:: قصيدة الإعجاب يسرني والتعليق يزيد الطاقة (آخر رد :حمدفهد)       :: وتكبر الدنيا بعيوني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: اللحوم والدهون تسرطن الجلد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حين يكسرك القريب ويجبرك الغريب (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة احداث السيرة النبوية/الحلقة السادسة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سفراء النبي صلى الله عليه وسلم/5/العلاء بن الخضرمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الشاعرة والاديبة الفلسطينية مي زيادة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علماء وعباقرة العرب/10/ابن ابي اصبيعة اخلاقيات الطب وتاريخه (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/البابليين يلجاون للاختباء خوفا من الاشوريين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/اتفاقيات الاشوريين للتجارة مع الاناضول (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بغداد ياحسرة قلوب السلاطين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه نور في غسق الدجى (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: روايةقلب المحب دليله رواية سعودية رومنسية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قصيدة هيضت خافي أحزاني (آخر رد :حمدفهد)       :: ابسط وجهك للناس تكسب ودهم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/سعدي يونس/لزوم ما لا يلزم (آخر رد :الــســاهر)       :: روائع الشعر العراقي/نازك الملائكة/اغنية الهاوية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي/كريم العراقي/سبحان الله الغفار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: يا نصفي الثاني من العمر مسموح (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدة شوقي وذوقي (آخر رد :حمدفهد)       :: حدود دول وأقاليم غريبة تقع فعليًا داخل دول أخرى/بارل هرتوغ وبارل ناسو (آخر رد :عيونها لك)       :: توائم عن أشهر المعالم السياحية التاريخية في العالم/معبد أنغكور وات / معبد بوروبودور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: قبائل منسية اختار البقاء بعيدا عن الحضارة /قبيلة تورومونا السكان الاصليين في بوليفيا (آخر رد :تووفه الحربي)       :: علاجات غريبة كان يعالجون فيها قديمًا /علاج جميع الامراض المزمنة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الأصيله (آخر رد :تووفه الحربي)       :: بر الوالدين (وبالوالدين إحساناً) (آخر رد :عيونها لك)       :: التفسير الموضوعي للجهل في القرآن: دراسة لآية “يحسبهم الجاهل أغنياء” (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصيدةفي الجو الرهيب (آخر رد :حمدفهد)       :: قصيدة هلاك المحبين (آخر رد :حمدفهد)       :: طريقة عمل خبز الثريد (آخر رد :عيونها لك)       :: هل خطر ببالك يوما الأعمى ماذا يرى (آخر رد :عيونها لك)       :: عظمة بعض الكلمات (آخر رد :عيونها لك)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ابو طلال (آخر رد :الــســاهر)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ثلوج دافئة (آخر رد :الــســاهر)       :: قصيدة عزاه لمن دكه الهوجاس (آخر رد :حمدفهد)       :: سلسلة اعلام المسلمين/الامام الثقة عبدالله بن ابي نجيح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ السلالات في التاريخ/11/الصفويون (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سيرة العشرة المبشرة/11/عمر بن الخطاب/ج2 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم/سورة العصر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تفسير اسماء الله الحسنى/الحكيم (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: كلمات متوهجه (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: أصدقاؤك مثل أسنانك (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رواية ليتني عرفتك باول العمر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايةسئمت المثاليه فقررت الانحراف (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية ذكريات قصر عمي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سالم يقود الأخضر في خليجي 26والعقيدي يعودويعتذر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: التفاوت بين البشر وأعمالهم (آخر رد :حوريه)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا أسير الصمت (آخر رد :عيونها لك)       :: رواية لو كرر التاريخ امرأه اخرى مـثلك لـعشقت الخيانة ياسيدتي (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا فيرتي سبيرم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: جنود مجندة (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: لك غلا واحساس صادق مع البوح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية جبروت الأبتسامة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: رواية امراة في ظل الاسلام (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/تعرف على السفن النهرية البابلية (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا الشيخة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ماعرفت افسر اسراره (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه لقيطه في الثلاثين تروي بجرأه كل مايدور (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الى لندن (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ياليل فيك أسرار (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حمدفهد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: لحظات مختلفة (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: يكفي حنيني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: فقدنا في ليالينا مواعيد وفقدنا ناس (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حل مشكلة هاك الشكر عند ترقية النسخه الى 3.8.11 او 3.8.12 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا ياسر بريمادر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا وطن قلبك (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا شبية الريح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا نجـــــــم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا برستيج انثى (آخر رد :تووفه الحربي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا حُلم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حيرتني يا ضنيني (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الكنز الداخلى (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا نور سعيد (آخر رد :تووفه الحربي)       :: كفو الملامة (آخر رد :عيونها لك)       :: السلام عليكم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: انا المتيم لم اتب (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: دعونا نرحب بضيفنا الجديد حياك الله يا دانه سعيد (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: رواية شكيت من حظي وخيبتني ظنوني للكاتبة بحر الغلا (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: قصص من التراث العراقي/الف ليلة وليلة/الدرويش الاول (آخر رد :عيونها لك)       :: معركة فتح الاندلس بين المسلمين والصليبيين (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة التابعي الجليل/ جعفر بن موسى (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة الصحابية الجليلة/14/اروى بنت عبدالمطلب (آخر رد :عيونها لك)       :: سيرة الصحابي الجليل/17/الضحاك بن قيس (آخر رد :عيونها لك)       :: تفسير أيات سورة الشعراء (آخر رد :عيونها لك)       :: سلسلة الاخلاق الاسلامية/12/التعاون (آخر رد :حوريه)       :: شريان تدفقي (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: من منا قام بشكر اخطاءه يوما (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: كن ناصحا لا فاضحا (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: تاريخ العراق القديم الملك شمش شوم اوكين واستلامه المنحة المالية (آخر رد :البارونة)       :: بهذه الحياه من المستحيل (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: الحياة مجرد كتاب (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: روائع الشعر العراقي اديب كمال الدين قرر ان يذهب اليها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي بدر شاكر السياب سوف امضي اسمع الريح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روائع الشعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد واخيرا نطقت بها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: روايه ما فادني زينه كامله (آخر رد :عيونها لك)       :: في بحر الحياة (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: رفقاً بأناملناوعطفاً على أعيننا (آخر رد :نظرهـ خجولهـ)       :: قالو صاحبك رحل (آخر رد :تووفه الحربي)       :: تاريخ العراق القديم/اول تعداد سكاني جرى في عهد السومريين (آخر رد :تووفه الحربي)      

 

{ شبكة همس الشوق  )
   
 
 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


همس للقصص وحكايات وروايات خاص بشتى انواع القصص الواقعيه والخياليه



وش رجعك الكاتبة بقايا امل

همس للقصص وحكايات وروايات


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم احباب اموات في حادثة اغتصابي كرهت حياتي عشرا
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 7 - 8 - 2014, 03:28 AM   #11


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



لا شيء .. لا شيء .. لا شيء ..

عدى .. حــزني الجلاد ..

وابتسامتي الضحية ..

أنت لاشيء

بنسبة لي ..

قلت لها بصدمة : هذا البيت ؟

هزت كتفيها : ما أدري .. أول مرة أشوفه ..

بهدوء : اسمها بيان صديقتج ؟

هزت رأسها بإيجاب : ايي ..

ابتسمت : ايي .. اتصلي فيها خلها تطلع ..

كانت تضغط على زر الاتصال وأنا أنظر إلى باب الدار .. إذن بيان صديقة منتهى .. شتان بينهما ! تلك شعلة من النشاط والحيوية .. وهذه شعلة منطفئة !

لتطل علينا بهيئتها المعتادة .. ورأيت علامات الدهشة على ملامحها حينما رأتني .. لأن الأخرى .. أي منتهى .. منكسة رأسها .. خجلة من لون عينيها !

فتحت النافذة : هلا بياان ..

قالت لي بصدمة : يعقوب .. شتسوي مع صديقتي ؟

ابتسمت لها : دخلي السيارة وبعدين بتعرفين ..

وما إن دخلت .. التفت لمنتهى : منتهى .. تقدرين تمشي ؟ أقدر أروح ؟

رفعت رأسها بهدوء : لا ما تقدر .. تشتري لي عدسات مثل ما رميت عدساتي ..

ابتسمت ثانية : جربي تعيشين بدونهم .. واذا ما قدرتين قولي لي وباخذ اوكي ..

قالت بيان بفوضوية : فهموني يا جماعة شسالفة ؟

==

امممم .. شلون عرفتها ؟ ( ابتسمت ) كنت طالع من الجامعة .. أدور من شارع لشارع بسيارتي .. ضايق صدري .. لأن الي كان معاي بالشقة طلع واحد خمار وعنده سوالف وسخة .. وكان لازم أدور لي على شقة ثانية بس من كثر ما خلقي ضايق ما لي نية أدور .. وكنت محتار شلون أرد الشقة .. كنت أمشي سرعة .. إلا أشوف كائن حي طالع لي في وجه السيارة .. ضربت بريك قوي .. ونزلت من السيارة .. شفتها طاحت على الأرض .. وشعرها مغطي حتى وجها ..

*

.

صار فيج شي ؟

رفعت رأسها .. وناظرتني بعصبية : انت ما تشوف ؟ أرواح الناس لعبة بيدك ؟

ابتسمت لها .. كانت طفلة مراهقة : آسف .. ما كان قصدي أخرعج .. بس انتي الي طلعتي بطريقي ..

بعناد قالت : الطريق مو طريقك .. وين أسمك ؟ ما أشوفه مكتوب على اللوحة ..

جعلتني أضحك وبشدة : انتي من وين ؟ شكلج عربي على اوربي ..

احمرت وجنتاها ونهضت بصعوبة : مو شغلك ..

بدى لي أن رجلها تألمها : تعورج رجولج ؟ آخذج المستشفى ؟

صرخت في وجهي : مو شغلك ..

*

بعد هذا الموقت الي صار .. تشجعت اني أدور لي على شقة ثانية .. وفعلا حصلت .. وبنفس الشارع الي لقيتها فيه .. وكان جنب شقتي حديقة .. كنت أتردد عليها على طول .. ولقيتها هناك .. قاعدة في زاوية بروحها .. وتقرأ مجلة .. رحت لها .. وحاولت أعتذر لها .. لكنها صرخت في وجهي .. وأجبرتني أبتعد ..

==

كنت واقفا خلفهم .. ساندا جسدي على السيارة .. أمام البحر .. وأستمع لما تقوله لبيان .. بفضول كبير .. فقبل هذا .. رفضت النزول من السيارة إلا أن تغطي عينيها .. فأعطيتها نظارتي الشمسية تدبر بها أمورها بعض الوقت ..

أما من جانب منتهى .. فرفعت خصلة من شعرها المتطاير .. ووضعتها خلف أذنها : وكأن الصدف تجمعنا مع بعض .. يمكن عشر مرات شفته في الحديقة الي كل يوم أزورها .. وكل يوم أطلع وأنا مهاوشته .. لكنه ما يمل .. ويجي لي يتحجج فيني .. انتي من وين ؟ وشنو اسمج ؟ وفي مرة من المرات .. كنت كعادتي قاعدة أقرأ .. إلا حسيت بأحد يحضني من الخلف .. ارتبكت .. ولفيت راسي لورا أشوف من ..

*

.

هييي أنت .. بعد عني ..

كان رجلا يبدو على ملامحه الشدة .. وأنه ليس في وعيه أصلا .. أخذ يتمتم ببعض الكلمات بلغته التي لا أجيدها تماما .. أخذت أصرخ .. ولأن الوقت كان عصرا .. لم يكن هناك إلا الأطفال .. فلم أجد من يبعدني عنه ..

بعد عني .. تعالوووا بعدوووه عني .. يالحقييير ..

لأسمع صوتا من خلفي .. صوتا مر على مسمعي من قبل : ابعد عنها ..

وضربة هنا وهناك في جسد ذلك الرجل .. ألقته على الأرض ..

التفت إليه .. كان هو .. أجل .. ذاك العربي الذي يضايقني .. لتملأ عيناي بالدموع .. وأخذت أبكي بحرقة .. جلس بجانبي .. وأخذ يواسيني .. وبعد عدة لحظات ..

" ما قلتي لي شنو اسمج "

ابتسمت له : منتهى ..

قال لي : حلو اسمج .. وأنا اسمي أحمد ..

ضحكت بخفة : انت بعد اسمك حلو .. ( نهضت ) مشكور أحمد ..

==

صرنا نتقابل كل يوم في الحديقة .. وعرفت انها تدرس في مدرسة داخلية .. يعني بس في الاجازة ترد لأهلها .. وعرفت إن أبوها توفى .. وعمها وأمها أجبروها على الدراسة بأمريكا .. كنت أواسيها .. وأشجعها .. كنت أرشدها وأنصحها .. كانت صغيرة .. حوالي عمرها 15 سنة .. أي .. فبسهولة كسبتها .. وصارت تثق فيني ثقة عمياء .. كانت تناديني مرة بابا .. ومرة بأني أخوها .. كنت ذاك الوقت فرحان .. إلا طاير من الفرح .. لأنه شعور حلو لما تعرف إنك شي مهم ومميز لشخص ما ..

ومرت السنوات .. وصارت في آخر سنة في المدرسة .. كانت تقولي إنها بتدرس مثلي طب .. آنا أدرس ماجستير .. وهي تدرس من البداية .. علشان نصير مع بعض .. كانت تعتبرني السند لها في كل شي .. فأبعدت عن بالي فكرة إني أسافر وأخليها .. وقبلت باقتراحها ..

لحين سيطرت على كل ذرة في عقلي وقلبي .. منتهى ملكتني .. لحين صارت بمثابة الهوا الي أتنفسه .. منتهى بدون ما تقصد خلتني أهلك .. وأهلك في بحر .. لا .. في محيط حبها ..

=

حبيته .. وعشقته بجنون .. وكنت أضن إنه يعتبرني أخته أو بنته مثل ما أنا اقول له .. ما حبيت أبرز مشاعري ناحيته .. علشان لا أخسره .. لأنه الشخص الوحيد الي خلاني أحس بأن الحياة لها طعم حلو ولها جانب مشرق بعد ما مات أبوي الله يرحمه ..

وآخر يوم في المدرسة .. طلعت معاه للجبال .. لأني من مدة كنت أقوله ودي أتسلق جبل .. فحقق لي رغبتي .. وكانت مفاجئة اني خلصت المدرسة هي الجبال .. فرحت واجد .. وكانت أحلى أيام عمري .. وكان هذا اليوم الي اعترف لي فيه أنه يحبني .. وسألني إذا أرضى أكون زوجته .. بيخطبني أول ما نرد البحرين ..

وقتها ما عرفت شنو أرد .. صدمتين في نفس الوقت .. كل الي سويته إني ضليت اصييح .. وهو يمسح دموعي مستغرب .. وقال لي أنه آسف واذا ما أبيه ما عنده مشكلة .. وأنسى انه قال هـ الشي .. لكني قلت له إني أبادله نفس الشعور .. وإني موافقة ..

==

لما قالت لي انها بعد تحبني .. لما قالت لي أنها موافقة .. حسيت إني خلاص .. ملكت الدنيا وما فيها .. حسيت إن الدنيا ما تكفي السعادة الي أحملها بقلبي .. وعشنا مع بعض سبوع .. كل واحد فينا يعرف مشاعر الثاني اتجاهه .. وهـ السبوع .. كانت نهايته .. اليوم الي تطلع فيه نتيجتها .. اليوم الي اتصل لها عمها .. وقال لها تجي له الشقة .. إنه موجود .. ( امتلأت عيناي بالدموع ) ما ودعتني .. ما سلمت علي .. ما قالت لي أحبك .. كل الي قالته إنها بترجع .. وراحت شقتها .. ومن ذاك اليوم ما شفتها ..

==







دخلت الشقة .. ولقيت عمي واقف معصب .. سألني وين كنت فيه .. قلت له مع أحمد ماخذني للمدرسة أجيب شهادتي .. ولأنه يعرف بأني أعرف أحمد ما حقق معاي واجد .. سألني عن نسبتي .. وكانت 97 .. ما ظهرت منه أي ردة فعل .. قلت له بفرح أني أبي أدرس طب .. قال لي اوك .. بس مو هني .. في البحرين .. تلاشت فرحتي .. أصريت اني بدرس هني ولة ما أبي أرد البحرين .. لكنه قال لي إن ما عنده ميزانية .. وانه حجز لي تذكرة .. واليوم احنا رادين البحرين ..

ومثل ما أجبرني أدرس بأمريكا .. أجبرني إني أرد البحرين .. ما رضيت اني أطيع كلامه .. وطلعت من الشقة أركض .. بروح لأحمد .. كنت أصيح .. وأحس إنه وراي يلحقني يبي يردني .. كنت أركض وأركض .. وصلت للشارع الرئيسي .. الي بس أخطره .. ما يبقى شي وأوصل لأحمد ..

كان فيه سيارات واجد .. وقفت انتظر لين الشارع يفضى .. لكن .. كان وراي .. خفت ياخذني عن أحمد .. وركضت في الشارع .. وما حسيت .. إلا بشي يصدمني .. واوتعيت وآنا في المستشفى بعد 4 أشهر كنت في غيبوبة ..

كان كل شي فيني ما يتحرك .. كنت عاجزة حتى اني أرفع يدي وأمسك كاس الماي .. كنت شبه ميتة .. وما كنت بأمريكا .. كنت في بلد ثاني .. كنت بألمانيا ..

ثمانية شهور قضيتها في ألمانيا .. لين ما تحسنت .. وصرت أقدر أتحرك .. أقدر أتكلم .. لكن .. ما كنت أحس بالحياة .. لأن أحمد ما كان معاي ..

==

من مكان لين مكان .. ما خليت أحد ما سألته عنها .. لين وصلت لرقم عمها .. كلمته .. وقال لي بأنها عاجزة .. قلت له اني أبيها حتى لو فيها بلاوي الدنيا كلها .. قال لي القدر ما كتبها لك .. ورفض هـ الشي .. رديت البحرين .. وسحبت كل أوراقي من أمريكا .. دام منتهى مو هناك أنا شنو أسوي ؟ وبصعوبة .. لقيت عنوان بيتهم .. رحت .. وحاولت أدخل .. لكنهم منعوني .. ولقيت عمها الحقير .. وما رضى يدخلني .. رديت يوم ثاني .. لكني ما لقيت أحد في البيت .. لأنهم انتقلو لبيت ثاني ..

==

ضممته إلي .. كان يبكي .. وأنا أطبطب على ظهره .. لا أستطيع فعل شيء لمواساته .. ولو كنت أعلم لمنتهى عنوانا لأرشدته إليها .. وينتهي عذابه ..

لأقول له : كل شي في صلاح وحكمة .. يمكن هذا كفارة عن ذنوبك .. واذا كان في شوفتها خير .. راح تلقاها صدقني ..

ابتسم بضيق وهو يمسح دمعه : مشتاق لها .. وربي إن الشوق مقطع قلبي ..

التزمت الصمت وتركته يكمل : خاطري بس أشوفها لو من بعيد .. خاطري بس أسمع صوتها .. خاطري بس تلتقي عيوني بعيونها .. ما أدري هي شلون الحين عايشة ؟ ما أدري شنو تسوي بهذا اليوم ؟ أنا متأكد إن حالها موب أحسن من حالي .. بس كل الي أقدر أقوله .. الله يوفقها .. ويمسح على قلبها .. واذا الله مو كاتبني لها .. يرزقها إلي أحسن مني ..

ابتسمت : أفهم من كلامك إنك قررت تنساها ؟

هز رأسه نافيا : موب أنساها .. أصلا هذا الشي مستحيل يصير .. وحتى لو كنت على وشك اني أنساها .. بذكر روحي فيها غصب .. أنا أقصد إن أبدأ حياة جديدة .. أبي أعيش مثل الناس .. أبي أتنفس .. أبي أفرح .. أبي أضحك .. ما أبي أعيش مجرد انسان تلعب فيه الذكريات .. وعايش على أمل كاذب ..

==

أغلقت باب سيارتها .. وسندت رأسي على المقعد .. أغمضت عيناي .. لا أرغب بسماع صوت بكائها .. لا طاقة لي على رؤية دمعها .. كم أتمنى أن تجد مرادها .. كم أتمنى أن تلتقي به وينتهي انتظارها ..

تنهدت بعمق .. وكلي تصميم بأن أقدم لها المساعدة ..

دخلتا السيارة .. وجلستا في المقعد الخلفي .. ألقيت عليهما نضرة .. كانت تضع رأسها على كتف بيان .. تنظر في الفراغ .. وقد خلعت النظارة ..

ابتسمت .. مالي أنا ومال عينيها ؟ أراقبهما وكأني المسئول عن سلامتهما .. أجل .. لكي تستطيع أن ترى فارسها الراحل ..

همست لبيان : آخذها بيتكم ؟

هزت كتفيها بحيرة : ما أدري .. شكلها تعبانة ..

حركت السيارة .. وطول الطريق .. كنت ألقي عليها نظرة من المنضرة .. فأراها تنظر نحو الفراغ .. أوصلت بيان لمنزلها .. وسألتها عن طريق منزلهم : منتهى ..

لم تجبني .. كررت مناداتها لحين أجابت : نعم ..

ابتسمت لها : وين بيتكم بوصلج ؟

قالت لي : مشكور .. واجد تعبتك معاي .. أقدر أروح البيت بروحي ..

لم أشأ ازعاجها .. أركنت السيارة جانب الطريق .. وترجلت منها .. وما إن جلست في مقعد السائق ناديتها .. وحينما أجابتني قلت لها : عطيني تلفونج بكتب لج رقمي ..

تبسمت : ما يحتاج ..

قلت بإقتناع : يحتاج .. اذا احتجتي شي أنا موجود .. وما بردج إلا لسانج ..

==

تفضلي .. حياج ..

قالت لي بعد أن قبلتني : شلونج ؟

ابتسمت لها : بخير ..

وبعد أن أدخلتها غرفتي : دقايق بس .. بجيب العشا ..

أجابتني ضاحكة : لا تجيبين شي .. مسوية رجييم ..

ضحكت : للحين انتي والرجيم ؟ ما تأدبتي ؟

قالت لي : لين الحين .. ورضا كل يوم والثاني هاوشني بسج من الرجيم ..

ابتسمت لها : ان شاء الله مرتاحة معاه ؟

قالت بسعادة : واااجد .. مدللني .. وما أتمنى شي إلا وعطاني إياه .. صحيح إن مرت 3 أشهر من خطوبتنا .. لكن أحسه واجد يحبني ..

جلست بجانبها : الله يخليه لج ..

مدت ذراعها خلف ظهري : يلله آنا أسمعج .. قولي سالفتج من طق طق لين السلام عليكم ..

تبسمت بضيق : السالفة وما فيها إن أبوي يبيني أتزوج واحد من ربعه .. ما رضيت .. قلب علي الدنيا وطردني من البيت .. وجييت أعيش عند أميرة ..

بدا القهر واضحا على ملامحها : يا ربي .. متى بكف عنكم شره ؟

ابتسمت بذبول : الوقت الي بياخذ فيه الله روحه ..

==

نادتني والدتي للعشاء .. نهضت مكرهة .. فالضيق مسيطر عليّ .. كنت موقنة أن خلفها شيء تخفيه عني .. لكني لم أتصور أن تكون قصة حب طاهرة انتهت بهذا الشكل !

جلست على المقعد .. ننتظر قدوم محمود للجلوس على طاولة الطعام .. وتفكيري مازال غارقا بها .. فمنتهى قد تعرفت عليها في أحد غرف الدردشة التي كنت أزورها بعض الأحيان .. منذ عدة أشهر .. إلتقيتها عدة مرات في أماكن عامة .. وانصدمت اليوم حينما قالت أنها ستأتي إلي منزلنا ..

منتهى في منتهى الطيبة .. أشعر بأنها على نياتها .. نظرتها سوداوية للحياة .. حاولت مرارا أن أفهمها .. وأفهم سبب هذا التشاؤم .. لكني لم أعثر على سبب مناسب .. لتعترف لي اليوم بكل شيء .. من دون أن أطلب منها .. كم أحبها .. وأتمنى لها الخير .. بل كل الخير ..

ليطل علي ويصرخ بي : قومي البسي لج شي .. عماد عند الباب ينطر ..

نهضت مسرعة لغرفتي لأخذ شالا أغطي به شعري .. وابتسامة شقت طريقها على ثغري .. عماد هو أخ فطوم .. أي أخ ذاك المغرور عمار .. أكبر مني بسنة .. لكنه حبوب وطيب القلب .. أحبه كما أحب علاوي ..

جلسنا على مائدة الطعام بعد أن حظر محمود .. والانزعاج واضح على ملامحه .. سأحقق معه بعد العشاء !

أخذت أطعم مروة .. وكانت زهور عند محمود يطعمها .. وكلنا جميعا غارقين في الضحك .. فحين يجتمع عماد وعلي .. يتغير الحـــال ..

ضحكت : حرام عليييك .. بغيييت أغص ..

محمود وهو يحاول أن يكتم ضحكته : وربي اذا ما سكتون المرة الجاية عماد وعلي أكلكم برى في الحوش ..

علي ببلاهة : ياااي .. نتخيل روحنا في حديقة .. تحت الأشجار على العشب الأخضر ..

وأكمل عماد : احنا سبشل علاوي لازم نكون في مكان كيووت ..

قالت أمي : عماد وعلي .. بسكم لة .. خلونا ناكل مثل الناس ..

علي : وشلون ياكلون الناس يمه ؟

أخذ محمود كوب الماء : بتسكت ولة هذا في وجهك ..

ضحكا معا وقال علي : جرب ارمه ..

أكمل عماد : على شان تراويه نجوم العصر هههههههه ..

[ عماد : 18 سنة ]

==






شقلتين ؟

قلت بهدوء : إلي سمعتيه .. أحبه ..

بنفس الهدوء ولكن بصدمة : مجنونة انتين ؟ تحبين زوج اختج ؟

وضعت رأسي فوق رجليها : اييي .. من جذي أنا واجد مضايقة ..

صرخت بي : وبكل برود تقولينها ؟ يعني جزاها انها فتحت لج بابها .. تردين عليها الاحسان بهـ الطريقة ؟

بضيق قلت وأنا أغمض عيناي : يعني أنا شنو ذنبي إني حبيته ؟ أنا الي قلت لقلبي حبه ..

بهدوء قالت : ومن قالج إن هذا يسمونه حب ؟

رفعت رأسي ودموعي متجمهرة في عيناي : يسمونه أو ما يسمونه .. يكفي إني أحس بأن قلبي يبيه .. تقهمييين .. قلبي ينبض بأسمه .. قلبي يبي قربه .. أنا ما ودي .. ما ودي أخون اختي .. بس شسوي ؟ أموت من هـ الوجع ؟

قالت لي : اييي .. موتي .. موتي وانتي مظلومة .. لا تموتين وانتي ظالمة .. يعني تبين تخربين بيت اختج ؟ اختج حامل .. شذنبه الجاهل يعيش مع أمه أو أبوه بسبب حبج ؟ على الأقل اذا متين بعيش 3 .. لكن اذا استمريتين .. بموتون هـ الثلاثة ..

==

عمــــاد ..

التفت لها وأنا ابتسم : آمري .. تدللي ..

ضحكت بخفة : عن السخافة ..

فتحت عيناي ممثلا الصدمة : أفا .. ما هقيتها منج .. تجرحين شعوري وقلبي ..

ضربتني بخفة : بتعقل ولة ما بقول لك شنو أفكر فيه ؟

اعتدلت في جلستي: وشنو تفكر فيه أميرة قلبي ؟

صرخت : عمـــــــــــــــاد ..

ضحكت : انزييين .. شنو تفكر فيه السبالة ؟

ضحكت : بسكت عنك .. اسمع .. الله يسلمك أنا أفكر في خطة ..

ابتسمت لها : خطة ؟ شنو الخطة ؟

همست لي : احلف ما تقول لأحد ..

أغمضت عيناي وفتحتهما : والي خلق هـ العيون ما بقول لأحد ..

ضحكت : مالت عليييك .. الخطة هي إن عمار واااجد مصخها .. سكت عنه واجد .. وكل يوم والثاني زاد في سخافته .. والمطلوب منك .. ان تجيب لي معلومات واجد عنه .. شنو يدخل من مواقع .. من عنده على المسن .. من يكلم في التلفون .. شهاداته .. كل شي ..

ابتسمت لها .. صحيح كلامها .. عمار زادها حبتين : عدل كلامج .. يبي له تأدييب .. وما طلبتي شي بيونتي .. بكرة ويييش ؟

بعد تفكير قالت : الخميييس ..

قلت لها : وعادة خواتي يجمعون .. بستغل الفرصة ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:29 AM   #12


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



وبعبث بأغراضه ..

ابتسمت لي بسعادة : اعتمد عليك ..

هززت رأسي بإيجاب : اعتمدي .. يوم الجمعة إذا شفتج في بيت جدتي .. بقول لج لشنو وصلت ..

==

استيقظت بذعر .. كم السعاة الآن ؟ ألقيت نظرة على الساعة الجدارية .. لأفاجئ بأنها 10 صباحا .. ياه .. كيف لم أستيقظ ؟

وبعد أن سبحت .. خرجت لأرتدي ملابسي .. فسمعت صوت هاتفي ينبئني بوصول مسج .. اتجهت له .. وكان من دعاء ..

هلا .. اذا تقدر تمرني المدرسة .. متمللة .. بقايا الحصص ما عندي شي أسويييه ..

أغلقت هاتفي .. وأخذت أكمل ارتداء ملابسي .. تعطرت .. مشطت شعري .. أخذت مفاتيحي وهاتفي .. ونزلت للفطور ..

جلست على طاولة الطعام .. منذ مدة لم أكل عليها .. ربما شهر .. فمزاجي دائما متعكر ولا يسمح لي بالصبر على أوامر والدي وسذاجة نسائه ..

وما إن مددت كفي لتناول الجبن .. حتى طلت أنيسة ..

هلا أحمد .. هلا بوليدي .. اليوم ما رحت الشغل ..

ابتسمت لها : اهلين بيج .. راحت علي نومة وما وتعيت ..

تبسمت لي وهي تجلس بجانبي : ما عليه .. أهم شي ارتحت وانت نايم .. الشغل يتعوض .. لكن الصحة ما تتعوض ..

اكتفيت بهز رأسي ومواصلة فطوري .. لتطل الأخرتان .. وصوتهما وصل قبلهما ..

تأففت وقلت لأنيسة : والي يسلمج سكتيهم ..

لم تجبني بل صرخت بهما : وبعدين وياكم ؟ الحين هذي المرة كم أهددكم فيها إني بقول لأبو وليد ؟

جلست سعاد وهي تتلمس وجهها الذي تضع عليه أحد الكريمات : سكتي يالعيوز .. مو فالحة إلا في الهذرة ..

ألقيت عليها نظرة حادة .. فباشرت بالإعتذار : ما كان قصدي .. لا تاخذين بخاطرج ..

قالت أنيسة بغرور : أنا ما برد عليج .. لأن تفكيرج وعقلج موب بمستواي ..

تبسمت .. كان ودي أن أضحك .. بل ضحكت فعلا ..

==

أخذت دفتري وكتبت لها : كسرت خاطري .. تصدقين ودي أساعدها بأي طريقة ..

لتكتب لي : ايي .. مسكينة الله يساعدها .. انزين ما قلتي لي شنو كان يسوي يعقوب معاها ؟

ابتسمت وألقيت عليها نظرة فضحكت وكتبت : هييي لا يروح بالج مني مناك ..

كتبت لها : لا تخافين خبز ايدي .. عارفتج .. هو معاها في نفس السكشن .. وساعدها مرة .. وشافها في الطريق معطلة الشارع .. بعد سيارتها .. وقالت له تبي تجي لي ..

لتكتب لي : أهاا .. حلوة لكن قصة حبهم .. خلااص أنا بدرس في امريكا يمكن واحد يجبني ..

ضحكت وكتبت لها : الحين عندج في البحرين اثنين .. واحد يموت على ترابج والثاني تموتين عليه .. وبعد تبين واحد ثالث ؟

ضحكت وقرصت يدي : لا .. أبي ..

شتسوون ؟

رفعت رأسي أنظر نحو المعلمة .. يا ربي كيف سأتخلص الآن منها ؟

قلت لها : نكتب ..

ألقت نظرة على الدفتر : أهم شي ما تقولين انكم تكتبون الدرس ؟

ابتسمت ابتسامة واسعة : تقريبا ..

مدت يدها لتأخذ الدفتر لكنني أمسكته فصرخت علي : عطيني إياه ..

ابتسمت بعناد : ليش ؟

صرخت ثانية : بيان لا تستفزيني .. عطيني الدفتر وانتي ساكته ..

ضحكت بخفة : الحين من الي يستفز الثاني ؟ من الي يراقب الثاني بكل صغيرة وكبيرة ؟

لم تجبني بل سحبت الدفتر بقوة ونظرت نحو حديثنا وقالت : كسرت خاطري .. تصدقين ودي أساعدها بأي طريقة .. ايي .. مسكينة الله يساعدها .. انزين ما قلتي لي شنو كان يسوي يعقوب معاها ؟ هييي لا يروح بالج مني مناك .. لا تخافين خبز ايدي .. عارفتج .. هو معاها في نفس السكشن .. وساعدها مرة .. وشافها في الطريق معطلة الشارع .. بعد سيارتها .. وقالت له تبي تجي لي .. أهاا .. حلوة لكن قصة حبهم ..

لم أدعها تكمل .. بل سحبت الدفتر من يدها وبضيق قلت : لهني وبس ..

نظرت نحوي والقهر يتطاير من عينيها : بدلي مكانج بسرعة ..

ابتسمت لها : وين تبيني أروح ؟

أشرت نحو طاولة في زاوية الصف : هناك ..

ببراءة قلت لها : تبيني أظل بروحي ؟ سجن انفرادي هو ؟

تبسمت وقالت : اييي .. بسرعة بدون نقاش روحي ..

هززت رأسي .. أخذت كتبي وابتسمت لفطوم .. وجلست حيث طلبت مني الجلوس ..

وبدأت بشرح قليلا .. وأنا أنظر نحو النافذة .. لتصرخ : بياااان .. وبعدين معاج ؟

تأففت بصوت واضح : لا حول الله .. خير ؟

تقدمت نحوي : السبورة في الدريشة ولة جدام ؟

ابتسمت : ورى ..

صرخت مرة أخرى : أنا واجد متحملتج .. وواجد صابرة عليج .. المفروض ما أقعدج هني .. أطلعج برى الصف .. انتي ما تستاهلين أحد يتعب أعصابه معاج ..

ما زلت مبتسمة : أدري اني ما أستاهل .. ليش أحد قالج العكس ؟

صرخت : ترااج واجد قليلة أدب .. وآنا أقول ليش أهل فاطمة متصلين يبوني أغير مكان بنتهم ؟ طلع ضاق صدرهم منج ومن لسانج ..

ابتسمت .. ولكن هذه المرة بهدوء قاتل .. التفت نحو فطوم .. فرأيت الدمع متجمع بعينيها .. ماذا عساني أقول ؟

التفت نحو النافذة .. وذهبت هي من وجهي وواصلت شرح الدرس .. لكنني موقنة .. أن كل من في الصيف أعينهم عليّ .. حاولت أن أكتم وجعي .. حاولت أن أمثل أني لست مهتمة .. ولكن .. كادت دموعي أن تلطخ خداي .. فنهضت .. وتجمهرت أعينهم علي .. مشيت نحو الباب .. وأعينهم ما زالت معلقة بي .. وبصوت يكاد يسمع : بروح الحمام ..

قالت لي : ارجعي مكانج ..

أمطرت عليها نظرة احتقار : أنا ما طلبت الاذن منج علشان تقولين أي ولة لا .. أنا بس أخبرج اني بروح الجمام .. وأغلقت الباب خلفي .. وخرجت ..

==

دخلت المدرسة .. وهذه أول مرة أدخل فيها مدرسة دعاء .. جلت ببصري المكان .. أين يكون الإشراف ؟ مشيت أماما .. لأجد طالبة جالسة على المقاعد القريبة مني ..

فرفعت يدي أعبث في شعري مرتبكا وقلت بهدوء : لو سمحتي اختي ؟

رأيتها تلتفت نحوي .. وتغطي شعرها الأسود بشالها الأسود أيضا وتهمس : خير ؟

ابتسمت لها حينما عرفتها : بيان ؟

ابتسمت ولكن ليست تلك الابتسامة التي أجدها لاصقة على ثغرها دوما : أحمد ؟

قلت لها : ايي .. جاي لدعاء .. بس ما أدري وين الاقي الاشراف ..

مدت ذراعها نحو أحد الغرف في المبنى المقابل للمقعد الذي تجلس عليه : هني .. لف يمين ومش سيدة أول باب هو الاشراف ..

ابتسمت لها : مشكورة .. بس انتي ليش مو في الصف ؟

نظرت في الفراغ وقالت بلهجة مرحة : تهاوشت مع المعلمة وطلعت من الصف ..

ما زالت ابتسامتي كما هي : بس بفوتج الشرح ..

هزت كتفيتها بعدم اهتمام : عاادي .. أصلا شرحها وعدمه واحد .. وبعدين هي ما تبيني بحصتها .. كل يوم والثاني تختلق مشكلة علشان تهاوشني ..

باهتمام قلت : تبين أكلمها ؟

قالت لي : الكلام معاها ضايع .. ماله داعي ..

قلت لها : لا .. لازم تاخذين حقج .. تعالي معاي ..

لتقول : بكيفك .. بس أنا ما بروح .. اذا تبي تقدم لي مساعدة ..

قاطعتها : قولي الي تبين ..

ابتسمت لي : حاول تطلعني .. مضايقة مالي خلق أرجع الصف ..

هززت رأسي بتفهم وقصدت غرفة الإشراف ..

==

كنت أخربش بدفتري .. حينما دخلت احداهن الفصل .. ونادت باسمي .. ابتسمت بسعادة .. يبدو أن أحمد قد جاء ليأخذني .. وبينما كنت أجمع حاجياتي .. استغربت دخول بيان المفاجئ .. وذهابها لطاولتها التي بجانب فطوم .. جمعت دفاترها .. ووضعهم في حقيبتها .. همست في اذن فطوم .. ثم همت بالخروج .. لكن صوت المعلمة استوقفها : بيان ! لا يكون حاسبة الضف فندق تطلعين وتدخلين على كيفج ؟

تبسمت بيان بطريقة أثارت غضب المعلمة وقالت بنفس ذاك الهمس : أضن عطيتج ورقة من عند المشرفة .. ينتظروني .. خليت الصف لج ..

لم تتفوه المعلمة بأي حرف .. وخرجت بعدها .. والذهول يسيطر علي .. كانت أمامي .. فناديتها : بيان ..

التفت إلي مبتسمة : برد معاج ..

استغربت في البداية لكنها اكملت : شافني أحمد مضايقة .. وكلم المشرفة .. ورضت توصلوني البيت ..

لا أعلم سبب ابتسامتي .. بيان هذه لا أدانيها .. لكنها اليوم كسرت فيّ أشياء أجهلها : حياج .. بس بسألج ..

ما زالت مبتسمة : تفضلي ..

قلت لها : ما تخافين على درجاتج ؟

ضحكت : قصدج على الي صار اليوم والي يصير كل يوم بحصتها ؟

هززت رأسي بإيجاب وصدمتني حينما هزت كتفيها بحيرة : ما ادري .. أعرف اني ساعات أمصخها .. بس الله يدري إنها ظالمتني .. وتدور أي زلة على شان تحاسبني عليها .. ( و بابتسامة تخفي خلفها بعضا من الوجع ) الله ياخذ حقي منها .. والي قالته اليوم ما بسامحها عليه ..

حاولت مواساتها لكن يبدو أنه حدث العكس : تتوقعين أهل فطوم هم الي قالو لها يباعدونج عنها ؟

اختفت ابتسامتها .. ولم تتفوه ببنت شفه .. فأكدت إلي أن ما قالته المعلمة صحيح !

==







بعد أن ركبتا السيارة .. تحركنا قاصدين منزل بيان أولا .. كان الضيق يفترس ضفائري .. فطول الوقت .. كانت بيان شاردة الذهن تنظر من النافذة .. وكنت أراقبها من حين لآخر .. لا أعلم ما الذي حدث .. لكن يبدو أنها جرحت وفي الصميم .. حينما أوصل دعاء .. سأذهب لمحمود وأحدثه .. لأن أتركها حائرة تائهة هكذا ..

كنت ألتفت إليها بين الحين والآخر .. وأراها ما تزال على ما هي عليه .. أود بأن أرى وجهها الملائكي .. لكني لا أرى إلا رأسها .. المغطى بشالها الأسود ..

استيقظت على صوت دعاء حينما قالت : أحمد .. خاطري في اسكريم ..

فهمت قصدها .. تبسمت لها شاكرة وقلت : من عيوني ..

وحركت السيارة لمكان آخر .. وحينما وصلنا لكفتريا تقوم بصنع أكواب لذيذة من الآيس كريم .. سألتهما : تبون على شنو ؟

قالت دعاء : كاكو ..

" وانتي بيان "

هذا ما قلته لها .. لتلتفت إلي وهمست : نعم ؟

يبدو أنها كانت ليست معنا .. كررت سؤالي مرة أخرى لتقول : فانيلا ومانجو ..

تبسمت : عندج ذوق ..

يبدو أنها لم تفهم ما أقصد .. فقد نزلت من السيارة .. وأتيت بثلاثة الأكواب .. مددت يدي لدعاء .. وأعطيتها كوبها وكوب بيان .. وبعد أن أغلقت السيارة التفت لبيان وأنا أمد لها بآيسكريمي : أنا مثلج .. أحب الفانيلا والمناجو ..

رأيتها تبتسم : مشكور ..

هززت رأسي .. وقصدت طريق منزلها ..

==

" مرحبا ماما "

بعد أن قبلتها في رأسها جلست على المقعد وأنا أتنهد بعنف فقالت : الا جاية من وقت ؟ توها الساعة وحدة ؟

قلت لها : صديق محمود أحمد .. اليوم جى ياخذ دعاء .. وقالي بوصلني وياها .. وجييت ..

قالت لي معنفة : عجل فاتتج الحصص ؟

قلت لها : كان عندها حصص اثرائية .. ما عليها درجات ..

نهضت من جانبي وقالت : زين .. بدلي ثيابج .. وصلي .. وسبحي خواتج .. طفشوني اليوم ..

نهضت قاصدة غرفتي : ان شاء الله ماما ..

وما إن مشيت بعض خطوات .. حتى ركضت إلي مروة .. تلحقها زهور : بيااان .. جبتيين لنا حلاوة ؟

فتحت ذراعي لها : لا حبيبتي .. بس عندي في غرفتي .. تعالو ..

قالت لي زهور وهي تمد يديها : جيبي شنطتج بحملها ..

رميت عليها حقيبتي .. لتسقط على الأرض .. ضحكنا كلنا .. وجرت شنطتي .. ومروة تمسك بكفي ..

دخلت غرفتي .. فتحت ثلاجتي الصغيرة .. وقبل أن أمد يدي لأخذ الكاكو .. اقتربتا مني بسعادة .. وأخذتا تعبثان بمقتنيات الثلاجة .. فتركتهما تأخذان ما تشاءان .. وأنا ارتميت على السرير بضيق ..

خلعت شالي الأسود .. وأغمضت جفناي .. هذا ما أفعله دوما كي أقاوم ذرف الدمع .. لكن دموعي التي حبستها من تلك الساعة .. تمردت على أوامري .. وقاومتني .. وخرجت شلالا لطخ خداي ..

غطيت وجهي بكفاي .. محاولة بأن لا تظهر تلك الشهقات المخفية .. وشيئا فشيئا .. هدأت .. مسحت دمعي .. نهضت قاصدة الحمام .. وتلاحقني أربعة أعين .. لم تكن إلا أعين الصغيرتين اللتان تبلغان من العمر ثلاث سنوات و ستة أشهر ..

بعد أن تسللت برودة الماء إلى قلبي .. وخمدت بعضا من النيران التي تشتعل فيه .. هدأت ثورة أنفاسي .. وخرجت حاملة بها المنشفة أنشف وجهي ويداي .. ورأسي ..

فرشت مصلاتي .. ولبست إحرامي .. وما زالتا تراقباني .. تبسمت لهما بلطف : مرووي .. زهوري .. اطلعوا برى شوي .. بصلي .. وبسبحكم تدرون في وين ؟

ابتسمتنا بسعادة : ايييي ..

هززت رأسي بإيجاب .. وخرجتا معا .. وفي داخلي شيء يبتسم .. كم هو سهل أن تدخل السرور في قلب طفل .. ليتني أفرح مثلهما بـ السباحة في حوض السباجة الصغير الموجود خلف المنزل ..

==

هذه المرة العاشرة التي أتصل بها ولا تجيب علي .. متأكدة بأنها زعلانة مني .. ولكني لم أفعل شيئا .. أقسم بأني لم أذنب .. وكل شيء حصل هو بسبب أحد من أفراد عائلتي .. وأحصره بين ثلالثة .. ضياء .. جهاد .. وعمار ..

خرجت من غرفتي وأنا أبكي .. أذهلهم منظري .. أي أبي وأمي ..

قلت بين دموعي : تدرون اليوم شنو صار ؟ اليوم بيان طلعت من الصف وقلبها مكسور وردت البيت .. وتدرون شنو السبب ؟ آنا .. تفهمون ..

استغربا ما أقوله وقال أبي بعدم فهم : لا تصيحين يفطوم .. تعالي قعدي .. ومسحي دموعج .. وفهمينا شنو صاير ؟

ارتميت في حضن أمي قبلتني .. وهدأتني .. وحينهما تمكنت من البوح : اليوم المعلمة الكرييهة شافتنا أنا وبيان نكتب في الدفتر .. نسولف بس بالدفتر .. ما هاوشتني .. هاوشت بيان .. وباعدتها عني .. وبيان رضت .. بس ردت هاوشتها وقالت لها ما تبيها في الصف .. وإن أهلي أنا قالو لها تباعدون بيان عني لأني أخربها ..

ضاق صدرهما .. فهذا ما التمسته من ملامحهما لتقول أمي : ومن هذا الي قال لمعلمتكم هـ الكلام ؟

قلت بقهر : ومن غير بناتج وولادج ؟ أكيييد يا جهاد يا ضياء يا عمار .. لكن ماما صدقوني .. إذا ما تسامحو من بيان .. ما بروح المدرسة .. أصلا مالي وجه أشوفها ..

وركضت لغرفتي .. وأبقيتهما في ذهول ..

==

همسة : يا رب ارحم ضعف بدني .. ورقة جلدي .. ودقة عظمي ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الخامس ..






[ 6 ]

الآن فقط !

أستطيع أن أقول ..

أننا بدأنا ..

الآن فقط ..

أستطيع أن أجزم بأننا صديقان ..

منذ اللحظة الأولى ..

التي أقبلت بها على هذه الحياة !

الآن .. أرحب بك .. وأقبل ما بين عينيك ..

أحسن ضيافتك ..

وأصدمك بعدها بطلب صغير ..

صغير جدا ..

وهو البعد عني .. أيها ..

الحـــــــزن !

كنت جالسا أمام شاشة الكومبيوتر الذي بمكتبي .. أدون بعض البيانات المهمة .. لأسمع طرقا على الباب .. قلت وأنا ما زلت مشغولا بالنظر إلى الصفحات التي بين يدي تارة .. وبين النظر إلى شاشة الكومبيوتر تارة أخرى : تفضل ..

لم ألتفت للذي هم بالدخول علي الآن .. بل نسيت وجوده أصلا .. وواصلت عملي .. لكن انتبهت لوجوده حينما طرق طرقا خفيفا على طاولتي : مو حلوة يتجاهلون الضيف ..

كان شخصا ألتقي به للمرة الأولى .. ولكن ملامحه بدت وكأنها مألوفة لدي .. لأترك عملي .. وأبتسم له : مسامحة .. لهيت مع الشغل .. ونسيت إن أحد موجود معي ..

تبسم لي .. لا أعلم لما اطربت من ابتسامته .. أشعر بأنها غير صادقة .. اممم .. ربما كانت مخادعة أو من هذا القبيل ..

قال لي : شلونك محمود ؟

يعرفني ؟ صدمت بذلك حقا : بخير .. شلونك .. ما عرفتنا من حضرتك ؟

بدا وكأنه استغرب ما قلته .. بدا وكأنه يشتعل غضبا من داخله .. لتتغير تعابير وجهه ويتضح ما بمكنون نفسه : اسمع ! تراني احذرك .. وقد أعذر من أنذر ..

تبسمت " ببلاهة " .. ماذا يقول هذا الرجل ؟ انني أراه للمرة الأولى ويهددني ! لا أتذكر أنه لي أعداء ؟

قلت له مستغربا : تحذرني ؟ ليش آنا شسويت لك ؟

نهض من مقعده .. يبدوا أنه يحاول تهدءة أعصابه .. أخذ يعبث بالملفات التي على مكتبي وأنا مستغرب منه .. من هذا الرجل المغرور ؟ لأقول بضيق : يا أخي .. آنا مشغول .. وقرب يخلص وقت الدوام ..

قاطعني : قصدك أطلع ؟ طردة ؟

هززت كتفي بحيرة : والله ترجمها مثل ما تبي .. بس اذا تبي تقعد حياك .. لكن خلني أكمل شغلي ..

ضحك .. بل ضحك بشدة .. أخذ يقهقه بطريقة مستفزة .. وأنا أراقب ما يفعل بضيق وذهول ..

لكن .. الشيء الذي لا أستطيع نسيانه .. ويعود لذاكرتي كل ما همتت بدخول مكتبي .. هو يداه التي أخذت تلقي بملفاتي على الأرض .. وتتناثر الأوراق ..

عبث بكل شيء .. ألقى بكل ما هو موجود على الأرض .. انقلب المكان رأسا على عقب .. وأنا عاجز عن النطق حتى !

==


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:31 AM   #13


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ركنت سيارتي أمام مدخل الشركة .. وما إن ضغطت على زر المصعد الكهربائي .. حتى فتح .. لم يكن خاليا .. بل كان فيه وليـــــــــــــد ..

التقت أعيننا .. الذي أذكره .. أنه يسكن في الأردن .. فقد كلفه والدي بالعمل هناك يدير أحد شركاته .. ما الذي أتى به ؟

فلأكمل لكم .. التقت أعيننا ... كانت تعابير وجهه تحتوي الكثير من المشاعر .. الحقد .. الغضب .. الضيق .. السعادة .. والسخرية !

تبسم لي .. وربت بكفه على كتفي : حيى الله دكتورنا ..

حاولت أن أبتسم .. لكن .. لم أستطع .. لأني في حالة من الذهول والحيرة .. ليكمل باستهزاء : أمداه صاحبك يستنجد فيك .. وأمداك توصل تساعده ؟

لم أفهم ما قاله .. لأنني أساسا كنت شاردا في التأمل به : ما شاء الله ما ضنيت انك سريع لهدرجة .. يلله روح لا أعطلك .. روح ساعده .. قبل ما يجي الوالد ويطرده من الشغل .. وتفشل مخططاتك ..

ابتعد عني .. وأنا بقيت كما أنا .. لا أعلم ما الذي حدث لي .. فمجرد رؤيته .. تذكرني بأشياء وأشياء قد نسيتها .. أجل .. نسيتها .. وعينيه القذرتين .. ذكرتني بها .. لكن .. لما عاد ؟ لما هو هنا ؟ لما قال تلك الجمل ؟

مهلا .. كأنه قال صاحبك .. اي .. محمود .. وهل لي صاحب غيره ؟

إذن محمود بخطر ..

هذا ما استنتجه عقلي .. لأضغط مرة أخرى على المصعد .. لحين فتح إلي .. ودخلت بسرعة .. ضغطت على الزر الذي كتب عليه رقم 4 .. وببطء .. وصلت إلى مكتب محمود .. طرقت الباب .. لم أسمع ردا .. فتحت الباب .. وهممت باقتحام المكان ..

كادت عيناي تخرجان من مكانهما .. وأنا أرى المكان قد تحول لفوضى .. فوضى عارمة .. الأوراق في كل مكان .. جلت ببصري المكان مرة أخرى .. بحثا عن محمود .. لأراه واضعا رأسه على الطاولة ..

اقتربت منه بصعوبة .. وأنا أتخطى الأشياء المرمية .. وضعت كفي على ظهره .. ليرفع رأسه ..

وأنا أيضا .. لن أنسى هذه اللحظة أبدا .. كأنني رأيت دمعا متجمعا في عينيه .. كأنني رأيت الانكسار باديا على ملامحه .. كأنني رأيت بحرا من الهم في عينيه ..

احتضنت رأسه .. وقال لي بهدوء قاتل : من هذا ؟

همست له وأنا متأكد من ما أقول : وليـد .. أخوي ..

==

حل المساء .. وفي منزل فطوم ..

صرخت في وجهه لأول مرة : تروح تعتذر لها ..

صرخ هو الآخر : لا والله ؟ آخر زمن .. آنا أعتذر لها ..

صرخت ثانية : اوكي .. لا تروح .. بس لا تكلمني .. أصلا أنا ما أتشرف تكون أخوي ..

صفعة باردة .. ساخنة .. كحال الجو الذي نعيش فيه .. نتجت عنها .. دمعة باردة ساخنة أيضا .. وابتسامة بصعوبة بالغة رسمتها .. حاولت أن أتفوه بشيء أستعيد به كرامتي التي دهسها بصفته .. ولكن .. الصدمة ألجمت لساني .. وقادتني للذهاب لغرفتي ..

أقفلت الباب .. استرخيت على سريري .. غطيت رأسي بلحافي .. وأخذت أبكي .. ولكن .. بصمت مطبق ..

أفكار تأخذني هنا وهناك .. لأمد يدي .. والتقط هاتفي .. وأقطع خلوتي مع الدمع .. بالاتصال إليها ..

==
كنت حينها .. أشبه بمنهارة .. فمحمود .. لم يعد بعد .. ولا يجيب على اتصالاتنا .. وأمي قلقلة .. وبين الحين والآخر .. يرتفع عليها ضغط الدم .. وأنا .. أسارع بعمل كوب عصير ليمون ..

أما أختاي .. فهما تلهوان خارج الدار .. في حديقة المنزل الصغيرة .. وعلي .. يجلس أمام التلفاز .. يقلب من قناة لأخرى .. ليخفي توتره وقلقه ..

" أحمــد .. "

هذا متفوهت به .. لتفترسني أنظار كل من أمي وعلي .. وقبل أن أكمل .. رن هاتفي .. لننصت لرنين الهاتف .. وخفقان قلوبنا في ازدياد ..

نظر إلي علي : يمكن محمود ..

ركضت نحو هاتفي الموجود فوق المنضدة .. انتزعته برفق وما إن نظرت إلى اسم المتصل .. لأرى بأنها .. فطـوم ..

ضغطت زر الرد .. وقد أصابهما إحباط كبير حينما قلت : هلا فطووم ..

وصلني صوتها المخنوق بالعبرة : بيان .. انتي زعلانة علي ؟

تبسمت .. يبدو أنها تبكي .. كم أحبها فطوم .. تشعر بالذنب لذنب لم تقترفه .. لكنها ذكرتني عن ما كنت غافلة عنه : الا فطومة .. وبعدين ليش أزعل ؟

عادت لنوبة بكاء أخرى : فطووم .. لا تصيحين .. اللحين صدق بزعل ..

وصلني صوتها المتعب : ليش ما تردين علي ؟

تبسمت : لما تصلتين الظهر كنت أسبح خواتي .. وما كان عندي كردت اتصل فيج .. وقلت لعلاوي يشتري لي .. ولما بغيت اتصل فيج .. امي قالت لي إن محمود لين الحين ما رجع .. وكان المغرب .. والحين الساعة 10 ومحمود ما رجع .. واحنا كلنا خايفين عليه ..

لم تجبني إلا بالسكوت .. فأكملت : فطوم ؟

وصلني صوتها ثانية : محمود فيه شي ؟

تبسمت : ادعي ربج إن ما فيه شي .. بس بسألج ..

قالت لي : بدعي له .. آمري ..

قلت لها : عندج رقم دعــاء ؟

قالت لي : اييي .. لحظة بعطيج إياه ..

==

أغلقت بيان الهاتف .. وجلست بجانبي وقالت : ماما .. أنا أخذت رقم دعاء اخت احمد .. بقول لها تعطيني رقم أحمد وسأليه عن محمود اوكي ؟

قالت أمي بتعب : طيب .. سرعي ..

كنت أنظر نحوها .. ورأيتها تضغط زر الاتصال وما إن أجابتها دعاء تلك .. طلبت منها رقم أحمد .. يبدو أن الأخرى تفاجئت من طلب بيان .. لذلك أخذت تشرح لها الأمر .. وبعد عدة لحظات .. تهلل وجه أختي فرحا .. ونهضت باتجاه أمي وهي تضغط زر الاتصال أيضا ..

رن طويلا .. ولا أحد يجيب .. ورأيت الخيبة مرة أخرى على تقاسيم وجه أمي .. نهضت لها .. كنت أود التفوه بـ " لا تقلقي " لكنها .. سرعان ما نكست رأسها وأخذت تبكي ..

أخذت أنظر نحو بيان .. وبيان تنظر إلي .. والدمع اتضح بعيني بيان .. يا ربي .. ماذا أفعل الآن ؟ أمي بحاجة للمواساة .. وبيان ستبدأ بالنحيب لبكاء أمي .. وأنا .. مكتوف اليدين .. لا أستطيع القيـــام بشيء !

==

كنت جالسا على المقعد بجانب عمار .. وأنظر إليه بتمعن وهو يكتب مسجا يريد إيصاله لإحداهن .. كنت مصمما .. أن أنفذ ما اتفقنا عليه أنا وبيان .. وبعد أن سمعت ما سمعت من أمي .. وأن أحدا ما بين الثلاثة الذين أراهم أمام وجهي قد تسبب بجرح بيان .. زادت عزيمتي ..

لا أعلم كيف خطر هذا ببالي .. لكنني قلت لعمار : عمار ..

لم يلتفت إلي .. وبقى يعبث بلأزار لكنه قال : هممم ..

قلت له : يصير أستخدم لاب توبك ؟

رمقني من طرف عينيه .. ثم قال : انزيين .. حدك ساعة ..

نهضت بسعادة : مشكوور .. أعرفك ما تقصر ..

وبسرعة ركضت نحو غرفتي .. أخذت ( الفلاش الموميري ) .. واتجهت نحو غرفته .. تناولت الاب توب .. وضعت بحضني .. وفتحته بسرعة .. وأخذت أفتش بين ملفاته عن شيء ينفع لخطتنا ..

وأي شيء سينفعنا أكثر من سجل المحادثات ؟

اتجهت لذاك الملف .. ضغطت عليه .. الحمد لله أن لا رمز قفل عليه .. قمت بعمل نسخة له في ( الفلاش ) .. جبت هذا الملف وذاك .. وعثرت على بعض الصور .. كنت أراها وأنا مبتسم .. لم أنصدم .. فهذا شيء متوقع ..

أغلق الجهاز .. أخذت فلاشي .. وهرولت نحو غرفتي .. وضعتها في خزانة ملابسي .. وطرشت لبيان مسجا ..

==

كنت جالسة بجانب جهاد .. نتبادل أطراف الحديث .. حينما جاءت أمي وجلست بيننا : اختكم زعلانة .. روحو راضوها ..

قلت لها بضيق : يمه .. هي غلطت على عمار .. فتستاهل الصفعة ..

قالت أمي : هي للحين جاهلة .. وانتون وش كبركم .. كل وحدة عندها عيال .. وتخلون بالكم وبالها ؟

قالت جهاد : الحين احنا وش سوينا ؟ هي تهاوشت مع عمار .. وبعدين عمار الي صفعها مو احنا .. المفروض تقولين لعمار يراضيها ..

كل الأعين اتجهت نحو عمار الذي نظر نحونا بضيق : لا تخافين .. براضيها .. بس مو الحين .. أول شي خلها تحس بأن الي قالته خطأ ..

قالت أمي بيأس : انتو ما منكم فايدة .. قلوبكم قاسية وما فيها رحمة .. ما أدري طالعين على من .. وأنا للحين ما هاوشتكم على الي سويتونه في بيان .. هذي عمايل تسوونها في بنت خالتكم ؟

قلت بحذر : هذا الحق وينقال .. محد مخرب بنتج إلا هـ البيان ..

قالت أمي بعصبية : الي يسمع إن بنتي الحين صايعة وعلمها الصياعة بيان .. والي يسمع بعد .. يقول إنكم ما سويتون إلي يسونه لما كنتون بسنهم .. ها عمار ؟ نسينا ؟

التفتنا له ثانية .. ليقول بعد صمت : أنا مالي دخل .. ضياء وجهاد قالو لي أتصل .. وأنا الي علي بس أتصل للمدرسة وأكلمهم ..

فتحت جهاد عينيها بصدمة : الحين عاد حاس بالذنب ؟ مو انت الي قايل انها عايرتك وتبي ترد الصاع لها صاعين ؟

قال وهو يبتسم : ومن الي قال لي الفكرة ؟؟

ليقطع حديثنا دخول فطوم .. والدمع على خديها وهي تقول : محمود من الصبح ما رد بينهم .. وخالتي صاحت وارتفع عليها الضغط ..

[ ضياء : 29 سنة ]

==





فتحت الباب وأنا أنشف دمعي بكفاي : دخلوا ...

لتدخل خالتي أولا .. ثم تدخل خلفها فطوم .. وكلهم .. لأني لا أود ذكر أعدائي البقية ..

ليتجهوا نحو أمي المستلقية على أحد الكنبات .. وعينيها لم تتوقفا عن ذرف الدمع .. فأمي قد نسيت شرب أقراصها .. جراء خوفها على ولدها الذي يغطي وجود أبيه .. فكان الخوف ونسيان الأقراص .. كل هذا دفع لارتفاع ضغط الدم أكثر من المعدل الطبيعي .. بضعفين ..

وقفت بجانب علي .. أستمع لتزاحم الأصوات .. وأتأمل الوجوه .. وقلبي يفكر باثنين .. أمي ومحمود .. كنت خائفة .. وأسمع صوت نبضي بوضوح ..

ليرن هاتفي .. ولكن نتيجة الضوضاء .. لم يلتفت أحد .. أخذته من جيب بنطالي برجفة سرت في جسدي .. وكـ المرة السابقة .. لم يكن محمود .. بل كان عماد ..

خرجت من الصالة ووقفت عند بابها : هلا عماد ..

وصلني صوته : شنو صاير ؟ تقول الخدامة بيتنا عندكم ؟

قلت بحزن : ماما ارتفع عليها الضغط .. وأنا وعلي ما نعرف شنو نسوي .. اتصلت في فطوم علشان تقول لأمك .. تجي تشوفها .. وكلهم جو ..

قال لي : انزين أنا الحين بجي .. باي ..

قلت بهدوء : بيباي ..

قبل أن أغلق هاتفي .. انتبهت لوجود مسج .. تجدد الأمل بداخلي .. يبدو أنه من عند محمود .. لكن .. تكررت خيبة الأمل .. حينما كان المرسل " عماد " ويقول :

تمت العملية بنجاح ..

==

حاولت في خالتي أخذها للمشفى .. لكنها رفضت وبإصرار .. خوفا منها أن يأتي محمود ولا يجدها .. ماذا فعل لها هذا المحمود ؟ ألا يأتي ويريح بالها ؟

رفعت هاتفي واتصلت له .. لكنه لم يجيب .. اتصلت له ثانية .. ولم يجب أيضا .. لأرفع نضري .. فأرى بيان جالسة بالقرب مني .. اوه .. عذرا .. أقصد بأنها بالقرب من خالتي .. وتجبرها على احتساء عصير الليمون !

حدقت بها طويلا .. يبدو أنها لم تكف اليوم عن البكاء .. فعينيها محمرتين .. وأنا أتذكر .. منذ أن كنا صغارا .. نخاف أن نضربها .. لأنها حينما تبكي .. لا تزول آثار الدمع .. بل يبقى احمرار بياض العين دليل بأننا أبكيناها ..

تبسمت على هذه الذكرى .. وحركت رجلي للذهاب نحو فطوم " الزعلانة " ..

طوقت كتفيها بذراعي .. لكنها حينما رأتني .. أبعدت ذراعي .. وجلست بجانب علي ..

ذهبت نحوها مرة أخرى .. جلست بجانبها .. وهمست لها : روحي لبيان .. طالعيها تعور القلب ..

احتقرت نفسي حينما قالت : ليش انت فيك قلب ؟

صصحيح ما نقوله .. فطوم لا تتمرد على ما نقوله .. فطوم مسالمة .. لكن جراء احتكاكها ببيان .. أصبحت طويلة اللسان مثلها !

حاولت اخفاء ضيقي : معاج حق .. ما عندي .. بس تسلفت قلبج .. روحي لها .. تكفيين ..

لدغني سؤالها : وليش تبيني أروح لها ؟ كاسرة خاطرك مثلا ؟

هنا .. توقف لساني عن النطق .. هنا شعرت لما قلته .. مالي ومالها ؟ سحقا لها ..

نهضت عن فطوم .. فقد أيقضت مشاعر الكراهية لتلك الإنسانة في داخلي .. لكنني لحقت تلك أي " بيان " بعيناي .. حينما قرأت الفرح في عينيها .. وهي تهم بالركض خارج الصالة ..

تبعتها .. ولنرى من هذا المتصل .. الذي أفرح قلبها الصغير ..

==

كنت على وشك البكاء .. لكنني أرغمت نفسي على السكون .. وحينما شعرت برنين الهاتف ثانية .. تجدد الأمل في داخلي .. ورفعت هاتفي .. لأقرأ اسم المتصل الذي دونت رقمه توا " أحمــد صديق محمود " ..

ركضت خارجة من الصالة .. لا لشيء .. وإنما لأتمكن من معرفة كل شيء قبل أن أقوله لأمي .. كي أخفي عنها بعض الأشياء .. لو كان مكروها لا سمح الله حدث لأخي الحبيب محمود ..

ضغطت على زر الرد : أحمـد ؟؟

وصلني صوته ولكن يبدو أن الإرهاق أخذ مأخذه منه : انتي بيان ؟

هززت رأسي وكأنه يراني : اييي .. وين محمود ؟ محمود معاك ؟

نفس ذاك الصوت وصلني ثانية : اي .. بس هو ما برد بيتكم .. بجي معاي ..

استغربت ذلك فقلت بخوف : محمود فيه شي ؟

قال لي : لا .. بس أنا تعبان وبيقعد معاي ..

كذب ما يقول : ما أصدق الي تقوله .. لو كان كلامك صحيح .. كان هو بنفسه الي اتصل .. أحمد والي يرحم والديك رد علي .. أنا طلعت عن أمي بس علشان أفهم الموضوع .. أحمد ترى أمي ارتفع عليها الضغط ... تراها واجد خايفة على محمود ..

قلت كل هذا الكلام بدون أن أخذ نفسا واحد .. ليجيبني بعد صمت : لحظة شوي ..

جلست على العتبات وسندت رأسي إلى الجدار .. ورغما عني .. سقطت دموعي .. إحساسي يقول بأنه حدث لمحمود شيئا .. محمود لا يغيب عنا .. محمود لا يتركنا ..

لكن .. ظل أحدهم .. أجبرني لرفع رأسي .. وصدمت حينما رأيته عمار .. بنظرات غريبة ..

==

اقتربت منها .. كنت غاضبا .. لا أعلم لماذا .. لا أدري ما يحدث لي في هذه اللحظة .. لكنني غاضب .. مددت كفي .. وتناولت هاتفها من دون أي صعوبة .. فقد كانت مذهولة من تصرفي ولم تستطع التفوه بحرف ..

وبهدوء قلت : ألو ؟

لم أسمع صوتا .. رمقتها بنظرة .. ووصلني صوت أحمد الذي التقيت به عدة مرات مع محمود : بيان ؟ انتي معاي ..

قلت بضيق وأنا أسمعه يتلفظ باسمها : أنا عمار .. وينه محمود ؟

قال لي بنفس الهدوء : هلا عمار .. اسمعني .. محمود في المستشفى خالين عليه مغذي .. وهو نايم ..

نظرت إلى عينيها .. فقد كانت تلتهمني بنظراتها المهتمة وأشحت بوجهي خوفا من الإبحار في تلك العينين : ليش شنو فيه ؟

وصلني صوته : صارت عنده مشكلة في الشغل .. وفنشه الوالد .. وصار شجار حاد .. تدخلت الشرطة .. ولأنه ما أكل شي من الصبح .. انخفض ضغطه .. وارهق .. أخذته المستشفى .. والحين نايم ..

كنت منكسا نظري .. لكنني شعرت بحركة .. فقد قامت من مكانها .. ووقفت أمامي .. أغمضت عيني .. ابتعدي بيان .. ابتعدي : طيب في أي مستشفى ؟

لم أستطع التركيز .. فقد أمسكت قميصي وأخذت تهزني بخفة .. ودمعها على خديها وهي تقول : شفيه محمود ؟

أغلقت الهاتف بعد أن ذكر لي اسم المشفى .. تنهدت بضيق وأنا أستمع لصوت بكاءها : قولي شفيه محمود ؟

مددت كفي لها بهاتفها وقلت بحدة أخفي خلقها مشاعري : مرة ثانية لا تتكلمين مع أحد غريب .. فاهمة ؟

لم تعر لما قلته اهتماما بل واصلت بكائها ورجاها فقلت : ما فيه شي .. تراه في المستشفى نايم ..

جلست على العتبة .. وغطت وجهها بين قدميها وواصلت بكاءها .. أشفقت لحالها .. وجلست بجانبها : صار له مشكلة في الشغل .. وهواش .. فصلوه من الشغل .. ونزل ضغطه وأخذه أحمد المستشفى .. خلو عليه مغذي لأنه ما أكل شي .. ونام لأنه تعبان ..

رأيتها ترفع رأسها .. وهي تمسح رذاذ دمعها .. لم أستطع البقاء أكثر .. فأنا أشعر بأن الأوكسجين لا يصل لرئتي .. شعرت باختناق حاد .. مما دفعني للنهوض لداخل المنزل .. لأخبر خالتي ما جرى وأطمئن فؤادها ..

==

طلت أمنا الشمس باستحياء على أبناءها .. طلت ابتسامة السماء .. لتنثر على بعض أهل الأرض .. ابتسامات لأيضا ..

أفقت من نومي حينما صفعتني بيدها .. أبعدت يدها عني .. وانقلبت الجهة الثانية .. وما إن أغمضت عيناي .. حتى تذكرت بأنني رأيت بعض النور قبل قليل .. نهضت على عجل .. لأرى أن النور انتشر في المكان .. لم أغسل وجهي حتى .. بل إنني هممت بالخروج من غرفتي .. والذهاب لغرفة محمود .. وطرقها ..

" محمـــــــود "

فتحت الباب .. رأيته يتوسط سريره .. رأيته مغمض العينين .. رأيته نائما .. اتجهت إليه .. قبلت رأسه .. وخرجت من الغرفة ..

عدت إلى غرفتي .. استحممت .. اغتسلت غسل الجمعة .. لبست ملابس " كشخة " .. خرجت من الحمام .. تعطرت .. ومشطت شعري .. وتركته مفتوحا .. وجلست على سريري .. أوقظ فطووم ..

هززتها : فطووم يالكسوولة قومي ..

فتحت عينيها بإرهاق : هممم ..

قبلت خدها : قووومي بسرعة .. خلنا نسمع شنو صار في حبيب القلب ..

رأيتها تبتسم .. وتبحث عن شيء تقذفني به .. ضحكت ورفعت يداي باستسلام : خلاص .. أسحب كلمتي ..

أبعدت الحاف .. ونهضت قاصدة الحمام .. وأنا .. سارعت بفتح النافذة .. صحيح أنني أكره الضوء .. ولكني سأنعش غرفتي بأشعة الشمس .. فأنا الآن لا أحد يفوقني سعادة ..

ما زلت أتذكر أحداث الأمس الغريبة .. كان يوما طويلا كئيبا .. بدأ مع شجاري مع المعلمة تلك .. الآيس كريم


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:33 AM   #14


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



اللذيذ الذي سأطلب من محمود شراءه لي فقد استهواني .. لحين قلق أمي عن تأخر محمود .. ارتفع ضغطها كثيرا .. اتصلت بفطوم .. جاءت خالتي وجاء معها أكثر الناس كراهية لي .. مسج عماد .. اتصال أحمد .. و تفاهات عمار ..

وآخر شيء .. هو اتصال أحمد ..

أجل .. فقد نمت على صوته .. سأحدثكم بما جرى ..

*

كنت نائمة .. حينما أيضني صوت هاتفي .. ضغطت على زر الرد من دون أن أقرأ اسم المتصل : نعم ؟

وصلني صوته الهادئ : قعدتج من النوم ؟

ابتسمت رغما عني وأنا مغمضة عيناي : ما في مشكلة .. في خبر عن محمود ؟

قال لي : اييي .. محمود قعد .. وقال لي أرده البيت ..

قلت له بسعادة : الحين الساعة كم ؟

وصلتني صوت ضحكاته : الساعة ثلاث وانص .. يلله قومي صلي .. وافتحي باب الطريق .. وردي نامي ..

نهضت بنشاط من على سريري : لااا .. بصلي وبنطره ..

قال لي وهو ما زال يضحك : اذا جييت ولقيتج قاعدة .. باخذه معاي ..

قلت باستسلام : اوكييه .. بنام .. بس انت جيبه ..

لا أعلم ما سر تلك النبرة حينما سألني : تحبيينه ؟

سكت مطولا ثم أجبته : وفي بنت ما تحب أبوها ؟

ساد الصمت بيننا طويلا .. ثم وصلني صوته البارد : الله يرحمه .. تصبحين على خير .. وادعي لي في صلاتج ..

*

" ههههه " ما بالكم تنظرون نحوي هكذا ؟ أجل .. أنا سعيدة .. لأمرين .. بل لثلاثة أمور .. أولها صحة أمي التي عادت .. وثانيا عودة محمود سالما .. وثالثها .. أحمـــــد ..

==

على غير عادتي .. صحوت مبكرا .. إنه الجمعة .. اعتدت أن أستيقظ عند التاسعة .. لكنها الآن الثامنة .. والسبب معروف .. بل لا أستطيع الإفصاح عنه ..

وهو أنني طول ليلتي هذه لم أنم .. ولم تغفو عيناي .. فصورته بين الحين والآخر تتضح لي .. لا أعلم سبب ظهورها .. قمت بهذه الأمور كثيرا .. لكن .. لم أجد صعوبة في اقتراف هذا الشيء إلا مع هذا الصعلوك .. الذي استوقفتني نظراته .. نظراته بريئة .. هادئة .. صوته هادئ .. وكل شي فيه يبعث السكينة .. لكنه بعث إلي عكس ذلك !

محتار أنا .. أأكمل ما بدئت به .. ونفذ ما طلبه مني والدي .. أم أبتعد عنه .. وأتنـــاساه ..

ليقطع علي تفكيري .. صوت ولدي " محمود " .. مهلا .. اسمه محمود .. ليتني لم ألتق بك يا محمود .. فقد قلبت أفكاري وبعثرتها .. كما بعثرت الهدوء الذي يلفحك ..

==

خرجت من غرفتي .. طلبت من الخادمة أن تجهز فطوري .. وخرجت خارج المنزل .. جلست على المقعد الهزاز .. ورغم أنه أول النهار .. إلا أن أشعة الشمس ساخنة .. فارتديت نظاراتي الشمسية .. لأستذكر ما حدث مع يعقوب .. حينما أعطاني نظاراته لأرتدها .. إنها لا زالت معي ..

ابتسمت على هذه الذكرى .. كم أنا خجلة منه .. لا أعلم كيف ارتميت في أحضانه .. كل ما أعرفه هو أنني كنت خائفة من عمي .. وحينما رأيته .. حاولت الاختباء كي لا تصلني يداه ..

وصلني فطوري .. ولكن .. لم تكن الخادمة وحدها .. بل كانت أمي خلفها .. وجلست أمامي .. وتناولت كوب الشاي : شلونج منتهى ؟

ابتسمت لها .. ليس من أجلها .. وإنما لأنني هادئة ولا أشكو من شيء : بخير ..

احتست شربة أخرى .. وأخذت تحدق بي مطولا وأنا أتناول سندويشة الجبن والزيتون ..

قلت لها : تبين تقولين شي ؟

تبسمت وقالت : كبرتين ..

هذه الكلمة .. تذكرني بحادث حدث قبل عدة أشهر .. قد قالتها أمي .. حينما خطبني أحدهم ..

قلت لها أنهي الموضوع : بس انتي تعرفين رايي إن غير أحمد .. ما باخذ ..

تبسمت بثقة : واذا أحمد تزوج ؟

هذا الأمر لم أفكر به قبل هذه اللحظة .. أحمد يتزوج .. من فتاة غيري ؟ مستحيل ..

قلت لها بنفس تلك الثقة : مستحيل ..

قالت لي : بس هذا الي صار .. والي جاينج هـ المرة أحسن من أحمد ..

كان الدمع قد تجمع في عيناي قلت متداركة : لا تقولين لي مازن ؟

هزت رأسها بايجاب : شكله مكلمج بالموضوع ..

نهضت بضيق : لا .. ما كلمني .. قولي مضايقني بتفاهاته .. ماما .. أنا متأكدة إنه هو الي قال لكم إن أحمد تزوج .. آخر شي في حياتي أصدق هـ الجذاب .. ولو خلصو الرجال الي في العالم .. ما تزوجت مازن ..

==





كنا على مائدة الفطور .. نستمع لما يقوله محمود .. كنا .. أقصد بذلك أنا " فطوم " .. وبيان .. علي .. التوأمان .. خالتي .. ومحمود ..

قال بضيق : وقلب مكتبي فوق تحت .. وأنا مذهول من الي يسويه .. وبعدها طلع .. تأملت بالمكان .. حالته حالة .. فخليت راسي على الطاولة .. بعد ما حسيته يفتر من الصدمة .. وكلها دقايق .. وجاني أحمد .. انصدم من الي شافه .. سألته عن الشخص الي سوا كل هذا .. وقال لي بأنه وليـــد .. أخوه ..

قالت بيان بقهر : هذا الشبل من ذاك الأســـد .. شكلها الأخلاق الزفتة وراثة .. أبا عن جد ..

تبسمنا .. وأكمل محمود : صحيح إني كنت مضايق .. ومعصب .. لكن بعد ما كنت مثل أحمد .. الي ثار .. وراح مكتب أبوه .. ما ادري شنو صار بينهم بالضبط .. بس جى أبو وليد .. وضحك ضحكة مستفزة .. وبعدها صرخ علي .. إني مفصول .. وهذي لعبة آنا مسونها .. والدليل .. شلون عرفت إن وليد هو الي سوا كل هذا وأنا ما أعرفه ؟

اتصل بالشرطة .. وقال لهم إني أهدده بأني أدمر شركته .. وإني أحرض الموظفين ضده وكلام واجد .. وبعدها قامو بياخذوني الشرطة .. أنا كنت ساكت .. لسببين .. أولها لأني منصدم .. وثانيها .. لأن ما عندي دليل .. لكن أحمد وقف في وجه أبوه .. وقال لشرطة بأنه يشهد إن كل شي قاله أبوه جذب .. رحنا مركز الشرطة .. وكملو التحفيق .. أبو وليد قاله إنه بيتكرم وبيتنازل عن القضية .. بعد ما أوقع تعهد بأني ما أكرر الي سويته .. ولأني كنت حينها دايخ ومفتر راسي .. ما حسيت نفسي إلا في حضن أحمد يكب علي ماي ..

أبو وليد حب إنه يبين إنه كريم وعطوف .. قال لي أرد الشغل .. لكني رفضت .. وقلت له إن الزمن بينا ..

السكوت يملأ المكان .. غير من صوت خالتي أم محمود التي تدعي على ذاك المدعو " أبو وليد " .. يقولون أن دعوة الأم مستجابة .. يقولون بأن دعوة المظلوم مستجابة .. ويقولون أيضا .. بأن لا حجاب بين دعوة المظلوم والله .. وأن الظالم .. سينال جزاءه في النهاية ..

==

أغلقت سيارتي بالرموت .. وهممت بدخول منزل جدتي وأنا أحمل السلة التي يوجد بها أغراض أمي .. التي تحملها أسبوعيا .. ليبدأ هاتفي بالرنين .. مسكت السلة بيدي الأخرى .. وما إن حططت يدي في جيبي لأخذ هاتفي .. حتى توقف الرنين .. تركته وشأنه .. ودخلت الصالة ..

" الســـلام عليكم "

هذا ما قلته وأنا أرى أفراد العائلة كلهم متجمعون .. وأخذ كل واحد منهم يرد السلام بطريقة خاصة .. اتجهت نحو والدتي ووضعت سلتها بجانبها : يمه .. السلة اليوم أثقل من كل مرة .. شنو خالة فيها زيادة ؟

قالت وهي تضحك : مسوية دلتين شاي .. لأن أم محمود ..

قطعت حديثها خالتي أم محمود : ليش تعبتين روحج .. تراني اللحين بخير ..

وأخذتا تتبادلان الحديث .. كنت أبحث بعيني عنهما .. أين فطوم وبيان ؟ لكني لم أجدهما .. نهضت وقصدت محمود وعمار .. وجلست بجانبهم : سلام ..

ردا عليه : وعليكم السلام ..

قال لي عمار : إلا جاي اليوم متأخر ؟

قلت له وأنا أبتسم : بعد صلاة الجمعة وصلت واحد من الربع بعدين جييت ..

قال لي محمود باهتمام : بسألك .. صديقك ذاك .. شنو سمه ..

قلت له : تقصد مازن ؟

قال لي : اييي .. مازن .. أبوه يملك شركة مالت عقارات وهـ السوالف لة ؟

استغربت منه : ايي .. بس مو مالته بروحه .. معاه شريك .. لكن ليش تسأل ؟

أجابني عمار : أمس استقال عن الشغل ..

صدمت : صدق ؟ بس كانت شغلتك مريحة والراتب اوكي ؟

ابتسم لي مهموما : مشاكل واجد صادتني مع رئيس الشركة ..

قلت بحذر : بس مو كأنها شركة أبو أحمد رفيقك ؟

هز رأسه بإيجاب .. فأكملت : تبيني أقول لمازن يكلم أبوه ؟

قال لي : لا .. أنا بروح بأوراقي .. وان شاء الله خير ..

قلت له : عندك بس دبلوم لة ؟

قال لي : اييي ..

ابتسمت : وليش ما تكمل دراستك ؟

==

كنت مع فطوم .. جالستين في المطبخ .. نقطع السلطة .. فكل واحدة من خالاتي .. تأتي بغذائها .. ونجتمع سويا على الغذاء .. أو نشتري الغذاء جاهزا من المطعم ..

كنا نتناقش في بعض الأمور .. نضحك .. ونسخر من بنات خالي المغرورين .. ليدخل عماد .. يبدو أنه أتى ليحدثني بالخطة .. تقدم نحونا .. وابتسمت له : هلا بالغالي ..

ضحك : ما أقدر .. بذوب أنا ..

ضحكنا أنا وفطوم وقلت له : شصار على موضوعنا ؟

قال لي : أنا جاي على شان أقول لج .. جبت لج أكثر من الي توقعتينه .. بس أهم شي ما يعرف إني أنا ساعدتج لا أروح فيها ..

غمزت له : تخااااف ..

قال بسخرية : عاد ما دورتين إلا أخاف منه ؟ بس ما أبي أتمشكل معاه ..

هززت رأسي بتفهم : اوكيه ..

تناول قطعة طماطم .. ورمق فطوم بنظرة .. قالت له : شفيك اطالعني جذي ؟

قال لها : ما شفتيني ها .. وما سمعتين إلا قلته ..

قهقهت : عماااااااار ..

وضع يده على فمها : سكتييي .. فضحتيييينا ..

==

وضعت الوسادة على وجهي كي لا تصلهم صرخاتي .. كنت أصرخ .. وأصرخ .. وأتمنى من كل قلبي أن يزورني الموت .. كنت منهارة .. فهذا الخبر ربما يكون خبرا مفرحا للبعض .. لكنه خبر مميت بالنسبة لي .. فأنا أعرف عمي أكثر من الآخرين .. وموقنة بأنه سيجبرني على الموافقة .. لكن .. هناك حل .. هناك نقطة ضوء ..

كففت عن الصراخ .. أخذت أشاهق بخفة .. وأمسح دمعي بدون أهمية .. تناولت هاتفي .. ضغطت على رقمه المسجل لدي باسم " الله ياخذه " وضغطت زر الاتصال .. وصلني صوته المليء بالكذب والخداع ..

" هلا حبيبتي .. حيى الله هـ الصوت "

حاولت ضبط أعصابي وبلع كلماته : اهلين .. ( بعد صمت قلت ) حبيـبي ..

لمست السعادة بصوته : واخيرا .. ما بغينا تقولينها يا بعدهم ..

حاولت أن أضحك .. لكن لم أجد إلا الوجع يصفعني : شخبارك ؟

ما زال صوته كالسابق : تمام التمام .. وفي أحد تتصل فيه قلبه وروحه وما يفرح ؟

حاولت أن أجيب .. لكن .. كالعادة أفشــل .. وتفشل محاولاتي ..

قال لي : وانتي قمرتي شلونج ؟ بخير ان شاء الله ؟ مع اني أحس من صوتج ان فيج شي ؟

تبسمت .. لا أعلم سببا لهذه البسمة .. ربما كان طيف ذاك الساكن في الأعماق : كنت مضايقة شوي .. عمي واجد يضايقني ..

أحسست من صوته أنه يشعر بالخوف : شنو مسوي فيج ؟

قلت وأنا أرغم نفسي على التفوه بهذه الأكاذيب : أشياء واجد .. كل شي غصبا علي أسويه .. مازن طلبتك .. والي يرحم والديك ساعدني ..

لحظة صمت مرت .. يبدو أنه يستوعب ما أقوله له .. يبدو أنه لم يتوقع يوما أن أترجاه .. لكن الزمان هكذا .. يوما لك ويوم عليك ..

قال لي : لج عيوني اذا تبين .. انتي اقبلي فيني .. وكل مشاكلج بتنحل ..

الآن .. أنا من التزمت الصمت .. يبدو أنه يجهل بأنه المشكلة الأولي والكبرى التي تعترض طريقي : أنا قابلة فيك .. بس ما أبي ارتبط بمسئولية من الحين .. انت تدري اني لين الحين ما نسيت أحمد .. وآنا أبي أتعرف عليك أكثر .. وأحبك أكثر .. علشان تنسيني أحمد .. لأني فقدت الأمل اني أشوفه ..

شعرت بأن قلبه يتطاير فرحا : تدرين شلون عجل ؟ آنا بكلم عمج .. وبقول له يأجل الملجة لليوم الي تبين ..

تبسمت : بس عندي اقتراح ثاني ..

" شنو هو "

تبسمت بقلق مخافة من الرفض : أسافر ..

==

همسة : إلهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري

,

.

؟

نهاية الجـزء السادس ..






[ 7 ]

صدقيني ..

بماذا أقسم لكِ ؟

أبعينيك التان تأسراني ؟

أم بـ ابتسامتك التي لا تفارق شفتاك الورديتان أبدا ..

أأقسم لكِ بقرص الشمس ؟

أم ببدر الليل ؟

الذي يشهد .. بأنني أحبك ..

صدقيني ..

أحبكٍ ..

بعد ما انتهينا من تناول الغذاء .. جلسنا نتبادل الأحاديث .. كان الجو رائعا .. فكلنا مجتمعون .. حتى أن خالي " أبو لؤي " موجود .. فهو كثير الانشغال .. ولا يأتي إلا نادرا .. ولكن كان ينقصنا خالي الآخر .. ( محمد ) لأنه ذهب لبيت زوجته في السعودية ..

كنا جالسين في زاوية أنا ومحمود وعمار .. ومعنا لؤي وابنه في حجره .. لم أخبركم فهو متزوج .. وهو الولد الوحيد لخالي ..

كنت أداعبه .. وأنا أنظر نحو فطوم وبيان .. اللتان لم تتركان عماد .. كان يتوسطهم .. وهم يتهامسون في صمت .. ولم أكن أنا وحدي من لفت انتباهي اجتماعهم .. لأن علي لم يكن معهم .. بل كان جالسا مع خالاتي وهذا أيضا أثار استغرابي .. ولكن .. علمت سبب جلوسه .. حينما جاء لنا وهو يضحك ..

سألته : وشفيك ؟ مو من عوايدك تقعد مع الحريم ؟

تأفف وقال : كانو يسوون لي محاضرة ..

تبسمت : عن شنو هـ المرة ؟

قال لي : أمي اشتكت عند جدتي إني أدور البحرين بسيكلي .. وطبعا .. حصلت سب مع غزل .. مع لبية محترمة ..

ضحكت عليه : انزين ليش ما تدور مع عماد بالسيارة ؟

تبسم لي : وهم راضيين يشترون له سيارة ؟ بعد ما دعم بذيك .. أبوه قاله ما بياخذ له وحدة إلا إذا دخل الجامعة .. وانت أدرى فيه .. لو تنقلب السما على الأرض عماد ما بيدخل الجامعة ..

تبسمت : عجل ما بحصل سيارة ..

غمز لي : بلا .. أمه وعدته إذا نجح في المعهد بتاخذ له ..

ضحكت بخفة على خالتي .. فهي ترجو نجاححه فقط .. لتشتري له ما يرد .. أما هو .. فلا يكترث لاهتمامهم !

==

وضعت الموميري في حقيبتي وتبسمت له بامتنان : مشكور .. عساني أرقص في عرسك ..

ضحك وغمز لي : أفا عليج .. برقص معاج .. ما يصير أخلي عروسي ترقص بروحها ..

ضربته بخفة ووجهي ملأه الاحمرار : حدك سخيييف ..

ضحك بصوت عال .. وقال لنا : طالعو عمار .. شوي ويجي يصفعنا ..

التفتنا له أنا وفطوم .. وفعلا .. كان الغضب واضح على ملامحه .. ولكن لم يكن وحده .. فحتى ( ليلي )


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:34 AM   #15


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ابنة خالي كانت تكن نفس تلك النضرات ..

التفت لفطوم : شرايج نسوي كيك ؟

تبسمت : ايوة .. قومي ..

نهض عماد : عجل أنا بقوم عنكم .. تامرون على شي حبايبي ؟

تبسمنا : سلامتك ..

قمنا واتجهنا للمطبخ .. جهزنا كل المقادير .. وقمنا بصنع الكعك ..

فطوم : يم يم .. شكله بيطلع طعمه حلو ..

قلت لها : شرايج ما نعطيهم اياه .. ناكله في الليل ..

تبسمت ابتسامة واسعة : ايي صح .. اليوم بنام هني .. لأن عودو بروحها ..

قلت بسعادة لم تقل عن سعادتها : ايييوة .. أحسن شي سواه خالي إنه أخذ له وحدة سعودية ..

ضحكنا معا .. أخرجت فطوم صينية الكعك من الفرن .. قمت بتقطيعها .. وفطوم تبحث عن الصحون .. ليدخل عمار ..

التفت له وهو داخل .. لكني تجاهلته .. وقمت بإتمام عملي .. لحين .. وقف بجانبي وقال : عطيني قطعة .. شكلها حلو ..

تبسمت بشيطانية .. حان وقت الانتقام .. حان الوقت الذي أجازيه على أفعاله .. تبسمت وأنا أمثل المحبة : تامر أمر .. لو تبيها كلها ما تغلى عليك ..

بدا وكأنه استغرب ردي .. مد يده ينتظر أن أعطيه ما وعدته .. وأنا مددت كفي بقطعة الكعك .. استغرب تأخري في إعطاءه إياها .. فسألني : بيان ؟

تبسمت .. ورميتها على الأرض .. أخذت الصحن ورفعت كفي الآخر أعمل له ( باي ) : بيباي .. طعمها على الأرض .. أحلى .. يا مستر عمار ..

==

كنت مصدوما .. بل مفجوعا .. ماذا فعلت بي ؟ أهانتني ؟ بطريقة لم أتصورها أبدا .. لم أنتبه لوجود فطوم .. لكني انتبهت لضحكاتها وهي تخرج من المطبخ .. لم أتوقع أنها ستقوم بهذا العمل ..

أخذت قطعة الكعك من على الأرض .. سأحرجها أماهم جميعهم .. وضعتها في فمي وأنا أبتسم لها : أحلى قطعة قطعتي .. ( وغمزت لها ) تسلم يدج بيان ..

قال يعقوب : وشمعنى يعني ؟ الي عندك طعمها غير ؟

رمقتها فرأيتها تبتسم وتقول ليعقوب : ايي .. لأن عمار مميز بكل شي .. قطعته مميزة .. تدري شلون ؟

كنت أود التفوه بحرف .. فكل الأنظار اتجهت نحوي .. فهموا كلامها شيئا آخر .. لكنها سبقتني وقالت : لأنها مرمية على الأرض ..

ضحك الجميع .. وقال عماد ليغيظني : كل شخص ياكل الي يناسبه ..

لم أجب عليه .. لا لأني لا استطيع الرد .. بل لأني ما زلت مصدوما .. محرجا .. فقد ( فشلتني ) وبقوة !

==

اتصلت بيعقوب : ألو يعقوب ؟ ويييينك ؟ الحق علييي ..

قال بخوف : شنو صاير ؟

قلت له : وييينك فيه ؟

قال لي : في بيت جدتي ..

قلت له : بمرك اللحين ..

أغلق هاتفي .. واتجهت له .. كنت قلقا .. لا أشعر بأي شي .. فكلماتها تترد في ذهني .. تريد السفر .. تريد السفر .. وأنا ؟ لا أستطيع البعد عنها ..

ضربت ( بريك ) وترجلت من السيارة .. لم أفكر بالاتصال به .. فقلبي مشغول .. وعقلي مشغول هو الآخر ..

طرقت الباب .. وخرج لي .. ارتميت في أحضانه .. أبحث عن بعض من الهدوء .. فأنا اشعر بضجيج دقات قلبي .. وضجيج تنفسي ..

قال لي وهو يحاول معرفة ما جرى : مازن صل على النبي .. وتعال اركب السيارة وقولي شنو صار ..

لم أجبه .. بل جلست بالمقعد الخلفي .. وجلس بجانبي .. وانتظر أن أتكلم ..

قلت له بذعر : خطبتها .. وعمها وافق .. هي بعد موافقة .. لكنها ما تبي اللحين نسوي الملجة .. تبي تنسى حبيبها أول ..

قال لي مستغربا : الحين منعفس حالك على حساب هذا الشي ؟ اهم شي هي موافقة .. واذا تحبها بنتطرها لو ليوم القيامة ..

قلت له : مو هذا الي شاغلني .. طلبت مني طلب غريب .. تبي تسافر ..

يبدو أنه استغرب الطلب : تسافر؟ ليش ؟ ووين ؟

هززت كتفي بحيرة : ما أدري .. ما قدرت اسألها .. على طول سكرت تلفوني ..

قال لي : يمكن ما تبيك .. بس عمها جابرها .. فتبي تسافر .. تهرب من هـ الواقع ..

لم يعلم بأنه نبهني لأمر لم أفكر به .. لم يعلم بأنه أضرها وهو من قرر مساعدتها .. وأنا أجهل الأمر !

قلت له : صحيح .. وأنا ما أتوقع منتهى تستلم بهـ السهولة .. أكيييد انها خدعتني ..

قال لي بدهشة : منتهى ؟

تبسمت : اييي .. اسمها منتهى ..

قال لي وهو يبعد بعض الأفكار عن ذهنه : وانت لأنك تحبها ما انتبهت لهذا الشي .. مازن .. إذا ما تبيك خلها في حالها ..

قلت له غاضبا : انت شفت شنو صار فيني بس لأنها فكرت تسافر .. يعقوب .. افهم .. منتهى لي .. ومستحيل اتركها لو شنو صار ..

==

أما أنا .. فكنت في المستشفى .. أقوم بعملي .. فقد أخذت يوم الخميس اجازة .. فلا بد لي أن أعوض اليوم .. كنت أكشف على هذا .. أكتب وصفة الدواء لذاك .. وأنا مجهد من العمل .. يبدو أن الجميع يمرضون في يوم الجمعة ؟ المشفى مزدحم !

طلبت كوبا من الشاي .. وقررت أخذ راحة لعشر دقائق بعدها سأكمل .. فلا طاقة لي ..

ليطرق أحدهم الغرفة .. قلت : تفضل ..

كنت أشرب كوب الشاي .. وما إن رأيته .. توقف مجرى الهواء .. فأخذت أكح بقوة ..

رأيته يبتسم باستهزاء : ليش شايف .. ديناصور ؟

تبسمت بسخرية : لا .. غورلا ..

جلس على المقعد أمامي : ما ضحك ..

ما زلت محافضا على ابتسامتي : ما قلت لك اضحك ..

قال لي بعد أن رمقني : شخبارك صاحبك ؟ صحى ولة فارقنا ؟

قلت بثقة : الحمد لله .. بخير .. ويسلم عليك .. وبما أني دكتور .. وتقريبا أعرف أقدر من بفارقنا قبل ..

قال بعصبية : يومك قبل يومي ان شاء الله .. يا عاشف المسيحية ..

تلاشت ابتسامتي : وليش كل المسلمين مسلمين ؟ لا يكون اسلامك يقول الي سويته أمس بمحمود صح ؟ بس تدري .. مشكور .. سويت له خدمة بالمجان .. تراه من زمان يبي الفكة من أبوي .. بس أنا الي مصبره .. وان شاء الله بحصل له شغل أحسن وأريح من شركتكم ..

متأكدا أنه يستشيط غضبا .. نهض .. وفتح الباب ليخرج .. لكنه دار ناحيتي وقال : وصله رسالتي .. قوله اني وراه وراه .. لو راح المريخ .. إلا اذا استسمح من أبوي جدام كل الخلق .. لا أوديه ورى الشمس ..

ضحكت : هههههههه .. ضحكتني .. روح لمترك خلها تعرضك على طبيب نفسي .. شكلك فيك مرض .. أممممم شيسمونه .. اختلال عقلي .. تراك واجد شايف نفسك على الفاضي ..

يبدو أنه يود أن يقطعني اربا اربا .. صرخ بي : جب ..

قلت له وأنا أبتسم : بتطلع .. يا الوسخ ولة أنادي السكيورتي يقطك برى ؟

==


حل المساء .. والجميع قامو بتوديع بعضهم .. لأنهم سيخرجون .. عداي أنا وفطوم .. الجالستين نرتدي الأحذية ذات العجلات .. التي اشترتهم لنا جدتي بعد أن سمعتنا نتحدث بأن خاطرنا التزلج بهم ..

قلت لأمي : ماما .. تحملي بروحج .. ولا تنسين الحبوب ..

تبسمت إلي : وانتي لا تجنين أمي ..

ضحكت عليها : تخافين عليها ؟

تبسمت : مثل ما تخافين علي ..

تبسمت وأنا أرتدي الحذاء الآخر : فطووم .. من بظل معانا اليوم ؟

قالت : علاوي وعماد ..

قلت : أحسن .. ذيك المرة .. يعقوب كان معانا .. وما خذنا راحتنا ..

تبسمت : وش عليييج منه ؟ بييت جدته ..

قلت وأنا أغمز لها : وانتي كل يوم واحد ؟

أغمضت وفتحت عينيها بطريقة مضحكة : شسوي .. أجنن .. ويجننوني ..

ضحكنا معا .. وبدأنا بالعب .. كانت فطوم أفضل مني .. فقد كانت تتزحلق بمهارة .. صرخت عليها وأنا أمسك الجدار : فطوووم .. لا تقهريييني ..

ضحكت : تبيني أعلمج ..

قلت لها : لاااا .. سكتي عني ..

تركت مسك الجدار .. وقررت المجازفة .. لكنني فقدت السيطرة على نفسي .. لأن العجلات قامت بالحركة بسرعة .. وأنا أصرخ : فطووووووووووووووووم .. بموووووووووووووت ..

رأيت الباب أمامي .. سأتكسر .. لن أستطيييع المشي ثانية .. هذا ما لاح في ذهني .. صرخت بهلع : فطووووووم ..

قالت لي : وقفي .. لا تتحركييين .. ارمي روحج .. جودي الأرض ..

لكنني لا أسمع شي .. فقد رأيت الباب يفتح .. وكل الذي استطعت فعله .. أن أغمض عيناي .. وليحدث ما يحدث ..

==

استغربت من محمود .. فقد اعتذر لي نيابة عن بيان .. وقال لي بأن لا أحط بخاطري عليها .. لأنها لم تقصد شيئا .. لم يعلم مالذي فعلته لها .. ولا يعلم بأنها تتعمد قول كل حرف وكل كلمة .. ولكن في نفس الوقت .. شعرت بالخجل من نفسي .. هو لم يرتكب ذنبا .. واعتذر إلي لأنه يشعر بالحرج .. وأنا قمت بما قمت به .. ولم أعتذر .. بل .. لم أشعر بالذنب حتى ..

قمت بفتح الباب .. وأنا متضايق .. لا أود البقاء معها .. لكن أمي طلبت ذلك .. فمحمود لا يستطيع البقاء لأن والدته ستبقى وحدها .. ويعقوب .. غادرنا عصرا .. قلت لأمي أن علي وعماد هنا .. لكنها تقول بأنهم ما زالو أطفالا .. ولا يستطيعون عمل شيء .. إن حصل مكروها لجدتي ..

فتحت الباب .. لأنصدم .. ببيان تأتي مسرعة نحوي .. أي جهة الباب .. وشعرها يتطاير .. وهي تصرخ .. مغمضة عينيها ..

لا أعلم ما حدث بالتفصيل .. لا أستطيع الوصف بدقة .. فقط .. كل الذي أذكره .. أنني في الحظة الأخيرة .. فتحت لها ذراعي .. وارتمت بأحظاني .. سقطت على الأرض .. وسقطت علي ..

أنا الآخر أغمضت عيناي .. من الصدمة .. فتحت عيناي .. رأيتها ما زالت في أحضاني .. لا أسمع لها صوت .. بل أشعر بأن بلوزتي اتسخت ببعض قطرات الماء .. اتسخت بدموعها ..

ابتسمت لا اراديا .. وأنا أراها تدفن رأسها في صدري .. لا أرى منها إلا شعرها المتطاير .. وشالها مرمي على الأرض بجانبها .. أحسست بأنها خجلة من أن ترفع رأسها .. أحسست بأشياء كثيرة .. بمشاعر كثيرة .. بكل شي .. لا أعلم كيف تجرأت .. ورفعت رأسها .. وأنا أشعر بالخوف .. عليها ..

" بيان .. انتي بخير ؟ "

وكأنني حينما رفعت رأسها .. أعطيتها الفرصة للنهوض التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر .. رأيتها تركض .. بسرعة .. وأنا أبتسم .. وأنظر نحو شالها الأصفر .. الذي نسيته ..

لتقترب مني فطوم وهي تضحك : هههههههههههههههه .. فلم .. فلم ..

ضحكت أنا الآخر : سكتييي عني .. تتعاونين علي معاها .. الي يكلمج ..

قالت وهي تغمز لي : لا تغير الموضوع .. روح شوف وجهك في المنظرة ..

تركتني وغادرت .. ما به وجهي ؟ نهضت قاصدا الصالة لأرى وجهي على المنظرة الكبيرة .. لكنني عدت أدراجي .. أخذت شالها .. وعدت لأواصل طريقي .. لا أعلم .. ما سبب الابتسامة التي لا تريد أن تقارق شفتاي .. ولا أعلم .. ما سبب رفعي لذاك الشال .. وشمي إيـــاه ..

==

" شنو قررت "

ابتسمت : احتمال كبير أروح شركة [ ........ ] بكرة .. وأودي أوراقي .. وأشوف إذا يقبلوني ولة لا ..

قال لي : أول شي استفسر عن مالكها .. أهم شي ما يكون مثل أبوي .. وتتورط معاه ..

ضحكت : لا تخاف .. تراه أبو صديق يعقوب .. بس يقول عنده شريك ..

لمست ابتسامته : وشلون الشغل هناك ؟

قلت له : مثل تخصصي .. مالت بناء وهـ السوالف .. تصدق .. خاطري أرسم خريطة لمكان .. وأشوف الي رسمته جدام عيني حقيقة ..

قال لي مؤيدا : شرايك تفتح لك مكتب ؟ هندسة وهـ السوالف ؟

قلت له : أنا ما عندي خبرة .. ما عندي خيار إلا أني أشتغل .. وأكتسب خبرة .. وبعدين أفكر ..

قال لي : بس في خيار ثاني .. وهو تكمل دراستك ..

قلت له : انت تعرف بلأوضاع .. يعقوب يقول لي مثل كلامك .. بس ما أقدر ..

قال لي : ماديتك ما تسمح ؟

قلت له : مو بس على جذي .. ما بقدر أشتغل وأدرس .. أنا افكر ... اذا قبلوني واشتغلت .. وحسيت ان الرجال اوكي .. أطلب منه إن يعطيني نص دوام .. أشتغل .. وأدرس بالليل .. أهم شي أنام العصر .. لأني بتعب ..

قال لي : وللحين ما تعالجت ؟

قلت بضيق : ما عندي وقت .. أبوي الله يرحمه ... راح .. وضيعني ..

قال لي : الله يرحمه .. اسمع .. شهر 6 .. أنا عندي إجازة .. مو على كيفك .. حتى لو توظفت .. تاخذ اجازة .. ونسافر ..

قلت بنفس الضيق : ما أبي أكلف عليك ..

قال بحدة : محمود .. إذا سمعت منك هـ الكلام والله بزعل .. يعني تبي لين ما يتمكن منك المرض ؟ من لهم أمك وخواتك ؟

قلت وأكاد أختنق من الوجع : تصدقني أحمد .. أحس يومي قريب .. بس مع ذلك .. أتفائل ..

قاطعني وهو يصرخ : ما في أحد بيقتلني غيرك .. أنا دكتور .. وعندي خبرة أحسن منك .. تراه المرض ما يقتل .. بس اليأس هو الي يقتل ..

ابتسمت : ومن قالك إني يائس ؟ انت أكثر واحد تعرف أي كثر عندي أمل بالله ..

==

دفنت رأسي عند جدتي وأخذت تبكي .. قامت تهدأني .. تريد أن تنام .. لكنها مجبرة على اسكاتي .. لا أعلم ما بي .. فأنا محرجة وبشدة .. كيف سأضع عيناي في عيناه ؟ ليتني لم ألبس ذاك الحذاء .. التفت لقدماي وسط بكائي .. ورأيته ما زال يغطي رجلاي .. ابتعدت عن أحضان جدتي .. خلعته بضيق .. ورميته على الباب .. حينما طلت فطوم .. وهي تضحك .. أشحت بوجهي عنها .. وزادت نوبة بكائي ..

سألت جدتي : وش فيها ؟

قالت فطوم وهي تحاول أن تتوقف عن الضحك : طاحت عودو .. هههههههههههه ..

قالت جدتي وهي تدلك قدماي : ما عليه .. انتي الي قلتين تبين .. لو أدري انج ما تعرفين تمشين به ما شريت لج ..

قلت وأنا أبكي : سكتيييها .. شوفيها شلون تضحك علي ..

زادت فطوم نوبة ضحكها .. لحين صرخت بها جدتي : فطووم .. عيب علييج تضحكيين عليها .. ترى بصير فيج مثل ما صار لها .. ( والتفت إلي ) بس يبنيتي .. قومي اشربي ماي ..

عبست : خلها تجيب لي ماي .. ما أقدر أقوم ..

قالت فطوم : ما تقدرين تقومين .. ولة متفشلة يشوفج ؟

قلت لها : ما تشوفين ما علي شيلة ..

تذكرت : اييي صح .. وبعد ؟

رميتها بعلبة ( الكلينيس ) والتقطتها وهي تطلع : عناد فيييج .. ما بجيب لج ماي .. واذا تبين .. قومي ..

رأيت أن جدتي ستغفو .. قبلت رأسها .. وأغلقت النور .. وقفت جانب الباب .. نكست رأسي .. لابد أن أعود إلى البيت .. سأطلب من عماد أن يوصلني بسيارة ذاك المتعجرف ..

فتحت خزانة حرامات الصلاة .. تناولت واحدا .. لففته علي .. وخرجت من الغرفة .. أغلق الباب .. ولم أجد إلا علي وعماد أمام التلفاز .. اقتربت منهم .. وقلت لعماد : عماااد ..

التفت إلي .. خدق بعيناي المحمرتين : شنوف فيج ؟ تصيحين ؟

هززت رأسي بإيجاب : اييي طحت .. زييين ما تكسرت .. يصير توصلني البيت ؟

التفت نحو التلفاز وقال : اوكي .. بحملج على ظهري ..

رماه علي بالرموت : عمااااااااااااادو .. هييي .. كم مرة قلت لك لا تقول جذي لأختي ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:47 AM   #16


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



ضحك عماد والتفت إلي .. أيقن أني على وشك البكاء فقال لي : انزييين .. روحي لعمار .. إذا رضى آخذ سيارته .. بوصلح ..

يعني أنه لا يوجد أمل .. جلست على الكنبة .. لتقبل فطوم من المطبخ وبيدها كوبين من الشاي .. وتواصل ضحكها ..

==

ضممت نفسي لنفسي أكثر .. وأنا أسمع صراخه : منتهى .. تشلون تجرأتي ولعبتي معاي ؟

قلت له بخوف : من قالك اني ألعب ؟ يعني انت شنو تبي بالضبط ؟ لا الطيب ينفع معاك ولة الشر ؟ يا اخي خلني في حالي .. وربي مليييت من هـ الحياة ..

صرخ بي ثانية : أخلييج في حالج ؟ ههههه .. انسي حبيبتي هذا الشي .. أنا دخلتج في بالي .. ومستحيل أطلعج .. لو على موتي ..

قلت له بحقد : وربي خاطري أقتلك ..

ضحك باستفزاز : ليش ؟ السالفة وراثة ؟

سكت هنا .. ماذا أقول .. كل الذي قمت بفعله .. أنني بكيت .. بكيت .. ولم أعد أسمع صوتا غير صوت شهقاتي المتلاحقة .. ليزيد الحقد الذي بقلبي على ذاك الرجل أكثر .. وأكره صوت هذا أكثر وأكثر .. مللت من كل شيء .. لا شيء يدفعني لمواصلة الحياة .. لا هدف أعيش من أجله ..

هدأت شهقاتي .. وتوقفت عيناي عن ذرف الدمع .. ولم يبقى إلا ضجيج نبض القلب .. وكعادتي .. كنت أرتجف .. وينتفض جسدي بطريقته المعهودة .. حاولت أن يهدأ .. لكنني أعلم أنني مطربة .. وحين أطرب .. تحدث هذه الاهتزازات ..

مسحت دمعي وأنا أغمض عيناي .. وأستمع لصوته النشاز : هدأتي ؟

لم أجبه .. فأكمل : منتهاي انتي بخير ؟ أنا آسف ..

عاد وقالها لي .. همست له والدمع تجمع في عيناي مرة أخرى : والي يسلمك .. لا تقولي منتهاي .. تذكرني بأحمد ..

أحسست بأنه غاضب .. لكنني أريد أن أهدأ .. أريد أن تتوقف رجفة يداي .. لا طاقة لي على غضبه : مازن ..

قال لي بحنان كبير : امري ..

همست له وقلبي يتقطع من الوجع : أنا موافقة عليك .. بس ..

قال لي : بس شنو ؟

قلت بنفس الهمس : بس مو اللحين .. وقت ما أحس اني مستعدة ..

قال لي : متى ؟

قلت له وأنا أحاول تمالك نفسي : ما ادري .. شهر .. خمسة ..

أحسست أنه غير راضٍ .. لكنه قال : انا موافق .. بس عندي شرط ..

وأنا ابتسم بسخرية : شنو شرطك ؟

قال لي : لازم يكون أحد شاهد على كلامج .. وشرطي .. تروحين لعمج اللحين وتقولين له الكلام الي قلتيه لي ..

ما زلت محافظة على ابتسامتي : طيب .. تراها ما تفرق معي ..

==










جلسنا أمام التلفاز .. من فلم لآخر .. لحين سمعنا أذان الفجر .. نهضت أنا وبيان .. توظأنا .. صلينا .. وقرأنا القراءن .. ثم حاولنا النوم .. لكن .. كانت جدتي تصلي في الغرفة .. والنور يضيء الغرفة ..

همست لبيان : بيييونة ..

قالت وهي مغمضة عينيها : هممم ..

قلت لها : عمار من بعد ما طحتين عليه اختفى ..

قالت وهي ما زالت مغمضة عينيها : همممم ..

ضربتها بخفة : قومي ندور عليه ..

قالت لي : هممم ..

يبدو أنها نائمة .. نهضت من على فراشي .. وقصدت المجلس .. فقد كان علي وعماد نائمين في الصالة .. طرقت الباب .. وطللت برأسي .. فرأيته يكلم احداهن .. تبسمت بشمئزاز .. وجلست انتظره يقطع المكالمة .. لكنه يبدو أنه لم ينتبه إلي .. أخذت أجوب ببصري المكان .. واستغربت وجود شال بيان الأصفر .. على احد الكنبات .. سحبته .. وخرجت من المجلس .. والدهشة تتملكني ..

==

أشرقت الشمس .. بعد أن طلع الصباح .. لم أحدثكم عن أخبارها .. هلمو معي لنرى كيف حالها العاشقة الأنانية ..

كنت أعد الفطور .. وأنا في قمة سعادتي .. فأختي منذ الأمس هي في المستشفى .. فقد تعبت .. وأخذها طارق إلى المشفى وقال له الطبيب .. الجنين ليس على ما يرام ..

وأنا وحدي في المنزل .. مع ..

انتبهت له وهم ينزل من على الدرج .. وعينيه موجهتين نحوي .. تبسمت له .. ووضعت كوبي الحليب على الطاولة .. وجلست .. جاء .. وجلس أمامي : شخبارها منوي اليوم ؟

نكست رأسي بخجل : بخير .. تسأل عنك ..

انتبهت لبتسامته : الله يسلمج .. ( أخذ ينظر للأطباق التي أعددتها ) انتي الي مسوية الفطور ؟

هززت رأسي بإيجاب : ايوة .. ما عجبك ؟

اتسعت ابتسامته وهو يتناول قطعة بيض مع جبن وخبز : شكله مشهي ..

تبسمت : بالعافية ..

==

استغربت وجود اسمها في السجل .. بأنها اتصلت بي بلأمس .. ضغطت زر الاتصال .. وكانت الساعة .. العاشرة صباحا ..

بعد مدة من الرنين أجابتني : يعقوب ؟

تبسمت : صباح الخير ..

قالت لي : صباح النور .. خير ؟

قلت لها : اتصلتي فيني ؟

قالت : أي .. امس .. كنت بس بسلم عليك ..

تبسمت : الله يسلمج .. ما قلتي .. شخبارج ؟ تعودتي تعيشين بدون عدسات ؟

وصلني صوت ضحكاتها : لا تخاف .. ترى عندي واجد في البيت .. ويوم الخميس رحت شريت لي بعد وحدة جديدة ..

ضاق صدري : يعني مصرة تعمين ؟

قالت لي : الظروف جذي ..

قلت لها : تتوقعين أحمد يرضاها لج تعمين علشانه ؟

قالت لي بحزن : ومن قالك اني أبي أعمى علشان أحمد ؟ أني بعمى .. علشان ما اشوف وجه عمي ومرته ..

استغربت : انتي مو عايشة مع امج وأبوج ؟

قالت لي : مع أمي وعمي ..

تبسمت : بس ..

قالت لي : بتقولي ليش قلت عمي ومرته ؟ لأني أكرهم اثنينهم .. كل الي يصير لي بسببهم .. وودي أعيش .. بس علشان أشوف اليوم الي يموتون فيه ..

لم أستطع أن أتكلم .. يبدو أن وراءها الكثير : تبيني أمرج ؟

قالت : براحتك ..

قلت لها : أنا فاضي .. شرايج تجين تتغذين معاي في مطعم .. وتفهميني الي يصير ؟

قالت : عيوني تحرقني .. زايدة اليوم .. ما اقدر أمشي سيارة ..

قلت لها : صايحة وعليج العدسات ؟

قالت لي : من أمس الليل .. لين الصبح وأنا اصيح .. يعني لو تشوفني اليوم .. تنصدم ..

ضحكت : أخاف أخاف منج ..

ضحكت : يمكن ..

قلت لها : عادي أجيج عند بيتكم ؟

قالت لي : عادي ..

قلت لها : وعمج ؟

قالت لي : اذا شافك .. بخليك في باله .. ويبي يباعدك عني .. وبقول لي وهو معصب انتي كل يوم مع واحد ..

استغربت .. أيعقل هذا ؟ : ما فهمت ؟

قالت لي بضيق : اهو عنده عادي .. لأنه ماله شغل فيني .. على قوله ما يردني إلا ديني .. وأنا ما أخاف من أحد .. وبعدين .. هو ما يهمه .. إلا يهمه أخذ الي يبيه .. وما أرد البيت ..

انصدمت .. كنت سأستفسرها لكنها قالت : يعقوب لا تاخذ فكرة عني مو زينة .. تراه يقصد إن أحمد أول وبعدين ذاك الحقير ولد شريكه .. واذا شافك ..

تفهمت ذلك وتبسمت : أنا كنت مستغرب .. لأن احنا عندنا لو أشوف اختي مع واحد .. أقتله وأقتلها معاه ..

قالت لي : يمكن انت استغربت لما عرفت ان بيان صديقتي .. تراها صديقتي الوحيدة .. واعتبرها اختي مثلك .. تدري ليش ؟ يمكن يزيد استغرابك لو أقول لك .. ان بنات واجد .. كانو معاي .. عن يازعم صديقاتي .. بس يعرفون اني مسيحية .. يتباعدون عني .. ويتقززون مني .. إلا بيان .. يمكن من جذي أنا أحبها واجد .. أضنك ما تعرف هذا الشي .. بس أقولك الحين .. علشان اذا تبي تنهي علاقتك فيني .. عادي ..

==

طرقت باب الغرفة وأنا أتثاءب .. وبعد مدة طويلة من الطرق .. لم يفتح أحد .. ذهبت لجدتي في المطبخ : اماي العودة روحي قعدي بيان .. صار لي ساعة أطق الباب ..

قالت جدتي وهي تقطع السلطة : خلهم نايمين .. ما نامو إلا بعد الصلاة ..

قلت لها وأنا أتثاءب مرة أخرى : أنا بعد .. وبموت فيني نوم .. بس يعقوب متصل .. وقال لي أقول شي لبيان ضروري ..

قالت لي وهي تغسل يديها : انزييين ..

مشيت خلفها .. وبعد عشر دقائق تقريبا .. طلعت لي بيان وهي تتثائب : هممم ..

قلت لها وأنا أنظر لوجها المضحك بسبب آثار النوم : روحي غسلي وجهج .. خرعتيني ..

قالت لي وهي تجلس بجانب باب الغرفة : قولي بسرعة شنو تبي .. أبي أنام ..

تبسمت وأنا أرى عينيها مغمضتين .. ذكرتني بما قبل سنين .. أيام طفولتنا .. كنا ننام جميعا هنا .. ويأتي جدي رحمه الله .. يكب علينا ماءا بارد .. ليوقضنا للصلاة .. اوه .. لم أصلي صلاة الظهر بعد : صليتين ؟

قالت لي بعصبية : يعني انت مقعدني من النوم علشان تسألني هـ السؤال ؟ يعني انت صليت ؟

تبسمت بحرج : لا .. بس يعقوب اتصل .. ويبيج ..

فتحت عينيها على وسعهما : يعقوب ؟

لأقول :ايي .. قال لي .. يبيج في شي ضروري .. واتصلي فيه ..

قالت لي : ما اعرف رقمه ..

مددت لها كفي بهاتفي وأنا اضغط زر الاتصال ..

وذهبت لأتوضأ وأعود لأرها تنط بطريقة مضحكة : يا ربي يعقوب .. مو فشيلة ؟

تبسمت .. وأنا أشعر ببعض القهر في قلبي أجهل سببه حينما قالت : اوكيه .. مع السلامة .. انتبه لنفسك .. هههههه .. أخاف عليك .. باي ..

أغلقت الهاتف ونظرت لي بغضب : يقول من ساعة مكلمك .. توك الحين تقولي ؟

تبسمت .. وابتعدت عنها بعد أن أخذت هاتفي .. وصوت صراخها وهي توقظ فطوم .. يتردد في أذني ..

==

بعد أن أكملت صلاتي .. خرجت لجدتي التي تعد الطعام : عودو ..

تبسمت : هلا يمه ..

قلت لها بحرج : صديقتي بجي البيت .. يعقوب الي ما عنده سالفة عزمها ..

استغربت : شعرفه يعقوب بصديقتج ؟

تبسمت بحرج أكثر : معاه في الجامعة .. يكفي الغذا ؟

قالت لي : اييي .. يكفي الديرة كلها .. انتي بس روحي قعدي أخوانج .. كاهم نايمين في الصالة .. نادي الخدامة ترتب المكان ..

قبلت رأسها : مشكورة ..

وركضت للصالة وأيقظهما : قووووووومو .. علااااااااااااااوي .. عماااااااااااااااااادو .. قوموا بسكم نوم ..

وكأنني لم أصرخ .. لأنهما لم يتحركا .. تذكرت كيف كان جدي رحمه الله يوقضنا .. قصدت المطبخ .. وعدت للصالة وبيدي كوبين من الماء .. الأول على وجه علي .. والآخر على وجه عماد ..

نهضا فزعين : شنو صاير ..

ضحكت كثيرا .. لكن يبدو أنني لست وحدي من ضحكت .. حتى فطوم وعمار ضحكا .. وركضا خلفي علي وعماد بعد أن علما أنني من كببت عليهما الماء .. لأختبأ لدى جدتي وأنا أصرخ : روحو كملو نومكم بالمجلس .. صديقتي بجي .. وتشوفكم جذي ؟ تبونها ترد بيتهم متخرعة منكم ..

رأيت نظرات الثلاثة تتعلق علي .. ليسأل علي : ومنهي الفاضية الي تجي بيت جدتي ؟

أكمل عماد : حشى .. لين هني يلحقونج ؟

لكن كلام عمار هو من أثار غضبي حينما قال : صديقتج ولة حبيبة يعقوب ؟

هنا تبادلنا النظرات أنا وفطوم .. وأخذنا نبعد الاتهامات عن يعقوب المسكين ..

==

" عـــــادل .. عادل "

لم يجبني .. وضعت رأسي على صدره .. أتحسس نبضه .. لأستشعر أنه ما زال بخير .. نهضت لأخرج من الغرفة .. لكن .. لفت نظري ظرف أحمر كان موجودا على طاولته .. لم يكتب شيء على الظرف .. لكني صدمت .. حينما فتحت الرسالة الموجودة فيه .. وصدمت أكثر .. حينما سقط شيء .. من ذاك الظرف ..

==

همسة : يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه

,

.

؟

نهاية الجـزء السابع ..







[ 8 ]

غبــــــــــار ..

والكثيـــر .. الكثيــر ..

من ذرات ..

الغبـــار ..

أشعر بـــ [ حشرجة ]

ص د ى

يتكرر بها ..

وقائع تلك

ا ل ذ ك ر ى

التي ..

غطاها الغبار ..

وأصبحت ..

نسيا منسيا ..


طرق الجرس .. وأنا وفطوم أمام المنظرة .. نضع لنا الكحل .. وكانت جدتي تجهز الصحون في المطبخ .. أمام الثلاثة .. فكانا واقفين متكتفين ينظرون لنا .. ليقول علي : شكلها جت صديقتكم ؟

التفت له : اييي .. يلله روحو المجلس ..

قال عماد : خاطري أشوفها .. متكشخييين وعافسين روحكم .. لهدرجة هي سبشيل ؟

قالت فطوم له : عماد بلا سخافة .. يلله روحو المجلس ..

ليقول عمار : ويعقوب ؟

لم أجبه .. لأن يعقوب دخل وقال : السلام عليكم ..

الجميع التفت إليه : وعليكم السلام ..

ليقول وهو يلتفت للخلف : منتهى دخلي ..

سمعنا صوتها : لحظة .. ( وكانت تخلع حذاءها ) ..

وكلها لحظات .. وتطل علينا .. وابتسامة عالقة على ثغرها .. ولم تكن تضع تلك العدسات .. كانت في قمة الروعة .. ترتدي .. بلوزة وتنورة تصل لركبتها .. تشتركان في اللون الأحمر والأسود .. وشعرها الأسود .. مصفوف على كتفيها برقة .. كانت في منتهى الخجل .. وهذا واضح من تورد خديها .. اتجهت نحوها .. صافحتها .. وقبلتها .. وبعدي .. كانت فطوم ..

لتأتي جدتي .. مدت منتهى كفها لجدتي لمصافحتها .. لكن جدتي ضمتها لصدرها .. وهذا ما زاد خجل منتهى


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:48 AM   #17


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



جلسنا في الصالة .. وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث ..

==

التفت ليعقوب : انت من صدقك هذي صديقة بيان ؟

ابتسم لي : اييي ..

قلت لعلي : علاوي .. شفتها من قبل في بيتكم ؟

هز رأسه نافيا : لا .. ويمكن حتى لو جات .. ما بشوفها .. لأني ما اقعد في البيت واجد ..

ليقول عماد : شحلاوتها .. يعقوبو .. اعترف .. هذي حبيتك صح ؟

ضحك يعقوب : وربي لا .. هي معاي في السكشن .. ومرة اغمى عليها .. وأنا الي انتبهت .. وأخذتها لسيارتها .. وبس .. وشفتها مرة ثانية لما معطلة الطريق .. موقفة في الشارع .. رحت لها معصب وطلعت هي .. وبعدين قالت لي .. انها تبي تروح بيت بيان .. ولما أخذتها لبيت بيان .. اكتشفت ان بيان بنت خالتي صديقتها .. بس .. هذا الموضوع ..

قلت له : وشلون جبتها هني اليوم ؟ انت الي قلت لبيان انها بتجي ..

ليجبني : شفت مسكول منها امس .. توقعت انها تبي مساعدة .. اتصلت فيها اليوم .. وقالت انها تبي تسلم علي .. وبعدين .. ( سكت قليلا ) قالت إنها تبي تمر على بيان ويروحون يتغذون في المطعم .. ولأنها ما تقدر تمشي .. لأن عيونها تألمها .. اقترحت عليها تجي هني .. لأني متأكد إن جدتي طبخت .. بس ..

غمز له علي : وعندك رقمها بعد ؟

قال وهو يدافع عن نفسه : وربي لا تفهموني غلط .. أنا الي أصريت عليها آخذه .. وبعدين انتو ليش تسوون لي تحقيق ؟ تراكم ثلاثتكم أكبر مغازلجيين في الديرة ..

ضحكنا معا وقلت : على الأقل احنا على المكشوف .. مو من تحت لتحت ..

قال لي : لعلمك .. تراها مخطوبة .. صحيح إن مو مملوج عليها .. بس قريب .. بعد كم شهر ..

ضرب عماد كفيه بحسرة : خسارة ..

==

كنت جالسة أتناول الغذاء .. وأنا في قمة اندهاشي وسعادتي .. كان المنزل ليس قديما .. وإنما بسيطا .. كنا جالسين على الأرض نتناول الغذاء .. وليس على طاولة كبيرة في غرفة الطعام .. كانت جدة بيان .. تأكل بيدها .. وهذا ما أثار استغرابي أكثر .. فجدتي .. أقصد ام والدي رحمها الله .. قبل أن تموت .. أذكر بأنها متعجرفة .. ومغرورة .. ورغم أنها كبيرة في السن .. إلا أنها تأكل بالملعقة والشوكة .. كما أن بيان وفطوم يرتدون شالا يغطون به شعرهم .. رغم أنهم بالمنزل ..

واؤلائك الثلاثة الذين كانو واقفين حين دخولي المنزل .. لم يولوني اهتماما .. ويصافحوني .. بل .. طلب منهم يعقوب الذهاب للمجلس .. لا افهم سبب هذه العادات .. ولا أفهم لماذا ينظرون لي باستغراب ؟ أأنا التي وضعي غريب .. أم هم ؟ فهذه المرة الأولى التي أزور فيها بيتا .. منذ عودتي من امريكا .. أي .. سنتين ..

لتقول جدة بيان : بنيتي .. عجبج الغذا ؟

تبسمت بسعادة .. لهذه الكلمة .. أمي .. وهي أمي لا تقولها لي : ايي .. واجد حلو .. تسلم يدج ..

التفت لبيان وفطوم .. التان تبتسمان لي .. لأقول وأنا أنظر نحو فطوم : عجل انتي فطوم ؟ بيان كل تتكلم عنج .. وكان خاطري أشوفج ..

لتضحك فطوم بخفة .. ويبدو أنها خجلة .. يبدو أنها ليست فطوم .. لم أراها خجلة قط : وأنا بعد كان خاطري أشوفج من زمان ..

اكتفيت ببتسامة .. لتقول فطوم : واللحين شفتوا بعض ..

وغمزت لي بيان .. كنت فرحة .. بل قلبي يتراقص فرحا .. أشعر بأمان .. بطمأنينة .. لم أعثر عليها في منزلنا .. إنهم مترابطون .. فقد أخبرني يعقوب بأن بيان نائمة عند جدتها .. استغربت في بداية الأمر .. لكنني فهمت الآن لماذا .. كلهم جميعهم .. نامو معها .. لأن ابنها لم يبت ليلته معها .. ألهذه الدرجة يحبونها ؟ ولهذه الدرجة تحبهم ؟ لماذا جدتي كانت تكره أن نجتمع عندها ؟ وتتركنا وتقول بأنها مسافرة أو لديها بعض الانشغالات ؟

يبدو .. أنني التي أحمل هذه الأفكار الغريبة .. وكلهم .. طبيعيون ..

==

سحبني من كم بلوزتي : عادل .. متى بتعقل ؟

تبسمت له : وقت ما بتاخذوني أتعالج عن الجنون ..

ترك بلوزتي وصرخ بي : ترى الظرف أنا شفته .. والرسالة وقريتها .. والمفتاح ..

صرخت عليه : لا تدخل في حياتي .. ليش تفتش في أغراضي ؟

قال لي : كنت جاي أطمن عليك .. كم يوم ما شفتك .. ولما شفتك .. تتنفس .. كنت بطلع .. بس لفت انتباهي الظرف ..

صرخت عليه ثانية : عجل أنا بعد بروح غرفتك .. بطمن عليك .. وبيلفت انتباهي القلم .. و ..

صفعني .. تبسمت بقهر : أحمـــــــد .. مالك شغل فيني .. أنا كيفي .. وعطني اللحين الظرف بسرعة ..

قال لي : مستحيل .. واذا ما فكرت بعقلك .. وربي باخذ المفتاح للشرطة .. وبقول لهم هذي شقة دعارة ..

قلت له وأنا أصرخ : ايي شقة دعارة .. شفيييك انت .. ليييش ما تثق فيني ؟

قال لي : وبعد ما قريت الرسالة تبيني اثق فيك ؟

قلت له وأنا على وشك البكاء : انت فاهم السالفة غلط ..


دخلت بيت جدتي .. لأصطحب بيان وعلى إلى المنزل .. فغدا مدرسة .. لكنني فوجئت .. حينما دخلت الصالة .. ورأيت أن كلهم مجتمعين .. ومعهم يعقوب أيضا .. لكن الشيء الذي فاجئني .. هو وجود فتاة .. لا ترتدي حجابا .. زرقاوة العينين .. تضحك على ما يقوله علي ..

حينما رأيتها .. لم يخطر بذهني إلا شيئا واحدا فقط .. وهو أحمـــد .. تقدمت : السلام عليكم ..

وكانت أصواتهم متفرقة وهم يردون السلام .. لحين قالت بيان وهي تشير علي : هذا محمود .. أخوي ..

تبسمت لي تلك الفتاة وقالت : اهلين محمود .. تشرفنا ..

تبسمت لها وأنا أجلس بجانب جدتي : الشرف لي .. بس .. مين انتي ؟

هنا نزلت رأسها خجلا وقالت بيان : هذي صديقتي .. منتهى ..

رفعت رأسي .. لا أعلم كم من الوقت حدقت بها .. فقد تردد بذهني هذا الاسم .. وأنا أذكر ما قاله لي أحمد .. اسمها منتهى ..

لكن .. أليس هناك غير منتهى أحمد ؟ تبسمت بسخرية على نفسي .. وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث .. لحين قررت
تلك المنتهى الذهاب .. نهض الجميع .. يسلمون عليها .. ويتمنون أن تكرر الزيارة .. وخرج خلفها بيان .. ويعقوب .. ليودعنا يعقوب .. ويخرج مع تلك الفتاة .. وتعود منتهى ..

لأقول لها : يلله .. لبسي عباتج .. بنمشي .. ( التفت لعلي ) علاوي يلله ..

قالت بيان بتأفف : محمود .. اليوم اجازة .. شنو اسوي في البيت ؟

قلت لها : وانتي ظليتين في البيت ؟ فتحتين شنطتج ؟

عبست : لا ..

قلت لها : يلله بلا دلع .. 10 دقايق .. ما جيتين .. بمشي عنج .. ( التفت لعلي ) وانت ؟

ضحك : شنو ؟

قلت له : شكلك ما ناوي تقوم ؟

قال لي : بلا .. خلها تشرف الآنسة أول ..

التفت لفطوم .. التي تتشاجر مع عماد .. تبسمت لهما : عماااد .. شتسوي باختك ؟

قال لي : ليش انت عمي ما تشوف شسوي ؟

صرخ عليه عمار : عمادو يالزفت .. تباعد عنها لا ذبحتك ..

لتقول وهي على وشك البكاء : قوم ضربه .. منكد علي عيشتي ..

ومشاجرة بين عماد وعمار .. وأنا كنت أنظر نحو فطوم .. وأبتسم : شخبارج مع المدرسة ؟

قالت لي بخجل : زينة ..

قلت لها وأنا اضحك : ما وصيييج .. درسي زين .. نبي نشوف اسمج بالجريدة .. 99.9 ..

تبسمت : لا .. ما بوصل 99 عاد ..

تبسمت لها : كم نسبتج اللحين ؟

قالت لي : 97.8 ..

وبصدق : الله يوفقج ..

==

أسوق السيارة .. وعيناي تنتقلان ما بين الطريق وعينيها الغارقتين بالدمع ..

تقول : لما توفى الوالد الله يرحمه .. كنت صغيرة .. ما كان يلزمني بالصلاة .. وما كنت أعرف من الإسلام إلا اسمه .. وبعدها جبروني أسافر .. لأني قلبت حياتهم .. ما كنت موافقة إن أمي تاخذ عمي .. أنا راضية تاخذ أي شخص إلا عمي .. لأن عمي ..

هنا توقفت عن الحديث .. ووجهت نظرها إلى النافذة .. وقالت بهمس : هو السبب في موت أبوي .. هو قاتل أبوي ..

حقا .. تفاجئت مما قالته .. لمست مرارا من حديثها كراهيتها لعمها .. توقعت لأجل أحمد ذاك .. ولم يخطر بذهني ما تقوله الآن ..

لتكمل : عمي كان يحب أمي .. ما ادري معجب فيها .. بس جدي .. زوج أبوي بأمي لأنه الاكبر .. وترى أمي بنت عم أبوي .. ورغم إن أبوي تزوج أمي .. إلا أن عمي الحقير .. ظل يحاول يتقرب من أمي .. أمي بعد كانت تحبه .. لأن عمره مقارب لسنها .. لكنها استسلمت للواقع .. ورضت بقضاء الله .. لكن عمي .. ظل وراها .. وفي مرة .. كان جاي البيت .. وربي أذكر .. ( زاد ذرفها لدمع ) كانت تسوي الغذا .. لما وقف جنبها .. وقام يقول لها إنه يحبها .. وخلها تطلب الطلاق من أبوي وبياخذها .. أمي انصدمت من كلامه .. لكنها ما ردته .. وقتها كنت صغيرة .. عمري يمكن 8 سنوات .. أبوي .. جى البيت .. واستغرب وجود عمي جانب أمي .. وكان رايح لهم .. وسمع الي قاله عمي ..

بلهفة لمعرفة ما حدث بعد : شنو صار بعدين ؟

قالت لي وهي تلتف لي وتمسح دمعها : أبوي هواش عمي .. وطرده من البيت .. لكن عمي قام يستفز أبوي .. ويطول صوته علي .. لين ما ترقد بالمستشفى .. كانت أمي تروح له .. وأبوي ما يعطيها وجه .. ومرة من المرات .. جى عمي لأبوي .. وقام يضحك عليه .. ويقوله موت .. علشان آخذها .. وأبوي عصب .. وارتفع عنده السكر .. ( وبهمس ) ومات ..

لحظة صمت مرت .. كنت حينها عاجزا عن التحدث .. فكلامها فاجئني .. لتكمل لي وهي تشهق : بعد ما خلصت أمي عدتها .. أبوي قال لجدي يخطب له أمي .. علشان أنا ما أعيش مع رجال غريب .. إذا بتتزوج أمي .. لكن ما كان هدفه جذي .. كان هدفه هو أمي .. وكبر في عيون الناس .. والكل صار يمتدحه .. كنت أنا الشخص الوحيد إلي يعرف الحقيقة .. قلت لهم .. لكنهم ما صدقوني .. وقلت لأمي إذا بتتزوجينه ما بعيش معاج .. بروح أي مكان .. ومن يوم زواجها بعمي وأنا أكرهم اثنينهم .. أمي ما وفت لأبوي .. أمي خاينة بنظري .. وعمي .. ضرب أبوي يسكين بورى ظهره ..

أوقفت السيارة .. كانت تبكي بحرقة .. حاولت مواساتها .. لكنها طلبت مني السكوت .. وحينما مسحت دمعها قالت : لما رحت المدرسة الداخلية .. كان الأغلبية مسيح .. تقريبا 99 بلمئة .. وكان يدرسونا عن المسيحية .. ونروح نزور كنائس .. ونصلي صلواتهم .. كان وقتها عمري 14 .. قبل ما التقي بأحمد .. ورضخت للأمر الواقع .. واعتنقت المسيحية .. لأن إذا سألوني ليش انتي مسلمة ؟ شنو الإسلام ؟ شنو الواجبات الي تسويها ؟ ما كنت أعرف أرد عليهم .. أصلا ما أعرف شنو الإختلاف بينهم .. وما ادري ليش أبوي مسلم مو مسيحي ؟ عمي لما درى .. هزأني .. وبعدها سكت .. أما أمي .. ما علقت .. قالت لي دامج مقتنعة عادي .. بس أنا مو مقتنعة .. لأني لو كان المسيحية أفضل .. كان أبوي مسيحي ..

تبسمت لها : شرايج تصيرين مسلمة ؟

==

كنا في الطريق إلى المنزل .. ومحمود يلقي محاظرته عليّ .. وما يجب عليّ فعله .. وما أتجنبه ..

قلت بملل : تامر أمر .. بس لا تعصب ..

التفت لي : أنا مو معصب .. بس لازم تحسنين علاقتج بالناس .. ترقين سلوبج شوي .. وما تحتكين بولاد خالتي جذي .. أحسج مطيحة الميانة وياهم .. شوفي فطوم شلون .. خجولة .. اذا تتكلم معانا بالقطارة .. مو انتي .. مفشلة عمار جدام العالم ..

قلت له بضيق : انت قلتها .. فطوم خجولة .. وهي واجد تستحي .. وهذي طبيعتها .. يعني شسوي ؟ أسوي روحي اني أستحي وميتة حيا وأنا عندي عادي ؟

قال لي وهو يحاول أن يفهمني وجهة نظره : لا .. بس كل شي له حدود .. يعني ما في مشكلة .. كلميهم .. امزحي معاهم .. بس مو تفشلينهم .. وتقللين احترامج لهم ..

ليقول علي هذه المرة : صح اختك خفيفة شوي .. بس عمار هو الغلطان .. تراه من تحت لتحت ..

لأقول له : انت من كلمك ؟ ( التفت لمحمود ) ان شاء الله .. سبوع الجاي .. بتشوفني انسانة ثانية ولا تزعل ..

تبسم : ان شاء الله .. مع اني أشك ..

كنت سأجيبه .. حينما رن هاتفي وكانت المتصلة رنا .. تبسمت : هلاوي رنوي ..

وصلني صوتها ولكن ممزوج مع نبرة حزن : بيان تعالي لي اللحين ..

قلت لها بخوف : رنا فيج شي ؟ صوتج مو طبيعي ؟

قالت لي وهي على وشك البكاء : النذل عادل ..

لم أدعها تكمل .. فاسمه أقلقني : اوكي .. بكلم محمود .. اذا رضى بجيج اللحين .. باي ..

اللتفت نحو محمود : محمود .. يصير تاخذني بيت رنا ؟

قال مستنكرا : والدراسة ؟ نسيتي انج في اخر كورس ؟

قلت له بضيق : رفيقتي ما ادري شفيها ؟ تصيح وحالتها حالة وتبي أجيها ضروري .. مو عدلة اعتذر لها وهي اصرت علي ..

تبسم متفهما : انزيين .. وين بيتهم ؟


خرجت من المشفى .. بعد عيادة زوجتي .. واتجهت لمواقف السيارت .. برفقة منى .. وحينما أغلقت باب السيارة .. التفت لها وأنا مبتسم : تبين تروحين مكان ؟

تبسمت لي بخجل : ما يحتاج أكلف عليك ..

قلت لها : ما في كلافة ولا شي .. أنا أقول اليوم السبت .. وبكرة دوام .. ومن زمان ما طلعناج .. وين تبين تروحين ؟

نكست رأسها : أي مكان ..

تبسمت لها : شرايج نروح نصلي .. وبعدين نمر مجمع .. نلف شوي .. ونتعشى ؟

تبسمت لي : إلا تشوفه ..

==

ودعت يعقوب .. ودخلت المنزل .. وأنا أشعر براحة غير طبيعية .. فاليوم حافل بلأحداث .. اتصال يعقوب .. زيارة منزل جدة بيان .. تعرفي على تلك العائلة الطيبة .. فضفضتي ليعقوب .. اقتراحه الذي تقبلته روحي وعقلي .. و .. نسيان مازن بعض الوقت ..

كنت سأعتلي الدرج .. حينما نزل عمي وهو يحمل ابنه الصغير " بدر " ويضحكان .. رمقته بحدة .. وواصلت طريقي .. لكن صوته المقرف .. استوقفني ..

التفت له : نعم ؟

قال لي وهو يبتسم : الكلام الي قلتيه أمس صحيح .. ولة كنتي حلمانة ؟

قهقهت بضيق .. يبدو أنني حسدت نفسي على تناسي المازن : لا .. كنت بكامل قواي العقلية ..

رأيت أن ابتسامته اتسعت .. وقال في سعادة التخلص مني : ألف مبروك حبيبتي .. وأخيرا بنفرح فيج ..

رمقته ثانية .. وقلت باستخفاف : بتفرح فيني .. ولة بتفرح بفكتك مني ؟

تبسم وهو يهز كتفيه : بلاثنين ..

ضحكت بصوت عال : تصلح أب .. ( وضربت على ذراعه بتحقير ) ما أقول إلا الله يساعد نفسك على نفسك ..

وواصلت ضحكي وأنا أكمل طريقي لغرفتي ..

==

فرغت من الصلاة .. ونهضت للمطبخ لطهي العشاء .. فاليلة .. أرغب بأن تكون مميزة .. فهي ذكرى مرور سنتين على زواجنا .. دخلت المطبخ .. وأخذت أقوم بإعداد بعض الأطعمة .. التي جهزت لها مسبقا .. وأرسلت لعمار مسجا ... لكي لا ينسى احظار الكعك من المخبز والورد ..

وبينما كنت في قمة انشغالي .. شعرت ببعض الأوجاع في بطني .. وتكرر شعوري بالدوار .. جلست على الكرسي .. ووضعت رأسي على الطاولة ..

استغربت ما يحدث لي .. واستغربت أكثر أنفاسي المطربة ..

نهضت لاكمال ما بدأت به .. وبعد عدة ساعات .. طرق الجرس .. وذهبت لاستقبال عمار ..

وبعد أن فتحت الباب : هلا عمار ..

تبسم لي وهو يغطي وجهه بالورد : اهلين زوجتي ..

ضحكت : بلا سخافة ..

قال لي : مالت عليج .. صدق ما تستاهلين دورة تجريبة ..

ضحكت : عن السخافة .. ودخل الكيكة المطبخ وعطني الورد .. وفي حفظ الله ..

عبس : أفا .. ما توقعتج بهـ البخل جهادو ..

ضحكت ثانية .. كنت على وشك الحديث .. لكن صوتا سبقني وهو يقول : البخيل انت .. زوحتي الكرم كله ( وغمز لي )

تبسمت .. وأنا أرى زوجي يدخل .. ويمثل مشاجرة عمار .. رغم أنني تضايقت بعض الشيء .. لأن مفاجئتي لم تسمى مفاجئة بوجوده !

[ حسين : 29 سنة ]

==

ضممتها إلي : رنا خلاص .. لا تسوين في روحج جذي ..

قالت لي وهي تبكي : وربي تعبانة .. ما يكفيه إن أبوي في المستشفى ؟ يجي ..

قاطعتها وأنا أمسح دمعها : انتي هدي .. وبعدين فهميني شنو صاير ..

قصدنا غرفتها .. وضعتها على سريرها .. ولعلمي المسبق بأن بخلو البيت .. ذهبت للمطبخ .. صببت لها كوب ماء بارد .. أشربتها إياه .. وقلت لها : مو انتي قلتي لي إنه يحبج .. وأصر ياخذ رقم أبوج .. بجون يخطبونج ؟

قالت لي والدمع عاد مجددا لعينيها : هذا اول .. لكن قبل كم يوم .. وصلتنا ورقة إن نخلي البيت .. انتي تعرفين إن بيتنا أجار .. راح أبوي لصاحب البيت .. لكنه ما قدر يشوفه .. لأنه بزنز مان .. ومو فاضي لأبوي .. والي من تحت يد هذا الرجال .. أمهلوه شهرين .. وإذا ما طلعنا بيهدمونه على روسنا .. أبوي تعب .. وانتي تعرفين إنه توه قبل كم شهر .. مسوي عملية قلب .. وأخذناه المستشفى .. واللحين صار له يومين في غيبوبة ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:50 AM   #18


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



مسحت دمعها وقلت لها : وبعدين .. شنو صار ؟

قالت لي وأنفاسها لاهثة : اتصلت لعادل .. وقلت له كل شي بالتفصيل .. قال لي بيسأل عن مالك البيت .. وبحاول يتفاهم وياه .. لكنه صدمني اليوم الصبح .. لما جاني البيت .. أنا متأكدة إنه ما يدلي الطريق .. وما كان أحد في البيت غيري وغير اختي الصغيرة .. أمي في المستشفى مع أبوي .. حاولت أمنعه يدخل .. لكنه دخل .. ومسك يدي .. وعطاني ظرف ( شهقت ) وقال لي .. هـ الظرف فيه مفتاح .. شقة ..

فتحت عيناي بصدمة : ها ؟

هزت رأسها بإيجاب : اييي .. تخيلي .. الحقير .. عاطني مفتاح شقة .. ما قدرت أتمالك نفسي .. وصفعته .. وهددته يطلع .. لكنه حوط بكفينه وجهي .. وزين ما كسره كثر ما يضغط عليه .. وقال لي إن البيت طلع بيت أبوه .. وهو حاول معاه .. لكنه رفض .. وعطانا مهلة شهرين .. لكن اللحين .. لأني مديت يدي عليه .. تصوري .. بقول لأبوه شهر واحد .. وعلى طول طلع .. وأنا ارجف من الخوف ..

ظميتها إلي .. أخذت أطبطب على ظهرها .. وأنا أتأمل ببشاعة الظلم ..

==

أوقفت سيارتي بجانب منزلها .. ترجلت من السيارة .. وقمت بطرق الجرس .. لم يجب علي أحد .. وطرقت ثانية وثالثة .. متأكد أنا أنها هنا .. متأكد أنا أنها لا تزال داخل المنزل .. فقد عدت من المشفى توا .. وهي ليست هناك .. أخذت أرفس الباب بقدماي .. واتصلت بها .. مرة .. اثنتين .. عشر .. لكنها لا تجيب .. أرسلت لها مسجا وأنا أحاول ضبط أعصابي ولا أستدعي أحدا يكسر باب منزلهم ..

وكان في المسج " رنا .. وقسم بلي عرفني عليج .. إذا ما فتحي الباب .. بتصرف معاج بشي ما بيخطر على بالج "

ليصلني مسج منها بعد عدة دقائق " نجوم السما أقرب لك .. وأعلى ما بخيلك اركبه "

أثارت غضبي .. متأكد أنا أن هذا ليس أسلوبها .. فهذه السنة الثالثة التي أكلمها فيها .. ولم أجد منها إلا الحب .. والخوف .. لا العناد والتهديد ..

أرسلت لها " تراني للحين ما ضريتج بشي .. حبيبتي رنا لا تتوقعين إني أذيج .. افتحي الباب "

لترسل لي " يا شين هـ الكلمة على لسانك .. ضحكتني واجد .. انقلع .. "

اشطت غضبا وصرخت من خلف الباب : رناااااااااااا .. بتفتحين ولا شلون ؟

وصلني صوت قوي لم أسمعه من قبل : ما بتفتح .. حسبالك تقدر تقص عليها ؟ تراها وراها ظهر .. مو بروحها ..

تبسمت .. فكما توقعت .. إنها ليست وحدها .. ويبدو أن من يرسل هذه الفتاة الثرثارة .. لا رنا .. الهادئة ..

قلت لها باستخفاف : ما عرفتينا على اسمج بابا ؟

صرخت علي : الحق أبوك .. وانقلع عن بيت الناس ..

حرقت أعصابي بكلمتها هذه : ترى البيت بيتي .. حبيت أقولج يا رنا .. لأني أدري انج تسمعيني .. إن لما رحت أحاول مع أبوي .. قال لي .. إنه بسجل البيت باسمي .. بعد ما يرممه .. يعني بعد ما تفارقون .. تسمحين تفتحين الباب .. ولا أنادي الجيران يفتحونه ؟

وصلني صوت تلك الفتاة : لا يا ماما .. ترانا ضيعنا المفتاح .. ما قلتي لي .. ينفتح بمفتاح الشقة ولة لا ؟

يبدو أنها تريد استفزازي : يــا حمارة .. تقززت من صوتج ..

قالت لي وهي تضحك : وصوتك ؟ مشكل .. ما أدري من وين يطلع .. من الخشم ولا مِن مكان ثاني .. ومثل ما قلت لك .. تحلم .. نفتح لك الباب .. يا .. ولد أمك ..

عدت أدراجي .. سندت رأسي على مقعد السيارة .. أغمضت عيناي .. أحاول تمالك نفسي قليلا .. لم أقدر .. ترجلت ثانية .. كتبت شيئا على ورقة من دفتر الملاحظات .. وضعت بوسطها حجرة صغيرة .. ورميتها على نافذة ذاك المنزل ..

==








حل صباح جديد .. استيقضت مبكرا .. قمت بالعمل الروتيني .. ولكن .. في هذه المرة .. قبل أن أخرج من المنزل .. قصدت غرفة عادل .. طرقت الباب عليه مرارا .. حاولت فتح الباب .. لكنه كان مقفولا .. فعدت أدراجي .. ونزلت .. وحينما مررت بالصالة .. رأيت والدي مع زوجاته ودعاء يتناولون الإفطار .. إتجهت لهم وأنا مرغم على ذلك : صباح الخير ..

" صباح النور " هذا ما وصلني منهم .. كنت سأجلس بجانب دعاء .. لكن والدي .. رمق ( سعاد ) وقال لها : قومي خلي أحمد يقعد جنبي ..

هزأت رأسها موافقة .. ونهضت من دون أي اعتراض .. لأقول لها مبتسما : ماله داعي ..

لم تجنبني .. لأنه قي حظرة والدي .. تخرس الألسنة .. والصوت الوحيد الذي يقطع السكون هو صوت والدي : تفضل ..

جلست بجانبه .. وقلبي يشتعل ضيق .. أكرهه .. ولا أحب الجلوس معه .. لا أحب النظر في عينيه .. ولا إلى وجهه الذي يشهد على ظلم الناس .. واغتصاب حقوقهم ..

ليقول لي : سم .. وكل ..

استغربت .. يبدو أنه يؤمن بوجود الله .. عجبا .. أفلا يؤمن يؤمن بأن هناك يوم حساب ؟

سميت بسم الله .. وتناولت فطوري بهدوء .. تحت ضجة ارتطام الصحون بالمعالق .. وبعد نصف ساعة .. قام أبي .. لتقوم زوجاته .. خلفه .. يحرسونه من ملك الموت مثلا ؟

ليقول : أحمد ... بغيتك اليوم .. تزورني الشركة ..

لأقول له : اليوم واجد عندي أشغال .. عقب الدوام اذا رديت البيت .. بجيك ..

قال لي وهو ينظرني بطرف عينيه : أنا الي أحدد متى وفي وين أشوفك .. واضح ؟

تبسمت بسخرية : أكيييد ..

==

ترجلت من سيارتي وأنا أنظر إلى المبنى الكبير : تتوقع شنو يبي منك ؟

ليقول لي : شنو يبي مثلا ؟ أكيد بكلمني عن موضوع وليد .. ما علينا منه .. وصلت الشركة ؟

قلت له وأنا اترجل من السيارة : اييي .. كاني نازل .. بتفوتك كشختي ..

وصلتني صوت ضحكاته : شرايك تمرني المشتفى بعد ما تخلص ؟

قلت له : ومو ناوي تروح لأبوك ؟

قال لي : بتصل فيه بعد شوي .. وبقول له في نقص في الدكاترة .. والمسئول رفض أطلع ..

دخلت الشركة .. وأنا أتأمل بكل شيء : تتوقعه يصدقك ؟

قال لي : طبعا لا .. بس مستحيل أروح له .. كفاية اني مصبح بوجهه ..

ضحكت وأنا أتوجه للاستقبال ثم قلت له بلوم : مهما كان .. هذا أبوك .. ويحبك .. ويخاف عليك مني ..

ضحك بوجع وقال لي : اسكر عنك .. أحسن .. تراك غثيتني .. مع السلامة ..

تبسمت للموظفة : الله معاك ..

سألتها عن مكتب مازن .. وذهبت لزيارته ..

==

سألتني فطوم : شفيها تصيح ؟

وقبل أن أجيبها .. جاءت دعاء لي مبتسمة : مرحبا ..

تبسمت لها : مرحبتين ..

قالت لي بخجل : ممكن طلب ؟

قلت لها : آمري ..

قالت لي : عادي أقعد معاكم في الفسحة ؟

التفت لفطوم .. وتبسمت لي .. بمعنى الموافقة .. لأقول لها : اييي .. بس بشرط ..

عبست : شنو ؟

غمزت لها .. وأنا أمد يدي لها بالنقود : اليوم دورج تشترين لنا ..

ضحكت : اوكيي .. مشكورة بيان ..

تبسمت لها : حاضرين .. ما سوينا شي ..

لألتفت لفطوم : تغيرت مو ؟

هزت رأسها : اييي .. واجد .. ( وبفضول ) قولي لي .. شفيها رنا اليوم الصبح تصيح ؟

قلت لها وأنا أتذكر ما حدث ليلة أمس : أبوها في المستشفى مرقد ..

==

كنا جالسين على شكل مجموعة في كفتريا الجامعة .. نضحك .. و ( نحش ) .. نسخر .. و ( نرقم ) .. لحين رأيت تلك الفتاة ( منتهى ) تأتي وتشتري لها بعض الطعام .. وأعين الشباب .. كلهم عليها ..

شعرت ببعض الضيق .. والتفت نحو غسان : تراني أعرفها ..

فتح عينيه بصدمة وهو يشير إليها : هذي ؟

قلت له مبتسما : ايي .. وتوني أمس شايفنها في بيت جدتي ..

عم الهدوء على الطاولة .. حينما جائت نحوي وهي تبتسم : انت عمار صحيح ؟

تبسمت لها : ايي ..

قالت لي : هذي اول مرة أشوفك بالجامعة ..

ضحكت : وأنا بعد ..

تبسمت لي : عن اذنك ..

وابتعدت .. وكل الأعين اتجهت لي .. ليقول بشار : عمارو .. من وين تعرفها ؟

ضحكت : سر ..

ليقول : من ورانا ؟ ويقول .. شريف .. وبس تلفون .. طلعت تقابل .. ووو ..

أثار غضبي : هي انت .. احترم نفسك .. وبعدين هذي اخر مرة لكم اشوفكم تطالعونها جذي ..

ونهضت والضيق يفترسني .. لست متضايقا لأجلها .. وإنما لأجل بيان التي تجلس معاها .. وكل الأعين تلاحقها حيثما ذهبت .. لكن الذي أدهشني .. هو أن عينيها الآن .. سوداوين .. وبلأمس زرقاوين .. يبدو أنها كانت تضع عدسات ملونة بلأمس .. لكن .. بدت وكأنها عينيها الطبيعية ..

لحين .. جاء غسان .. وضربني .. التفت له : غسان .. وربي مالي خلقك ..

ضحك علي : تحبها ؟

تبسمت ببلاهة .. وقلت ما قاله يعقوب : تراها مخطوبة ..

رأيت الصدمة بادية على ملامحه .. والتفت للأمام .. وتركته غارقا بدهشته .. لأرى عادل يتبختر أمامنا .. وهو قادم نحونا .. تبسمت له مجاملة : هلا عادل ..

صافحني : هلاوي عمار .. وييينك يا رجال ؟ ما تنشاف ؟

قلت ببتسامة أبعد الضنون عنه : موجود .. وهل يخفى القمر ؟

ضحك بشدة .. وهمس في اذني : مغرور .. بس ما يحق لك ..

رفعت حاجبا : شتقصد ؟

تبسم بثقة : الي مثلي .. هم الي لايق عليهم الغرور ..

ضحكت باستخفاف : تراك واجد شايف نفسك على الفاضي ..

ومشيت عنه .. ولم التفت إليه ..

[ بشار : 21 سنة ]

==

مددت كفي لها ببعض المناديل : يلله نشفي وجهج ..

تناولت المناديل وتبسمت إلي : مشكورة بيان .. تعبتج معاي واجد ..

ابتسمت لها ونحن خارجتين من المغاسل : بس هـ المرة سماح .. المرة الجاية .. التعب وراه مقابل ..

ضحكت .. لأقول لها برعب : رنوي .. تتوقعين شنو يعني بلي كتبه بالورقة ؟

هزت كتفيها بحيرة وكررت ما كتب بالورقة : انتبهي لنفسج زين .. تراج للحين ما عرفتين من أكون .. أنا حذرتج .. وانتي قللتين أدبج يا .. صديقة رنا ..

تبسمت وأنا أرى دعاء خارجة من الكفتريا وهي محملة بالجبسات والكاكوات والعصير : رنا .. شكله مو هين .. واخاف يسوي لج شي .. لا تقعدين بلبيت بروحج اوكي ؟

تبسمت لي : ان شاء الله ماما ..


اتجهنا لحيث نجلس .. وأنا أسمع صرخات دعاء : بياااان يالنذلة .. تشوفيني متوهقة موب عارفة أشيل الأكل ولا تساعديني ..

ضحكت : تراه اختبار قبول لج .. لا تخليني اخلي لج راسب ..

لتقول صفاء : بتقعدييين معانا ؟

جلست وهي ترمي بلأكل علينا : ايييي .. بعد اذنج ..

تبسمت صفاء : والله أنا فتاة عربية اصيلة .. أكرم الضيف .. وأقول له أهلا وسهلا ..

ضحكنا جميعا وقالت فطوم : أصلا دعاء من اليوم فرد من الشلة .. ومو ضيفة .. البيت بيتها ..

حركت دعاء فمها للحديث لكنني سبقتها : بعد ما تنجح بلاختبار القبول طبعا ..

ضحكنا معا .. وقالت دعاء : والله ما تسوى علي ..

==

دخلت مكتب مازن .. وابتسامة مرسومة على ثغري : السلام عليكم ..

رفع رأسه إلي : وعليكم السلام .. أكيييد انت محمود ؟

تبسمت له : اي نعم ..

نهض من كرسيه ووقف أمامي : اهلا وسهلا فيييك .. ما بقولك حياك .. تعال باخذك لشغلك ..

استغربت : بس ..

قاطعني : اششش .. يكفي انك من طرف يعقوب .. وبعدين هو قالي ان عندك دبلوم هندسة معمارية صحيح ؟

تبسمت : اييي ..

قال لي وهو يخرح من مكتبه : يعني راح ترسم لنا خرايط ..

قلت له : بس ما عندي خبرة قوية .. تراه شغلي الأولي ما كان له علاقة بدراستي أبدا ..

قال لي وهو يمسك ذراعي : الخبرة بتحصلها اذا اشتغلت .. ويلله اللحين .. بدون نقاش .. لا نخصم من راتبك ..

تبسمت .. وقلت بدهشة : يعني اسمي خلاص .. صار ثابت عندكم ؟

التفت لي وهو يبتسم : تراك ما تدري ... أنا مسئول عن قسم الموظفين .. يعني بس تعطيني اسمك وبعض المعلومات .. وخلاص .. يدخل اسمك ..

قلت له : من اليوم يبدأ الشغل ؟

قال لي : اييي .. ترى ما عندنا دلاعة ..

تبسمت : طيب ..

كنت جالسا أرسم خريطة بناء المجمع التجاري .. حينما طل مازن بجثته .. وهو يضحك مع شخص آخر .. رفعت رأسي .. وابتسم له : الشمس طالعة اليوم من وين ؟

تبسم لي مازن : من جهة محمود ..

استغربت : محمود ؟ من محمود ؟

ظهر الشخص الآخر .. ويبدو أنه ذاك المحمود : صباح الخير ..

يبدو من ملامحه أنه ما زال صغيرا .. ويبدو أنه خجولا و .. مهذبا : صباح الورد ..

ضحكا معا .. وقال مازن وهو يعمز لي : شكلك أمس حصلت واجد ورد ؟

قلت له : اسكت .. حدك سخيف ..

لألتفت لمحمود : ما عرفته فيني ؟

تبسم مازن وهو يلتفت لمحمود : هذا حسين ولد عمي .. وهو مشرف على الرسامين .. ورسام كبير ماهر ..

ضحك محمود وهو يمد كفه لي : تشرفنا ..

تبسمت له : الشرف لي .. موظف جديد ؟

قال لي وهو يبتسم : اييي .. وعلى يدك تعلمني ..

ضحكت : شكلك فاهم .. وعبقري ..

ضحك ثانية : يقولون تحت السواهي دواهي ..

==

خرجنا من المدرسة .. والضحكة لا تفارق شفتانا .. كنا نحن الخمسة .. بعد ان انظمت لنا دعاء اليوم .. ونحن نسير .. لنوصل صفاء ورنا الحافلة .. ودعاء .. كانت أول من ودعتنا فالسائق بانتظارها .. أما نحن .. فوقفنا بجانب الباصات .. نقوم بعمل حركات مضحكة لرنا وصفاء اللتان استقلنا الحافلة ..

مشيت الباصات .. ولم يبقى إلا القليل من الطالبات .. والمعلمات غادرن المدرسة .. سندت جسدي على الجدار .. والتفت لبيان : بيييونة .. تتوقعين من بجي لنا اليوم ؟

اللتفت لي : امممم .. اليوم من جابنا الصبح ؟

قلت لها : أبوي .. بس قال لي إنه ما بجي لنا اللحين .. لأن مشغول ..

لتقول لي : بننتظر لساعة ثنتين .. اذا محد جى .. بنرد مشي ..

فتحت عيناي بصدمة : جنتيتي ؟ المسافة طويلة .. والشمس حارة ..


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:51 AM   #19


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



لتقول وهي تخرج نظارتها الشمسية من حقيبتها : يعني نخيس فهني لمتى ؟

وما إن حركت شفتاي لأتحدث .. وإذا بسيارة صفراء اللون تأتي نحونا .. ويفتح صاحبها النافذة التي بجانبه ويبتسم : مرحبا ..

لتقول له بيان بضيق : ما تعرف تقلب وجهك .. الناس بتموت من الشمس .. وهـ الفاضي .. يقول مرحبا ..

نزع نظارته الشمسية .. ورمقني مطولا .. ثم رمق بيان وقال : ما عرفتيني آنسة ؟

لتقول : للأسف .. ما حصل لي الشرف أتعرف على خمة أمثالك ..

ضحك بصوت عال ثم قال بحدة : طالعيني عدل ..

لم تلتفت إليه .. بل مسكت كفها .. وابتعدنا عنه ..

ليمشي خلفنا .. ووقف حيث وقفنا وهمس : قلت لج لا تتحديني .. تراج مو بمستواي ..

هنا فقط .. التفت له بيان .. وحدقت به مطولا .. وقالت : لا يكون ..

قطع حديثها وقال : حذرتج .. وأنا جاي هني .. على شرفج ..

قلت لها وأنا أهز ذراعها : بيان .. من هذا ؟

تبسم : واسمج بيان ؟

لتهمس .. وقد بدى على ملامحها بعض الذعر : شلون عرفتني ؟

ضحك مطولا .. ثم قال : مو أنا الي بنت تخلي راسها براسي .. وما أوصل لها ..

==

همسة : الهي .. قرعت باب رحمتك بيد رجائي .. وهربت إليك لاجئ من فرط أهوائي ..

,

.

؟

نهاية الجـزء الثامن ..









[ 9 ]

لم أحقــــد على بشر قط ..

مقدار الحقد الذي أحتفظ به لك ..

لا تصدق .. لا تنصدم ..

ليته قلبي يستطيع الحقـد على أحد ما ..

لأشرت بسبابتي إليك ..

لكي تكون أول المجربين ..

وأول النادمين ..

لا تسخر من كلماتي ..

فإن وضعت اسمك بين قوسين ..

وأرسلتك لدماغي ..

لن يرحمك أحد من صراخي ..

فقدان أعصابي ..

هيجان مشاعري ..

والدمع المتحجر في عيناي ..

وغرسي إياك بخنجر مسموم ..

أغلقت باب السيارة .. وعيناي على النافذة .. غارقتين بالدمع الذي أحاول الصبر على عدم ذرفه .. كان عمار من جاء إلينا .. وكان يعتذر لأنه تأخر في الوصول .. بسبب زحمة الطريق .. وأنا .. أهدأ بنفسي .. وأطلب منها التحمل .. لكنها هذه المرة .. خانتني وسقطت على خداي .. مسحتها بسرعة .. وسطقت أخرى .. مسحتها أيضا .. ونكست رأسي .. أرتب شالي الأبيض .. وأنا اردد اسم الله بداخلي ..

أما من جانب آخر .. التفت لفطوم .. وسألتها : شفيها بيان ؟

يبدو أنها فطوم أيضا ليست طبيعية .. لأنها قالت : بطنها يألمها ..

قلت لها : انزين .. وانتي شفيج ؟

لتقول لي وهي تشيح بوجهها عني : تعبانة من الشمس ..

التزمت السكوت .. ولم أواصل حديثي معها .. لأنه على ما يبدو .. أن شيئا ما حصل لهما .. والتفت لبيان .. فرأيتها ترتب شالها .. وعينيها محمرتين .. ليترجم عقلي بأنها كانت تبكي .. لكن .. ماذا عساني أفعل ؟ اقترحوا علي شيئا .. أجبرهما بعده على قطع صومهما والاجابة على استفساراتي ..

ومن جانب آخر أيضا .. التفت نحو بيان .. وأدرت بوجهي نحو النافذة حينما رأيت عينيها المحمرتين اللتان تفضحانها .. لا أعلم لماذا تفوهت بهذه الكلمات .. موقنة أنني ظلمتها .. ولكن .. ماذا أفعل ؟

وصلنا لمنزل خالتي .. فترجلت .. ولم تتفوه بشيء .. كنت على وشك البكاء .. فأنا أشعر بأنني سبب بكائها .. كم أتمنى أن يكون شيئا آخر .. وكم أتمنى لو تفهمني ماذا جرى .. ومن ذاك الشخص ؟

==

دخلت المنزل .. وابتسامة رسمتها بعد أن تذكرت ما حدث ليلة أمس .. ومفاجئتها التي أفستدها بعودتي .. لأراها .. قابعة بالمطبخ .. وتقطع السلطة .. اتجهت نحوها .. وأحطت بذراعي ظهرها .. قبلتها في رأسها .. وهمست في اذنها : يعطيج العافية ..

التفت الي وهي تبتسم : الله يعافيك .. شلونك مع الشغل اليوم ؟

ما زلت مبتسما : زيين .. اليوم جى لنا موظف جديد .. ودخل مزاجي ..

ضحكت بخفة وهي تقوم : طيب حبيبي .. قوم بدل هدومك .. على ما أجهز الغذا ..

نهضت وحملت حقيبتي : اوكيي .. 10 دقايق وآنا عندج ..

وما إن خرجت من المطبخ .. حتى سمعت صوت صحن ينكسر .. التفت لها بذعر .. فرأيتها تضع كفها على رأسها .. هرولت ناحيتها وأحطت بها ذراعي : حبيبتي .. شفيج ؟

همست إلي : جتني دورة ..

قلت لها بخوف : أجيب لج عباتج ونروح المستشفى ؟

قالت لي : لا .. ما يحتاج ..

قبلت خدها : قعدي مكانج .. لا تتحركين .. بروح أبدل وبجي ..

==

بعد مدة من الرنين وصلني صوتها : هلا مازن ..

ابتسمت : اهلين حبيبة مازن .. شلونج ؟

وصلني صوتها الجامد : بخير .. خير ؟ شبغيت ؟

لمتى سأبقى أنتظر تغير اسلوبها : اطمأن عليج .. وأسأل عنج ..

لتقول لي : تطمنت اللحين ؟

تبسمت : لا .. بطمأن أكثر إذا شفتج ..

لتجيبني : عجل بتظل طول عمرك مو مطمأن ..

قلت لها بضيق : ما اضن .. نسيتي اتفاقنا ؟

هنا سكتت ثم قالت : واضنك تدري إني مجبورة ..

تبسمت ثانية : علشان تفكرين هلمرة قبل ما يخطر في بالج تلعبين علي .. حطيها في بالج زين .. مازن .. ما يدلع .. وأي حركة مني مناك .. بتحصلين جزاج ..

لتضحك : هههههههه .. تراك واجد شايف نفسك ..

قلت لها وأنا ما زلت مبتسما : بذمتج .. واحد ضامن إنج زوجته وما يشوف نفسه ؟

==

دخلت المنزل .. وأنا مستغرب من أحمد الذي هاتفه مغلق .. لأرى والدتي وجميع أخوتي جالسين يتغذون !

عبست : أفا .. خيــــــــــانة ..

ضحكت والدتي وقالت : نطرناك .. واجد تأخرت .. وتونا خالين الغذا .. تعال يمه ..

تبسمت وأنا اقبل رأس أمي وأجلس بجانب علي : ما باركتي لي .. اشتغلت اليوم ..

قالت أمي بسعادة : صدق .. الف مبروك .. تستاهل كل الخير حبيبي ..

ليقول علي : اللحين هذا حبيبج ؟ وآنا ؟ ولد البطة السودا ؟

ضحكت أمي وقالت : كلكم حبايبي .. بس محمود رجال البيت ..

فتح عينيه بصدمة : وآنا ؟

لتقول وهي مازالت تضحك : انت رجال المستقبل ..

كلنا ضحكنا .. عدا بيان التي اكتفت بابتسامة .. غريب أمرها اليوم .. يبدو أنها ليست على ما يرام .. فلم أسمع صوتها .. لأقول لها : شسويتين اليوم بالمدرسة بيونة ؟

تبسمت : زين .. مثل كل يوم ..

لأقول : متى امتحاناتكم المنتصف ؟

لتقول وهي تضع المعلقة في الطبق : سبوع الجاي ..

قلت لها : بالتوفيق ..

لتقول : اشتغلت شنو ؟

قلت لها وأنا أرسم أكبر ابتسامة : الي تمنيته .. أرسم خرائط ..

ابتسمت بسعادة صادقة : تستاهل ..

لتقول أمي : شفت يولدي .. من صبر نال ..

هززت رأسي بإيجاب وأنا أكمل طعامي ..

==
أما أنا .. فبعد أن أنهيت عملي .. خرجت من المشفى .. وأنا أتفف .. أغلقت باب سيارتي .. وقصدت المنزل .. ركنت سيارتي .. وترجلت وأنا أخلع قميصي الأبيض .. الذي كثيرا ما أنسى خلعه .. رميته في السيارة .. وأغلقتها .. قصدت داخل المنزل .. وأنا أمشي ببطء .. وأتمنى أنهم فرغوا من الطعام .. كي لا أرى وجه أبي .. ولا أستمع لتوبيخه .. فأنا لم أتصل إليه حتى .. واكتفيت بغلق هاتفي ..

دخلت المنزل .. ومشيت في الصالة قاصدا الدرج .. لم يكونوا جالسين على الطاولة التي بالصالة .. يبدوا أنهم اليوم على الطاولة التي في غرفة الطعام .. الحمد لله .. وما إن اعتليت أول درجة .. قررت أن أصل بأسرع وقت .. كي أقلل الفرصة لوالدي برؤيتي .. خطرت الدرجات بمهارة .. ووصلت لآخر الدرج .. رفعت رأسي بانتصار .. لتلتقي عيناي بعيني أخي الخالتين من التعابير ..

همست له : هلا ..

رأيت ابتسامة يصعوبة رسمها على ثغره : اهلين ..

مشيت بجانبه قاصدا غرفتي : عن اذنك ..

ليقول لي : لحظة ..

توقفت عن المسير .. لكنني لم ألتفت إليه : خير ..

ليقول : ما بتتغذى ؟

تبسمت بسخرية : تغذيت ..

ليقول : عجل بعد ما أخلص غذا .. بجيك ..

تبسمت وأنا أسير نحو غرفتي : حياك ..

دخلت غرفتي .. أغلقت الباب .. خلعت ملابسي .. رميتها بإهمال على السرير .. تناولت فوطتي من على الكرسي .. ودخلت الحمام ..

بعد أن خرجت .. ألقيت نظرة على الساعة .. رأيتها الرابعة عصرا .. ارتديت ملابس مريحة .. ورميت جسدي على السرير .. لأنام .. لكن .. المكان أشبه بغرفة مراهقين ..

ضاق صدري .. ونهضت ثانية لأقوم بترتيب غرفتي .. سمعت طرقا على الباب .. فتحت الباب .. ودخل عادل .. رآني أقوم بترتيب المكان .. فضحك علي : تبيني أنادي الخدامة تنظف بدالك ؟

قلت وأنا أخذ الملابس المتسخة في سلة الملابس : تعرف اني ما احب أحد يدخل غرفتي .. مو تنظف بدالي بعد ..

ضحك وهو يشمر عن ساعديه : تبيني أساعدك ..

التفت له : بكيفك ..

ابتسم واتجه أولا للطاولة .. أخذ السجائر المرمية عليها .. ورماهم في سلة المهملات .. وقال لي : متى بتبطل تدخين ..

قلت بسخرية : وقت ما بتستدخم عقلك صحيح ..

ضحك بصوت عال .. ثم همس لي : تراك فاهمني خطأ ..

تبسمت وأنا أرتب سريري : طيب فهمني .. شنو الشي الصحيح ؟

ترك ما بيده .. واقترب مني : أنا هدفي أساعدها .. وربي ما أقصد شي ثاني ..

التفت له : وتساعدها بهـ الطريقة ؟

ليقول : أبوي طردهم من البيت ..

تبسمت : وهذا شي مو غريب ..

ليكمل : مو راضي يعطيهم مهلة أكثر من شهرين ..

حملت كمبيوتري المحمول ووضعته على الطاولة : لا يكون توقعت إنه بدور لهم مكان ثاني يعيشون فيه ؟

ليقول : وابوها في المستشفى ..

ضحكت : عادل .. لا تحاول تثير استغرابي .. أنا أعرف أبوك أكثر منك .. وأعرف إن محد يجاريه في الظلم .. وبتقولي إنك عطيتها مفتاح الشقة علشان تروح هي وأهلها تسكن هناك ؟ يا حبيبي اصحى .. الناس تفكيرهم مو مثلنا .. الناس ما تبي صدقة منا .. الناس رغم ما هم ما عندهم شي .. ما يملكون شي .. إلا أنهم يتعففون .. ولا قولي .. شنو بتقول لأهلها ؟

ليقول : تقولهم حبيبي عطاني الشقة نسكن فيها لين ما يفرجها الله ..

ضحكت بوجع : وانت لاعب الدور اوكيه .. يا ماما .. اصحى .. احنا في البحرين .. تبي يذبحونها ؟ اذا هي نفسها ما صدقتك .. تبي أهلها يصدقونك ؟

همس لي بعجز : بس أنا احبها ..

هززت رأسي بقوة : لا تقول أحبها .. انسى انك تحبها .. اذا تبيها .. تعيش سالمة ..

==

رنا .. أنا لازم أقول كل شي لفطوم ..

قالت لي : ما تاخذ عني فكرة موب زينة ؟

تبسمت : لا ..

لتقول : انزين شنو صار بعد ما مشى ؟

تبسمت بوجع : سألتني فطوم من هو .. قلت لها ما أعرفه .. عصبت علي .. وقالت لي إني ما اثق فيها .. قالت لي شلون تتجرأين تكلمين .. وكلام واجد .. قلت لها انتي فاهمة السالفة خطأ .. وما بيني وبينه ولا شي .. بس هي ما صدقتني .. وأنا سكت .. لأن عمار جى ..

لتقول : سوري بيان .. أنا سببت لج مشاكل ..

قلت لها : لا .. ما صار شي .. أنا المغرب .. بروح لها وبتفاهم معاها .. بس قلت أقولج أول ..

تبسمت : اوكي .. صار خير ..

أغلقت هاتفي .. وارتميت على السرير .. أنا ما إن خرجت من مشكلة .. حتى أدخل بأخرى .. لابد أن أنهي الموضوع .. قبل الاسبوع القادم .. الامتحانات على الأبواب .. ولن أفرط بالدراسة ..

أغمضت عيناي .. ليظهر بذهني هيأته .. صوته .. صحيح أنني لم أره من قبل .. لكنني استنتجنت أنه هو .. لكنني متأكدة في نفس الوقت .. أنه ليس غريبا علي .. ورأيته قبل هذا ..

نهضت من على السرير .. بعد أن خطر بذهني عمار .. لابد أن أقوم بما خططت له ..

جلست خلف شاشة الكومبيوتر .. وضعت الفلاش في مكانها .. قمت بعمل نسخ لكل محتوياتها .. وأخذت أتصفح المحادثات .. والصور .. ضحكت بسخرية .. يبدو أنه فنان في الكذب .. فنان في صيد الفتيات .. وبينما أنا اتصفح .. لفت نظري صفحة ( وورد ) .. فتحتها .. وكان فيها اسم كل فتاة .. والاسم الذي يحدثها به .. وحينما وصلت لأسفل الصفحة .. رأيت .. وصلة لموقع ..

ضغطت على تلك الوصلة .. وتفاجئت .. بأنها لتلك الدردشة التي كنت أزورها سابقا .. قمت بتسجيل الدخول .. أخذت أبحث عن اسمع بعد أن خمنت من يكون .. فمن المحادثات .. كان ينادى بأسماء عدة ..

ولحسن حضي .. رأيت اسمه [ ابليس القلوب ] .. وبسرعة .. ضغطت على اسمه .. وكتبت له في الخاص ..

[ هلا عمار .. ]

وبعد مدة أجابني [ من معاي ]

تبسمت بسخرية [ امممم .. احزر ]

ليقول [ غسان اكيد ]

ضحكت [ لا .. أنا بنت موب ولد ]

بعد ثوان أجابني [ من انتي .. أول مرة أشوف هـ النك ]

قلت له [ يعني ما تذكر أحد باسم " اتحداك " ]

ضحك [ لا .. أقول حبوبة .. تراني موب فاضي لج ]

ضحكت [ أكيييد .. عندك بنات واجد .. المهم أنا داخلة هني مخصوص عشانك .. وأضن من نكي تعرف هدفي شنو ]

ليقول [ تتحديني ؟ ]

تبسمت [ اييي .. يالله يا شاطر .. اخليك اللحين .. باي ]

==


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
قديم 7 - 8 - 2014, 03:52 AM   #20


الصورة الرمزية بحـہة بكـى

 عضويتي » 2702
 جيت فيذا » 15 - 12 - 2012
 آخر حضور » 2 - 11 - 2014 (08:40 PM)
 فترةالاقامة » 4390يوم
مواضيعي » 203
الردود » 4733
عدد المشاركات » 4,936
نقاط التقييم » 145
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 المستوى » $51 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور بحـہة بكـى عرض مجموعات بحـہة بكـى عرض أوسمة بحـہة بكـى

عرض الملف الشخصي لـ بحـہة بكـى إرسال رسالة زائر لـ بحـہة بكـى جميع مواضيع بحـہة بكـى

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

بحـہة بكـى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وش رجعك ؟ الكاتبة بقايا امل



حل المساء .. وأنا مسترخية على سريري .. أذاكر دروسي .. حينما سمعت صوت الخادمة .. وهي تطرق الباب : دخليي ..

فتحت الباب : ماما .. هذا ماما بيان تحت ينتظر انت ..

نهضت بسعادة : طيب ..روحي سوي كوبين عصير .. وجيبي كاكو وجبس .. اوكيي ..

هزت رأسها بإيجاب .. ونزلت مسرعة من على الدرح .. ورأيتها تضحك مع أمي وأبي ..

لأقول " ســـلام عليكم "

التفت الثلاثة إلي وردو السلام .. مددت يدي لبيان : قومي فوق ..

لتقول " برى أحسن "

هززت رأسي بإيجاب .. وخرجنا من المنزل .. جلسنا على العشب .. لتقول وهي تلتفت لي : فطوم .. أنا ما قلت لج السالفة لأن ما تخصني .. وأنا استأذنت من رنا بأني بقول لها علشان تفهميني ..

تبسمت : سوري بييييون .. ما كنت أقصد بالكلام الي قلته .. وأنا ما ودي أعرف شي ..

قالت لي وهي تبتسم : الي شفتينه هذا متعرفة عليه رنا .. وتكلمه بالفون .. صار لهم ثلاث سنين ..

وبعد أن قصت علي .. تفاجئت وقلت لها بذعر : بيان .. خافي على روحج .. لا تتهورين .. انتي شفتي شلون عرفج ..

لتبتسم : بذمتج .. أشوفها متورطة .. وما اساعدها ؟ حتى لو تأذيت أنا .. يكفي إنها بخير .. أنا ما بجذب وبقول لج إني مو خايفة .. خايفة .. وخايفة واجد .. بس شلون بضرني ؟ ما عنده شي يضرني فيه ..

لأقول لها : صحيح كلامج .. بس ولاد النعمة دائما يستغلون فلوسهم ومركزهم بتأذية خلق الله .. ويضنون بفلوسهم بيتشرون كل شي ..

لتقول : هذي الدنيا .. ما قلت لج ..

قلت لها : شنو ؟

ضحكت : اليوم كلمت أخوج الفاضل على الجات .. تصوري .. أخوج وراه بلاوي .. عنده صور بنات .. والمحادثات .. هههههههههههههههه .. حدث ولاحرج ..

لأقول : خليييج منه .. تراه بايع ومخلص ..

لتضحك : ما بخليييه .. خله يتأدب أول .. ويعتذر .. بعدييين ..

قاطعتها وأنا أرمي برأسي على قدميها : لا تحلمين واجد ..

==

تمر الأيـــام .. يوما بعده يوم آخر .. وتتحرك عقارب الساعة .. من دون توقف .. ويمضي العمر .. ونحن نتفرج .. نذنب .. ونتوب .. نبكي ونضحك .. وتستمر الحيـــــــــاة .. بروتينها الممل ..

بعد اسبوع كامل .. جاء يوم الأحد .. والطالبات في صفوفهن يمتحنون .. وبعد عدة ساعات .. حرجن من الفصول .. فالفسحة بدأت .. وهناك ..

رنا : خلاص .. اقتنعت بالشقة ..

لتقول فطوم : جنيتي انتي ؟

قلت لها بضيق : وشنو الي قنعج ؟ تهديدات عادل ؟

تبسمت بضيق : لا .. أبوي لين اللحين ما صحى .. وما بقى شي من المدة .. يعني ننتظر لين ما أغراضنا تترمى بالشارع ؟

لتقول فطوم : وشنو بتقولين لأمج ؟

قالت بحيرة : ما ادري .. هذا الي افكر فيه ..

قلت بعد أن خطرت على ذهني فكرة : شرايكم .. اليوم نمر أبوج المستشفى .. وأقول لأمج انها شقتنا .. وبنعطيكم وياها أجار ؟

تبسمت : وتتوقعين عادل يخلينا في حالنا ؟

لتقول فطوم : مو انتي قلتي انه طول هـ السبوع ما كلمج .. ولا جى لج البيت .. بس يدز لج مسجات بأن توافقين .. خلاص .. هو يبيكم تنتقلون هناك .. أضن بعدين ما بسوي شي ..

لأقول أنا : وليش مصر لهدرجة ؟ أصلا هو ليش يبي يساعدكم ..

قالت بوجع : يقول لي يحبني .. بس صعب أصدق .. لأن طريقة اصراره ومساعدته خطأ .. وما استعبد يسوي شي دام أبوه دنيء لهدرجة ..

تبسمت : فطوم تعرفين أبو أحمد ؟ وتعرفين أي كثر حقير ومنحط ؟ وشفتي أحمد .. وشفتي أي كثر طيب ..

تبسمت فطوم : اييي .. رنا .. مو شرط .. يمكن يكون صادق بكلامه ..

هزت كتفيها بحيرة : ما ادري .. المهم عندي .. اليوم تجون المستشفى .. وتكلمون أمي ..

==

أما أنا .. فما زلت أرسم في أول خريطة .. وأنا أتطاير فرحا .. أخذت المسطرة .. وأنا اللتفت لحسين : شفيك اليوم الدنيا مو سايعتنك ؟

ضحك : احم .. بصير أبو ..

تبسمت : صدق .. الف الف مبروووك ..

تبسم : الله يبارك فيك .. عقبالك ..

ضحكت بقوة : يا اخي ارحمني توني ثنين وعشرين سنة ..

ضحك : يعني بذمتك .. احساس الأبوة مو حلو ؟؟


تبسمت : إلا .. بس أنا اللحين أحس فيه يمكن ..

ضحك : شلون ؟

قلت له : أنا مسئول عن خواتي الصغار .. عمرهم 3 سنوات .. ويعاملوني كأني أبوهم .. وأعاملهم كأنهم بناتي ..

تبسم : توأم ؟

هززت رأسي بإيجاب ليقول : يا رب .. أبي توأم ..

ضحكت : أنا مثلك أتمنى .. احسهم يهبلون ..

وما إن أتممت كلامي .. حتى طل علينا رجل .. يبدو من هيأته أن له شأن كبير هنا .. التفت لحسين .. لينهض له حسين احتراما .. صافحه .. وطلب من الجلوس على مكتبه .. أما أنا فواصلت عملي .. وكأنني لم أره .. لأني لم أرتح إليه مطلقا ..

ليقول الرجل : انت الموظف الجديد الي مازن يتكلم عنه ؟

رفعت رأسي ناحيته وابتسمت : ايي نعم .. ما عرفتنا عليك ؟

ضحك بخفة .. والتفت لحسين الذي بدا على ملامحه الحرج : ما يعرف من أنا ؟

لا أعلم لما طرى على ذهني وليد وهو مندهش حينما لم أعرفه لأقول للرجل : شكلك مسئول كبير .. أو من هـ القبيل .. ( وغمزت له ) لك هيبة ..

ضحك ثانية وقال حسين : هذا شريك الوالد .. عبدالله .. أبو جاسم ..

تلاشت ابتسامتي .. دائما أعرض نفسي لمواقف محرجة .. تبسمت له : هلا فيك .. نورت المكتب ..

تبسم : شسمك ؟ باين عليك طيب وخفيف دم ..

تبسمت : من طيب أصلك ..

ليقول : ما عرفتنا على اسمك ؟

قلت له : محمود ..

نهض من كرسيه .. وأخذ ينظر إلى الخريطة التي أرسمها .. وبعد هدة ثوان رفع رأسه مندهشا : انت راسمها ؟

تبسمت ببلاهة : ايي ..

ليقول : ما شاء الله عليك .. شاطر ..

ليقول حسين هذه المرة : تصدق عمي .. إن عنده بس دبلوم .. لكنه واجد دقيق .. وأفكاره ممتازة ..

ليقول : الإنسان ما يقاس بشهاداته .. يا ما ناس عندهم شهادات ومو فالحين في شي ..

==





أغلقت باب غرفتي بعد أن ارتديت ملابسي .. وحملت كتاب المحاسبة .. فغدا سنمتحن فيه .. قصدت غرفة محمود .. طرقتها .. ليطل ويحمل مفاتيحه وهاتفه ومحفظته .. طلب مني اللحاق به .. وركبنا السيارة .. وهو بين الحين والآخر .. يرمق هاتفه .. سألته : محمود .. هـ الأيام انت مو طبيعي .. كل مسرح .. وبالك مشغول ..

التفت لي وهو يبتسم : بلعكس .. أنا هـ الأيام واجد مرتاح .. الحمد لله الشغل ماشي زين ..

قلت له : ويعني ما فيها شي حياتك غير الشغل ؟

ضحك : تبين فيها شي غير مثل شنو ؟

تبسمت وعمزت له : الجنس النـــاعم ..

ضحك بشدة هذه المرة لأقول له : محمـــود .. خاطري في مرت أخو ..

ضحك ثانية : شتبين فيها ؟

تبسمت بسعادة : على الأقل تقعد معاي في البيت .. تسولف وياي .. تونسني ..

رأيت ابتسامة حطت على ثغره : وفطوم .. ما تكفيييج ؟

ضممت ذراعه بعد أن خطر بذهني فطوم : ليش ما تاخذ فطوم ؟

لينفجر ضحكا : أقـــول .. تراني عطيتج واجد معطيج وجه ..

عبست له : صدق صدق .. جاوبني .. فطوم .. خذها والي يسلمك .. كل الناس أخوانهم يحبون صديقاتهم .. والي يسلمك .. فكر في الموضوع ..

ليبتسم : وما عندج صديقة غيرها ؟

قلت له : وفطوم ليش مو عاجبتك ؟

ليقول : أنا ما من فهمت على الدنيا .. إلا وعندي اختين .. انتي وهي .. اللحين بذمتج تبيني آخذها وأنا احبها مثلج ؟ وبعدين انتي تعرفين ان يعقوب خالها في باله ..

اتسعت ابتسامتي : قالك ؟

ضحك : وانتي شعلييج ؟

قلت وأنا أضحك : ومحد خالني في باله ..

ضحك بقوة .. وأوقف السيارة بجانب منزل خالتي وهو ما يزال يضحك .. صرخت عليه : هيييييي .. يالسخيييييييف .. ما يضحك ..

ليشير لي بيده بأن أنزل .. نزلت من السيارة .. وأغلقت الباب بقوة وأنا أتطاير غضبا .. وما إن هممت بفتح الباب .. حتى رأيت عماد يطل خارجا وهو يبتسم ..

ليفتح محمود الناقذة .. ويصرخ وهو يضحك : بياااان .. هذا .. ههههههههههههههههه ..

صرخت عليه : اسكت ..

ليقول عماد : شصاير ؟

قلت له بغضب : مالك دخل ..

==

كنت جالسا في حديقة المنزل .. بين يدي كمبيوتري المحمول .. أتصفح بعض المواقع .. وموجود في " الجات " أنتظر دخول تلك التي تتحداني !

وبينما أنا في قمة تفكيري وانشغالي .. تراءى لي أنني سمعت صوت صراخها .. وفعلا .. دخلت .. ووجها محمر .. ناديتها : بيـــان ..

لترمقني .. وتواصل طريقها لداخل المنزل .. من دون أن تتفوه بحرف ..

وبعد ربع ساعة .. أتت ومعها فطوم .. وكليهما غاضبتان ..

قلت بذهول : شفيكم ؟

لتقول فطوم : محمود .. توه متصل لبيان يقولها تأخرتي وصادني شي ضروري ومشى عنا ..

ضحكت بخفة : انتوا وين تبون تروحون في هـ العصر ؟

لتأتي فطوم وتجلس بجانبي : صديقتنا أبوها في المستشفى .. وقلنا له بنجي نزورها .. مو عدلة .. صار له مدة مرقد ..

تبسمت بسخرية : متاكدة أبوها ؟

لتدخل بيان في الخط : بتودينا اللحين ولة لا ؟

يبدو أنها غاضبة فتبسمت لأرفع ضغطها : ما جاوبتوني ..

لتقول فطوم : عمار .. يعني بنروح لمن ؟ تعال معانا وشوف ..

أغلقت كمبيوتري .. ورمقتهما .. وقلت بهدوء : انزيين .. بروح ببدل وبجي ..

==

التفت له بعد أن أوقف السيارة جانب البحر وقال : أسمعك .. شيبي الوالد منك ؟

ضحكت بخفة على كلمة " الوالد " وقلت : يبي يسوي معاي صفقة ..

رأيته متسائلا : صفقة ؟

تبسمت : اييي .. قبل شوي .. جاني الغرفة .. يمكن كانت هذي اول مرة يزورني .. هزأني ليش ما جيته الشركة .. وليس ما اتصلت فيه وليش تلفوني مسكر .. وآنا مسكره أصلا علشان ما اسمع صوته .. وبعدها قالي اني فوت علي فرصة بأني أشوفها ..

قال متسائلا : منهي ؟

قلت له وأنا أضحك : زوجة المستقبل !

لمحت علامة استفهام وتعجب كبيرة على ملامحه فواصلت كلامي بوجع كبير : شفت شلون الوالد حنون وطيب القلب .. يبيني أشوفها قبل ما أملج عليها .. يقول .. إن أبوها داخل معاه بصفقة .. ولازم يربح هـ الصفقة لأن وراها ملايين .. واذا أنا أخذت بنته .. وصرنا نسايب .. أبوي بيكسب الصفقة ..

رأيت ابتسامة باهتة على فمه : والمقابل ؟

ضحكت هذه المرة ولكن بصوت مرتفع : المقابل .. هو إنه بيكتب شكرته الموجودة بلأردن باسمي ..

ليقول : بس ما قلت لي إن وليد يديرها ؟ وهو ساكن هناك علشان هـ الشركة ؟

لأضحك ثانية : شفت شلون ؟ حتى ولده .. إلا لو يقوله قط روحك في النار يسوي .. يخونه .. ويبي يعطيني الي وعد به وليد بس علشان مصلحته ..

ليجيبني : وشنو رديت عليه ؟

التفت للأمام حيث البحر وقلت : قلت له لو ما ألاقي حتى دينار بجيبي .. ما باخذها .. عصب علي علي .. وقال لي اني عاق .. وكـ العادة .. خل محمود ينفعك .. أنا أبي أعرف ليش كل شي يصير في حياتي يدخلك فيه ؟

ليضحك : يغار مني ..

تبسمت وأكملت : وقال انه ما بساعدني في شي .. ولا اطلب منه شي .. والود وده يرميني في الشارع .. بس قلبه ما يسمح له .. قلت له دام بنتك .. رميتها .. مو بعيدة ترميني معاها .. وعصب .. وطلع ..

التفت له .. فابتسم لي : ما عليه .. هذا امتحان من الله لك .. يبي يشوفك تصبر ولة لا ..

تبسمت : الله كريم .. ( لأذكر ما خططت له ) اييي .. دبر لك اجازة شهر ستة .. تراني حجزت لك موعد خلاص ..

لأرى ابتسامة خالية الملامح حطت على ثغره : ليش تسرعت ؟

قلت له بضيق : محمود .. ترى والله بزعل منك .. تراني أبي أفرح فيك ..

ليضحك : ليش متفقين علينا اليوم ؟

قلت باستغراب : ما فهمت ؟

ليقول وهو يبتسم : قبل ما تتصل فيني كنت بوصل بيان وفطوم المستشفى يزورون صديقتهم .. بس اتصلت فيني ومشيت عنها .. حرقت تلفوني .. بس طرشت لها مسج أقول لها ليش مشيت عنها .. لأني رديت بتتمسكن .. وبتزعل ووو ..

تبسمت : مسكينة .. كان وصلتها وبعدين مريت علي ..

ليبتسم : أكييد وصلهم عمار .. بيان ما تعطل .. المهم .. تقولي خاطري في مرت أخو ..

لأضحك بخفة : حقق لها آمالها ..

ليقول : ولا بعد .. محددة العروس .. بنت خالتي .. صديقتها .. أذكر إني أسحب شعرها .. وألعب معاها .. ما خطر في بالي يوم إنها غير اختي .. وهي تقول كل الناس الصديقة تاخذ الأخو ..

ضحكت على تفكيرها : اختك فن .. اهي بعمر دعاء .. بس اذا اشوفها .. أحسها أصغر بواجد ..

ضحك : يمكن من تفكيرها الساذج ..

تبسمت : لا .. احسها واجد عفوية ..

==




جلست على الكرسي .. بجانب فطوم .. وأنا ابتسم لأم رنا .. التي تقدم لنا قطع الشوكولا .. تناولت قطعة : مشكورة ..

تبسمت : حاضرين .. تعبتون روحكم ..

لتقول فطوم بابتسامة : لا خالتي .. ما في تعب ولا شي .. الناس لبعضها ..

وبعد عشر دقائق تقريبا .. اتصل عمار بفطوم وقال لها بأنه واقف أمام الغرفة ..

فقررنا النهوض .. وأنا مرتبكة .. لا أعرف كيف أقول لأم رنا بأمر الشقة .. وكيف أعطيها المفتاح .. لكن دخول عمار .. هو ما أراحني قليلا .. حينما قبل رأس أبو رنا النائم .. بعد أن عطوه القرص .. وتحدث قليلا مع أم رنا .. وطلب منا الخروج !

وقبل أن أخرج .. همست لي رنا : قولي لها .. شتنطرين ؟

قلت لها بنفس الهمس : ما اعرف شلون ..

اتجهت نحوها .. ودعتها .. ولكن قبل أن أخرج قلت لها : خالتي .. طالبتج .. قولي تم ..

تبسمت لي بحنان : تدللي ..

تبسمت بإحراج .. وأخرجت من حقيبتي المفتاح الذي أعطتني إياه رنا في المدرسة .. ووضعته في كف أم رنا : هذا مفتاح شقة من شققنا .. والمستأجرين طلعو .. رنا قالت لنا بالي صار .. فأنا أقول دام اللحين ابو رنا بالمستشفى .. والأيام تمشي .. والمدة تخلص .. لو تنتقلون .. تعيشون فيها لين ما يفرجها الله ..

لتقول لي بوجع كبير : مشكورة يبنيتي .. ما يحتاج .. ( وحاولت وضع المفتاح بكفي لكنني رفضت ) ليش تكلفين على روحج ؟

قلت لها بابتسامة صادقة : لا كلافة ولا شي .. وبعدين احنا أهل خالة .. ومثل ما قالت فطوم الناس لبعضها ..

تبسمت بألم : طيب كم تبون الأجار ؟

قلت لها بارتباك لأنني اساسا لم أرى الشقة لأسعرها لكن .. ما دام أنها لذاك المغرور .. فلابد أن تكون واسعة .. لكن .. لابد من مبلغ يستطيعون تأمينه .. لأبتسم : والله ما ادري .. انتو شوفوها .. اذا عجبتكم .. بسأل أبوي ..

بعد عدة محاولات .. رضخت للأمر الواقع .. ودعناهم


 توقيع : بحـہة بكـى



رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة, بقايا, رجعك

جديد منتدى همس للقصص وحكايات وروايات

وش رجعك الكاتبة بقايا امل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: وش رجعك الكاتبة بقايا امل لموضوع: وش رجعك الكاتبة بقايا امل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية جثة في المكتبة الكاتبة جاثا كريستي همس الشوق همس أجاثا كريستي 3 25 - 1 - 2024 10:00 PM
الكاتبة البريطانية غاثا كريستي ملكة الغموض والجريمة ورائدة الروايات البوليسية همس الشوق همس أجاثا كريستي 3 19 - 1 - 2024 10:27 AM
وش رجعك بالله بعدك تبيني هيبة أنثى همس الشعر والقوافي 10 16 - 9 - 2013 06:38 PM
وش رجعك توني بديت اقوى همسه همس عالم حواء 9 3 - 2 - 2013 03:53 PM
على بالي حبيبي اغمرك ماتركك اسرقك ما رجعك عشق.. همس موبايلات الاندرويد 13 8 - 12 - 2011 09:04 AM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 02:03 AM



شبكة همس الشوق ترحب بكل العرب

SEO by vBSEO