي أعرفك بنفسي مرة ثانية .. وماله داعي أقولك من أنا بالنسبة لها .. أنا خطبتها منكم .. وما فيني شي ينعاب .. وأهم شي موافقتها .. يعني الشرع يقول بهـ الحالة .. يصير يعقد علينا القاضي ..

قاطعته وأنا أهمس باستحقار : والشرع يا بابا ما قالك إن ما يجوز تقعد مع وحدة موب حلال عليك بروحكم ؟

لم يتكلم لأكمل وصوتي ارتفع : الشرع ما علمك إن كل الي تقوله لها حرام في حرام .. ( التفت لها وأنا أصرخ ) أنا موب قايل لج .. إن الشي الي تسوينه عيب وحرام ؟ حبيتيه ما قلنا شي .. لعب عليج بكم كلمة وما قدرتي تتحكمين بمشاعرج .. بس تسمحين له يتسلى فيج ليش ؟

ليصرخ ذاك : احترم نفسك .. ولا تسوي فيها عالم دين .. أنا أحبها .. ما اتسلى فيها .. وأبيها زوجة لي .. بس انتو الي مو راضين .. وواقفين في وجهنا .. لو كنت أتسلى فيها مثل ما تقول .. كان تركتها لما شفتها متورطة معاكم ..

قاطعته : ما تركتها لأنك ما لقيت الي تبيه منها .. وانت عارف شنو الي أقصده ..

سحبني من بلوزتي : ثمن كلامك أحسن لك .. ونظف تفكيرك الخايس الي مثلك .. هذي بنت عمك .. ما تستحي تقول عنها هـ الكلام ؟

أبعدت يداه عني : اذا كان كلامي خطأ .. قولي شنو تبي منها ؟ يعني بتفهمني تركت بنات الحمايل الي بمستواك .. وجيت لوحدة أبوها متأجر بيت أبوك ؟ تدري ليش ؟ تضن إن أهلها اذا ما ملكو الفلوس .. ما بيقدرون يدافعون عنها .. وبيحمونها منك ومن أمثالك ..

/

[ رنـــا ]

صرخت عليهما وأنا منهارة كليا : بس .. بس .. ( نهضت من مكاني والتفت لعادل ) أنا ما ابيك .. انسى الي بينا .. أنا ما احبك .. كنت أمثل علشان آخذ فلوس أبوك .. كنت أبي انتقم لأبوي .. وما ضنيت إن كل هذا بصير .. فماله داعي أكمل التمثيل .. تحملت واجد .. وما استفدت شي بالنهاية ..

نظر إلي بصدمة .. ليس وحده .. بل جميل أيضا كان مندهشا من ما أقول .. لأقول له : يلله جميل .. خلنا نطلع من هني ..

وما إن حركت قدماي قاصدة الدرج .. حتى وقف أمامي .. وقال بألم : تجذبين صح ؟ تعبتي من الي قاله جميل وقلتي هـ الكلام علشان ..

قاطعته وأنا أكثر ألما : لا .. ما اجذب .. هذي الحقيقة .. أنا اسفة .. لأني اكتشفت انك انسان ما تستاهل الي سويته فيك ..

مشيت عنه .. وتركته غارقا في الصدمة .. مشيت عنه .. وحفلة زلزال راقص بدأت .. ونجمة الحفل .. لم تكن إلا تلك الروح .. التي تعلقت بذالك المعشوق ..
==





[ أحمد ]

وأخيرا رضيت علي ..

التفت لي وهو يبتسم : لو ما حسيت إنك ندمان على الي سويته .. وما بترد لهـ الشي مرة ثانية .. ما سامحتك ..

ابتسمت له : الله يخليك لي .. وربي ما راح ألاقي أحـد في هـ الدنيا يحبني كثرك ..

قال وهو ما زال مبتسم : ويخليك .. قولي .. طلعت النتائج ؟

قلت له : بعد سبوع .. وان شاء الله صحيت وما فيك إلا العافية ..

ضحك بخفة : الله يسمع منك .. انزين .. مافي أخبار جديدة ؟

لأقول : عن من ؟

نهض وجلس بجانب الشاطئ : عنك .. عن قلبك .. والي تفكر فيه ..

ضحكت ساخرا .. ومشيت ناحيته : الجديد إن قلبي ميت .. وما بعيش .. إلا إذا لقى مناه ..

رمى حجرة بالبحر : اذا في صلاح تجتمع معاها مرة ثانية .. راح تلقاها ..

جلست بجواره : ادع لي ..

تبسم : الله يوفقك ..

/

[ محمـود ]

التفت له حينما سألني : شفيك ؟ أحسك مو على بعضك ؟ في قلبك شي تبي تقوله ؟

أدرت وجهي للبحر ثانية وأنا ابتسم : شقول ؟ ولو بقول شي تتوقع عن شنو ؟

ضحك : والله ما ادري عنك .. أهلك فيهم شي ؟ ناقصهم شي ؟

وضعت رأسي على كتفه .. أغمضت جفناي .. والتزمت الصمت .. ليقول : لا .. اليوم انت رايح فيها .. قولي شلي تفكر فيه ؟

تبسمت بضيق : ما ادري .. أحس روحي تايه .. تعبان .. متضايق .. أشياء واجد شاغلة بالي ..

التفت لي : لا يكون تحب ؟

رفعت رأسي وضحكت وأنا أطرد تلك الصورة من ذاكرتي : أي حب وأي خرابيط ؟

ليقول : لا .. أنا غاسل يدي منك .. شكلك مو ناوي تدخل تجربة عاطفية ..

ضحكت ساخرا : أقول .. لا تخربني ..

ضحك .. وخلع ملابسه ورمى نفسه بلبحر .. وبقيت أنظر إليه .. وهو يسبح .. وتفكيري كله اتجه إليها .. لا أعلم .. إن كان الذي فعلته خطأ أم صواب .. موقن أنه لا يحق لي فعل ما فعلته .. لكن .. لم أشأ أن ينظــر إليها أحـــد غيــري ..

ماذا ؟ ما هذا الكلام ؟ وماذا تعني لي هي ؟

استعفـــر الله .. استغفــر الله ..

نهضت من مكاني .. ورميت نفسي في البحر .. على برودة المياه .. تخفف الحرارة التي بداخلي ..

==

[ مازن ]

مضــى اسبــــوع .. واليوم .. بل بعد ساعة ربما .. سيأتي والديها .. وطول هذا الاسبوع .. لم أرها مطلقها .. طول تلك الفترة تحبس نفسها في غرفتها .. ألهذا القدر تكرهني ؟ ولا تحتمل الجلوس معي لبعض ساعات ؟

رميت صورتها على الأرض .. ونهضت قاصدا غرفتها .. سأضع حدا لها .. سأعلمها كيف تحترمني وتضع لي ألف حسـاب .. ولى ذاك الزمن .. الذي أركض فيه خلفها .. سأجعلها هي التي تركض خلفي ..

طرقت باب غرفتها بعنف : منتهى بحسب للعشرة .. وربي اذا ما فتحتي الباب بنفسج بكسره ..

وصلني صوتها ولكن .. صوت ضعيف : ما بفتح .. وأعلى ما في خيلك اركبه ..

أثارت البركان الذي أحاول إخماده .. صرخت بالخدم .. أتوني بالمعدات .. وبدأت بفتح الباب .. وكلها دقائق .. والباب مفتوح أمامي .. صرخت عليها : والباب ونفتح .. افهمي ان أي شي أبيه .. أسويه .. ومو انتي الي بتحطمين هـ القاعدة بعنادج ..

خرجت من غرفتها .. كان وجهها شاحبا .. لكنها ما تزال تحتفظ بتمردها : شنو استفدت اللحين لما فتحته ؟ أمطرت الدنيا ذهب مثلا ؟ بتقول قهرتني ؟ لا حبيبي .. ما انقهرت .. ولا هزيت شي فيني ..

أفقدتني كل الصبر .. مشيت ناحيتها : انتي شفيج ؟ تبيني أراويج وجهي الثاني ؟ كل شي ما نفع معاج .. شكلج ناوية تجربين شلون بدمرج غضبي ..

ضحكت : ايوة .. أبي أجرب .. شنو بتسوي يعني ؟ بتطقني ؟ عادي .. عمي ما يقصر ..

قاطعتها وأنا أنظر إليها بغضب : تبين تعرفين شنو بصير لج ؟ شلون بدفعج ثمن اهاناتج وغرورج ؟

سكتت .. يبدو أنها فهمت أنني فقدت كل ذرات الصبر .. لأكمل وأنا أصرخ : تبين تعرفين من مازن ؟ وشلون يجازي مازن الي يلعب معاه ؟

لم تتكلم .. فأكملت : وينه لسانج ؟ وينه صوتج ؟ علميييني وييين راح ؟

أخذت أمشي ناحيتها وهي ترجع للخلف .. كنت غاضبا حينها .. لا .. بل كنت في أوج غضبي .. وصلت ناحية الجدار .. لا تستطيع التحرك خطوة أخرى .. اقتربت منها .. وأمطرتها بنظرات ثائرة .. أرغب بأن أخيفها .. وهذا .. ليس سوى البداية فقط ..

لأنها يبدو لم تتأثر بكلامي .. وصرخت : بعــد عني .. بعـــد عني يالحقير ..

لم أنظر لشيء غير عينيها اللتان أصبحتا سكنا للدموع .. رفعت يدي بهدوء .. وهي حركت بؤبؤي عينيها إلى حيثما تتجـه ذراعي .. وضعتها على رأسها .. فرغم أنني غضب منها .. رغم كل ما تفعله لي .. أظل أحبها .. ولا أستطيع تأذيتها ..

أبعدت يدي وصرخت : بعـد عني .. لا يكون حاسبني ضعيفة وبتطلع عضلاتك علي ؟ أنا أعرف أدافع عن نفسي ..

ضحكت منقهرا من نفسي .. من هذا القلب الغبي الذي تعلق بأكثر الخلق كراهية له .. ضحكت وأنا أسمع صرخاتها .. ألا تكف هذه عن العبث معي : وشلون الحلوة بتدافع عن نفسها ؟

لم أعي إلا وهي تصفعني .. أتتسائلون ما ستكون ردة فعلي : لا تتمسخر .. وتضني وحدة سهلة بسهولة بتعطيك الي تبيه ..

ضحكت ثانية .. وأنا أود أن أبكي .. أبكي على حـالي .. لأنني أيقنت أن اللين لا ينفع معها .. فرفعت يدي هذه المرة صفعتها ثم .. أمسكت شعرها .. همست بألم وغضب ووجع : يألمج ؟ ( شددته أكثر ) تحسين إن شعرج بيتقطع ؟

صرخت : آآآي .. ترك شعري يالنذل .. يـ ..

ضربت رأسها بالجدار : جب .. سكتي .. ما ابي أسمع ولا كلمة ..

لم تجب .. لكن دموعها التي انهمرت كـ السيل على وجنتيها .. أجابتني بأنها تتوجـع .. بأن ما فعلته بها آلمها وبشـدة .. ولم يكــن أقل من ما أشعـر به ....

مضت ســاعة من زمن .. وأنا تركتها تنتحب كما تريد .. مقيدة بناظري .. لم أبتعد عنها شبر واحد .. منعتها من الجلوس .. فلتتكسر عظامها .. فليقتلها الألم .. وتريحني ..

/

[ منتهـى ]

كنت أبكي .. ولكن من دون صوت .. والشعور بالعجـز .. بالفقــد .. بالوحــدة .. كبل أي أمل بالنجـاة من بين يديه .. أغمضت عيناي .. ورفعت كفي أدلك بهما رأسي الذي يدور .. وشعري الذي تقطع بسببه .. ولم أفتح عيناي إلا حينما سمعت صوت والدتي وعمي .. يبدو أنهما عادا من سفرهما .. عادا .. ليكملا ما بدأ به ذالك الجــلاد ..

قالت أمي وهي تتقدم نحوي : شفيها منتهى ؟ شصاير لها ؟

ليقول مازن وهو ما زال غضبانا : لا تتقربين منها .. خلها تتأدب .. بنتكم واااجد مدلعة .. ويبي لها تتعلم الاحترام ..

قالت أمي : شسويت لها ؟ خلني أشوف بنيتي ...

لأقول أنا بصعوبة : تباعدي عني .. أنا مو بنتج .. لو كنت بنتج .. كان حنيتي علي وما تركتيني بروحي مع هـ الوحش ..

ليصرخ : سكتيي .. قايل لج ما ابي اسمع صوتج .. ( التفت لأبي ) عمي لو سمحت ممكن تطلعون برى .. وتخلوني أعلمها شلون تحترمكم وتحترمني ..

أمي كانت تبكي .. أضنها دموعا مزيفة .. فقلبها أصغر من أن تستوعب أن ابنتها تتألم .. أما عمي القاتل .. فكان غارقا في الصمت .. ولم أسمع بعدها إلا صوت خطواته تقترب مني .. طلب من جلادي الابتعاد .. وجلس بجانبي .. رفعت ناظري له .. فرأيته يبتسم : شرايج منتهى ؟

رمقته بإحتقار : في شنو ؟ فيك ولا فيه ؟ تراكم اثنينكم وجهين لعملة واحدة .. ناس واطية و ..

صفعني على الجهة الأخرى .. لم أبكي .. بل ضحكت : ما قلت لك ؟ انكم مثل بعض .. بس تدري .. لا لا .. ( ارتفعت صوت ضحكاتي ) صفعته كانت أقوى .. لأن يدك المسكينة تعبت كثر ما تضرب وتقتل .. ويبي لها شوية تدليك .. واللحين جى الدور له .. صدقني تعبت .. روح ارتاح .. خله يكمل الي بديت فيه ..

رمقني بغضب : يكمل شنو يـ ..

قاطعته : يكمل علي .. أول شي أبوي .. بعدين أخوي .. وما بقيت إلا أنا .. ناوي تتخلص مني علشان تتهنى بحـلال أبوي كله .. لأني أقاسمك فيه ....

أحـاط بكفه رقبتي : السانج هذا يبي له قص .. ( ضحكت أنا فضغط على رقبتي أكثر .. لحين أن شعرت بلاختناق ) ليش ساكته ؟ تحسين روحج بتفارق ؟ انتي متى بتفهمين إنج لو ما أنا لميتج كان انتي بالقبر معاهم من زمان ..

أحاول أن أبعد كفه عن رقبتي : لا تتمن علي .. كل هـ الخير الي ان عايش فيه من عند أبوي .. وصدقني بالقبر معاهم أحسن من مقابلة وجهك الـ ..

ضغط أكثر .. وارتفع صوت سعالي .. أغمضت عيناي بضعف .. تمنيت أن يزورني الموت الآن .. ويكون جرم قتلي معلقا برقبته إلى قيام الساعة .. لكنه لم يدعني أكمل ما أتمناه .. لأنه رماني على الأرض .. ولأنني كنت على وشك الاختناق .. طرق رأسي بلأرض .. وصرخت : آآي ..

كانت حينها أنفاسي تتلاشى .. فــالوجــع الذي أصابني أكبر من أن أحتمله .. وما إن رأيت الدم .. حتى أغمضت عيناي .. وســـافرت إلى عــالم آخـــــــــــــــــــر .........

==

يا ربِ .. بك عرفتك وأنت دللتني عليك .. ودعوتني إليك .. ولولا أنت لم أدرِ ما أنت ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الثــامن عشـر ..







مســـاء الخير\صباح الخير

شلونكم ؟؟

اتمنى ان البارت عجبكم ..

تقرؤون في الجزء الجاي ..

[ 19 ]


جلست جانبها .. وضعت رأسها في حجري .. ودموعي بدأت بالسيل : منتهى .. منتهى قعدي .. منتهى شفييج ؟ شسوى فيييج الحقير ؟ منتهى .....

\

اممممم .. ما بكمل ..

انتظروني بالبارت الجاي ..

ولا تنسونا من الدعاء ..

أشوفكم على خير ..

اختكم ..





[ 19 ]

يــا فـــارسي ..

الذي حملتني فوق فرسك الأبيض ..

وجبت بي مدن الأحـــــلام ..

يـــا فـــارسي ..

الذي انتـــظرت لقياه شمسنـــا ..

وشــاركني الغيـــم السفــر لعوالم الخيـــال ..

وأنـــا أرســم .. وألـــون تفـــاصيـــل اللقــــاء المرتجــى ..

يـــا فـــارسي ..

صحيح أن البـــعـــد طـــال ..

لكن الأمـــل بالبارئ ما زال كبيـــرا ..

بأن ألتقيك واقعـــا لا حــلمــا ..

اليـــوم .. أو غـــدا ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة, بقايا, رجعك

جديد منتدى همس للقصص وحكايات وروايات

وش رجعك الكاتبة بقايا امل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: وش رجعك الكاتبة بقايا امل لموضوع: وش رجعك الكاتبة بقايا امل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية جثة في المكتبة الكاتبة جاثا كريستي همس الشوق همس أجاثا كريستي 3 25 - 1 - 2024 10:00 PM
الكاتبة البريطانية غاثا كريستي ملكة الغموض والجريمة ورائدة الروايات البوليسية همس الشوق همس أجاثا كريستي 3 19 - 1 - 2024 10:27 AM
وش رجعك بالله بعدك تبيني هيبة أنثى همس الشعر والقوافي 10 16 - 9 - 2013 06:38 PM
وش رجعك توني بديت اقوى همسه همس عالم حواء 9 3 - 2 - 2013 03:53 PM
على بالي حبيبي اغمرك ماتركك اسرقك ما رجعك عشق.. همس موبايلات الاندرويد 13 8 - 12 - 2011 09:04 AM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 08:58 PM



شبكة همس الشوق ترحب بكل العرب

SEO by vBSEO